أخر الاخبار

رواية الوشم الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة مجدي

 

رواية الوشم 

الفصل التاسع عشر 19 

بقلم سارة مجدي



وصل خبر ما حدث مع تلك الفتاه الى باز الذى ذهب من فوره الى رهف وأخبرها بكثير من العصبية والاتهام الذى لا يعرف له سبب .... هم توقعوا مثل هذه  التصرفات من ذلك المسخ....ولكنه دائما يشعر بالغضب منها مهما كانت الاسباب 

وقفت امامه تستمع الى كلماته الغاضبة وعقلها يعمل بشكل سريع .... تحاول تحليل الموقف ورؤيته من كل الزوايا  ومن داخلها  شعرت ان الموقف حقا كبير .... كانت تريد الذهاب اليه بمفردها يقتلها او تقتله مهما كانت النهاية لا يهم ولكن الامر اصبح حقًا كبير ... وهى من داخلها رغم اظهار القوه ... ورغم ما تشعر به من قوه خارقه ورغم ما اختبرته واكتشفته طوال اليومين السابقين من قوتها التي لم تكن تعلم عنها شيء ... ولكن يزال بداخلها ذلك الخوف من المجهول الذى لمحت منه البعض فيما حدث للين وما تكلم عنه باز وركان .

خرج باز من غرفتها بنفس الغضب الذى دخل به دون ان يستمع لكلمه واحده منها.

ظلت تنظر في اثره ثم تحركت لتخرج من الغرفة الى غرفه لين وقفت على اعتابها تنظر لتلك النائمة وهى تفكر كم كانت بشرتها جميله وصافيه ولم تشوبها شائبه يومًا .... والان اصبحت مشوه الوجه ... وستظل طوال حياتها تحمل تلك العلامات على جسدها ووجهها ..... ظلت تتأملها لبعض الوقت ثم تحرت وهى عازمه على شيء ما .

وقفت امام ذلك الباب المغلق تستجمع شجاعتها وترتب افكارها .

تنهدت بصوت عالي ثم طرقت الباب ليفتح لها بعد عده ثواني لكنها لم تجد احد خلفه ولكنها سمعت صوته يدعوها للدخول 

خططت الى الداخل لتجده يقف امام تلك النافذة الكبيرة التي تطل على تلك الحديقة الكبيرة الغناء يعطيها ظهره  ...... قال دون ان ينظر اليها

- لقد وصلك الخبر بالتأكيد ؟

هزت راسها بنعم وكأنه يراها  

فاكمل هو كلماته قائلا 

- بماذا تفكرين ؟

تنهدت بصوت عالي وهى تقترب لتقف بالقرب منه تشاهد ذلك المنظر الرائع 

- هل هناك حلول وبدائل كثيره ؟!

لم يجيب عليها ولكنها لم تنتظر اجابه من البداية هي تعلم كما هو يعلم ايضا ان لا بديل الان عن المواجه .

تحرك من مكانه ليقف مواجها لها وهو يقول 

- الديك خطه ام تحتاجين لواحده ؟

وقفت هي ايضا في مواجهته تنظر الى عينيه مباشره .... لا تعلم لماذا دائما تشعر بأمان من نوع خاص جدا حين ترى لون عينيه المميز ... ازرق زرقه مياه البحر الصافية ..... حين تنظر اليه تشعب باحساس يتخللها يجعلها تشعر انها تغوص في اعماق البحر ولكنها دائما تشعر ان قدمها ثابته على يابسه قويه .

حركت رأسها بلا وهى تقول 

- لا اعرف اى خطط او افكار للمواجه ولكنني متأكدة من ضرورتها الان .

هو ايضا يعلم هذا جيدا .

تحرك ليجلس على ذلك الكرسي خلفه وهو يشير لها ان تجلس على الاخر وهو يقول 

- ذلك الياديكون دائما يفكر انه اذكى من الجميع واقوى ايضا وتلك من اهم نقط ضعفه .... ولكن أيضًا هو لديه نقط ضعف كثيره يمكننا استغلالها  ..... اولها وقت تحوله من هيئته الأصلية الى بشريه  او العكس يكون في اضعف حالاته ..... وايضا عندما يحاصر من اكثر من حدث او شخص تتشتت قدراته وتركيزه ..... 

