أخر الاخبار

رواية عشق المراد الفصل الثامن عشر 18بقلم آية أنور

 

رواية عشق المراد

الفصل الثامن عشر 18 

بقلم آية أنور


لقد تدمرت حياتي , وأصبحت ظلام لا مجال للضوء؛ أصبحت بالنسبه لي كالكابوس ؛ لا اعرف كيف اخرج منه💔 .


سقطت عايده مغشيا عليها على المنضده التي أمامها فأحدثت ضوضاء في أرجاء المنزل بأكمله... لتردف ساره وهي تصرخ وتنزف بشده من جميع جسدها ويبدو أنها اجهضت الجنين : مامااااااااااا .


اقتربت ساره من والدتها وهي تزحف نحوها فهي غير قادره على حمل قدامها مما تعرضت إليه الضرب المبرح من والدها... اقتربت منها : ماما اصحي يا ماما ... قالتها وهي تضربها على وجهها ردي عليا ... لتنظر الي والدها الذي ينظر لها بصدمه : ماما هتروح مننا يا بابا.


حسن :انتي السبب في كل إللي بيحصلنا منك لله.


هاتف حسن الإسعاف ؛ وصلت فرقة الإسعاف والطوارئ وقاموا بنقل عايده على ترولي وبجوارها ساره التي تنزف والجميع ينظر لهم بشماته و سخريه ويتغامزون عليهم صعد حسن سيارة الإسعاف وهو ينظر إلي أسفل غير قادر على رفع رأسه بين الناس والجيران فأبنته جعلت رأسه في الوحل .


وصلوا الي المستشفي وقام بفحصهم الطبيب في غرفة الطوارئ خرج الطبيب بعد ما فحصها : 

ركض حسن تجاه الطبيب واردف بجديه: خير يا دكتور مراتي حصلها إيه ؟؟ هي كويسه.


للأسف زوجة حضرتك جالها شلل نصفي والعصب السابع .


حسن بصدمه : جالها شلل نصفي .


الطبيب: ايوه شكلها اتعرضت لصدمه كبيره ؛ ربنا معاها .


اما البنت إللي كانت معاها هي كويسه والحمدلله قدرنا نلحق الجنين ... قالها ثم ذهب .


جلس على أقرب مقعد قابله فحياته انقلبت رأسا على عقب وصارت في منحني بشع لم يتخيل أن يحدث له هذا في يوم من الايام ف زوجته أصيبت بالشلل وابنته خسرت شرفها وجعلت منه مضحكه امام الجميع و ليس هذا فقط بل هي تحمل جنينا أيضا فعلم ما حدث له بسبب اكله لمال أبناء أخيه مال اليتيم الذي أخذه عنوا عنهم و زور أيضا؛ وغير سمعة بنت أخيه التي بات يتحدث عنها بالسوء .

بكي بشده وهو يضع رأسه بين يديه ولا يدري ماذا يفعل ...لم يدري بنفسه وقام بغضب واتجه الي الغرفه التي بها ساره واردف بغضب وهو يجذبها من شعرها بقوه: قولي مين إللي غلطي معاه و عمل فيكي كده انطقي .


اقتربت الممرضة منه وهي تبعده عنها واردف بسخط هي الأخري : إيه إللي بتعمله حضرتك .. دي خارجه من العمليات وممكن يحصلها حاجه .


حسن :ياريت لو تموت عشان ارتاح منها ومن العار خلتني اوطي راسي بين الناس والجيران بعد ما راسي كانت مرفوعه .


الممرضه : دي مسائل عائليه حلوها مع بعض بعدين في البيت بس مش هنا في المستشفي.


ابعدي عني انتي كمان .. بنتي وبربيها قالها وازاح الممرضه وصفعها عدة مرات على وجهها : انطقي يابنت الكلب مين إللي غواكي وضحك عليكي .


الممرضه : لا انت زوتها اووي انا هجيبلك الأمن يرموك بره ... قالها ورحلت من أمامهم .


انطقي بدل ما اطلع روحك في إيدي قالها وهو يضغط على عنقها بقوه أصبح وجهها شاحب وبه اثر الاختناق وكادت أن تموت لتردف بصوت ضعيف : 

هقول هقول .. هو أسمه عمرو المنشاوي زميلي في الجامعه ووالده دكتور جراح كان شغال في مستشفى السيوفي ... بمجرد ما أنهت جملتها اتي الأمن وسحلوه وظل يتشاجر معهم ثم طردوه خارج المشفي.


