أخر الاخبار

رواية عشق المراد الفصل الثالث والعشرون 23بقلم آية أنور

 

رواية عشق المراد

الفصل الثالث والعشرون 23 

بقلم آية أنور



‏لقد بكيت، و أنت تظن الآن أنني أفضل، و لكن الحزن فقط ينام و يكمن داخل عمودي الفقري لبقية حياتي 💔😢.


انقبض قلبه ألما عندما وجدها تجلس بجوار رجل آخر غيره ؛ كان داخله مضطربا  إلي حد فقدان الزمان والمكان كل معانيهم ؛ صارت الموسيقي الذي يسمعها عباره عن همهمات تسمعها أذنه كل ما فعله أنه واصل سكونه و جموده حتي الدموع نفسها تحجرت في عينه و أبت أن تسقط ... دارت السنه الماضيه  برأسه كل شيئ بداية من مقابلته لها أول مره و مشجارتهم ؛ حتي اعترافه لها بحبه أمام الجميع ؛ كلماتهم سويا وهم يعدون بعضهم بالوفاء بالزواج؛ كل شيئ مر برأسه في ثواني كما ضاع كل شيئ في الثواني ذاتها ... هطلت دمعه يتيمه مكابره على خده مسحها بظهر كفه اليسرى ويحمل في يده بوكيه من الورود اقترب منهم ومرت عليه الثواني كأنها سنه من الضياع والحسره والندم  أعطاها بوكيه الورد واردف بصوت مهزوز: ألف مبروك يا أنسه بتول .

ألتقت منه الورود بيدين مرتجفتين  وهطلت دمعه من وجنتيها وكانت نظراتها گأنها تعاتبه وتقول له انتظرتك بما يكفي ولكنك لم تأتي !!.

ثم وجه نظره الي تيام الذي ينظر لهم بإستغراب إلي ما يحدث الآن !! ومن ذالك الشاب الذي يعطي خطيبته وردا.


نظر سيف الي تيام شزرا ولكنه حاول أن يتمالك أعصابه وغضبه وترك الحفله وغادر لانه لم يتحمل أن يري حبيبته مع شخص أخر... أما بتول امسكت بوكيه الورد واجهشت بالبكاء وركضت الي الداخل ... وقف تيام ناهضا بصدمه وذهول مما يحدث الآن عندما وجدها تركض الي الداخل ... ووقفت الموسيقي والجميع  ينظرون إلي مايحدث الآن!!.


ركض خلفها تيام واردف بحده وهو يمسكها من ذراعها : انا عايز افهم إيه إللي بيحصل هنا ؟؟


بتول : مفيش حاجه انا تعبت مش اكتر!


تيام : تفتكري أن الكلام دا هيدخل دماغي .. انتي كنتي كويسه لغاية ما وصل الشاب دا وانتي اتغيرتي وبعدين بصفتوا إيه يجبلك ورد يعني  .


بتول بحده : دا واحد زميلي في الجامعه مش اكتر من كده وبعدين انت بتشك فيا من اولها ولا إيه ؟؟.


انا خارج يا بتول عشان خليتي منظري قدم الناس زباله بس انا مش هعدي الموضوع دا على خير .. انا لازم افهم كل حاجه بتحصل بس لما الحفله تخلص.


هتعمل إيه يعني ؟؟؟ قالتها بحده .


ريماس : بتول خلاص وتعالي معايا عشان تظبطي الميكب .


كور تيام يده بقوه و جز على أسنانه بغضب حتي برزت عروق عنقه وحاول أن يتمالك أعصابه وغضبه وتركها وخرج الي الحفل .


وعلى الناحيه الاخري.

************************************

‏"لا نهايات للحب، الحب الذي ينتهي لم يكن حبًا."


رأي مراد  وجود سيف في الحفل ليردف بجديه:

سيف يا سيف قالها وركض خلفه لم يجب عليه وفتح باب السياره بغضب. 


اعترض مراد طريقه بغضب واردف بحده : استني هنا انا مش بكلمك... ليردف بحده:يارا فين وديت يارا فين ياسيف ...؟


سيف بغضب هو الآخر: وانت مالك بيها كل حاجه بينكم انتهت خلاص .


