رواية احببت معقدة
الفصل العاشر 10
بقلم فاطمة سلطان
______________________________
اذكروا الله
_______________
لِمَا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُهُمْ أَنْ يشعرني بِالْأَمَان غَيْرِك فَمَا الْمُخْتَلَف بِك عَنْ الْجَمِيعِ ؟ وَلَمَّا أُفَكِّر بِك وَلَمَّا مَازِلْت أُفَكِّر بِك فليعلن اللَّهُ كُلَّ مِنْ اوصلني لِهَذِه الحالة، أصْبَحَ كُلُّ شَيِّ أَسْوَد أمَامَ عَيْني ، أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ طَبِيعِيَّةٌ
وَهَلْ إذَا لعنتك يَا أُبَيّ عَلِيٍّ مَا أَنَا فِيهِ سَيَكُون حَرَامٌ ؟ .
____________________________
ساره بسخرية من نفسها
- كان ناقص اقلع ابن عمك البنطلون من كتر ما انا شادة وماسكة رجله واتفضح بسببك علشان متفضحيش انتِ
هدير تسارعت دقات قلبها، فأردفت قائلة
- مش فاهمة قصدك ايه
ساره بانفجار وحاولت ان تخفض صوتها قدر المُستطاع حتي لا تسمعهم جدتها
- قصدي اني شفت غبائك وانتِ في حضن قاسم ومعرفش ايه اللي دخل وليد في الموضوع لقيته جاي ورايا معرفتش اعمل حاجه غير اني اروحله بسرعة والم الناس حواليا
هدير شعرت بالاحراج اكثر فيكفي تفكيرها في نظره قاسم لها وكريم ايضا شاهد تلك اللحظة وسارة ايضا، سارة لا تعلم لما دائما تشعر ان هدير اكثر من اخت لها فصعب عليها احراجها ولانها تعلم ان ايضا هدير حسنة النية حتي لو كانت ساذجة في تصرفاتها فبرغم ذلك تشعر سارة باحساس تعاطف لم تشعره مع اي من أصدقائها
ساره حاولت جاهدة ان تقلل من احراج هدير بعد صمتها
- انا مش قصدي اكسفك والا مكنتش عملت الهبل ده علشان محدش يتكلم عليكي، انا مضايقة علشانك تصرفك كان غلط تماما انتِ متخيله لو حد كان شاف الموقف ده كانت هتبقي فضيحه فعلا
هدير بتوتر وخجل مما فعلته وحاولت أن تتفوه بأي شيء قد ينفعها
- انا حاسه بالذنب لوحدي، انا اصلا مش عارفه قاسم هيفكر فيا ازاي ده انا معملتهاش لما كنت طفلة عندي عشر سنين، لقيت نفسي مغيبه هو نفسه استغرب باين كأنه اتشل
ساره بانفعال شديد ونهضت لتقف علي قدمها رغم انها تؤلمها
- لو مفكرش انه يجي يتقدملك يبقي محتاج اني اكسرله رجله، انتِ لسه هتقوليالي هيفكر ازاي
هدير أردفت بخجل ومازالت لا تتقبل هذه الفكره إطلاقا
- ساره بلاش كلامك ده دلوقتي والله انامكنش قصدي اي حاجه وحشه يمكن لاني في اللحظة دي كنت عايزه حضن حد انا بطمن له مش اكتر
ساره بغضب مكتوم حاولت ان تخفض صوتها بقدر الامكان
- انتِ ساذجة كده ازاي يا هدير ؟؟؟ ده حب واي حد اعمي يقول كده انتِ محتكتيش بقاسم لمده سنتين، الالعن مش اللي هببتيه الالعن اللي بتقوليه دلوقتي، علاقتكم لو كانت تعلق لسنين او اخوه مكنتيش هتفكري انه اول حضن ليكي
اه صحيح انك كان تصرفك غلط ومتهور النهاردة، بس برضو اكيد هو عارف مين اللي قدامه
ثم تنهدت وأخذت انفاسها واستكملت حديثها قائلة
- مع انه اخوكي من سنين برضو اتعرضتي لمواقف ابشع من دي بس معملتيش كده او فكرتي انك تحضنيه افهمي بقا ...
