أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل الثامن 8 بقلم فاطمه الألفي

       

رواية ابنة القمر

الفصل الثامن 8

بقلم فاطمه الألفي



عاد حاتم من رحلته التي استغرقت أسبوعًا في مدينة أسطنبول وكان طوال ذلك الاسبوع يتواصل هاتفيًا مع"زيزي" الفتاة التي تقطن بمنزله واعلمها من قبل بموعد عودته لتكون في أستقباله، فهو يفتقد ذلك الشعور أن يعود من عمله ويجد من تنتظره وتهتم به، ولم ينسي بأن يغدق عليها كلمات العشق والغزل وهو يتفنن في تلك الأفعال ليجعلها تهيم به عشقًا لتظل جواره فهو لايريد أن يفقدها بعدما شعر باحتياجه لها دون أن يتزوجها، فهو يرفض الزواج لانه يعلم بأنه سيفقده حريته ويقيده بمسؤليه ليس مؤهل لها .

استقل سيارته من داخل المطار وقادها متوجها إلي منزله

أما زيزي فقد كانت تتزين أمام المرآة فهي تعلم بموعد وصوله وتريد أن تستقبله بمظهر جذاب، لذلك ارتدت ثوب فيروزي بحمالة واحدة على كتفها الشمال ينثاب الثوب بنعومة على جسدها الممشوق يصل إلي كاحلها وتركت شعرها الأسود ينساب خلف ظهرها ووقفت تتطلع لهيئتها من خلال إنعكاس صورتها داخل المرآة، أبتسمت برضا ثم نثرت عطرها الفواح وظلت تدور حول نفسها تشعر بالسعادة من أجل عودته

استمعت لصوت غلق الباب، تركت غرفتها بلهفة لتستقبله بشوق، استقبلها حاتم بلهفة داخل أحضانه وحملها ودار بها لم يذق ذلك الشعور من قبل.

لم يدعها تلمس الأرض بقدميها إلا بغرفته الخاصة، أوقفها أمام المرآة ووقف هو خلفها ثم مال على عنقها يطبع عدة قبلات متفرقة ثم دس يده داخل جيب سترته وأخرج عقد من الماس ثم البسها إياه وطبع قبلة رقيقة بجانب أذنها 

احتضنته بكفيها وهي تنظر له بفرحة قائلة:

-لم أصدق عيناي

أبتسم حاتم وجذبها إليه بقوة ثم نظر لشفتيها وقال:

-أُريدك لي وهذا انتقيتها من أجلك

بللت شفتيها بطرف لسانها وحاوطته من عنقه ثم همست أمام شفتيه قائلة بدلع:

-أذا كنت تريدني حقا لك؛ تزوجني

لوي ثغره بضيق ثم حرر عنقه من بين كفيها وقال بضجر: 

-لا أريد الزواج، أريد أن أظل كما أنا، فأنا مثل الطائر الذي يحلق من غصن لآخر  اتمتع بحريتي؛ لا أريد أن يكون مصيري حبيس القفص

قضمت شفتيها بضيق ثم قررت أن تلعب على وتره الحساس:

-اعدك بأنك تفعل ما يحلو لك ولن اتدخل في أي أمر خاص بك ولكن أريد أن أصبح زوجتك أمام الله، ثم اردفت قائلة بحزن متصنع:

-انا وحيدة ليس لي أهل وأنت أصبحت كل أهلي، ما رأيك في عقد زواج عرفي من أجل إرضاء الله وسوف أعيش لك خادمتك طوال عمري

حك ذقنه بطرف اصابعيه السبابة والابهام ثم قال:

-حسنا سوف اتزوجك بعقد عرفي

جذبها بقوة إلي الفراش ثم قال وهو يريد تقبيلها:

-ولكن أنا مشتاق الآن، غداً سافعل ما يرضيكي 

ابتعدت عنه بمكر ثم قالت:

