أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل التاسع والعشرون 29بقلم فاطمه الألفي

      

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل التاسع والعشرون 29

بقلم فاطمه الألفي



كانت تسير بجانب والدتها جسدا بلا روح ، .

جحظت عيناها باتساع وهى تنظر للفتاه التى تقبل عليها ، فقد كانت فتاه فى مقتبل العمر وكسى الحزن وجهها وانطفت بريق عيناها الخضراء واختفت ابتسامتها ، اشفقت على حالتها فما ذنبها لتعيش تلك اللحظات القاسيه وهى مازالت فى أول مراحل صباها ، فا باي ذنب تتحمل كل هذه المعاناه وتصبح جسدا بلا روح ، حاولت منع نفسها من البكاء وابتسمت لتلك الوقور المقبله عليها بابتسامه ود ، فبدورها نهضت من مجلسها واقترب من تلك السيده تصافحها بود وتحاول رسم البسمه لتلك الصغيره التى شاخت بسبب الحزن الذى كسى ملامحها البريئه .

وفاء بترحاب : اهلا بيكي يا بنتي نورتينا

صافحتها حبيبه وهى تبتسم لها بود : الشرف ليا حضرتك 

اقترب بهاء من شقيقته وهو يضع يده برفق على كتفها ويحدثها وهو يبتسم لها بحنان : الدكتوره حبيبه يا شروق هتحاول تساعدك تخرجي من اذمتك بس لازم انتى كمان تساعدي نفسك عشانك وعشانا كلنا 

انتفضت بفزع عندما لامست يد شقيقها كتفها وأصبح الزعر مرسوم بوضوح على صفيحه وجهها 

ابتسم بأسى وقبل رأسها بحب وسحب والدته : يلا يا ماما نسيبهم يتعرفو على بعض 

كانت تتابع رد فعلها عند شعرت بيد شقيقها تحاوطها فقد قرأت الفزع والخوف باعينها الضائعه ، تنهدت بحزن واقبلت عليها تمد يدها لتصافحها بود وتخبرها باسمها : حبيبه الشامي 

ظلت تنظر بتوهان ليدها الممدوده لها وتجاهلاتها 

توقعت عدم استجابتها معها باول مقابله  وقد كان ولكن حبيبه لم تعقب على رده فعلها .

جلست أمامها وهى تنظر لعيناها بابتسامه : طب عرفيني بنفسك حتي 

شروق ببرود : اعتقد مدام جايا هنا يبق تعرفي اسمي 

حبيبه بود : مايمنعش بردو أن اسمعه منك 

شروق بشرود : كنت شروق 

*******

تحدثت والدته وهم يدلفو لداخل الفيلا .

- دى اللى هتعالج اختك دي صغيره اوى يا بني 

بهاء بجديه : مش لازم تبقى كبيره يعنى يا ماما عشان تعالج شروق ، ماخالد كان دكتور كبير ومعروف ايه اللى حصل ماقدرش يستحملها اكتر من تلات شهور ، دي غلطتنا من الاول شروق كانت محتاجه لدكتوره مش دكتور اكيد ماكنتش هتفتح قلبها لحد غير بنت زيها 

- هعمل ايه يا بهاء الكل شكر فيه وقالي دكتور مشهور وكويس 

بس انت واثق من الدكتوره دي ، هى بنت عم شهاب مش كده ، بس فاروق ماعندوش ولاد اصلا 

بهاء بجديه : ماانا استغربت فعلا زي حضرتك كده ، عشان عمر شهاب ماقالي أن ليه بنت عم واعرف ان عمى فاروق ماخلفش بس اتضح انها بنت مرات عمى فاروق وهو بيشكر فيها جدا وشهاب قلي رغم صغر سنها اللى أنها عالجت حالات كتير وانا بصراحه متفائل بيها حتى هتبق قريبه من شروق فى السن وهتقدر تفهمها وتحس بمشاعرها واكيد هتخرجها من اللى هى فيه وترجع لينا شروق بتاعت زمان الشعنونه المشاكسه .

ابتسمت والدته وهى تتنهد باسي : يا رب يا حبيبي يارب بنتي واحشتني بجد 

- أن شاء الله يا ماما خير ، أنا هتابعها من بلكونه اوضتي وأشوف فى استجابه من شروق ولا لأ 

صعد الدرج بعجاله ودلف لغرفته وقف فى الشرفه يتطلع إليهم باهتمام والابتسامه تعلو ثغره عندما وقعت عيناه على تلك الفتاه التى جذبته من اول نظره ، استغرب نفسه فهو لم ينجذب لاي فتاه من قبل  ، ماذا فعلت له لتجعله يعجب بها من اول لقاء ، نفض الأفكار العالقه برأسه وفضل أن لا يشغل تفكيره الا بشقيقته فقط.  .

**""""*****

حبيبه بانصات لنبره صوتها الحزين 

- كنت شروق 

حبيبه بتسأل : ودلوقتي ايه اسمك اتبدل

نظرت للفراغ وتحدثت بالم :  كل يوم جديد بيبدا مع شروق الشمس ، كل حاجه حلوه بتكون البدايه وانا دلوقتي من غير شروق ،من غير قلب ولا روح ، انا اصلا مش عارفه أنا عايشه ليه لحد دلوقتي ، ليه مش مت وارتحت ، ليه انا بالذات ليه .

حاولت منع عيناها من البكاء واكملت حديثها برفق : اسم شروق حلو اوى وماينفعش تكرهي اسمك ، ماينفعش اصلا نبره الحزن والانكسار اللى فى صوتك ، ماتتمنيش الموت لنفسك ، عندك ام واخ بيحبوكي ومايقدروش يستغنو عنك انتي عارفه كده ولا مش عارفه 


نهضت من مجلسها كأنها اصابه بصعقه كهرباء : مش عايزه اتكلم ممكن 

وقفت خلفها وحدثتها بصوت مرتفع قبل أن تختفي عن انظارها : دي البدايه يا شروق ولسه كلامنا ماخلصش ،بكره هكون عندك فى نفس الميعاد .