كانت تفكر في كل كلمه يقولها بتركيز شديد ثم قالت 

- اذا سأذهب اليه بمفردي .... واقوم بمحاوله التعامل معه بشكل او بآخر وانتم تكونون حولي دون شعوره بكم .... وفى وقت تلاقى القوى تظهرون جميعا فلا يستطيع التركيز ويكون سهل علينا القضاء عليه

ظل ينظر اليها في صمت ثم قال 

- كلام نظري رائع حسب المعطيات قمت بتحليلها فأعطتك تلك النتائج ..... ولكن دائما هناك مفاجئات ... ومؤكد هو ليس بمفرده .

لوت فمها وهى تشعر بالعجز هي طوال حياتها مسالمه لا دخل لها بأي نوع من المشاكل او الحروب حتى البسيطة التي تحدث بين البنات وبعضها او حتى بين الجيران او زملاء العمل هي دائما تعيش في سلام مع الجميع لتجد نفسها في يوم وليله عليها ان تنقذ الارض من ذلك الدمار الكبير ...حتى لو كان الحل الوحيد موتها .

نظرت له بتشتت وقالت 

- و الحل في رأيك ؟

وقف على قدميه وتقدم من الخزانة الكبيرة الموجودة بالغرفة فتحها واخرج منها سلاح ليس بالكبير ولا بالصغير يشبه السيف ولكنه ليس بسيف حقا ومعه أغراض اخرى وقال 

- لا يوجد بديل عن خطتك .... ولكن عليكى ارتداء هذا وجعل ذلك السلاح معك 

كانت تنظر الى ما بين يديه باندهاش  فاكمل هو قائلا و موضحا

- ذلك درع يحميك من حراره جسده ويجعلها ترتد اليه ...وذلك السيف هو الوحيد القادر على قتل ياديكون .... بفضل قوتك الكبيرة .

كانت تشعر حقا بالعجز عن التفكير ..... كل ذلك كثير عليها حقا ولكنها ذكرت نفسها بما حدث مع لين .. وكلمات ركان عن زوجته ... فمدت يدها لتأخذ ما بيده وهى تقول 

- سوف استعد الان .... وانت فلتجمع رجالك .... ولكن لدى طلب .

نظر لها باهتمام وهو يقول 

- بكل تأكيد .

تنهدت بصوت عالي .... ثم قالت 

- طلب منى ركان ان اجعله ينتقم لما حدث لزوجته وانا اريد ان انفذ ذلك الوعد .... و ايضا اذا لم يكن هناك حل اخر غير موتى مع ذلك القذر ارجوا منكم عدم التدخل لإنقاذي اريد وعد منك بهذا .

ظل ادولف ينظر لها بتعابير مبهمة و تكلم اخيرا قائلا 

- عملنا هو حمايتك فكيف تطلبين ذلك ؟

ابتسمت وهى تجيبه بثقه .

- عملكم هو حمايه الارض ومن عليها وليس حمايه فرد واحد فقط.

ثم تحركت من امامه دون كلمه اخرى .... ظل ينظر اليها وقبل ان تخرج من الغرفة سمعته يقول 

- اعدك 

ابتسمت ولكنها لم تكمل ابتسامتها حين سمعته يكمل 

- اعدك ان احمى الارض ومن عليها ولكن قبل موتك سأكون انا ايضا ميتا .

وقفت في مكانها ثم التفتت اليه لتجده عاد لوقفته الاولى واولاها ظهره ... ظلت تنظر اليه لبعض الوقت ثم غادرت دون كلمه اخرى ... لقد فهمت رسالته جيدا .... وهو رجل لا يعود بكلمه قالها .... فلا مجال للجدال .

……………..

يقف ركان امامها يشعر بالخوف لثاني مره في حياته يخشى عليها ويخشى من خوفها عليه 

اقترب منها ليجلس امامها وهو يقول 

- حبيبتي ..... حان وقت الانتقام .

كانت تنظر اليه والخوف يتاكلها من الداخل ولكنها تعلم بحاجته لذلك الانتقام ... وهى ايضا بحاجه له تريد ان يرد كرامته صحيح ذلك القذر لم يعتدى عليها ولكنه ترك بعض لمسات عليها جعلتها تشعر بانها قذره ولا تستحق شخص رائع ك ركان فهو رغم ضخامته وملامحه القاسية يملك قلب حنون محب .... لم يتخلى عنها يوما .ولم يترك يدها يوما بل كان دائما داعما لها و الان حان دورها 

مدت يدها لتضعها على وجنته وهى تقول 

- اعلم انك بحاجه لهذا ركان .... وانا ايضا ... لن امنعك ... ولكن ايضا سأقول لك انى خائفة جدا ... ارجوك عد لي .

