أخر الاخبار

رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الرابع4والخامس5والسادس6بقلم فاطمة الالفي


 رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الرابع4والخامس5والسادس6بقلم فاطمة الالفي


كان الجميع مترقب معرفه يوسف بم اصاب عيناه من اثر الحادث ..
كان نائم بفراشه ويشعر بالألم بجميع انحاء جسده ، وعندما فتح عيناه تفاجئ بانعدام الرؤيه ، فقط يسمع اصوات جانبه ولم يميزها بعد ..
كانت الممرضه المسئوله عن حالته بجانبه ،عندما شعرت بافاقته ابتسمت بحزن على ذلك الشاب الذي خسر نور عيناه وهو بذلك العمر :حمدلله على سلامتك.، حالا هبلغ الدكتور 
يوسف وهو يتحسس عيناه باطراف انامله ويحاول اغماضها وفتحها مره اخرى إلى ان تاكد أنه لم يرا سواء الظلام الدامس ، فصرخ بقوه 
يوسف بانفعال :انا مش شايف حاجه ايه إللى حصلي ، انا اتعميت 
حاولت الممرضه السيطره على حاله الانفعال التى احتاجته ، ودلف شقيقه ووالده على اثر صراخ يوسف 
ووقفت حبيبه أمام العنايه تخشي رؤيته بذلك الوضع .
ركضت الممرضه تخبر الطبيب لياتي ويتفحصه وظل حازم يحاول احتضانه والسيطره على انفعالاته خوفا من ايذاء نفسه ..
ظل يصرخ بقوه ولم يصدق أنه فقد بصره :انا اتعميت يا حازم اتعميت 
ضمه حازم بقوه وانسابت دموعه بصمت ، إلى ان دلف الطبيب وأمر باعطائه حقنه مهدئه وطلب من الجميع مغادرة العنايه خوفا من تدهور حالته الصحية والنفسيه ..
غرزت الممرضه الابره بوريده وهدئ جسده قليلا إلى ان اغمض عيناه  وارتخى جسده كاملا ..
~~~~~~~~
غادر الطبيب العنايه وتحدث لوالده باسف 
- طبيعى إللى حصل ان ينهار بسبب فقدانه لبصره ، ودلوقتي بعد حقنه المهدئ حالته مستقره ، بس طبعا حاله المريض النفسيه أهم من اى حاجه ، ياريت تراعو عجزه وتحاولو تخرجو من حالته النفسيه ، وأحب اطمنكم فى أمل من عمل جراحه لعنيه بس بعد مرور ست شهور ولازم يكون المريض مستعد وعنده يقين فى الله وعزيمته قويه ويجتاز اول مرحله 
حازم  بأمل :يعنى بعد ست شهور يقدر يعمل العمليه ويرجع يشوف تاني يا دكتور
الطبيب :طبعا هيكون نسبه نجاحها 60% وده فى حد ذاته انجاز بس هو يخضع لعلاج نفسي وسريع وابعاده عن اى ضغوظ ويكون مستعد وعارف ان دى مجرد اذمه وهيعدي منها على خير بأمر الله 
حازم بابتسامه :شكرا يا دكتور ، احنا هنعمل كل حاجه وهنفضل جنبه عشان يعدي المرحله دى ان شاء الله
~~~~~~~~~~
بعد مرور اسبوع ولم يتغير شئ
مازال يوسف يخضع للعلاج بالمشفى ولكن حالته النفسيه فى تدهور ملحوظ ، فلا يتحدث مع أحد من عائلته ، وانطفى بريق عيناه وكأنه بعالم اخر ، حاول الجميع اخراجه عن صمته ولكن دون استجابه ، فقد بدلته الحادث كثيرا وكأنه فقد نفسه وليس بصره فقط ..
اذن له الطبيب بالخروج وأخبر عائلته بوضعه النفسي السي وهذا سوف يؤدي لتراجعه وعدم امتثاله للشفاء وطلب منهم عرضه على طبيب نفسي يساعده على تجاوز الفتره الحاليه ..
**************
بعد مرور يومان اخرين 