استمعت لصوتها القوي وهى تعطيها ظهرها إلى أن توارت عن الأنظار وتوجهت راكضا إلى غرفتها ، فى الاونه الاخيره أصبحت غرفتها هى رفيقتها ولم تتخلي عنها منذ يوم الحادث. 

دلفت الغرفه وأغلقت الباب خلفها وظلت واقفه على أعتاب غرفتها وهى تزرف الدموع ونضع يدها أعلى أذنيها لتكتم صوته الذى يلاحقها فى صحوها ومنامها أيضا ..

"****"*******

عندما وجد تهجم وجه شقيقته وهى تنهى تلك الجلسه الاولى مع طبيبتها المعالجه ، اغلق الشرفه وهبط الدرج بعجاله 

، وقرر الذهاب للحديقه ليلحق بالطبيبه قبل أن تغادر .

أوقفها بهاء بلهفه : دكتوره حبيبه من فضلك ممكن نتكلم 

حبيبه بجديه : اكيد طبعا أنا كنت هطلب ده بنفسي ، محتاج اتكلم مع حضرتك عشان افهم كل حاجه بخصوص الحادثه عشان احاول أشخص حالتها واكون عارفه عنها كل حاجه لان طبعا شروق مش هتحكيلي بسهوله .

بهاء بضيق : اتفضلي اقعدي وانا هحكيلك اللى عرفته من والدتي ، لأن وقتها ماكنتش موجود كنت فى رحله شغل .

حبيبه بانصات : تمام

- شروق كانت من فتره حاسه انها وحيده ، بعد وفاه اختها الكبيره اقرب حد ليها هى دخلت فى اكتئاب وعشان حالتها النفسيه ماما ماكنتش بترفض ليها طلب ، كلنا فى الوقت ده كنا بعيد عنها ، أنا شغلت نفسي بشغلي وقصرت معاها بدل مااقرب منها واحاول اعوضها عن فراق اختنا ، ووالدتي كمان كانت حزينه على موت بنتها ونسيت ان شروق بنت فى مرحله حرجه ولازم تكون جنبها وتقرب منها ، لا ماما اكتفت أنها تسبلها حريه التصرف ،وفى الفتره دي شروق اتعرفت على شاب ، كان قريب منها اكتر مننا وانا واثق أنه هو اللى عمل كده واستغل ظروفها واستغل سنها وهى حبته وصدقته وصدمتها كانت كبيره بعد اللى حصلها منه هو ، كل اللى والدته قالته أن هو الشخص اللى حبته شروق ووثقت فيه هو اللى عمل كده وضحك عليها واستغل ضعفها وصغر سنها وحاله الحزن اللى كانت هى فيها وقرب منها عشان عرضه هو وبس ، يعنى كلنا غلطنا فى حقها وبعدنا عنها واحنا اللى وصلناها إلى هى فيه 

حبيبه بجدية : مش هنحاسب بعض ونلوم ونعاتب نفسنا ، مش وقت عتاب خالص دلوقتي ، احنا عاوزين نساعدها ونقف جنبها ونحاول كلنا نخرجها من حالتها دي وترجع لحياتها وتكمل دراستها مش حل أنها ماتكملش وتقغل على نفسها اوضتها ورافضه تواجهه المجتمع والناس ، ليه وقت الحادثه والدتك مابلغتش ، ليه شروق ماقالتش مين اللى عمل كده ، ليه ماحاولتش تاخد حقها بنفسها وتدي اوصافه والقانون ياخد مجراه .

بهاء بحزن :للاسف ماما زى اى ام مصريه تخاف من الفضايح وخصوصا حاله شروق وقتها ماكنتش بتتكلم بتصرخ وبس وقافله على نفسها ، لم رجعت وعرفت باللي حصل حاولت معاها كتير اعرف اسمه ايه شكله ايه اى معلومه توصلني ليه وأقسم بالله كنت هجيبه هجيبه واخلص عليه قدامها عشان تحس ان حقها رجع مش هسيبه طول مانا عايش لازم اعرفه واخلص عليه بنفسي عشان كلنا نرتاح 

حبيبه : ولم حضرتك تقتله وشروق تخسرك تفتكر دة الحل ، هى هتعرف كده تكمل فى حياتها تاني 

بهاء بغضب : امال اسيبه يعيش حياته عادى بعد اللى عمله لطفله زى شروق كده بكل بساطه 

حبيبه بتنهيده : فى حلول كتير وكله بالقانون ، بس دلوقتي حقها اتنازلت عنه لم فضلت السكوت وماقالتش وقتها مين اللى عمل كده وافتكر هى خافت عليك خافت تخسرك وعشان كده رفضت تعرفكم مين اللى عمل كده 

بهاء برجاء : ممكن لم تعرفي منها الحادثه والكلب اللى عمل فيها كده تبلغيني فورا 

حبيبه بجدية : أسفه لأن اى كلام هيتقال بيني أنا وشروق مش هيخرج لحد لأنها اسرار مريض وعايز تعرف حاجه تعرفها منها هى شخصيا وقبل ماامشي محتاجه اتكلم مع والدتك اعرف اللى حضرتك ماعرفتوش ممكن 

نظر لها بقوه ثم زفرا بضيق وتركها ليذهب إلى والدته لكي تخرج وتتحدث معها .

هز رأسه باسي وحدث نفسه : واضح انها عنيده كمان وشخصيه قويه عكس رقيتها تماما 

وفاء : بتقول حاجه يا حبيبي الدكتوره مشيت

بهاء  : لا يا ماما هى محتاجه تتكلم مع حضرتك شويا 

وفاء بقلق : معايا أنا خير فى ايه 

بهاء : محتاجه تعرف اكتر عن حادثه شروق وتفهم منك تفاصيل 

هو فى حاجه غير اللى حكيتيلي عليه ، فى حاجه يعنى انا مااعرفهاش

وفاء بتوتر : لا طبعا هيكون فى ايه 

بهاء بشك : متاكده

وفاء بتهرب من نظرات ابنها المصوبه إليها بتسئال : هروح اشوفها عايزة ايه 

غادرت على الفور وهى تتنفس الصعداء بعد أن وصلت إلى الحديقه وسارت باتجاه حبيبه .

