أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الثالث عشر 13بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الثالث عشر 13 

بقلم شيماء عبد الله



انتظرت وعد ساعة كاملة حتى تأكدت أن الشرطة غادرت، فنزعت الغطاء عن سيارة مخزنة في ذلك القبو، وفتحت باب القبو، ليظهر نفق طويل ومظلم، فوضعت الحاسوب في السيارة وركبت هي الأخرى، وخرجت من ذلك القبو الذي أغلقت بابه خلفها، وشفت طريقها وسط ذلك النفق المظلم، وبعد دقائق وصلت إلى مرتفع صعدت منه لتصبح وسط مخزن. 


نزلت من السيارة فتحت باب المخزن، ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها، وتحركت نحو وجهتها الجديدة وهي تحارب ألمها، وفي منزل جميلة كانت تراقب تحركاتها لتقول: تمكنت من الإفلات مجددا يا وعد، لكن شاهدي الان ما سيحدث فيك.


وصل رعد للقصر فصعد سريعا لغرفته متهربا من أسئلة والده اللا متناهية، واكتفى بقول :هربت مجددا. 


دخل رعد لغرفته، وأغلق الباب خلفه، ثم أحضر الأوراق وبدأ ينقل ما وجده في المخطط، وبدأ يقارن تلك المعلومات بما يعرفه، وأمضى أغلب وقته في تلك الغرفة، وساورته الكثير من الشكوك بخصوص موضوع وعد، إلا أنه احتفظ بشكوكه لنفسه كي لا يثير انتباه أحد. 


عند جميلة، كانت واقفة أمام مدرسة شهاب ابن ماسة، وظلت تراقبه حتى خرجت فالتقطت له بعض الصور، ثم أرسلتهم لماسة من الرقم المشفر، إضافة لملاحظة معها، وفي الجهة المقابلة كانت ماسة مع الفتيات حينما تلقت تلك الرسالة وصدمت من محتواها. 


جنة: ماسة ما بك.


ماسة :لا شيء. 


ريم: لا بد أنه حبيب القلب هو من أرسل لها شيئا. 


قامت ماسة لتبتعد عنهم، فعلت ضحكات الفتيات معتقدين أن ريم محقة، بينما هي اتجهت للحديقة وقرأت الرسالة مجددا. 


"تخيلي أن لا يعود شهاب في أحد الأيام، من الصعب التخيل أليس كذلك، إذن توقعي كل شيء ما دمت مصدقة أن وعد بريئة، هذا مجرد تحذير صغير لك، واحذري لدي عيون في كل مكان، وحتى لو أخفيت إبنك في القصر أصل له بكل سهولة، أتمنى أن تكون رسالتي وصلتك بشكل واضح." 


تجمدت ماسة في مكانها لثواني، قبل أن تتصل بالحارس المكلف شهاب وهتفت: أين هو شهاب. 


الحارس: إنه معي سيدتي. 


ماسة: أعطه الهاتف. 


فعل ما أمرته به، فأخذ شهاب الهاتف بعد أن كان يحادث إيليا ليجيب قائلا :نعم يا أمي. 


ماسة :حبيبي شهاب هل أنت بخير. 


شهاب :أنا بخير وأوشكت على الوصول للمنزل. 


ماسة :سأنتظرك يا ابني. 


أغلقت ماسة الخط، وجلست تتنفس بقوة قائلة: يا رب احفظ لي ابني.. عودي يا وعد سريعا أنا خائفة، منذ غادرت غادر معك الأمان. 


وفي الوقت الذي تناجي هي الله ووعد، كانت وعد وصلت لمنزل داخل حي شعبي بعد أن صفت السيارة بعيدا عن الحي، و ارتدت النقاب مجددا، و قصدت ذلك المنزل، لتدخل له وهتفت: يبدو أنني سأتنقل كثيرا خلال الفترة المقبلة. 


عاد شهاب من المدرسة، وفور رؤية ماسة له أسرعت لتحتضنه، لا تعلم بحال قلب إيليا الذي حزن حينما رأى لهفتها على إبنها، وتمنى لو كانت وعد معهم كي تحتضنه هو الآخر، فدخل للقصر وصعد لغرفته دون أن يشعر به أحد، وكذلك ماسة التي إنشغلت بإبنها ونست أمره نهائيا. 


