أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل السادس والثلاثون 36بقلم فاطمه الألفي

         

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل السادس والثلاثون 36

بقلم فاطمه الألفي



همست بغرابه : مين شروق 

كان صوتها خافت ولكن استمع اليها وشعر بالتوتر عندما نطقت اسم شروق 

أجابت على الهاتف بتحفظ : السلام عليكم

على الجانب الآخر كانت تجلس بحديقه الفيلا وتحمل هاتفها المحمول لتحاول الاتصال بحبيبه لكى تعود من جديد تتابع حالتها فهى الان بأمس الحاجة إليها ، وتحاول الاعتذار عن ما حدث منها من قبل فقد علمت من شقيقه أنها لم تعد تتذكر شيئا عن قبل الحادث وبالتالي فهي لم تتذكرها لذلك أرادت أن تستعين بها من جديد وتحاول إنعاش ذاكرتها كما تظن هى بأنها سوف تعود لها ذاكرتها عندما تذكرها ببعض الأحاديث التى دارت بينهم.

أسرعت على الفور بالاتصال بها وعندما اتها الرد 

ابتسمت بسعاده : وعليكم السلام ، أنا شروق حضرتك فكراني


ابتسمت حبيبه عندما استمعت لصوت الصغيره وهى تحدثها بعفويه 

- شروق مين معلش فكريني ، اه انتي البنوته اللى شوفتك فى المستشفي كنتي جايا مع اخوكي صح


شروق بايماء رأسها وكأنها تراها : ايوه بس انا اعرفك من قبل المستشفي وانا السبب فى اللى حصلك ، وانا زعلانه جدا من نفسي ، ومحتجالك اوى ، حضرتك كنتى بتعالجيني وكنا خلاص بقينا اخوات ، أنا شوفت فيكي اختى الكبيره ووثقت فيكي وحكيتلك كل حاجه عن حياتي ، ارجوكي ساعديني أنا مخنوقه ومحتجالك اوى اوعى تسبيني ولا تتخلي عني انتي كمان .


تنهدت بحزن واشفقت على تلك الصغيره التى تعاني من شئ ولكن هى الان لا تعلمه وعليها أن تظل جانبها وتخلق الصداقه والاخوه بينهم من جديد ، أفاقت على صوت شهقاتها الباكيه 

تحدثت بحنان : طب خلاص ماتعيطيش ارجوكي أنا جنبك اطمني ومش هتخلي عنك ابدا وممكن تقوليلي عنوان بيتكم وانا هكون عندك دلوقتي بس ماتعيطيش اوكيه 

كفكفت دموعها واخبرتها عنوان الفيلا وأغلقت الهاتف على أمل اللقاء . 

تنهد هو بارتياح عندما تحدثت شروق عن متابعه حالتها فقط .

نظرت له بخجل : ممكن اطلب من حضرتك طلب 

ابتسم وهو يرمقها بنظراته الدافئه : بلاش حضرتك أنا ياسين بس وبعدين انتي تقولي اللى انتي عايزاه بدون استئذان ولا كسوف ، قوليلى بقى العنوان ايه 

ابتسمت بود والقت على مسامعه عنوان الفيلا الذى يعرفها بدوره عز المعرفه فهو الذى اقلها إلى تلك الفيلا من قبل .


**********

كان يجلس بعيادته الخاصه يتابع الحالات المرضية التى يشرف على علاجهم داخل عيادته ، وإذا بها تطرق باب مكتبه وتدلف لداخل بهدوء .