نظر له مراد شزرا واردف :مالي إزاي ؟؟ ومين إللي قرر دا ؟


سيف:انا قررت بصفتي اخوها وبعدين إيه البجاحه إللي انت فيها دي !! دا إللي يشوفك وانت بتتكلم يحسك ملاك برئ .


مراد بهدوء  : انا اتغيرت ياسيف ومستعد اعمل اي حاجه عشان يارا ترجعلي انا عارف اني قسيت عليها كتير بس انا عرفت غلطتي كويس وندمان وكفايه أن هي بعدت عني ٥شهور وانا بتعذب .


سيف بحده : شوف انت لو أخر رجل في الدنيا دي كلها برضو مش هخلي يارا ترجعلك  انا هقف ضدك ...يارا اصلا مش طيقاك ومش عايزه تشوفك.


مراد : انا متأكد أن هي لسه بتحبني زي ما انا كمان لسه بحبها ليردف بندم حقيقي :  انا عايز اتكلم معاها بس.


قاطع سيف حديثه : تتكلم معاها بصفتك مين ؟؟ انا عمري ما هنسي انك كسرتها وذلتها على حاجه ملهاش ذنب فيها حتي انا اخوها المفروض مصدقش حاجه زي دي قسيت عليها ومديت إيدي عليها بعد ما الشك دخل دماغي جالها السكر بسببك ....انت السبب في كل حاجه بتحصل دلوقتي ...؟


قاطعه مراد واردف بجديه: أنا أسف ياسيدي على كل حاجه عملتها !! انا اول مره في حياتي اتأسف واعتذر  لحد؛ مراد السيوفي بنفسه بيتأسف اهو ... ولو طلبت مني اي حاجه انا هعملها بدون تردد بس اهم حاجه يارا ترجعلي .


سيف : وسع من طريقي و اقفل الموضوع دا ؟؟ لانك بتضيع وقتي وقتك واللي عندي قولتهولك لانك متستهلش اختي ولا عمرك هتتغير .... دا انت بسبب سوء تفاهم هديت كل إللي بينكم في ثانيه وعايرتها تحب افكرك قولت إيه ؟؟؟؟؟.


نكس مراد رأسه بإحراج فهو قام بمعايرتهم بفرق الطبقات وفعل بهم الكثير والكثير ليردف بجديه: أعتبر إللي حصل دا غلطه مني ومش هتتكرر تاني وبعدين حط نفسك مكاني ياخي لما تشوف خطيبتك إللي هتبقي مراتك بعد كام يوم في الوضع دا كنت مستني مني إيه ؟؟ اروح اطبطب عليها ؟؟ وبعدين انا غلطان وعرفت غلطتي كويس وبعدين احنا بشر مش ملايكه و بنغلط أطلق تنهيده قويه واردف بهدوء :  سيف والله انا مش عارف انت بتعند ليه ؟  انا عارف انت لسه بتحب بتول  وغير كده أنت الخسران والدليل انك جيت الحفله ومشيت في نفس اللحظه ومقدرتش تشوفها مع واحد غيرك ... بس انا مش غبي زيك ومش هضيع حبي من إيدي زي ما انت عملت ؟؟


أحس سيف بوخزه في قلبه من حديثه هو يكتم دموعه الان فهو لازال يحب بتول لا بل يعشقها حد الجنون ليردف بحده وعيونه حمراء:أنا أدوس على قلبي لو حسيت للحظه اني  هقلل من كرامتي ... وبعدين انا إزاي آمنك على اختي بعد إللي عملته فيها ؟؟ دي لو حصلت مابينكم مشكله بعدين ممكن تخرجها وترميها في شارع ولا كأنك عملت حاجه وومكن تلبسها قضية زنا ما انت شكاك بقي قالها بسخرية ليردف بحده : انت انسان مريض ولازم تتعالج قالها وتحرك من أمامه .


جن جنونه واعترض طريقه مره اخري واردف بصوت جهوري فقد وصل إلي ذروة غضبه : انا مش هسيبك تمشي من هنا غير لما أعرف مكانها فين ؟؟ قالها وامسكه من ملابسه بقوه ووجه له لكمه من غيظه .