دخل إيليا لغرفته، وحمل صورة له مع والديه، فبدأ يتلمس وجه أمه ودموعه تسيل على خده هاتفا :أين أنت يا أمي؟ عودي سريعا رجاءا، يا رب أعد لي أمي وسأفعل كل ما تريد، أعدك لن أكذب مجددا ولن أفعل شيئا يزعجهم.. أريد أمي فقط. 


سمعت ياسمين صوته من غرفتها، وسمعت صوت الباب الذي أغلقه بقوة، فطرقته ثم دخلت هاتفة :إيليا هل أنت بخير. 


نظر لها إيليا لثواني قبل أن ينفجر، ويبدأ في رمي كل ما تطاله يده، ويصرخ بكلمة أمي، ورغم محاولات ياسمين في إيقافه لم تنجح، فأتى رعد مسرعا، وتمكن بصعوبة من إيقافه؛ خاصة بعد أن ضربه بإحدى ألعابه دون أن يشعر، فحضنه عله يهدأ، ليشعر به يرتخي بين يديه فجأة. 


رعد: إيليا.. إيليا إبني هل أنت بخير، استيقظ يا إيليا... ياسمين نادي على الطبيب بسرعة. 


نزلت ياسمين سريعا وهي تبكي، ونادت على طبيب القصر الذي صعد لغرفة إيليا، بينما جودي أوقفت ياسمين حينما أمسكتها من ذراعها هاتفة: ماذا حدث يا ياسمين؟ وأين ذهب الطبيب. 


نزعت يدها عنها بقوة وقالت: كل شيء حدث بسببكم، إيليا فقد وعيه بسببكم، أنتم من أبعد والدتنا عنا، أكرهكم جميعا. 


عادت جودي خطوتين للخلف مصدومة من هجومها المفاجئ، فصعدت ياسمين لتقق بجانب أخاها، وظلت تراقب الطبيب حتى انتهى ليهتف رعد: كيف حاله أيها الطبيب. 


الطبيب :سيدي إبنك تأثر كثيرا بما يحدث، ومن الواضح أنه كان يكتم حزنه داخل قلبه، واليوم تعرض لانهيار عصبي، فقدمت له مهدئا سيريحه قليلا ويجعله ينام، لكن يجب عليك أن تحذر في الأيام القادمة، وتبعده عن المشاكل. 


ضغط رعد على لكمة يده منزعج من وضع إبنه، ونظر للطبيب قائلا: ما الذي نستطيع فعله له الآن. 


الطبيب :يفضل أن تبعده عن المشاكل خلال هذه الفترة، خاصة أن موضوع السيدة وعد لا يجب أن يذكر أمامه، وضاعفوا من اهتمامكم به، ولا تدعوه يشعر بالوحدة. 


رعد: حسنا شكرا لك. 


غادر الطبيب لينظر رعد لياسمين مردفا: أين عهد يا ياسمين. 


ياسمين :كانت في غرفتي حينما سمعت صوت إيليا يتحدث وحده، وكان يقول أنه يريد أمي، وحينما سألته ما بك بدأ يضرب ويصرخ. 


تنهد رعد قائلا: أحضري أختك واجلسي مع أخاك. 


ياسمين :حسنا يا أبي. 


ذهبت ياسمين لتحضر عهد، فنظر رعد لجودي ووالدته قائلا: من الأحسن أن ندع إيليا بمفرده. 


نسرين :إذهب أنت لترتاح يا بني أنا سأهتم بإيليا.


رعد: إيليا يملك اخته هي من ستعتني بها، والان هيا بنا نخرج. 


كادت نسرين أن تتحدث إلا أن نظرات رعد جعلتها تتراجع، ليخرجوا وتركوا ياسمين تهتم بعهد وإيليا النائمان فرق السرير، فنزلوا رعد للأسفل خلفه النساء. 


نسرين :أخبرني ما بك يا ابني. 


عمر :ماذا حدث مجددا. 