قاطع حديثهم اتصال هاجر وهي تأمر هدير ان تعود الي المنزل فقد ذهب والدها وعمها ايضا فجُبرت هدير ان تعود الي المنزل وهي تشعر بالخزي والعار من نفسها
_____________________________
علي لسان هدير
عرفت ساعتها ان الحاجات اللي بشوفها مش بس خلتني مذنبه قدام ربنا، خلتني خايفة طول الوقت اتكشف وعيني وسط راسي و مش
وطول الوقت بفكر الناس بتقول عني ايه يمكن اكتر من الاول، اي تصرف بيصدر مني بشكل عفوي كنت بفسره بشكل تاني
وانا ماشيه في الشارع بقيت بفكر في كل راجل وفي كل ست بالنية السوء، ثقتي في تصرفاتي اصبحت معدومه وطول الوقت حاسه ان كوني انثي و بطبيعتي الفطرية والجسدية ده كأنه عار
ومن كتر ما عيني اتعودت علي انها تشوف حاجات زي دي، بقيت حاسه اني طول الوقت عريانه كاني وصمه عار
_______________________________
كان قاسم يجلس في غرفته ويتذكر ما حدث اليوم، فما العن تلك اللحظات التي لا نفهم بها ما نريده
لن يكذب أمام نفسه حتي وان كذب امام الجميع، فهناك رغبة رافقته وهي بين ذراعيه كان يريد ان يبادلها كان يريد ان يضمها له لاول مرة يشعر هذا الشعور، فلا يستطيع الإنكار امام نفسه انه اصبح لديه شعور اخر ينافر شعوره القديم معها ولكن ماذا عنها هي ؟! فلا يريد ان يتأخد خطوة ويخسرها للأبد فهديرلا تصلح ان يقول قاسم شيئا كهذا لها يعلم كل العلم التخبط الذي توجد به
وربما هو ايضا ليس متاكد من اي شي وكأنها ستقتله معها تلك المُعقدة بعقدها المتشابكة وقلبه الذي تسارع في قربها فما اسوء من القرب الان وما الافجع من البعد عنها
دق خليل باب غرفه قاسم ليقطع خلوته مع نفسه فاعتدل قاسم علي فراشه وسمح له بالدخول
خليل دخل بابتسامة هادئة
- معدتش عليا يعني وانتَ طالع يا قاسم ده انا كنت مستنيك وتليفونك مقفول ليه
قاسم أردف باعتذار
- معلش يا بابا نسيت و التليفون نسيته في الصيدليه عند كريم ممكن يكون فصل شحن
خليل أردف بتساؤل
- هي امك مشيت امته
- حوالي الساعه سته كده
خليل بابتسامه وجلس بجانبه علي الفراش وتنهد قائلا
- ماشي كويس انها راحت تبات النهاردة عند خالتك علشان انا عايز اتكلم معاك شويه لوحدنا
- اتفضل يا بابا
خليل أردف بنبرة ماكرة وكأنه يعلم ان ابنه لا يفوت شي كهذا خصيصا انه طوال اليوم اجازة من عمله
- عماد ابو هدير رجع مصر النهاردة
- اه شفته الصبح
خليل تمتم باستفسار ولكنه يعلم أنه بالتأكيد هناك خطب ما بسبب نظرات ابنه
- انتَ عملت حاجه وله ايه بخصوص هدير عملت حاجه تاني ؟؟
قاسم أردف بتوتر وكأن الدم هرب من عروقه
- ليه في ايه حضرتك ليه بتقول كده
خليل وكأنه فهم ان هناك شي لا يعلمه
- متجاوبش علي سؤالي بسؤال
قاسم بتوتر وخجل شديد فأتي بعقله انه علم شيء ما
- والله اللي حصل مش زي ما انتَ متخيل يا بابا
خليل أردف بشك وكأن شكه اصبح يقين
- مهوا اكيد حسني كان بيلقح بالكلام لما سلمت علي اخوه يا اما انتَ عملت حاجه
تجمد قاسم وكان سيفصح بنا فعله ولكن لحقه والده حينما استكمل حديثه قائلا
- ايه اللي بينك وبين الست هاجر وفلوس ايه فضل يلقح بالكلام واخوه عماد فالاخر مشاه وإيجار ايه ده
- انا كنت ناوي اكلمك في الاول واقولك علي الخطوه دي بس كل حاجه حصلت في يوم واحد ومكنتش عارف افاتح حضرتك ازاي
- انطق يا قاسم قول في ايه متقلقنيش اكتر من كده
قاسم أردف بتفسير لذلك الشي الذي له النصيب في المشاعر المضطربة التي يشعر بها الان
- طنط هاجر طلبتني من فترة وقالتلي انها عايزة تشوفني فالوقت ده انا قولتلها تيجي ليا المعمل لاني هكون هناك فاتكلمت معايا بخصوص ان نصيبها اللي هو يعتبر اكتر من نص البيت ...