يارا فين انطق قالها بصوت جهوري بدل ما اطلع روحك في إيدي قالها وظل يردد له لكمه وراء اخري ... لم يستطع سيف أن يدافع عن نفسه فقد كان مراد  فارع الطول وجسده مثل المصارعين ولما لا فهو بطل الجمهورية في الملاكمه ثلاث مرات على التوالي.


خرجت فريده وآدم بسرعه واقتربوا منه ليفوكوا الاشتباك بينهم.

أدم بحده : انت أتجننت يامراد .. إيه إللي بتعمله دا ؟


فريده بحده هي الأخري : إيه الهمجية دي يامراد ؟؟ تخيل كده لو حد شافك ولا الصحافه هنتفضح في كل حته.


تركه مراد بحده وهو لا يدري بنفسه لماذا فعل هذا فقد لم يشعر بنفسه وقام بضربه .


وقف سيف  ناهضا والدماء تسيل من أنفه وفمه بغزاره واردف بحده: عمرك ما هتتغير هتفضل طول عمري زي ما انت ويارا دي مش هطولها لو هتشوف حلمة ودنك قالها واستقل سيارته وغادر المكان بأكمله. 


نظر إلي والدته بحده واردف : انتي كل إللي همك أننا هنتفضح والصحافة هتكتب عننا لكن أنا اتحرق بجاز عادي ليردف بحده : انتي السبب في كل حاجه بتحصلي دلوقتي ؟.


فريده بترجي : أهدي  يا مراد خلي الكلام دا بعدين دلوقتي خطوبة اختك والمعازيم جوه  ارجوك يابني وبعدين ظبط نفسك كده عشان محدش ياخد باله .. تخيل كده لو حد شافك وانت بمنظرك دا هيبقي شكلك إزاي قدامهم في الشركه .


مراد بحده : خلتيني من غير قلب لدرجة بقيت أدوس على خلق الله عشان أنا مراد السيوفي ومفيش حد يقدر يقف قدامي لدرجة اني دوست على اكتر انسانه وثقت فيا  وحبتني...  جلس على الرصيف في الشارع واردف بتعب وهو يبكي :انا تعبان مش قادر اكمل حياتي من غيرها تعبت تعبت والله مش قادر اعافر اكتر من كده.... اعمل إيه تاني عشان ترجعلي  ليردف بمراره : 5شهور وانا بعافر احاول انساها مقدرتش .. انا بشر من لحم و دم وبحس.


جلست فريده بجواره وظلت ترتب على ظهره وتبكي هي الأخري : والله يابني روحت بنفسي ليها عشان اعتذر انا عمري  في حياتي ما اعتذرت لحد بس روحت عشان خاطرك بس كانت مشيت وعزلت ولو عايزني دلوقتي اروح وابوس دماغها انا موافقه .


بعد إيه يا أمي ماخلاص كل حاجه راحت ويارا مش هتسمحني قالها وظل يبكي .


وفي الخلفيه صوت احمد كامل اغنية " انا كداب انا منستش "


أنا كذاب أنا ما نستش

فضلت أستنى وأتاري

حكايتنا اللي مستنتش

ومهما بغني لغيابك وللنسيان

رجوعك غنوة لسة فقلبي ما تغنتش


أشوفك فين وحشتيني

غيابك مش وجع هيروح

ده شوك ماشي في شراييني

بقيت ما كرهش سيرة الموت

عشان أنا مت فعلا لما نسيتيني


وعلى عيني أشوفك جاية قدامي وأبص بعيد

على عيني تفوت بينا الليالي وتنتهي المواعيد

على عيني أقول للناس حكاية وانتهت وخلاص

وانا في سري بحبك تاني كل ما أقول هحب جديد


على عيني أشوفك جاية قدامي وأبص بعيد

على عيني تفوت بينا الليالي وتنتهي المواعيد

على عيني أقول للناس حكاية وانتهت وخلاص

وانا في سري بحبك تاني كل ما أقول هحب جديد


بكت فريده هي الأخري واحتضنته: كل دا بسببي انا إللي عملت فيك كده بغبائي انا كنت ام انانيه اووي ومش هسامح نفسي على إللي عملته .. انا كنت فاكره اني كده بحافظ عليكم لكن للاسف انا كده دمرتكم سامحني يابني !! سامحني يامراد !!.