وعلى الناحيه الاخري 

************************************

احذر من إنك توصلني لمرحلة "عزّت عليّ نفسي" لأن لو تلتفت الدنيا بأهلها لك، ما ألتفت لك لا أنا ولا قلبي.❤️


نظر في أسرها والي حديثها القاسي بألم ..اقترب منه أدم : متيأش.. يارا لسه بتحبك هي قلبها أبيض و هتسامحك ... قالها وربت على كتفه ليبعث الأمل في داخله.


أتت الإسعاف وتم نقل عمرو بسرعه الي اقرب مستشفى لأن حالته حرجه للغايه ....اقترب النقيب من مراد ليحقق معه واردف بجديه : مراد باشا انت ضربت عمرو المنشاوي بالرصاص . 


مراد : انا ضربته بالرصاص فعلا .. بس كان دفاع عن النفس.. زي ما شوفت حضرتك هو خطف خطيبتي ليه يومين غير أن هو اعتدي عليها بالضرب زي ما انت شايف انا بحمد ربنا جيت في الوقت المناسب .


النقيب : بس انت كنت استنيت لحد ما احنا نيجي واحنا بنتصرف معاه .


مراد بغضب : احنا لو استنينا حضرتك كان زمانه خلص علينا كلنا هو و رجالته ؛ حضرتك مش شايف الحرس قد إيه بره....؟


النقيب : طيب في أي عداوه بينك وبينه. 


مراد بكدب : لا مفيش !.


النقيب : اومال خطفها ليه ؟؟ هو مجنون يعني .


مراد بحده : والله لما يفوق حضرتك ابقي أسأله.


تمام يا مراد باشا.. بكره تيجي بنفسك عشان تقول الكلام دا في النيابه .. دا محضر ولازم توقع عليه قالها وذهب خلف سيارة الإسعاف التي حملت عمرو .


وعلى الناحيه الاخري


وقفت يارا تتابع الحوار بين مراد ورئيس المباحث.... لتردف بجديه وهي تنظر لأخيها : انا هقول لسيادة النقيب اني مش مخطوفه.


رمقها أدم بنظرات ناريه واردف : ما تعقل اختك يا سيف ؟؟ دا جزات مراد يعني عايزه تلبسه في حديد.


نظر سيف هو الآخر لأخته بإستغراب : مش مخطوفه إزاي ..؟ انتي أتجننتي ولا إيه ؟؟


حكت له يارا ما حدث بالتفصيل.


سيف بحده : انتي بطريقتك وطيبة قلبك دي هتودي نفسك في داهيه..؟ دا گان بيضحك عليكي.


يارا : بس يا سيف 


قاطع حديثها بسخط : ما بسش احكي لسيادة النقيب وقولي كل حاجه انا مش ضامن دا ممكن يعمل فيكي إيه تاني ؟؟


اتي مراد واقترب منهم حاول أدم تغير مجري الحديث واردف بجديه: انا رأيي أن يارا كمان تروح المستشفي عشان نطمن عليها عشان الكدمات و الرضوض للي في جسمها والضرب دا عشان نعمل التقرير .. ولا إيه يا سيف .


استقلوا يارا وسيف سيارة أدم فهي لا تريد رؤية مراد .....ورحل مراد خلفهم بسيارته الخاصه ومعه الحارس ....أصبحت المشفي في حالة هرج ومرج ونقلوا عمرو بسرعه في الترولي وهو فاقد للوعي جسده ينزف بشده والدماء تسيل على الأرض بغزاره وحوله الأطباء والممرضين يركضون ؛ واحدي الممرضين يضع له جهاز التنفس الاصطناعي ليسعفوه قبل أن يدلف الي غرفة العمليات وتحركوا في رواق طويل حتي وصلوا ودخلوا الي الغرفه واغلقوا الباب.


اتي خلفهم سيف وآدم ويارا ومراد ودلفوا الي الطابق السادس حيث غرفة العمليات .


اخذ أدم يارا وسيف الي غرفة الطوارئ ليسعفوها هي الأخري لأن جسدها ينزف ووجهها مليئ بالكدمات.


مراد بصوت اقرب الي الهمس: بقولك إيه يا أدم .. خد سيف و روحوا اي مكان عشان عايز اتكلم مع يارا انا مش عارف هشوفها تاني ولا لا.


أدم : تمام من عيوني يامراد .

اهم حاجه اتحكم في غضبك يامراد .... لو حاولت تستفزك بأي كلمه خليك بارد .


مراد : حاضر .. بس انا عايزك ساعتين كده تتوه الود الغتت دا عشان مش عارف اتكلم معاها خالص.


أدم : تمام.. زي ما وصيتك يا مراد.


دلف أدم الي الغرفه وجد سيف يجلس بجوار أخته أردف بجديه : سيف ممكن ثانيه .


