أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل السابع والثلاثون 37بقلم فاطمه الألفي

        

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل السابع والثلاثون 37

بقلم فاطمه الألفي


كانت تبكي بصمت حد الاختناق وفجاه أصبحت أنفاسها متقطعها ، تشبثت بيده بقوه ، نظر إليها بلهفه ولكن صدم من رؤيتها بهذه الحاله ، كانت تلهث أنفاسها ولا تستطيع التنفس كأنها تختنق وجبينها متعرق ودقات قلبها تنبض بشراسه كاد قلبها يقزف من بين اضلعها بسبب عنف نبضاته التى تضرب بجسدها ، اوقف السياره بصدمه ليقترب منها بقلق 

حبيبه مالك في ايه

كانت عيناها تزفر الدموع ثم اغلقتها فجاه ، هزها بعنف يحاول افاقتها ، ظل يهز جسدها بقلق ويصرخ باسمها 

ابتلع ريقه بصعوبه ونظر حوله بتشتت ثم حاول السيطره باعصابه وارجع ظهرها برفق أعلى المقعد التى تجلس به وقاد سيارته متوجهها إلى المشفى ليتفقد حالتها واجرا مكالمه هاتفيه لطبيبها المعالج لكى ينتظر قدومها ليتفحصها ثم اغلق الهاتف وقاد سيارته بسرعه جنونيه ليلحق بها ...

وخلال دقائق كان يحملها بيده ويدلف بها داخل المشفى ، اسرع الطبيب بفحصها وعلم أنها نوبه اختناق بسبب بكائها الشديد ، فهى لم تتمثل الشفاء بالكامل حتى الآن وليس من الضروري أن تجهد بنفسها أو تعرض نفسها لأى حزن أو غضب أو انفعال ، ذلك يؤذي بصحتها .

وضعها الطبيب تحت جهاز التنفس الصناعي لتستنشق بعض الأكسجين لينعش رئتها ، بعدما أصابت بحاله الاختناق تلك .

كان يتابع ما يحدث أمام عينها بقلق إلى أن أنهى الطبيب دوره ثم سحبه خارج الغرفه ليتحدث معه .

تنهد الطبيب براحه : اطمن الحمد لله هى بخير دلوقتي وكويس جدا أن حضرتك جبتها على هنا ، بس ياريت تخلي بالك منها كويس اوى دى حاله اختناق ممكن تحصلها بسبب أن الرئيه مااشتغلتش لسه بصوره طبيعيه ، لأن زى ما حضرتك عارف دخل الرئيه كميه مايه كبيره جدا وصحيح دلوقتي مافيش مايه على الرئه بس وارد تتعرض لمشاكل فى التنفس ، أنا قولت راحه تامه ، شكلها اتعرضت لمجهود بدني جامد 

ياسين بحزن : هى كانت بتبكي وفجاه حست بخنقه ومابقتش قادره تتنفس جبتها على هنا فورا 

الطبيب باسي : حاول تبعدها عن أى حاجه ممكن تضغط على أعصابها والانفعال والانهيار مش فى صالحها نهائي 

ياسين بقلق : حضرتك عارف انها معالجه نفسيه وهى كانت بتتكلم مع حاله كانت بتابعها قبل الحادثه 

تفهم الطبيب الوضع ثم ربت على كتفه باطمئنان : اطمن هى بخير بس هتفضل معانا انهارده لم تتنفس بدون أى تدخل ، ربنا يطمنك عليها ، أنا فى مكتبي لو احتجتلي بعد اذنك .


دلف لداخل الغرفه وظل جانبها ينظر لها بخوف شديد ، يخشى فقدانها فلم يتحمل حياته بدونها ، تنهد بحزن وأخرج هاتفه ليحاول الاتصال بحازم ويخبره بأنه اقلها لمنزل والدتها لكى يظل هو جانبها تلك الليله ، لا يريد لأحد أن يأخذ مكانته بجانب زوجته ، فهو لم يتركها وهى بحاجته .

