أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل السابع والعشرون 27بقلم رانبا البحراوي

      

رواية عهد الأخوة

الفصل السابع والعشرون 27 

بقلم رانبا البحراوي


خرج عمر مسرعا من غرفة المراقبة باحثا عنها، كم كان متخوفا من عدم إيجادها أو يكون شبهت له أو تخيل قلبه وجودها.


ارتبك عمر ولا يعلم إلى اي اتجاه سيذهب حتي يجد المكان الذي رأه بالكاميرا.


سأل عمر عن مكان المخبوزات فهو المكان الاقرب للمكان الذي كانت تتواجد فيه.


أشار له أحد موظفي الأمن على المكان ثم ذهب مسرعا إليه لم يجدها للأسف، وقف عمر يفكر هل يسأل أحدهم عليها ولكن يخشى ان يحبط، بعد تفكير عميق ذهب يبحث عن مدير الفرع ليسأله عن إسمها.


بينما يتجه عمر نحو مكتب المدير رأى زينة للمرة الثانية، تأكد هذه المرة أنها هي وقف ينظر لها من بعيد والابتسامة تعلو وجهه وسار نحوها بخطوات هادئة،  عندما اطمئن قلبه أنها هي سار ببطئ نحوها

لأنه لايعلم هل يوبخها أو يتشاجر معها هل يشكو منها او إليها، هل يظهر شوقه ام يخفيه ولكنه لن يستطيع اخفائه لو أراد ذلك، هل يصافحها أم يخطفها سار تلك الخطوات حتى اصبح خلفها تماما.


وقال :لماذا؟

التفتت زينة وقالت بتعجب :افندم.

عمر :لماذا ذهبتِ، لماذا اختفيتي؟


تفاجأت زينة كثيرا برؤيته، دمعت عيناها وارتجفت شفتيها وقالت :عمر!


عمر :حمدلله انكِ مازالتِ تذكرين أسمى.

لم تستطع زينة الوقوف على قدميها وكادت تسقط امسك عمر بيديها المتجمدتين.


عمر :هل انتِ بخير؟

زينة :نعم بخير. وظلت تحاول الهروب بوجهها حتى لايرى تلك الدموع التي تجمعت بعينها ولكنها لم تستطع لانه ممسكا بيديها.


ارادت سحب يديها من بين يديه ولكنه ازداد تمسكا بها.


زينة :كيف حالك وكيف هي علا؟

عمر :وهل تهتمي لأمرنا؟


بكت زينة وسحبت إحدى يديها كي تحاول السيطرة على تلك الدموع التي لو رأها عمر لفهم مايخفيه قلبها.


نظرت بالأرض وقالت :نعم أهتم ولكن تعلم جيدا ان الاهتمام لايقارن بالحب فرغم انني اهتم بكم كثيرا إلا أنني ذهبت من أجل من أحب.


عمر بحزن :لم امنعك من الذهاب اخبرتك أنه باليوم الذي تريدين فيه الذهاب سامنحك حريتك كي تذهبين إليه،فلماذا لم تخبريني قبل ذهابك؟


اختنق صوت زينة بالبكاء ولم تستطع التحدث معه وارادت الذهاب وقالت :بعد اذنك لدي الكثير من العمل بينما تسحب يدها الأخرى امسك عمر بها وقال :الا تريدين رؤية علا؟

زينة :ليس لدي وقت.


ترك عمر يدها بهذه اللحظة وندم كثيرا على كل لحظة مرت عليه وهو يبحث عنها أو ينتظرها أو يحبها.


بينما تذهب أمامه قال :لو تعلمين مدى حزنها وشوقها اليكِ لما ذهبتي هكذا.


لم تلتفت زينة لأنها فقدت السيطرة على دموعها وذهبت مسرعة.


لم يرد عمر الذهاب إلى علا وهو بتلك الحالة اخرج هاتفه واتجه خارج الماركت كي يتصل بمصطفى.


مصطفى :اخبرني كيف وجدت المتجر وهل بدأ الافتتاح؟


ظل عمر صامتا.


مصطفى :عمر هل بك شيئا؟

هكذا يشعر الصديق بصديقه ولو لم يتحدث معه بكلمة واحدة.


ظل مصطفى يلح عليه بالسؤال حتى قال عمر :نعم بي شيئا اشعر انني سأختنق، هل تعلم من قابلت هنا؟


مصطفى :من؟

عمر :زينة، بقدر ماكنت اتشوق رؤيتها وابحث عنها بقدر ماكرهتها، لا لم اكرهها ولكنني منزعج بشدة منها ومع ذلك اريد رؤيتها، غاضبا ولكنني أريد التحدث معها.