رعد: تريدون معرفة ما حدث، لا شيء فقط إبني تعرض لانهيار عصبي، هذا شيء بسيط. 


عمر :إيليا ! لكن لماذا. 


رعد: بسببكم.. حذرتكم من قبل لكنكم لم تنصتوا لي، إذن فلتتحملوا عواقب ما فعلتموه، من اليوم ستنسوني أنا وأطفالي. 


صرخ بصوت عالي قائلا :رحمة، رحمة. 


أتت رحمة سريعا وقالت :نعم سيدي. 


رعد: أرسلي أحدا ليضب ملابسي وملابس أبنائي، ولا تنسي ملابس وعد كذلك. 


لم تفهم رحمة سبب طلبه إلا أنها هتفت: حسنا سيدي. 


ذهبت رحمة لتنفذ أوامره، فنظرت نسرين لابنها مصدومة من أفعاله وهتفت: ما الذي ستفعله يا رعد. 


نظر لها ببرود مردفا: سأبعد أبنائي كي لا يسمعوا حديثكم السام كل يوم. 


عمر: ما الذي تفعله يا رعد، لا تضخم الأمور، ماذا فعلنا لك نحن. 


رعد: أتعلم ما هو خطأكم.. كل يوم تتحدثون عن وعد، في الإفطار والغداء والعشاء، أينما ألتفت أجدكم تتحدثون عنها، وإذا كنت أنا ناضجا وواعيا وتأزمت كثيرا بسبب حديثكم، ولم أعد أشارككم الأكل، أتعتقد أن أبنائي الذين يقضون أغلب أوقاتهم معكن سيتحملون كثيرا.


صمت رعد لا يرغب في التعمق في الحديث في تلك اللحظة، كونه يعي أن حديثه لن يعجب أحدهم ،فقال: غدا صباحا سنغاذر، إذن دعوا هذه الليلة تمر على خير. 


تحدثت جودي فجأة قائلة :لما تريد أخذ ملابس وعد معك. 


نظر لها رعد مندهشا لتخرج قهقهة من فاهه هاتفا: ما أنت.. في كل ما يحدث لا يهمك سوى ملابس وعد، أنت لما تكرهين وعد لهذه الدرجة. 


تجمدت أطراف جودي من شدة الصدمة من اتهامه الخطير لها، ولما ستقول اتهاما بينما تلك هي الحقيقة، متى وكيف هي بحد ذاتها لا تعلم، وحينما طال صمتها قال رعد :خالتي إني أنتظر إجابة منك، لأن فضولي كبير لمعرفة الخطأ الذي فعلته وعد معك وجعلك تكرهينها كثيرا.. أجيبي إني أنتظر. 


دخلت في هذه الأثناء ماسة رفقة إبنها، لتنظر له وهتفت :اصعد لغرفتك يا شهاب. 


صعد شهاب، لتقترب منهم ماسة وقالت :ما الذي يحدث مجددا. 


لم تتلقى أية إجابة، لتعقد حاجبيها ونظرت لرعد مردفة: رعد ماذا حدث. 


رعد: لا شيء فقط أنتظر إجابة أمك، أما تكره وعد لهذه الدرجة. 


ماسة :وأخيرا إنتبه شخص آخر لهذا، كنت أعتقد أنني فقط من لاحظت كرهها لوعد. 


عمر: احذري يا ماسة التي تتحدثين عنها هي أمك. 


ماسة :ولأنها أمي أقول هذا، أمي منذ عدت للعائلة وأنا أنتبه لتصرفاتها، أمي تكره وعد لأن وعد فعلت ما لم تستطع أمي فعله. 


جودي :ما الذي تقولينه يا ماسة، يبدو أنك لا تستوعبين حديثك. 


صمتت ماسة تنظر بأسى لوالدتها، فقال رعد: ما الذي تقصدينه يا ماسة. 


نسرين :اصمت يا رعد لا تزد من سوء الوضع بين الأم وابنتها. 


ابتسمت ماسة مردفة: تخافون أن يقع مشكلا بيني وبين أمي، لكنكم تزرعون الكره في قلب أطفال وعد ورعد من جهة أمهم. 


