أخر الاخبار

رواية عشق المراد الفصل التاسع عشر 19بقلم آية أنور

 

رواية عشق المراد

الفصل التاسع عشر 19 

بقلم آية أنور



انظر إلى البحر علَّك تقدر كم الدموع التي نزفتها عيوني لغدرك بي، انظر إلى منازعة عاصفة لشجرة علّك تتصوّر انتزاعك لقلبي بيدك💔.


لم يغمض له جفن تلك الليله ما أن وضع رأسه على الوسادة حتي تدفقت الذكريات ؛ رأي شريط ذكرياته يمر امام عينيه حياته قبل يارا ؛ حياته مع يارا ؛ حياته بعد يارا ؛ فاحياته انقلبت رأسا على عقب وصارت في منحني بشع؛   أحس بألم في صدره ؛ اين ذهب النور الذي ملأ حياته هل انطفئ فجأه يا لهذا القدر !!!... تذكر اول لقاء بينهم عندما اصطدمت به ولطخت ملابسه بالايس كريم وكسرت هاتفه ابتسم عندما تذكر حديثها و مشاجرتها له .. وعندما قام بطردها من المحاضرة و اعترفه لها بحبه أمام الجميع ؛ تذكر حديثها يوم خطبتهم عندما كانوا على البحر ..

" فلاش باك"

لتردف بغضب مصطنع: يعني انت كنت بتعرف بنات كتير..... أممممم....  لتضيق عيونها وهي تمسك السكينه الموجوده على الطاوله.... لتردف لو فكرت هااااا لو فكرت او شيطانك وزك في يوم  تعرف عليا واحده  يامراد انا مش هتردد ثانيه ان اقتلك.


مراد بضحك: يعني انتي سبتي كل الكلام إللى قولته ومسكتي في كلمة بتعرف بنات... والله عظيم من ٤سنين  بعد وفاة السيوفي باشا قطعت علاقتي بكل البنات او بمعني اصح  بكل جنس حواء.... وبعدين مفيش حد في الكون ليه حق عليا غيرك انتي ولا يملك حاجه فيا غيريك انتي وبس.


يارا بدون وعي : مراد انا مبسوطه أوووي بجد انا عايزه اطير من الفرحه.


مراد بمشاكسه وبعض الغرور : اكيد لازم تكوني مبسوطه عشان  انتي الوحيده إللى ملكتي قلب مراد السيوفي يعني دا انجاز منك في حد ذاته.


يارا بغضب: بطل غرور بقي!!!!! ... ايوه انا منكرش انك وسيم وجنتيل مان وخطفت قلبي أول ماشفتك ... بس دا مش معناه تاخد مقلب في نفسك فااااهم ياحبيبي...؟!


مراد بفرحه : انت قولتي إيه..... ؟


يارا بمشاكسه: قولت مغرور.


مراد بخبث : لا اخر كلمه ... هااا قولتي إيه.....؟


ظل يبكي على ما وصل إليه الآن أنها تكرهه ولا تريد رؤيته ..كلما يتذكر نظراتها تلك الليله يعتصر قلبه ألما فهو لم يتوقع في يوم من الايام أن تتحول نظراتها الي الكره .. يعلم أنه ظلمها ولكن غصب عنه فهو لم يتحمل أن يراها في هذا الوضع فقد السيطره على نفسه وعلى تفكيره ؛  بكي كثيرا فهو لا يصدق أنه لن يراها مره اخري ؛ لن تهتف بإسمه  فكان اسمه له مذاق خاص عندما يسمعه منها ؛ ف اعتاد  ينتظر رسائلها ومكالمتها المحمله بالحب والشوق وعندما كانت تيقظه في الصباح ليذهب الي عمله كانت عندما تأتي مكالمه أو رساله منها يتراقص قلبه فرحا ؛أما بعد فهل يستطيع أن يراها تتزوج من رجل غيره ؛ يجن جنونه عندما يتخيل ذالك الأمر فهو بالتأكيد سيقتلها أو يقتله ؛ امسك هاتفه يتأمل صورتها عندما التقتها لها وهي تضحك ..لامس بأنامله وجهها الناعم وهو يتخيلها أمامه ؛ يتأمل عيونها الساحرتين التي تشبه القهوه ؛ تلك العيون التي عاجزه عن وصفها أفصح الشعراء  ظل يبكي على فراقها فهو يشتاق إليها يشتاق الي قربها وحديثها وجنونها ومرحها؛ 

