أخر الاخبار

رواية قلبها الملائكي الفصل الثالث والعشرون23والرابع والعشرون24بقلم فاطمة البنه

رواية قلبها الملائكي الفصل الثالث والعشرون23والرابع والعشرون24بقلم فاطمة البنه

 


فتحت الجامعه ابوابها من جديد والكل عاد الى مقاعد الدراسه، لم يشأ والدا ماري ان تعود إلى الجامعه لكي لا تشعر بالتعب و يطمئنا بأنها دائما أمام أعينهم، و لكن اصرارها على مواصلة الدراسه وقف حاجزا امام طلبهم،و اخبرتهم ان مكوثها في المنزل لن يعالج المرض بل سيزيد الأمر سوء لأن مكوثها في المنزل سوف يتعب نفسيتها، خضعا والديها لطلبها ووعدتهم ان تكابد هذا المرض بكل ما اتت من قوه، اما ريم فالشياطين تحوم فوق رأسها فقد طفح عندها الكيل، و لم تعد تكترث لدراستها، الا ان خطرت لها فكره لم تخطر على انسان عاقل يخاف الله، 

ريم: لقد وجدتها، بدر نعم بدر بأمكانه مساعدتي انه شاب معتوه و من الممكن ان يعمل اي شيء مقابل مبلغ من المال، التقت به في الجامعه و اتفقت معه على خطتها الخبيثه مقابل مبلغ مغري من المال، فلطالما كانت تقول ان النقود تجلب كل شيء، بدر: حسنا اتفقنا، اراك في اليوم الموعود، و بعدها توجهت إلى اسماعيل لتكمل الجزء الآخر من الخطه، ريم: السلام عليكم

اسماعيل: وعليكم السلام

ريم: كيف حالك ابن عمي..؟

اسماعيل: بخير الحمدالله و انتي..؟

ريم بخير الحمدالله، اخذت ريم تحكي معه و اخترعت له قصه بأن الأستاذ يريد منهم مشروع و لن يستطيع احد مساعدتها سواه لشدت ذكاءه، و اصرت عليه بالحاح ان يلتقيا في كوفي شوب لعمل المشروع، و بعد الحاح شديد منها، شعر اسماعيل بحرج شديد من ان يرفض مساعدته لابنت عمه، فرحت ريم كثيرا بقبوله طلبها، الى ان اتى اليوم الموعود، طلبت ريم من ندى ان تصر على عبير بالذهاب معها إلى كوفي شوب مهما كلف الأمر، اتفقا على ان يكملا الخطه و لكن الفكره لم تنال اعجاب آلاء كثيرا حاولت جاهده ان تمنعهم، و ان يخافا الله في تلك المسكينه و لكن دون جدوى، و هدداها ان يلحقا بها بمكروه لو اطلعت عبير على خطتهم، حتى اصبحت مكتوفة الايدي، و بينما هما في السكن كانت عبير منهمكه في الدراسه اتت اليها ندى: عبير كم اشعر بالضيق الشديد ما رايك ان تأتي معي الى الكوفي شوب اود ان احتسي القهوه معك ونتبادل بعض اطراف الحديث، رفضت عبير طلبها بسبب انشغالها بالدراسه، عبير: و لما لا تصطحبين معك ريم او آلاء فهما مقربتين إليك أكثر مني ايضا، واصلت ندى كذبتها و لكن هن مشغولات اليوم و انا اود ان اخرج بصبحتك انتي و هذا اول طلب اطلبه منك كما انني اشعر بالضيق الشديد اريد شخص ان اعبر له عما يختلي في قلبي من الم، و لا اعتقد انك سترفضين طلبي لو كنت فعلا صديقتك، استلمت عبير للواقع و لم يسعها إلى ان تقبل عرض ندى بكل صفاء نيه علها تستطيع ان تبعد عنها و لو قليلا ما تشعر به من الم و ضيق

وصلا إلى الكوفي شوب و بعد نصف ساعه استأذنت ندى ان تذهب لطلب بعض الحلوى، انتظرتها عبير عشر دقائق لكنها لم تعود التفتت يمينا و شمالا ما من أحد، لتتفاجأ بشاب يجلس بقربها، ليدخلا بعده كل من اسماعيل وريم لتكمل ريم خطتها الخبيثه، فزعت عبير من الشاب الذي جلس بجانبها: من انت و من تكون...؟

