أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الرابع والعشرون 24بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل الرابع والعشرون 24 

بقلم رانبا البحراوي


صدمت سعاد كثيرا برؤية الصورة وظلت تطلع بالصورة ثم تطلع بفرحة ظلت تكرر الأمر عدة مرات والدموع تدفق منها.


استيقظت فرحة وغضبت كثيرا برؤيتها ممسكة بالهاتف وخطفته من يدها.


ظلت سعاد ترتجف وتبكي تخشى أن تسألها هل أنتِ فرحة؟ تخشى مواجهة فرحة وبذات الوقت تتشوق لرؤياها تمنت لو كانت الاجابة لا وتشوقت لتكون الاجابة نعم.


نظرت فرحة فوجدت حمزة نائما وطلبت من سعاد ان تنتهي من عملها سريعا وتغادر الغرفة.


اكملت سعاد تنظيف والدموع كانت تتساقط بغزارة من عينها.


رفعت رأسها بعدما أنهت تنظيف الارضيات واطالت النظر بفرحة وادارت ظهرها تغادر الغرفة.


بينما تفتح سعاد الباب

قالت فرحة :السؤال الذي تخشين اجابته، اجابته هي نعم أنا.


ارتجف جسد سعاد بالكامل والتفتت إليها وقالت :كنت اشعر منذ اللحظة الأولى التي رايتك بها بالمستشفى ان هناك رابط بيننا.


اخذتها فرحة خارج الغرفة حتى لايستيقظ حمزة

وقالت :عن أي رابط تتحدثين؟

سعاد :شعرت انكِ ابنتي.

ضحكت فرحة بسخرية وقالت :انا! ابنتك! لست ابنتك

ولا يحق لكِ نطق هذه الكلمة من الأساس، الامومة ليست كلمات تنطق أو ألقاب تنسب، الامومة مسئولية سهر تعب قلق خوف دعاء اهتمام حب رعاية وكثيرا من هذا القبيل هل لكِ دورا واحد مما ذكرته الآن.


هل سبق ووضعتي علي الغطاء حين سقط عني في ليالي الليل الباردة، هل سبق وعناقتيني مثلا حين احتاجت لذلك :هل سبق واطعمتيني وأنا جائعة او سقتيني وانا وقت عطشي، هل قبلتي جبهتي يوما كي تخففي ألمي وحزني، هل سهرتي يوما معي يوم مرضي، عن أي امومة تتحدثين، عن انجابك لي ليتكِ لم تفعلي لو انجبتني قطة شارع لاهتمت بي اكثر من ذلك. 


ظلت سعاد تسمعها وتبكي تتمنى لو تضمها ضمة واحدة تتمنى لو دارت الايام ثانية لتكون لها الأم التي تتمناها كي تستحق ابنة مثلها.


فقدت سعاد ابنتها وفقدت الامل في استعادتها لا تملك الان سوى البكاء والندم.


لم تحتمل الوقوف أمام غضب فرحة أكثر من ذلك وجلست على مقعد خارج غرفة حمزة تبكي وتنظر يمينا ويسارا.


جاء مشرف سعاد وطلب منها أن تسرع وتلتفت إلى عملها ولكنها اخبرته انها لن تستطيع اكمال العمل اليوم لانها تحتاج للراحة.


على بعد خطوتين من فرحة سقطت سعاد بعد تعرقلت قدميها ببعضهما، اشفقت فرحة للحظة على عجزها ولكن سرعان ماتغلبت على مشاعرها ولم تقترب منها وعادت إلى الغرفة واغلقت الباب خلفها.


ولأن بالحياة الاجنبية لايوجد من يمد يد العون لاخيه ظلت سعاد ساقطة على الأرض حتى استطاعت الوقوف من جديد.


سارت تمشي بممرات المستشفى وكلمات فرحة تدوي في اذنيها.


لم تبكي فرحة دمعة واحدة شعرت وكأن تخلصت من اعباء طيلة السنوات السابقة حين ألقت بجميع افعال والدتها بوجهها، يبدو أنها كانت تحلم كثيرا بيوم المواجهة ذلك اليوم الذي تقتص فيه لنفسها. 


استيقظ حمزة وبمجرد ان تطلع بوجهها شعر بأنها ليست بخير أشار إليها كي تقترب منه ونظر بعينها. 


ظلت تتهرب منه حتى لايفهم مابها، تنحى جانبا كي تجلس بجانبه وظل ممسكا بيدها دون أن يسألها سؤالا واحدا. 