مصطفى :متى اصبحت تحبها؟

عمر :لا أعلم ولكنني اكتشفت ذلك بعد ذهابها.

مصطفى :وماذا عن مدى الاذى الذي اصابك بتواجدها في حياتك؟

عمر :وهل يفهم القلب مدى المكسب من الخسارة التي تحدث لنا بالحب، القلب يحب هكذا دون أن يعلم مسبقا بما سيصيبه من وراء هذا الحب.


مصطفى :لم أكن أعلم أنك تحبها هكذا؟

عمر :أنا ايضا لم أكن اعلم ذلك، وماذا لو كنت تعلم هل كنت ستمنعها من الذهاب أو تمنع قلبها من حب شخصا غيري؟


مصطفى :من ذلك الشخص؟

عمر :لا اعلم ولكنني رأيت كلمات جميلة جدا كتبتها كخواطر في حبه.


مصطفى :وماذا لو اخبرتك انك ذلك الشخص.

عمر :وكيف اكون ذلك الشخص؟

مصطفى :تتذكر وقت اصابتك عندما كنت بالمستشفى غائبا عن الوعي كانت تجلس بجانبك وتعترف بحبها لك وكانت تبكي بشدة.


عمر :لو كان الأمر كذلك لما رحلت اذن؟

ظل مصطفى متردد قليلا يخشى ان يخبره

ولكن مع حزن عمر لم يستطع مصطفى إخفاء الأمر اكثر من ذلك خاصة وأنه أكتشف ان عمر ايضا يحبها.


مصطفى :رحلت عنك من أجلك، ذات يوم تحدثت معها بقسوة وأخبرتها بأنك لم تتعرض لاذي بحياتك مثلما اصابك بوجودها في حياتك، فاجأني ردها كثيرا بأنها تفكر في ذلك ولكن انتظرت بجانبك حتى تشفى تماما، هل تريد دليل على حبها اكثر من ذلك.


فرح عمر كثيرا بسماع ذلك ولم يغضب من مصطفى بسبب سعادته التي حلقت به نحو السماء.


اغلق عمر الهاتف واخذ علا من منطقة الأطفال واخبرها ان هناك مفاجأة بأنتظارها.


اخذها عمر وبحث عن زينة ووقف بعيد حتى يرى بنفسه كيف ستستقبل علا ودون أن تراه زينة أشار إلى علا بمكانها وقف يراقب من بعيد.


ركضت علا بمجرد أن رأت زينة وقفزت بين ذراعيها عانقتها زينة بقوة وظلت تقبل وجهها ورأسها وتداعب شعرها أما علا فتركت نفسها لذلك العناق الذي طال انتظاره وافتقدته كثيرا. 


بينما يتجه عمر نحوهما تركت زينة علا واخبرت كلاهما انه حان وقت الافتتاح وطلبت من عمر الا يخبر أحدا بأنها زوجته وذلك بسبب شروط الالتحاق بالوظيفة. 


ابتسم عمر وتركها تذهب واجل الحديث لوقت لاحق بعد الانتهاء من الافتتاح.


وقت الافتتاح 

القى مدير الفرع كلمته وكانت زينة بجانبه تساعده وتتحدث معه وأخذا كلاهما (المدير وزينة) جميع الحضور بجولة بالمتجر. 


لاحظ عمر أن ذلك المدير يتعمد كل لحظة لمس زينة احيانا وهو يأخذ منها المقص الخاص بقص الشريط أو اخذ بعض الأوراق منها وظل عمر ممسكا بغضبه 

لحظات وقام هذا الشخص بلسمها مرة أخرى. 


ذهب عمر واخذها من بين جميع الحضور ولحق بهما المدير، لم يستطع عمر ضربه أمام علا ترك علا بجانب زينة وجره للخارج بمكان لايوجد به كاميرات. 


عمر :لماذا تلمس الموظفات لديك من حينا لآخر؟ 

المدير :لا اعتمد ذلك؟ 

عمر :لا تتعمد ذلك ورأيت ذلك بعيني لن تستطيع انكاره.

المدير :اعتمد ذلك ولكن برغبتهن. 