بعد الفراق أصبح كل شيء بطيئاً، أصبحت الدقائق والساعات حارقة ؛  لم يخطر بباله أنّ اللقاء لا يدوم وأنّ القضاء والقدر هما سيدا الموقف وأنّه ليس بيده حيلة أمام تصاريف القدر وتقلباته... حاول الاتصال بها العديد والعديد ولكن دون جدوى فقد وضعت هاتفه في قائمة المحظورات ....امسك اخر قطعه منها وبها راحتها التي يعشقها ذالك الفستان التي كانت ترتديه عندما كانوا على البحر وتبللت ملابسها وجلب لها فستانا جديدا ونسيت ذالك الفستان في سيارته لم يعلم أنه اخر تذاكر سيكون بينهم .. احتضن ذالك الفستان وقبله بشوق ولهفه وعبراته على وجنتيه ؛بمجرد التفكير بما فعله بها يدمي قلبه و يحفر اللوعه في نفسه ظل يضرب المنضده الزجاجية بغضب وندم على ما فعل حتي انفتحت يده وتقطرت الدماء منه بغزاره وتحطمت المنضده ؛ ظل يبكي فكان في حاله لا يرثي عليها ؛احتضن الفستان بقوه وظل يبكي حتي خارت قواه واستسلم الي النوم لعله يراها في منامه .

وفي الخلفيه صوت عمرو دياب " ساعة الفراق"

ساعه الفراق متلومش حد على قالو


واهو كلمتين بيهونو الجرح الى فينا


وكل واحد بعدها بيروح لحاله


مش كل حاجة نعوزها نلقاها فى ادينا


كلنا بنقول هننسا والفراق يهمناش


نفترق وتعدى فترة واحنا لسه منسناش


كل واحد قالو كلمه قال يا ريتنى مقولتهاش


فى الدنيا مين يعرف نهاية اختيارة


فى حاجات كتير تبقى غايبة عن عنينا


بنشوفها لم الحب بينا تهدا نارة


ولما كل حاجة حلوة تهون علينا


كلنا بنقول هننسا والفراق يهمناش


نفترق وتعدى فترة واحنا لسه منسناش


كل واحد قالو كلمه قال يا ريتنى مقولتهاش


وعلى الناحيه الاخري 

************************************

الأمّهات يُخبِّئنَ؛ الخبزَ لأولادهن، وأنا

أخبئ لكَ الأغاني والقُبلات❤️.


بداخل فيلا أدم السويدي


تجلس ليلي بالردهه أمام التلفاز ترتدي فانله حمالات بالون الاحمر و أسفلها شورت من الجينز الفاتح يصل إلى منتصف فخذيها  وترفع شعرها الأسود الحريري على شكل زيل حصان فكانت في غاية الرقه والجمال وضعت قليل من مساحيق التجميل عندما علمت أن أدم في الطريق بعد غياب يومين .


سمعت ليلي صوت المفاتيح  تدور بالباب ودلف أدم بتعب ركضت تجاهه كالطفل الصغير وهي تهلل فرحا وسعادة: وحشتني اووي يا حبيبي... قالتها واحتضنه بقوه .


صدم أدم من فعلتها تلك فهي لأول مره تفعل هكذا  ولكنه شدد من قبضته على خصرها وقبل رأسها  بحنان وهو يستنشق شعرها التي تفوح منه رائحة الزهورثم خبئت ليلي وجهها في حضنه من خجلها .ثم أبعدها قليلا واردف بضحك : انتي مين .. ياريت لو اعرف كده كنت غبت عنك من زمان عشان اسمع الكلام الحلو دا.... ليردف بمكر : عيدي بقي من شويه كنتي بتقولي إيه ؟؟؟


ليلي بخجل : بس بقي يا أدم متكسفنيش ...؟


بس بقي يا أدم متكسفنيش قالها وهو يقلدها: ياشيخة دا انتي طلعتي عيني انا عايز ازغرط دلوقتي... ليردف بمكر : وحياتي عندك قولي كنتي بتقولي إيه ؟؟


ليلي بخجل :  بحبك ارتحت كده .