*********

كان يجلس يداعب صغيرته بمرح داخل غرفتها ، ثم التقطها بين أحضانه ليدثرها بالفراش ، ثم يقبل رأسها بحب 

- تصبحي على خير يا قلب بابا 

نظرت له برفعه حاجب : احكيلي حدوته الاول يا بابي 

عاد ينظر لمشاكسته الصغيره وهو يعقد مابين حاجبيه : بس انا ماعنديش حودايت ، أنا هجبلك مامي احسن 

مليكه بتزمر : وانا عايزه حضرتك اللى تحكيلي مامي كل يوم نفس الحدوته لم زهقتني 

ابتسم لصغيرته ثم جلس جانبها بالفراش وهو يداعب خصلات شعرها بحنان : حاضر ياقمري هحكيلك حدوته تجنن 

نظرت لوالدها باهتمام وعندما بدء حازم بسرد القصه تفاجى برنين هاتفه ، أخرجه من جيب سترته واجاب 

- الو ، ايوه يا ياسين  ، اوع تقول سيف رفض

ياسين بجديه : لا سيف موافق أنا بتصل بيك عشان اقولك أنا وصلت حبيبه عند والدتها 

حازم باستغراب : والدتها ليه هى طلبت منك توصلها هناك

يحاول أن يسطر على حزنه : اكيد يعنى يا حازم ، وتقريبا تعبانه وهتنام ماتحاولش تتصل بيها ، سبها تقعد مع والدتها براحتها 

حازم بتفهم : ماشي يا سيدي 

ياسين : تمام مع السلامه انا بقى 

حازم : مع السلامه 

عاد لصغيرته يقص عليها حدوته( الاميره النائمه )

الى أن غفلت داخل أحضانه دثرها بالفراش وقبل وجنتها ثم غادر غرفتها وهو يسير على أطراف أصابعه يخشي أستيقاظها ..


"*******"***

بعد أن تحدث مع والدها وأخبره سبب الزياره المفاجئ  ، قص عليه كل شئ عن حياته ،وانه الان وحيدا بعد وفات والده ويريد ملاك لتكتمل حياته بوجودها جانبه ، استمع له الاب باهتمام إلى أن انهى حديثه وظل يحدثه بعده أمور ثم استأذن ليغادر على أمل أن يعود لذلك المنزل مره اخرى ويصبح فردا من تلك العائلة ، وأخبره والد ملاك سوف يتصل به بعد أن يتحدث مع ابنته اولا ليجيب عليه أما بالقبول أو الرفض ....

بعد أن تأكدت من رحيله دلفت كالاعصار تتحدث مع والدتها 

- كان عايز ايه ده وايه سبب معرفتك بالاشكال دي اصلا يا بابا ، ازاى سمحت ليه يدخل بيتنا

تحدث عبدالله بهدوء : اقعدي يا بنتي عايز اقولك كلمتين بس وياريت تهدي وماتحكميش على حد بالظاهر وبس 

جلست ملاك جانب والدها بعدم فهم .

تحدث عبدالله والابتسامه تعلو ثغره : طبعا انتى تعرفيه عشان مدرب الكاراتيه اللى بيدربك وهو اتصل بيه الحقيقه وطلب يقابلني وانا رحبت بيه وقولتله يشرف فى اى وقت والراجل جيه بيتنا وقعد واتكلم معايا وطلب ايدك مني 

فتحت عيناه بصدمه وتفوهه بعدم استيعاب : هاا 

عبدالله بجديه : مدى وقت تفكري وردي عليه عشان اتصل بيه وأبلغه الرد 

ملاك بتسرع : لا طبعا مش موافقه 

تدخلت والدتها : ليه لا يابنتي الراجل داخل البيت من بابه وشاريكي وكمان عارف انك مطلقه واى حد مايقبلش بكده