كان يظن إحدى المرضا ولكن عندما رفع وجهه ليعلم هويه المريض تفاجئ بوجود خطيبته أمامه 

- نورهان خير ايه اللى جابك دلوقتي 

تنهد بضيق : مش هتقولي اتفضلي الاول ، اطمن مش هعطلك لأن أنا هنا من بدري واستنيت آخر كشف يخرج عشان ادخل 

نظر لها  بجديه : ده واضح أن الموضوع كبير بقى ،اتفضلي اقعدي ، تحبي تشربي حاجه

- لا مافيش داعي ، أنا هدخل في الموضوع على طول عشان عارفه انك دايما مشغول 

نظر لها باهتمام : قولي أنا سامعك 

استجمعت قوتها وزفرت أنفاسها بهدوء وهى تنظر له بأسى 

- أنا جايه احط النقط على الحروف بخصوص جوازنا وحياتنا مع بعض 

قاطعها خالد بسخريه : مالها حياتنا مع بعض هى لسه بدأت اصلا ، لو جايه عشان تشطيب الفيلا خلاص المهندس قال شهر ونص بالكتير ونستلمها وساعتها يا ستي نتجوز

تنهدت بضيق ثم حدثته بقوه : ممكن تسمعني للآخر وبلاش تقاطعني ، أنا جايه عشان أنهى اللى بينا قبل مايبدء زى مابتقولك كده يا دكتور ، انا اصلا عمرى ماكنت موجوده فى حياتك ، أنا مجرد صوره بتكمل بيها مظهرك قدام الناس وبس ، مافيش اى مشاعر ليا ، دائما عندك أولويات فى حياتك غيري وانا ابعد ما يكون عن اهتماماتك ، مجرد عروسه تكمل بيه وجهتك كطبيب نفسي عايز يبقى ليه بيت وعيله وبس مااهتمش بالانسانه اللى ارتبط بيها هتكون مجرد شئ فى البيت ينتظره لم يرجع من الشغل ، واقعد اربي الاولاد ، أنا مهمشه بالنسبالك يا دوك ، بتدفني عشان انت تفضل ناجح وموجود وانا لاشي ، كنت غلطانه لم سكت مره في التانيه عشان انت كل مره بتتماده ، تقدر تقولي أنا ابقى ايه فى حياتك ، بقالنا سنه خطوبه ومافيش كلمه واحده تعبر عن مشاعرك ، أنا دايما اللى بدي عشان علاقتنا تستمر ، أنا اللى بعدي كتير عشان بحبك ، وافقت واتنازلت عن كياني عشانك ، بس اتضح أن غلط والحب لوحده مش كفايه ولازم اصلح غلطي دلوقتي ماينفعش افضل أدى مشاعر بدون مقابل ، من حقي أنا كمان اتحب ، مش اكون مجرد اسم يتكتب في خانه الزوجه ، الحب فعلا أعمى ، اعمى أن حبيتك وعارفه وواثقه انك ماحبتنيش ، اعمى عشان اتنازلت كتير وماتقدرتش ، ولازم افوق لنفسي واقول استوب لحد كده وكفايه اووى ، أنا كمان عرفت السبب الحقيقي وراء انك سبت فرح خطيبتك وده كان اكبر صدمه ليا ، خوفا على نفسي معاك ، ازاى هامن ليك بعد كده لم اتعب مش هتكون جنبي ، لو مرضت مش هتستحمل مرضي ، لم نخلف ولاد واحنا فعلا مش قرايب بس ممكن ابننا ولا بنتا يتولود بمشكله انت مش هتتحمل تعب ابنك وهتتخلي عنه ، هترفضه رغم انك طبيب والمفروض تكون اكتر انسان رحيم لكن انت فضلت نفسك وبس ، انت اناني يا دكتور ومابتحبش غير نفسك أو مابتعرفش تحب غيرك وعشان كده لازم الحق نفسي معاك ، خالد اعتبر خطوبتنا انتهت وربنا يوفقك فى حياتك ، أنا من حقي اشوف حياتي واختار صح ، من حقي اتجوز شخص يحبني مش اكون أنا الطرف الخسران اللى دايما بيدي بدون مقابل .

نهضت من مجلسها وتركت أعلى مكتبه خاتم الخطبه والدبله التى جمعتهما معا وتركت عيادته بهدوء تحت انظاره الصادمه ، لم تنتظر منه أي رده فعل ، فقد قالت ما بداخلها ليرتاح قلبها ، فحبها وحده لا يكفى لاقامه علاقه زوجيه سعيده ...

