أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم جوهرة الجنة

          

رواية لقد عادت من اجل الانتقام 

الفصل الرابع والثلاثون 34

بقلم جوهرة الجنة


ماسة بصراخ :وعدي.


وجه الجميع أنظارهم نحو باب القصر فوجدوا وعد تدخل و في يدها طفلة تحيط عنقها بيديها و خصرها برجليها الصغيرتين.


ريم بفضول: وعد من هذه.


وعد ببرود :إبنتي.


فتح الجميع أعينهم على مصراعيها و شعر رعد بقلبه يتمزق فجسم الطفلة يدل على أنها في الثالثة أو الرابعة من عمرها و لأول لا يستطيع التحكم في أعصابه وقال بانفعال :ما الذي تقوليه يا وعد.


تحدثت ماسة بحماس غير مبالية بصدمة الجميع و هي تتجه نحو وعد قائلة: كنت أعلم أنك ستحضريها... أعطيها لي أحملها.


وعد بابتسامة :هي نائمة الآن عندما تستيقظ تستطيع اللعب معها اتفقنا.


ماسة بسعادة: اتفقنا.


أحمد بغضب: وعد فلتشرحي لنا كيف تكون هذه الفتاة ابنتك.


ماسة بجدية : وعد اصعدي أنت و ضعي ياسمين في غرفتها ترتاح و أنا سأشرح لهم و لا أظن أن لدى أحد مانع أن أشرح أنا الموضوع.


كانت نبرة ماسة جادة و أصبحت مثل وعد تماما حتى استغرب الجميع من ذلك غير وعد التي ابتسمت بفخر و هي ترى طفلتها تنضج و أصبحت عاقلة.


سليم: أنا واثق بوعد و متأكد أنها لم تخطأ و يمكنك يا ماسة أن تتبثي هذا.


نظرت وعد لجدها بامتنان أما رعد فنظرت له بغموض و نظرة لن ينساها أبدا ثم صعدت تاركة ماسة تتكلف بالموضوع.


أحمد :هيا تحدثس يا ماسة.


ماسة :ياسمين من الأطفال الموجودين في مؤسسة وعد و تعتبر الأقرب من بينهم لوعد... ياسمين طفلة شاهدت موت والديها أمام عينيها و هي طفلة في الخامسة من عمرها... و كأن القدر لم يكتفي بهذا القدر من العذاب بل و بعد شهرين من موتهم ماتت جدتها التي تكلفت بتربيتها... فتاة في هذا العمر فقدت أقرب الناس لها فأصبحت انطوائية و فقدت النطق... و لكن الأصعب أن عائلتها رموها في شارع فارغ بجانب صندوق الأزبال بدون رحمة... لو رموها أمام ميتم سيكون أرحم لها و لولا أن ريان لم يكن في نفس المكان لربما ماتت... بفضله خرجت من تلك المنطقة و جمعهم القدر مع وعد فتكفلت بهم... كانت ياسمين لا تستطيع النوم خلال الليل بسبب الكوابيس و لم تتحسن حالتها قليلا إلا بعد شهور... منذ علمت بموضوعها و رأيت إهتمام وعد بها علمت أنها ستقوم بهذه الخطوة و تتبنى ياسمين لكن لم أتوقع أن تقوم بها اليوم.


نزلت وعد مرتدية بنطال و سترة باللون الأسود و قميص و حذاء أبيض و وجدت الصمت يعم المكان فعلمت أن ماسة أخبرتهم بكل شيء.


وعد ببرود :ألدى أحد آخر شيء ليضيفه.


أحمد: أنا أسف يا ابنتي لأنني غضبت عليك دون قصد.


وعد :أنا أتفهمك لكن كل ما أريده أن تثق بي.


أحمد: و أنا أثق بك أكثر من نفسي.


يزن: وعد أين هي ياسمين.


وعد بابتسامة :هي نائمة الآن في الغد سأعرفها على الجميع.


حسن بابتسامة: بالتأكيد سنتعرف على حفيدتنا الصغيرة.


ريم بمرح: أرأيتم بعد أن كانت ماسة حفيدته الصغيرة غيرها بسهولة و وضع مكانها ياسمين.


يزن: أتعلمين شيئا يا ريم.


ريم بابتسامة :نعم يا روح ريم.


يزن: يليق عليك دور الشريرة الشيطانة.


ريم بدهشة و استغراب :حقا لماذا.


يزن: لأنك و ببساطة تودين التسبب في مشكل بين ماسة و جدي حسن.


ريم بصدمة : أنا.


يزن: نعم أنت أيتها الشريرة الغبية.


