أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم فاطمه الألفي

      

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الرابع والثلاثون 34 

بقلم فاطمه الألفي



عندما وجدته أمامها ابتسمت رغما عنها واغمضت عيناها مره اخرى لتعود تفتحها بصدمه لتنظر أمامها تبحث عنه  فلم تجد أحد ، ظنت أنها تحلم به فعادت للنوم مره اخرى وعلى ثغرها ابتسامتها العذبه ..


كان يقف بشرفتها يتطلع إليها بحب وعندما تاكد انها عادت للنوم مره اخرى قرر تركها والعوده لمنزله ليعيش مع الذكريات التى جمعته بزوجته داخل عشهم الصغير ...

نظر حوله يحاول أن يستجمع قوته لكى يلقى بنفسه من شرفتها ، تسلل السور ونظر للاسفل وهو يحاول النزول برفق دون أن يحدث أى جلبه بالمكان ، ثم قفز بلياقه ليهبط بالحديقة وهو يسترد انفاسه وهو ينهض من الأرض ويحاول الاعتدال فى وقفته ، والقي نظره اخيره لأعلى مكان غرفتها وبعد ذلك استقل سيارته عائدا لمنزله ..

**********

داخل شقته كان شاردا بتلك الفتاه التى وبخته عندما التقت به ، حاول كثيرا التقرب إليها ليحاول إصلاح ما أفسده ولكن هى دائما تتجاهله وهذا ما جعله لم يفكر إلا بها ،فقد استحوذت على كل تفكيره خلال الفتره الاخيره .

 توجه للفراش وألقى بنفسه وهو يحاول اغماض عيناه بقوه ليمنعها من رؤيه تلك الفاتنه التى تقتحم خياله ، يحاول أبعادها عن تفكيره ولكن هيهات فهى تاتيه أيضا باحلامه .

- وبعدين بقى انتى ليه مش عايزه تخرجي من راسي ، ليه بشوفك قدامي فى كل حته ، حتى النوم طيرتيه من عينيه من يوم مالقاتك وبعدين بقى اعمل ايه يا ربي فى البت دي ، لا واللى زاد وغطى بقى أنها ولا هى هنا كأنها مش شيفاني خالص متعمده تتجاهلني ، بس مش على هشام وراكي وراكي يا ام عيون دباحه .

ابتسم وهو يحدث نفسه وحاول أن يذهب فى النوم على أمل أن يلتقي بها فى الغد ويعيد المحاوله لفتح باب للحديث معها والتعرف عليها عن قرب ...

***********

أما عن سيف فقد طلب من الجده زينب تأجيل موعد الزفاف بسبب زوجه ابن عمه وخلال تلك المده يحضر منزل الزوجيه الخاص بهم ، وافقته اميرته على كل ما ينوي فعله وأصبحت أيضا تلازمه بعمله فقد اقترح عليها أن تظل جانبه وتصبح السكرتريه الخاص به ، وهذا ما جعله لم يفكر الا بها ويزداد تعلقا وحبا بها واصبح يعيش الحب والسعاده لاول مره بحياته وكأنه لم يذق طعم الحب ولا السعاده من قبل ..

***********

بدءت ريم بمرحله الوحم أصبحت ببدايه الشهر الثالث ودائما تطلب من زوجها جلب الاشياء التى تشتهيها بحجه الحمل والوحم وهو ينفذ لها جميع متطلباتها .

كان يغط بنوم عميق ولكن استيقظ على صوت زوجته المُلح عليه 

- عمار  عمااار  عماااار 

- امممم عايزه ايه يا حبيبتي سبيني انام انا راجع تعبان جدا 

ريم بضيق : انت هتنام وتسبني قوم اقعد معايا أنا مضايقه اوى يا اخي وانت طول اليوم بره ، حس بيه شويا

نهض من الفراش باستسلام : وانا اجيب مين يحس بيه 

- بقى كده يا عمار مابقتش تحبني زى زمان ، عشان أنا بقت طلباتي كتير صح ، بس لعلمك بقى أنا مابطلبش حاجه لنفسي أنا بطلب لابنك 