ملاك بحزن : وانا ذنبي ايه إن بقيت مطلقه ، وبعدين ده كان مجرد كتب كتاب 

والدتها بحزن : بردو الاسم مطلقه ومحدش بيرحم حد والشاب كويس وزى الفل ايه اعتراضك عليه 

عبدالله بتنهيده : انتي عارفه يا ملاك عمري. يا بنتي ماغصبت عليكى حاجه ولا فرضت رائي عليكي ، حتى لم ابن اخويا طلب ايدك واتخطبتو كان بموافقتك ولم بردو سبتو بعض كان برضاكم وماحدش ادخل ، واللى بينى وبين اخويا انتى وكريم هزتوه بقينا زى الاغراب عن بعض ، هو مكسوف مني ومش عايز يوريني وشه وانا سايبه لم الأمور تهدى لواحدها ، بقولك اهو قدام والدتك هدى وقتك تفكري وتاخدي القرار المناسب ليكي وصلي واستخيري ربنا يقدملك الخير وبلاش تحكمي على حد من المظهر الخارجي ، المظاهر خداعه يا بنتي 

ملاك يتردد : حضرتك ماتعرفش هشام ده عمل ايه 

عبدالله بابتسامه : لا اعرف كل حاجه وهو بنفسه وضحلي حاجات كتير كانت غايبه عني 

ملاك بدهشه : تعرف ايه يا بابا مش فاهمه 

تنهد عبدالله ثم تحدث بجديه : اعرف حكايه هشام والصور وسبب طلاقك من كريم ،ماتستغربيش هشام بنفسه حكالي كل حاجه ، ماانكرش أن فى الاول اضيقت منه بس هو شاب وغلط ومعترف بغلطه ويمكن اللى حصل خير ليكي ، وهو جاد وكلمتي بصراحه واحد غيره ماكنش اتكلم عن اللى حصل لكن هو راجل بجد صحيح غلط بس هو اقسملي أن ماكنش يعرفك اصلا ولا شاف ملامحك وانا عارف ان صادق فى كلامه ، عشان ببساطه كان ممكن يخبئ عني حاجه زي كده عشان ماارفضوش لكن هو قال ماهموش ، مش عايز يخدعني وانا شايفه شاب مناسب ، غلط وندم وتابع على اللى عمله وأقسم أنه عمره ما اذى اي بنت 

ملاك بتردد : وحضرتك صدقته 

عبدالله : أنا كبير كفايه واقدر اميز الصح من الغلط واقدر اعرف اللى قدامي صادق معايا ولا كداب ، فكري كويس وحكمي عقلك مع قلبك متخليش العواطف تحركك ، ربنا غفور رحيم بيسامح ايش اكون أنا عشان ماسمحش حد اذاني مدام هو معترف ونائب وطالب مني السماح ، ربنا مش بيرد حد واقف على بابه ، ليه انا بقى اتجبر وارد بابي فى وش حد 

ملاك بحيره : من حقي اخد وقتي عشان افكر وارد على حضرتك 

عبدالله بابتسامه : ربنا ييسر ليكي الخير يا بنتي ويسعدك يارب ، على مهلك خدى وقتك واستخيري وانا منتظر ردك 

تركت والدها ودلفت لغرفتها بحيره وتوتر ، كانت مشتته الذهن ولا تعلم اتوافق به ام ترفضه ، حسمت أمرها بعد أن ارهقتها رأسها من شده التفكير ، توضات وافترش سجاده الصلاه لتصلي صلاه الاستخاره وتستخير الله فى ذلك الأمر وأن يقدم لها الخير حيث كان ، وبعد أن انتهت من صلاتها ودعت بدعاء الاستخاره استقلت فراشها ودثرت نفسها لتذهب في نوم هادئ ..