قاطعه خليل باستغراب شديد
- ايوه وانتَ مالك بكل ده يا قاسم يعني
- الحقيقة انا شيلت هم وأمانه منها هي كتبت ليا الحاجات دي ليها ونصيبها في البيت ليا البيت بقا اغلبيته رسميا ملكي و بالاضافه الي حسني
خليل أردف بعدم تصديق
- انتَ بتهزر يا قاسم ازاي تكتبلك حاجه زي دي
- انا مش عارف اقول لحضرتك ايه انا برضو كنت مستغرب طلبها
طنط هاجر بقالها فتره بتتعب وصحتها مش زي الاول وهي عملت مسح ذري وعرفت ان عندها كانسر في المخ الحقيقي انا اتجمدت ومعرفتش اقولها ايه هي مش واثقة انها هتقدر تتعالج وله لا، لانها محتاجه جراجه او علاج كيماوي واللي فهمته ان الاتنين مش نافعين في حالتها طبعا المسح الذري ولسه هتروح للدكتور يأكد ايه اللي هيعمله معاها بعد ما نتيجة المسح الذري طلعت
ومحدش يعرف حاجه عن الموضوع ده حتي هدير، هي عارفه انها لو لقدر الله جرالها حاجة هديرهتروح في الرجلين عارفه
ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا
- هي شايفه انها لو جرالها حاجه هدير حالتها النفسيه هتسوء وممكن جدا يطلعوا ميه حجه ان هدير لا تصلح ان ده يكون ملكها لانها كانت عايزه تكتبه ليها هي شايفه ان حق هدير يرجعلها بعد ما تكون راشدة بما يكفي
خليل أردف قائلا وهو يفهم ابنه ان هذا الامر ليس بتلك السهولة وان تصرف هاجر من وجهه نظره لم يكن صحيح
- ده حمل كبير اووي يا ابني ومش عارف ازاي تامنك علي فلوسها وعلي ورثها ومش مأمنه عليها اخواتها
صحيح هما اخواتها ملهمش لزمه والله الواحد صعبان عليه اللي بيحصل ده، هدير هتتصدم صدمة عمرها لو حصل حاجه زي دي البنت جالها صدمات ومرت بمواقف لو كانت جبل كانت اتهدت يارب انتَ عالم بيها
- يارب يا بابا انا قلقان ورايح معايا عند الدكتور بكرا عارف ان الأمل بتاع الجراحة صعب او علي الاقل هو انسب حل يارب الدكتور يطمنها بكرا ..
خليل أردف قائلا بعدم ثقة
- ربنا يسترها مفيش في ايدينا حاجه غير اننا ندعي ربنا يشفي الست هاجر وانك تحافظ زي عينك علي ثقة واحده ست موثقتش في اخواتها ووثقت فيك الموضوع كبير اوي ومسؤولية كبيرة كن قدها يا ابني
قاسم وهو يعلم كل العلم ما يتقفوه به والده
- عارف انها مسؤوليه كبيره ربنا يقدرني و اكون قدها
خليل بتساؤل وهو يتذكر ما حدث ظهرا
- الا صحيح الدوشة اللي كانت في الشارع الصبح دي مين البت اللي وقعت انا معرفتش اسيب السوبر ماركت لوحده وامشي والواد عبده كان أجازة النهاردة
قاسم بتوتر حينما يتذكر تفاصيل ما حدث اليوم : ساره صاحبه هدير
خليل أردف بمكر وخبث شديد فهو يعلم ان مازال هناك اشياء يخفيها ابنه ولكن تظهرها عينه فما افضل من الأب الذي يعلم حركات ابنه بظهر قلب
- في حاجه عايز تقولها يا قاسم ؟
ثم أردف خليل بنبره مازحة
- استغل غياب امك
فابتسم قاسم بتوتر فعلي ما يبدو ان والده يعلم ان هناك شيء يخفيه وربما هو قادر علي ان يريح قلبه
- والله يا بابا هو بس انا مش عارف ابدا منين ..