نظر لها باستنكار : فعلا يا حبيبتي انتي نسمه كده مابتطلبيش حاجه خالص لنفسك ، ابن الكلب ده هو اللى مجنن امي ، وياترى طالب ايه المره دي 

ابتلعت ريقها بشهيه : نفسي فى الحوواشي يا عمورى 

نظر لساعه يده وجدها الثانيه صباحا : حوواشي دلوقتي يا ريم 

- ماليش دعوه بقى ابن

- بس خلاص عرفت ابني اللى طالب ، يبق ضمنت مافيش نوم انهارده كمان ، بقولك ايه ماتكلمي حبيبه تحاولي ترجعيلها ذاكرتها كده واهو تسألي شويا وتنسي حكايه الاكل بالليل دي 

نظرت له بضيق: انت مش عايز تجبلي اللى نفسي فيه عايز الولد يطلع فى وشه رغيف حواوشي

ضحك بقوه : رغيف ايه وجنان ايه انتي بتصدقي فى الخرفات دي يا حبيبتي اللى بيقول كده يبقى واحد فاضي ، وبعدين أنا خايف عليكي ده اكل دسم وتقيل عليكي وبعد ماتاكلي ترجعي ليه كل ده تنامي خفيف كده احسن وتسبيني انام أنا كمان يا مفتريه عايز انام ساعه واحده بدون ماكل شويا تصحيني

انسابت دموعها : نام يا عمار مش عايزه منك حاجه وانا اتفلق عادي جدا 

لم يتحمل دموعها ، ضمها لصدره وظل يمسد على شعرها برقه : طب انتي بتعيطي ليه دلوقتي والله هنزل اجبلك اللى انتى عايزاه انتى والبيه اللى هيشرف ده ، بس ماتعيطيش ياقلبي أنا بجد خايف عليكي من الحموضه والترجيع

- نظرت له بتردد : خلاص مش عايزه 

ابتسم لها برضا وقبل رأسها : طب نامي بقى يا قلبي 

- انت ما صدقت أنا بس غيرت رائى ومش عايزه حواوشي فعلا ممكن يعملي حموضه انا عايزه جاتوه وسفن بس كده 

تنهد بضيق : جاتوه وسفن اممم 

نهض من الفراش بنفاذ صبر ولم يبدل ملابسه التقطت مفاتيح سيارته وحافظه النقود وترك المنزل وهو يحدث نفسه 

- أنا كان مالي ومال الجواز أنا كنت عايش لوحدي ولا حد ينكد عليا ولا يطلب مني طلبات غريبه فى وقت اغرب ، ده الحظ ده يا ربي وكل شويا ابنك ، ابنك ، ده لسه كمان ماشرفش البيه امال لم يشرف هعمل أنا ايه الصبر يا رب من عندك ، الستات دول كائن غريب جداً

استقل سيارته متوجهه إلى إحدى المتاجر الخاصه بالحلوى وانتقى لزوجته الحلوى التى تفضلها وايضا جلب لها الجاتوه التى تفضله بنكهه الشكولاته ، وأثناء عودته تذكر أمر الحوواشي فذهب لمطعم متخصص بعمل السندويتشات من الكبده والسجق والحواوشي واشتري لها جميع ما تشتهيه ، وبعد ذلك استقل سيارته عائدا لمنزله وهو يحمل بيده حقائب الاكل .

وخلال نصف ساعة كان يدلف لشقته وهو يحمل الحقائب متوجها إلى المطبخ ليحضر لزوجته كل ما لذا وطاب ووضع لها الاكل والمشروب الغازي أعلى صينيه وحملها ودلف لغرفه النوم .

وجدها كالعاده قد غفت مكانها ، وضع الصينيه جانبا واقترب منها بهدوء ليوقظها .