**********

صفا السياره امام بوابه الفيلا ولكن ظلت هى مكانها تشعر بالتردد ولكن حسمت أمرها وترجلت من السياره .

علم هو مايدور داخلها فهو يعلم ما تفكر به ويشعر بتخبطها وعليه الان أن يدعمها ويشجعها على الأقدام وأن تظل بقوتها التى تعود عليها ..

ترجل هو الآخر على الفور من السياره مناديه باسمها قبل أن تدلف من البوابه الحديديه الضخمه .

- حبيبه 

التفتت إليه لتنظر له بتوهان ،كانت تشعر بالضياع في تلك اللحظه .

اقترب منها ووقف أمامها وهو يتطلع إليها بحب : حتى لو مش فاكره بس انتى هو انتي حبيبه المعالجه النفسيه اللى متخرجه بامتياز وفضلتي اربع سنين تدرسي ، دورك تطبقي اللى درستيه وتفضلي قويه وتواجهي خوفك من المجهول ده بالثقه والقوه ، حتى لو فى سنه مرت فى حياتك وانتى دلوقتي مش متذكرها بس على الاقل فاكره انتي دراستي ايه وتعرفي ازاى تتعاملي مع المريض النفسي وبدليل أنا اول حاله اتكلمتي معاها واخدت الانطباع الاول عنك دكتوره ممتازه وبتزرعي الثقه بينك وبين المريض من اول جلسه ، اعتبريني اول حاله وشروق التانيه وورينا الهمه يا دكتوره 

ابتسمت له بصدق وكأنه احى الامل داخلها وتلاشي خوفها ونظرت له مره اخيره بامتنان تشكره على دعمه لها  وكأنه يعلمها أكثر من نفسها فقد قرأ كل ما يدور برأسها من أفكار وحسها على السير للامام .

دلفت لداخل الفيلا لتسير عبر الحديقه وهى تبتسم بسعاده من ذلك الشخص الذى لم يتركها طوال اليوم وعندما تنظر الحور عيناه الزرقاء تشعر كأنها تُحاكيها وكأنهم التقو من زمن بعيد وليس الان فقط ..

*"""**********

كانت تجلس بالحديقه تننظر قدومها بتوتر وفجاه نهضت من مجلسها عندما راءتها مقبله عليها ، ركضت إليها تضمها باشتياق ، بادلتها حبيبه العناق ومسدت على شعرها بحنان 

- عامله ايه 

- بقيت بخير لم شوفتك

سحبت يدها لتسير جانبها وتصطحبها إلى الارجوحه الموجوده بركن خاص داخل الحديقه ، جلست الصغيره وطلبت منها أن تجلس جانبها .

جلست حبيبه وهى تبتسم بود .

تحدثت شروق بهدوء : اخر مره حصل بينا سوء تفاهم ، أنا اسفه فهمت اللى حصل غلط ، أنا من وقت اللى حصل فى النادي وانا بلوم نفسي فى اليوم الف مره ، انا السبب في تعبك دلوقتي ، مش عارفه لو كان جرالك حاجه كنت هعيش ازاى واسامح نفسي 

ربتت على وجنتها برفق : بطلي تلومي نفسك واللى حصل قضاء وقدر ، انتى مجرد سبب بس واللى حصلي كان مكتوبلي ، المهم دلوقتي سيبك من اللى فات وتعالي نبدا جلسات من جديد واعتبري دي اول جلسه علاج بينا تمام

واحكيلي كل اللى انتى عايزه تقوليه وايه سبب خنقتك ، ليه مخنوقه ومهمومه افتحيلي قلبي مش انتى قولتي إن بقيت اختك الكبيره 

هزت راسها بالايجاب وقبل أن تحدثها عن حياتها أتاها رساله على هاتفها الخاص ، نظرت لتلك الرساله باهتمام 

( شروق اوعى تقولي لحبيبه اى حاجه عني وعن ندى ، حبيبه مش متذكره حاجه وبلاش تعرفيها أننا نعرف بعض ، حبيبه مش فاكره ان جوزها ، اوعى يا شروق كده ممكن تتعب ) 

ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت لها بحيره وفضلت الصمت وان تنفذ رغبه ياسين ولا تحدثها عنه أو عن شقيقتها .

