رواية العاشق الفصل الثالث 3 بقلم سارة مجدي

     

رواية العاشق

الفصل الثالث 3

بقلم سارة مجدي


صرخ سلام فى زوجته قائلا 

- اتصلي بالطبيب بلال اسرعي اسرعي 

غادرت مشيره غرفه ابنتها و هى تدعوا الله ان ينقذها مما هى فيه ... و يكون عكس تفكيرها و ما نهرها عنه زوجها 

امسكت الهاتف بيد مرتعشه و اتصلت بالطبيب بلال الذي اجاب بصوت ناعس و لكن حين اخبرته و الدموع تنهمر من عيونها عن حال ابنتها لم ينتظر و اخذ ادواته و صعد الى شقتهم

طرقاته السريعه على الباب جعلت مشيرة تركض الى الباب تفتح له ومباشره الى غرفه ابنتها 

حين دلف الى الغرفه القى السلام على الاستاذ سلام و بدء فى فتح حقيبته  

و بدء يفحصها ليشعر بالاندهاش حاله غريبه تجمع الكثير من الاعراض و ايضا التناقضات 

جسدها ينتفض و يشع حراره لكن قياس الحراره لم يسجل الا درجه الجسد الطبيعيه 

لدرجه انه شك ان يكون تعطل فأستخدم البديل له و لكن كانت نفس النتيجه 

اهتزاز جسدها للوهله الاولى يخبره انها مصابه بنوبه صرعية لكن جسدها لين و فمها ايضا غير متشنج  

وقف حائرا امام كل ما يحدث فليس لديه تفسير علمي لحالتها و ايضا يرفض كل ما تتمتم به والدتها خلفه 

- لقد اصاب ابنتي مس الشيطان 

و دون سابق انظار او تدخل اي منهم هدء ذلك الصوت الصادر عنها و انخفضت درجه حرارتها التي يشعر بها جميعا عن بعد و هدء جسدها تمامًا ليقفوا جميعًا شاعرون بالصدمه 

ساعد بلال الاستاذ سلام في و ضعها على السرير و غادروا الغرفه ليقفوا امام بلال ينظرون له بتوسل ليقول هو ببعض التوتر  

- انا لا اعلم سبب تلك الحاله .. لكن عليكم ان تجروا لها بعض من التحاليل و الأشعات و النتيجه ستحدد لنا اى طريق نسير به

اخذ الاستاذ سلام الورقه المكتوب فيها التحاليل و الأشعات و نظر الى مشيرة و القلق ينهش روحه و قلبه فى نفس اللحظه التى غادر فيها بلال الشقه بهدوء 

**************

كان رئبال يقف امام والده الملك أرغد الذي ينظر الى ولده بتحدي يشبه التحدي الذي ينظر به رئبال اليه

لكن كانت نظره رئبال تحمل الكثير من الشر ايضا و غضب مستعر 

اقترب رئبال خطوتان من عرش والده الذي يخرج من جوانبه انهار من الحُمم و يعلوه سحابه سوداء تقبض القلب 

- حقًا أنتَ الملك ... و نعم انا ابنك ... لكن لا يحق لك ان تتحكم فى حياتي ان تملك قلبي ان تحدد لي خط اسير فوقه دون إيرادتي  

ضحك الملك أرغد بصوت عالي و اهتز على اثر صوته جدران ذلك القصر الكبير لتشتعل عيون رئبال بغضب شديد جعلت تلك الحُمم التي تسيل فى جدول محترق ان تفور و ترتفع ليصمت الملك أرغد و هو يعود ينظر الى ولده و ولي عهده بتحدي 

- أنتَ ملك لي ... أنتَ ستقوم بكل ما أريد دون ان أطلبه منك ... هل تعلم السبب ؟ 

ظهر الغضب جليًا على ملامح رئبال ليكمل الملك أرغد 

- اليوم مرت حبيبتك بأختبار صغير ... الم و خوف و الاختيار بين يديك ان تدعها تمر بتلك التجربه مره اخرى او ترحمها من كل ذلك العذاب الذي ستراه عيونها و يشعر بها كل إنش في جسدها 

ليقترب رئبال من والده سريعا ليعيده والده بحركه واحده من يده الى نفس مكانه و بقيود لا يراها بعينيه لكن يشعر بها تمسك به بقوه تجعله ثابت فى الارض 

وقف الملك أرغد على قدميه و اقترب من أبنه و هو يقول 

- دائما ينسيك غرورك انك تقف امام الملك أرغد ... ينسيك غرورك ان بيدي استطيع تحطيمك و تحطيم تلك الأنسيه عد الى عقلك يا ولي العهد 

فى تلك اللحظه فتحت طاقه كبيره فى تلك الحائط سوداء اللون و ظهر فيها و الدي نورا و عم يتحدثان 

- هل تعتقدين ان ما حدث لها هو مس شيطاني حقًا 

اجابته مشيرة و هى تضرب على صدرها 

- دائما تجلس فى غرفتها بمفردها ... تنمر اصدقائها عليها جعلها تخشي الحديث مع الغرباء و حتى الاقارب و تكوين صداقات و دائما اراها تتحدث لنفسها و هى تقف امام المرآه 

ليقول الاستاذ سلام باستسلام و قله حيله

- لا حول و لا قوه الا بالله ... لله الامر من قبل و من بعد 

خيم الصمت عليهم لعده ثوان ثم قال 

- غدا نذهب الى المستشفي و نقوم بعمل كل التحاليل الازمه و الأشعات واتمني من الله ان تكون مريضه على ان يكون حديثك صحيح 

اغلقت تلك النافذه لتفتح نافذه اخرى لغرفه نورا و هى نائمه على سريرها و يقف بجانبها خيال أسود كبير عرفه رئبال سريعا انه هتان صاحب قوه الألم و الخوف و وقوفه هكذا يعني ان ما ستمر به نورا لن يكون سهلًا ابدا 

ليعود بنظره الى والده الذي ينظر له بتحدي و غرور 

~~~~~~~~~~~

فى منزل بلال جلس على كرسي طاوله الطعام بعد ان اغلق باب شقته 

انه يعلم جيدا ما تمر به و كل ما قاله لوالديها هو فقط ليصرف عقلهم عن السبب الرئيسي و الاساسي و حتى لا يسكن الخوف قلبهم كما سكن قلبه الذي لم يخفق يوما الا باسمها و من تمنى ان تشعر به و تراه 

ارتسمت على ملامحه الإصرار و التحدي 

هو لن يتركها فريسه لذلك الشيء و ليقدره الله على انقاذها 


                الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>