- ريمو حبيبي اصحى جبتلك كل الاكل اللى طلبتيه واللى مش طلبتيه كمان ، يلا بقى ياقلبي قومي كلي 

إجابته بنعاس : سبني انام يا عمار مش عايزه حاجه 

عمار بإصرار : لا والله لتقومي تأكلي مش بعد كل ده تنامي 

ريم بكسل : لو صحيت مش هعرف انام تاني وانا ماصدقت 

عمار بتنهيده : ولا أنا هعرف انام بعد لم صحتيني ، عقابا ليكي بقى تقومي تقعدي معايا وتاكلي ، أنا جبتلك حووشي وكبده وسجق كمان ، لا ولا الحلو جبتلك الكنافه بالمانجه اللى بتحبيها والجاتوه اللى طلبتيه يلا بقى 

- هتاكل معايا 

ابتسم بحب : هاكل ياقلبي معاكي عشان اقتح نفسك ولو أن عارف انها مفتوحه لوحدها هههه

قبلته بحب أعلى وجنته : غلس انت اوى بس بموت فيك 

عمار بحب : وانا ايه مصبرني عليكي وعلى جنانك غير أن بعشقك وبموت فيكي ، قبل رأسها بحنان 

- ربنا يباركلي فيكي وفى ابننا يارب وتقوملنا بالسلامه  

***************


فى الصباح بمطار القاهرة الدولي كان يستعد لرحلته بعد نصف ساعة سوف تقلع الطائره متوجهه إلى مطار اسطنبول وسيعود بعد اسبوع ، فقد قطع إجازته بعد أن تحسنت حاله شقيقته قليلا ، أراد أن يبتعد عن الانسانه الوحيده الذى دق قلبه لها ، فقد كان مخطى عندما احبها دون أن يعلم عنها شيئا وعليه الان التراجع عن هذه المشاعر التى نبضت بداخله فليس من حقه الآن أن يفكر بها بعد أن علم بزواجها ولذلك قرر البعد ليرغم نفسه على النسيان ..

قبل أن يصعد للطائره تقابل مع صديقه .

- على فين يا كابتن كده هتسافر من غير ماتودعني 

التفت إليه بهاء وصافحه بقوه 

- اشوف وشك على خير 

- ايه ده استنى بس لسه بدري

نظر لساعه يده : لا يادوب اطلع الطياره الاقلاع بعد نص ساعه

شهاب بتردد : طب طمني عن احوالك الاول 

تنهد بهاء ثم حدثه بجديه فهو يعلم ما يرمي إليه صديقه :

- تمام ماتقلقش عليا أنا هاخد وقت على ماانسى بس هتعدي ماتقلقش على صاحبك ، صاحبك جامد 

شهاب بابتسامه أشار إليه لينظر أمامه : بس ركز انت فى الحته اللى قدامك دي وانت هتنسى حتى نفسك 

نظر أمامه ثم عاد ينظر لصديقه بضيق : مش سهل عليا يا شهاب ، ماينفعش حد يدخل قلبي دلوقتي مش عايز اظلمها واظلم نفسي

شهاب بجدية : انت حبتها اوى كده 

بهاء بأسف : مش عارف ازاى ده حصل وفى وقت صغير بس ده الواقع ، بس خلاص مابقاش من حقي حتى افكر فيها وعشان كده عايز ابعد ، مش عايز اشوفها قدامي تاني ، شروق اتعلقت بيها واكيد هتكمل علاجها وانا مش مستعد خالص اشوفها واخون نفسي واخون ياسين حتى لو بنظره أو مشاعر جوايا تتحرك لمراته

ربت على كتفه : معاك حق وربنا يعينك على اللى جاي ، سلام يا صاحبي

بهاء : سلام 

توجه هو بدوره إلى الطائره ليستقل بالكابينه المخصصة لقيادتها ووجد شذا مساعد الكابتن تجلس بالمقعد المجاور له ، ابتسم لها بود 

- صباح الخير يا كابتن 

عندما استمعت لصوته ابتسمت بسعاده وهى تجيبه : صباح الخير يا كابتن بهاء 

استعد لقياده الطائره بعد أن تأكد من حضور الجميع والجلوس بإمكانهم والالتزام بوضع حزام الامان لتقلع الطائره من مطار القاهرة الدولي متوجهه إلى مطار اسطنبول فى تركيا ...

"**********

عندما استيقظت ابدلت ملابسها وصلت فرضها وكانت تهم بالخروج من غرفتها .