ريم بغيظ: سأريك من الشرير بيننا.


جرت ريم خلف يزن الذي أسرع هاربا فانفجر الجميع ضاحكين عليهم و قالت نور: لا أعلم متى ستكبر هذه الفتاة.


معتز: دعيها و شأنها تعيش حياتها كما تريد.


نور: دللها دللها و في الأخير عندما أتحدث تقول دعيها تعيش حياتها.


معتز: و ما المشكل في الموضوع يا حبيبتي.


نور: لا يوجد مشكل ارتحت... حقا لا أفهمكم يا رجال.


ريم بصراخ : هيه أمسكت أمسكت هيه.


يزن: أتركيني... قلت لك أتركيني هيا أنزليني.


نظر الجميع لهم وجدوا ريم ماسكة يزن من ياقة قميصه من الخلف و رفعته عن مستوى الأرض.


نور: يا مجنونة أتركي الولد.


ريم بعناد: لم أتركه حتى يعتذر... هيا اعتذر مني.


يزن بعناد مماثل: و أنا لن أعتذر من غبية مثلك.


ريم : حقا إذن فلنرى كيف ستنزل.


بدأت ريم تحركه بعشوائية و يزن يصرخ بها لتنزله و فجأة أسرعت وعد ناحيتهم و أمسكته عندما لاحظت أن لون وجهه بدأ يتغير ففزع الجميع.


وعد :يزن حبيبي تنفس جيدا.. ها شهيق زفير... شهيق زفير... أحسن الان.


يزن : أجل ماما وعد أنا بخير.


ريم ببكاء :أنا أسفة يزن لم أقصد أن أؤذيك.. أنا حقا أسفة.


يزن: لا تتأسفي أنا بخير و أيضا أنا من استفززتك و أنت لم تكن لك أية نية لإيذائي إذن لا مشكلة.


حملته ريم قائلة: ما دام الموضوع هكذا إذن هيا بنا نلعب.


الجميع سوى وعد: مستحيل.


ريم بفزع: ماذا نحن سنلعب بالألعاب الإلكترونية فقط.


وعد: ليس الآن حتى تتناولوا العشاء.


اتجه الجميع لغرفة الأكل لتناول العشاء ثم اتجه كل واحد لغرفته ليرتاحوا.


في غرفة وعد استيقظت مبكرا كما جرت العادة فوجدت نفسها تتوسط السرير و على الجهة اليمنى تنام ياسمين و على الجهة اليسرى تنام ماسة فابتسمت بحب لهما ثم استقامت بهدوء كي لا توقظهما بعد أن قبلت جبين كل واحدة ثم ذهبت للحمام و قامت بروتينها اليومي ثم ارتدت بنطال رياضي و قميص باللون الأسود و حذاء أبيض و جمعت شعرها على هيئة ذيل حصان ثم نزلت للأسفل و ما إن خرجت للحديقة حتى وجدت رعد يقوم ببعض الحركات الرياضية و يرتدي بدلة رياضية بنفس ألوان بدلة وعد.


وعد :صباح الخير.


رعد بابتسامة :صباح الخير.


وعد :يبدو أنك استيقظت مبكرا اليوم.


رعد :اعتدت هذا و لكن اليوم استيقظت قبل موعدي المعتاد قليلا.


وعد :جيد.


رعد :ما رأيك أن نلعب معا.


وعد: حسنا هيا لنبدأ.


بدأوا في الجري حول القصر و الصمت سيد المكان إلى أن قطعه رعد قائلا :وعد أنا أسف.


وعد باستغراب: على ماذا تتأسف.


رعد :بالأمس انفعلت من غير قصد.


وعد: اااه لقد نسيت الموضوع لدى لا داعي لتزعج نفسك به.


دخلوا لصالة الرياضة و بدأوا في اللعب على الآلات و أحيانا يتبادلون الأحاديث حتى انتهوا و قرر رعد أن يفعل شيئا سيحدد مصيره حيث أنه عندما لاحظ خروج وعد نادى عليها.


رعد :وعد.


وعد :أجل.


رعد :أريد أن أتحدث معك في موضوع مهم.


وعد باهتمام :أكيد تفضل.


رعد :أنا أح... احم أظن من الأفضل أن نتحدث بعد الإفطار أحسن.


وعد :متأكد.


رعد :أجل.


وعد :كما تريد.


غادرت وعد و تركت رعد يفكر قائلا في نفسه :ربما ليس هذا الوقت المناسب لأعترف بحبي... يجب أن أعلم أولا ماذا حدث في الماضي و لما تخطط وعد... هذا هو القرار السليم.


