أخر الاخبار

رواية عشق المراد الفصل الواحد والثلاثون 31بقلم آية أنور

 

رواية عشق المراد

الفصل الواحد والثلاثون 31 

بقلم آية أنور


‏"لا توجد كلمات تصف الغياب،

كل الذين عادوا منه عادوا بوجوه أخرى

وأصوات أخرى

وقلوب أخرى

ومسافة هائلة."


اوعي يكون عمل حاجه قالها وهو يتذكر كيف صالح بتول في ذالك اليوم فقد خشي مراد يكن فعل بها شيئا.


حاجة إيه ما تحترم نفسك يا سيف في إيه ؟ حكت له كل ما حدث بالتفصيل عدا احتضان مراد لها لانه خشيت ردة فعل أخيها ... لتردف : وقالي أن هو عايز يجي يعتذر ليك و ل ماما بنفسه وكان هيطلع معايا بس انا رفضت وقولت لما اشوفك واكلم ماما عشان مجبش الإحراج ليه ولا لينا عشان انا واثقه انك ممكن تطرده .


قاطع حديثهم صوت جرس الباب ليردف سيف : الباب نقذك مني .


فتح الباب وجدت اخر شخص ممكن أن يتوقعه ... وجد عمه كانت هيئته رثه وملابسه غير مهندمه ؛ وشعره مشعث ونبتت لحيته الطويلة وظهرت به التجاعيد  تحولت ملامحه للغضب الشديد واردف بحده وصوت جهوري : انت إيه إللي جابك هنا ؛ ليك عين تيجي بعد إللي عملته انت وبنتك يا بجحتك ياخي .


حسن : اسمعني يا بني.


متقولش الكلمه دي علي لسانك انا مش ابنك ولا انت تبقالي حاجه و اتفضل اطلع بره من غير مطرود .


حسن بصوت مهزوز:  انا جي اجبلك حقك إللي اخدته منك .


سيف بإنفعال:  هو إللي زيك يعرف حق ولا يعرف ربنا ... انت شطان مستحيل تكون بني أدم... و مرتشي و بتاخد رشوه .


يارا : استني ياسيف مش كده لما نشوفه عايز إيه ؟؟


انتي تخرصي خالص ومتتدخليش في الكلام وادخلي جوه ... مش دا إللي اتكلم عليكي و فضحك في الشارع على حاجه انتي معملتيهاش .... نظر له واردف بشماته : مرت الايام وبنته حطت راسه في الطين بس المرادي بجد " يمهل ولا يهمل".


أحس حسن بدوار شديد فهو غير قادر على أن يسمع أكثر من ذالك وظل يترنح قليلا .


لتردف يارا بفزع : مالك ياعمي في إيه؟؟ قالتها و امسكته قبل أن يسقط على الأرض.


سيف : سيبه دي حركات بيعملها .


ساعدته كي يجلس على الأريكة ثم دلفت يارا الي الداخل جلبت له كوب ماء... ارتشف منها قليلا واردف بإمتنان :كتر خيرك يابنتي ... ثم وجه نظره الي سيف واردف بإنكسار : خد العقد دا فيه تنازل عن الأرض إللي اخدتها ظلم منك و زورت في أوراق رسمية عشان اخدها   ؛ انا رجعتلك الأرض وكتبتها بإسمك ...


اخذ سيف العقد منه وهو لا يفهم شئ وتقابلت عيونه مع يارا في حيره واستغرب فماذا حدث له كي يعيد لهم اردهم ؟؟؟ ... ليكمل حسن حديثه وهو يعطيه عقد أخر ودا كمان عقد تنازل عن بيتي إللي تحتكم كتبته بيع وشراء ليك عشان أكفر عن الذنب إللي عملته في حقكم.


مش عايزه الشقه دي مش من حقي انا كفايه عليا الأرض ... وليردف : وبعدين إيه إللي جرا في الدنيا عشان ترجعلي الأرض دا انت مهبدلنا في المحاكم وراك وحاطط إيدك على الأرض بلطجه... و جايب ناس تشهد زور .