وعندما غادرت الغرفه وجدت زوجه عمها أمامها 

- عامله ايه يا حبيبتي ، أنا كنت جايا اطمن عليكي 

استغربت حبيبه من اهتمام زوجه عمها وقلقها على صحتها ولكن لم تظهر لها ذلك فابتسمت بود وهى تخبرها انها بخير 

- الحمدلله يا طنط بخير 

فريال بابتسامه : يوسف وحازم فى الجنينه أخرج شمي هوا 

نظرت لها باندهاش فتلك اول مره تطلب منها التقرب لأبناء عمها ، كانت دائما تحاول أبعادها عنهم رغم أنها تكن لهم الحب والاحترام.

هزت راسها بالايجاب وتركتها 

تقابلت بعمها أثناء هبوطها الدرج ضمها لصدره بحب وقبل جبينها

- صباح الخير يا عمو 

- صباح الخير يا قلب عمو ، عامله ايه انهارده

ابتسمت له بحب : الحمدلله  ياحبيبي بخير 

- يارب دايما ياقلبي ، تعالى يلا نفطر سوا عشان تاخدي علاجك

- معلش يا عمو ماليش نفس دلوقتي ، أفطر حضرتك وانا هبقى اكل اى حاجه بعدين 

- ماينفعش كده يا حبيبه لازم تهتمي بصحتك واكلك يا بنتي ، انتى لسه بتاخدي علاج وفى فتره نقاهه بعد العمليه ماينفعش تهملي كده 

ابتسمت له وقبلت وجنته : حاضر يا حبيبي والله هاكل بعدين دلوقتي بجد مش قادره ، أنا هقعد فى الجنينه شويا طنط قالتلي أبيه حازم ويوسف فى الجنينه هروح اقعد معاهم

- ماشي يا حبيبتي 

غادرت الفيلا متوجهه إلى الحديقه ..

""""""""

كان يتحدث مع شقيقه بأمر زواجه 

- ها قولت ايه يا حازم 

حازم بجديه : مش عارف اقولك ايه يا يوسف ، هى فرح فعلا صعبانه عليا أنها عايشه لوحدها 

قاطعها يوسف : كمان مش عارف اقعد معاها واطمن عليها هى ودنيا ، لازم نتجوز بقى وانا بجهز شقه فى الكومبوند وخلاص فاضل تشطيبات بسيطه

تحدث باهتمام : خلاص ماتقلقش هتكلم مع بابا ونحدد ميعاد مناسب للفرح ، انت ناوي تعمل فرح ولا ايه النظام

يوسف بابتسامه : طبعا ناوي اعملها فرح ماحصلش عايز افرحها دي ليله العمر ومن حقها يتعملها اكبر فرح كمان 

حازم بابتسامه : تمام يا جو ، ربنا يسعدكم

اقتربت منهم فى ذلك الوقت ..

- صباح الخير 

حازم بسعاده : صباح الفل والياسمين ياقلبي 

يوسف يغمز لحازم ويهمس له : خف شويا عشان ياسين على وصول 

جلست حبيبه بجانبهم وتبادل حازم النظرات الغامضه لشقيقه .

ابتسم يوسف وحدث صديقه : انا مالي هو عزم نفسه على الغدا أقوله لا مايصحش طبعا وانهارده اجازه بقى مافيش شغل

نظرت له بجديه : انت بتشتغل يا يوسف 

يوسف بابتسامه : ايوه شوفتي ابن عمك اتغير ازاى ، بقيت بشتغل  فى شركه بابا وملتزم كمان فى شغلي وبطلت العربده ههههه بقيت شخص تاني خالص غير يوسف اللى انتى تعرفيه

علت ضحكتها وهى تتحدث بذهول : بجد وسبت شلتك الفاشله دي خطوه حلوه اوى وياتري ايه سبب التغير المفاجئ ده بقى وراه حد معين 

يوسف بضحكه خافته : طول عمرك ذكيه يا بيبو ، فعلا ورا كل ده حد معين بس هقولك عليه بعدين 

كان يستمع لتلك الحديث ويبتسم عندما رآها تبتسم وتتحدث بطبيعتها .

تنحنح ثم اقترب منهم  ليرحب به حازم ويوسف وهو يصافحهم جميعا .