ضربه عمر بقوة وقال :هذه الضربة لأجل لمسك لزوجتي وضربه ثانية من أجل قوله انه يقوم بذلك برغبتهن ثم ضربة اخيرة لأجل ان لاتلمس نساء اخريات بالمستقبل. 


لم يصدر ذلك الشخص صوتا واحدا لانه لم يرد فضح امره أمام الجميع تلقى الضرب فقط هذا مافعله، بعد ذلك ذهب إليها وسحبها من يدها بالزي الخاص بالعمل الذي كانت ترتديه. 


زينة :ماذا فعلت له؟ 

عمر :فعلت مايستحق. 

زينة :حقيبتي وهاتفي. 

عمر :أين؟ 

زينة :بالمكتب. 


ذهب عمر معها لاخذ اغراضها واستأذن من رئيسه واخبره انه مضطر للذهاب. 


أخذها عمر إلى السيارة ممسكا بيدها لم يتركها لفترة طويلة علا بيد وزينة بيده الأخرى وكأنه اذا ترك يدها ستهرب. 


زينة :أنا لا افهم شيئا، إلى أين سنذهب؟ ولماذا تقبض على يدي بقوة هكذا. 


عمر :ستذهبين معي اينما ذهبت، وامسك يدك حتى لاتهربي مرة أخرى. 


زينة :ولكنني لن أعود معك وان هناك شخصا بقلبي. 

عمر :وماذا لو اخبرتك انني اعرف ذلك الشخص. 

زينة بأرتباك :تعرفه، كيف، ومن هو إذن؟

عمر :شاب وسيم، مدير مكافح لديه إبنة تعشقينها. 

زينة بخجل :أنا لا افهم مقصدك. 

عمر :سأشرح لكِ كل شئ ولكن بمنزلنا. 


شعرت زينة بحبه لها للمرة الأولى في هذه اللحظات 

نظراته التي يملأها الشوق عيناه التي تلمع من سعادته 

ابتسامته التي يهديها إليها بسبب وبدون كلما نظر إليها. لكن مازال الخوف يسيطر على قلبها رغم تمسكه بها تتشوق لسماع كلمات الحب بقدر ماكانت تتشوق لرؤياه من قبل. 


هذه المرة الأولى التي يقول منزلنا وكأن المنزل ينتمي اليها لا يعلم أنها تنتمي الي قلبه قبل أن تنتمي لذلك المنزل. 


بالفندق 

لم يستطع عمر تقديم ما يثبت انها زوجته ولكنها فاجأته واخبرته انها تحتفظ بنسخة من وثيقة الزواج بالسكن الخاص بها وانها ستذهب لتحضرها. 


عمر :لن تذهبي إلى أي مكان بمفردك؟ 

زينة :هل انا اسيرة دون أن يكون لدي علم؟ 

عمر :نعم أسيرة قلبي لن يتركك مرة أخرى. 


ذهب عمر معها واحضر اغراضها وبمجرد ان رأت علا حقيبتها قفزت من السعادة وقالت :هل ستعود معنا. 


قبلها عمر وقال :اطمئني ستأتي معنا ولن تتركنا مرة أخرى. 


بمجرد أن دخلو الغرفة نامت علا من شدة الارهاق وهي تعانق حقيبة زينة الصغيرة وكأنها تريد ضمانة بأنها لن تغادر وهي نائمة. 


عمر :انظري كم تحبك وكم تخشى رحيلك. 

زينة :اشعر بالاسف نحوها كثيرا واخجل كلما واجهتي بذلك. 


عمر :وماذا عني، الا تشعرين بالاسف تجاهي؟ 

زينة :وهل حزنت لذهابي مثلما فعلت علا؟

عمر :حزنت! هذه اقل كلمة تقال في مدى الحزن الذي شعرت به، وكلما مر يوم بدونك ازداد ذلك الشعور بالحزن وتمنيت أن اجدك واعيدك إلى قلبي. 


خجلت زينة كثيرا بكلماته وهربت بعيناها مبتسمة. 

عمر :لا يوجد هروب بعد اليوم، ستنظرين لي وانا اتحدث وتستمعين لي حتى انهي كلامي ولكن لا تنتهي كلمات الحب فكيف انهي كلامي، احببتك كثيرا والحاجز الوحيد الذي كان بيننا ذلك الشخص الذي َان بقلبك، ارادت زينة مقاطعته فقال :علمت بكل شئ، ان ذلك الشخص الذي كنت احقد عليه ليلا ونهارا هو انا. كم تمنيت أن اراه لأعلم مالذي دفعكِ لحبه هكذا، كنت أراه يوميا بالمرأه ولكنني لم افهم متى احببتني هكذا؟ 


زينة بخجل بصوت خافت :لا أعلم ولكنك اقتحمت قلبي هكذا. 


