أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الرابع 4بقلم فاطمه الألفي

     

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الرابع 4

بقلم فاطمه الألفي


توجهت بصحبه زوجها إلى مطار القاهرة الدولي وعندما دلفو لداخل المطار اعلنت الخطوط الجوية عن اقلاع الطائرة لشرم الشيخ ..

جلست بجانبه بالمقعد المخصص لهم ، كانت تنظر للسحب من عبر زجاج الشباك وهى سعيده بتلك المنظر فهى لا تخشي ركوب الطائره وتستمع بالنظر للسماء الصافيه والسحاب .

كان يتابع تاملها بصمت ، كان يظن أنها ترهب ركوب الطائره وتتشبث به ، ابتسم بحب وهو يجدها تبتسم على رؤيتها لمنظر السماء عبر نافذه الطائره ، فهو الآن يراها طفله .

لمس يدها بحنان فنظرت له بابتسامتها العذبه :ايه واخدك مني 

حبيبه برقه :بحب منظر السما اوى وبحب اشوفها وانا حاسه إني قريبه منها ممكن المسها 

ابتسم على براءتها : متجوز طفله 

انطفى بريق عيناها الرمادية واختفت ابتسامتها ونظرت مره اخرى للنافذه 

شعر بحزنها فهو لم يريد التقليل منها هو فقط يراها بريئه مثل الاطفال 

رفع يده ليضمها لصدره ويقبل رأسها بحب وهو يحدثها بهمس :مش معنى ان شايفك طفله دى حاجه وحشه بالعكس ، أنا بحبك وانتى طفله ورقيقه وكيوت وبريئه زى الاطفال مش بتعرفي تخبي حاجه جواكى بتتكلمى ببراءه يا حبيبه قلب ياسين من جوه 

شعرت بالسعاده تغمرها بهذا التصريح المعلن من زوجها وحبيبها التى تعشقه حد الجنون 

بعد مرور ساعه هبطت الطائرة بمطار شرم الشيخ  وبدء جميع الركاب بالترجل من الطائره ..

***************

لم يغمض لها جفن وظلت تتقلب بالفراش لم تستطيع النوم وزوجها غاضب منها ، هو أيضا يشعر بها فلم ينم طوال الليل ويشعر بالضيق من أجل زوجته ، منذ ان التقى بها واصبحت خطيبته ثم زوجته ولم يحدث بينهم اى خلاف او خصام  .

نهض من الفراش بتثاقل ودلف للمرحاض .

شعرت هى به فقررت ان تذهب لتعد له طعام الافطار وتحاول مره اخرى ان تستعطف مشاعره ، فهى تعلم أنه يحبها ولم يتركها هكذا ..

خرج من المرحاض لم يجدها بالغرفه هز راسه باسي وارتدى ملابسه ، صلى فرضه ، ثم غادر الغرفه ، كان يهم بمغادرة المنزل ولكن سبقته يدها الرقيقه وهى تمسك بكف يده 

-عمار استنى رايحه فين أنا حضرتلك الفطار 

اغمض عيناه بقوه وترك يدها ليفتح باب الشقه وهو يتحدث بضيق :انا رايح الشغل ومافيش نفس للأكل ولو احتاجتى حاجه كلميني 

حاولت إخفاء دموعها ،وقررت ان تستغل ذكائها لتستعطفه وفجأة تصنعت الاغماء 

كان على وشك غلق الباب خلفه ولكن استمع لصوت ارتطام قوى ، رفع عينه ليعلم مصدر ذلك الصوت ، وجدها ملقاء ارضا ، فزع قلبه بقوه وركض اتجاهها ، جسي على ركبتيه وهو يحمل رأسها برفق ويضرب وجنتها بقلق واضطراب 

-ريم حبيبتي فوقي ، ريم خلاص حقك عليا أنا ، أنا آسف يا عمري ، ريم فوقي بقى 

حاولت اخفاء ابتسامتها فقد نجحت خطتها بالاخير واصبح الآن هو من يعتذر منها 

ركض اتجاه غرفته وحمل قنينه العطرخاصته وعاد إليها ينثر بعض العطر أعلى أنفها ، فتحت عيناها وهى تتصنع التعب .