-الان .. أريد أن أصبح ملك يديك ولا تقربني إلا وأنا زوجتك

زفر أنفاسه بضيق ثم نهض يبحث عن ورقة فارغة داخل غرفة المكتب وبعد لحظات عاد إليها وهو يحمل بين يديه ورقة وقلم، خطى بها بعض الكلمات ثم زينها بأمضته ووضعها أمامها وهو يقول:

-اكتبي أسمك هنا بجانب أسمي

لوت شفتيها بغضب:

-تراني ساذجة لهذا الحد! الزواج العرفي لابد من أن يحضره اثنان من الشهود ويوقعون أيضا العقد 

القي الورقة بنفاذ صبر وصرخ منفعلا:

- فعلت كل شيء من أجل ارضاءك، الا تثقين بي؟

ضحكت برقة وهي تقول بدلال مصطنع:

-اثق بك ولكن لا أثق بعيناك الزائغة، ماذا سيحدث لي عندما تجد فتاة أحلامك؛ بالطبع ستترك الجارية وتذهب خلف الأميرة أليس كذلك؟

ضحك هو الآخر وقال؛

-لا توجد أميرة غيرك، بلا فقد أصبحتي ملكة متوجة وهنا مملكتك وأنا أيضا ملككِ من الآن ؛ثم أردف قائلا:

-وإذا حدث ذلك لن اظلمك سوف اُلبي لكِ كل ما تحتاجين إليه وسوف أومن لكِ مستقبلك هل يكفيكِ ذلك؟

شعرت بلذة الإنتصار، التقطت الورقة وزينت الورقة بتوقيع أسمها بجانب أسمه؛ ولكن طوتها ودستها داخل ثوبها 

ضحك حاتم باعلى طبقات صوته على تلك الفعلة ثم مال عليها ليغدقها بوابل من المشاعر الكاذبة، فالاثنين علاقتهم بنيت على مشاعر كاذبة؛ كل منهما يريد أن يأخذ ما يحتاج إليه من الآخر.

 هي تريد التمتع بالمال والثروة وهو ينجذب لنزواته ويريد الاستمتاع فقط بالعلاقة تحت اي مسمى، ويدفع مقابل أن يحصل على ما يتمناه.


❈-❈-❈


توجهت وتين إلي عملها داخل الشركة فليس لديها وقت للراحة، سوف يقام العرض في اليوم التالي والجميع داخل الشركة يعمل على قدم وساق من أجل إخراج العرض في أبهة صورة 

رفعت رأسها وسارت بشموخ كما علمتها والدتها بأن تمضي للامام ولا تنظر للخلف، ومهما تعثرت خطواتها في بداية الطريق لن تفقد الأمل تظل تحاول وتثابر وتقف ثانيا وتكمل خطواتها في طريق النجاح.

دلفت لغرفة عارضات الأزياء ولا تكترث بنظرات أحد، وقفت أمام المرآة خاصتها ثم أغمضت عيناها لثواني لتسترد ثقتها بنفسها ثم سارت إلي حيث دولابها الخاص وسحبت من داخله مجموعة من الثياب سوف ترتديهم داخل جلسة التصوير الخاصة بها من أجل أن تتصدر صورها جميع الصحف قبل بدء العرض ويتم الإعلان عن العرض من خلال تلك الصحف.


كان نادر بغرفة التصوير ينتظر قدومها 

دلفت بهدوء بعد أن طرقت الباب عدة مرات ثم وضعت الثياب التي كانت تحملهم بين يديها أعلي الأريكة 

رفع نادر أحدي حاجبيه بضيق ثم قال هاتفا:

-ما بكِ يا ابنة خالتي الجميلة؟أركِ عابثة الوجه

هزت رأسها نافيو ثم هتفت بجدية:

-لا يوجد شيء مجرد إرهاق، دعنا نكمل عملنا وننهي تلك الجلسة

ابتسم بخفة وقال:

-لم تنتهي جلسة التصوير إلا وأنا راضي عن التقاط الصور وعليكِ أن تبتسمين لتصبح الصورة جميلة ورائعة مثلك تمامًا

سحبت الجراب الخاص بالثوب ودلفت لمكان تبديل الملابس وفي غضون دقائق كانت تقف أمامه ترتدي بلوزه بيضاء طويله تصل إلى اعلي ركبتيها تركت آخرها دون أن تغلق أزرارها بكم طويل وبنطال جينز يظهر ركبتيها البيضاء وحذاء اسود ذات كعب عالي.