فرح عمر كثيرا بكلماتها وقال :لا اعلم كيف اشكرك على السعادة التي جلبتيها لحياتي أنا وابنتي. 


زينة :لا تشكرني فقط احبني دائما وضعني بقلبك ولا تتخلى عني. 


عمر :اوعدك ستعيشين بقلبي لنهاية عمري بجانب علا يقصد زوجته. 


زينة :يسعدني ذلك ولن اشكو يوما سأسعد بأن زوجي يمتلك قلبا وفيا يحتفظ بحبي حتى وإن مضيت لايمضي. 


بعد قليل استيقظت علا وقال :دعونا نقضي يوما جميلا بالاسكندرية لأننا سنعود إلى منزلنا غدا. 


قبل أن يخرج عمر معهن من باب الفندق تذكر يوم الملاهي ومافعلن به الاثنتان،حذرهما عمر من تكرار الأمر. 


زينة :مازالت تتذكر، لا تقلق سنكون اهدى هذه المرة. 


اخذهما عمر بجولة داخل الباص المكشوف ثم تناولوا الغداء بأحد المطاعم، جلس عمر باتجاه وامامه على الطاولة زينة وعلا وكم كان سعيد بذلك وكأنه لايريد شيئا اخر غير سعادتهم، امسك هاتفه بهذه اللحظة واراد مشاركة سعادته مع صديقته الوحيدة فرحة. 


بسماع صوت فرحة المرهق الحزين لم يستطع مشاركتها سعادته فتحدث معها قليلا واغلق الهاتف ونظر لزينة وقال :ساخبرها عنا فور عودتها. 


بعد انتهاء الغداء 

تمشوا سويا على البحر وكلما مر بائع حلوى اشتري لكلاهما. 


زينة :وهل انا صغيرة لتشتري لي من كل بائع حلوى يمر. 


عمر :نعم أرى في عيونك طفلة صغيرة تحاولين سجنها، طفلة لم تمرح من قبل ولم ترى البحر، كل ذلك لانني طلبت منكما الالترام بالهدوء، دعي الطفلة التي بداخلك. 


زينة :يبدو أن الطفلة الصغيرة كبرت ونضجت حين عاشت الحب. 


فرح عمر بسماع ذلك وقال لعلا :انظري يبدو أن صديقتك كبرت ولن تلعب معكِ اليوم. 


زينة :لا تخافين سنلعب بمنزلنا. 

عمر بسعادة :نعم منزلنا يابهجة منزلنا. 


فرحة حزينة رغم تطورات ناجحة في حالة حمزة الصحية لكنها حزينة بسبب شعورها انه يخفي عنها شئ مثل سبب زيارة المحامي واتصالات هاتفية عديدة لا يجريها الا عندما تكون خارج الغرفة ويقطع تلك الاتصالات كلما عادت للغرفة، وكلما سألته انكر انه يخفي عنها شيئا. 


عاد عمر واسرته إلى القاهرة وكان يبدو عليه السعادة 

دخل من الباب توجهت علا لغرفتها وبينما تذهب زينة الي غرفة فرحة تمسك بها واخبرها ان عليها 

أن تقيم معه بغرفته. 


زينة :سامحني لا اشعر انني استطيع الاقامة بهذه الغرفة، اشعر انها تنتمي لعلا زوجتك ملابسها واغراضها حتى عطورها وادوات التجميل، كيف افعل 

ذلك؟ 


عمر :لديكِ كل الحق، اعتذر لانني طلبت منكِ ذلك 

من الغد سنضع كل اغراضها بغرفة علا الصغيرة فهي حقا لها وسأشتري لكِ غرفة جديدة. 


زينة :لم اطلب غرفة جديدة ولا أريد أن تزيل اغراضها لانني انزعج منها انا فقط اخجل من الدخول إلى الغرفة التي تمتلكها هي.


عمر :فهمت ماتقصدينه واحترم تفكيرك كثيرا، انتي لاتنزعجين من الاغراض ولكن تخجلين من الدخول والاغراض بها كانك تدخلين غرفة شخصا اخر دون اذنه. 


شعرت زينة بالراحة لانه فهم شعورها. 

