أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الواحد والعشرون 21بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الواحد والعشرون 21

بقلم شيماء عبد الله



نظر رعد لبهاء النائم براحة وقال :هل بهاء دائما هادئ هكذا؟ رغم الصوت العالي في الأسفل ظل هو هادئ وصامت. 


وعد :يبدو أنه يشبه لك. 


نظر لها بنظرات مبهمة، يسخر من حديثها، لتبتسم وعد ثم هتفت: ما الذي تريدني قوله، نحن كنا مشاغبين في صغرنا، لكن بهاء عكسنا تماما. 


رعد: هل سيتغير يوما. 


وعد :حسب ما رأيته، أغلبية الأطفال الهادئين في الصغر، يصبحون مشاغبين في الكبر، أو العكس. 


رعد :إذن سأجهز نفسي من الآن أن بهاء سيتعبني حينما أكبر. 


وعد :ما ذنب بهاء المسكين في هذا، قل أنك ستكبر ويظهر الشيب في رأسك، وقتها ستتعب ولن تتحمل أي شيء. 


رعد :حقا هذا رأيك بي، هل أصبحت عجوزا الآن. 


وعد :ربما.


بدأ رعد يدغدغها لتضحك بصوت عالي، وقال: سأريك من هو العجوز. 


صوت ضحكات وعد وصل لأذان العائلة في الأسفل، ومنهم من ابتسم سعيدا لضحكاتها، ومنهم من اغتاظ كونه مجبر على الانتظار حتى يعطاهم الإذن كي يعودوا للقصر. 


وعد :يكفي يا رعد. 


قام بهاء يبكي بعد أن خاف من الصوت العالي، ليبتعد رعد عن زوجته التي حملته وقالت: إهدأ يا حبيبي، أباك الشرير أخافك أليس كذلك. 


رعد :ما هذا تحاولين جعل ابني ينقلب علي. 


ضحكت وعد، ثم استمرت في محاولاتها لتهدئة بهاء، ليقوم رعد بعدها بحمل حقائب وعد وإنزالها للأسفل، فالتفت خلفه ليجدها نزلت وقال: ألم أخبرك أن تنتظري حتى أعود وأحمل بهاء. 


وعد :لا تبالغ يا رعد، فبهاء خفيف. 


رعد: يا لك من عنيدة. 


خرجوا معا ليستقلوا السيارة، وخلفهم أفراد العائلة الذين ودعوا ريان و غادروا ليتنفس أخيرا بشكل طبيعي، وعلى الأقل مضت تلك الأمسية بأضرار أقل مما توقع، وبينما الجميع انقسم على السيارات، أخذت وعد رفقة زوجها وأبنائها السيارة الأكبر، وتركوا مهمة القيادة للسائق. 


نظرت رعد لأبنائها هاتفة: لا ترغبون في الترحيب بأخاكم بهاء. 


نظراتهم كانت كفيلة للتعبير على فضولهم، فمدت وعد بهاء لياسمين التي حملته بحذر، وابتسمت سعيدة به، وكذلك سعدت عهد التي كانت بجانبها تلامس رجليه الصغيرتين. أما إيليا ظهر الحماس الشديد في عينيه مردفا :هل هذا أخي. 


رعد: أجل إنه أخاك الصغير. 


إيليا :وأخيرا أصبح لدي أخ أنا أيضا. 


ضحكت وعد سعيدة بسعادته، فضمها رعد له يستمتع بذلك المنظر اللطيف، وبعد مسافة طريق وصلوا للقصر، وفور رؤية الحراس سعدوا وتداركوا صدمتهم سريعا، فرحبوا بها ثم ولج الجميع للقصر متوجهين لغرفهم غافلين عن خطط وعد. 


مضت ساعات الليل وصدح أذان الفجر، فقامت وعد وأيقظت رعد أيضا للصلاة، ثم ارتسمت بسمة خبيثة على وجهها، فشغلت تطبيقا خاصا بنظام القصر، وشغلت جهاز الصوت في الغرف، ثم ضغطت على زر آخر ليصدح صوت عالي في جميع الغرف إلا غرف الأطفال، فإستيقظ الكبار، وحينما علمت وعد أن الجميع سيكون استيقظ، قربت الهاتف من فمها وقالت :عشرون دقيقة وأجد الجميع في الأسفل، ومن تأخر ينسى وجبتي الإفطار والغداء. 