فرحة :وجودك بجانبني يفيدني كثيرا ماذا لو بقينا هكذا جنبا إلى جنب دون أن تسألني أو اجيبك. 


حمزة :لكِ ماتشائين. 


حاول حمزة تغيير الموضوع فتح هاتفه واطلعها على عدة صور لغرف اطفال ونوم. 


فرحة :صور جميلة جدا. 

حمزة :لم يتسنى لنا تغيير غرفة النوم اردت ان اجهزها لحين عودتنا اختاري واحدة من بينهما. 


فرحة :وماذا عن غرف الأطفال؟

حمزة :قررت أن اجهز غرفة لعلا كي تبقى معانا اعلم انها لن تريد الاتفصال عنكِ. 


فرحة :مازالت تفكر بنا رغم تعبك لا اعلم كيف اشكرك على هذا. 

حمزة :ابقي معي فقط لا اريد شيئا آخر. 


ورد إلى حمزة رسائل كثيرة من مدراء الفروع يتمنوا له السلامة مع استفسارات كثيرة تخص العمل. 


اخذت فرحة الهاتف من يده واجابت على كل الاستفسارات وطلبت منه أن يستريح ولا يرهق نفسه بالعمل. 


حمزة :حاضر. 


على الجانب الآخر. 

زينة بقيت بالصالة خجلت ان تدخل اي غرفة دون اذنا من عمر ولكن قامت بترتيب الصالة والمطبخ فمنذ سفر فرحة والمنزل في حالة فوضى. 


بعدما انتهت من الترتيب اتصلت بعمر. 

زينة :اسفة لانني ازعجك ولكنني لا أعلم بأي الغرف سأبقى؟ 


عمر : ابقي بغرفة فرحة. 

زينة :ايهم غرفة فرحة فالابواب جميعها مغلقة. 

عمر :ألم تدخلي اي غرفة إلى الآن؟ مر عدة ساعات على وجودك بالمنزل والابواب مغلقة دون مفتاح افتحي اي باب منهم. 


زينة :لا استطيع الدخول دون إذن من حضرتك. 

عمر :تركت لكِ المنزل بأكمله ولكِ اذنا مني بدخول اي غرفة وإلا لما تركتك بالمنزل. 


شكرته زينة واغلقت الهاتف، تعجب عمر من موقفها ولكنه اعجب بذلك جدا. 


بعدما سمح عمر لزينة بفتح الغرف، قررت تنظيف باقي الغرف، نظفت غرفة فرحة وغرفة علا ولكنها لم تستطع الدخول إلى غرفته، عندما فتحت الباب رأت صورة كبيرة تجمعه بزوجته المتوفية ليلة زفافهم. 


ظلت تنظر له كم كان سعيد بجوارها كان مختلف تماما عن ذلك الشخص الذي تعرفه الآن. 


أغلقت الباب مرة أخرى وأغلقت معه امالها في ان يشعر بها أو يحبها مثلما كان يحب زوجته. 


في اليوم التالي 

لم تذهب للعمل وطلبت من عمر أن يمنحها اجازة حتى تستجمع نفسها وتستطيع الخروج مرة أخرى. 


نسي عمر أنه قام بطلب عربية كهربية منذ اسبوع كي يفاجئ علا من الماركت وطلب منهم توصيلها إلى المنزل وقت توفرها. 


قام المندوب باخذها إلى منزل عمر وتفاجئ كثيرا عندما قامت زينة بفتح الباب. 


المندوب يعرفها جيدا ولكنه تظاهر بأنه لم يعرفها واخبرها ان مستر عمر طلب منه توصيلها إلى المنزل ووضعها على الباب وغادر مسرعا. 


توترت زينة كثيرا بذلك واتصلت بعمر واخبرته بما حدث. 


عمر :كيف نسيت ذلك؟ انا آسف، اخبريني هل تعرف عليكِ؟ 


زينة :لا اعلم لم يتحدث معي مطلقا، ولكن سبق وقد راني من قبل بالفرع منذ فترة، لا اعلم ان كان تذكرني ام لا، ماذا لو أخبر احد انه رأني بمنزل، ماذا سيظن الموظفين بي؟ 


عمر :لا تخافي سأتحدث معه واعاود الاتصال بكِ. 


حاول عمر كثيرا الاتصال بالمندوب ولكنه لم يصل إليه مطلقا. 


زينة تشعر بالقلق الشديد لا تريد أن يسئ احدهم لسمعتها ثانية لن تحتمل ان يتكرر الأمر وتظلم كما حدث من قبل. 


