رواية عائشة الفصل الثاني 2 بقلم رانيا البحراوي

        


رواية عائشة

الفصل الثاني 2

بقلم رانيا البحراوي


حطم الطبيب كل امالها واحلامها التي كانت تراها طيلة الأيام السابقة نائمة ومستيقظة وقال :لا يوجد حمل.


الطبيب دائما يؤدي واجبه ويشخص الحالات ويخبر المرضى بدائهم ودواءهم دون أن يفكر لحظة واحدة في تأثير ماينطق به على مرضاه الا يبدي القليل من التعاطف

وهو يحطم الآمال ويهدمها.


خرجت فاطمة من العيادة وهي تردد الحمد لله راضية بقضاء ربها وقدره.

بعد مغادرة العيادة أكتشف الطبيب أن جهاز السونار به عطل بعدما حاول الكشف على سيدة حامل بالشهر السادس ولم يرى جنينها.


خرج الطبيب مسرعا طلب من الممرضة اي معلومات عن فاطمة لكي يتواصل معها ويعيد الكشف عليها اخبرته الممرضة أنها لا تعرفها ولم تتواصل معها من قبل.


عادت فاطمة برفقة زوجها وظلت معه حتى تناول طعامه ونام ثم اسرعت إلى ملجأها الذي تشعر فيه بالأمان المصلى الخاص بها وصلت وناجت ربها أنها مازالت تأمل في ان يرزقها الذرية الصالحة. 


أكد الطبيب على الممرضة ان تحضر له المريضة (فاطمة) بمجرد وصولها بيوم الاستشارة. 


عانت فاطمة كثيرا مع الشعور بالغثيان والقئ ورغم ذلك لم تشتكي تناولت الأدوية ولكنها لم تفيد حالتها فتركتها من تلقاء نفسها وقررت عدم العودة إلى الطبيب يوم الاستشارة مرة أخرى. 


كلما تمر الأيام شعرت فاطمة بأنها حامل ولكنها خجلت أن تخبر زوجها بشعورها هذا حتى لايغضب فقد طلب منها أن تستمع لكلام الطبيب وتفقد الأمل في الإنجاب. 


بعد مضي ثلاث اشهر وبمنتصف الشهر الرابع شعرت فاطمة بأن شيئا يتحرك داخل احشائها لم تخبر زوجها واستيقظت مبكرا وذهبت لإحدى المستشفيات الحكومية وطلبت منهم اجراء فحص بالسونار لها. 


اخذتها الممرضة إلى الطبيبة وكانت شابة صغيرة ذات وجه بشوش، بمجرد أن وضعت الطبيبة يد السونار على بطن فاطمة فرأت فاطمة جنينها. 


ابتسمت الطبيبة التي كانت تظن أن فاطمة لديها خبر بحملها وقالت اطمئني ابنك بخير. 


تسارعت نبضات قلبها وفقدت وعيها، حاولت الطبيبة اسعافها وبمجرد أن فتحت عيناها ظنت ان رؤية الجنين جزء من حلم روادها أثناء فقدنها وعيها. 


الطبيبة :هل أنتِ بخير؟ الطفل كان بخير وبصحة جيدة فما سبب خوفك؟ 

فاطمة :لم يكن حلم؟! 

الطبيبة :اي حلم أنا لا أفهم شيئا؟ 

فاطمة :تزوجت منذ اكثر من خمسة عشر عاما وتجاوزت الاربعين من عمري واتفق جميع الأطباء على انني لن انجب وانفجرت بالبكاء. 


الطبيبة :الديهم علم الغيب حتى يأكدون بذلك؟ 

فاطمة ببكاء :أنا حامل؟ 

الطبيبة :نعم حامل وتقريبا بالشهر الرابع وابنك بخير. 


فاطمة :إنها عائشة. 

الطبيبة :لم اتأكد من نوع الجنين بسبب فقدانك لوعيك. 

فاطمة:أنها عائشة. 


طلبت فاطمة من الطبيبة إستدعاء زوجها لأنه لم يصدقها إذا اخبرته لانه يظنها تتوهم ذلك. 


اتصلت الطبيبة بزوجها وطلبت منه المجئ لكي يرافق زوجته إلى المنزل شعر صلاح بالقلق وترك عمله وأسرع إلى المستشفى. 