تحكم فيهم الغضب جميعا، وقاموا غصبا عنهم غيروا ثيابهم، ثم توجهوا للأسفل حيث وجدوا وعد تضع رجلا على الأخرى وتحتسي القهوة، فنظرت لساعة يدها وقالت :أتيتم في الوقت.. هذا جيد على الأقل بدأتم تستوعبوا الوضع الجديد. 


جودي :لما أيقظتنا في هذا الوقت؟


وعد: يبدو أنكم تنتظرون مني تحضير الإفطار، أنا لست خادمة لديكم. 


رنا :لكن يوجد الكثير من الخدم. 


وعد: لا يوجد أحد، من اليوم أنتم من ستطبخون وتجهزون الخبز، تغسلون الأواني ترتبون الغرف، وتنظفون القصر.. لا أحد منكم سيجلس من اليوم والجميع سيشتغل. 


جودي: لا تبالغي يا وعد، ودعي الخدم يقومون بعملهم. 


وعد :لقد قلت أنه لا وجود للخدم، وحتى لو كانوا من منكم سيدفع لهم، ما أعرفه أنكم لا تملكون لا عملا أو نقودا، أم تريدون مني أن أتكلف بكل مصاريفكم. 


مراد :لو قلنا النساء سيقمن بأعمال المنزل، لكن.. 


قاطعته نسرين حينما قالت :كيف سنقوم بأعمال المنزل! هل جننت يا مراد وستفعل ما قالته. 


مراد: دعيني أنهي حديثي، أنا تحدثت فقط ولم أقل أننا سنفعلها حتما، لكن تساؤلي هو ماذا سنفعل نحن الرجال. 


وعد :بطبيعة الحال ستساعدون النساء. 


عمر :الان تأكدت أن هذه تسخر منا، هل رعد هو من سيتكلف بالعجين يا ترى؟


وعد: لكن رعد لم يفعل شيئا ليعاقب عليه. 


لؤي :بطبيعة الحال هو زوجك لن تعاقبيه، وربما حتى الشركة التي منعتها علينا جميعا ستسمحي به بالولوج لها. 


وعد :أولا لا علاقة بعلاقتي به بالموضوع لكنه لم يفعل ما فعلتموه، ثانيا الشركة بن يدخلها أحد حتى رعد، لكنه من الأساس يملك شركته الخاصة ولن أتدخل فيها. 


فهد :إذن أستطيع أنا أيضا الذهاب لعملي. 


ابتسمت له وعد هاتفة :يبدو أن الخبر الجديد لم يصلك بعد. 


ظهر الترقب على وجه فهد هاتفا : ما الذي فعلته مجددا؟


وعد: لم أفعل شيئا، فقط توجد جريمة يشتبه في استخدام سلاحك فيها، وعلى ما يبدو سيحولوك للتحقيق حتى يتأكدوا من كل شيء. 


فهد: هل جننت أم ماذا؟ أنت تدمريني هكذا، إذا تبث أن السلاح استخدم في جريمة ما حتى لو لم أكن أنا المتسبب فيها سيوقفوني عن العمل لأنني لم أحافظ على السلاح، أنت تدمرين ما فعلته لسنوات. 


وعد :أشفقت عليك لكن ليس بيدي شيء لأفعله. 


جنة لم تتحمل ما حدث لزوجها وقالت :رعد تحدث مع زوجتك، لقد جنت على ما يبدو. 


وعد :لم تروا جنوني بعد، لقد جهزت لكم الكثير من الأشياء، وأيضا كي تتعلموا أنت ووالدتك أن لا تبحثوا عن زوجة لرعد في وجودي. 


بلعت كل من نسرين وجنة ريقهم، ونظروا لرعد الذي بادلهم النظرات بأخرى حادة، ثم قال: لم أكن أعلم هذا. 


نسرين :لقد فعلنا هذا لأننا كنا نعتقد أنك ميتة.