وعندما نظر لمحبوبته وجدها تنظر له وعلى ثغرها ابتسامه ساحره ، تاه بعيناها ومازال يمسك بكفها وهو يبتسم لها بحب 

- ازيك يا حبيبه

شعرت بالخجل من نظراته المصوبه إليها وابعدت يدها بهدوء وهى تجيبه برقه : الحمدلله 

جلس مقابل لها وظل يتطلع إليها من حين لآخر 

ارسل إليه يوسف غمزه وابتسم بمشاكسه ووجه حديثه لحبيبه : ايه رايك يا بيبو مش كنتي عايزه تعرفي السبب أنا نويت احكيلك

حبيبه بفضول : وانا عايزه اسمع بجد 

ضغط على قدمه بقوه ونظر له بحده وهو يتكى على اسنانه بغيظ ويحاول رسم البسمه 

- ابق اعملها عشان اقتلك مكانك 

احم احم ، اخ أنا افتكرت ورق مهم لازم ارجعه ، معلش يا حبيبه نتكلم بعدين 

بعد اذنك يا ياسين انت مش غريب البيت بيتك 

ابتسم له بارتياح : شوف شغلك انت يا يوسف 

شعر حازم بأنه يريد فرصه لتقرب من زوجته فترك له المكان وتصنع الانشغال بمكالمة هاتفيه .

نظر لحبيبه قبل أن يغادر المكان : خليكى مع ياسين على ما اعمل مكالمه مهمه ماشي 

هزت راسها بالايجاب ..

ابتسم لها واراد فتح مجال للحوار بينهم 

- حازم قالي انك معالجه نفسيه مش كده 

إجابته بهدوء : ده حقيقي بس لسه يعنى مش ممارسه

- ينفع اكون اول مريض تعالجيه

نظرت له بصدمه : نعم ، مش فاهمه 

تنهد بحزن : محتاج اتكلم مع حد ويفهمني ومافيش قدامي غيرك ، أنا اول مريض ومحتاجلك ، اقصد محتاج استشارتك

حدثته برقه : وانا تحت امرك

ياسين بجديه : ايه اول حاجه المفروض الدكتوره النفسيه تستخدمها مع المريض

حبيبه بجديه : اول حاجه اتعلمنها يبقى فى تعارف بين المريض والمعالج ، وبعد التعارف لازم يكون فى ثقه بينا عشان هو يقدر يفتح قلبه ويتكلم عن اى حاجه ،لازم اكسب ثقته وكمان يعتبرني صديقه مش مجرد حد بيساعده وخلاص 

- تقصدي العلاقه تقوي مش تبقى مجرد علاقه طبيب بمريضه ، فهمت صح

- هزت راسها بالايجاب : بالظبط كده 

تنهد انفاسه بحب ونظر لها بهدوء : مش هتتعرفي عليا 

ابتلعت ريقها بتوتر : اتفضل عرفني عن نفسك 

تحدث وعلى ثغره تعلو ابتسامته : ياسين الانصاري ، مهندس ديكور وبشتغل فى مجالي وسعيد بيه الحمد لله وكمان ناجح فى شغلي جدا ، عندي 31 سنه ، والدي ووالدتي الحمد لله موجودين في حياتي ، عندي كمان اخت أصغر مني بخمس سنين متجوزه من صاحبي وعايشين فى لندن عشان شغل واستثمار جوزها هناك ،وبس كده عرفيني انتى بقى عن نفسك 

نظرت له بقوه : نعم ، بس المفروض أنا اللى اتعرف عليك مش العكس 

ياسين بثبات : مش لازم يكون فى بينا تعارف عشان اكسب ثقتك ولا ايه 

حبيبه بجديه : حياتي ماتخصش حد ولو عايز تكسب ثقتي كمعالج نفسي يقدر يساعدك ، لازم تعرف أن اى حاجه هتقولها محدش هيعرف بيها عشان دى اسرار مريض ولازم يبق عندك ثقه فى الدكتور اللى قدامك والا ماكنتش لاجت ليه من الاول ، الثقه اللى بتتولد بين مريض ودكتوره تبقى برغبه المريض وعلى حسب مدا استجابه فى التعامل والإختيار مهم كمان ، لو حضرتك محتاج مساعده او اى استشاره يبقى اوردي هيكون فى ثقه لانك بتتكلم معايا دلوقتي 