اقترب منها نادر يعدل لها ياقه البلوزه ورفع ذراعها الشمال لتضعه خلف شعرها ثم طلب منها ادخال نصف البلوزه داخل البنطال وتبتسم برقه

فعلت كل ماامرها به نادر ووقفت أمام الكاميرا ليلتقط هو الصورة وأخبارها بعده حركات تفعلها لتغير وضع الصوره وبدلت ثيابها عده مرات لتظهر بمظهر مختلف 

أستمرت جلسه التصوير قرابة الساعتين وبعدما أنتهي نادر أمسك يدها يمنعها الخروج:

-أجلسي أريد التحدث معكِ

جلست على مضض، هتف نادر بقلق:

-هيا تحدثي وأنا مستمع لكِ جيدّا، أشعر بحزنك ولا أعلم ما السبب؟

رفضت أن تبوح له ما حدث معها وتحججت بقلقها بسبب العرض وأنها خائفة من حياتها الجديدةكونها أصبحت عارضة أزياء

لم يقتنع نادر بحديثها ولكن لا يريد أجبارها على الحديث ولكن طمئنها بأنه سوف يظل دائما جانبها 

هتف نادر وهو يبتسم لها بحنان:

- سيكون القادم أفضل فلا داعي للقلق

هزت رأسها بالايجاب وبادلته الابتسامة ثم غادرت الغرفة وتوجهت إلى البروڤا الاخيرة قبل العرض.


انقضا اليوم سريعًا وأنتهت "وتين"من البروڤا وتعمدت أن تتلاشي وجودها مع "أمان "بمكان واحد فهي لازالت تشعر بالخجل بسبب ما دار بينها هي والعارضة الأخري والشجار الذي قام بينهم لذلك تتلاشى أي فرصة تجمعها به الي أن مر اليوم وجاء موعد المغادرة.

كادت أن تصطدم به وهي تغادر الشركة وأثناء استقلاها المصعد 

أبتسم أمان بود ثم أفسح لها الطريق لتدلف أولا داخل المصعد ثم لحق بها وضغط الزر ليهبط بهم المصعد 

قرر أمان قطع الصمت وهتف قائلا:

-مستعدة من أجل العرض؟

هزت راسها بتوتر وقالت: -أجل 

-حسنًا، حظًا موفقًا 

توقف المصعد وعندما فتح الباب فرت هاربة من أمامه، أبتسم على أفعالها الطفولية فهي تتعمد الهروب، أخرج تنهيدة حارقة ثم سار الي حيث سيارته، استقلها وهو يزفر بضيق ويحدث نفسه:

- كنت أريد ايقالها لمنزلها ولكن هي تتهرب مني ولن تسمح بذلك

قاد سيارته وهو يشعر بالضيق من عدم أستغلاله للفرص التي تجمعه بها.


أما عن "وتين"استقلت سيارة أجرة تقلها إلي منزلها لكي تأخذ قسطًا من الراحة من أجل عرض اليوم التالي.

عندما دلفت لداخل المنزل تفاجئت بوجود" نادر " يجلس مع والدتها بالصالون.

هتفت مندهش:

-نادر .! كنت معك بالشركة ولم تخبرني بقدومك

ضحك بخفة ثم قال:

-هل يجب أن استاذنكِ أولًا قبل أنا أتي لزيارة خالتي؟

هزت راسها نافية:

-لا لم أقصد ذلك 

اقتربت من والدتها طبع قبلة حانية اعلى وجنتها:

-كيف حال حوريتي الجميلة اليوم

أبتسمت لها بحب وهي تقول:

-بأفضل حال يا صغيرتي الجميلة

هتف نادر قائلا:

-غدا يوم هام ولابد من وجود خالتي، أولًا من أجل مولد عارضة الأزياء وتين مهران، والثاني والأهم سوف تتكرمين في الحفل لانك أم مثالية