- قول يا ابني مفيش حاجه هتخبي عليا انا ؟؟ لو محكتش لابوك هتحكي لمين
حك قاسم مؤخرة رأسه وبدأ يسرد لوالده ما حدث في هذا اليوم وهو يشعر بالخجل الشديد، وقص له مشاعره الغريبة والمتناقضة، فهو اصبح يشعر انه عالق بين كافتين ميزان الموازنة بينهم مميته فلا يستطيع ان يبعد او يقترب
انتهي قاسم من حديثه وهو ينتظر معرفة رأي والده الذي كان يبتسم لا يجادله ولا حتي يعاتبه فقط كل ما يفعله كان يحثه علي الاستكمال
- ايه يا بابا رايك شايفك ساكت
خليل حاول ان يتحدث بنبره مرحة فيكفي ما شعر به في حديث وصوت ابنه من قلق وشعوره بالذنب والحب
- والله يا ابني لو امك كانت هنا لكانت رقعت بالصوت لو سمعتك ده انتَ جننتها واللي قولته ده كان هيضيع اللي باقي في نفخوها
خليل تحولت ملامحه و نبرتة من المرح الي الجدية وأردف قائلا
- انتَ عارف عندك كام سنه يا قاسم ؟! عندك سبعه و عشرين سنة و دكتور ما شاء الله وعندك معمل و واقف علي رجلك الكل بيحلف بيك مينفعش مثلا انك تكون منتظر ابوك اللي خلاص رجل برا ورجل جوا
يقولك ده صح وده غلط، ده حرام وده حلال لاني اعتقد اني احسنت تربيتك علشان تفهم ده لوحدك، انا هنصحك نصيحه راجل لراجل مش نصيحه اب لابنه لو هنصحك كاب فانا ههزقك واقولك اللي بتعمله غلط وانك مستهتر وكان ممكن تعمل مصيبه لنفسك
خجل قاسم ولكنه كان ينظر لابيه ويحثه علي الاستكمال وبالفعل استكمل خليل حديثه قائلا
- الراجل هو اللي بيعتمد علي نفسه علشان يفتح بيت ويكون تعبان فيه وانه يقدر يكون مسؤول عن بيت وعن زوجة وعيال من رعايه واهتمام ويوفر احتياجتهم بكل ما يملك سواء غني او فقير
بسم الله الرحمن الرحيم
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
ليستكمل حديثه الهادي بعدما تنهد تنهيدة مطولة هذه المرة
- انته مش عارف تقرر هدير بالنسبالك من اللي قولته و اللي اتكسفت توصفه كاحساس
تلغي فكره ان هدير اختك تماما حتي لو كان الإحساس شك مدام شكيت في مشاعرك ليها يبقي تنسي انها اختك دلوقتي ممكن يكون احساسك عابر في لحظتها او انك فعلا بتحبها ومش عيب إطلاقا انك تحبها
وده مش استغلال لعواطف هدير ممكن تكون هي كانت عايزه الامان واكيد ان حركتها غلط كتهور فانها تعمل كده او حتي تعمل كده في مكان في الشارع كل ده مفروغ منه انه غلط بس احنا عارفين اخلاق هدير
تنهد وابتلع ريقه ليستكمل حديثه وهو يري انصات قاسم الكامل له وتركيزه في حديثه بكل حواسه
- صلي صلاة استخارة، لو لقيت نفسك مازالت مشاعرك لهدير مختلفه معتقدش انه لا عيب ولا حرام تتقدملها
انتم بشر وهي غلطت وانتَ غلط واحنا غلطتنا من بدايه اننا مكناش بنحط قيود ما بينكم اكتر من كده بس لو لسه حاسس بمشاعر مختلفه
فروح اتكلم معاها بكل صراحه وادخل البيت من بابه ومش شايف ان فيها حاجة، بالعكس الغلط ان الانسان يفضل معذب نفسه ويكابر في غلطه سواء مع ربه او غلطه في حقه مع نفسه
_______________________
علي لسان هدير
انا شوفت فيديوهات قذرة وسوء مفاهيم تماما للعلاقات وللاسف الفيديوهات دي مش بس حرام
ومش بس ممكن تسبب لينا نوع من انوع الإدمان الا انها بتدينا انطباع ومفاهيم غلط تماما ومختلف عن الحقيقة
______________________
قامت هدير من نومها وفتحت هاتفها لتتصفح بلا جدوي وجدت منشور من ( عبير نيازي ) وهي تعود بعد غياب دام لاشهروتخبرهم بارتدائها الخمار واي فتاه تريد التعرف عليها او تسالها في شيء تتواصل معها علي الخاص