اقتربت جنك من والدتها وهمست لها: كيف علمت ما كنا نخطط له ولا أحد غيرنا يعلم. 


نظرت نسرين لوعد التي لم تحبهم وقالت بصوت خافت :كيف سأعرف أنا ؟


استعملت وعد مجددا مهارة قراءة الشفاه لتعلم ما يدور بينهما وقالت: بنفس الطريقة التي علمت بها ما قلتموه عني. 


سرين : الكاميرات.. أنت كنت تتجسسي علينا. 


وعد :تقصدين دخولك كل ليلة للمطبخ مع الثالثة صباحا لتناول السكريات التي منعك الطبيب من تناولهم.. أجل رأيتك. 


فتحت سرين أعينها مصدومة مما سمعته للتو، فاستدار جاد ناحيتها غاضبا وقال: ما قالته صحيح. 


سرين: أنا.. أنا..


صمتت حينما لم تجد شيئا لتدافع به عن نفسها، فصرخت بها لمياء هاتفة: هل تريدين قتل نفسك؟ سرين يجب أن تستوعبي أنك مريضة والسكريات ممنوعة عليك خلال هاته الفترة.. هل ترغبين أن تسوء حالتك أكثر. 


أخفضت سرين رأسها تعلم أنها محقة، لكنها لا تستطيع استيعاب أنها أصبحت مريضة سكري، وحينما منعوها من السكريات فجأة تعلقت بهم اكثر. 


أحمد :وعد على ماذا تعاقبينا بالضبط.


وعد :ربما لأنكم اجتمعتم وظلمتوني. 


نور :ابنتي وعد أريهم دليل براءتك وضعي حدا للموضوع. 


نظر لها عمر باستنكار هاتفا :نور هل صدقت أنها بريئة. 


كريم :جميعنا صدقنا وأصبحنا شبه متأكدين أنها بريئة.. لا أعلم كيف لكن حسب معرفتي بوعد لا يمكنها أن تجلس مرتاحة البال لو فعلت شيئا حقا. 


وعد :أخيرا أصبحتم تعرفوني. 


أخرجت هاتفها وربطته بشاشة في تلك القاعة، ثم شغلت تسجيلا لها في المكتب وقالت :هذا التسجيل عائد لذاك اليوم المشؤوم.. لقد كنت في مكتبي حينما خطفت، وهذا التسجيل التقط من كاميرا فرعية غير مرتبطة بنظام كاميرات الشركة، وقد وضعتها مسبقا للاحتياط، إضافة لذلك تسجيلات السيارة التي كنت على منها في الوقت ذاته الذي تعرض عمي عمر للحادث.. هذا يعني أنني لست المذنبة. 


الندم كلمة صغيرة مقارنة بشعورهم في تلك اللحظة، ووعد كانت تستلذ بنظراتهم وخوفهم من القادم، فقالت :هيا اذهبوا الآن جهزوا الإفطار سريعا فالأطفال سيستيقظون بعد قليل، وإذا لم يجدوا الإفطار جاهزا سأغضب، وإذا غضبت لن يكون هذا في صالحكم، لقد رأيتم ما فعلته وأنا هادئة، لكم أن تتخيلوا ما الذي قد أفعله إذا غضبت. 


كادت جودي الحديث، فأوقفتها حركة يد وعد، وفي الأساس لم تكن تعلم ما الذي قد تقول في تلك اللحظة، فقامت وعد بإشارة من يدها ليتوجهوا للمطبخ، فتحركت النساء كي يتهربوا من نظراتها الحادة، بينما الرجال لم يتحركوا فقالت وعد: ماسة لا تذهبي أنت.. وأنتم ما الذي تنتظرونه. 


أحمد :ما الذي سنفعله نحن. 


وعد :تساعدون النساء في المطبخ، أو ترتبون المكان، يوجد الكثير لتفعلوه. 


تبادلوا النظرات الحائرة قبل أن يتحركوا جميعا، أما ماسة فنظرت لوعد وقالت: وما الذي سأفعله أنا. 


وعد :اهتمي أنت بإبنتك فقط، في الأساس أنت الوحيدة التي لم تشككي بي للحظة. 