اتجه رعد لغرفته و نزل بعد قليل متألقا بقميص و بنطال أسود و سترة و حذاء بنفس اللون فوجد الجميع مجتمع حول طاولة الأكل فقبل يد و جبين الكبار و جلس في مقعده و ما هي إلا ثواني و كانت وعد تتجه نحوهم و قد ارتدت بنطال جينز و قميص أبيض و حذاء بنفس اللون و سترة جلد باللون البني و خلفها ياسمين ترتدي بنطال أزرق و قميص بنفس اللون و لكن بدرجة أقل و حذاء أبيض ثم فعلوا  مثلما فعل رعد و جلست في مقعدها و أجلست ياسمين في حجرها.


مر الإفطار و العائلة يتعرفون على ياسمين و وعد تترجم ما تود قوله ياسمين لهم إلى أن أتاها اتصال فوضعت ياسمين في مقعدها و ذهبت لمكتبها.


وعد ببرود :نعم.


المتصل :سيدتي لقد لاحظنا اختلاسات في شركات روسيا.


وعد :كم النسبة.


المتصل :احم عشرة بالمئة.


وعد :منذ متى بدأت هذه الاختلافات.


المتصل :منذ شهر.


وعد :حسنا سأتكلف بالأمر أيوجد شيء آخر.


المتصل :أجل لقد وصلت رسالة غريبة لم أفهم منها شيء.


وعد :متى وصلت و كيف هي الرسالة.


المتصل :وصلت بالأمس و هي رسالة ورقية صاحبها مجهول.


وعد :صورها و أرسلها لي.


المتصل: حسنا سيدتي.


جلست وعد في مقعد المكتب و انتظرت إلى أن أتتها الرسالة و ما إن فتحتها حتى استغربت من محتواها.


"You blew me up once and I'll blow you up a thousand times "


وعد باستغراب :فجرتني مرة و أنا سأفجرك ألف مرة... ما هذه الرسالة الغريبة... يا ترى من بعث هذه الرسالة... يجب أن أعلم صاحب هذه الرسالة.


اتصلت وعد على أحد و انتظرت قليلا إلى أن أتاها الرد فقالت :السلام عليكم يا صقر.


صقر: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته... كيف حالك وعد.


وعد :أنا بخير و أنت كيف حالك.


صقر: بخير الحمد لله... أكيد يوجد سبب وراء اتصالك.


وعد :أجل أود منك خدمة.


صقر: أكيد كيف يمكنني مساعدتك.


وعد :أنت في روسيا صحيح.


صقر: أجل.


وعد :أود منك أن تذهب لشركتي الرئيسية في روسيا و تسأل عن تيم و هو سيعطيك رسالة أريد أن أعلم صاحبها في أسرع وقت.


صقر: حسنا سأذهب الآن.. هل هذه الرسالة تشكل خطرا عليك.


وعد :الأن لا أعرف لكن ربما ستشكل خطرا كبيرا فيما بعد.


صقر: لا تقلقي سأعمل جاهدا على إيجاد صاحبها.


وعد :شكرا لك.


صقر :لا يوجد شكر بيننا عزيزتي.


وعد :أستودعك الله الأن.


صقر :إلى اللقاء.


شردت وعد في الرسالة الغريبة لدرجة لم تسمع طرقات و لا دخول صاحبها للمكتب و الذي لم يكن سوى رعد الذي لم يجد ردا فاضطر للدخول.


رعد :وعد.. وعد.. وعد أين شردت.


وعد :رعد منذ متى و أنت هنا.


رعد :دقيقتين تقريبا... طرقت كثيرا و عندما لم أجد ردا دخلت.


وعد: يبدو أنني شردت كثيرا.


رعد :أيوجد مشكل ما... هل الزعيم فعل شيئا مجددا.


وعد :لا لا دخل له في الموضوع فقط توجد مشاكل في الشركات.


رعد: أتمنى أن لا يكون الأمر كبيرا.


وعد :لا الموضوع بسيط... أخبرني أنت كنت ترغب في الحديث معي عن موضوع مهم ما هو.


رعد بجدية :أجل و لكن هذه المرة لا أريد تأجيلا أو اعتراض أو مبررات أريد إجابات عن أسئلتي.


وعد ببرود :ما هي أسئلتك.


رعد :أريد أن أعلم كل شيء حدث في الماضي و ما تخفيه.


وعد ببرود: و أنا أخبرتك من قبل عندما يصل الوقت المناسب سأخبرك.


رعد :وعد يكفي غموضا... لقد مللت من هذا الوضع... كل يوم أقول ستأتي اليوم و تخبرني كل شيء و لكن يحدث العكس... اليوم بل الان أريد أن أعلم كل شيء... و إن لم تفعلي سأبحث عن الحقيقة بنفسي. 