انا مش عايز البيت هعمل ب إيه ؟؟ . ليردف بندم :انا أسف يابني ؛ اخدت إيه انا يعني من أكل حقكم غير حياتي باظت وأدمرت ؛ بنتي حطت راسي في الطين خلتني ماشي موطي رأسي قدام الناس واتفضحت قدام إللي يسوي ولا ميسواش  وانا سبت المنطقه وعزلت من الفضايح وكلام الناس .... ومراتي قالها وابتلع الغصه التي تشكلت في حلقه بمرارة وأردف: اتوفت من ساعه في المستشفي.


إيه ؟؟؟ قالتها يارا وسيف في نفس اللحظه.


زي ما سمعتوا كده عايده اتوفت قولت لازم اجي و ارد الدين لأصحابه عشان حاسس نفسي هموت وحاسس اني هموت في أي لحظه.


يارا :ربنا يديك الصحه ياعمي .


حسن بمرارة: بعد كل دا ؟؟ وكل إللي عملته فيكي بتقوليلي عمي ... والله انا اسف ومش عارف اقولك إيه يابنتي .


سيف بجديه : عملت مراسم الدفن ولا لسه ..؟


حسن :لسه هي في المستشفي اقصد لسه جثتها في المستشفي  بس قولت اجي ليكم الاول وبعدين ارجع تاني ... قالها وظل يبكي على فراقها وما حدث به فقد انقلبت حياته رأساً على عقب.


جلس بجواره سيف يربت على ظهره واردف بجديه: وحد الله يا عمي مش كده ... ليردف بجدية: هروح اغير هدومي بسرعه وهاجي معاك .


احتضنه حسن فقد حس بحقارة نفسه أمام ابن أخيه فهو فعل بهم الكثير والكثير وكان يحقد عليه ويكرهه  لأن الله لم يعيطه ولدا ... احتضنه سيف ثم رحل من أمامه لكي يغير ملابسه ويذهب مع عمه الي المشفي لتشيع جثمان امراءة عمه ... وقرر تأجيل حديثه بشأن بيته الذي كتبه له بإسمه فهو لن يؤخذه منه سيأخذ الأرض فقط.


قال تعالي" إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا .


كما قال تعالي " ﴿2﴾وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا"


*******★*********★***********★****

يا ربّ انقذني منّي ، أنا من يُتعبُني أَعِنِّي عليّ فإنّي عَدوّي"))


كانت جالسه في غضون الثالثة عصراً ترتشف  قهوتها على الأريكة فكان الطقس باردا نسبيا وتشاهد التلفاز  وأمامها بعض من التسالي على المنضده الصغيره .

وجدت هاتفها يرن من رقم غريب مراراً وتكرارا حتي أجابت بملل وجدتها احدي صديقتها لتردف :انجزي عايزه إيه عشان مش فضيالك .. ومش فاضيه لدرس الاخلاق إللي بتدهوني كل ما ترني.


أميره : خلاص خلاص هسكت اهو ؛ المهم انتي فين؟ لسه برضو مش عايزه تقولي على مكانك؟


ساره بضيق : ملكيش فيه ؟


أميره : طيب كنت عايزه اقولك والدتك أتوفت.


إيه قالتها  نهضت واقفه وانكسرب فنجان القهوه كأن جسدها تخشب وألتصقت قدميها بمكانها ولم تستطيع السير من هول الموقف والصدمه . 


أميره  : اتوفت  بسببك وبسبب عمايلك فيها .. هتفضلي شايله زنبها طول عمرك ؛ ماتت من عمايلك السوده إللي تسود الوش ماتت من حسرتها عليكي وفضايح الناس ... مش هقولك غير منك لله .


ساره : هي هي فين دلوقتي.


في المستشفي *****  هيدفنوها دلوقتي يتلحقيها يا متلحقيهاش .