اقترب أدم منها واردف بخبث : طيب بقولك إيه ما تجيبي بوسه .


ابتعدت ليلي منه بسرعه واردفت بخجل وبعض الارتباك: الشغاله هنا يا أدم عيب كده .


انتي مش معاكي غير عيب كده.... ثم غمز لها : طيب لو الشغاله مش هنا أبوسك عادي.


ركضت الي أعلى من خجلها منه ثم أردف بمكر وهو يتحرك خلفها : انا ناويلك على نيه سودا.


اخذ شورا دافئاً ليريح أعصابه ثم ارتدي تيشرت من اللون الاسود القاتم يبرز عضلات جسده الرياضية وبنطال رجالي ابيض.


استلقي بجوارها على الأريكة واحتضنها ثم نظر إلي التلفاز :يلا هتفرجيني على فيلم إيه ؟؟.


ليلي بخجل من اقترابه منها لتردف بإرتباك قم تحولت نظراتها الي شوق ولهفه فقد اشتاقت إليه كثيرا خلال تلك الفترة القليلة .


غمز لها أدم واردف بضحك : بتبصيلي كده ليه ؟؟


ليلي : عشان وحشتني واليومين إللي فاتو عدو عليا كأنهم زمن  ؛ أدم انا بحبك اووي يا اجمل هديه في حياتي .. مكنتش بعرف انام من قلقي عليك وانا مش بشوفك جنبي زي كل يوم. 


أدم بضحك : يا بركة دعاكي ياما ؛ انا حاسس ان انا بحلم مش مصدق إللي بسمعه ... ليردف بمكر : وبعدين إيه الجمال و الحلاوه دي كلها يا ليلو .


ليلي بخجل :  انت إللي عينيك حلوه عشان كده شايفني حلوه .


أدم : انا شايفك اجمل ست في العالم كله ومفيش وحده في جمالك.


ليلي:  يا بكاش في ستات كتير أحلي مني.


مش في عيني انتي بس إللي بشوفها ؛ ومش واحده تانيه تملا عيني وقلبي غيرك انتي وبس  قالها ونظر الي شفتيها بعشق فقد اشتاق الي طعمها الشهي الذي يجذبها له اكثر وأكثر  عند هذه النقطة انهارت قواه   واقترب منها والتهم شفتيها في قبله متطلبه جائعه  بادلته هي الآخري قبلته بحب ...اما هي لا تدري ما الشعور الذي اكتسحها لأول مره وكأنها لا تريد الابتعاد عنه ابدا وتريد المزيد من قربه وحبه وحنانه الذي لم تعرفه بعد .


ابتعد عنها أدم ليلتقط أنفاسه اللاهثه فهو لايريد الاقتراب منها أكثر من ذالك حتي يفعل لها فرح وترتدي فستان زفاف  اما هي  خبئت وجهها في حضنه من خجلها ؛ عم الصمت بينهم قاطع صمتهم  صوت دقات قلبه من فرط مشاعره فكانت تقرع مثل الطبول .


ليلي : أدم انا جعانه؟؟ انت مش جعان .


اقترب منها و انفاسه الحاره تلفح وجنتيها أردف بخبث: ايوه جعان و جعان أووي كمان .


ليلي بخجل منه : بطل قلة أدب بقي يا أدم .


ياشيخه كفاله الشر ابطل إيه ؟؟ وبعدين هو انتي لسه شوفتي قلة أدب ليردف بخبث : على العموم  انا مشيت الشغاله ؟ اديتلها أجازه.


ليلي:  ليه؟؟


رفع حاجبيه واردف بمكر :  عشان يخللنا الجو يا جميل .


تعالي بس قالها وجذبها من يدها حتي دلفوا الي المطبخ .... ثم حملها من خصرها ووضعها على المنضده وهي تلوح بقدميها في الهواء كالاطفال واردف بجديه: عايزه تاكلي إيه يا طفلتي ؟؟


ليلي : انا طفله يا أدم .