- خير يا بنتي ، بهاء قالي انك عايزه تتكلمي معايا 

حبيبه بهدوء : لو مش هعطل حضرتك محتاجه من وقتك خمس دقايق بس 

جلست مقابل لها : اتفضلي انا تحت امرك 

حبيبه بجديه : الامر لله ، ممكن اعرف تفاصيل اكتر عن الحادثه اللى اتعرضت ليها شروق وعايزه اعرف تفاصيل عن حياه شروق قبل اللى حصل ، تعرف مين عندها أصحاب قد ايه ، اكتر شخص قريبه منه ، كل حاجه كانت بتتكلم مع حضرتك عنها واى تفاصيل تخصها لازم اعرفها ، لأن شروق مش هتفتح قلبها بسهوله لازم اعرف عشان ابدا معاها صح واكون عارفه أنا بتعامل ازاى مع حالتها وكمان اي ادويه بتاخدها لازم تقف مافيش داعي تاخد مهدئ أو منوم 

وفاء بصدمه : ازاى بس هى مابتنامش غير بمنوم دكتور خالد كان كاتبه ومهدئات كمان بتاخدها عشان كانت اوقات تصرخ وتنهار لحد لم يغمي عليها 

حبيبه بحزن : كله يقف حضرتك وده لمصلحه شروق الادويه النفسيه مش حل ولا علاج خالص ، دة بسبب الادويه دى ممكن تنتحر وتحاول الانتحار بسببهم ، كمان بيدمرو الجهاز العصبي عندها وانا مش حابه أنها تاخد اى علاج دوائي ،انا اتعلمت على ايد دكاتره كبار وكل دكتور ليه طريقه فى العلاج وانا معتمده على جلسات العلاج هى الحل الأنسب وهى دى طريقتي فى شغلي مابعتدمش على الأقراص المخدرة ولا المنوم ، والحمد لله فى حالات كتير تعافت بسبب جلسات العلاج عن طريق الفضفضه وان المريض يخرج كل اللى جواه وكأنه بيتكلم مع نفسه بس بيكون فى فعل ورد فعل ونقاش واقترحات وحلول وبنوصل مع بعض لحل مناسب وعلاج مناسب لكل حاله .

وفاء : خلاص اللى هتقولي عليه هعمله وانا معتمده عليكي بعد ربنا 

حبيبه باهتمام :ممكن تكلميني عن الفتره اللى شروق خسرت فيها اختها واتعرفت على الشاب وقتها .

تنهدت بحزن وتحدثت بالم : دى الفتره اللى كسرتنا كلنا ، ماانكرش أن بعدت عن بنتي وقتها وكنت حزينه على بنتي الكبيره وماهتمتش بشروق خالص ، حزني على الكبيره نساني اهتم بالصغيره وهى فى اكتر وقت محتجالي فيه أنا كنت حزينه بس كنت مدلعها اى طلب اوافق عليه ومن غير ما اسال ، عايزه تخرج مع صحابها حاضر ، عايزه فلوس حاضر ، عايزه سفر ، رحلات  ، بيات بره البيت فى رحله كام يوم مع جروب أصحاب مع بعض حاضر ، ماكنتش برفض ليها طلب كل طلباتها مجابه ، ماكنتش بهتم اسال ولا اعرف ، بقول محتاجه تخرج وتتفسح وتغير جو من حزنها على اختها ، أصلها كانت قريبه منها اوى بس لم اتجوزت بعدت بقى بسبب حياتها الجديده ، بعدها شروق اتعرفت على شاب ، كنت بتحكيلي أنها بتحب واحد اكبر منها بكام سنه وانا كنت غبيه معميه عنها ومابسالش هو مين وليه وخلي بالك من نفسك ، كنت ببتسم ليها واقول لنفسي عادى دي فتره مراهقه واى بنت بتمر بيها ، دة لعب لعيال مش حب ، خليها تجرب بكره تحب وتنحب عادي فتره وهتنسى ، بس كنت غلطانه اوى كمان لم سبتها تحب من غير مااكون رقيب عليها من غير ماانصحها الصح من الغلط من غير  ما اوعيها تخلي بالها من نفسها وماتقبلوش ولا تكلمه غير فى حدود كان لازم تكون عليها رقابه مش حريه وثقه عمياء ، انا السبب أنا اللى ماكنتش ام ليها ولا صاحبه كمان نسيت واجبي كام اتجاهها وفضلت حزينه على اللى راحت وخسرت اللى فاضله أنا بتقطع من جوايا على اللى حصل لانها غلطتي أنا مش غلطه شروق ، شروق كانت طفله محتاجه لتوعيه ، محتاجه اتكلم معاها واعرف هى رايحه فين ومع مين ، كان لازم امنعها تبات بره بيتها واقولها عيب مايصحش انتي بنت وماتفرطيش فى شرفك ولا تدى ثقتك لاي حد ولا حد يضحك عليكي باسم الحب 

انسابت دموعها بمرارة : أنا اللى ضيعت بنتي مش حد غيري

اشفقت على حالتها وحاولت أن تخفف عنها : حضرتك ممكن تهدى ، اللى حصل ماكنش ذنبك لوحدك ومش موضوعنا دلوقتي اللوم على مين ، ممكن تهدى وتبلغيني ايه اللى حصل يوم الحادثه 

كفكفت دموعها  وتحدثت بشرود تتذكر ذلك اليوم .

- يومها بالنهار شروق قالتلي انها بتحبه اوى وان هو مستني تخلص الثانويه وتدخل الجامعه ويتقدم ليها عشان يتجوزو ، وقتها ضحكت قولتلها تجوزو كده مره واحده وانتو لسه صغار ،لسه لم تكبرو مشاعركم هتتغير ،

قالت لا يا ماما هو أكبر مني هيخلص جامعه هو كمان ويشتغل ونتجوز هو بيحبني وانا بحبه واتفقنا على كده .