ألقت الهاتف على الأريكة وقلبها ينبض ألما؛ سنين ذكريات مرت أمام عيونها ؛ ذكرياتها مع والدتها أمسكت رأسها بقوه وصرخت صرخه قويه هزت أرجاء المنزل ؛ ثم ركلت تلك المنضده التي أمامها فأحدث ارتطامها صوتا قويا ...وركضت بسرعه  ولكنها تعثرت على السلم بقوه على قدمها الايسري .... نهضت مره اخري ظلت تبكي وجسدها يرتجف احساس لا يمكن وصفه ولا كتابته دلفت غرفتها ارتدت ملابسها بسرعه وركضت الي الخارج لكي تري والدتها قبل أن تدفن وتفارقها الي الأبد ولا تري وجهها ظلت تلوم نفسها على ما فعلته بحق نفسها وحق أهلها وهي تبكي وقفت في منتصف الطريق توقف اي سياره وهي تبكي ظلت هكذا قرابة 5دقائق وجدت سياره امرأة مسنه اخذتها الي المستشفى .


وصلت ساره إلي المستشفي ركضت الي الداخل وهي تبكي بشده وصوت شهقتها يزداد رويدا  رويدا وهي تتنفس بصعوبه بالغه كأنها تفلظ أنفاسها الأخيرة و تحتضر ..سألت على اسم والدتها في الاستقبال ثم ركضت الي الدور الثاني وجدت سيف ووالدها أمام احدي الغرف في آخر الطرقه وبجوارهم أصدقاء والدها.


بمجرد ما رآها والدها أردف بحده وصوت غائب من كثرة انتحابه : جايه عايزه إيه ؟؟ امك ماتت بسببك ... غوري من قدامي بدل ما اطلع روحك في إيدي.


ساره ببكاء : عايزه اشوفها يا بابا الله يخليك ؛ ابعد عن طريقي 


متقوليش الكلمه دي علي لسانك انا مش ابوكي انتي بالنسبالي موتي من زمان انا مليش عيال ... قالها وامسكها من شعرها وظل يضربها بكل ما اتي من قوه ظل يركلها ويضربها من غيظه وغضبه منها والجميع يحاول أن يبعده عنها ولكنه لم يتركها وظل يضربها وهي تصرخ أسفله .


حسن : ابعدوا عني مش هسيبها غير لما اطلع روحها في إيدي واخلص منها ومن عارها إللي هيلزمني طول عمري قالها وظل يضغط على عنقها بشده أعماه غضبه ؛ فبدأ يزيد من ضغط يديه حول عنقها حتي شعرت ساره بأن الهواء انعدم من حولها ولم تستطع التنفس ؛تحول وجهها الي اللون الازرق من شدة الاختناق اقترب منه سيف بصدمه وذهول: سيبها ياعمي هتموت في إيدك وهتودي نفسك في داهيه .


خرج جميع الممرضين والأطباء والمرافقين  على صوتهم وصوت الهرج والمرج ...استطاع أحد أصدقائه أن يخلصها من تحت يده واردف بحده : كفايه فضايح يابنتي وامشي من هنا الله لا يسئك.


ظلت تسعل وتمسك عنقها ووجهها الذي اختلط باللون الاحمر والازرق من شده الاختناق وعدم وجود الأكسجين ووظلت ترتجف وتشهق ... وأردفت بصوت مهزوز : الله يخليك يا عمو عايزه اشوفها و همشى  علطول .


اخذها صديق والدها بعيدا وهي لا تريد أن ترحل واردف بجديه : هي اخر حاجه قالتها أن هي مش عايزه تشوفك .. امشي يابنتي من هنا .. ابوكي راسه وألف سيف أن هو يقتلك وانتي شيفاه متعصب إزاي ... يرضيكي يروح في داهيه و يتسجن بسببك .. ليردف بحده : كفايه إللي عملتيه فيهم امشي.


نظرت إلي والدها الذي يقف بعيدا  و ينظر لها شزرا.. رحلت وظلت تبكي وتصرخ ....بعد خروجها حمل والدها الجثمان ومعه بعض من أصدقائه و سيف لتشيع جثمانها الي المقابر ... خرجوا من المشفي كانت ساره تجلس على الرصيف وتبكي وتضم ركبتيها الي صدرها .