أدم : مش هتجيب حاجه ل يارا تلبسها بدل هدومها دي ؟؟


سيف : تصدق نسيت خالص الحوار دا .


أدم : طيب تعالي معايا انا اعرف مول قريب خالص من المستشفى.


سيف : طيب ويارا ..؟


أدم : متخافش هي هتفضل هنا في الاوضه انا وصيت عليها .


خرجوا سويا من الغرفه وغمز أدم ل مراد ثم رحل من المشفي واستقلوا السياره ثم غادروا.

بعد مده من الوقت خرجت يارا من الغرفه وجلست على الأريكة أمام غرفة العمليات تأخروا الاطباء كثيرا في الغرفة ظلت تفرك يدها بإرتباك واضح خائفه أن يصيبه مكروه حتي لو هي لا تبادله نفس مشاعره فقد يجب أن ترد له شيئا مما فعله معها عندما قال لها اذهبي وكان سيتركها وشأنها ؛ بغض النظر عن خطفه لها ويكفي أنه كان صريح معها واعتذر عما بدر منه وتركها وشأنها وجعلها ترحل لولا هجوم مراد وضربه بالرصاص قاطع تفكيرها صوت تميزه عن جميع البشر إنه صوت مراد ... جلس بجوارها وأمسك يدها بحنان... سحبت يدها من يده وأردفت بسخط : ابعد عني.


حاضر قالها و ابعد يده عنها وأطلق تنهيده قويه واردف بجديه : انا مقصدش اقتله ؛ انا أتهورت لما شوفتك بمنظرك دا وهو كمان السبب في كل حاجه احنا فيها دلوقتي... مدرتش بنفسي غير وانا بضربه بالرصاص.


وجهت وجهها لجهه الأخري : دا ميدلكش الحق انك تضربه بالرصاص دايما إيدك سبقاك ومش هتتغير ابدا ؛ كل حاجه عندك دم وقتل ومفيش رحمه في قلبك ودايما بتحكم على الناس من غير ما تفهم .


فهم ما ترمي إليه واردف بغضب مكتوم : حطي نفسك مكاني لما اشوفك من غير حجابك و هدومك مقطعه كده؛ وغير الضرب والكدمات إللي على وشك وايدك عايزاني اعمل إيه؟؟؟.. اخدوا بالحضن يعني ولا اعمل إيه ؟؟


لتردف بسرعه بدون أن تدري ما توهت به : ايوه هغير بس في حاجه اسمها تتحكم في غضبك .


مراد : ابتسم على ما تفوهت به ..ثم قال : 

ما علينا إللي حصل حصل خدي كولي الاكل دا .


يارا بعناد : مش عايزه منك حاجه .


مراد : هتاكلي غصب عنك ؛ انا مش باخد رأيك اصلا... بقالك يومين مكالتيش إلا ...


قاطعت حديثه واردفت بحده : إيه هتضربني بالرصاص انا كمان .


نهض من مكانه ف النقاش أصبح غير محتمل بينهم وترك الاكل بجوارها ووقف بعيدا عنها ينظر لها نظرات ناريه .... أتت في باله فكره ما ثم وقع على الأرض مغشي عليه.


سمعت يارا صوت ارتطام قوي بالأرض وجدت مراد بجوارها ملقي على الأرض متكور على بعضه... نهضت بسرعه البرق تجاهه بصدمه وخوف عليه وقلبها كاد أن ينخلع من مكانه ؛ وضعت رأسه على قدميها وظلت تضربه على وجهه بخوف : مراد فوق يا مراد .


فتح عيونه واردف بمكر : شوفتي كنت واثق انك لسه بتحبيني وطلع إحساسي في محله هههههههه.


صدمت يارا فهي لم تتوقع أنه كان يضحك عليها : شوف بقي الهبل إللي بتعمله دا و شغل عيال المراهقين مش هيجيب معايا نتيجه... ف ريح نفسك قالتها وابعدته رأسه عنها ... نهض هو الآخر وجلس بجوارها على الأرض وهو ينظر في عيونها فهو يعشق عيونها التي تشبه القهوه وابتسم لأنها تتهرب من نظراته هذا يدل أنها مازالت تكن له مشاعر ولكنها تظهر عكس ما بداخلها.... امسك يدها مره اخري واردف بعشق : وحشتيني يارا .