بس انا وقتها قولتلها طب تخلصي ثانويه وبعدين نتكلم فى حب وجواز يلا قومي زاكري وركزي فى دراستك

قالت خلاص لم ارجع من رحله اسكندريه اوعدك هاكل الكتب اكل 

فى الاول رفضت قالت هتبات يومين بس مع أصحابه هم هغيرو جو ويستعدو للمذاكره بقى لم يرجعو ، فضلت تقنع فيه عشان ضغط الدروس والامتحانات قربت محتاجين يومين بس راحه ، بصراحه ماقدرتش ارفض ووافقت وسافرت الصبح ، رجعت بالليل منهاره وهدومها متبهدله ومن شكلها عرفت اللى حصلها ، وقعت قدامي وانا مش مستوعبه اللى حصلها ولم دكتور شافها اكدلي اللى كنت خايفه منه وكان عندها انهيار عصبي ، بدأت بقى فى مرحله علاجها مع دكتور خالد وبعد الانهيار دخلت فى اكتئاب حاد ورفضه الكلام والتعامل حتى معانا ومن يومها مااتكلمناش معاها عن الحادثه لأن كل لم أحاول اعرف مين تصوت وتصرخ وتقع مني وتفضل تقول كلام مش مفهوم وأنها وثقت فيه بس هو خدعها وبتكره وكلام اكدلي أن الشخص اللى حبته هو اللى عمل كده ، حتى سبنا بيتنا وبهاء اشتري الفيلا دي عشان خاطر شروق تنسي اللى حصلها .

حبيبه بتفهم : بس تغير البيت ماهواش حل  ، دلوقتي مش محتاجه من حضرتك لا تعاتبي نفسك ولا تلوميها واللى حصل حصل دلوقتي نركز مع شروق ونحاول أنها ترجع شروق بتاعت زمان وتقف من تاني على رجليها واللى حصل عارفه أن صعب يتنسي ومش هين عليها بس تحاول تتعايش مع الواقع وتكمل حياتها الحياه مش وقفت لحد هنا ، لازم نقنعها تكمل الدراسه حتى لو مش اتوفقت السنه دى تحاول بردو وانا كمان هحاول معاها ومش هسيبها غير لم اتاكد أنها رجعت لحياتها وبقت انسانه طبيعيه ومش بتاعني من اى مشكله ، فتره علاجها هطول بس انا عندى صبر وثقه فى الله لابعد الحدود وان شاء الله هتتعافى وتكمل حياتها واللى حصلها هتكون تجربه وعدت وهتقوي مش هتكسرها 

وفاء بأمل : يارب يا بنتي أنا معتمده على ربنا ثم عليكي اوعى تتخلي عنها ولا تسبيها فى وسط الطريق 

حبيبه بابتسامه : لا اطمني حضرتك من انهارده هتعامل مع شروق على أنها اختى الصغيره وهتقبل منها اى حاجه ومع الوقت علاقتنا هتقوي وتثق فيه وتفتح قلبها وتبقى كتاب مفتوح ليه وهتتعلم من اخطاءها كلنا بنغلط ونقع بس لازم نقف ومكمل فى حياتنا ، أنا باستاءنك لازم امشي دلوقتي وهكون عندها بكره باذن الله فى نفس الميعاد.

****"****

قاد سيارته وقرر الذهاب الى منزل المهندس غالي قبل أن يذهب لعمله ..

بعد مرور نصف ساعة كان يصف سيارته أمام البنايه ، ترجلا على الفور ودلف لداخل العقار ، صعد الدرج إلى حيث شقته ، استرد أنفاسه قبل أن يدق الجرس ..

وبعض لحظات كان يصدع رنين جرس الباب بالمنزل .

عندما استمع غالي لرنين المنزل ، نهض من فراشه واستند بالعصا وسار بخطوات بطيئة بسبب الجبيره المحاطه بقدمه وتوجه إلى باب المنزل ليعلم من الطارق ..

تفاجأ بوجود يوسف أمامه 

- مستر يوسف خير فى حاجه حصلت 

ابتسم يوسف بود : دي مقابله بردو يا باشمهندس مافيش اتفضل الاول حتى

غالي بخجل : اسفه والله بس قلقت مش معقول حضرتك تجى بدري كده 

اتفضل اتفضل 

دلف يوسف خلفه ثم اغلق باب المنزل وتحدث بهدوء 

: انا اسف أن طبيت كده من غير ما اتصل بيك حتى واسف لازعاجك 

غالي بود : انت تشرف فى اى وقت البيت بيتك 

يوسف بابتسامه : وعشان كده بقى جتلك عشان محتاج اتكلم مع حضرتك 

غالي : انا تحت امرك بس تشرب ايه الاول 

يوسف : لا مافيش داعى واضح أن حضرتك قاعد لوحدك هم خمس دقايق بس 

غالي : فعلا الولاد فى المدارس والمدام بتجيب طلبات البيت ، أوامر انا تحت امرك 

يوسف بابتسامه قص عليه حقيقه مشاعره بفرح وانه يريد الارتباط بها وليس لديها أحدا غيره لذلك قرر أن يطلب يدها منه وإن يطلب من فرح ميعاد لياتى بعائلته والتقدم لخطبتها بوجوده جانبها فهى ليس لديها اى أقارب غيره كونه صديق لوالدها الراحل ...

شعر غالي بالسعاده من أجل ابنه صديقه الراحل فهى مثابه ابنته ويتمنى لها السعاده .

غالي بفرحه : ده يوم المنى لم اكون جنب فرح فى يوم زى ده ، دى بنتى اللى ماخلفتهاش وهى تستاهل كل خير ، ربنا يسعدكم يارب ، أنا هتكلم معاها واحدد الميعاد وأبلغ حضرتك وان شاء الله هكون فى انتظاركم فى بيت احمد الله يرحمه .