أدم : انتي بنوتي يا ليلي مش هقولك مراتي لا انتي بنتي وحته مني  وهتفضلي طول عمرك طفلتي الصغيره حتي لو بقي عندنا ١٠ عيال ؛ انتي اول فرحه ليا واحلي حاجه حلوه في حياتي .


ليلي : يعني مش في مره هتسيبني وتتخلي عني أو تتجوز عليا زي ما كل الرجاله بتعمل كده .


يخربيت الروايات و رضوي الشربيني إللي مبوظه دماغك ودماغ الستات أن كل الرجاله واطيه .... هههههههه... ليردف بهدوء: ليلي انا مقدرش اعيش من غيرك انتي دنيتي كلها.


ليلي:  ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا.


أدم : ولا يحرمني منك قالها واحتضنها بقوه .


أدم : مقولتيش عايزه تاكلي إيه ؟؟


ليلي بفضول : انت بتعرف تطبخ ؟


أدم بفخر : اومال انا بطبخ احسن من الشيف الشربيني.


ليلي : لا والله ههههه.


أدم : اه والله.. انتي نسيتي اني كنت عايش لوحدي


ليلي : عايزه اكل بيض بالبسطرمه يا دومي .


أدم : بيض بالبسطرمه في الوقت دا ؟.


ليلي : اه نفسي فيه دلوقتي.


ماشي لما اشوف هتعمله إزاي ؟.


اقترب منها واردف بمكر: ماشي هوريك بس كده ياروحي ؟؟


ابتسمت ليلي ووضعت يدها حول عنقه : لا انا اقصد الاكل مش دي ياحبيبي.


أدم : طيب انا عايز حاجه تشجيع كده ياحبيبي.


قامت بطبع قبله على وجنتيه رفع حاجبيه بمكر : إيه دا أن شاء الله انتي بتبوسي ابن اختك ؟؟


ليلي : بطل دلع بقي هو دا اخري !! هتأكلني ولا لا؟؟


أدم : ماشي يا مفتريه ربنا ع الظالم والمفتري .


وعلى الناحيه الاخري .

************************************

أنا أعود ببطء إلى ذلك المكان المُظلم 

اللَّذي كافحت بشدة للخروج منه💔.


استيقظت بتول باكرا في موعد عملها ؛ لتذهب الي الحمام وتأخذ حماما منعشا ؛ وصلت فرضها ثم  ذهبت الي إرتداء زي الرياضه الخاصه بها ؛ وتدلف الي غرفة الجيم لأداء التمارين الصباحية ؛ وضعت السماعات على أذنها وتجري على المشايه الكهربائية .. وفي الخلفيه صوت تامر حسني "فجأة افترقنا " 


فجأه افترقنا وفراقنا

سرقنا من حضن بعض

بعد اتفاقنا و وفاقنا القرب اتغير لبعد

سافر نصيبي بحبيبي

وكأن مفيش بينا وعد

واللي انا رتبته وبنيته

ماتهنتش بيه

قلبي اتلخبط في حساباته

متحير مش لاقي حل

مرمي في سجون ذكرياته

والوحده احساس ممل

نفسي اقابله واشوفه تاني

كنت بحبه بجد حتى بعيوبه اللي فيه

يا سنين واخداني وكمان واخداه

من بعده بعاني اكبر معاناه

حكاياته معايا انا مانستهاش

والشوق جوايا ناره مابتهداش


من حال الدنيا الغريبه مستعجب اصلها بتغر

مرة قريبه وحبيبه وبعدين تسقي كاسات المر

مش عارف سر التركيبه الخير اكتر ولا الشر

طب هي الايام الحلوه بتجري بسرعه ليه

جايز اكون غلطان مش فاهم

أو جايز جداً اكون صح

جايز من كتر اللي بشوفه وانا بخرج من فرح لجرح

ويا عالم ايه تاني هيجرى دلوقتي أو بكرا الصبح

وازاي هتخلص من خوفي واتغلب عليه

يا سنين واخداني وكمان واخداه

من بعده بعاني اكبر معاناه


والشوق جوايا ناره مابتهداش.