حبيبه بابتسامه : شروق خليكي معايا هنا ولو الموبايل هيشتتك يا ريت تقفليه خالص وقت الجلسه 

- حاضر 

حبيبه باهتمام : يلا عرفيني عن نفسك 

قصت لها كل شي عن شخصيتها ماذا تحب وعن ماذا تفضل ، وعن اهتمام أسرتها بها الآن وحريتها التى اعطتها لها والدتها وعن غياب شقيقتها وإبعاد حبه الاول عن حياتها ، قصت كل شي خلال ساعه .

استمعت لها بإنصات وبدءت تناقشه بهدوء : 

سبب تعبك دلوقتي هو وفاه اختك الكبيره وبعد كده بعد احمد عنك وسفره ، بس احمد شايفك أخته الصغيره ليه انتى كمان مش اعتبرتيه زى اخوكي بهاء ، فكرى فى النقطه دي وهتلاقي نفسك بتحترميه وبتقدريه عشان انتى بتحبي اخوكي ومرتبطه بيه ، نفسك تحبي شخص زيه وكان أحمد قدامك عشان كده مشاعرك اتحركت ليه هو 

شروق بنفي : لا مش مظبوط وأحمد اول حد اتخلى عني ورفض حبي ، بس انا حصل فى حياتي حاجات كتير بعد سفر احمد وبعد وفاه ندى اختي ، هو ده سبب تعاستي دلوقتي 

حدثتها بلين : لو مش قادره تتكلمي بكره نكمل وارتاحي انهارده

شروق بإصرار : لا عايزه اتكلم وأوضح حاجات كتير ، بعد لم شوفت كريم فى النادى وانا حاسه ان روحي بتنسحب مني ومش قادره اتنفس بتخنق من مجرد التفكير فيه وعشان كده كنت عايزه انتحر وارمي نفسي فى حمام السباحة وانتى لاحقتيني وحصل اللى حصل كله بسبب كريم هو اللى دمرني ودبحني ببرود 

انسابت دموعها بحرقه ' ضمتها حبيبه بحنان وظلت تمسد لها على ظهرها بحنو ، وهى داخل أحضانها بدءت تقص عليها ما تعرضت إليه على يد كريم من جديد ..

فلاش باك 

دلفت معه لداخل الشاله ولم تجد أحد داخله كما كانت تظن  ، لم  تجد أحد سواهم هم الاثنان فقط..

نظرت له بتوتر : ايه ده هو مافيش حد 

التقط يدها بحب يقربها من شفتيه وهو يطبع قلبه رقيقه وينظر لسحر عيناها الخضراء : هو وجود كريم حبيبك مش كفابا 

ابتعدت عنه بخجل : بس يعنى فكرت اننا مش لوحدنا وان كل الجروب طالع يغير جو زى ماقولتي

جلس أعلى الاريكه وضم يدها بقوه لتقارب منه وتجلس جانبه ولم يفصل بينهم سوا بصغ سنتيمترات، اقترب منها بشده وكاد أن يقبلها لولا أنها ابتعدت عنه بخجل وهمت لتنهض من جانبه ولكن عاد احكام قبضته مره اخرى لتلتصك به وهو يهمس لها بمكر 

: ماتبعديش عني تاني ، وبعدين أنا وانتى بنحب بعض وعادي جدا نكون مع بعض وفى مكان واحد ، أنا بحبك ومدمن وجودك فى حياتي 