يوسف بابتسامه : الله يرحمه ، بس ياريت الميعاد يكون انهارده او بكره بالكتير انا مستعجل بصراحه ومحتاج يكون فى رابط رسمي بينا عشان فرح زى ما حضرتك عارف قاعده لوحدها مع اختها الصغيره وانا عاوز جواز علطول 

غالي : ربنا يقدم اللى فيه الخير 

نهض يوسف من مجلسه وصافحه : استأذن انا بقى 

نهض غالي ليودعه ولكن استوقفه يوسف : لا خليك مستريح حضرتك أنا عارف الطريق ماتتعبش نفسك ، سلام عليكم

غالي بابتسامه : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .

بعد أن غادر يوسف المنزل ، التقط غالي هاتفه وقرر الاتصال بفرح ليتحدث معها بذلك الأمر المفرح للجميع ..

*""""************

أما عن سيف فعندما استيقظ ترك الفيلا على الفور وقاد سيارته ليتوجه إلى منزل الجده زينب ليلتقي باميرته التى احبته وابدلته لشخصا اخر ، أراد أن يشاركها فرحته بموافقه عائلته من الارتباط بها  وأن يأخذ ميعاد ليعرف العائله عليها ويتم التعارف والارتباط باسرع وقت فهو بحاجتها جانبه الان ..

*"""""**** 

كان يتابع عمله بالصاله الرياضيه ويتفقد الاجهزه الرياضيه ، فجاه أتى إليه شاب ليتحدث معه .

- كابتن عمار ازيك 

عمار : الحمد لله تمام ، اخبارك انت يا ماجد 

ماجد : بخير ، بس قولي هو هشام هيفضل فى اجازه كده كتير ، لازم ينزل الشغل عشان ينسى حزنه مش معقول هيقفل على نفسه ،دة ممكن يجراله حاجه لو فضل كده ، انت صاحبه وتقدر عليه 

عمار بعدم فهم : ماله هشام مش فاهم 

ماجد باستغراب : ايه ده هو انت متعرفش أن والد هشام اتوفي ومن يومها وهو مابيخرجش من البيت

عمار بحزن : ايه امتى ده حصل 

ماجد : من حوالي عشر ايام ، عشان كده ماشوفتكش فى الدفنه ، هو فى حاجه حصلت بينكم ولا حاجه 

عمار بضيق : لا مافيش حاجه ، بعد اذنك يا ماجد لازم امشي 

ماجد باستغراب : اتفضل 

شعر بالحزن والضيق من أجل صديقه فلم يعلم بخبر وفاه والده الا عن طريق الصدفه ، لم يتخيل يوما أن يبتعد عنه وتكبر المسافات بينهم ويصبح كل منهما غريبا عن الآخر ، تنهد بحزن وهو يتذكر علاقتهم معه منذ أن التحق بالجامعه وتكونت بينهم الصداقه واصبحا أشقاء لا يتفرقا فعمار كد خسر والديه فى عمر مبكر وعندما تقرب من هشام شعر بحب عائلته واتخذ والديه بمثابه أهله ، بكى اليوم من أجل والد صديقه فقد كان يكن له مشاعر ابويا صادقه والان اصبح صديقه وحيدا مثلها تماما  .

ظل شاردا يفكر بوضع صديقه الان بعد رحيل والده ، ولم يشعر بزوجته التى تقف أمامه وتحدثه. 

- عمار حبيبي هروح مع ملاك النادي هى مخنوقه شويا وقولنا تغير جو وكمان نتصل بحبيبه ونتقابل هناك ماشي 

، عماااار مالك انت مش سامعني 

انتبه على صوت صراخ زوجته ونظر لها بحزن : فى ايه يا ريم 

ريم برفعه حاجب : انت كل ده وماسمعتنيش قولت ايه ، دة انت كمان مش شايفنى قولي واعترف كنت سرحان فى مين غيري

تنهد بضيق : مافيش ، كنتي عايزه ايه بقى 

ريم : كنت بقولك هروح النادى مع ملاك وحبيبه 

عمار : روحي وخلي بالك من نفسك

اقتربت ريم لمقعده ونظرت له بحنيه وهى تمسد على شعره برفق : مالك يا حبيبي شكلك متغير فى حاجه ولا ايه 

عمار : مافيش ياقلبي روحى انتى شوفي اصحابك

جلست أعلى مكتبه مقابل له : لا صحاب مين ، مش ماشيا من هنا غير لم اعرف حبيبي ماله وايه اللى غير أحواله 

انسابت دمعه حارقه على وجنته ، رائتها زوجته فشعر بالقلق وقبلته مكان تلك الدمعه المتمرده التى سقطت من عيناه ونظرت له بحب ولهفه لتعلم ما الذى يشعر به الآن .

- هتخبي عليا يا عمار ، قولي يا حبيبي فى ايه مش احنا واحد ، واللى يزعلك يزعلني قولي بقى فى ايه عشان خاطرى 

زفرا بضيق : عمى كامل والد هشام اتوفي من كام يوم وانا مااعرفش ولا حضرت ولا كنت جنب صاحبي فى حزنه ، أنا كنت بعتبر والده زى والدي ، دلوقتي هشام وحيد من غيري ومافيش حد جنبه أنا زعلان من نفسي اوى أن ماكنتش جنب هشام فى اكتر وقت هو محتاجلي فيه ياريم .

ضمته برفق وظلت تمسد على ظهره بحنان وتحاول أن تخفف عنه : بس انت ماكنتش تعرف واللى حصل من هشام كان مزعلك منه ، كمان هشام هو اللى غلطان وماحاولش يصالحك وانت عملت كل حاجه بنفسك وهو اتخلي عنك ورفض حتى يعترف بغلطه 

تحدث بحزن : عارف ان هشام غلطان بس ماكنش لازم ابعد عنى واخسره أنا كنت عاوز اعرفه أن اللى عمله مش صح

بس أنا صاحب عمره بردو والمفروض انصحه وايه يعنى لم اصلح وراه غلطه ده حقه عليا ، احنا اخوات وأصحاب وكان هو كان دايما فى ضهري  ووقت الشده والازمات مابنسبش بعض 

ريم باشفاق لحاله زوجها : خلاص يا عمار روحله دلوقتي واقف جنبه وارجعو لبعض زى الاول وسامحه على اللى فات ، اكيد وانت معاه هو هيبعد عن فكره الانتقام اللى كانت في دماغه..