ظلت تبكي على ما وصلت إليه الآن بسببه فقد تحطم قلبها الي أشلاء مبعثره.


دلفت الي غرفتها وارتدت ملابسها واستقلت سيارتها ثم غادرت المنزل بأكمله واتجهت إلى الشركه .


دلفت الي المصعد ثم اتجهت إلى مكتب مراد لعلها تلقاه وعندما وجدته ليس أقل حال منها 


مراد انت كويس ؟؟


أومأ مراد برأسه...


أمسكت يده بلهفه : طيب إيه إللي عمل في إيدك كده ؟؟


سحب يده من يداها واردف بتعب : مفيش دي حاجه بسيطه يابتول متشغليش بالك... انا متعود على كده.


بتول : طيب مش هترجع معايا  البيت ؟؟


لم يجب عليها و دلف مراد الي قاعة المؤتمرات وخلفه بتول ولكن أوقفها شخصاً ما .


تيام : انسه بتول لو سمحتي ممكن ثانيه .


بتول بضيق:  نعم خير عايز إيه؟؟


استغرب تيام من طريقتها الحاده معه :انا حاسس ان حضرتك مش طيقاني مش عارف ليه ؟؟


بتول :حاسس مش متاكد ؟


تيام : هو انتي على علاقه مع مراد باشا أو هو خطيبك اصل دايما شايفك معاه يعني .


صدمت بتول من ذالك الغبي وأردفت بغضب: وانت مالك يا جدع انت ما تخليك في حالك .


تيام : أنا أسف لو كنت ضايقتك ...واسف مره تانيه  لو أدخلت في حياتك الشخصيه .


نظرت له بغضب فهي الآن أصبحت تكره الرجال ولا تريد اي شيء غير أن تفكر في مستقبلها وحياتها فقد... دلفت الي قاعة المؤتمرات بجوار أخيها مراد الذي يتريس المنضده الكبيره ... ثم دلف تيام وجلس بجوارها.


كادت تموت غيظا من بروده ولكن قاطع الصمت صوت مراد : انا  فرحان بالانجاز والكيان إللي عملتوه في اخر شهرين ورجعنا الخسائر المادية للشركه دا كله بفضلكم وقدرنا نسلم المنتجعات السياحية في الوقت المناسب  عشان كده انا هزود Salary وهيكون في مكافئه 3شهور . ليوجه حديثه الي تيام الجالس ينظر له بتركيز : انا عجبني تصميماتك أووي يا تيام في منتجع مرسي مطروح.. والمنتجع الجديد طبعا انت هتبقي مسؤول عنه ومعاك مهندسين انا اختارهم بنفسي ومن ضمنهم بتول السيوفي .


إيه دا بجد انتي اخت مراد باشا ...قالها وهو يهمس لها بصوت خافت.


نظر له مراد بإستغراب : في حاجه يا تيام ..؟


تيام : لا ابدا يا مراد باشا مفيش ؟


ثانيا انا مسافر استراليا  للفرع شركتنا واللي هيمسك مكاني رئيس مجلس الإدارة أدم السويدي.


صدمت بتول من اخر شيئ تفوه به أخيها لتوه بشأن سفره وهو لم يخبرهم بذالك .


خرج مراد بعد ما أعطي التعليمات لهم وشرح لهم محطط المنتج السياحي الجديد ...خرج من الشركه واتجه الي النيابه ليأخذوا أقواله في قضية عمرو المنشاوي ....جلس مراد امام المحقق وبجوار المكتب يكتب كاتب المحضر  الذي يسجل التحقيق كتابيا .


المحقق الذي يحدق بمراد الذي يمسك أعصابه عنوا عنه.. ليردف المحقق بجديه : وبعد السماع الي شهادة الشهود بمكان الحادث والاستماع إلى المجني عليه عمرو المنشاوي الذي أفاد بالمحضر بالتنازل والمصالحة قد قررنا نحن باخلاء سبيل مراد السيوفي بضمان محل إقامته وعمله وبغرامة ماليه قدراها 100ألف جنيه وقفل المحضر في ساعته وتاريخه.