اتصل عمر بعد العمل بزينة اخبرها انه يريد جلب علا لها كي تعتني بها لأن لديه موعد مع العمال الذي اتفق معهم حمزة لاخذ الاثاث القديم  ويخشى ان تصاب علا اثناء عملهم بمنزل حمزة كما أنه يريد اخذ بعض الملابس من خزانة ملابسه. 


فرحت زينة كثيرا لانه سيجلب علا لتبقى معها فقد شعرت بالملل كثيرا بالبقاء بمفردها. 

عمر :من فضلك ضعي السيارة بغرفة علا حتى استطيع مفاجأتها. 


زينة :فعلت ذلك بالفعل. 


اخذ عمر علا من الروضة وذهب إلى منزل وطرق الباب، فتحت زينة الباب وتفاجئ عمر بنظافة المكان 


عمر :لماذا ترهقين نفسك بالتنظيف؟ انتِ ضيفتي ولا يجب عليكِ ذلك.


زينة :لا يوجد إرهاق اردت ان افعل لاجلك اي شئ لأنك فعلت الكثير لأجلي.


عانقتها علا وقالت :أنا سعيدة جدا لأنك ستعشين معنا هنا.


عمر :علا لاترهقي زينة حتى أعود لاخذك ليلا.


دخل عمر غرفته واكتشف أن زينة لم تلمس شيئا بها فاحترمها كثيرا، بينما يأخذ عمر بعض الملابس دق جرس الباب.


عمر من الداخل :افتحي يازينة انه حارس العقار طلبت منه أن يشتري مستلزمات المنزل حتى لاينقصك شيئا.


فتحت زينة الباب  ومن خلفها عمر كي يدفع ثمن المستلزمات وهنا كانت المفاجأة نفس المندوب الذي جلب السيارة جاء الان بحجة انه نسي ترك الفاتورة وفي هذه المرة رأى عمر بالمنزل.


أمسك عمر به وطلب منه أن يدخل.


المندوب :لست بحاجة كي تبرر لي فالبيوت أسرار.

عمر :ماذا تقصد بذلك؟

المندوب :اقصد من ذلك مااعلمه عن هذه الفتاة والفديو الذي تظهر به ولكن مايشغلني الان كم تأخذ منك؟


عمر :كيف تتحدث هكذا امام عنها وانت لا تعرفها؟

وكيف تنتطق مثل هذه الكلمات أمام ابنتي الطفلة الصغيرة.


المندوب :وهل لك أن تحترم وجود ابنتك ولاتجلب الا منزلك مثل هؤلاء الفتيات.


لم يحتمل عمر وقام بضربه، ألقي المندوب الفاتورة على الأرض ونزل مسرعا.


انهارت زينة بالبكاء وقالت لن ابقى هنا لحظة واحدة اريد الذهاب إلى منزلي فورا، حتى وإن قتلني زوجي السابق.


عمر :من فضلك اهدأي قليلا كي نفكر في الأمر، كيف يعقل ان مازال هذا المقطع منتشر بعدما ابلغتي الشرطة عن زوجك السابق وتم حبسه؟


زينة :يبدو أنه اعاد نشره من جديد بعدما هربت من منزل اهله كي يجبرني على الزواج به مرة أخرى.


عمر :علينا أن نقدم بلاغ عاجل لمباحث الانترنت كي يتم حذف المقطع.


زينة :وماذا عنك انت، ماذا لو ذهب واخبر جميع العاملين بالماركت انه رأني بشقتك؟


عمر :هناك اجراء سأتخذه في حال حدث ذلك.

زينة ببكاء :ماهو؟ من فضلك اخبرني لا اريد ان اعود لتلك الايام الذي سجنت فيها بسبب هذا الفديو.


عمر :منذ أن رأيت كيف يهددك زوجك السابق ويريد اجبارك على الزواج منه فهمت انك بحاجة للحماية

ولذلك فكرت ان نعقد قراننا ولو بصورة مؤقتة حتى يعلم انكِ تزوجتي بغيره ويتركك وشأنك.


صدمت زينة بسماع كلماته ولم ترد عليه.

عمر :اعلم ان هناك شخص تحبينه وتتمنى أن يبادلك نفس الشعور ولكن لم أجد حلا لمشكلتك غير ذلك، وهكذا تستطعين العيش هنا دون أن يشكك في سمعتك اي شخص.


فرحت زينة كثيرا بسماع ذلك وزالت كل الدموع من عينيها بلحظة واحدة.