إصابتها رجفه في جسدها عندما امسك يدها وأصبحت باردتين ثم تساقطت عبراتها على وجهها وسحبت يدها بقوه واردفت بحده: هو مش زرار تدوس عليه تيجي وقت ما تحب وتمشي وقت ما تحب وانا في الحالتين اكون مستنياك وارجعلك ولا كأنك عملت حاجه زي كل مره ؟؟ انت كنت مستني مني إيه؟؟ بعد كل إللي عملته فيا أقولك وانت كمان وحشتني وانا مسمحاك !! انت إيه جايب البجاحه دي منين ؟؟


مراد : انا مش هغصب عليكي دلوقتي وخدي شهر شهرين فتره تريحي أعصابك ؛ وانا هستناكي على احر من الجمر و اوعدك اني هتغير و هتعالج وهروح دكتور نفساني علشانك ؛ صدقيني مش هعرف اعيش من غيرك؛ غلطه ومش هتتكرر تاني بس ارجعيلي وبلاش النظرات إللي في عيونك دي ... قالها وهو يبكي ويترجها .


_ شوف انت لو أخر راجل في العالم مستحيل ارجع لك و اتجوزك ... انت دمرتني عارف يعني إيه دمرتني ؟؟ خلتني عندي عقده من كل الرجاله ؛ لتردف ببكاء : انا هلومك ليه ؟؟ انا إللي عملت في نفسي كده لما كنت بمحي شخصيتي وخليتك سي السيد ؛ بسببك مش عايزه اعرف حد تاني ؛ انت بجد مريض طلعت عقدك ومرضك عليا؛ عمري ما هنسي كسرة نفسي و قهرتي ياريتني ماعرفتك ولا كنت يوم شوفتك ولا حبيتك؛ انا كنت مبسوطه قبل ما اعرفك لما دخلت حياتي بوظتها وخلتني واحده تانيه على قد حبي إللي حبتهولك انا دلوقتي كرهتك أضعاف .


بكي مراد بحرقه أمامها ولم يستطع أن يمسك دموعه من حديثها الذي مزق قلبه كأنه رصاصات اخترقت جدران قلبه وحطمته الي أشلاء ليردف بترجي : يارا 


مش عايزه اسمع اسمي منك مش عايز اي حاجه تفكرني بيك ابعد عني وعن حياتي مش عايزه اشوفك تاني لانك عمرك ما هتتغير هتفضل طول عمرك كده قلبك قاسي و زي الحجر و مبتحسش و بتفرح بعذابي ... قالتها ودفعته في صدره فهي لن تتحمل أكثر من ذالك... ظل جالسا في مكانه لم يتحرك وينظر لها بدون أن ينطق بحرفا واحداً نظرت في عيونه بتحدي قوي تخفي ما بداخلها ثم ركضت من أمامه الي داخل الغرفه التي كانت تجلس بها وهي تبكي.


وفي الخلفيه صوت الشاعر فارس قطريه " لو يعني هحن وهأمنلك وانسالك كل إللي عملته ؛ فأنا عمري ما هنسي شعوري معاك ؛ خلتني شطانه في عين نفسي وانت إللي ملاك ؛ مش بس نسيتك لا خالص ؛ مش بس مسحتك من عمري ؛ انا ناسيه أن انا يوم كنت معاك ؛ سكتت حبه وعينيها شلال وقت الفيضان ؛ ونزيف الدمع وتنهيدها أصبحوا أن الموضوع خلصان ؛ لا هي البنت إللي عرفها ؛ ولا عنده حكايه يألفها ؛ كانت شجرة ورد ونشفها ؛ وحته معندوش حجه وأسباب ؛قام صوتها يقرر يخفي الصمت ؛ وتقوله خلاص امشي يا كذاب .


وعلى الناحيه الاخري.


************************************

لن أسامحك أبداً !

لأنك جعلتني أذهب وأنا كُلي رغبة بالبقاء.❤️


نظر سيف حوله في الطريق واردف بجديه : إيه يا أدم بقالك ساعه بتلف بالعربيه .. عدينا على كذا مول ...؟


أدم بكدب : لا بدور على مول انا عارفه ؛ و أسعاره حلوه جدا.


سيف بملل : اي حاجه يا أدم مش هتفرق عشان نلحق نمشي ؛ يارا لوحدها في المستشفي.


أدم : انا وصيت عليها الممرضه هتركبلها محاليل عشان تفوق وتعوض الايام إللي مكلتش فيها... متقلقش عليها .


وقف هنا يا أدم في مول اهو ... قالها وهو يشير عليه.


وقف أدم سيارته واردف بجديه: طيب انا هسبقك وانت اركن العربيه و حصلني عشان ليلي بترن وعايز اطمنها علينا .


سيف : تمام .