رفع رعد حاجبه، بينما ضحكت ماسة وقالت :سأدعكم بمفردكم وأذهب لأكمل نومي. 


صعدت ماسة سعيدة بما يحدث، وطريقة وعد في إعادة تربية وعد لعائلتها، وحمدت الله أن براءة وعد ظهرت أخيرا. أما وعد فالتفت ناحية رعد الذي اقترب منها وجعل ذلك ابتسامتها تتسع أكثر وهتفت :ما بك؟ ما الذي حدث؟ 


رعد: ماسة فقط من وثقت بك أليس كذلك. 


اقتربت منه وعد تتوسد صدره، وأحاطت خصره بيديها وقالت :هل ستهتم بكلام إنسانة مجنونة. 


بادلها رعد الحضن قائلا :لم تعودي تخافي أن يمسك بنا أحد في مثل هذا الوضع. 


وعد: لو ليس من العيب أن نتصرف هكذا أمامهم لم أكن لأهتم أو أضع أي اعتبار لهم. 


رعد: كأنك قمت بإعتبار أحد قبل قليل. 


وعد :هل ترغب أن أشاركك معهم. 


رعد: اهدئي يا سيدتي فأنا لا زلت أرغب في شركتي. 


ابتسمت له وعد، ثم توجهت لمكتبها الذي طال غيابها عنه، و خلفها رعد يراقبها لتقول :لا زال كل شيء كما تركته. 


رعد :لا يمكنني تغيير شيء يخصك. 


وعد :إذن سأبدأ عملي. 


رعد: هل تحتاجين لمساعدة ما. 


وعد :اهتم فقط ببهاء حتى يجهز الإفطار. 


صعدت رعد لغرفته، فحمل إبنه ووضع في السرير بجانبه، ثم تسطح يمسك يده يلعب في أصابعه، بينما الابتسامة تنير وجهه كون الله رزقه بطفل أخر من وعد، رغم أنه حرم من العيش معه لشهور لكنه سيعوض تلك الفترة بكل تأكيد. 


عند وعد، شغلت حاسوبها، وربطت هاتفها بها لترى تسجيلات كاميرا لغرفة جميلة، فوجدتها نائمة بعد عذاب طويل مع الكوابيس، فقالت : نامي الان لأنني سأحرم النوم على عيونك فيما بعد. 


أمضت وعد ما يقارب الساعة والنصف في المكتب، وحينما خرجت وجدت الإفطار جاهز، فصعدت لتوقظ أبناءها، ثم توجهت لغرفتها حيث وجدت رعد نام بجانب بهاء الذي استيقظ وبدأ يلعب برجليه ويديه بهدوء، فصورتهم بهاتفها قبل أن تقترب من بهاء مبتسمة وقالت : طفلي الجميل استيقظ وظل هادئا تاركا والده ينام. 


بدأت تدغدغه بلطف ليضحك وتوقظ ضحكاته رعد على أفضل منظر، فابتسم وقال : أدعو الله أن يحفظكم لي. 


غيرت وعد صوتها لصوت طفولي هاتفة :ويحفظك الله لنا يا أبي. 


قرص رعد خدها قائلا :طفلتي المجنونة. 


وعد: قم أيها العاقل، إن الإفطار جاهز. 


رعد: لست مطمئنا لهذا الإفطار. 


وعد :لا تقلق أنا هادئة. 


نزلوا للأسفل، ثم جلسوا يتناولون الإفطار في جو متوتر، فقد كان أغلبهم مشغولي البال، بينما وعد كانت تهتم بأطفالها وزوجها فقط، وحينما انتهت قامت وقالت :هيا يا أطفال السائق في انتظاركم. 


إيليا :أمي أريد أن أبقى معك اليوم. 


وعد: سنمضي الكثير مع بكل تأكيد، لكن الآن يجب أن تذهب لمدرستك، وإذا كنت مجتهدا ستنال مني جائزة. 


قام إيليا متحمسا وقال: سأكون الأول. 


وعد :وهذا ما أتمناه. 