بالفعل استمع عمار لحديث زوجته وغادر المنزل ليستقل سيارته متوجها الي صديقه ليكون جانبه في تلك المحنه

وفي غضون دقائق كان امام منزل صديقه، وقف امامه يطرق بابه وانتظر قليلا..

في ذلك الوقت نهض هشام من اعلي الاريكه التي كان جالسا عليها يتذكر كل ما حدث له بالماضي وتزفر عيناه الدموع، عندما استمع لجرس الباب، فاق من شروده ونهض ليفتح الباب، تسمر مكانه لعده لحظات يتطلع لصديقه بحزن والم.

قابل عمار تلك النظرات بأسي فهو يشعر بالحزن من أجل صديقه ومن رؤيته علي تلك الحاله، عانقه بقوه ليشدد هشام عناق صديقه ويهتف بأسف : محتاجلك اوي يا صاحبي

_____-


فالصداقه الحقيقيه كنزا لا يعوض ...

فقد منحنا الله سبحانه وتعالى أشخاصاً في حياتنا رغم عدم ارتباطنا بصله الدم، إلّا أنهم أقرب لنا من أي شيء، جمعتنا معهم المواقف  وتخطينا معا الصعوبات واجهتنا مشاكل الحياه ولكن تغلبنا عليها ودامت صداقتنا وتقاربت ارواحنا ...

(( أصدقاؤنا هم بلسم الحياة لنا، هم زهرة في بستان قاحل،   الصداقة مثل العلاقة بين اليد والعين... حينما تنجرح اليد تدمع العين وعندما تدمع العين تمسحها اليد. لا تفرط في صديقك أبداً... لأن الصديق الوفي عملة نادرة في هذا الزمان))


****************

عندما عاد من عمله دلف لغرفه النوم  وجدها تصلي فرضها ، جلس أعلى الفراش ينتظر انتهائها من الصلاه .

نزع سترته ووضعها أعلى الفراش وقعت عيناه على تلك الأجندة ، التقطها بيده ونظر باهتمام فى أول صفحاتها لفت انتباه اسمه ، ابتسم بحب وعاد ينظر إلى زوجته وجدها انتهت من صلاتها وتنهض وهى تحمل سجاده الصلاه .

اقترب منها بحب وهو يضمها من الخلف : تقبل الله 

التفتت تنظر إليه بحب : منه ومنك أن شاء الله

قبل وجنتها : واحشتيني 

- وانت كمان 

رفع الاجنده أمام اعينها : ده ايه بقى 

نظرت له بابتسامه وتحدثت : اول مره شوفتك فيها وكنت لسه فى غيبوبه فى المستشفي وعرفت بحالتك من دكتور سليم يومها كتبت اسمك ، كنت اول مريض اتكلف بحالته 

عاد أنظاره لصفحاتها : يعنى الأجندة  دي  تخص الحالات اللى عالجتيها 

هزت راسها بالايجاب : هى فعلا فيها كل حاله تابعتها ، بس انت غيرهم كلهم أنا كاتبه عن حالتك انك حبيبي من قبل حتى مااعالجك

ياسين بغمزه : بجد طب قوليلى كاتبه ايه ،عايز اسمع منك 

التقطت منه الاجنده وفرت من أمامه : ده سر المهنه عيب 

حاول الالحاق بها : حبيبه تعالي هنا لازم اعرف كل كلمه مكتوبه عني

نظرت له بجديه : خلي قلبك يقولك 

تنهد بقوه : بقى كده ماشي 

حبيبه : غير هدومك عشان تساعدني نعمل الاكل عشان أنا معملتش اكل 

وجدها فرصه ليعلم منها ماذا كتبت عنه منذ أول لقاء ومتي احبته ، ابتسم لها وقال 

- تمام اسبقيني على المطبخ يا حبي وانا هغير وجاي

غادرت الغرفه وهى مازالت تحمل الأجندة بيدها ، زفرا انفاسه بضيق : بردو اخدتها معاها بس على مين ده انا هسحب الكلام منها هى شخصيا وبطريقتي ..

دلفت هى للغرفه الاخري واخفتها اسفل الفراش ثم غادرت الغرفه وتوجهت إلى المطبخ وفجاه راودها الشعور بالخوف حاولت تنفيض تلك الأفكار من راسها واغمضت عيناها بقوه وعندما فتحتها وجدت زوجها أمامها يقترب منها

 يريد تقبيلها ، فجاه عادت للخلف وهى تتنفس باضطراب ، نظر لها بقلق :

- مالك يا حبيبتي حصل حاجه معاكي انهارده 

زفرت انفاسها بهدوء ونظرت له بجديه : أنا عاوزة اتعلم السواقه بقى علمني

نظر لها بغرابة : غريبه طلبت منك كتير وكنتي بتاجلي وتهربي مني كانك خايفه تسوقي دلوقتي انتى اللى بتطلبي يبق فى حاجه صح 

هزت راسها بالايجاب : بصراحه في

حاوط كتفها بحنان وغادرا المطبخ ؛ طب تعالي  نقعد و نتكلم براحتنا وسيبك من الاكل نبق نطلب ديلفري 

سارت جانبه باستسلام إلى أن وصلا لغرفه الصالون جلس هو على الأريكة وجعلها تجلس جانبه وهو مازل يضمها بكتفه .