زفر مراد بحنق واردف بحده : على فكره انا مكنتش مسجون عشان تقول إخلاء سبيله.


مراد بيه؛ دا محضر رسمي ولازم يتكتب فيه كده وانت ضربت واحد بالرصاص يعني مش لعب عيال ولولا أن المجني عليه اخلي مسؤوليته كنت زمانك اتحبست .


واتحبس ليه دا مجرد دفاع عن النفس يا سيادة النقيب .. ومش هاخد فيه ساعه سجن ؛ أظن أن مفيش قانون بيسجن واحد دافع عن نفسه.


طيب اتفضل امضي هنا يا مراد باشا... قالها وأشار له أسفل الورقه .


مضي مراد الورقه بضجر ثم القي القلم على المكتب وأعطاهم 100 ألف جنيه وغادر المكتب بغضب ليستقل سيارته وغادر المكان بأكمله.


وعلى الناحيه الاخري 

************************************

لا تُعارك من أجل إنقاذ شعور ، تعلم الوداع، تعلم الترحيب ، تعلم غلق الباب جيداً و الاكتفاء . ☕


استيقظت ساره في اليوم التالي بعد ما تعافت نسبيا أزالت الاجهزه التي عليها  وهربت من المشفي بدون أن يراها أحد فهي بعد معرفة أبيها ووالدتها  بفقدانها شرفها وحملها والجيران أيضا فهي لن تستطيع أن تضع عيونها في عيونهم مره اخري .. خرجت وجدت والدها يجلس على الرصيف ويضع رأسه بين يديه... ركضت بعيدا في الجهه الأخري حتي لا يراها وهي تبكي وقد عزمت الأمر بينها وبين نفسها ستنتقم منهم جميعا بسبب فضحيتها أمام الجميع وأولهم عمرو ... اتجهت الي البنك لتأخذ الأموال التي اخذتها من فريده هانم "الثلاث مليون جنيهاً" وتشتري فيلا  لنفسها وتستقر بها فهي من صغرها تحلم بعيشة الأغنياء والرفاهية ؛أخذت الأموال  من البنك وعلى وجهها ابتسامه عارمه  و هي تستنشق النقود .؛ هاتفت سمسار عقارات واشترت فيلا صغيره لنفسها ... بعد إنهاء الإجراءات القانونية ووقعت على عقد الشراء ورحل السمسار.... ظلت تدور حول نفسها غير مصدقه إنهاء الان تملك فيلا كهذه فكانت الفيلا أقل ما يقال عنها القمه في الاناقه والفخامه وبها حديقه صغيره نسبيا تدور حول الفيلا وبها حمام سباحه كبير وغرفتين في الطابق العلوي بهما زجاج عازل  يطل على الحديقه الخلفيه مما يشعرك براحة نفسية.. وغير باقي الغرف في الطابق السفلي.


اخذت نفسا عميقا ثم ألقت نفسها في ذالك البسين حتي تريح أعصابها.


وعلى الناحيه الاخري.

************************************

"أتدري؟ 

ولا مرة في حياتي حصلتُ على شيء أريدهُ فعلًا

ولا مرة، هل تصدّق!"


مر يومين مره اخري على الجميع بدون احداث تذكر غير أن مراد يحاول مئات المرات مع يارا ولكنها ترفض بشده الرجوع له .. قرر هو الرحيل والذهاب من تلك البلد ف كل شيئ وكل ركن في هذه المدينة يفكره بها .. حضر حقائب سفره وقرر عدم العوده مره اخري فقد سيرحل لأن الذي فعله بها سيبقي حسره في نفسه والما في قلبه إلي النهايه !!! .