************************************

مر أسبوع على الجميع بدون احداث تذكر.


في بزوغ الفجر كاد أن يدلف طارق الي غرفته ولكن وجد والدته تنتظره وأردفت بحده: طارق.


طارق : خير عايزه إيه ؟؟؟.


سميحه : انا عارفه أنك ندل وحقير بس مكنتش أتوقع يوم انك تكون تاجر أعضاء وتعمل حاجه دنيئه زي دي ؟


طارق :عادي يعني فيها إيه ؟؟ تجارة الاعضاء دي خلتني بني أدم خلتني أعيش في القصور إللي انتي شيفاها دي وخلتلك انتي هانم بعد ما كنتي خدامه قالها بإستهزاء .


صدح صوت صفعه قويه هزت أرجاء المنزل بأكمله وأردفت بصوت جهوري : الخدامه إللي مش عجباك دي هي إللي كبرتك وعلمتك وخلتك راجل دا انا تعبت فيك عشان في الاخر تعيرني .. على الأقل انا كنت بكسب فلوسي بالحلال حتي لو كانت قليله  .


كاد طارق أن يقتلها ولكنه مسك نفسه واردف بحده :متعمليش فيها الخضره الشريفه والام الحنونه أوي عشان مش لايق عليكي..؟ دي انتي جيباني بالحرام ياطاهره ولا نسيتي .. دا انتي كاتبه عرفي على واحد وفي نفس الوقت كنتي متجوزه ... ياريت متتكليمش عن الحلال والحرام وانتي اصلا عايزه تتعلميه.

صدمت سميحه من حديثه معها فهذه الطريقة كانت تريد أن تحكي له الحقيقه ولكنه أبت وأردفت بغضب:انا هعمل إللي معملتوش زمان هبلغ عنك و هسجنك و هروح النيابه اشهد بالحق واقول انك تاجر أعضاء وكل يوم تقتل ناس شكل وغير الصفقات المشبوهة.


طارق بهدوء ماقبل العاصفه : عايزه تسجنيني يا أمي ؟


سميحه : تستاهل كل إللي يجرالك ؛ انت مشيت في السكه الغلط من زمان وانا مش راضيه عنك ولا على إللي بتعمله دا ابدا .


بقي كده قالها هو يتوعد لها .


سميحه بغضب : انا ست كبرت وممكن اموت في أي لحظه ومش عايزه أقابل ربنا وانا كاتمه شهادة حق وانت واطي و دون ومعندكش رحمه في قلبك.


نظر لها طارق بتهديد : ابقي اعمليها كده ومش هيطلع عليكي صبح وهتكوني ميته .


سميحه :عايز تقتلني ياطارق ...؟


طارق : مش احسن ما وليه عجوزه زيك توديني في داهيه ؟؟


عايز تقتل امك ياخثيث يا واطي والسفاله وصلت بيك لدرجادي....؟ يا خسارة تربيتي فيك حسبي الله ونعم الوكيل... قالتها وهمت بالرحيل واتجهت لكي ترحل من امامه : انت شطان مستحيل تكون بني أدم انا هوديك في ستين داهيه.


امسكها من حجابها بقوه وصفعها ثم دفعها على الأرض واردف بغضب شديد وعيونه حمراء للغايه فقد وصل إلى ذروة غضبه : ابقي فكري اعملي كده ؟؟ وأقسم بالله هدفنك مكانك ومش هتردد ثانيه انك أمي وهعمل فيكي زي ما عملت في عبده .


وقع عليها الحديث كالصاعقة الكبري التي هزت بكيانها لتلطم على خديها باكيه وهي تنتحب بشده: 

انت قتلت أبوك !!!