ونظر لعيناها بشده وقراء داخلهم الخوف ،ابتسم لها بحب وعاد سواله مره اخرى 

- مالك ياقلبي حصل ايه 

ابتلعت ريقها ونظرت له : أنا لم ركبت تاكسي انهارده  خوفت من السواق 

جحظت عيناه بصدمه : عملك حاجه ، قوليلى وانا 

وضعت يدها أعلى شفتيه : ماعملش بس انا حسيت بالخوف فجاه ، بصراحه حسيت نظراته مريبه وانا خايفه عايزه اتعلم السواقه واسوق أنا بنفسي

- أعلمك مافيش مشكله ، بس ليه مقولتيش قبل كده انك بتخافي تركبي تاكسي وبعدين يا حبيبتي ماكلمتنيش  وانا اجيلك و اوصلك 

- ماكنتش خايفه قبل كده يا ياسين 

ياسين باهتمام : طب حاجه حصلت خلتك تخافي ولا مجرد شعور بالخوف من مجرد نظرات مثلا من سواق مش كلهم يعنى ولا ايه انا محتاج افهم خوفك

حبيبه بتردد : بص انا تفكيري مشتت انهارده وبسبب حاجه حصلت بس مش معايا وانا ماينفعش اقولك عشان الحاجه دى ماتخصنيش وماينفعش

ياسين بتفهم : بس فهمت يبق بسبب الحاله الجديده اللى شوفيتها انهارده صح

هزت راسها بالايجاب 

ياسين بجديه ' هو الموضوع كبير بقى مش مجرد ضغط مذاكره وثانوية عامه واكتئاب دراسه 

هزت راسها بالايجاب مره اخرى وتحدثت بحزن : لا كبير اوى كمان 

ياسين بتنهيده : يعنى مافيش سفر المانيا ، هى المريضه اللى بتعالجيها هتنقلك مخاوفها ولا ايه النظام

جحظت عيناها ونظرت له بغضب فضمها لصدره وهو يبتسم بحنان : بهزر والله ماتزعليش ياقلبي بس عايزك تحكي عشان اكون معاكي ولو فى حاجه اقدر اساعدك جربيني

هزت راسها بالنفي 

- بس انتى قبل كده كنتي بتاخدي رائي فى حالات بتعالجيهم ولا أنا ماكنتش بفيدك بحاجه 

- هو الموضوع مختلف تمام ، كنت بحتاج اسمع منك بردو أنا ماشيه صح ولا ايه بس المره دي المفروض أن سر وصعب احكي 

تنهد بضيق : بصي يا قلبي عارف ومتأكد أن أى مريض بتعالجيه بيكون عنده اسرار وماينفعش ادخل واغصب عليكي تحكيلي بس احنا بنبق نتشاور فى الحوار من وجهه نظرك ونظري انتى شايفه المشكله ازاى كبنت وانا شايفها ازاى كشاب يعنى بوجهه نظر مختلفه وحلول واراء مختلفه ، وانتي عارفه طبعا أن سر اى مريض أنا عمري ماهطلعه بره وكمان محتاج اكون معاكي فى الحلول انتى داخل المشكله بتبقي مضطربة ومش شايفه حلول لكن أنا خارج الدايره هشوف حلول ممكن تكون غايبه عنك وماجتش فى بالك ، الا مضغوط فى الموضوع نفسه غير اللى بره خالص ، وبدليل خوفك انهارده رغم انك طول عمرك تركبي تاكسيات واوبر وبتشوفي كل يوم اشكال جديده .

- انت صح اول مره يحصلي كده 

ياسين بتفهم حالتها : قوليلي ايه مشكله البنوته ، اكيد قصه حب فاشله وهى مصدومه الشاب سابها ، ماهى دى اكبر مشاكل المراهقه 

نظرت له بحزن وهزت رأسها بالنفي عده مرات وانسابت دموعها بصمت : اغتصاب يا ياسين مش حاجه سهله لبنت فى سنها تعيش تجربه زى دي ، ذنبها ايه يحصلها كده دي طفله .

ضمها بقوه وظل يمسد على ظهرها برفق وشعر بالحزن من أجل تلك الطفله التى تعاني وهى مازالت فى مرحله المراهقه وحاول أن يهدئ زوجته فهى طيبه القلب وحنونه لابعد الحدود وتشفق على اى حاله تواجهها بعملها .

تنهد بقوه وحدثها بلين : هو طبعا اللى حصل مع طفله فى سنها صعب جدا اى حد يستوعبه حتى ، بس دى اراده ربنا وربنا قادر يخفف عنها وان شاء الله وجودك جنبها هيخفف عنها كتير بس ماينفعش انتى تضعفي بالشكل ده لازم تبقى قويه وتحاولي تخرجي البنوته من حالتها وربنا معاكي ياقلبي ويوفقك.

حبيبه بحزن : أنا مش هسيبها لحد لم اطمن عليها دي مش بعيد تاذى نفسها ، والدتها بتحمل نفسها الذنب وكمان اخوها ، أنا سمعت منهم نص الحكايه لازم اسمعها منها هى عشان تبقى الحكايه كامله واضحه قدامي 

ابتسم لها بحب ومحى دموعها المتساقطه أعلى وجنتيها : ربنا كبير وان شاء الله تقدري 

قوليلى بقى نطلب اكل ايه 

حبيبه : ماليش نفسي بجد 

ياسين باصرار : لا والله مايحصل لازم تاكلي معايا ، أنا نفسي فى سوشي ايه رايك 

حبيبه بتنهيده : ماشي 

قرصها من وجنتها برفق : ابتسمي بقى خلى  حياتي ودنيتي تنور 

ابتسمت له فاقترب منها ليطبع قبله حانيه أعلى جبينها : قلبي انا 

***********

داخل النادي جلست ريم تتحدث مع ملاك بجديه 

- عامله ايه فى البيت بعد اللى حصل 

ملاك بضيق : بابا أصر يعرف ليه انا وكريم انفصلنا  واضطريت أقوله أن بحبه زى اخويا ومش ينفع نكمل مع بعض والبيت جوه متوتر وعلاقه بابا بعمي متكهربه ، اصل كريم بلغ عمى أن هو شايفني أخته وبس ومش ينفع يكمل ومحدش مصدق اصلا كلامنا عشان كنا بنحضر للفرح 

ريم بغضب : كريم ده اصلا مش راجل يعتمد عليه وبيهرب من المسؤليه ولا هامه حاجه كان من الاول رفض الارتباط ماكنتيش زمانك اسمك مطلقه 