ضمها لصدره بقوه وظل متشبث بها ، وهى تطير من شده سعادتها أنه عاد إليها ، فقررت التمادى بخطتها ليظل جانبها ويترك عمله اللعين ، الذى افسد عليهم حياتهم ..

ابتعد عنها وهو يتطلع لوجهها بقلق :انتى كويسه ، حاسه بايه ، لازم اتصل بدكتور 

امسكت بيده وهى ترتمى باحضانه :انا اسفه ماتزعلش مني و

وضع يده على فمها ليمنعها من اكمال كلماتها :خلاص انا مش زعلان ، مااقدرش أزعل من روحي ، ريم أنا ماليش غيرك فى الدنيا وكلامك صدمني بجد عشان بحبك ومااقدرش اعيش من غيرك كان صعب عليا اسمع الكلام ده منك انتى بالذات 

ريم بحب :والله غصب عني ، كنت غيرانه عليك وهتجنن لم شوفت البنت المايعه واقفه جنبك وبتسبلك 

ابتسم على جنان زوجته وفرح بشده من أجل غيرتها عليه :طب وأنا ذنبي ايه يا قلبي ، هى بتبصلي لكن انا مش شايف غيرك فى حياتي وقلبه مافهوش مكان غير لريمو حبيبتي وبس 

ريم بغمزه :ممكن اسمح لواحده بس تشاركني قلبك 

نظر لها بفضول :ومين دى بقى

ريم بفرحه تمسك يده وتضعها مكان احشائها :بنتك بس ممكن تشاركني قلبك وحبك غير كده مش هقبل 

نظر لها بفرحه عارمه :بجد انتى بتتكلمي بجد ، انتى حامل يا ريم

هزت راسها بحب عندما وجدت نظرات السعاده بأعين زوجها :ايوه حامل يا عمووري 

حملها بفرحه وهو يدور بها :بحبك يا روح عموري وقلب عمورى 

وضعها بالفراش وطلب منها الراحه التامه وهو سوف يجلب لها الطعام بالفراش .

بعد ان غادر الغرفه ابتسمت بمكر وهى تصفق مثل الاطفال :yeeees

شعرت بألم فى رأسها وضعت يدها مكان الم :الله يخربيت غباءك يا ريم ، الوقعه كانت جامده شويا 

عادت ابتسامتها مره اخرى وهى تحدث نفسها :مش مهم المهم ان خطتى نجحت 

ان كيدهن عظيم هههههه ...

..............

بعد ان توجهُ للجناح الخاص بهم ، طلبت من  زوجها ان يسيرو سويا على شاطئ البحر .

وضع الحقائب وامسك بيدها وسار سويا وهو يبتسم بسعاده لوجودها جانبه.

نزعت حذائها لتترك قدميها تتلامس المياه وتداعبها الامواج وهى تشعر بالسعاده .

فعل ياسين مثلها ونزع الحذاء وسار جانبها ينظر لها بترقب يرا فرحتها وهو سعيد من أجلها حقا ، يرا فرحتها بالماء مثل الاطفال ، فأراد أن يحملها لتخوض معه تجربه السباحه .

حملها بالفعل ، نظرت له بصدمه وصرخت بفزع :هتعمل ايه

ياسين وهو يتوجه إلى البحر :مش هتعرفي تستمتعى بالمايه غير لم نبق فى حضن البحر 

حبيبه بخوف حقيقي :لا يا ياسين ارجوك بلاش أنا مابعرفش اعوم

ياسين وهو مازال يحملها بين يده :ماتخفيش وانتى معايا ، أنا جنبك وهعلمك 

حبيبه بدموع مهدده بالسقوط :لا انا مابحبش البحر ومش عاوزة اعوم أنا بخاف منه 


كان بالفعل يقف بمنتصف الشاطئ والموج يتراقص بشده ، اغمضت عيناها بقوه وتشبثت برقبته وانسابت دموعها حقا 