لاول مره تخاف ذلك القرب وتشعر بعدم الأمان بوجوده جانبها ، نبئها عقلها بالفرار الان من قبضته 

وضع يده بهدوء أعلى وجنتها ولكن تلك الفعله جعلتها تنتفض وكأنها صعقت بالكهرباء وابتعدت عنه بخوف شديد ، ونظرت له بقلق : ممكن تروحني 

ابتسم بسخرية : دلوقتي بعد ماجينا الساحل عايزه تهربي مني ببساطه كده 

ابتلعت ريقها بصعوبه ونظرت له بعدم فهم : يعنى ايه يا كريم 

نهض من مجلسه ووقف أمامها ينظر لها بحده والصقها بالحائط وشل حركتها بيديه فأصبحت اسيره لذراعيه .

تحدث بغضب : بقولك ايه ياشروق مش جايا دلوقتي ترسمي عليا دور الضحيه البريئه اللى مش فاهمه حاجه ، انتى عارفه كويس اوى أنا عايز منك ايه 

انسابت دموعها بغزاره وتنظر له بعدم استيعاب لتلك الحماقات التى يتفوه بها 

هزها بعنف : ايوه بقى عيطي ، جايا دلوقتي تعيطي بعد ايه ماخلاص حقيقتك الكل عارفها وانا اتخدعت فيكي ، بس حقى هخده منك بردو ، ماهو لازم افوز بالرهان فى الاخر مش اكون أنا المغفل الوحيد فى اللعبه 

تحدثت بانهيار : رهان ايه ولعبه ايه 

- أنا أقولك رهان ايه ولعبه ايه ، رهان بيني أنا و شريف مين اللى يفوز بقلبك ، اما بقى اللعبه فهى لعبه الحب 

طبعا عارفه مين شريف اخو لمار صحبتك اللى عارف عنك كل حاجه وهو اللى حذرني منك وقلي كمان انك سهله اوى ورخيصه مع الكل وان مش اول واحد فى حياتك ، الاول كنت مغفل وماصدقتوش ، بس قلي اختبرها وانت تعرف بنفسك ، كل حاجه طلبتها منك نفذتيها بدون تردد أو خوف ، كنت كل مره اقرب منك بستنى رد فعلك يمكن تبعدى ، بقول هتفوقني هتضربني ، هتصرخ فيه وتغضب تقولي الزم حدودك ، كنت بتمني ده يحصل اوى لكن للاسف كل مره تثبتيلي العكس وان غلط وكلام شريف اللى صح 

وخلاص اللعبه لحد هنا وخلصت وقرفت منها ، بس لازم اجرب بردو اللى غيره جربه 

فرت من أمامه مزعوره وهى تصرخ به : انت اكيد مجنون وشريف دة واحد زباله حاول يقرب مني اكتر من مره وعشان كده بعد عن لمار وبطلت اعرفها اصلا ، بس انا غلطانه كان المفروض اديك انت كمان القلم اللى اديته لشريف لم يحاول يلمسني قبل كده ، ماكنتش اعرف انك زيه بالظبط ، كنت فاكره انت غير اى حد بتحبني وبتخاف عليا وبتهتم بيه ، أنا لم كنت بخرج معاك فده عشان بحبك وكنت كل حياتي وانت عارف ان ماكنش حد جنبي غيرك ، كنت بخاف ارفض ليك طلب تبعد عني وارجع وحيده ، لكن واضح كنت غلطانه أوى كمان لم حبيتك ووثقت فيك وانت شايفني بالشكل ده ، انا مصدومه فيك وعمري ماهسامحك 

همت لترحل ولكن اقبل عليها مثل الفهد المزعور وكأنه لم يسمعها ولم يكترث لصراختها ولا لترجوها بأن يتركها لترحل بعيدا عنه ولكن كان عقله كالمغيب مبرجم علي شيئا واحد وهو الانقضاض عليها وبعد أن انتهى منها تركها بصدمه فقد كان مخطئا فى الحكم عليها ..