************************************

في المساء .

كُلهن حذروني مِنك

لكن كيف يحترس المرءُ من شيءٍ يُحبه؟

كيف يخافُ إنسانٌ

من النُقطة التي أطمئن عِندها؟


جالس مراد على مكتبه في المستشفي فمنذ ما حدث لأخيه ووالدته يبات في المستشفي ولا يرحل الي منزله إلا أياماً قليلة في الاسبوع ليطمئن على أخته ؛ وأنه أيضاً مطمئن عليها لوجود حرس كثيره أمام الفيلا و الخادمات بالداخل التي يعملون بمنزله منذ الصغر ؛ منذ اربع اشهر وهو على هذا الحال يعتني ب أخيه الراقد في العنايه المركزه ووالدته؛ من سوف يعتني بهم غيره ؛ رغم وجود أمهر الممرضين والأطباء إلا انا يخشي أن يصيبهم مكروه في غيابه أو ربما يدلف طارق في غيابه إلي المستشفي ويخلص عليهم ؛ جالس  يرتدي نظارته الطبيه ينظر إلى الورق الذي أمامه بتركيز شديد بعد مده من مراجعة الملفات التي أمامه خلع نظارته الطبيه يفرك عيونه بتعب شديد ثم امسك هاتفه يرن  علي يارا مرارا وتكرارا ولكنها لا تجب عليه انتظر ساعه ثم بعث لها رساله عبر هاتفها وعبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وأيضاً واتساب ولا تجب عليه فهي منذ قام بتوصيلها بالأمس وهي لا تجب على مكالمته .. انتفض قلبه زعرا وظلت تهاجمه أفكاره ربما أصابها مكروه .


وعلى الناحيه الاخري.


يارا : هاتي يا ماما التليفون وحياتي عندك ارد عليه.


سهام بحده :قولت لا مفيش تليفون تعافت سهام خلال تلك الشهور من الجلطه واستعادت قوتها وأصبحت تحرك زرعها قليلا .


يارا : وحياتي عندك ياماما 


سهام : مراد تاني انتي معندكيش دم ولا كرامه انا لما سيف حكالي مصدقتش قولت يمكن بيكدب ؛ وبعدين اتأكدت بنفسي .


يارا : هو اتغير ومش زي الأول 


إللي زي دا عمره ما يتغير مغرور متكبر  وشايف الناس تحت رجليه و مفيهوش حاجه كويسه نسيتي إللي عمله فيكي ؛ نسيتي معيرته ليكي بفرق الطبقات وطرده لينا من المستشفي لما روحنا نشوفه و اتهمك في شرفك و جابلك السكر؛ وخطب بنت عمك عشان يغيظك هاااا نسيتي قالتها بحده ؛ احنا مرت علينا السنه بسببه اصعب سنه؛ من كتر الضغط النفسي إللي كنتي فيه بسببه سيبنا بيتنا و رحنا عند عمك عشان تغيري جو ؛ قوليلي ازاي تأمني نفسك معاه بعد كل إللي حصل دا ... ازاي ؟؟


يارا : ماما انا بحبه وبعدين


قاطعت حديثها : اخرسي خالص مش عايزه اسمع صوتك ؛ واظن انتي مخطوبه و كنا خلاص هنكتب كتب الكتاب بكره بس اجلناه عشان مرات عمك اتوفت اعملي اعتبار لخطيبك ولينا .


أردفت ببكاء: انا مش بحب محمد دا... تقصد خطيبها 


سهام : وانا مغصبتكيش على الجوازه انتي كنتي مصممه عليه من غير حتي ما تشوفيه لما قالك عمك عليه عشان تغيظي حبيب القلب .


أزالت يارا دموعها واردفت بصوت مهزوز :يعني يرضيكي اتجوز شخص مش بحبه .