عمر :تستطعين البقاء هنا كما تشائين واذا اردتي الذهاب اطلقك بنفس اليوم الذي تريدين الذهاب فيه.


زينة :هل تظن ان ذلك سيجدي نفعا، ام ان الاتهامات ستلاحقك مثلي؟

عمر :لماذا تهتمين لامري هكذا، فكري في نفسك قليلا علينا أن نجد حلا سريعا يجعل زوجك السابق يتخلى عنكِ.


زينة :ماذا لو اصابك باي أذى؟

عمر :لن يحدث لي شيئا.

زينة :لا اريد منك ان تتخذ قرارات متسرعة، تمهل وفكر في الأمر جيدا.

عمر :منذ الامس وانا افكر في الأمر اريد ان اساعدك كي يغفر الله لي ذنبي فيما فرطت في اختي وظلمتها،كي تشفع مساعدتي لكِ لي عند ربي.


زينة :سيغفر الله لك فلم أرى شخصا بشهامتك وطيبة قلبك.


علا :أنا جائعة.

عمر :انتظري قليلا، سيجلب عم عبده الحارس مستلزمات المنزل بعد قليل وستخدي فيها قطع الناجتس التي تحبينها ونحضرها في دقائق.


علا :لا اريدها سأمت من تناولها كل يوم الا تطبخ غيرها.

زينة :ستبقي معي وسأعد لكِ ماتشائين.

علا :اشتاقت للطعام الذي كانت تعده فرحة، فعمر لايجيد الطبخ سوى قطع الناجتس كل يوم.


عمر :سأذهب الان.


ترك عمر الاموال على الطاولة كي تدفع زينة لحارس العقار ثمن المستلزمات.


ذهب المندوب ونشر خبر رؤية زينة بمنزل عمر بجميع جروبات موظفي الماركت وجميع الأقسام انتقاما من عمر لأنه ضربه واهانه.


لم يكتفي بذلك ولكن قام بنشر الفديو الخاص بزينة.


اتصل احد الموظفين بعمر واخبره بما حدث وقامت تلك الفتاة التي سبق وساعدتها زينة بالاتصال بها على الفور.


بكت زينة بسماع ذلك وقامت علا بتهدئتها.

قبلت زينة يدها الصغيرة وشكرتها.


ظل عمر غاضبا وطلب من العمال اخذ الاغراض بيوم اخر وعاد إلى زينة على الفور.


عمر :يبدو أنكِ علمتِ بالأمر.

زينة :نعم اخبرتني احدي الفتيات.

عمر :علينا أن نتعجل في عقد القران هل معك بطاقتك الشخصية.

زينة :نعم معي.

عمر :هل فكرتي في الأمر؟

زينة :يبدو أنه ليس لدينا حل آخر.

عمر :كما اخبرتك تستطعين الانفصال في اي وقت.

زينة :وانت ايضا عليك أن تخبرني متى اردت ذلك.


اتصل عمر بنفس المأذون الذي عقد قران حمزة وفرحة واخبره ان الامر عاجلا.


المأذون :لماذا كل زواجتكم عاجلة اهي عادة متبعة بعائلتك.


ضحك عمر وقال :هكذا يحدث معنا.


جلب عمر حارس العقار وابنه كشهود.


زينة كانت سعيدة جدا وكانها تتزوج للمرة الأولى رغم علمها ان عمر لايحبها إلا أنها كانت تأمل في ذلك بعد أن اصبحت زوجته.


قام عمر بإرسال صور عقد القران لجميع موظفي الشركة وطلب منهم أن يتحروا الدقة قبل أن يصدقوا كلام لا صحة له وطلب من رئيسه المباشر حظر ذلك المندوب من العمل بهذا الفرع وباقي فروع الماركت.


بعد ذهاب الجميع.


شكرته زينة وطلبت منه أن يخبر فرحة حتى لاتتفاجئ بذلك.

عمر :أخشى أن يظن حمزة انني نسيت علا حين تزوجت بغيرها ولذلك سأنتظر لحين عودتهم.


زينة :اخبر فرحة واطلب منها أن تخفي الأمر عن حمزة، حتى لاتنزعج من ذلك.


اتصل عمر بفرحة.

فرحة :كيف حالك انت وعلا اشتاقت لكم كثيرا. 

عمر :بخير،كيف حالك وكيف حال حمزة وكيف تسير فترة العلاج؟ 

فرحة :بخير ادعي له كثيرا. ماذا حدث اليوم؟ 

عمر بارتباك :مالذي حدث؟ 

فرحة :هل قام العمال باخذ الاثاث القديم؟

عمر :لا أجلت الأمر للغد.