طارق بحده : اومال اسيبه يبلغ عني !!! وهو ريحته من العذاب إللي كان فيه بدل ما بياخد العلاج إللي ملوش فايده..  وبعدين متقوليش كلمة ابوك دي تاني لانه اصلا مش أبويا ولا نسيتي؟


منك لله منك لله قالتها وظلت تبكي و تنتحب.


امسكها من يدها يجرها مثل البهيم وهي في الأرض واردف بحده : اما انتي هتفضلي محبوسه هنا ومفيش خروج من القصر دا اكيد مش هسيبك تهدي إللي بنيتو في ثانيه.. أما القضيه إللي رفعها عليا مراد كلها كام يوم هتتقطع انا اشتريت ناس بفلوسي والورق والسجلات وكل حاجه هتكون عندي في ظرف يومين... قالها وظل يضحك بشر وغادر من أمامها بعد ما أغلق باب الحجره عليها .


أما هي ظلت تشهق وتبكي وجسدها يرتجف وتنتحب بشده .فكيف ياضرب والدته؟؟ إن لم يكن سوي ابن عاق !!.

يضرب أمه التي أفنيت عمرها لأجله ؟؟ 

أحبته أكثر من نفسها ، وأيم الله أكثر من نفسها ، تفديه بروحها ، جاعت ليأكل ، وسهرت لينام ، وتعبت ليرتاح ، وشقيت ليسعد ، تحبه ويكرهها ، وتجله ويهينها ؟؟؟ كيف ؟؟ كيف وقد وصانا الله بطاعة الوالدين "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ .


هبط طارق  الي أسفل حيث مكتبه وهو غاضب بشده من والدته دلف الي مكتب وجلبت له الخادمه قهوته وغادرت على الفور وأغلقت الباب ثم فرت هاربه .... جلس على المكتب وهو غاضب بشده ثم امسك كوب القهوه  ارتشف منها  وبعد 5دقائق احس بشيئ غريب يحدث له يأكله من الداخل ويأكل أحشائه صرخ بكل ما اتي من قوه .

فماذا حدث ياتري ؟؟؟؟؟


************************************

- أن يكون سنداً صالحاً ، أبدَ العُمر يُداريني برمشِ عينِه ، كتفاً ثابتاً لا تلويه شِدّة 

قمرُ لياليَّ وشمسُ أيّامي 

صديقي و معصمي و سرّ تبسُّمي 

شَريكي في الجنّة 

آمين❤️

في مستشفى السيوفي .


دلف أدهم الي المستشفي كعادته وكاد أن يصعد قسم الجراحه حيث مكتبه ولكنه أتجه الي قسم الأطفال ليري وتين فهو لا يعلم عندما يراها يشعر بشيء غريب يستولي عليه فهو لا يعجب بها ولم يحبها بعد لكنه يحب التحدث معها فقط .. دلف الي قسم الأطفال تجول بعيونه في جميع الغرف وجدها في اخر غرفه في الطرقه وهي تعمل وتراعي المرضي والأطفال الصغار وتهتم بعملها وتمسك في يدها شيت وتعلم على الحالات التي فحصتها اليوم ثم دلفت الي غرفة بها الأدوية دلف خلفها وعلى وجهه ابتسامة واردف : صباح الخير وتين .. اخبارك إيه ؟


وتين : الحمدلله بخير يا دكتور أدهم .


وتين : انا فرحان أوي بيكي يا وتين انك مخيبتيش ظني فيكي وكل يوم في تطور ... انتي بقيتي واحده من أمهر الممرضين عندي .


وتين : ميرسي جدا لحضرتك يا دكتور أدهم .


أدهم بجديه : طيب في حاجه عايزه تتعلميها ..؟


وتين : اه الفرق بين الدواء دا ودا شبه بعض ومش عارفه افرق بينهم .


جلس أدهم على المقعد  ليشرح لها وجلست هي الأخري مقابلته ..ظل يشرح لها اسماء الأدوية جميعها كي تستفاد منه .


وتين بإنبهار منه ومن أسلوبه في الشرح : 

ازاي حافظ كل الحاجات دي كلها يا دكتور انا حاليا ليا شهر ومش عارفه غير حاجات بسيطه و أدويه بسيطه وبرضو بتلخبط فيهم.