ظلت تقاومه إلى أن خارت قوتها الضئيلة لتصبح فريسته وينتزع روحها ويقتل براءتها بقلب متحجر بارد لم يهتز لصراختها أو توسولتها ..

عندما آفاق على فعلته المشئنه التى تقشعر لها الأبدان ، فقد اغتصب طفله بريئه لا حول لها ولا قوه وكل حرمها أنها احبته ووثقت به ولكن هو الذى خذلها وذبحها بسكين بارد .

انتفض بزعر واقترب لروحها المسلوبه وظل يتوسل إليه بأن تسامحه وأنه سوف يصلح خطأ ويتزوجها ولن يتركها بعد الان ، ولكن لم يأتي منها أي رد سوا البكاء والصراخ الحاد. .

تركها ليبحث عن طبيب ليتفقد وضعها وقبل أن يعود كانت تجر ارجلها لترحل عن ذلك المكان اللعين وهى جريحه كسيره القلب والروح وكل ذنبها أنها أحبت شخصا غير ادميى متوحش افترسها بدون شفقه أو رحمه ، قررت إنهاء حياتها بعد ما جرا 

ولكن أوقفت السياره قبل أن تصدمها وترجل منها شابا فى مقتبل العمر كان يود الصراخ بتلك المجنونه التى كادت أن تودى بحياتها أمام سيارته ولكن تفاجئ برويتها على تلك الحاله المزريه التى صدمته وتيقن بما حدث معها ، اصطحبها بقلق لداخل سيارته وظل يحاول أن يتحدث معها بلين

- قوليلى مالك وايه اللى جابك هنا ومين اللى عمل فيكي كده ، اتكلمي .

طب تحبي نروح مستشفي الاول 

لم يأتي منها رد سوا البكاء 

طب ممكن نبلغ البوليس ، قوليلى حد خاطفك يا بنتي اتكلمي 

طب انتى منين طيب 

بكت بحرقه وطلبت منه أن يقلها للقاهره واخبرته بعنوان سكنها 

أشفق على حالتها واقلها وهو قلبه ينفطر من أجل تلك الصغيره التى لا ذنب لها لما حدث ..


(باك )

ظلت تبكي بحرقه وحبيبه تشدد فى ضمتها لصدرها بقوه وتبكي أيضا بصمت على ما حدث لتلك الطفله ..


نهضت وامسكتها برفق لتسير معها : عايزه اشوف اوضتك ممكن 

سارت شروق بصمت وهى جانبها إلى أن صعدت لغرفتها وظلت جانبها وهى تغفو على فراشها بصمت وعيناها مازالت تزفر الدموع .

- ماينفعش تنهى حياتك بالشكل ده ، لازم تبقى قويه وتواجهى واجهى خوفك وضعفك ، انتي مالكيش ذنب فى اللى حصل ، يمكن اختارتي الشخص الغلط ، بس ده مش ذنبك ابدا ، انتى لسه طفله يعنى فى بدايه حياتك ، دى مرحله المراهقه وطبيعي قلبك ينشد لحد ، لكن هو ايه غلطه وايه دافعه أن يضحك على طفله فى عمرك 

ويستغلها بالشكل ده باي حق ، هو شاب ناضج وعارف هو بيعمل ايه ، ولازم يتعاقب ويدفع تمن غلطتك لازم يتحاسب ماينفعش تسكني لازم تاخدي حقك منه ، لازم تبلغي البوليس وتتهميه باللى عمله لازم يبق عبره لغيره ،انتى ازاى مابلغتيش اخوكي ، ليه فصلتي ساكته وانتى عارفه مين المجرم 

شروق بخوف : أبيه لو عرف هيقتله ويضيع نفسه وانا خايفه اخسر اخويا أنا ماليش غيره فى الدنيا ولا يمكن يضيع حياته بسببي