قام عمر بتجديد الغرفة وقام ايضا بتجديد غرفة علا الصغيرة حتى تتسع لاغراض والدتها وسعدت علا كثيرا بتلك الاغراض وكان والدتها انتقلت للعيش معها بنفس الغرفة. 


كتب الله لهم السعادة وأرسل لعلا زينة التي تعلم كيف يكون فقدان الأم كي تعوض علا عن ذلك وتمنحها حنان وعطف يصبرها على فقدان امها. 


عمر ايضا شعر بسعادة بالغة بعدما دخلت حياته فبعد ان ظن أن حياته انتهت بفقدان زوجته عوضه الله بزوجة تحترم حبه لزوجته وتحبه بالقدر الذي يحبها به. 


بعد فترة قصيرة سمح الاطباء لحمزة بمغادرة المستشفى ومتابعة العلاج بالمنزل. 


أصر حمزة على متابعة العلاج بمصر واخبر الاطباء انه لا يريد الاغتراب اكثر من ذلك حتى لو توفاه الله يريد أن يدفن في بلده. 


انزعجت فرحة من كلماته وطلبت منه إلا يتحدث مرة أخرى بهذه الطريقة. 


حمزة :اعتذر ولكنني حقا لن احتمل الغربة يوما واحدا،دعينا نعود اليوم إلى مصر دون أن نعود للفندق. 


فرحة :وهل سنجد تذاكر طيران اليوم. 

حمزة :نعم سنجد اخبرني المحامي بذلك. 


فرحة :كما تشاء ولكن اوعدني انه في حالة عدم تحسن الحالة في مصر سنعود مرة ثانية. 


وعدها حمزة وقال :يكفي ان نعود ولو لأيام قليلة. 


أراد حمزة ان يمنحها بعض السعادة وحتى لو كتب له الرحيل لايمضوا ايامهم سويا كلها بالمستشفى. 


فرحة :دعنا نخبر عمر بموعد الوصول. 

حمزة :لا تخبريه اريد مفاجأة علا واريها الاغراض التي اشتريتها لها قبل أن نذهب إلى منزلنا. 


فرحة :اتمنى ذلك تشوقت كثيرا لرؤيتهما. 


بعد الوصول إلى القاهرة توجهها الاثنان إلى شقة عمر تركا الحقائب بالسيارة وصعدا لرؤية علا وعمر. 


صدم عمر كثيرا برؤيتهما لانه لم يخبر حمزة بزواجه ولا يعلم كيف يخبره هكذا. 


شعرت فرحة بأن عمر به شيئا لم يعانقها بسعادة كما كانت تتخيل وصافح حمزة باليد دون أن يعانقه. 


حمزة :هل ستدعونا للدخول ام ستظل أمام الباب هكذا وكأنك لا تريد دعوتنا للداخل. 


عمر :لا، اتفضلوا. 


ذهب عمر مسرعا وطلب من زينة الا تخرج الان لحين اخبار حمزة بزواجه. 


بهذه الاثناء ذهب حمزة وفرحة لغرفة علا لمفاجأتها. 


قفزت علا من سعادتها ولا تعلم لمن ستقفز لعناقه اولا. 


تحنت فرحة وقالت :سانتظر قليلا حتى احصل على عناق اكبر منه. 


عانقها حمزة وكان سعيد جدا بضمها وكذلك فرحة. 

علا :أنا سعيدة جدا لانكم عدتم من السفر. 


حمزة :ونحن ايضا،اريني ماذا ترسمين. 

علا :رسمت كثيرا. 


حمزة :من هذه الفتاة التي بجانبك هل رسمتي فرحة؟


علا :رسمت فرحة كثيرا ولكنها لم تأتي لرؤية رسوماتي ولا أنت ولذلك رسمت زينة. 


حمزة :زينة من؟ 


فزعت فرحة وحاولت تغيير الموضوع لان حمزة مازال لايعلم بزواج عمر ولكن حمزة أراد معرفة الحقيقة وسال علا مرة أخرى من تكون زينة؟ 

علا :ماما الجديدة. 


حمزة بغضب :لا يوجد لكِ سوى اما واحدة وهي علا. 


نظر حمزة حوله ووجد كافة اغراض اخته بغرفة علا وخرج يبحث عن عمر. 


عمر :ساخبرك بكل شئ. 

حمزة :لا اريد سماع اي شئ. 

فرحة :من فضلك اسمعه. 

حمزة :تعلمين مالذي سيخبرني به؟ 


ظلت فرحة صامتة. 