 اما ريم فاخذت تقول: أسماعيل انظر اليست هذه عبير التي معنا في الجامعه، ترى من هذا الشاب الذي برفقتها..! نظر إليها أسماعيل بكل تعجب، تعالى صوت بدر على عبير، و كيف بأمكانك خيانتي و الذهاب مع شاب آخر لقد وثقت بك و أهديتك قلبي أما الان تخونين حبنا مع ذلك الشاب الذي لا اعلم منه سوى اسمه، ماذا يدعى يا ترى اه نعم ياسر، دائما ما كنتي تمثلين دور الفتاة البريئه علي و للأسف كنت اصدق كل احاديثك الكاذبه، لم تتمالك نفسها عبير من البكاء، من انت و من تكون..؟ 

الا تخاف الله حتى انني لا اعرفك و لم اراك من قبل، اشتد غضبه و اخرج من الكيس الذي كان بحوزته الشال الذي صنعته لها والداتها، انصعقت عبير انه شالها كيف وصل إليه، 

بدر: تفضلي شالك فقد نسيتيه في السينما عند ذهابنا لمشاهدة اخر فلم لبطلك المفضل..! لقد وضعت عبير في موقف محرج للغايه و لا تحسد عليه كيف ستثبت برأتها امام هذا الجمع، و الأدله كلها ضدها،

بدر: انني منذ اليوم اعلن قطع علاقتنا و خرج مسرعا و الغضب بادي على وجهه، اخذت عبير تبكي بحرقه تحاول ان تتصل بندى لترى اين هي ليعودا إلى السكن، و قد تحطم قلب أسماعيل كليا بعد هذه المسرحيه الكاذبه: عذرا ريم انا اشعر بصداع شديد اود ان اعود الى السكن و اعدك ان نكمل المشروع في وقت لاحق، ريم: الا تريد ان تحتسي القهوه ربما يرحل عنك الصداع، اسماعيل: لا شكرا فقط اريد ان اعود الى السكن لارتاح قليلا، ريم: حسنا ابن عمي لك ما اردت فصحتك اهم من كل شيء، دقات قلبها بدت تتراقص فرحا لهذا الانجاز، و لكن ما الذي تخبأه لها الأيام

عاد كل من عبير و ندى إلى السكن بعد ان سبقتهم ريم، لقد كانت عبير في حال يرثى لها و عيناها متورمتين لكثرت البكاء، 



دخلن الى الغرفه نظرت إليها آلاء بتعجب:يا إلهي ماذا بك عبير ما سر كل هذا البكاء و النحيب و لكن عبير لم تستطيع ان تنطق بأي كلمة لشدت البكاء، ذهبت آلاء لتجلب لها قدح من الماء، و ريم اكملت تمثليتها البشعه،

عبيررر ماذا بك من فعل بك كل هذا لما كل هذا البكاء اخذت تمسح دموعها و اخذتها لتجلس، جلبت آلاء قدح الماء،

ريم: هيا ارتشفي قليلا من الماء لتهدئي من روعك عزيزتي و اخذت تمسح على رأسها لتهدأ من روعها، ندى أخبريني ما الذي حدث لعبير ما سر بكائها، اكملت ندى هي الاخرى المسرحيه لا أعلم ما الذي حدث كنا في الكوفي شوب جلسنا على احدى الطاولات استأذنت منها لجلب بعض الحلوى، و بعدها ذهبت إلى دورة المياه، فجأه أتصلت على هاتفي وهي تبكي بحرقه ذهبت إليها مسرعه و إلى الآن احاول ان اعرف السبب وراء بكائها لكن لا اسمع جواب غير النحيب و البكاء كم بكائها على هذا النحو يقطع لي قلبي وضعت رأس عبير على صدرها، حبيبتي عبير بالله عليك أهدئي أخبرينا ما القصه، و بعد نصف ساعه من البكاء و النحيب حاولت عبير أن تسيطر على نفسها وتخبرهم بالقصه، كيف باستطاعته ان يعمل بها هكذا الا يخاف الله، و من أين أتى بالشال، ريم: يا إلهي يالوقاحة هذا الشاب، ندى: لابد انك نسيتي معطفك في الجامعه يوم ما و عثر عليه، وضعت عبير يدها على رأسها و هي تبكي و تصرخ لا لا ، لا اظن انني نسيته فانا لا اخلعه ريم: اهدئي حبيبتي الى ان نجد الفاعل وراء كل هذا و اخذت تنظر إلى ندى و هي تبتسم ابتسامه خبيثه، لاحظت آلاء تبادلهم لتلك الابتسامات الخبيثه فلطمت يدها على فمها، يا إلهي أيعقل انهم قد فعلوها حقا، من أين لهم كل تلك الجرأه، المسكينه عبير، هذا الوضع لم يعد يحتمل، لا بد ان اخبر اسماعيل بالقصه و ليقمن بتهديداتهم لي فلم اعد اكترث،و لكن شاء الله ان يفضحها قبل ان تفتح آلاء فاههها، باليوم التالي اسماعيل يكاد يختنق من الضيق و في عينيه الف سؤال، ذهب إلى سامي ليخبره بالقصه، أخذ نفس عميق و بخنقه: سامي لا أصدق عيني ما حدث البارحه، أيعقل أن تكون عبير الفتاة الوحيده الذي خفق قلبي لها ان تكون هكذا، لا لا انا لا اصدق ذلك، تلك الفتاة العفيفه التي لم تتجرأ للحديث معي تفعل كل هذا،آه يا سامي قد وثقت بها و وضعت كل آمالي عليها، كانت رمز للحياء، كم رأسي يؤلمني لشدت التفكير كما انني لم أنم ليلة البارحه لكثرت الأسئله التي ترادوني، و كيف وصل شال عبير إلى الشاب ،انا لا اصدق ان تفعل هذا، أيعقل أن أحد يريد أن ينصب عليها