تحمست هدير وكأنها وجدت طوق النجاة والذي سينجيها من تلك الصراعات النفسية وأخذت الشجاعة المزيفة لترسل رساله لعبير ولكنها لم تتردد ان تحدثها من احدي الحسابات الوهمية التي كانت صنعتها من قبل
فلا تعد ولا تحصي الحسابات التي صنعتها، أرسلت هدير رسالة لعبير تقص فيها علاقتها بقاسم
قصت لها منذ اول يوم التقت بقاسم حتي وصلت الي اللحظه التي رمت نفسها في احضانه
بعد أقل من خمس دقائق من إرسال هدير رسالتها
ردت عبير عليها واكتفت بإرسال رد بارد بأن هذه العلاقة محرمة وكان كل ذلك من البداية خطأ ولم تفسر اي شيء ولم تريح قلبها بل انها زادت من تأنيبها ولم تحاول ان ترشدها الي الصواب بل جعلتها تشعر بالخزي أكثر
أغلقت هدير الحساب بأكمله بعدما شعرت بالانزعاج ولا تنكر انها قد اطلق لسانها أفظع الإهانات التي عرفتها علي نفسها وعلي فعلتها بمحادثة هذة المعتوهة
فما تكتبه هو مجرد هرائات إذن فما تقوله يعاكس ردها البارد هل هي كانت تحادثها لتعلم شي لا تعلم غيره من الاساس ؟؟؟
دخلت هاجر وهي تبدو شاحبة تماما وضعية فأردفت قائلة بابتسامة هادئة
- صباح الخير يا هدير
أردفت هدير قائلة بهدوء عكس ما أصابها بعد تلك الرسالة ونظرت علي هيئة عمتها التي تبدو انها ذاهبة الي مكان ما
- صباح النور حضرتك خارجه وله ايه ؟
- رايحة مشوار كده انتِ مش رايحه الكلية النهاردة وله ايه ؟؟
هدير أردفت قائلة
- ابدا مش قادره اروح وسارة ستها تعبانه شويه فقولنا نريح النهاردة
- خلاص ماشي خلي بالك من نفسك وانا مش هتاخر ياله مع السلامه يا حبيبتي
- حاضر مع السلامة
___________________
كانت ساره تقف أسفل منزلها وهي تلعن أخيها فاخيرا أتي هو وزوجته لتستطيع ان تذهب الي هدير حتي لا تترك جدتها بمفردها
وكالعادة حدث بينها نقاش هي واخيها بسبب تذمرها عند تأخرهم
ساره كانت تمشي بخطوات مضطربة وبغضب مبالغ به فمنذ ان هبطت من المنزل كل من يقابلها في الشارع يسالها عن حالها بسبب ما فعلته امس منهم من تعرفه ومنهم من لا تعرفه، وما جعلها تنزعج اكثر حينما تحدث اليها خطيبها السابق الذي تزوج وطلق ويريد الرجوع فهل هو أحمق
- ربنا يحرقهم صنف واطي والله رجاله واطية
وليد بلحظه كان أمامها فكان سيذهب الي عمته ولكن غير وجهته حينما علم انها ليست بالمنزل
لمحها تمشي كالكجنونة تحدث نفسها ولا تركز بالسيارات و ( التوكتوك ) الذي يمروا بجانبها لم يكن يريد التدخل ولكن لم يستطع فاقترب منها
كان يريدها ان تنتبه لهذه السياره فكانت علي وشك صدمها وهي بعالم آخر فأردف قائلا
- انتِ مريضه نفسيا وله ايه متركزي في الطريق
- بسم الله الرحمن الرحيم انتَ طلعتلي منين انتَ
وليد أردف بسخرية وانزعاج
- نصيبي الاسود لقيتك قدامي، والله لولا اني عندي اخوات بنات لكنت مسخرت بكرامتك الشارع، ده انتِ كنتي ماسكه في رجلي كأني حرامي
ساره أردفت بانفعال
- لا بص بقا انتَ اتخطيت حدودك معايا انا عملت حساب امبارح لانك قريب هدير
لكن لو هطول لسانك صدقني هفرج عليك الشارع كله
أردف قائلا بغضب
- انتِ جايبه البجاحة وطوله اللسان دي منين
ده لو راجل مش هيكون بيكلمني كده، اقسم بالله انا متاكد انك موقعتيش وكان باين انه تمثيل فاشل واحده هتقع تمسك في رجل واحد ليه اكيد مجنونة
ساره أردفت بغضب حاولت السيطره عليه بقدر الإمكان
- اقسم بالله انا مش هسكتلك ده انتَ اللي معندكش دم
- اه يعني هتعملي ايه
قاطعهما صوت والد سارة الذي ينادي عليها بحده من بعيد حينما راي ابنته تقف مع وليد
- سارة
قالتها سارة في سرها حينما سمعت صوت والدها
- يا سوادك يا سارة