حبيبه بضيق : انتى قولتي شوفتيه معايا أنا وصحباتي فى النادي ، يعن حد اعرفه ، أنا هتصرف ، أنا مش هسيبك هجبلك حقك منه ولازم يتعاقب ماينفعش يهرب من عملته دي ، بس انا ماعنديش صاحبه غير ريم 

شروق بتذكر : ايوه انا شوفتها عندك فى المستشفى ولم اتكلمت معاها عرفت أن كريم ابن عم ملاك صاحبتكم هى قالتلي كده بنفسها وقتها عرفت أن ظلمتك وفهمتك غلط 

حبيبه بشرود : ملاك ، أنا مش فاكره الاسم ده خالص ، بس هعرف من ريم 

دلوقتي حاولي تنامي وترتاحي وبكره نتكلم ونحدد ممكن نشغل نفسنا بايه ، قولتلي هوايتك ايه 

شروق بحزن : العزف على الاورج والرسم 

حبيبه بابتسامه حانيه : تمام ، ممكن تغمضي عيونك وتنامي وانا مش هسيبك غير لم تروحى فى النوم 

شروق بأسى : مبعرفش انام من يوم لم بطلت المنوم والمهدئات 

حبيبه بجديه : شروق انتى بعيده عن ربنا ، يعني بتصلي وعارفه ايه هى أمور دينك ، عارفه ربنا فرض ايه وحرم ايه ولا انتى ماتعرفيش حاجه 

شروق بتوهان : عمر ماحد كلمني فى حاجه زى كده ، وانا فى مدرسه انترناشونال مابنخدش دين 

حبيبه بصدمه : والصلاه

شروق بنفي : مابصليش غير فى رمضان بس 

تنهدت بحزن ثم نظرت لها باشفاق فهى لم تعلم شيئا عن دينها ولم يكن جانبها من ينصحها ويأخذ بيدها لتعلم الصواب من الخطأ والثواب والعقاب ، تسالت داخلها اين والدتها الم تكن لها الناصح الامين عليها ، فتلك الفتاه ضحيه لاسرتها ولذلك الشخص الذي سلب حقوقها وتركها تتضرع الالم وحدها .

حبيبه بثبات التقطت يدها بين يديها وهى تهمها على النهوض 

- ماتخفيش أنا جنبك ومش هسيبك غير وانتى ماشيه فى طريقك لبر الامان ، ممكن تقومي معايا نتوضى ونصلي وانتى هتحسي براحه غريبه بعدها وهتنامي على طول بسلام بدون اى منوم ، وانا كل يوم هعرفك ازاى تعرفي ربنا وتكوني قريبه منه وتطلبي منه بدون خجل اى دعوه نفسك فيها ، ربنا مجيب الدعوات ، وارمي حموليك عليه وهو وحده قادر يخفف عنك ويبدل حزنك لفرح ويطمن قلبك بالسكينة وتحسي بالأمان والطمأنينة وراحه البال 

نهضت معها لتتعلم اول دروس السعاده وهى الصلاه والتقرب إلى الله عز وجل ..

وبعد أن صلت بها دثرتها بالفراش وظلت تقرأ ما تيسر من القرآن الكريم وهى تضع يدها اعلي جبينها ، إلى أن غفلت شروق وتاكدت من ذهابها فى ثبات .

أغلقت اضاءه الغرفه بهدوء وتركتها لتغا در الفيلا ..


كانت تتابع ما يحدث أمام اعينها ولم تستطيع التحدث معها ولكن ابتسمت عندما رأت ابنتها تغفو بالفراش بهدوء .

تنهدت بحزن وهى تنظر لطيفها الذى يختفي أمامها وحدثت نفسها : عنده حق ياسين يحبك بالشكل ده ، ويتجوز بعد ندى بنتي ، عشان انتى ملاك وتتحبي ، ربنا يطمن قلبك يارب زى مابطمني قلبي على بنتي اللى فاضلالي من الدنيا هى وأخوها ..