كانت تنتظره مفاجأة جميلة فاطمة وبيدها صورة السونار 

لم ينتبه صلاح لما بيدها من شدة قلقه عليها وعانقها وسأل الطبيبة ماذا بها. 


الطبيية :إنها حامل. 

تفاجئ صلاح بسماع ذلك وتتدفقت الدموع من عيناه ونظر للطبية ثم طلب من الطبيبة ان تعيد على مسامعه ماقالت. 


الطبيبة :ماسمعته حقا، زوجتك حامل. 

صلاح بصراخ :حمدلله حمدلله ثم انحنى وسجد سجدة طويلة على ارضية المستشفى ووقف ليعانق زوجته ويبكيان سويا. 


فاطمة وهي ترتجف :إنها عائشة. 


مرت الأيام وولدت عائشة وفرح بها جميع ساكني العمارة وكأنها إبنة الجميع، الكل أراد أن يرد الجميل لفاطمة وبدأوا يتشاجرون ايهم يهتم بعائشة، كانت فاطمة احيانا تبحث عنها في شقق الجيران فيخبرها احدهم انها بالدور الثالث وتصعد للدور الثالث تتفاجئ ان الجارة بالدور الخامس طلبتها وأخذتها وكانت عندما تجوع وتبكي يأخذونها إلى والدتها لترضعها ثم يأخذونها. 


الجميع عشق عائشة واهتم بها إلا سامية التي لم تهنئ فاطمة بولادتها إلى الآن وقد اقترب عمرها من الستة أشهر. 


ذات يوم استنجد يوسف بعائشة أن والدته سقطت بالحمام ووالده مسافرا برحلة عمل وطلب منها أن تنقذ والدته. 


صعدت فاطمة دون تردد لتجدها سقطت عارية بالحمام وفهمت فاطمة لماذا لم يخبر يوسف شخص آخر بسقوط والدته. 


ساعدتها فاطمة بالنهوض ووالبستها بعض الملابس وظلت بجانبها حتى استعادت وعيها ثم جلبت لها بعض الطعام من شقتها وصعدت به إلى شقة سامية وأطعمتها بيدها. 


خجلت سامية عندما استعادت وعيها لتجد أن من يهتم بها ويساعدها هي نفسها فاطمة التي اهانتها وطردتها من شقتها. 


اعتذرت سامية من فاطمة وهنئتها بولادة ابنتها والمفاجاة كانت عندما سامحتها فاطمة دون كلمة عتاب واحدة، حقا إنها إنسانة رائعة تستحق أن يحبها الجميع. 


اهتمت الأم بابنتها كثيرا وخاصة وانها لم تنجب غيرها كانت بجانب التعليم تهتم بها دينيا من حفظ قرآن وتجويد ورياضيا سباحة وكرة يد. 


كبرت عائشة وهي متعددة المواهب ومتفوقة رياضيا ودراسيا، شخصيتها مميزة مرحة مقبلة على الحياة قررت التخصص في دراسة علم النفس لأنها تحبه 


حياتها كانت مستقرةجدا وكلما كبرت كبر معها طموحها بالأول استطاعت ان تصبح مدربة السباحة الأولى بنفس النادي التي تعلمت به السباحة وبجانب الدراسة قررت أن تحصل على كورسات لغة انجليزية وكانت تنظم وقتها جيدا لأنها اعتادت على ذلك منذ صغرها. 


اصبحت بالفرقة الثانية من كلية اداب علم النفس جامعة القاهرة ولم تقصر مطلقا في عملها حتى في فصل الشتاء كانت تدرب سباحة للأطفال والسيدات. 


ذات يوم بينما عائشة منشغلة بالتمرين في المسبح تاركة هاتفها بالحقيبة والحقيبة داخل خزانة الملابس بغرفة الملابس، حاولت والدتها الإتصال بها اكثر من خمسة عشر محاولة وعندما أنهت عائشة التمرين نظرت بهاتفها لتجد هذا الكم من الاتصالات ارتجفت يداها لأن والدتها تعلم أن هذا وقت التمرين ولا تتصل بها مطلقا في هذا الوقت. 


اتصلت عائشة بوالدتها ووجدتها تبكي وتصرخ ولم تفهم منها كلمة واحدة. 

ترى ماذا حدث؟


                   الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>