ظل ينظر لها بقوه وكأنه يتحدث معها لاول مره ، تذكر لقاءهم الأول عندما كان يرفض الحديث والمعالجه فهى من أنشئت تلك العلاقه والثقه وتحدثت عن نفسها لتحاول لفت انتباهه لتجبره على الحديث معها ، ابتسم لتلك الذكري ، ثم عاد ينظر لها بلهفه .

- ناقصني الانسانه اللى تكمل حياتي ، حياتي ناقصه من غيرها ، محتجالها جدا 

نظرت له بتسأل : هو ده اللى مضايقك ، أن مافيش حد فى حياتك ، نفس يعنى تلاقى الانسانه اللى تكملك 

هز رأسه بالنفي : لا هى فعلا موجوده بس بعد ماكانت اقرب الناس ليا بقت ابعدهم عني دلوقتي 

- وايه سبب البعد 

ابتسم بالم : مش هقدر اجاوبك دلوقتي ، بس تنصحيني بايه 

- لو مشاعرك صادقه حاول تقرب منها تاني ، اى كان سبب البعد ،فمن حقك تاخد فرصه وتقرر عايز انت ايه ، قلبك بيقولك ايه تبعد وتستسلم ولا تحاول وتستمر حتى لو فشلت مره افضل حاول تاني 

- معاكي حق هى تستحق أن أفضل احاول لم اكسب قلبها مره تانيه

- هى مابتبادلكش نفس المشاعر 

تنهد بضيق : هى زى التايهه ومافيش بر لسه ترثى عليه ، أو احنا الاتنين تايهين عن بعض ، محتاجين نتلاقى من جديد 

نظرت له باهتمام فشعرت بصداع شديد وحاولت اغماض عيناها ، اقترب منها بقلق 

- مالك يا حبيبه ، حاسه بتعب 

ظلت مغمضه العينين وهزت رأسها بالنفى : مجرد صداع عادي 

- هطلبلك الدكتور حالا 

هز راسها بالاعتراض : لا لا انا هبقى كويسه ، متشكره

نظر لها بعجز فلا يعلم ماذا يفعل ، يخشى أن يقترب منها فسوف يضايقها ،لذلك وقفا عاجزا 

فتحت عيناها بتعب وجدته ينظر لها بقلق ، لم تستطيع تفسير تلك النظره .

حدث نفسه وعيناه تحتضن عيناها : نفسي اخدك في حضني وتعرفي قد ايه بحبك ، نفسي اطمنك وتحسي بيه وتعرفي قد ايه انتى واحشاني وحاسس بوحده من غير وجودك جنبي ،نفسي تعرفي أنك انتي حياتي اللى بدور عليها .

تنهد بقوه وهو يدعو الله فى نفسه أن يردها إليه ردا جميلا ..

فاق من حديثه مع نفسه على صوت حازم القلق .

- حبيبه مالك حاسه بايه 

حبيبه بتعب : ده مجرد صداع ، أنا طالعه اخد الدوا

حازم بقلق : تحبي اجي معاكي 

نظرت له باطمئنان : أنا بخير ماتقلقش ، بعد اذنكم

كان ينظر لها بقلق إلى أن اختفت عن الانظار ، ربت حازم على كتفه 

- إن شاء خير يا ياسين 

زفرا انفاسه بقوه : هتجنن يا حازم كل لم أكون قريب منها ببق نفسي اخدها في حضني واقولها انتى مراتى وبنتى وحبيبتي وصاحبتي وكل اللى ليا 

حازم بجديه : لا اوعى  معلش اصبر شويا لم نشوف الايام الجايه مش يمكن تفتكر لوحدها بدون مساعده حد


- يا رب 

*******

عندما صعدت لغرفتها لتتناول دوائها من أجل إخماد ذلك الصداع الذى يكاد أن يفتق برأسها .