 


********"***

أما ياسين فقد قضى طوال الليل بجانب زوجته ، يتأمل إليها تاره ويحدث نفسه باسى تاره أخرى، ثم يتنهد بأمل وهوينجاى الله تعالى ان يشفيها وتسترد وعيها .

كان يمسك بكفها الرقيق بين راحه يده ومن حين لآخر يقبله برقه وهو ينظر لها بحب ويقص عليها ما دار بينهم عندما التقت به داخل دار المكفوفين باول لقاء بينهم إلى أن نشأت بينهم علاقه صداقه قويه وتطورت لعلاقه حب اقوى ، تمسكت به رغم أنه كان كفيف ولكن سيطر العشق داخل قلب كل منهما وهو عشقها بقلبه وعقله قبل أن تبصرها عيناه ..

شعر بالارهاق ولذلك غفى وهو يحتضن كفها بين كفيه ويستند بجبينه أعلى الفراش ...


فى الصباح ''

أفاقت بوهن تنظر حولها وجدت شخصا يغفو ولم تراء ملامح وجهه ولكن حاولت ابعاد يدها فلم تستطع كان متمسك بها بقوه ، نظرت حولها وايقنت أنها داخل مشفى وتذكرت اخر لقطات مرت بذهنها قبل أن تفقد وعيها ..

شعرت بالتوتر بسبب يده الممسكه بها بقوه وحاولت مرار نزع يدها ولكن لم تنجح محاولتها ، حاولت وضع يدها الأخرى أعلى رأسه وجدت نفسها تمسد على خصلات شعره برفق ، استيقظ هو بفزع عندما شعر بملمس أناملها الرقيقه تختل بين خصلات شعره ، رفع وجهه بلهفه والتقت العينين ذاب بسحر عيناها وتعانقت العيون فى صمت دام للحلظات 


قطعها هو بقلق : حاسه بايه ، لسه تعبانه 

هزت راسها بالنفي وتلك المره شعرت بالأمان بقربه ولكن ابتلعت ريقها بتوتر وهى تتسال عن ماذا حدث .

قصى عليها ما حدث وأنه معها بالمشفى منذ أمس ، جحظت عيناها بصدمه  : من امبارح وانا هنا 

أجابها بابتسامه هادئه : ايوه وانا كنت جنبك ماحبتش اقلق حد من عيلتك واتصلت بحازم وبلغته انك عند والدتك 

تسالت باستغراب : ليه 

ياسين بتهرب : أنا هبلغ الدكتور يجى يطمن عليك ، وغادر الغرفه قبل أن تحاصره بتسالاتها التى لا يعلم بماذا يجيبها ..

شردت قليلا بتصرفاته ولم تجد اجابه على تساؤلاتها .

( ليه بيعمل معايا كده ، ليه مهتم بيه ، وخايف عليا ، اكيد عشان خاطر أبيه حازم ولا يكون فى حاجه تانيه ،معقول يكون بيحبني ومهتم بيه عشان كده ،ليه مش فاكره ولا فاهمه حاجه من اللى بتحصل معايا ) 

عاد برفقه الطبيب الذى فحصها وتأكد من سلامتها واذن لها بمغادرة المشفى ولكن الاهتمام بصحتها وأخذ الدواء بمواعيده لكي تتعافي ....

**********


ودعته أمام البنايه التى تقطن بها والدتها ورحل عن الأنظار بعد أن اطمئن من وجودها مع  والدتها ..

توجه إلى شركته ليتحدث مع سيف بأمر زواجه والترتيبات التى تلزمه لاتمام الزواج ..

وحاول التواصل مع مجد صديقه لكى يأتي بزوجته وطفله من أجل زفاف سيف وان يظل جانبه بتلك المده ، فهو بحاجه لمسانده رفيقه جانبه ، ولم يفعل مجد سوا الموافقه وعده بالعوده من المانيا خلال أيام ..