""********"""

كان ينتظرها بقلق فقد تاخرت بالداخل ، ظل يسأل نفسه ماذا حدث لكي تتأخر بهذا الشكل إلا أنها خرجت أمامه ولكن كانت كالمغيبه تنساب دموعها بصمت وتسير فى طريقها دون أن تشعر بوجوده أمامها ، على الفور ترجل من سيارته ولحق بها .

- حبيبه حبيبه استني انتي رايحه فين 

- نظرت له بحيره وظلت صامته 

علم أنها تبكي وتذكر رده فعلها من قبل عندما قصت عليه ما حدث لتلك الفتاه التى تعالجها ، شعر بالحزن والأسى عندما أيقن أن تلك الفتاه هى نفسها شروق ، الطفله المدلله لعائلتها ، شقيقه زوجته الصغرى ، ولكن تناسى تمام وانشغل عنها بمكوث حبيبه بالمشفى ولكن فضل الصمت لا يريد احراج شقيقها أو والدتها فهو الآن اصبحا غريبا عن عائلتهم ..

 - العربيه قدام اتفضلي اروحك

هزت راسها بالنفي وتحدثت بضياع : مش عايزه اروح 

ياسين باستغراب : امال عايزه تروحي فين 

انسابت دموعها مره أخرى ونظرت له بحزن : عايزه ماما 

جحظت عيناه بصدمه فهى الان بحاجه لوالدتها ، فى السابق كان هو الحضن الدافئ لها ويستطيع امتصاص حزنها وغضبها ، الان اصبحت بحاجه لوالدتها .

تنهد بحزن : اتفضلي هوصلك 

سارت جانبه دون أن تتفوه بكلمه أخري ، احترم صمتها وهو يعلم أنها تشعر بالحزن والشفقة بسبب ما حدث مع تلك الصغيره ..

كان يتابعها بصمت وهو يقود سيارته وهى تجلس جانبه ولكن بصمت قاتل ، تنهد بالم من أجلها فهى جانبه وبحاجه لضمته ليشعرها بالأمان ولكن ليس من حقه أن يلمسها أو يخفف عنها ..

مد يده ليضع اسطوانه موسيقية داخل القرص الخاص بالجهاز ليحاول انتشالها من حاله الحزن المسيطره عليها .

وصدح صوت الموسيقى داخل السياره لتنتبه هى وتنظر له ثم تعود تنظر للطريق أمامها وهى تستمع لتلك الكلمات .

فقد كانت تلك الكلمات تمثله هو حرفيا ويشعر بكل كلمه تنطق وكأنها تحكي مشاعره واحتياجه إليها ..


تملي في قلبي يا حبيبي وانا عايش غريب عنك ،

تملي ولا انت داري بي وأنا بشكي إليك منك ،

أنا بشكي إليك منك .

أنا بشكي إليك منك .

يا ساكن في الهوا قلبي ، وساكن فى الديار داري ،

جمالك كل يوم جنبي آسرني وإنت مش داري ،

جمالك كل يوم جنبي آسرني وإنت مش داري ،

معاك بعنيا وكفايه تنور ليا دنيايا ،

أنا بشكي إليك منك يا حبيبي ،

لا في ماضي أقولك كان ، ولا فاكره ولا نسيته ،

ولا مره جمعنا مكان عشان تدري اللى أنا قسيته ،

بقلبي ليك أنا كلي ، 

وشاغلك عني ايه ؟ 

قوللي .

أنا بشكي إليك منك يا حبيبي ،

ياريت أخطر في أحلامك واشاغلك وأشغلك مره .

ياريت تلمحني أيامك وأعيش فيها ولو نظره .

ياريت أخطر في قلبك ولو تكرهني وأحبك.

أنا بشكي إليك منك يا حبيبي،

تملي في قلبي يا حبيبي وأنا عايش غريب عنك ،

تملي ولا أنت داري بي وأنا بشكي إليك منك ،

أنا بشكي إليك منك يا حبيبي ...

"""**********""""


             الفصل السابع والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close