تذكرت بعض ملامح الوجوه ولكن الرؤيه مشوشه لديها ، تنهدت بضيق وتناولت اقراص المسكن ، وجلست أعلى الفراش تضع رأسها داخل كفيها بتعب .

صدح رنين هاتفها معلن عن اتصال صديقتها 

اجابتها بوهن : الو ايوه يا ريم 


على الجانب الآخر كانت تتحدث وهى مازلت نائمه بالفراش تشعر بالتعب والارهاق بسبب الحمل. 

- ايوه ياقلبي ، عامله ايه النهارده

حبيبه بتنهيده : عندى صداع هيفرتك دماغي ، بحاول افتكر ملامح بتيجى فى خيالي بس مش قادره 

ريم بقلق : بلاش تتعبي نفسك وتضغطي على اعصابك اكتر من كده ، انتى ناسيه يا حبيبه احنا دراسين ايه ،ماتخديش نفسك قفش كده ، واحده واحده ياقلبي والذاكرة هترجعلك بلاش انتى تفكري ريحي دماغك 

حبيبه بحزن : انتي عارفه يعنى ايه سنه كامله تكون واقعه كده من ذاكرتك ومش متذكره ايه اللى حصلك فيها ، صعب يا ريم بجد صعب ، أنا ماليش غيرك ممكن تحكيلي حصل ايه فى السنه دي 

ريم بتوتر : أنا تعبانه  دلوقتي ايه رايك تبقى تعدي عليا لم تتحسني 

حبيبه بقلق : مالك يابنتي الف سلامه عليكي

ريم : الحمل بقى وتعبه انتى عارفه أنا فى أول الشهر التالت ومرهقه جدا 

حبيبه بسعاده : بجد الف مبروك ، شوفتي حتى انتى اتجوزتي وحامل وانا مش فاكره حاجه 

ريم بقلق : خلاص لم تيجي هحكيلك قصه حبي مع عمار وازاى اتجوزنا ، بس انا فى شقتي مش عند ماما ، هبعتلك العنوان ماسج تمام 

تنهدت بضيق : تمام ، خلى بالك من نفسك

ريم : وانتى كمان يابيبة خلي بالك من نفسك وصحتك وبلاش تجهدي دماغك يابنتي 

حبيبه : ربنا يسهل ، سلام 

أغلقت الهاتف مع صديقتها وهى تزفر بضيق وتحدث نفسها 

- ايه اللى بيحصلي بالظبط وليه ماحدش عايز يعرفني حصل ايه فى السنه دي ، وليه كل اللى حواليا متغيرين واولهم يوسف وفيري بقت تبتسم فى وشي دي عمرها ما حصلت ، وليه بقيت شايفه يوسف عادى زي ابيه وانا كنت بحبه ومتعلقه بيه ايه اللى اتغير بس نفسي افهم ، حتى مازعلتش أن فى حد فى حياته غيره ، يعنى بيحب وانا مش اضايقت ، يوووه بجد دماغي مش متحمله 

طرقت الباب عده مرات ودلفت بهدوء 

- عامله ايه يا حبيبتي حازم قال انك تعبانه 

نظرت لها بدهشه : لا يا طنط أنا تمام شويا صداع بس 

جلست جانبها أعلى الفراش وهى تنظر لها وتحدثها بحب على غير العاده 

- عارفه انك مستغربه انا ليه بقيت كده معاكي ، عشان بجد بحبك وخوفت عليكي وقت الحادثه ، والحمد لله انتى دلوقتي رجعتي لوسطنا من تاني ، عارفه مين سبب تغير يوسف للأفضل 

نظرت لها باهتمام : مين 

فريال بابتسامه : انتي يا حبيبه مافيش غيرك ، يوسف طول عمره يحبك وانتى كمان كان روحكم فى بعض وقبل الحادثه كنتو متفقين على الجواز 

حبيبه بصدمه : جواز ، أنا ويوسف 

فريال بكدب : ايوه يا بنتي ومحدش قدر يغيره غيرك ، انتى وقفته جنبه كتير وساعدتيه أن يبعد عن صحابه وبطل سهر وشرب عشانك وكمان نزل الشركه عشان يرضيكي ، هو بيحبك اوى ومستعد يعمل اي حاجه عشانك ، هو مش عايز يضغط عليكي فى حاجه عشان انتى لسه تعبانه 