سهام بسخرية: والله إللي بيشيل قربه مخرومة بتخر على دماغه.. وانتي اخترتي يبقي تستحملي .


سمعت صوت طرقات خفيفه على باب لتردف بحده: انا هقوم افتح تلاقيه اخوكي ... لو جبتي سيرة الزفت دا تاني متعرفيش انا هعمل فيكي إيه ؟.


فتحت سهام الباب وجدت مراد بالخارج تحولت ملامحها الي الغضب وأردفت بحده: انت جاي عايز إيه ؟


مراد بإحراج: ممكن اتكلم معاكي ياماما و اتكلم مع سيف ومش هاخد من وقتكم كتير .


خرجت يارا وجدته على الباب عندما سمعت صوته وأردفت بصدمه : مراد!!!.


سهام بحده : ادخلي جوه ..ثم وجهت نظرها الي مراد واردفت بحده : ابعد عن بنتي يابن فريده انا كل يوم بصلي الفجر وادعي عليك على إللي عملته في بنتي ... ومش مسمحاك ليوم الدين .


يارا بإحراج : عيب مش كده ياماما 


قاطعت سهام حديثها و قالت  بصوت جهوري :قولتلك ادخلي جوه انتي مبتسمعيش الكلام ليه ؟؟


ثم وجهت نظرها لمراد الوقف وتنظر له نظرات ناريه لو كانت نارا لحرقته  وأردفت وانت اتفضل من غير مطرود .


مراد :اسمعيني يا أبوس إيدك.


مفيش كلام يتقال مابينا ثم تذكرت شيئا وأردفت بتذكر : اه نسيت ثواني قالتها ودلفت الي الداخل جلبت شيئا نظرت له بسخرية وأردفت : دي دبلتك اتفضل و ما شوفش وشك هنا تاني .. انا بكرهك وفي حياتي مكرهتش حد قدك ... قالتها وأغلقت الباب في وجهه.


وعلى الناحيه الاخري.

************************************

بيتُ دافئ مع رفيقٍ صالح ، وسلامٌ علىٰ الدُّنيا وما فيها ❤


يجلس سيف في كافيه على النيل وبجواره بتول التي تنظر له بإستغراب لانه لم يتفوه بشئ منذ ماجيئهم الي ذالك المكان قاطع الصمت صوته :

بتول انا كمان يومين هشتري شقه في برج على النيل هي مسحتها كبيره وفي منطقه راقيه ؛ وانتي عارفه ظروفي كويس انا مش هقدر اشتري ليكي ألماس زي ما بتجيبوا هشتري ليكي دهب.. انا على عيني عايز اشتري ليكي الدنيا كلها بس أعمل إيه!!!... ليردف بألم : انتي موافقه على الحياه إللي هتعيشها معايا دي ومش في مره هتندمي .


بتول : ومالك بتقولها كده ليه ؟؟؟ ياسيف انا هبقي مبسوطه حتي لو عشت معاك في أوضه ؛ انا الشكليات دي مش هتفرق معايا ؛ اهم حاجه انت يا سيف مش اي حاجه تاني  .


سيف: انا مرتبي يا بتول 4ألف ونص بس في الشهر .. انتي لما بتعملي شوبينج بتصرفي اكتر منهم في الاسبوع ، انا خايف لتندمي في يوم وتقولي ياريت ما كنت اتجوزتك؛ انا بالنسبه لوضعك المادي ولا حاجه ومش هقدر أعيشك العيشه إللي عيشاها.


متقولش الكلام دا بقي ياسيف ؛ انا شيفاك احسن راجل في الدنيا وبعدين انت بتشتغل وانا بشتغل في شركتنا ومش هنبقي ناقصين حاجه وهديلك مرتبي وهن..


قاطع حديثها واردف بحده: ومش انا إللي مراتي تصرف عليا .. متفكريش في يوم تصرفي جنيه على بيت طول ما انا عايش ؛ انتي مسئوله مني فهمتي .