-ياسين خرجني من هنا 

شعر بخوفها الشديد وأراد أن يطمئنها وعاد إدراجه مره اخرى الى الرمال

تركها بهدوء ونظر لوجهها الشاحب من أثر الخوف ، رفع انامله يمحي دموعها ويضمها لصدره مره اخرى 

-معقول بتخافي بجد من البحر ، أنا آسف ماكنتش متخيل انك خوافه اوى كده ، فكرتك مابتعرفيش تعومي وبس 

أحب اتفرج عليه من بعيد لكن دخول جواه لا عندى رهبه منه 

رفع حاجبه وأراد أن يشاكسها لتنسى خوفها :انتى يا حبيبه إللى بتقولي الكلام ده ، معقول عندك عقده من البحر ومش عارفه تتعلبي على خوفك وتكسري.الرهبه.دى لا انا مصدوم فيكي بجد 

حبيبه بثقه :كل واحد مننا عنده نقطه ضعف ونقطه قوه ، مش عشان انا معالجة نفسيه يبق غير الناس كلها ، ده طبع فى البشر ، الخوف من شئ مجهول ، رهبه   ، فزع  ، عصبيه  ، برود ، خوف ، كل دي مسميات لحاله بتسيطر على الشخص ، زى الفوبيه مثلا مش مرض نفسي بس الشخص إللى عنده فوبيه من الاماكن المرتفعة ، أو الاماكن المغلقه.انفعالته.هى إللى بتتحكم.فيه زى خوف ورهبه من الموقف لو اتقفل عليه باب الأسانسير هيتغلب عليه شعوره بالخوف وهيحس بالاختناق 

ياسين بابتسامة :بتعرفي تحللي اي موقف ، افهم من كلامك عندك فوبيه من نزول البحر 

حبيبه تهز كتفها.:مااعرفش بجد غير ان بخاف منه ، ومااحبش انزله ،ممكن خوف ، ممكن فوبيه ، ممكن رهبه ، مااقدرش انزله من وانا صغيره 

ياسين.بجديه :خلاص سبيلي نفسك وانا هعالجك من خوفك ده ، أنا جنبك وايدي فى ايدك ماتخفيش 

حبيبه برقه :هتبق المعالج النفسي الخاص بيه أنا موافقه ، بس بعدين احنا هنا فى شهر العسل يعنى استمتاع بالوقت وبجمال الطبيعه مش معقول نضيع الوقت فى معالجه خوفي 

ياسين :بتهربي مش كده ههه 

حبيبه بتوتر.:لا خالص 

احتضن وجهها بكفيه ونظر لسحر عيناها الأخذ :مش بتعرفي تخبي ولا تكدبي عليه

تعانقت عيناها بعيناه بحب وفضلت الصمت 

تحدث هو بإصرار :سبيني احاول ومش هتندمي 

ابتسمت له بحب :مااقدرش أندم وانت معايا 

ياسين :يعنى نحاول سوا

هزت راسها بالايجاب ، عانقها بحنان وهو يهمس باذنها 

- بحبك 

***************

 دلفت مكتبها وهى بكامل غضبها   ، كانت  غاضبه ، مضطربه بسبب هذا المدعو خالد .

جلست أمام مكتبها وتذكرت شئ بالماضي ، ولم تسطيع ان تحبس دموعها أكثر من ذلك ، فتركت العنان لدموعها وهى تتذكر كل شئ حدث معها قبل عامين  ..


*******

ترك غرفه الاجتماعات وقرر ان يذهب لمكتبها فهو يعلم أنه زاد من ضيقها ويريد الآن ان يستغل كل فرصه ليتقرب إليها وفى الوقت المناسب.يصارحها بمشاعره الدفينه ..

عليه ان يعود لذمام الامور لصالحه ، سار فى إتجاه مكتبها بخطوات واثقه ، طرق الباب ودلف على الفور .

كانت مازالت تبكي بحريه ولم تشعر بدخوله .