هاتف أيضا شقيقته نادين وطلب منها أن تحاول أن تأتى لتكون بجانب عائلتها وشاركهم زفاف ابن عمها مثابه الشقيق لها ،، وقد أخبرت زوجها بأن عليهم العوده من أجل الزفاف والاستقرار ببلدتهم فلم تعد قادره على قضاء حياتها بالغربه بعيده عن عائلتها أكثر من ذلك ...

""""""""""""

كانت تضمها بفرحه وهى تمسد على ظهرها بحنان إلى أن غفلت داخل احضان والدتها ، لم تستطيع أن تتركها فظلت جانبها وهى مازالت تشدد فى ضمتها لابنتها ، تنهدت بارتياح واغمضت عيناها هى الأخرى لتذهب في ثبات عميق خلال ثواني معدوده ..


طرق فاروق باب الغرفه عده طرقات وعندما لم ياتى برد ، دلف بقلق ليتفاجئ بزوجته تضم ابنتها بحب ، ابتسم لهم بحنان واقترب من الفراش بهدوء لكى يدثرهم جيدا بالغطاء ، ثم غادر الغرفه بهدوء .

لم ينجب الاطفال ولكن عوضه الله بابنه زوجته لتعوضه عن حرمانه من الإنجاب ويعاملها كابنته التى لم يلدها . ..

"**********"" 

انتظر قدومها ولكن خاب آماله ، إذا فهي تتهرب من مواجهته ، كان يود أن يلتقي بها ليتحدث معها بصدق لكى تعلم أنه يكن لها مشاعر صادقه وان تعطيه فرصه ليثبت لها ذلك ولكن كعادتها فهى مازلت تتجاهله ، شعر بالحزن ولم يستطيع التدريب واعتذر وفضل أن يختلى بنفسه ليعود ترتيب أفكاره من جديد ...

"**********""

صدح رنين هاتفها بالغرفه وجعلها تستيقظ بتعب لتجيب على المتصل ، وجدت نفسها داخل احضان والدتها وتشعر بالراحه والأمان ، ابتسمت بحب وظلت متشبثه بضمتها ، تريد أن تنعم بذلك الحضن الاكثر دفئا لا تريد أن تبعد عنه الان ولكن مع إصرار المتصل زفرت بضيق لتلتقط هاتفها من أعلى الكومود وتنظر له باهتمام .

أجابت بصوت خافت تخشي استيقاظ والدتها

- ايوه يا يوسف

يوسف بجديه : ياعيني على الناس اللى لسه نايمه لحد دلوقتي 

حبيبه بغرابه : ليه هو احنا أمته 

يوسف بضحكه رقيقه : كمان متعرفيش الوقت ههه ، احنا بقينا بعد الضهر ومحتاج منك خدمه ممكن 

اعتدلت فى جلستها وأجابت بود : خدمه ايه دي 

يوسف بتنهيده حالمه : محتاج اتكلم معاكي ماعرفتش اتكلم معاكي امبارح وبصراحه هم خدمتين مش واحده بس 

ابتسمت برقه : ده انت داخل على طمع بقى 

يوسف بصدق : وان ماطمعتش فى اختى حبيبتي هطمع فى مين يعنى ، بصي انهارده انتى تقدميلي خدمه ، بكره أنا هقدملك خدمات ، ثقي فيه انتي بس 

ابتسمت بود واستشعرت صدق كلماته وعندما تفوه بكلمه اختى كان لها واقع غريب على مسمعها ولكن لم تندهش وكان حقا العلاقه التى تجمعهم سويا ليس إلا أشقاء فقط ،شردت قليلا وهى تتذكر حديث والدته معها ، إذا ما الأمر وما الدافع الذى اوصلها لذلك ، انتشلها من شرودها صوت يوسف القوي

- حبيبه مالك روحتي فين 

- معاك يايوسف بسمعك بس 

يوسف بجديه : طب مش هتسالي عن الخدمتين طيب 

- قول على طول قلقتني

يوسف بتنهيده قص عليها أن خاطب منذ مايقرب بشهرين وعليه إتمام الزواج الآن وقد اتفق على إتمام تلك الزيجه داخل القريه السياحيه الخاصه بشقيقه بشرم الشيخ ووالدته غير راضيه عن زواجه من الانسانه التى اختارها قلبه ، هنا ايقنت سبب حديث فريال معها ، اكمل يوسف حديثه بأن سبب الرفض هو شقيقه فرح الصغري التى تعاني من ضمور المخ وان والدته ترفض لذلك الأمر .