ابتسم أدهم واردف ببتسامه : كل الحاجه بتيجي بالتدريب يا وتين مفيش حد ناجح أوي أو مميز في أي حاجة إلا وكانت بدايته حد مبتدئ مش فاهم حاجة، معدوم الخبرة والمعرفة، مشتت ومش عارف يبدأ إزاي؛ ده طبيعي جدًا محدش إتولد فاهم يعني.


وتين : طيب انا نفسي اتعلم كل حاجه بس مش عارفه ابدأ منين ولا منين المجال واسع وكبير أووي .


أدهم : مش قولتلك إللي عجبني فيكي انك عندك طموح غير باقي البنات إللي في سنك وعايزه تطوري من نفسك. ليكمل حديثه وهو يتذكر شيئا ما :

تعرفي ياوتين انا لما خلصت الجامعه ونزلت الامتياز بتاعي مكنتش بعرف اعمل حاجه خالص على الأقل انتي لسه طالبه بتدرسي واتعلمتي ؛ لما كانوا بينادوا عليا عشان اركب كانيولا بس مش ادخل عمليات كنت بخاف اول ما ينادوا عليا كنت ادخل الحمام واستخبي هههههههههه.


ضحكت وتين على حديثه أما أدهم شرد في ضحكتها التي خطفته وخطفت قلبه برقتها فكانت جميله بحق و مختلفه عن جميع الفتيات التي رآها في حياته بخمارها الذي زادها جمالا فوق جمالها الخلاب الطبيعي ثم شرد في ملامحها فكانت بشرتها ناصعة البياض تشبه الاطفال في صفائها ولا تضع أي شئ من مستحضرات التجميل على وجهها فكانت مختلفه حقا حتي عن لورين التي عشها ووثق بها .


خجلت وتين من نظراته التي تتفحصها بعنايه ووجهت نظرها الي الجهه الأخري .


قاطع الصمت صوت أدهم الذي يقول : تعرفي ياوتين انا لما شوفتك افتكرك من الشرقيه.


انتبهت وتين لحديثه وأردفت بإستغراب : اشمعنا الشرقيه  .


أدهم : عشان هما بشرتهم فاتحه خالص وعيونهم واسعه و حلوين اوي.


خجلت وتين من حديثه ونظرت إلى أسفل بخجل واضح وتريد أن تنهض من مكانها ولكن لا تعلم كيف .


شعر أدهم أنها خجلت من حديثه ولكنه لم يقصد أن يخجلها ولكنه كان يتحدث بتلقائيه ليردف بجديه :احم بس يعني عرفتك من لهجتك.


وتين :ليه هما الشرقيه ليهم لهجه لوحدهم .


أدهم بضحك : دا كفاية جملة انت مش إلك حل علاوه ولا مش إلك دعوه ظل يسرد لها جمل كثيره مشهوره وهو يقلدهم كأنه كان يعيش معهم .


انفجرت  وتين بالضحك من حديثه ولم تستطع كبح ضحكتها ولا هو أيضا وظل يضحك .


أدهم : انا لغاية دلوقتي معرفش حاجه عنك غير أن اسمك وتين وبس  ...؟


وتين : طيب حضرتك عايز تعرف عني إيه ؟


أدهم : مبلاش حضرتك دي قوليلي يا دكتور او أدهم .


وتين : مقدرش اصل حضرتك اكبر مني سنا و مقاما.


أدهم : حرام عليكي انا أكبر منك بكام سنه على فكره مش كتير متكبرنيش انا عندي 28سنه .. ومتقوليش حضرتك تاني عشان بدايقني.


وتين:  حاضر هحاول ...؟


أدهم :برضو مجاوبتيش على سؤالي ...؟


قاطع حديثهم صوت رنين هاتفه أجاب بسرعه البرق عندما وجد اسم شخصا ما على هاتفه.

احدي الحرس على الجهه الأخري : كل حاجه خططت ليها حصلت يا أدهم باشا وصحبك دلوقتي هيكون بيودع.


الفصل الرابع والعشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close