تدحرجت دمعه يتيمه مكابره على خده مسحها بظهر كفه على الفور ومسك هاتفه بيدين مترجفتين وبعث لها رساله عبر هاتفها من رقم غريب كان مضمونها كالتالي : يارا أنا هسافر وهمشي من حياتك لو دا هيريحك .. انا عارف اني ظلمتك كتير وعمري ما هسامح نفسي في يوم على إللي عملته معاكي لانك متستهليش مني كل دا !! .... بس صدقيني عمري ما هنساكي وهتفضلي في قلبي ! هتفضلي حبي الاول والاخير  حتي لو كانت الظروف أقوي مننا والنصيب مش هيجمعنا سوي هفضل أحبك طول عمري ياأغلي حاجه في عمري ... انا مش طالب غير حاجه واحده بس انك تسامحيني 💔... مهما مرت الايام والسنين هتفضلي عشق المراد ♥️... بحبك 🖇️.


لم يستطع أن يتمالك أعصابه وترك الهاتف وبكي مطولاً من القهر و المراره ... اما يارا بعد إنهاء حاولت اخفاء دموعها دون جدوي ؛ فقد كانت غددها الدمعيه تسيل في سباق مع الزمن ما أن تسير عبره حتي تلفظ غيرها بلا استأذان وهي في صراع بين قلبها وكرامتها وظلت تبكي بقوه .


دلفت والدتها الي الغرفه عندما سمعت صوت بكائها.. اقتربت منها وأردفت بصدمه : مالك يا يارا حصل إيه ؟؟


يارا ببكاء مرير :  تعبت يا ماما وقلبي وجعني انا حاسه نفسي هموت من إللي بيحصلي دا ؟؟


بعد الشر عليكي ...فهميني حصل إيه ؟


تمددت يارا على السرير وضمت ركبتيها الي صدرها وتكورت في نفسها وظلت تبكي : بعد عني يا ماما .. سابني خلاص ومش هشوفه تاني ...مراد ساب الدنيا كلها وسافر .


سهام : مش انتي كنتي  عايزه كده يابنتي .. وغير كده مراد مينفعش ولو كان اخر راجل في الدنيا انا مش هوافق عليه !


يارا : انا بتظاهر من بره كده اني مش عايزاه لكن أنا كل يوم بموت ؛ سابني ياماما سابني ظلت تكرر تلك الجمله فقد بهستريا وتبكي وصوتها يزداد رويداً رويداً.


وفي الخلفيه صوت شرين عبدالوهاب " مش خايفه"


انا مش خايفه من حاجه .. ايه بعدك ممكن اخسر ايه 

انا مبقتش محتاجه .. اداوي جرح دوست عليه

اذتني كتير وانا اذيتك .. غلطت ازاي وحبيتك 

اذتني كتير وانا اذيتك .. غلطت ازاي وحبيتك

ملاحق صوت عنادي سكوت 

في نبض كانها نهايه 

يديق نفسي كأني بموت

وروحي معفره جوايا

اذتني كتير وانا اذيتك .. غلطت ازاي وحبيتك 

اذتني كتير وانا اذيتك .. غلطت ازاي وحبيتك 


سنين وانا عايشه معميه 

بشوف كدب في عنيك الاتنين

عشان كدبت انا عنيه 

خلاص مش عارفه اصدق مين

اذتني كتير وانا اذيتك .. غلطت ازاي وحبيتك 

اذتني كتير وانا اذيتك .. غلطت ازاي وحبيتك


سهام ببكاء على حال ابنتها : عيني عليكي يابنتي 

ظلت تبكي على ابنتها الوحيده فهي لم تكن هكذا كانت دائما تضحك حتي في أصعب الظروف أما الآن تغيرت تماما  بعد أن دخل مراد حياتها .


اقتربت منها واحتضنتها وظلت تشهق وتبكي وجسدها يرتجف بشده في حضن والدتها .


سمع سيف حوارهم ثم دلف الي الغرفه بجديه :  حضروا الشنط يا امي.. ساعه وتكونوا جاهزين .. العربيه جايه في الطريق .


الأم : هنسيب بيتنا ونروح فين يابني ؟؟ 


سيف : يارا حالتها الصحية كل يوم بتسوء مش هقعد اتفرج عليها ... هنروح البلد في اسيوط.


جهزت والدتها حقائب السفر ثم استقلوا السياره وغادروا منزلهم ... فهل هيستمر  البعد بينهم ام للقدر رأي آخر.


               الفصل العشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close