وعد :حتى لو بحثت لن تجد شيئا و أنا لست مجبرة على إخبارك.


رعد بغضب : اللعنة يا وعد يكفيك غرورا... لن أسمح لك أن تكوني في وجه المدفع... لن أسمح للماضي أن يتكرر و أصمت... أنا أريد أن أحميك لا أن أخسرك مجددا.


وعد ببرود : و لما تحميني... بأية صفة... ما أنا بالنسبة لك لتخاف خسارتي... لما كل هذا الإصرار على اكتشاف الماضي. 


رعد بصراخ: لأنك ملكي... لأني أحبك منذ أول نفس لك... أنا أحبك منذ خرجت لهذه الحياة... أقسمت عندما حملتك في أول لحظة أن أضحي بحياتي من أجل سلامتك... أنت سبب حياتي... انتظرت عودتك طيلة هذه السنوات لأعترف لك بحبي و نفي بوعدنا لبعضنا الذي قطعناه عندما كنا صغارا... أتعلمين الأن لما أنا خائف على خسارتك. 


ظهرت بوادر الصدمة على وجه وعد من هجوم رعد المفاجئ لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها و عادت البرود و قالت: أنت قلتها... كنا صغار لكن الآن نحن كبار بما يكفي و نضجنا أكثر و لم نعد أولئك الأطفال... حتى لو كنا نعتبر ذلك حبا فهو حب طفولة فقط. 


رعد بصدمة :ماذا... مستحيل أنت تكذبين صحيح. 


وعد :من قال هذا أنا لا أكذب... أنا لم أعد أحبك يا رعد... ربما لم أحبك من الأساس. 


رعد :لكن.. عندما... عندما كنا صغار أخبرتني أنك تحبيني. 


وعد ببرود :لأنك كنت تمنعني من رؤية أطفال أخرين و لا تسمح لي بالاختلاط بالآخرين لذلك اعتقدت أنني أحبك.


رعد بصدمة :هذا ليس صحيح... إنه مجرد كابوس... أجل كابوس. 


أمسك رعد كتفي وعد بقوة و حركها قائلا :قولي الحقيقة أنت لا تقولين الحقيقة... أنت تكذبين للانتقام مني على اقتراب أسية مني و خداعها لي صحيح... انظري لعيني و أخبريني الحقيقة. 


نظرت وعد لعينيه مباشرة و قالت بثقة و قوة: أنا لا أحبك. 


ابتعد عنها رعد كمن صعقته الكهرباء ثم غادر المكتب غاضبا أما العائلة فخرجوا من غرفة الأكل ما إن سمعوا صوت الباب الذي فتح بتلك القوة لأن الغرفة كانت عازلة للصوت فلم يستمعوا لمحادثتهم. 


مراد :رعد.. رعد ما الذي يحدث... رعد إلى أين أنت ذاهب. 


وعد بصراخ :رعد عد... رعد لا تذهب رعد... اللعنة. 


أحمد :وعد ماذا حدث. 


لم يجد إجابة من وعد لأنها دخلت للمكتب و أحضرت هاتفها ثم اتصلت على مارك. 


وعد بغضب: مارك لا تدع رعد يخرج. 


مارك: للأسف سيدتي لقد خرج و منع الحراس من اللحاق به و عندما رفضوا ضرب إطارات السيارات بالرصاص. 


وعد بغضب أشد: اللعنة عليكم جميعا. 


خرجت وعد مسرعة و لم تجب على أسئلة العائلة أو نداءاتهم و لم تسمح للحرس باتباعها. 


سارت وعد بسرعة تتبع سيارة رعد و حمدت الله أنها زرعت جهاز تعقب في جميع سياراتها و بعد ساعة و نصف وصلت لمكانه حيث كان في غابة و وجدت سيارته مصفوفة أمام كوخ فنزلت و لاحظت أن الكوخ لا زال مغلقا و رعد ليس بداخله فتحركت للأمام قليلا إلى أن لمحته يقف أمام بحيرة صغيرة و يظهر عليه الهدوء لكن لا أحد يعلم ما يدور بداخله. 


وعد :رعد. 


استدار رعد ببطء ثم نظر لها ببرود و قال: لماذا لحقت بي... ألم تقولي أنك لا تحبيني إذن لما أتيت خلفي... أنا شخص غريب عليك و أنت الآن أصبحت غريبة عني و لا رابط بيننا بعد الآن... غادري الآن... عودي لقصرك.


            الفصل الخامس والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close