فرحة :لماذا؟

عمر :هذا سبب اتصالي الان.

فرحة :هل علا بخير؟

عمر :بخير لاتقلقي دعيني اخبرك بالأمر، اوعديني انكِ لن تخبري حمزة بذلك.

فرحة :اوعدك ولكن اخبرني سريعا.

عمر :تزوجت بزينة.

فرحة بصدمة  :ماذا؟

عمر :لاتفزعي هكذا، انه مجرد عقد زواج لفترة مؤقته كي تنتهي قبل عودتك. 


فرحة :أنا لا افهم شيئا، اخبرني كيف حدث ذلك ولماذا؟


شرح لها عمر كل ماحدث فشعرت فرحة بالخوف الشديد عليه وسألته :ألم تجد حلا اخر؟

عمر :لو وجدت لفعلت. 

فرحة :هل تحبها؟ 

عمر بغضب :لا بالطبع لا أحبها مازالت علا تحتل قلبي كيف استطيع نسيانها او نزع حبها من قلبي، بالطبع لا احبها. 


سمعت زينة حديثة بينما كانت ذاهبة إلى غرفة علا كي تقدم لها الطعام. 


ارتجفت يدها وكاد ان يسقط الطعام من يدها ولكنها سرعان ماشرحت لنفسها الوضع وإنه يجب عليها عدم التأمل في حبه لانه لن يحبها يوما. 


فرحة شردت كثيرا وشعرت أنه يجب عليها اخفاء الأمر عن حمزة وتظاهرت انه لايوجد مايشغل تفكيرها ولكن كالعادة فهم حمزة ان هناك شيئا يشغلها وسألها ولكنها تهربت منه على الفور. 


بالبداية شعرت زينة بالخجل كثيرا بالعيش معه بنفس المنزل ولكنها تغلبت على ذلك الشعور بحبس نفسها بغرفة علا ليلا ونهارا تساعدها في الواجبات والرسم 

وتحكي لها القصص. 


كان يمر اليوم دون أن يراهم عمر او يشعر بكلاهما واستطاع انجاز الكثير من العمل المتأخر عندما انشغلت علا عنه. 


مرت عدة أيام 

لم تأتي سعاد للعمل بالمستشفى وظلت فرحة تتسائل سرا عن سبب تغيبها. 


زينة لم تذهب للعمل بعد أن حصلت على اجازة زواج. 


استطاع عمر أن يمنع اي احاديث عنها بهذه الفترة وجعل من عقاب المندوب سلاحا يهدد به من يحاول الخوض في سمعتها. 


قام ايضا بحذف الفديو المنتشر عنها. 


اطمئنت زينة بسماع هذه الأخبار وقررت العودة إلى العمل. 


ذهبت زينة بسيارة عمر لتوصيل علا إلى الروضة ومن ثم ذهبا سويا إلى العمل. 


بينما يصف عمر السيارة ظلت زينة بانتظاره كي يدخلا سويا فهي لاتجرؤ على مواجهة الموظفين بمفردها. 


طلب حمزة منه أن يدخلا الي الماركت وهي ممسكة بذراعه. 


بمجرد أن التفت يدها حول ذراعه خفق قلبها بشدة وتبطأت خطوتها. 


ظن عمر ان مايحدث لها نتيجة مواجهة الموظفين رتب على يدها وقال :لا تخافي انا معكِ، ازدادت حالتها سوء بسماع ذلك وارتجفت يدها. 


دخلا الاثنان سويا وظل الجميع يراقبهما حتى وصلا مكتب عمر. 


عمر :دعي كل العمل اليوم لي لستِ مجبرة للخروج اليوم من مكتبك لعمل التقارير. 


شكرته زينة على ذلك وكلما مرت الايام كلما ازداد حبه بقلبها. 


بنهاية اليوم 

امسك عمر بيدها أمام الجميع وتوجها نحو السيارة. 


لاحظ عمر أن هناك سيارة تلاحقهم منذ أن غادروا الماركت. 


كلما حاول عمر البعد عنهم كلما ازداد السائق ضغطا عليه كي يمر من جانبه. 


شعرت زينة بخوف شديد وقالت :يبدو ان هذا من ترتيبه تقصد زوجها السابق يريد اذيتك، من فضلك انتبه. 


ظلت السيارة تلحق بهم إلا أن مروا بشارع خالي من المارة وقطعوا طريقهم.


ترى مالذي سيحدث؟ 


  الفصل الخامس والعشرون من هنا 

 لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close