اندهشت حبيبه من ذلك الحديث وشعرت بالاسى من أجل يوسف وفرحته التى لم تكتمل بعد وأغلقت الهاتف معه على أمل التدخل لاقناع والدته وان ترافق فرح كما أخبرها بذلك فهى لم تعترض .

داهمها شعور قوي بأن ذلك الحديث استمعت له من قبل ورأت وجوه لا تعرفها فمازالت الرؤيه لديها مشوشه ولكن رأت عينان حزينه تنظر لها بحزن وتلك العينان باللون الازرق مثل موج البحر الثائر ولكن كانت رؤيه العينان واضحه لها ولكن لم تعلم لمن تلك العينان الحزينه التى تنظر لها بشده ..

استفاقت والدتها ونهضت من الفراش تربت على ظهر ابنتها بحنان وتسالها بقلق : مالك ياقلبي حاسه بايه

نظرت لها بحيره : مش عارفه يا ماما حاسه ان تايهه ومش لاقيه نفسي ، حاجه جوايا قويه ضايعه مني ومش فاكرها ولا قادر اتغاضى عنها ، حاسه بالنقص جوايا حته ناقصه مش مكتمله ولا واضحه قدامي ، ماما ارجوكي لو تعرفي حاجه قوليلى لان بجد حاسه بالحيره والضياع ، ماما أنا مش مبسوطه ليه وايه الحاجه القويه اللى مش لاقيها وحاسه أنها قريبه مني بس مش لاقيها ومش متذكرها ، عشان خاطري قوليلي أنا صح مش كده 

شعرت ناديه بالاشفاق على ابنتها وتريد أخبرها سبب حيرتها ولكن تراجعت فهى ام وتحشي على ابنتها من أن يصيبها اي أذى أو مكروه ، فضمتها بحنان وظلت تمسد على شعرها بحنو وتهدئها 

حبيبتي ممكن ماتفكريش فى اى حاجه دلوقتي ، انتى لازمك راحه ، كفايه التعب اللى حصلك امبارح ، ايه رايك تجى معايا ونروح لدكتور سليم هو دكتورك واستاذك وانتى دايما نفسك تبقي زيه وهو مثلك الاعلى وبيعتبرك زي بنته ، هو جالك المستشفي واطمئن عليكي وقال لم تخرجي لازم يشوفك ، ايه رايك نتغدا وعمك فاروق يوصلنا المستشفي بتاعته

هزت راسها بالايجاب فهى حقا ضائعه وتحتاج لتفسير ...

"*******

داخل المشفى الخاص بدكتور سليم للأمراض النفسية والعصبية .

كانت تجلس بمكتبه تتحدث معه ووالدتها تنتظرها بالخارج ، بعد أن رحب بها دكتورها ، جلس معها لفتح مجال للحديث بينهم ..

