رواية العاشق الفصل السادس 6بقلم سارة مجدي

        

رواية العاشق

الفصل السادس 6

بقلم سارة مجدي


دلف الى تلك الغرفه المظلمه الا من اضائه تلك الشموع فوق النجمه الخماسيه المرسومه أرضًا ليسير بخطوات محسوبه حتى وقف فى منتصف تلك النجمه و بدء فى ترديد بعض الكلمات غير المفهومة ليبدء جسده فى الاهتزاز و ارتعشت عيناه حتى تحول لونها الى الاسود و ظهر على وجهه بعض الحروف و النقوش كذلك ذراعيه و قدميه المرتفعه عن الارض قليلا 

ليصبح طائر فى الهواء كشخص معلق بقيود غير مرئيه و بعد عده ثوان تردد صدى صوت خطوات فى الغرفه و من خلفه ظهر ظل طويل اسود ظل يتمدد حتى اصبح امامه مباشره 

- ماذا تريد الان ؟ 

- اريد ان اكمل التقوس . اريد القوه الكامله 

اجاب الصوت الذي يأتي من خلفه دون ان يراه لكن ذلك الظل الظاهر على الارض امامه و تلك الانفاس الحاره الذي يشعر بها على بشره ظهره العاري تعلمه جيدا انه ليس بمفرده و ان كل ما يشعر به حقيقه واقعه و ملموسه و هو لم و لن يشك فى الآمر يوما 

- هل أنتَ مستعد لدفع ثمن القوه الخالصه و الكامله ؟ 

- نعم 

اجاب الصوت بسرعه و ثقه ليقول الصوت القوى من جديد 

- لا تتسرع . لتعلم اولا ما المطلوب منك 

ظل صامت ينتظر ان يعلم و لم يتأخر ذلك الصوت قائلا بصوت يجلب القشعريره و الخوف للنفوس 

- عليك بتضحية بشريه . القوه الكامله تحتاج الى دماء بشريه 

خيم الصمت بعد تلك الكلمات ... ليكمل الصوت كلماته فى نفس اللحظه التى تحرك فيها ذلك الظل الطويل 

يدور حول ذلك الجسد المعلق فى الهواء 

- عليك بالتضحيه بدماء عذراء عند اكتمال القمر 

ليومىء بنعم دون ان يتحدث باي كلمه ليقول الصوت من جديد 

- عذراء .. عند اكتمال القمر الدماء مفتاح القوه الخالصه 

بدء جسده يرتعش بقوه و عيونه ترمش بسرعه كبيره ثم سقط أرضًا ممدا فاقدًا للوعي غارق فى العرق و بعض الدماء تسيل من انفه 

~~~~~~~~~~~~~~

دلفت الى غرفتها و اغلقت الباب بقوه رافضه ان تتحدث مع اى من والديها ... فهى تتألم و لن يشعر بها احد 

خلعت حجابها و القته ارضا بغضب و بدأت فى خلع ملابسها قطعه وراء الأخرى لتقف امام المرآه تنظر الى تلك النقوش الحمراء التى نقشت على جسدها لا تختفي مهمها غسلتها او حاولت مسحها ....و كأنها نقشت بآله حاده فأصبحت محفوره على جسدها و قطعه منها 

حاولت لمسها بيديها و هى تحاول تذكر متى حدث لها هذا و كيف لكنها و ككل مره تعجز تمامًا عن تذكر اى شىء 

رفعت يديها تلمس احدى تلك النقوش لتشعر بآلم فيها و كأنها حيه او حدثت منذ قليل 

اغمضت عيونها تحاول ان تنسي كل ما حدث و يحدث معها و بداخلها شعور سىء ان القادم لن يكون سهلا ابدا 

لملمت ملابسها و دلفت الى الحمام و دموعها تغرق وجهها دون قدره منها على التحكم بها 

حين اغلقت الباب ظهرت تلك العيون الحمراء المشتعله حول جفنين شديدي السواد تلمع بابتسامه انتصار 

~~~~~~~~~~~~~

خرج رئبال من غرفته متوجهًا الى غرفه الملك أرغد عليه التحدث معه ... هو بحاجه لبعض الوقت و لن يسمح ابدا ان يمس نورا اى اذى هو لن يتحمل 

فليمهله بعض الوقت ... لكنه يعلم جيدا ان والده سيطلب امام هذا الرجاء شىء هو لن يقدر عليه ... يعلم ذلك ... لكن ليضحى قليلا حتى يجد حلًا لما هو فيه 

وقف امام باب غرفه ابيه ذلك الباب الاسود الكبير منقوش عليه بعض الرموز باللون الاحمر و اعلى الباب هناك قرنان كبيران باللون الاسود و على مقدمتهم دماء سائله فتح حارس الباب و دلف ليأخذ اذن الملك و لم يتأخر فى العوده لرئبال و انحنى امامه وهو يقول 