شهقت وتين بفرحة وهي تحاوط كتف والدتها وتنظر لنادر قائلة:

-هل تتحدث بصدق يا نادر؟

قال بمرح: أقسم بالله العظيم اتحدث بصدق ههه، ثم أردف قائلا:

-وضعت اسم خالتي بالقائمة فهي تستحق أن تكون الأم المثالية 

احتضنتها وتين بقوه وهي تهتف بسعادة:

-ابنتكِ دائما فخورة بكِ يا أحن أم بالكون كله 

غمرتها السعادة بتلك اللحظة وتمنت لابنتها حياة أفضل بعد أن تحقق أحلامها ودعت لها بأن تلتقي بفارسها الذي يغدقها بالسعادة التي تستحقها فهي قطعة من قلبها وتخشي عليها تركها بالدنيا بمفردها، فهي تخاف القادم، لا تخاف الموت ولكن تخاف ترك ابنتها دون سند وتذق مرارة الوحدة

❈-❈-❈


يوم العرض المنتظر..

انشغل "أمان" بكل ما يخص العرض ووقف بصالة العرض يتطمئن على كل شيء بنفسه 

وبدأت الناس في التوافد داخل الصالة واستقلوا أماكنهم.

أما عن "زكريا "كان يقف أمام العارضات ويتحدث معهم قائلا:

- لا اريد منكم سوى أنا تثقون بأنفسكم أولًا وتسيرون على السجادة الحمراء بكل ثقة وشموخ؛ الآن كل فتاة تذهب إلي غرفتها لترتدي ثوبها المتألق وتضع زينتها وتتنفس الصعداء فقد حان الوقت، هيا انطلقوا.

ثم نظر إلي وتين واستوقفها قائل: -انتظري وتين أريد التحدث معكِ 

دارت وجهها إليه ووقفت في مقابلته وداخلها ثورة متضاربة من المشاعر، خوف، قلق، رهبة

شعر هو بتوترها لذلك أقترب منها بخطوات ثابتة ثم قال بهدوء:

- هذا العرض الاول لكِ، ومن الطبيعي أن تشعرين بالخوف والقلق، ولكن وتين فتاة قوية وتستطيع أن تتخطى كل شئ، لا تنظرين لمن حولك؛ فقط سيري على مسرح العرض وكأنك وحدك بالمكان، لا تنظرين لعيون الناس ولا تنظري أسفل قدميكي ولكن أنظري أمامك فقط وحلقي في سماء الشهرو فاليوم سيكون يوم خاص بكِ وتتبدل حياتك اليوم بعد أول عرض لكِ تلك الخطوة الاولى في بداية حلمك، حظًا موفقًا

أبتسمت له بود ثم سارت في طريقها إلى غرفتها الخاصة لابدال ثيابها وارتداء ثوب العرض.


كان" زكريا" يتفقد وضع الكاميرات وتحدث مع نادر بأمر التصوير وفجأة راء 

فتاة منتقبة تندس بين غرف العارضات، أنتابه القلق وترك نادر وسار 

بخطوات واسعة يلحق بتلك الفتاة.

وقفت الفتاة أمام أحدى غرف العارضات وظلت تتلفت حولها يميناً وشمالًاً 

بتوتر وعندما وجدت المكان خالي إلا من وجودها، أستجمعت قوتها 

واخرجت قنينة صغيرة الحجم من حقيبتها الخاصة ووضعت كفها على 

مرفق باب الغرفة تريد فتحها ولكن كانت قبضة "زكريا"الاسرع لها وقبض على كفها بقوة ثم سحبها خلفه وهو يهتف بحدة:

-توقعت وجودك أيتها الحرباء

حاولت أن تتملص من بين قبضته ولكن جرها خلفه بقسوة ودلف بها إلي 

 غرفة فارغة واغلق الباب خلفه بالمفتاح ونظر لها بغيظ ثم رفع عنها النقاب وقال بصوت غليظ:

- لما أتيتي إلي هنا "لامار" وما كنتِ تودين فعله ل" وتين " ألا يكفيكِ ما حدث 

صرخت منفعلة:

- أريد تدميرها مثلما دمرتني

نزع منها الحقيبة بقوة وراء القنينة  نظر لمحتواها بقلق ثم عاد يتطلع لها بصدمة وقال:

-ما يوجد بتلك القنينة؟ 

ضحكت بأعلى طبقات صوتها وقالت بحقد:

-ماء نار لكي اشوه تلك الصهباء وأخفي ملامح وجهها الجميل 

صعق زكريا منما سمعه وعلي الفور القي بالماء أرضا وسكب الزجاجة بأكملها ثم ألقاها فارغة بسله القمامة

جن جنونها وصرخت بانفعال:

-ماذا فعلت أيها الأحمق؟

لم يتحمل أكثر من ذلك انهال عليها وصفعها بقوة على وجنتها والقاها أرضا 

وبحث عن شي ما يقيد به حركتها وبالفعل وجد حبل متدلي من الستارة 

جذبه بقوة وقيد قدميها وكفيها معا وعندما تلوت منه وعلي صوت صراخها 

وضع وشاحها التي كانت ترتديه  صق به فمها لكي لا يخرج صوتها، ثم استقام واقفاً وقال قبل أن يغادر الغرفة؛

- ستظلين حبيسة تلك الغرفة إلي أن ينتهي العرض ثم أخبر أمان عنكِ وعن نواياكِ الخبيثة

غادر الغرفة واوصدها بالمفتاح ثم دس المفتاح داخل جيب بنطاله وقبل أن 

يتوجه لصالة العرض قرر الاطمئنان على تلك البريئه "وتين"


❈-❈-❈


دق بابها برفق وانتظر قليلا ولكن لم يأتي الرد؛ فقرر أن يدلف لداخل

وعندما دلف الغرفة تفاجئ بوجودها تقف أمام المرآة وتعطيه ظهرها مرتدية الثوب الأبيض الذي جعلها مثل حوريات الجنة،  تسمر مكانه وعلت إلابتسامة ثغره منما راءه فقد كانت شديدة الجمال،  ود لو اخفها عن عيون الجميع ولا أحد يتطلع إليها غيره.

أما عنها فلم تشعر بوجوده كانت منشغلو بوضع التاج الذي جعلها حقا ملكة جمال متألقة 

عاد إدراجه للخلف وقرر الفرار الآن، لا يريد أن تعلم بوجوده.

أغلق الباب بهدوء وتنفس الصعداء 

هتف زكريا مناديا إياه: 

-سيد "أمان "

 دار وجهها فجاة ليصطدم ب" زكريا " قال أمان بتوتر:

- هل كل شيء على ما يرام؟

ابتسم له زكريا وقال: 

- أجل سيد أمان ولكن يوجد شيء هام، سوف أتحدث بأمره بعد العرض 

أومأ له بخفة ثم سار بخطوات واثقة وهو يقول: 

- سوف القي نظرة أخيرة على الصالة قبل العرض 

-حسنا وأنا أيضا سأنتظر الفتايات عند المسرح


داخل صالة عرض الأزياء.


قاعة كبيرة تضم عدد كبير من الطاولات على جانبي القاعة وبالمنتصف صالة طويلة مفترشة بالسجاد الأحمر وعلي جانبي الصالة توجد مصابيح مشتعلة.

علي الجانب الأيمن جلس "خالد "وزوجته وابنهم "رحيل، وعلي الجانب الآخر جلست "حورية"وشقيقتها "سندس"وابنتها "مريم "

ينتظرون بدء العرض

أعلن منسق الحفل عن بدء عرض الأزياء.

اشتعلت الموسيقي الهادئة لتتوافد الفتايات واحدة تلو الأخرى تعرض ثوبها أمام الحاضرين والمصورون يلتقطون الصور

كانت نبضات قلب حورية تدق كالطبول، تنتظر رؤية صغيرتها، اتسعت ابتسامتها عندما سارت "وتين " على المسرح تعرض ثوب الزفاف وكأنها عروس زِفت لعرسها الآن.