بتول : فاهمه فاهمه انت بتتعصب بسرعه ليه هههههههههه..... عادي يا حبيبي انا وانت واحد لو نقصت حاجه في البيت انا بشتريها .


سيف : قولت لااااااا !!!! واسكتي بقي ومتفتحيش سيرة الموضوع دا تاني .


بتول بسرعه حاضر حاضر.لتردف بمشاكسه : خلاص بقي فك شويه متبقاش نكدي ؛ شكلك حلو اوي وانت متعصب هههههههه.


سيف بضيق : انتي بتقولي كلام يضايق .


بتول : انا أسفه غلطه ومش هتتكرر.


ليردف بضيق عندما تذكر :وبعدين إيه إللي انتي عملتيه امبارح دا .


بتول بتساؤل:عملت إيه؟


سيف :بتحبسي يارا مع مراد في المكتب .


بتول بضحك : هي حكتلك هههههههه... قولت اجرب طريقتك إللي عملتها معايا يمكن تنفع هههههههه... و نفعت .


سيف بحده : ومين طلب منك تعملي كده.


بتول : يعني إيه ؟؟


سيف بإنفعال : يعني إللي انتي عملتيه دا غلط انا مش موافق حتي لو هي وافقت انا مش موافق عليه ؛ كفايه أوي إللي حصلها بسببه جبلها السكر وعمل حاجات كتير متنسيش دا كفايه كلامه ليها ولا إهانته لينا ؛ وراح خطب بنت عمها تحت العماره عشان يغظها .


بتول : وبعدين بقي يا سيف انت كل شويه اخوكي اخوكي !! انا تعبت والله.


سيف : ايوه جاوبيني على سؤالي إيه إللي انتي عملتيه دا ؟؟.


قولي انا وانت هنتجوز إزاي وانت ومراد في بينكم مشاكل !!! كنت لازم اعمل كده!! وبعدين هما الاتنين لسه بيحبوا بعض لا بيعشقوا بعض كمان ؛ انت مشفتش منظرهم كان إزاي هما الاتنين لما اتصالحوا !!... أطلقت تنهيده قويه وأردفت بهدوء لأنها تعلم أنه شخصيه عنيده للغايه : والله يا سيف فكر في كلامي كويس انت بتظلم يارا ومش هتقدر تكمل مع خطبيها دا وحتي لو اتجوزا مظنش يارا هتبقي مبسوطه وهتشيل ذنبها .


وعلى الناحيه الاخري

************************************

جاء حلما ورحل وجعا وانا بين الحلم و الوجع أعد الخسائر💔.


علقت الانوار والزينه والجميع يعمل بقدم وساق ؛ في افخم قاعه احتفالات بالشيخ زايد احتفالا بعرس عمرو أيتن .. وفي احدي الغرق كانت أيتن تجلس على المقعد أمام المرآة ترتدي فستان زفافها وتضع لها الميكب ارتست اللمسات الأخيرة لتردف :كده خلصنا يا عروسه , قمر بسم الله ماشاء الله.


فتحت أيتن عيونها تنظر إلي نفسها انبهرت بجمالها الجذاب فكانت حقا عروسه فاتنه تشع براءه وجمال وقفت أيتن وظلت تدور حول نفسها بالفستان الابيض وهي تشعر بالسعادة التي لا توصف.

دلفت والدتها الي الداخل وهي ترتدي فستانها السوريه التي لم تمنع دموعها التي انسابت على وجهها من رؤية ابنتها الوحيده ترتدي فستان الزفاف ؛ فتلك اللحظه تتمناها كل أم من أن تضع صغيرتها الي اليوم الذي تراها به ؛ اقتربت منها تحاول جاهده السيطره على دموعها احتضنتها بقوه بادلتها  أيتن الحضن الدافئ أدمعت أيتن عيونها أيضا فهي لا تريد أن تترك والدتها وترحل فهي ابنتها المدللة ... ابتعدت عنها والدتها قليلا منها لتردف بابتسامه : ألف مبروك يا حبيبة مامي ربنا يتمملك بخير ويسعدك يارب... قضبت جبينها وأردفت : انتي بتعيطي !! الميكب هيبوظ بطلي عياط.