تسمر يوسف مكانه عندما وجدها تبكي ولاول مره يشعر بوخزه داخل قلبه من أجل تلك الدموع التى تغرق صفيحه وجهها ، يريد ان يقترب منها ويخفيها داخل احضانه ليخفف عنها حزنها وأي الم مرت به ، يريد ان يخبرها انه معها الآن وسيظل جانبها ولكن يعلم أن الوقت غير مناسب ، اغلق الباب بهدوء مره اخرى ليترك لها مساحه من الحريه لتعبر عن مشاعرها .

تنهد بضيق أمام مكتبها وهو يشعر بالشفقه عليها ، لم يتوقع أن يرا دموعها فهى شخص قوي وجاد ولديها القدرة على رسم الجمود والبرود فى التعامل ، فقد احتار فى شخصيتها العنيدة المتمردة .

حسم أمره وأنتظر لحظات قليله ، ثم عاد يطرق باب مكتبها ولكن هذه المره لن  يقتحم عالمها الخاص   ، قبل أن تأذن له ..

...........

جففت دموعها عندما استمعت لصوت طرقات على باب مكتبها ، تصنعت الانشغال بالحاسوب بعد ان اذنت للطارق بالدخول .

دلف ببطئ لداخل المكتب وسار فى خطواته وهو يتنحنح  ووقف أمامها بصلابه: أحم ... عارف انك مشغوله ومش هعطلك ، هاخد من وقتك دقيقه 

نظرت له :اتفضل 

يوسف وهو يستند بيده أعلى مكتبها وينظر لعيناها مباشره :أولا جاي اقولك ان من حقك تقبلي تشتغلي فى اى مشروع وكمان ليكى حق الرفض ، أنا آسف يمكن زودتها شويا بعد الاجتماع وطبعا ليكى حريه الاختيار فى شغلك .

ثانيا طالب منك ترشيحلي مهندس كفئ يستلم الشغل فى المشروع 

نظرت له ببلاهه ، احق يعتذر منها ، لم تتوقع هذا الشئ   ، عادت ترسم الجمود وهى تحدثه بلباقه :في طبعا المهندس غالي هو من اكبر مهندسين الشركه وعنده خبره اكتر ، ارشحه لحضرتك 

ييوسف بثبات :تمام ، اسيبك تشوفي شغلك 

فرح بجديه :اتفضل 

هم بمغادرته الغرفه ولكن تسمر مكانه أمام الباب وعاد يتلفت لها ويحدثها بحنان.

تعمد النطق باسمها فقط دون القاب :فرح لو حاسه انك تعبانه تقدري تروحي

ولو محتاجه اجازه مرضيه ، أنا موافق 

جحظت عيناها وهى تنظر له  بعدم فهم .

عندما طال صمتها ، عاد يكرر اسمها على مسامعها برقه 

-فرح سمعتي قولت ايه 

هزت راسها بالإيجاب واستجمعت شجاعتها مره اخرى :انا كويسه جدا ومافيش داعي للاجازه 

ابتسم لها بود قبل ان يتركها تتابع عملها :زي ما تحبي 

بعدما تأكدت من خروجه ، عاد تسترجع بذاكرتها كل ما حدث قبل ساعه بغرفه الاجتماعات وقبل لحظات بمكتبها .

-معقول هو نفس الشخص إللى كان مش طايقني جاي يعتذر لا وكمان مستعد يديني اجازه ، وامبارح يجبلي ورد وعاوز يطمن على صحتي لا كده كتير بصراحه ، هو عاوز ايه بالظبط ، بجد غريب الأطوار ومابقتش فاهمه شخصيته ، هو حد كويس ولا مستهتر وجاي يضيع وقته 

زفرت انفاسها بضيق :وانا مالي شاغله نفسي بيه ليه من الأساس .

عادت تنظر للحاسوب وتتابع بعض التصاميم المكلفه بها ...

*****٠*•*•****


ظل  عمار بجانب زوجته وترك عمله .

اقترب منها بحنان وهو يطعمها بحب ، غمرتها السعاده بكل هذا الحب الذى يكنه لها زوجها الحبيب .