رافقتهم وعد حتى الباب، فقبلت ياسمين من جبينها وقالت :اهتمي بنفسك يا عزيزتي، وحينما تعودي سنجلس معا ونتحدث.. أخبرك بما حدث معي، وأنت تخبريني بنا حدث لك. 


ضمتها ياسمين وقالت: حسنا. 


مضى الوقت وغادر رعد لشركته، أما وعد تركت بهاء مع المربية وماسة، وغادرت هي الأخرى لتلتقي بخادمة جميلة، فأعطتها كيسا وقالت: يجب أن تتناول جميلة القليل من هذا الدواء يوميا، وحينما تعودي أعطه لها. 


الخادمة :حسنا يا سيدتي. 


وعد :كيف حال ابنك. 


الخادمة :أصبح أفضل بفضلك، منذ قام بتلك العملية أصبح يعيش حياة طبيعية ككل الناس، لا أعلم كيف أسدد ديني لك. 


وعد :أنت تسدديه بما تفعلينه الان. 


نظرت الخادمة لذلك الكيس متوترة وقالت: هل هذا الدواء سيؤذي السيدة جميلة. 


وعد :لا تقلقي إنه مجرد مهلوس يجعلها تقول الحقيقة فقط. 


استوعبت الخادمة أن هدف وعد مما ستفعله هو تبرئة نفسها من التهمة التي لفقتها لها جميلة، وبعد مساعدتها لها والقيام بعملية قلب مفتوح لابنها، أصبحت وفية لها وتستطيع فعل أي شيء لصالحها، فعادت الخادمة للمنزل بينما وعد ظلت مكانها تراقب منزل جميلة من بعيد ثم قالت :أنت استغللت ابن رحمة وزرعتها كجاسوس لك في القصر، وأنا فعلت المثل، الفرق الوحيد أنني ساعدت خادمتك كما وعدتها، أما أنت فهددتها بحياة إبنها، والان لأشاهد ما الذي سيحدث. 


حملت هاتفها لتقوم باتصال سريع ثم قالت :يجب أن يختفي أثر ابن رحمة، دعونا نلعب أكثر. 


_أوامرك سيدتي. 


أغلقت وعد الخط، ثم عادت للقصر وتركت خلفها جميلة تحتسي كأس الأعشاب الذي طلبته من الخادمة كي تهدأ أعصابها، لا تعلم أن ذلك الكأس سيجعلها ترى أشياءا لا وجود لها. بعد دقائق قليلة بدأت جميلة تتخيل أن وعد أمامها خاصة أن عقلها بات يفكر فيها كثيرا خلال الفترة الماضية. 


جميلة :ما الذي تريدينه مني يا وعد؟ لما تلاحقيني؟ 


لا إجابة، وكيف سيجيب خيال عن أسئلتها، إلا أن هذا أغضب جميلة التي بدأت تصرخ على ذلك الخيال، وجعلت تسنيم وبدر اللذان قررا البقاء في المنزل من أجلها ينزلون بسرعة، فحضنتها تسنيم هاتفة : اهدئي يا أمي، لا يوجد شيء. 


جميلة :وعد.. وعد تريد قتلي. 


بدر :يكفي يا أمي، لا وجود لوعد، هي ميتة، ولا يوجد أحد هنا. 


جميلة :لما لا تصدقونني، وعد أمامي، هي تريد الانتقام مني. 


تسنيم :ما الذي فعلتيه حتى تنتقم منك امرأة ميتة. 


جميلة :لقد خطفتها وعذبتها.. هي عادت لتنتقم مني، أجل أنا من قتلتها وتريد قتلي أيضا. 


ابتعدت عنها تسنيم سريعا من صدمتها، ولم يكن بدر في حال أحسن منها، وحديثها جعلهم يتصنمون مكانهم، فحاول بدر أن يتأكد مما سمعه وقال :ما الذي فعلتيه. 


ضحكت جميلة بقوة وهتفت :هي كانت تعتقد أنها استطاعت الإفلات من الشرطة، لكنني كنت أراقبها، وأرسلت شخصا ليفجر سفينتها.. قتلتها كما قتلت أيمن، وجعلت والدكم يندم في قبره لأنه قلل مني بسببها. 


                الفصل الثاني والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close