دخل في هذه اللحظة مراد وهو يتحدث مع الرجال، ليسمع جملة ماسة فقال بحدة: ماسة. 


استدارت ماسة ناحيته وهتفت :أخبرتك من قبل يا مراد، لن أرحم أحدا مجددا، والآن أستأذن منكم سأصعد لأرى ابني وأبناء أختي. 


صعدت درجتين ثم التفت ناحيتهم وهتفت :قبل أن أنسى وعد كانت لي الأم حينما كان يجب على أمي فعل هذا. 


جودي: ماسة إلى هنا ويكفي، كيف كانت أمك، أنا أمك، وإذا افترقنا من قبل ولم أقضي معك سنوات من طفولتك فهذا بسبب وعد التي كذبت وأخفتك عني، وعد هي السبب في كل شيء. 


ماسة: للأسف حالتك أصبحت ميؤوس منها.


عند وعد وجميلة كانت كل واحدة منهما تجلس أمام حاسوبها تشاهد ما يحدث، خاصة جميلة التي أتاها إتصال من رحمة تخبرها بما يحدث، بينما وعد صدمت حينما علمت ما حدث لابنها، فأسرعت بالخروج لتستقل سيارتها متجهة للقصر، وعلمت جميلة بهذا من الرجل الذي يراقب وعد، فقالت: لا يمكن، إذا ذهبت وعد الان للقصر قد يجعل رعد والده يتنازل عن القضية من أجل إبنه، لن أسمح لهذا بالحدوث. 


حملت هاتفها الثاني، واتصلت على الشرطة لتقول :أريد أن أقدم بلاغا. 


الشرطي :تفضلي على من ستبلغي. 


جميلة :وعد العلمي متوجهة الأن لقصر العلمي من الطريق الرئيسية. 


أعطتهم رقم السيارة ليتكلف الضباط بهذا، وحينما مرت وعد من جانب شرطي المرور رأى سيارة بنفس المواصفات والرقم، فلحق بها الشرطي، لتصدم حينما رأت الشرطة تتبعها، فقالت: هذا مبالغ فيه. 


بدأت وعد تراوغهم، إلا أنها لاحظت ازدياد عدد الشرطيين، فدخلت للطريق المؤدية للقصر، لتجد فرصا أكثر لتراوغهم، وفي لحظة اختفت كونها أكثر شخص يعلم ذلك المكان والممرات السرية، فأوقفت سيارتها واقتربت من إحدى الأشجار التي تظهر طبيعية للناظرين، لكنها في الأساس اصطناعية، وكان بها باب خفي فتحته وولجت داخل تلك الشجرة، وفور إغلاقه نزل المصعد ليوصلها لقبو القصر، فاستقلت المصعد الداخلي للقصر لتتسلل لغرفة أطفالها دون أن يشعر أحد بهم، وفور دخولها لغرفة إيليا أغلقت الباب بالمفتاح، والتفت ناحية ياسمين التي كان فاهها مفتوح من شدة الصدمة. 


ياسمين :أمي. 


وعد: ابنتي الجميلة. 


أسرعت ناحيتها ياسمين لتحضنها وهي تبكي بكل قوتها، فبادلتها وعد الحضن تمسد على ظهرها، وقالت: اهدئي يا حبيبتي. 


ياسمين :اشتقت لك كثيرا يا أمي. 


وعد :أنا أيضا اشتقت لكم. 


ابتعدت ياسمين عن حضنها بعد دقائق، لتسنح لها الفرصة كي تقترب من سرير إيليا الذي كان نائما وبجواره عهد، فطبعت قبلة عميقة على رأس كل واحد منهما، ثم قالت: أطفالي الغالين اشتقت لكم. 


جلست ياسمين في الجهة الثانية من السرير وقالت :تعذبنا كثيرا في غيابك يا أمي. 


وعد :اضطررت للابتعاد عنكم يا إبنتي. 


أمسكت ياسمين في يدها وقالت: أمي ما الذي يحدث، لما الجميع يتهمك أنك أصبت جدي عمر. 


وعد :هذه لعبة من شخص عديم الضمير، لكن لا تقلقي ستتبث براءتي، وأتحاسب مع كل شخص يسبب لكم أي أذى. 