أيتن :مش عايزه اسيبك يا مامي وامشي.


سمعوا طرقات خفيفه على باب الحجره فتحت الفتاه الباب فكان والد أيتن اتي إليها ليأخذها ويسلمها الي زوجها المستقبلي... دلف والدها الي الداخل هطلت دمعه من عيونه اقترب منها وقبل مقدمة رأسها : ألف مبروك يا حبيبة بابا .. أن شاء الله ربنا يسعدك ويفرح قلبك انتي وعمرو .


أيتن : تسلملي يا بابا ربنا يباركلي فيك انت وماما .


تأبطت أيتن ذراع والدها وذراعها الآخر ترفع فستانها قليلا حتي لا تتعثر وخلفها والدتها التي تنثر عليها الورود انفتح باب القاعه طلت بالأبيض و تداخلت صوت الزغريد مع صوت الموسيقى و عمرو ينتظرها في منتصف القاعه بمجرد ما رآها عزفت نبضات قلبه فرحا شديداً اقترب منها ليقوم والدها بوضع يدها في يده واردف بجديه : خلي بالك منها ياعمرو عايزك تحافظ عليها ومتزعلهاش ابدا بنتي أيتن غاليه عليا أووي ؛ دي دنيتي الحلوه و مليش غيرها .


عمرو :ان شاء الله ياعمي أيتن هتكون في عيوني.


ثم وجه نظره تلك الواقف جنب أبيها انحني بخفه قبل جبينها برقه و طبع قبله طويله عبرت عن كل شيئ بداخله ابتعدت عنها قليلا واردف بعشق وهو يحتضن وجهها بكفيه: أخيرا بقيتي مراتي قدام كل الناس وقبليهم ربنا حاسس كأني بحلم .. ربنا يخليكي ليا يا حياتي .


أيتن : ويخليك ليا يا حبيبي ♥️.


وضع يده في يدها وفي وضع أنكجه "كما نقولها بالعاميه المصرية " تقدموا على الأستيج فارتفع بهم قليلا عن الأرض  لتبتدي موسيقي هادئه رومانسيه  في الخلفيه صوت إليسا و سعد لمجرد " من أول دقيقه "... يحاوط خصرها بيديه وهي تضع يدها حول عنقه ليترقصا معا على الموسيقى الهادئه .


وبعد انتهاء الاغنيه اخذها ليجلسوا على الركنه المخصصه لهم ليساعدها أن تجلس و يجلس هو الآخر بجوارها .


دلفت ساره إلي القاعه بوجه متجهم والحقد والكره يملأ قلبها وجهت نظرها يميناً و يسارا تنظر في الديكور والتصميمات اشتعلت النار بداخلها اسيلت الدموع من عيونها ما أن تسير عبره حتي تلفظ غيرها؛ أغمضت عيونها بألم شديد وهي تذكر تلك السنين والايام الماضيه وما فعلته بحق نفسها و طيشها وذالك الخائن عمرو الذي ضحك عليها والآن يتزوج من فتاه اخري وهي خسرت كل شيئ بسببه!!! خسرت أهلها وتعليمها كل شيء كل شئ!!! وهي السبب في موت والدتها ظلت تبكي على حالها ندمت أشد الندم ياليت الزمان يعود بها !!أزالت دموعها وهي ترتجف  واقتربت منهم وقف عمرو بفزع عندما وجدها خوفا من أن تخرب عليه فرحته وقفت أمامه ووجهت نظرها إليه تارا والي أيتن تارا أخري التي تنظر لها بإستغراب ولم يلاحظ أحد ما يدور فالجميع بالمنشغل بالرقص والغناء  اردفت بخبث : ألف مبروك يا عريس قالتها وأخرجت خنجرا في لمح البصر و طعنته في عنقه بقوه  تناثرت  الدماء بغزاره على بدلته البيضاء ...شعر عمرو بوخزه شديده لا يصدق أنه طعن حتي رأي الدماء تسيل بغزاره وقع كالجثه على الأرض ذالك الألم الذي طغي عليه الذي لم يكن كافياً لجعله يبكي أو يصرخ أو يتنفس كل ذالك حدث في ثانيه واحده ظل ينتفض ويرتجف بشده على الأرض وتخرج روحه  والدماء تسيل من فمه ومن عنقه وكانت أسفله بقعه كبيره من الدماء تلطخت بدلته البيضاء إلي أن سكن جسده  كل ذالك حدث في ثانيه واحده بل في وهله واحده لم تستوعب أيتن ما حدث الآن صرخت صرخه مداويه كأن روحها ستخرج معاها لتردف بصراخ : عمروووووووووووو....... لااااااااااااااااااااا... قالتها وظلت تصرخ بهستريا.