- سيدي الملك فى انتظارك يا مولاي 

دلف رئبال ليغلق الباب خلفه لينظر فى انحاء الغرفه فلا اثر لوالده حتى وصله صوت والده من تلك الغرفه الجانبيه الذي يبغضها بشده 

لكن ليس لديه القدره على الاعتراض فهذه غرفه والده المفضله .... توجهه الى تلك الغرفه و فتح بابها ليصله صوت الصرخات المكتومه و غاص حذائه فى الدماء التى تغرق الارض و كلما اقترب من مكان جلوس والده يتضح صوت الصرخات و يفهم ما يقال 

- الرحمه يا سيدي .... الرحمه مولاي 

لينظر فى اتجاه مصدر الصوت ليجد فتاه صغيره معلقه فى الهواء مقيده من اطرافها بأشواك حديديه تنغرس فى جسدها و الدماء تنزف من كل مكان ... و اسفلها نيران مشتعله ترتفع لتطال جسدها ثم تنخفض من جديد 

ليبعد عينيه عنها سريعا و ياليته لم يفعل فأسفل قدمي والده هناك بعض الكلاب الناريه تنهش جسد فتاه اخرى و هى تصرخ و تتلوى من الالم تتمني الموت لكن الامر فى يد والده الذي يشاهد كل ذلك بسعاده كبيره 

خاصه و ذلك العبد الذليل يجلس اسفل قدمي والده يقبلها و ينحنى لها احترامًا 

يتوسل للملك ان يشعر بالسعاده و السرور و الا يتردد فى تعذيبهم حتى يصل الى قمه سعادته 

ليتضح فى نهايه الامر ان ذلك البعد يجلس فى مقعد مكون من كم هائل من المسامير و جميعها تنغرس فى جسده لا يعلم كيف يتحمل والده كل ذلك الكم من الصراخ بل و يستمتع به ... يشعر بالسرور حين يضع العبيد اسفل اقدامه ينزفون الدماء تلك الدماء التى تتجمع داخل تلك المجرى الكبير و تظهر عند القرنين الكبيره فوق باب غرفه والده 

اقترب اكثر من مكان جلوس والده و انحنى باحترام و هو يقول 

- سيدي الملك اريد التحدث معك بأمر هام 

رفع والده عيونه له و قال بأمر و هو يشير لذلك الكرسي الكبير الموجود اسفله عبد اخر يضع راسه فى نفس المكان المفترض ان يضع به رئبال قدمه و يداه اسفل ارجل الكرسي الاماميه 

- إذًا اجلس و انا اريد ان استمع أيضا لمًا تريد اخباري به 

ظل رئبال واقفا فى مكانه دون حراك

 هو بالاساس لا يتحمل مجرد مشاهده كل ما يحدث كيف يشارك فيه بتلك الطريقه 

فتراجع خطوه للخلف و قال برجاء 

- دعنا نتحدث فى غرفه العرش حيث الهدوء و الخلوه المناسبه 

ليبتسم الملك أرغد ابتسامه جانبيه ساخره و قال ببعض الغضب 

- الى متى سيظل قلبك لين و رحيم ... هولاء العبيد خلقوا حتى يكونوا سبب فى راحتنا و سعادتنا 

ثم ضرب ذلك العيد الذي يجلس اسفل قدميه فى وجهه بحذائه الحديدي ليحدث شق طولي فى وجه ذلك العيد الذي انحنى بكل احترام يقبل حذاء الملك و يشكره على ذلك الكرم الكبير 

لم يتحمل رئبال اكثر من ذلك و قال ببعض الرجاء و التوسل 

- ارجوك ابي دعنا نتحدث فى غرفه العرش 

وقف الملك أرغد ليعتدل ذلك العبد يضع يديه امام حذاء الملك ليسير على يديه حتى وصل الى مكان وقوف ولده و قال 

- انا قادر على تحويل كل شىء بك ... و جعلك اكثر مني قسوه ... لكن الاكثر إمتاعًا هو ان ارى ذلك العذاب داخل عينيك و رجائك و توسلك لي ... اكثر ما يسعدني هو احساس الاخرين بالالم من اجلي طالبين بذلك الالم ارضائي 

و هذا اكثر ما يكرهه رئبال فى عالمه و اكثر ما جعله يود الارتباط بنورا 

ابتعد رئبال خطوه للخلف و انحنى باحترام و قال بأدب 

- سوف اكون فى انتظارك يا سيدي بغرفه العرش  

و غادر الغرفه سريعا تلحقه ضحكات والده و صرخات هؤلاء العييد الذي لم يكن بيدهم اختيار تلك الحياه فهم خلقوا من تزاوج جواري الملك مع عبيده دون ايراده الملك و علمه و لذلك كتب عليهم العذاب هم و ذريتهم  


                 الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>