ياسمين: ابتعد عنا الجميع، أبي يمضي أغلب أوقاته في العمل، وأنت لست معنا، وحتى العائلة أصبحوا يتحدثون عنا بالسيئ، لولا خالتي ماسة التي تهتم بنا لم يكن ليهتم أحد بنا. 


وعد :كل شيء سيصبح أحسن. 


بدأ إيليا يتحرك ويصدر صوتا خافتا من فمه، فاقتربت منه وعد أكثر لتسمع صوته يهتف: أمي.. أمي، أريد أمي. 


 مسحت وعد على رأسه وقالت بصوت حنون: أنا معك يا ابني. 


بدأ يفتح عينيه، وفور رؤيته لوالدته ارتسمت بسمة واسعة على شفاهه، ثم حضنها بقوة لتبادله وعد الحضن تشم ريحته التي تنعش روحها، وبدأت تقبله على أنحاء متفرقة من وجهه وقالت: اشتقت لك يا ابني. 


إيليا :أمي لما ابتعدت عني، لا تتركيني مجددا. 


وعد :أنا معك الان فلترتح. 


ابتعد عنها إيليا قليلا، فحملت عهد النائمة تضمها لصدرها وتريح قلبها قليلا ثم قالت: ابني ماذا حدث لك. 


إيليا :الجميع يتحدث عنك بالسيئ، وجدتي قالت أنني لن أراك مجددا، قالت أن الله حرمك منا مثلما حرمتها أنت مسبقا من إبنتها. 


وعد :جدتك جودي. 


إيليا :أجل هل ستتخلين عني حقا يا أمي. 


وعد :سأضطر للابتعاد عنكم لفترة قصيرة. 


كاد إيليا وياسمين الاعتراض إلا أن وعد قاطعتهم قائلة: أنا سأغادر الأن كي أظل بجانبكم دائما حينما أعود، أنتم تعلمون أن الجميع يعتقد الأن أني سيئة، إذن الان سأجعلهم يعلمون الحقيقة، و يكتشفون المجرم الحقيقي. 


إيليا :لكنني أشتاق لك. 


وعد: لا تحف سنبقى على تواصل دائما. 


ياسمين :كيف؟


أخرجت وعد هاتفا من حقيبتها وقالت :دعي عندك هذا يا ياسمين، وإياك أن يراه أحد، حتى والدك لا يجب أن يراه، وأنا سأتصل عليكم دائما، وحينما أرسل لك اجتمعوا في الغرفة وأغلقوا الباب عليكم، وإذا سألك أحد لما أغلقت الباب أخبريهم أنك ترغبين في البقاء مع إخوتك بمفردك، وإذا أخذكم رعد لمنزل آخر ستسهل المهمة عليكم لأنكم ستبقون بمفردكم في المنزل. 


ياسمين :حسنا يا أمي لكن لا تتأخري. 


وعد :سأعود في أسرع وقت. 


ضمها أبناءها يطالبوها في حنان لم تبخل يوما في تقديمه لهم، وظلت على ذلك الحال لدقائق لتطل من النافذة ورأت رعد يقف مع الشرطة، وقد أخبروه أن وعد في محيط القصر، فقالت: يجب أن أغادر الأن، بعد أن تمر ساعة تستطيعون إخبار العائلة أنني كنت هنا. 


غمزت لياسمين التي ابتسمت وقالت: حسنا يا أمي. 


ضمتهم وعد جميعا، ثم غادرت تلك الغرفة، ودخلت لجناحها من الباب المشترك بين جناحها وجناح الأطفال، فابتسمت بحنين لتلك الغرفة، وتذكرت لحظاتها الجميلة مع رعد، لكنها استيقظت سريعا من شرودها، فدلفت لغرفة الملابس لتجد أغلب ملابسهم تم ضبهم، وبعد جولة سريعة في غرفتهم خرجت من الجناح لتتسلل وتتخفى كلما رأت أحدا، لتلمح ماسة تستقل المصعد، فأسرعت لتركب معها وضغطت على زر الطابق الأخير. 


ماسة: وعد.


              الفصل الرابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close