عبر الطريق الآخر ليركن سيارة أدم وزفر بحنق عندما وجد الطريق مزدحم للغايه ... ركن السياره ثم نزل منها وجد فتاه تضع الهاتف على أذنها وتتحدث ولاتأخذ حظرها من السياره المسرعه بإتجاهها؛ لم يشعر بنفسه إلا وهو يركض باتجاهها بشده ويلتقط أنفاسه الاهثه ليردف بصوت جهوري وهي يجذبها بعيدا حاااااااااااسبي قالها ووقعوا سويا على الأرض وهي تعتليه... وتشبثت بقميصه بشده وخوف وهي لم تستوعب ما حدث الان!! نهض من الأرض وهي بجواره والجميع حولهم واردف بجديه وهو لم يراها بعد : انتي كويسه يا انسه رفعت الفتاه وجهها تقابلت عيونهم ؛كبح مشاعره بغصه مريره وهو يري أمامه اخر شخص ممكن أن يتوقعه وجد بتول فهي تغيرت كثيرا خلال تلك الشهور فهو لم يعرفها ؛ تقابلت عيونهم في نظره طويله كم اشتاق اليكي ؛ كم اشتاق لسماع صوتك ؛ كم اشتاق لرؤية عيونك التي تشبه امواج البحر ؛ كم اشتاق لرؤية مرحك وجنونك الذي يشبه الاطفال كم اشتاق لسماع صوت اسمي بين شفتيك ..... نظرت له هي الأخري والدموع تجمعت في مقلتيها لم تصدق أنه تخلي عنها بكل هذه السهوله ؛ كأنها كانت شيئ عابر في طريقه يوما مثلها مثل باقي الفتيات التي تعرف عليهن في حياته؛ بكت وهي تنظر له والي جموده وقسوته لتردف لنفسها أحقا كنت تتلاعب بمشاعري!! ولم أكن شيئا في حياتك !! بينما أنا كنت في كل سجده اتمناك ؛ كان يومي عباره عن 

بكاء وأنين وصراخ صامت بعد منتصف الليل وكنت في مخيلتي 24 ساعه وعندما انام لاهرب من كثرة التفكير تأتي لي في الحلم ماذا افعل الان قل لي ؟؟ كيف اتخطاك و اتخطي غيابك ؟؟ ماذا أفعل ؟؟ أنني انهار كل يوم وحدي بدون علم أحد!!! واحس بشيئ يأكل قلبي و احشائي من الداخل كنت على استعداد أضحي بأي شيئ مقابل عودتنا حتي كرامتي كنت على استعداد أضحي بها ... احتفظ بصورك واتأملها 

ليلا ليكون اخر شخص رأيته قبل أن أنام ؛ واستيقظ 

على أمل أن كل شيئ سيصبح على ما يرام !!

كنت اصلي كل يوم من أجل نلتقي صدفه .


هطلت دموعه هو الاخر ولكنه اشاح بوجهه بعيدا عنها كي يتمالك نفسه ولا يبكي أمامها نهض واقفا بسرعه ورحل .


وفي الخلفية صوت عمرو دياب سيبت فراغ كبير.



اقتربت منها ريماس وساعدتها على النهوض وبتول تبكي بأنين مكتوم اخذتها الي سيارتها وغادروا المكان.


دلف سيف إلي المصعد ولم يستطع كبح دموعه وظل يبكي بمفرده فهو يتظاهر أمام الجميع بالمبالاة ولكنه كل يوم ينهار ويبكي وهو يتابع صفحتها الرسمية بحساب مزيف ليطمئن عليها ولكنه ماذا يفعل ؟؟ بعد إهانة أخيها لهم جميعا !! ومعيرتهم بفرق الطبقات ؛ هل يتنازل عن كرامته ويطلبها من أخيها ويقف أمام والدتها المتعجرفه التي بالتأكيد سترفضه .

انفتح المصعد ولكنه مسح دموعه بسرعه كي لا يراه أدم بهذه الحاله .


أدم : كنت بتعمل إيه ياشقي تحت ؛ ومين البنت القمر دي إللي كانت معاك قالها وغمز له مكنتش اعرف انك نمس أووي كده ... وضع أدم يده على كتفه واتجهوا الي محل لبيع الملابس.... ليكمل أدم حديثه: انا كنت زيك كده مدوخ البنات بس جات إللي ملت عنيا وقلبي وخلتني مش عايز ابص لغيرها .


لم يسمع حديثه كان في عالم اخر .


أدم : سيف سيف روحت فين .


أدم : هاااا لا ابدا انا معاك.


معايا برضو ليردف بمكر إيه إللي واخد عقلك .


سيف : مفيش يلا بقي ننجز عشان نلحق نمشي .


وعلى الناحيه الاخري

************************************

‏لم يكن مثالي أو مبهر لكنه كان إنعكاسي رأيت نفسي فيه أكثر مما رأيت ذاته 🦋🦋❤️


في مستشفى السيوفي.