نظرت له بضياع وطلبت منه المساعده 

- دكتور حضرتك دايما شايفني فى مكانه مهمه ، بتعتبرني مش بس تلميذتك بتعتبرني بنتك ، وانا كمان شايفه حضرتك مثلي الاعلى ونفسي اوصل لطموحاتك ، بس حاليا ضايعه محتاجه تفسير ومحدش هياخد بايدي غير حضرتك 

سليم بجديه : انتى فعلا بنتي يا حبيبه اللى فخور بيها وبنجاحها ، انتى مش ضايعه ولا تايهه انتى هتلاقي نفسك وهتفتكري كل حاجه ، انتى بس مجرد أن حصل خلل بسيط فى الذاكره ده اللى تاعبك لكن بلاش نضغط على الخلل ده باستمرار ممكن يحصل ضرر وتلف لدماغ لقدر الله ، بس انا هريحك انتى معاكي دلوقتي ماجستير وبدرجه جيد جداً وكنتي فى طريق تحضير الدكتوراه وانا بنفسي هكون المشرف عليها ، بس كنتي ماجله الموضوع بتاع الرساله فتره ، وانتى عالجتي حالات كتير وتعافت على يدك ، يعنى انتى خليفتي يا حبيبه وفرحان بيكي جدا 

حبيبه باهتمام : طب حضرتك تفسر بايه الخلل ده  

سليم : ده سبب طبي يا حبيبه مش نفسي على الاطلاق ، بسبب اللى حصلك والعلاج هينشط الذاكره عندك وهتتذكري واحده واحده كل حاجه بس ممنوع إجهاد دماغك فى التفكير 

حبيبه بتنهيده : أنا بشوف حاجات كتير قدامي بس الرؤيه مش واضحه ، بس فى عيون واضحه قدامي ولونها ازرق غامق وكأنها حزينه ، زى ماتكون العيون دى بتلومني أو زعلانه مني أن مش قادره افتكرها ، كمان مش قادره اعرف صاحب العيون راجل ولا ست .

ابتسم سليم بأمل : ده شى كويس ، ومع الوقت هيتضح ليكي الصوره ماتقلقيش

حبيبه بحزن : محتاج اخد براى حضرتك فى حاله بنوته صغيره اتعرضت لحاجه صعبه جدا على اى انسان يتحملها ، محتاجه تشجيع حضرتك وانا ماشيه معاها صح ولا غلط

سليم باهتمام : ماقولتيش ايه اللى اتعرضت ليه بالظبط وبتعاني من ايه 

حبيبه بحزن : اغتصاب وبتعاني من اكتئاب حاد ومعزوله عن العالم وحاولت الانتحار ، هل ممكن تعيد المحاوله تاني 

سليم بأسف : فعلا ممكن تعيد المحاوله واللى حصلها مش سهل اكيد ، بس دورك ايه بقى 

حبيبه بتفهم : كونت معاها علاقه قويه وهى بتتعامل معايا كاخت ليها والحمد لله اخدت اول خطوه فى طريق علاجها ، بس هو ينفع مثلا يعنى احطها فى مواجهه مع الإنسان اللى عمل فيها كده ، ياترى ده هيبقى رد فعله ايه عليها ، ده اللى أنا خايفه منه

سليم بضيق : واحده حاولت الانتحار سهل جدا تقدم عليه مره تانيه ، ماانصحش بالمواجهه على الأقل دلوقتي وهى فى أول طريق العلاج ، ممكن لم تتمثل الشفاء بنسبه كبيره تعملي المواجهه دي 

حبيبه بابتسامه : تمام يا دكتور ، شكرا لحضرتك ، استأذن انا بقى 

سليم بابتسامه : اشوف وشك بخير يا دكتوره وياريت نحاول نهدى نفسنا وبلاش انفعال أو توتر 

قبل أن تغادر مكتبه اوقفها : حبيبه ماتحاوليش توصلي لمعلومات اكتر ، اكتفي باللى مسموح ليكي دلوقتي 


اومت له بالايجاب ثم غادره مكتبه وعادت مع والدتها إلى منزلها ..

"""""""""""”

هاتفة ريم وطلبت منها أن تجمعها بملاك تريد التحدث معها وبالفعل حدثت ملاك وتوجهو ثلاثتهم إلى النادي ..