توقفت الموسيقي عندما دوت صرخة أيتن وصارت القاعه في حالة هرج ومرج .

ضحكت ساره بشر وفي نفس اللحظه امسكوها الأمن الذي يوجد في المكان .


جلست أيتن على الأرض ووضعت عمرو على قدمها وفستانها تلطخ بالدماء ويديها وهي تحتضنه ولا تستوعب ما يحدث في منظر يقشعر له الأبدان وهي تصرخ وتلطم وجهها .


ركض عاصم إليه وهو لا يستوعب ما يحدث هو الآخر ووالدته ... جلس عاصم على عقبيه ؛امسكه عاصم من يده وهو يردف : قوم يابني .. قوم ياحبيبي... قوووووم ... قالها وظل يبكي وهو يرتجف وفي حالة صدمه قويه .

لم يجد رد منه ليردف بحده هو يمسكه من ذراعه : قوم بقولك رد عليا زي ما انا بكلمك لينظر الي سهير وهو يصرخ بهستريا : هو مبيردش عليا ليه .. مش بيرد ليه هااااااا لينظر الي جميع : حد يفهمني .


ثم قبل رأس ابنه ويديه المليئه بالدماء واردف بحنان : قوم ياعمرو الله يخليك متحرقش قلبي عليك ...انا  انا هجبلك إللي انت عايزه .. فاكر العربيه إللي كنت عايزها انا هجبهالك دلوقتي حالا بس قوم... قوم ياعمرو أسهر واعمل إللي انت عايزه وانا مش هتخانق معاك أبداً.


اقترب منه صديقه : وحد الله يا عاصم وحد الله ابنك مات .


متقولش مات متقولش الكلمه دي.. ابني زي الفل اهو عريس والنهارده فرحه قالها وجلس القرفصاء وظل يبكي وينظر حوله ولا يفهم شئ ويبلع الغصه بصعوبه بالغه اقتربوا منه يحملوه من فوق ابنه  ...ليصرخ بهستريا  ابعدواااااا عنيييييييي.. انتو بتفولوا على ابني الوحيد قالها وظل يركلهم   ويبعدهم عنه ثم نظر إلي ابنه الذي كالجثه ليردف الي زوجته : عمرو مات عمرو ابني مات .


ساره بشر وهي تضحك بهستريا :انا كده شفيت غليلي منكم حرقت قلبك على ابنك زي ما هو حرق قلبي على أمي .


اتت سيارة الإسعاف تحملوه وأتت سيارة البوليس تجر عاصم فهو كان مطلوب القبض عليه سابقاً ولم تتمكن الحكومة من القبض عليه لأنه يهرب منهم كلما علموا مكانه... وأخذوا ساره .


مثل ما فعلت بكثير من الأطفال الأبرياء وحرقت قلوب آبائهم عليهم شربت و تجرعت من نفس الكأس الذي شربت به غيرك .." تذكر عزيزي القاريء ان كل انسان  سيشرب من نفس الكأس الذي سقي  غيره به؛ فكل ساقي سيسقي بما سقي  سواء كان حلوا أو مرا ف كما تدين تدان"


           الفصل الثاني والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close