الشاب : انتي بتعملي إيه يا بت انتي هنا ؟؟؟


التفت الفتاه خلفها وجدت شاب في نهاية العقد الثالث يرتدي يونيفورم المشفي .


بت !! إيه بت دي ؟؟؟؟ اتتكلم معايا كويس لو سمحت ..دا مش إسلوب حوار .


الشاب : ليه هتعلميني اتكلم إزاي ولا إيه ...؟ يلا اخرجي بره بالذوق بدل ما اجبلك الأمن .


الفتاه : انا عايزه أقابل المدير ... انا مش همشي غير لما أشوفه .


الشاب : المدير مش موجود وياتري إللي زيك عايز يقابل المدير ليه ؟؟ احنا مش بندي صدقات هنا في مستشفى.


الفتاه : على فكره انت انسان عديم الذوق وقليل الأدب كمان .


انا قليل الادب يابنت ال ***** قالها اومسكها من يدها بقوه ليخرجها بره المسشفي ... دفعها بقوه اصطدمت بشخصا ما.


امسكها أدهم قبل أن تسقط على الأرض واردف بغضب: إيه إللي بيحصل هنا ؟؟

انتفض الشاب واردف بخوف : مفيش يا دكتور أدهم 


ظلت الفتاه تبكي على ماحدث معها و اهانتها وهو يسحلها و يدفعها أمام الجميع. 


أدهم : انتي بتعيطي ليه ؟؟


الفتاه : يرضيك يا دكتور يجرجرني قدام المستشفي كلها وبيكلمني بأسلوب مش كويس بيقولي احنا مش بندي صدقات.. هو انا جايه اشحت ... قالتها وظلت تشهق وتبكي.


الشاب :؛كدابه يا دكتور انا الكلام دا محصلش و


قاطع أدم حديثه واردف بحده : غور من قدامي انا مش عايز اسمعك اصلا وحسابك معايا بعدين.


اخذها الي مكتبه وهي تبكي ولا تستطيع كبح بكائها جلست على المقعد .... بعد ما أشار لها أدهم بالجلوس .


نهض من مكتبه وجلس على القعد أمامها :

أهدي بقي محصلش حاجه لكل دا ؟؟


طلب من الساعي عصير الليمون بعد دقائق اتي به ووضعه على المكتب واردف بجديه: اشربي العصير وانتي هتهدي.. وانا مش هعدي الموضوع دا على خير... قالها واعطاها المنديل لتزيل دموعها .


أزالت دموعها ونظرت له في حرج ليردف هو الآخر : انتي اسمك إيه ؟؟


أردفت بصوت مهزوز وعيونها متورمه من كثرة البكاء :وتين .


أدهم : اسمك حلو أووي... امسك كوب العصير وأعطاه لها واردف بجديه: أشربي العصير عشان تهدي .


أمسكت الكوب بيد مرتجفه ثم ارتشفت منه قليلا ووضعته على المكتب .


أدهم بجديه : كنتي عايزاني في إيه يا وتين .؟؟


وتين : انا شوفت إعلان في الجريده ان مستشفى السيوفي عايزين ممرضين ودكاتره ...


أدهم : تمام انتي مؤهلك إيه ؟؟


أعطته الفايل الذي بيدها وأردفت بجديه : الفايل دا في كل حاجه عني ؟؟


اخذ منها ذالك الفايل وارتدي نظارته الطبيه ؛ونظر به بتفحص واهتمام بعد بضعة دقائق خلع نظارته واردف بجديه:انتي لسه بتدرسي يا وتين .


فركت في يدها بإرتباك خوفا أن يرفضها واردفت بإرتباك : بصراحه أيوه بس انا كنت محتاجه الشغل ضروري .


بس احنا مش بنشغل طلاب هنا حرصا على سلامة المرضى ..صمت لبرهة واردف بجديه: طيب انا هحاول بس هحطك تدريب لمدة 15يوم في قسم الأطفال .


وتين بفرحه :يعني انا اتقبلت بجد ؟؟


ابتسم أدهم واردف بإبتسامه: اه بجد .


نهضت واقفه وأردفت بعد اتزان : وحياة أغلي حاجه عند حضرتك .


ضحك أدهم من حديثها : ايوه اتقبلتي ؛ يابنتي مالك ؟


وتين : انا مش مصدقه انا فرحانه جدا ؛ أن شاء الله هكون عند ظن حسن حضرتك .


أدهم :بعد ظن حسن دي انا كده قلقت اكتر هههههههه.


وتين : معلش اصل انا متوتره ومش عارفه انا بقول إيه ؟؟.