كانت تجلس بصحبه ريم إلى أن اتت ملاك وعندما اقتربت منهم احتضنت حبيبه بشده 

- حمدالله على سلامتك يا قلبي 

ابتسمت لها بود : الله يسلمك 

ملاك بفرحه : افتكرتيني صح

هزت راسها بالنفي 

تحدثت ريم : اقعدو يا قمرات الاول وبعدين نتعرف تاني من جديد هو احنا ورانا حاجه 

جلسو سويا يتبادلو أطراف الحديث إلا أن فاجئتهم حبيبه وهى توجه حديثها لملاك .

- ممكن تكلميني عن كريم ابن عمك 

تبادلت النظرات بينها وبين ريم بصدمه .

- ماتيتغربوش أنا مااعرفش كريم بس يهمني أن اعرفه ومش بس كده انا محتاجه أقابله لأمر فى غايه الاهميه 

ملاك بجديه : ليه كريم بالذات 

ريم بتذكر : قولتلى فى بنوته صغيره بتعالجيها بس مقوتليش عندها ايه وايه سبب تعبها ، لم شوفت شروق وعرفت انها كانت عايزه تنتحر وانتي وقفتيها حصل اللى حصل بسبب شروق ، فى نفس اليوم اللى جى كريم هنا وخد ملاك وقلها عمى تعبان ، شروق كانت منهاره فعلا فى المستشفي وعماله تقول انا السبب وحاسه بالذنب ، قربت منها وحاولت أهديها لاقيتها لم شافتني كأنها انصدمت وبعدين سالتني تعرفي كريم منين ، قولتلها ابن عم صاحبتنا ، دلوقتي فهمت 

ملاك بعدم فهم ' وانا مش فاهمه حاجه عايزه افهم فهموني في ايه وليه عايزه تقابلي كريم 

حبيبه بتردد : عشان يخص حاله مريضه وماينفعش اقول السبب 

تفهمت ريم الموقف وهزت رأسها بأسف وهى تنظر لملاك : انتي تحمدي ربنا انك ماتجوزتيش الشخص ده 

نظرت حبيبه باهتمام : ياريت تحكيلي من فضلك كل كلمه هتقوليها ممكن توصلني لحل اعالج بيه شروق 

قصت ملاك من جديد عن علاقتها بابن عمها ،الذى كان من المفترض أن يصبح زوجها وتم إنهاء تلك العلاقه بتدخل هشام والان هشام يتقدم لخطبتها .

فرحت ريم بذلك الخبر ولكن حبيبه كان عقلها مغيب بمكان اخر ..

وبعدما اعطتها ملاك رقم هاتفه ، نهضت من مجلسها وودعتهم دون نقاش ، قلقت ريم عليها وقررت اخبار ياسين بالأمر ..

عندما أتاه الاتصال اسرع فى خطواته تاركا شركته وحاول أن يهاتفها ولكن يبدو أنها قد اغلقت هاتفها ...

"""*****""" 

عادت لمنزل والدتها ودلفت لغرفتها وهى تشعر بالضيق من ذلك الشخص ثم قررت ان تهاتفه

وبعد ان اجابها، هتفت بحبيبه بجمود ولم تتحدث الا بكلمات بسيطه : 

- أنا حبيبه المعالجه النفسيه لشروق وعايز اقابل حضرتك


ابتلع ريقه بصعوبه وتجمدت الكلمات بحلقه وبعد افاقته من صدمته وافقها علي تلك المقابله بعد ساعه من الان..

_____

ابدلت ملابسها علي الفور ثم استاذنت والدتها لتغادر المنزل لامر هام.


وعندما هبطت الدرج وغادرت البنايه تفاجئت بوجوده  امامها.

نظرت له بقوه وعندما شددت النظر داخل مقلتيه تذكرت تلك العينين التي تهاجم عقلها باستمرار وشلت الصدمه حركتها فتسمرت مكانها وتطلعت اليه بتسأل تريد تفسير..


              الفصل الثامن والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close