و لكن من و لما..!؟ من سيضع كل هذا الحقد لفتاة لا يكاد يسمع صوتها، ثم وضع يده على رأسه لشدت الوجع لم يستطيع ان يتمالك دموعه من السقوط، سامي: ما بك يا صاحبي مسك بكتفه بقوه هون عليك و أنا أيضا معك لا اصدق ان كل هذه الأفعال تصدر منها، انا واثق من أنها أيادي مدبره، و لا بد لنا انا نكتشف من راء تلك اللعبه الخبيثه، ما رأيك ان تذهب و تسأل عبير ربما و قعت بمشكله و بأمكانك مساعدتها، اسماعيل: ماذا، لا مستحيل سوف اضعها في موقف محرج، سامي: انا معك في هذه النقطه و لكن ستتفهم الأمر لو اخبرتها انك تود المساعده


سامي: هيا لابد انها بالمكتبه الان، لنذهب و نرى، توجه كل من اسماعيل و سامي إلى المكتبه ولكن هذه المره عبير ليست لوحدها بل مع صديقاتها، حنان و ماري، أما عبير ففي حال يرثى لها ،اسماعيل: كيف سأذهب الآن انها برفقة صديقاتها، ها هي حنان تربت على كتفها وماري تهون عليها، امعن اسماعيل النظر، هل عبير تبكي..! لابد ان اتحلى بالشجاعه و اذهب، توجه اسماعيل إلى الطاوله التي عليها عبير،اسماعيل:

السلام عليكم

رفعن كل من ماري و حنان رأسهن و عليكم السلام و العجب بادي على اعينهن ترى من يكون هذا الشاب و ماذا يريد..! اسماعيل: عفوا انا ادعى اسماعيل زميل عبير في الدراسه هل بأماكني محادثتها قليلا، سمعت عبير صوت اسماعيل فاخذت تمسح دموعها بسرعه كي لا يراها اسماعيل وهي على هذه الحاله بماذا ستجيب و ما سر قدومه و ماذا يريد منها يا ترى، عبير: و عليكم السلام

اسماعيل: هل يمكني الحديث معك لدقائق معدوده...؟

عبير: تفضل أخي

اسماعيل: اود ان اتحدث معك عما حصل ليلة البارحه في الكوفي شوب لقد رأيت ما حدث، لم تصدق عبير فأخذت تحكي في قلبها، يا إلهي هل كان أسماعيل هناك ايضا هذا ما كان ينقصني، كم هذا محرج، اين سأولي بوجهي كيف سأثبت برآئتي، حاولت أن تتماسك نفسها ولا تذرف الدموع و لكنها لم تستطع: صدقني ليس علم لي بهذا الشاب

 أخي، 




الفصل الرابع والعشرون 

.

أرتبكت ريم كثيرا عندما رأت بدر واقف بانتظارها ترى ماذا يريد الآن ذلك المعتوه،

ريم: ماذا تريد اذهب قبل ان يرانا احد، بدر يعض على اسنانه غضبا: او تظنيني غبيا يا فتاة و بأمكانك ان تضحكي علي، لقد اتفقنا على مبلغ معين و لكنك اعطيتيني ليلة البارحه مبلغ لا ياتي حتى نصف المبلغ المطلوب، قلتي انك ستعطيني بقية المبلغ اليوم صباحا في باحة الجامعه ولم تأتي ايضا، اعتلى صوت بدر على ريم: أمامك يومان فقط ان لم تعطيني بقية المبلغ سوف افضحك و اقلب المسرحيه عليك اتفهمين..!