انسابت دموع حورية فرحة بابنتها الغالية، ربتت سندس على كتف شقيقتها وهتفت قائلة: لما الدموع الان؟ يجب أن نفرح لابنتنا.


أما عن وتين فقد كانت تسير على المسرح كالفراشة تعرض ثوبها وتدور 

حول نفسها ولا تنظر لأحد لكي لا تتعثر قدميها والإبتسامة تظهر جمالها الأخذ والمبهر للعيون.

صعد "أمان" في ذلك الوقت خشبة المسرح وأمسك بكفها وعندما صفق لهم 

الجميع انحني أمان بجذعة قليلا للإمام ليحيهم ثم توالت العارضات ووقفوا خلفهم، وتعالت أصوات التصفيق.

أمسك أمان المايكروفون وهتف قائلا:

- أنا سعيد جدآ بحضوركم الكريم ومشاركتكم حفل اليوم، والآن سوف أعلن عن  مفاجاة خاصة بالعارضة الأولي الخاصة بمجموعة "براند أمان"

نظر إلي" وتين" ثم قال:

-تم إختيار وتين تشارك في مسابقة ملكة جمال العرب بإسم  مصر لعام 2023، مبارك وتين.

نظرت له بسعادة ولم تصدق نفسها بذلك الخبر السعيد 

التقط نادر بعدسته تلك اللحظة واشتعلت القاعة بالتصفيق الحار 

بعد عدة دقائق أعلن أمان عن النصف الأخر من الحفل وهو تكريم الأم المثالية.

- والآن ساترك الحفل إلي السيد "خالد مهران" للإعلان عن الأم المثالية 

صعد خالد مهران المسرح وأمسك المايكروفون بحماس ثم أخرج المظروف من داخل سترته وأعلن عن أسماء الأمهات

شلت الصدمة حواس كل من "وتين" ووالدتها "حورية" عندما أعلن أمان عن اسم خالد مهران.

وكانت الصدمة الأكبر من نصيب حورية عندما هتف خالد مناديا باسمها 

لتصعد إلي خشبة المسرح لكي يكرمها كأم مثالية وتحكي عن معاناتها.


ترك أمان المسرح وجميع العارضات أما عن وتين فتسمرت مكانها تتطلع لخالد بصدمة، لم تقل صدمة حورية عن صدمة ابنتها.

 وقف نادر أمامها وهو يهتف لها قائلا:

- هيا خالتي أصعدي 

سارت كالمغيبة العي أن وقفت أمام" خالد " الذي أبتسم عند رؤيتها ومد يده ليصافحها، فهو على علم مسبق بوجودها ولذلك لم يكن في حالة صدمة مثلهم.

حاوطتها وتين في ذلك الوقت والتقطت منه الميكروفون لتخبر الجميع أن 

تلك السيدة هي والدتها الحبيبة التي تحملت من أجلها الكثير بعدما خذلها 

زوجها وتركها وحدها تعاني من أجل مرض ابنتها الوحيدة، واعلنت عن 

مرضها أمام الجميع اللذين تعاطفو معها وعن كم الحزن الذي سكن قلبهم 

بسبب تعرضها للتنمر إلي أن وصلت لمكانتها هنا وأصبحت عارضة أزياء 

وسوف تشارك بكونها ملكة جمال العرب وكل هذا بفضل الله تعالى ثم 

والدتها التي لم تتخاذل عنها يوماً وفعلت من أجلها الكثير، ولم تصمت عن 

ذاك البوح واعلنت أمام الجميع من يكون والدها التي دوي اسمه كالصاعقة 

علي مسامع كل الحاضرين بالقاعة.


ضمتها حورية بقوة والتقط نادر تلك الصورة التي ابكت الملايين.

أما عن خالد فلم يكن يعلم بأن هذه العارضة أبنتة إلا الآن.

أنسابت دموع الحسرة والندم، فهو الذي أختار البعد عنهما واسلك طريقا 

آخر لحياته بعيدا عن هاتان الجوهرتان.


                الفصل التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close