حبيبه بعدم تصديق : أنا مابقتش فاهمه حاجه

فريال بمكر : بلاش تشغلي بالك دلوقتي ، بس لازم تحسسي يوسف انك لسه بتحبيه اوعى تكسري قلبه ده ياقلبي هيتجنن عشان انتى مش فاكره حاجه ، بس انتى كلميه وخليكي جنبه احسن حد ياخده منك وترجعي تندمي ، أنا عليه قولتلك وانتى حره بقى فى قلبك 

همت لتغادر الغرفه ولكن استوقفتها حبيبه بتسأل : بس حضرتك عمرك ماتقبلتيني فى العيله وكنتي دايما بتبعديني عن أبيه حازم ويوسف كمان وكنتى رفضاني مش عايزه يوسف يفكر مجرد تفكير فى الارتباط مني ايه الجديد ، صعبت عليكي مثلا بعد الحادثه ولا ايه بالظبط مش فاهمه حقي افهم 

فريال بجديه : عشان ابني مايضعش مني وانا كده بعمل لمصلحته وعشان كده قبلت بيكي 

غادرت الغرفه على الفور ووقفت أمام الباب تتنهد الصعداء وتحدث نفسها بانتصار 

- انا كده صح حبيبه ارحم بكتير من اللى اسمها فرح ، لا يمكن أقبل أن ابني يرمي نفسه لكلام فارغ واحفادي يبقوا زي خالتهم مش هقبل بكده طول ماانا عايشه ..


******* 

داخل النادي ، كان ينتظر قدومها بفارغ الصبر ، يقف يتطلع للفتايات يتفقده وجودها ، زفرا بضيق عندما لم يجدها ، بدأ فى تدريبه بخيبه امل من عدم حضورها .

ولكن عندما دلفت علت الابتسامه ثغره وعاد الامل من جديد داخله. 

مرت ساعات التدريب وهى مازالت تتجاهله وتتعامل معه بحدود ، عندما أنهى تدريبه ، اقترب منها بهدوء 

- انسه ملاك عايز اتكلم معاكي من فضلك 

تسمرت مكانها بصدمه وغادرت جميع الفتايات ، نظرت له بحده 

- افندم 

هشام بهدوء : انتي ليه متعمده تتجاهلني رغم أن حاولت اكتر من مره اكلمك واحاول اصلح موقفي بس انتى رفضتي التدخل 

والحقيقه أنا شايف أن انسان زى ده مايستهلكيش اللى يشك فيكى لحظه واحده يبقى مايستهلش اسمك يرتبط باسمه 

نظرت له بانفعال : أولا أنا مااسمحلكش تتكلم عن ابن عمي بالشكل ده وبأي حق اصلا 

قضم على شفتيه بغيظ : طب ممكن تهدى ونقعد نتكلم بهدوء ونشرب حاجه 

ملاك بصدمه : نعم ،  ليه بقى إن شاء الله ، هو حضرتك فاكرني ايه 

همت بمغادره المكان بعصبية ولكن امسك بيدها يمنعها من الذهاب ، نظرت له بضيق ولكن بادلها هو بنظره اعجاب وحدثها وهو ينظر لحدقيتها السوداء بابتسامه جذابه 

انا شايفك احسن بنوته فى الدنيا ، ادب واخلاق وجمال ورقه مافيش بعد كده بصراحه 

جحظت عيناها بصدمه ورمقته بغيظ : من فضلك سيب ايدي اللى انت بتعمله ده غلط 

هشام بثقه ترك يدها برفق : طب ممكن رقم والدك

- وانت هتعمل ايه برقم والدي 

هشام بابتسامه : هعمل كتير ، اولا هشتكيكي ليه ، ثانيا خليها مفاجاه 

نظرت له باسي وتركته وغادرت النادي بأكمله 

تنهد هو بارتياح : عادى مش هغلب أنا هعرف اجيبه ازاى يا ام عيون دباحه انتي 


        الفصل الخامس والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close