حاولت ريم تهدأته و قلبها ينتفض خوفا من ان يراهم احد و لكن دون جدوى، خرجوا بقية الطلاب ليتفاجئ اسماعيل بوجود بدر و سمع مجرى حديثهم، بدر: كما قلت لك يومان فقط لتعطيني بقية المبلغ المتفق عليه و الا سيكون مصيرك من مصير الفتاة التي اديتي اللعبه عليها، اشتط اسماعيل غضبا لم يتمالك نفسه ذهب إلى بدر مسكه من طرف ملابسه و اخذ يلطمه بكل قوة حتى سال الدم من انفه: يا واطي يا عديم الغيره، او ليس عندك اخت تخاف عليها، كيف تبيع شرف بنات الناس هكذا كل هذا لاجل بعض النقود، تدخل سامي بسرعه ليفك الشجار قبل ان يموت بدر بين يديه و يتدخلوا حرس الجامعه فتصبح المصيبه مصيبتين، امعن سامي النظر الى بدر ترى اين شاهد هذا الوجه من قبل..!! آه انت ذلك الشاب المتورط في عملية المخدرات، لابد انك تجمع المال لأجل تلك المخدرات لقد فللت من ايدي الشرطه تلك المره بأعجوبه، لكنك لن تفلت من ايديهم هذه المره لو بلغنا عنك، اسماعيل: ماذا تورط مخدرات..!! ليس غريب على هذه الاشكال ان تفعل مثل هذه الافعال الشنيعه،عديم الغيره، و هدده بالأبلاغ عنه، توسل بدر بهما ان لا يبلغا عنه كي لا يهدم مستقبله الدراسي و ان والده قد دفع دم قلبه ليدخله في هذه الجامعه، 

سامي: و هل هذا جزاءه ابن عاص يتعاطى المخدرات..!

هنا أقبلت عليهم عبير و هي تبكي: دعاه فقد غفرت له اكراما لوالده الذي تعب في تربيته، ثم خاطبته قائله: قلي يا أخ أو ليس عندك اخت تخاف عليها او لا تعلم ان هذه الايام دائره ممكن ان يحصل هذا لاحد من افراد عائلتك او لن تشعر بالغيره تجري في عروقك حفاظا على شرفهم، و عفتهم كيف سولت لك نفسك ان تفعل بفتاة بريئه هكذا، لقد اتهمتني باطلا امام كل الناس تشويها لسمعتي،لم تعطيني اي فرصه لأثبات برآئتي إن سمعت الفتاة هي كل ما لديها لقد آلمتني كثيرا بصنيعك، بإمكاني ان اقدم بدل الشكوى شكوتين عليك، التعرض لسمعة الآخرين و المخدرات، و لكن يشهد الله اني قد عفوت عنك، و خذها نصيحه مني لا زال امامك متسع من الوقت سارع الى المغفره و التوبه إلى الله قبل فوات الآوان

واحترام لأب تعب في تربيتك، جثى بدر على ركبتيه و أخذ يبكي: لقد كنت دائما متكبر و لا احد يستطيع ان يكسرني، لكنك اليوم كسرتني بعفوك عني بعد كل ما فعلته بك، اني اشهد لوان فتاة غيرك ما التمست لي عذرا وما سامحتني بل و حتى بلغت عني على الفور ،ثم نهض و غادر مسرعا و لم يرآه احدا من ذلك اليوم، التفت اسماعيل على ريم و نيران الغضب تشتعل من عينيه: و انتي يا ريم ما خلت هذه تربيت أهلك فيك، أهكذا تتلاعبين بشرف فتاة كيف سمحت لنفسك بهذا لو علم اهلك بهذا لما غفرا لك، لقد كنت دائما أحترمك بصفتك قريبتي و لكنك اليوم قد اسقطتي كل ثقتي و احترامي لك، و من اليوم يفضل ان لا تعرفيني ولا اعرفك، اخذت ريم تبكي بحرقه: و لكني فعلت كل هذا لحبي لك، 

اسماعيل: لم اشأ ان اكسر لك قلبك و لكني لطالما كنت احترمك و اعزك كاخت لا اكثر و لا اقل، كما انه لا يوجد عامل مشترك بيننا اعذريني لا اريد ان اظلم نفسي و اظلمك معي، صارت ريم تصرخ بقهر و لكن لما لاجل هذه الفتاة التي لا تساوي شيئا و هي تشيير إلى ريم، شعر اسماعيل بالصدمه، ريم: نعم نعم فقد سمعتك تتحدث مع سامي على غفله عن اعجابك بها، انظر إليها جيدا انظر إلى حالها التي يرثى لها لا تعلم كيف تهتم بنفسها و لا للباسها المضحك كما انه ليس لها شخصيه شعبيه، اشعر بالاسف على حالها، اسماعيل نحن من عائله غنيه و مرموقه كيف لك ان تنظر إلى فتاة فقيره من الطبقه المتوسطه مثل هذه، هنا علمت عبير سر حقد ريم عليها كما انه المها كثيرا كلامها الجارح

يتبع 

             الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close