حمزة :ومازلت اسألك بكل غباء، بالطبع تعلمين وتخفين عن عمد، هل ظننتِ انني قد اموت والحق باختي ولذلك لم تريدي اخباري، ولكن فاجأتكم وعدت لكي اكتشف الأمر بنفسي ولكن هل سيخبرني احدكم بتفاصيل الأمر ام ستظلوا صامتين هكذا. 


عمر :لن نتعمد اخفاء الأمر عنك ولكن الامر به الكثير من الاحداث لابد ان تستمع اليها بهدوء، أنا تزوجت. 


قاطعه حمزة وقال :لو علمت ان هناك امراءة احلت مكان اختي بمنزلك لما جئت إلى هنا. 


خرج حمزة غاضبا ولحقت به فرحة، أوقفها حمزة وقال :اذا اردتِ المجيئ معي لن تعودين لهذا المنزل مرة أخرى. 


ذهبت فرحة معه، كانت تظن ان الامر سينتهي بأنتهاء غضبه لم تكن تعلم انه يخيرها في هذه اللحظة بينه وبين اخيها. 


بالمنزل شعر حمزة بتعب شديد وافرغت فرحة الاغراض كلها على الارض كي تخرج الدواء من الحقيبة واعطته الدواء. 


حمزة لم ينظر لوجهها كان يبدو عليه الحزن ودخل غرفته وأغلق على نفسه الباب، نظر إلى صورة اخته وهو يبكي وقال :ابنتك تنادي غيريك بأمي وزوجك اصبح له زوجة غيرك المكان الوحيد الذي كنت اشعر بوجودك به عندما اذهب اليه هو شقتك ولكنها لم تعد لكِ. 


بكى حمزة كثيرا وفرحة تجلس أمام الباب تستمع لبكاءه وتبكي وتطلب منه أن يسمعها لمرة واحدة. 


فتح حمزة الباب وخيرها صارحة بينه وبين اخيها. 


حمزة :هذا الامر لن نتحدث فيه ثانية ستحددين موقفك الآن. 


يبدو أن الادوية وطيلة فترة العلاج مع الابتعاد عن العمل لهم تأثير كبير على حمزة وكان يتحدث بغضب شديد ولذلك لم تستطع فرحة الدفاع عن اخيها واخباره بأنه لم يفعل شيئا خاطئ او محرم. 


وقفت هادئة أمام غضب حمزة لم تستطع مقاطعته 

واخبرته انها لن تتحدث مع اخيها او تراه قبل أن يسمح لها بذلك. 


بينما تتحدث فرحة رن هاتفها وردها اتصال من اخيها 

فقامت فرحة بألغاء الاتصال واغلقت الهاتف حزن عمر كثيرا بتصرفها هذا وشعر انها انحازت لزوجها. 


قرر عمر زيارتها لكي يصالحهما 

عندما دق عمر جرس الباب فتحت له عاملة بالمنزل وقامت باستضافته في الصالون وذهبت لتخبر فرحة بمجيئه. 


حمزة بصوت مرتفع للعاملة اخبريه ان يذهب ولايعود مرة أخرى. 


فرحة بحزن :انه اخي وبمنزلنا، كيف ترده هكذا. 

حمزة بغضب :اذهبي لاستقباله ولكن ستذهبين معه فور ذهابه. 


فرحة :لن استطيع تركك ويصعب علي اهانة اخي بمنزلي ثم بكت وقالت ماذا افعل الان؟ 


حمزة :افعلي ماتشائين. 


وقفت فرحة حائرة للحظات وحمزة يراقبها لم يمنعها من الخروج لمقابلة عمر سوى مرض زوجها. 


اشارت فرحة للعاملة وهي تبكي ان تذهب وتخبر اخيها بما طلبه منها حمزة. 


ذهبت العاملة وقالت ماامرها به حمزة. 

عمر بحزن :لا داعي فقد سمعت ماقاله حمزة بيه ولكن لدي سؤال واحد هل فرحة اختي بالمنزل وسمحت لكِ بأن تخبريني بذلك؟ 


سكتت العاملة. 

عمر :من فضلك اخبريني بالحقيقة لن اذهب قبل معرفة الاجابة على هذا السؤال؟ 


هزت العاملة رأسها بمعني نعم. 


عمر بحزن :سأذهب الآن فلم يعد لدي أحد بهذا المنزل.


       الفصل الثامن والعشرون الاخير من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close