ملاك بحزن : اللى حصل بقى ، ربنا يسعده مش عايزه ادعي عليه هو بردو ابن عمي 

ريم : ياختى اتنيلي ، ايكش يولع بجاز دة مايستهلش ينبكي عليه يوم واحد آخره ساعه بس وحتى الساعه خساره فيه

ابتسمت ملاك لتلك الشعنونه : لا ماانا بطلت عياط وبفكر اشترك فى اي رياضه هنا فى النادي اسألي نفسي وكمان عشان اعرف ادافع عن نفسي ولو حد قرب مني ولا ضايقني عشان الزمن مابقاش امان ، تنصحيني ادرب ايه بقى 

ريم بجديه : خطوه حلوه فعلا ، بصي هو الكاراتيه هيبقى مناسب ليكي مش صعبه اوى وتقدري تحمي نفسك بيها 

نهضت من مقعدها : طب يلا عشان نشترك

نهضت معها ريم : مين نشترك ده ههه لا ياقلبي اشتركي انتى مع نفسك أنا عمار معايا فى البيت ولو عايزه ادرب اى حاجه هو يعلمني 

ملاك برفعه حاجب : جبانه عشان لو اتعرضتي لأى موقف فى الشارع تتصرفي

ريم : لا ياحبيبتي انا بعرف اتصرف وبلساني كمان من غير ماامد ايدى لساني لوحده كفايه هههه

**********

كانت تنظر للخارج عبر نافذه غرفتها وتتذكر لمحات من الماضي وتنساب دموعها بصمت ، إلى أن شعرت بيد تحاوطها لتنظر له بعينان دامعه وينتفض جسدها بخوف .

ضمها بحنان وظل يربت على ظهرها ليطمئنها داخل أحضانه وهو يهمس أمام اذنيها 

- خوفك مني بيوجعلي قلبي اوى ، عايزك تطمني فى حضني وتعرفي أن عمري ماهسيب حقك ، طول ما انا عايش مش عايزك توطى راسك ولا تنكسري وحقك امانه فى رقبتي ومش هرتاح اللى لم اشرب من دمه اللى فكر يقرب منك وياذيكي وحياتك عندي ليدفع التمن غالي اوى 

تجمدت داخل أحضانه عندما استمعت لوعيده بالانتقام من الذي سلب منها ابسط حقوقها ، سلب فرحتها وبراءتها وتركها جسدا بلا روح .

ابتعدت عنه بقلق ونظرت لعيناه بقوه وجدته يبتسم لها بحنان ويحاول منع دموعه من التساقط أمامها وتحدثت بصوت خافت 

- محتاجه انام 

سحب يدها للفراش ودثرها جيدا بالغطاء وهو مازل يبتسم لصغيرته بحنان وجلس جانبها يمسد على شعرها الذهبي 

- نامي يا قلبي وانا لم اطمن عليكي هخرج 

ظلت مصوبه عيناها علي شقيقها بقوه إلى أن جعلت بالأمان بوجوده جانبها ولن تنفر منه هذه المره ، تمسكت بكف يده واغمضت عيناها باستسلام وهى متشبثه بكفه .

تنهد بحزن وظل جانبها إلى أن غفل هو الآخر ...

**"*********

ودع صديقه بعد أن اطمئن عليه وعاد إلى منزله ، وجد المنزل هادئ علم أن زوجته ذهبت للنوم ولكن عندما دلف لغرفه النوم تفاجئ بها تنهض من الفراش وتستقبله بابتسامتها العذبه 

- حبيبي اتاخرت اوى قلقت عليك 

قبلها بحب : بس انا معرفك هتاخر عند هشام 

ريم بجديه : ايه أخباره 

حدثها وهو يبدل ثيابه : الحمد لله 

ريم : طيب كويس هحضرلك العشا بقى

أمسك بيدها يمنعها من الخروج : لا ياقلبي أنا اكلت مع هشام كشري

ريم برفعه حاجب : كشري بالليل يا عمار 

عمار بابتسامه :لا مش دلوقتي هو اكلنا كشري من العصر وربنا يسامحه هشام زود الشطه وانا معدتي مش متحمله اكل حاجه خالص ، ممكن بس تجبيلي اقراص المعده لأن بجد مش قادر 

ريم بقلق : وانت ليه تاكل حاجه انت ممنوع منها اصلا يعنى تتعب نفسك عشان ترضي صاحبك 

عمار بجديه : ريم حبيبتي انا تعبان ومش حمل مجادله ومناهده ، هشام مايعرفش أن تعبان واحنا من زمان بناكل الكشري وحراق كمان ماحصلش حاجه أنا اللى معدتي أتأثرت دلوقتي هو ذنبه ايه 

غمزت له بمشاكسه : شكلك عجزت يا عموري

ضحك بخفه : مين ده اللى عجز يا ماما أنا لسه عندي31 سنه يعني فى عز شبابي

ريم بابتسامه : ماشي يا عز الشباب اروح اجبلك العلاج احسن ههه

عمار بابتسامه : ماشي يا ام لسان اطول منك يا قزعه

ريم بذهول : أنا قزغه

عمار : مالك متفاجئ ليه هو انتى ماتعرفيش ولا أنا بقول معلومه جديده هههه بس بحبك يا قزعتي 

تصنعت الغضب : بقى كده ماشي خساره فيك المفاجاه اللى كنت محضرهالك ومانمتش عشان ابلغك بيها 

ظن أنها تحاوره وتوجه إلى الفراش وكأنها لم تتحدث من الأساس ، يعلم أن بفعلته هذا يثير غضبها اكثر ، فهو يعلم أنها تريده أن يلح عليها وبالاخير ليس يكون لديها اى مفاجاه فهى تفعل معه مقالب دائما والان ليس لديه طاقه للركض وراها أن كانت تمزح معه ، اغمض عيناه يتصنع النوم .

نظرت له بضيق وغادرت الغرفه لتحضر له كوب الماء والدواء الخاص به وظلت تثرثر كعادتها عندما تغضب منه ، ابتسم هو على جنون زوجته وتمدد بالفراش.  ..


             الفصل الثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close