فجأه تلاشت ابتسامتها  وهى شارده فى عواقب كذبتها ، فهى تعلم ان عمار يكره الكذب واذا علم بالامر فسوف تحدث الفجوة بينهم .

عمار بقلق :حبيبتي مالك ، لسه حاسه بتعب ، قومي غيري هدومك لازم نروح لدكتوره نطمن عليكي وعلى الضيف إللى جاي ، قال كلماته الاخيره وهو يرسل لها غمزه ساحره .

جعلها تشعر بمدا خطأها .

هزت راسها بابتسامه قلقه :لا  لا يا حبيبي أنا بقيت كويسه الحمد لله 

عمار بسعاده :بس لازم متابعه ونختار حد كويس تتابعي الحمل معاه 

ريم بتوتر :اه اه طبعا ، أنا هبق اكلم ماما واسئالها اكيد هى تعرف 

عمار بسعاده :بجد مش مصدق نفسي ، خلاص كلها كام شهر وابق أب ، يااا إحساس جميل بشكل 

قبل زوجته بحب :ربنا يخليكي ليا يا أغلي واحسن حاجه حصللتي فى حياتي 

ريم تحاول إخفاء توترها :ويخليك ليا يا قلبي 

حدثته بقلق :عمار هو انت بجد مش زعلان مني 

عمار بصدق :عمري ماازعل منك يا حبي ، انتي نبض قلبي وروحي إللى عايش علشانها ،

عارفه لو طلبتي نجمه من السما مش هتاخر وهجبهالك ، كل طلباتك أوامر يا أميرتي 

شعرت بالحزن الشديد فهى الان تخشى فضح أمرها بسبب تلك الكذبه البلهاء ، فهى تعلم أنها تسرعت بغباءها فى محاوله منها لمصالحه زوجها ، فقد اصلحت خطأ بخطأ اكبر ، فقد زادت من الطين بله كما يقولو فهذا المثل ينطبق عليها الان وجعلها غير مدركه بفداحه الامر ....

********٠•*******

استعاد صحته بعد ما حدث من محاوله فاشله لتخلص من حياته ، ظل شاردا يفكر بأمر ما ، يجب عليه تنفيذه .

عندما شعر بأحد يفتح باب غرفته ، تصنع النوم .

اغمض عيناه بقوه وهو يتنفس باضطراب .

دلفت الممرضه الخاصه به  وهى تحمل صينيه الطعام ، وضعتها بالطاوله الصغيره التى توجد بجانب الفراش .

فتح عيناه وهو يتابعها بصمت وعندما اقتربت منه لتتفقد حالته ، وجدته ينظر لها بنظرات مختلفه.

تعمد ان ينظر لها بحب وادقن دور العاشق 

سيف بتنهيده حارقه :واحشتيني 

جحظت عيناها بقوه وتحدثت بصدمه :نعم 

حاول الاعتدال من نومه وهو يصوب انظاره على جسدها الضئيل ورسم قناع المحب 

-ايوه بجد واحشتيني وقلقت عليكي عشان بقالي كام يوم ماشوفتكيش انتى كويسه 

ابتلعت ريقها بتوتر :انا.  اه كويسه. بس كان بيتحقق معايا بسبب إللى حصل لحضرتك 

سيف بحزن :يا خبر انا اسف أنا كنت شايف الدنيا سوده فى عنيه ومالقتش حل غير ان اخلص من نفسي عشان ارتاح واريح  كل عيلتي مني ، بس لو اعرف انك هتنضري بسببي ماكنتش اذيتك ابدا ، انتى ماتعرفيش غلاوتك عندي 

نظرت له بريبه :انا.  لازم امشي عشان اشوف شغلي 

نهض من فراشه على الفور وحاصرها بيده :تمشي ازاى بس وتسبيني اهون عليكي 

انتفض جسدها من ملامسته وارتدت للخلف بتوتر وخوف :أنت عاوز ايه بالظبط ، ابعد عني احسن اصوت والم عليك المستشفي كلها 