طيب روحي قسم الأطفال في الدور الرابع هتلاقي دكتور زين هيفهمك هتعملي إيه بالظبط.


وتين بخوف : انا خايفه ألاقي الجدع إللي كان بره دا ويمشيني.


لا متخافيش مش هيقدر يعمل حاجه صمت لبرهة واردف بجديه: ولا أقولك انا هفرجك على قسم الأطفال بنفسي .


وعلى الناحيه الاخري.

************************************

تتّهمني ببرودة المشاعر 

وأنا كلّ ليلةٍ أقضمُ قلبي مراراً وتكراراً

شوقاً لكَ بعدَ لقائنا بقليلٍ🥀🖤 .


في المساء


دلف مراد الي الفيلا في الصباح فإنه لم يزوره النوم ليلة أمس بسبب حديث يارا وظل في سيارته يمشي في الطرقات والشوارع بدون أن يعلم أين يذهب .


فريده: كنت فين يامراد وليه متبهدل كده مالك ؟؟


و دا يهمك في إيه ؟؟ أعيش؛ اموت أولع بجاز... قالها وتحرك من أمامهم.


فريده بحده : اتكلم كويس يا مراد .. انت نسيت انك بتكلم والدتك .


مراد بسخرية : والدتي ؛ انتي تعرفي حاجه اصلا عن الامومه 


أدهم : لا انت ذوتها اووي في إيه يامراد مراد انت جاي تتخانق ولا إيه ... تعالي اديني قلمين احسنلك .


هبوا جميعهم واقفين وعيونهم تتطلع إليه بصدمه وذهول ثم رفع عيونه ببطئ ونظر الي والدته بغضب رغم المراره التي ملئت حلقه ليردف بحده : انتي عار على الامومه للأسف.. ومتعرفيش حاجه عن كلمة ام .. يارب تكوني فرحانه دلوقتي وانتي شيفاني بتعذب قدامك وخطتك نجحت.


انت انت بتكلم عن إيه ... خطة إيه انا مش فاهمه حاجه... قالتها بإرتباك خوفا أن يكن علم شيئا بخصوص يارا .


بتول بصدمه : في إيه يا مراد ؟؟


نظر لها بغضب : قوليلهم لو تقدري قولي

نظرت لهم وقلبها يخفق بشده خوفا أن يكن انكشف امرها .


وجه نظره لادهم وبتول الذين يحملقون بهم بذهول وهم لا يعلمون ماذا يحدث حولهم مرت ثواني من الصمت والترقب قاطعه صوت مراد يردف بمراره : امي لأسف هي السبب في كل حاجه انا فيها دلوقتي... دفعت فلوس لعمرو وساره عشان اشوف يارا في وضع مخل في شقه مفروشه دا كله عشان ابعد عنها .. ليردف بحزن وهو يوجه حديثه لها ويبكي كأنه يبحث عن إجابات معلقه : مصعبتش عليكي وانتي بتعملي فيها كده مفكرتيش أن الدنيا كما تدين تدان وممكن يحصل في بتول كده خربتي حياتها و دمرتيها ؛ وحبكتي الحبكه عشان اصدق وانتي عارفه إيه اكتر حاجه بكرهها في حياتي هي الكدب والخيانه قولتي في نفسك اعمل كده عشان يبعد عنها للأبد ومشفش وشها تاني ؛ انا انا مش عارف انا كنت اعمي إزاي وصدقت الهبل دا كله ؛ إن يارا البنت الملاك يطلع منها كل دا ليكمل حديثه بإنكسار: وانا مصعبتش عليكي لما عملت حادثه سير خطيره وكنت هموت ودخلت في غيبوبه... مصعبتش عليكي وانا بموت كل يوم بالبطيئ ونفسيتي بتدهور ومش بنام وانتي عارفه كويس اني بعشقها مش بس بحبها ومش هعرف اكمل حياتي من غيرها .... دا إيه الجبروت دا كله ازاي قلبك طاوعك تعملي كده في ابنك.. انتي قلبك إيه يا شيخه حجر .. انا لما عرفت انك ورا كل حاجه؟؟ كدبت نفسي قولت مستحيل أمي تعمل فيا كده ؛ أكيد في حاجه غلط .. ليردف بحده وغضب وعبراته تسيل بغزاره : انتي أم انتي .


أدهم : بجد الكلام دا يا أمي .


بتول : ردي يا ماما ساكته ليه ؟؟؟


نكست رأسها للأسفل وهي لا تعلم ماذا تقول ؟؟ لتردف بجديه : كنت عايزه احميك يابني.


مراد بغضب : تحميني من إيييييييه ؟؟ ومييييييين حطك واااااااصي عن حياتييييييييي .