ظل ينظر اليها بحب حقيقي كم هو سعيد بكلماتها وسماع صوتها فبعد تلك الليلة التي صرخت وبكت وتكلمت بها لم تعد لصمتها من جديد ..... اقترب منها ليضع يده على الجانب المصاب من وجهها كادت ان تبتعد ولكنه قال

- لا تبتعدي حبيبتي  ..... ولا تخشى شيء ... فانت في عيني الاجمل دائمًا وابدا.

واقترب منها أكثر وهو يمسح على وجنتها المصابة ثم قبلها على عينها ثم وجنتها ثم اختطف شفتيها في قبله اشتاق لها منذ ذلك الحادث .... اشتاق لطعم شفتيها واشتاق لقربها منه ...اشتاق للمسها ..واشتاف لحبها و قربها لضحكها ومرحها 

كانت تتعمق معه في قبلته في شوق ولهفه فهي ايضا اشتاقت له حقا ولكنها مازالت خائفة من تقززه من مظهرها وملمس جلدها المشوه رغم استمرار لمساته لبشرتها المشوه دون توقف .... ابتعد عنها لحاجتهم الى الهواء ولكنه لم يبتعد عاد يقبل جانب وجهها المشوه بشوق وحب دون تقزز قالت من بين انفاسها الاهثه 

- حقا ما زلت تحبني ركان ... وانا ما زلت اعشقك .... ولكن لتنتقم منه اولا ... وحينها لن يكون هناك اثر لذلك الحدث سوى ذلك التشوه الذى بوجهي .

نظر لها وهو يأخذ انفاسه بصوت عالي ثم قال 

- سوف اعود حبيبتي .... سوف اعود .

وقبل اعلى رأسها ثم تحرك وهى تبتسم له بحب حقيقي .

…………..

اجتمع الجميع في بيت ادولف .... في انتظار انضمام رهف لهم التي تجلس الان مع دامس بناء على طلب الاخير 

ظلت رهف تنظر الى ما بيده دون ان تستطيع لمسه .... تلك الذكرى الأخيرة لوالدها .... لم تراها من قبل كانت صوره لوالدها وهو يحتضن امها وهى تقف بجانبهم تتمسك بقدمه وهى تضحك بسعادة .... ولكن الغريب بالصورة 

وجود دامس في الخلفية وبجانبه شخص يشبه باز كثيرا في الهيئة ولون البشرة ..... وايضا يوجد بالجانب الاخر من الصورة  طفل اخر لا تستطيع معرفه من هو كان وجوده صدفه حقا ذلك واضح جدا من هيئته في الصورة .

نظرت الى دامس وهى تقول 

- هل ذلك الطفل احدى أفراد المجموعة ؟

ليقول دامس بعد عده ثواني من الصمت 

- لا .... ولا اعرف من هو .

ثم اكمل كلماته بعد ان ترك الصورة بين يديها 

- الان انت من بيدك بعد الله حمايه الارض .. والقرار لكِ.

وتركها وخرج ... ظلت تنظر الى الصورة والى ملامح ذلك الطفل التي تشعر انها تعرفه او رأته قبل ذلك .ولكنها لا تتذكر اين وكيف .

عادت بنظرها الى صوره والدتها بتلك الضحكة الجذابة الرقيقة والى والدها الذى ينظر اليها بسعادة وحب ... والى وجهها الذى تشع منه السعادة .فابتسمت وهى تقول 

- الان حان دوري . واشعر ان القاء قريب. 

………….

كانت تقف في صاله منزلها القديم تنظر حولها لترى كلمات غريبه على الحائط بالدماء .. تذكر اخر يوم لها في ذلك البيت ... يوم اكتشفت موت لامعه وذلك الظل الكبير ... وذلك العالم الموازي الذى شعرت انها كانت به .كان ركان يقف خلفها  ثم قال

- اعتذر ان اخافتك ذلك اليوم ولكن كنت اريد معرفه ما يدور حولك.. وحين وجدت تلك القطه تأكد من معرفه ياديكون بك ... فكان لابد من قتلها .

نظرت له رهف باندهاش وهى تقول 

- انت ذلك الخيال الضخم الذى كان يقف  هنا وحين انرت الغرفة لم اجده ووجت لامعه ممزقه .

اخفض رأسه وهو يقول 

- اعتذر رهف .

ابتسمت كم تشعر به الان طفل صغير يعتذر لأمه عن خطأ بسيط .. قالت له بصدق

- لا عليك .. دعنا نبدء خطتنا

تحرك ركان ليدخل الغرفة الجانبية ظلت تنظر الى الباب المغلق وهى تتذكر  تعليمات ادولف 

   

                الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close