ابتعد عنها وهو يرمقها بحزن ونجح فى استعطاف تلك البريئه :انا مش قصدي خالص اخوفك ، أنا بجد بحبك ومستعد اتجوزك اول مااخرج من هنا ، أنا خلاص قربت اخف نهائي وكلها شهر ولا اتنين واخرج من هنا ، أنا من يوم مادخلت هنا وانا مابشوفش غيرك انتى إللى اهتمتي بيه وبكل حاجه تخصني وعشان كده حبيتك لأنك بجد ملاك رحمه 

وجدها هائمه بكلماته المعسوله واراد أن يطربها بمزيد من كلمات الحب والمشاعر الغامضه التى كان يخفيها ونجح فى الامر ، فقد استمعت له فهى فتاه بسيطه وانجذبت له ، فهو شاب غني ، وسيم ولديه قوه وسلطه ، كما أخبرها بنفوذه ايضا  ، نجح فى مخططه  وبدءت الفتاه بالتعلق به ، ظل يطربها بكلماته ويتغزل بها بين الحين والآخر واصبحت لا تفكر إلا به   ..


بعد مرور اسبوعين

قرر هو بالاخير ان ينهي ما بدءه اليوم ، بعد ان نجح فى جذب الممرضه اتجاهه ..

******************

حاول ياسين ان يساعد زوجته لتتخلى عن رهبتها من البحر ولكن كانت دائما التهرب ولن تقبل بالمجازفه ، فقرر بينه وبين نفسه وهو يصر على ذلك فاليوم اخر يوم لاجازته ، وفى الصباح سوف يعودو إلى القاهره ، فعليه اليوم ان يفعل المستحيل ليجعل حبيبه ان تسبح بالمياه وتستمع بامواج البحر ، وتترك خوفها وتتخلى عن جبنها ، ظل يشاكسها ويلقنها بالجبانه لكى تنصاغ لامره ولكن دون جدوى ، فهى تبتسم عندما يتهمها بالجبن وتعلم أنه يحاول استفزازها وتكتفى  بضحكتها الرقيقه وتخبره دائما أنها لم تكن جبانه بحياتها ..

وقت غروب الشمس

كان يحتضن خصرها بتملك ويسير جانبها بالقريه إلى أن وصلت قدماهم إلى البحر .

نظر لها بحب وارسل إليها غمزه بعينه اليسري :مش ناويه تتجنني وتنزلي البحر وبلاش جبن بقى 

نظرت له ومازالت محتفظه ببسمتها :ممكن اتجنن معاك فى اى حاجه غير البحر ، شوفلك حاجه تانيه

ياسين بقهقه عاليه :ماتعودش على حبيبتي تبق جبانه ، وبعدين ثقي فيه أنا لا يمكن اسيب ايدك ابدا خليكي واثقه من كده ،وبلاش خوف والله كده عيبه فى حقي ، تعرفي ان كنت بطل سباحه ومعايا بطولات كمان ومراتي تخاف تعوم 

وضعت يدها برقه وهى تطوق رقبته :مش جبن يا حبيبي والله أنا عمري ماكنت  جبانه وبعدين أنا بثق فيك طبعا بس ثقتي فيك مالهاش علاقه خالص انزل البحر ولا لاء 

ياسين بحب :يعنى مش هتقولي زى مابيقولو ،  ارمي نفسي فى البحر عشان خاطرك يا حبيبي

ضحكت  برقه :ههه بس إللى بيقول كده مش بينفذ وانا يا حبيبي هكون جنبك فى كل حياتك ، على الحلو والمر مع بعض هكون دايما فى ضهرك وسند ليك زى ماانت سندي وابويا واخويا وجوزى وحياتي كلها

قضم شفتيه وهو يغمز لها بحب :بتسبتيني انتي بكلامك ده 

بحثت بعينيها المكان وجده خاوى الا من وجودهم   فعادت النظر إلى زوجها وصرخت باعلي طبقات صوتها 

— بأاااحبك 

حملها بسعادة ودار بها على الرمال وهى مثل الفراشه باحضانه     

شعر الآن بالسعادة والحب الحقيقي معها هى فقط وليس سواها ..


                 الفصل الخامس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close