انتفضت فريده زعرا من صوته الجهوري فهو في أقصي غضبه لتردف بحزن على ابنها وعلى ما وصل إليه الآن بسببها : انا أنا مكنتش اقصد اعمل فيك كده يابني انا كان كل همي أن احافظ على ثروتك و ممتلكاتك .


قاطعها بغضب : ملعون ابو الفلوس إللي تخلي ام تعمل في عيالها كده .. انتي اهم حاجه عندك الفلوس مفكرتيش فيا ولو للحظه اني هيحصلي إيه لما تفرقي بيني وبينها ... ليردف بصوت خافت وهو يشير على قلبه وعيونه مثل الجمر من شدة البكاء : انا كل يوم بموت بالبطيئ وانا حاسس بعذاب الضمير في إللي عملته معاها انا دمرتها وكسرتها على حاجه ملهاش ذنب فيها .


هربت فريده من عيونه بخوف وخجل وأردفت : انا كنت عايزه اخترلك بنت من مستواك تحافظ عليك وتبقي نفس تفكيرك .. اي أم بتحب ابنها او بنتها تبقي احسن منها .


اخترتي بريهام في الاول وكانت اختيارك وفي الاخر طلعت إيه طلعت واحده خاينه خلتني واحد مريض نفسي؛ مريض بالشك والتملك بسببها مبقتش اثق في أي ست تاني... انا كنت شايفها قدامي انا وبضرب يارا كنت بنتقم منها على أساس أن هي بريهام .... جالها السكر بسببي انا لا يمكن اسامح نفسي على إللي عملته فيها ... انا مش قادر ابص في عيونها .


اقترب منه أدهم وربت على كتفه بحنان لانه اول مره يري أخيه كتلة الجبروت والغرور أمامهم بهذا الشكل... أزال دموعه وحاول أن يتمالك أعصابه فهو لم يدري بنفسه عندما هطلت عبراته أمامهم فهو لا يحب أن يرى أحدا نقطة ضعفه ليكمل حديثه : 

لما انتي خايفه عليا أوي وعلى مصلحتي لما عرضت عليكي اني اتجوز ساره بنت عمها وافقتي ليه مع انك عارفه أن ساره بنت مش كويسه وحامل كمان من عمرو إللي انتي اجرتيه بفلوس عشان يعمل كده في يارا .


نظرت له ولم تردف شيئا والتزمت الصمت فقد كل شيئ انكشف الآن ماذا ستقول له؛ أصبحت غير قادره على اختراع كذبه جديده.


مراد : ساكته يعني ؟؟ مش عارفه طبعا تقولي إيه ؛... ولورين انتي مش انتي دخلتيها العيله وعرفتيها على أدهم وحطيتي إيدك في إيدها وانا كتير قولت أن البنت دي وراها حاجه .... وياتري أدهم عارف انك انتي برضو السبب في دخوله السجن. 


فريده : كفايه إهانات يا مراد كفايه انا مش قادره استحمل اكتر من كده 


بتول : ليه يا ماما كده؟؟؟ ليه ؟؟ حرام عليكي انا مكنتش اعرف انك أنانيه كده وبتحبي نفسك .


مراد : انا همشي من البيت دا ومش هستني ولا ثانيه ... قالها واتجه الي الدرج.

 أوقفته صوت والدته :مراد استني .. انا عندي استعداد اني اترجها ترجعلك.. بس متسبش البيت انا أسفه والله كل حاجه كانت غصب عني أنا مفتكرش لورين هتعمل كده ؛ انا منكرش اني قولت افرق بينكم بس انا مخترتش الطريقه دي .. هي إللي اصرت عليا.


بعد إيه بعد ما روحتي اخدتي الشبكه إللي جبتها ل يارا وطبعا حضرتك متتوصيش بهدلتيهم وعرفتيهم مقامهم اووي انا اتفاجأت لما عرفت من أدم مكنتش اتوقع انك تعملي كده .


يابني اسمعني 


قاطع حديثه بصوت جهوري : متقوليش الكلمه دي مش عايز اسمعها ؛ انتي من النهارده بالنسبالي اتوفيتي..... انا ماشي قالها ومش عايز هدومي كمان قالها وخرج من الفيلا بأكملها وصفق الباب بقوه .


نظروا لها بحده وادهم أيضا كاد أن يقتلها بنظراته الحاده ...وركض خلف أخيه .....اما بتول نظرت لها شزرا وركضت الي غرفتها وهي تبكي .


ارتمت على اول مقعد قابلها فقد ارتخت أعصابها خوفا ولم تتوقع أن ينكشف أمرها.


                 الفصل التاسع عشر من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close