كان يمكث بغرفته وحيدا شارادا فقد الكثير من وزنه ونمت لحيته ومازال صامت لا يتحدث مع اى شخص من عائلته ، طلبت حبيبه من عمها ان تدخل فهى تخرجت من جامعتها بامتياز وسوف تعمل معالج نفسي ،فقررت ان تساعده هى بنفسها ، رفضت زوجه عمها فى بدأ الأمر ولكن مع اصرار حبيبه وثقه عمها وشقيقها الأكبر حازم الذي دفعها للاعتماد على نفسها وخوض تلك التجربه مع يوسف ..
٠•••••••••••
طرقت باب غرفته ودلفت بهدوء نظرت له بالم وحزن يفطر قلبها على ماتوصلت اليه حالته ، استردت أنفاسها واقترب منه بحذر ، ظلت واقفه أمام الفراش 
وهو جالس بالفراش شاردا فى الفراغ ولم يهتم بمن بغرفته .
حبيبه بجديه :هتفضل حابس نفسك فى اوضتك كده كتير 
علم أنها ابنه عمه واجاب ببرود :وانتى عاوزة اعمل ايه مثلا ، انا حر ومش محتاج اتكلم مع حد ولا محتاج شفقه من حد 
جلست مقابله له وتحدثت بصوت دافئ :بس احنا عيلتك ومافيش حد بيشفق على حته منه ، واحنا مش حد يا يوسف احنا عيلتك فاهم ، واكملت حديثها بنبره جاده :وهتتكلم معايا وغصب عنك كمان
يوسف بعناد :وهتخليني اتكلم ازاى بقى غصب عني يا ست حبيبه 
حبيبه بابتسامه :انت اصلا بتتكلم معايا يا يوسف ومش محتاجه اغصبك
شعر بسذاجته وعاد إلى صمته ، ولكن حبيبه لم تيأس بعد فظلت تثرثر معه بطريقتها الحانيه :
-- يوسف إللى حصلك مش نهايه العالم ، ولازم تبق قوي وتعدي الشده دي ، ده اختبار من ربنا ، ليه مش تكون قد الاختيار ده وتصبر وتتحمل مش ترفضه عشان ده ابتلاء من ربنا ولازم ترضى بيه بس مش بالأجبار لا تكون راضى وصابر على البلاء ، ممكن اعرف اخر مره قربت من ربنا امته وصليت ودعيت يستجيب ليك اى دعوه بتطلبها ، انت ليه زعلان من إللى حصلك ، ليه مش تحمد ربنا انك لسه عايش وسط عيلتك بتتنفس وبتتحرك صحيح فقدت بصرك بس انت مش راضي ، معترض ليه على قدرك ، ليه مش ترضى بنصيبك وترفع ايدك لربنا وتطلب منه يشفيك ويرد بصرك ، لكن انت قافل على نفسك اوضتك وحابب صمتك وعزلتك ولو حد فكر يكلمك تصرخ فيه وتطرده ، على فكره مش انت بس إللى موجوع من إللى حصلك كلنا موجوعين عليك بس بندعى ربنا يردلك بصيرتك وبصرك يا يوسف 
مش قادر تشوف دلوقتي ، احنا كلنا حواليك وهنكون عيونك إللى بتشوف بيها ، اى حاجه انتى عاوزها هنكون جنبك ومعاك وصدقني محدش هيحبك زى اهلك ولا هيخاف عليك زينا .
يوسف بتنهيده :الكلام سهل يا حبيبه عشان مش عايشه إللى انا عايشه دلوقتي ، عاجز مش قادر اعمل حاجه 
حبيبه بجديه :لسه مافهمتش يا يوسف انا عاوزة اقولك ايه ، هو انت ازاى كنت عايش حياتك قبل كده 
يوسف بغضب :يعنى ايه مش فاهم 
حبيبه بتنهيده :يعنى انت قبل كده ماكنتش عايش اصلا يا يوسف ، حياتك عباره عن سهر وشرب ورجوع البيت متاخر ، قالب ليلك نهار ونهارك ليلك ، ماكنتش بتشوف عيلتك غير صدفه على السفره ، كنت مبسوط بحياتك كده يا يوسف وانت مابتعملش حاجه واحده صح ، حتى الشغل مابتشتغلش معتمد على الفلوس بتاعت والدك ، لا تعبت ولا اشتغلت بالفلوس عشان كده ماتعرفش قيمتها بضيعها كل يوم فى سهره ومش بس كده بتغضب ربنا وتشرب خمر ، هو انت ماتعرفش ان الخمر حرام
يوسف بانفعال :وانتى بقى يا مفعوصه انتى جايه تعلميني ، انتى مالك ومالي اطلعي بره مش عايزك تدخلي اوضي تاني فاهمه بره 
انسابت دموعها بصمت :هخرج بس مش قبل ماتشوف حقيقه نفسك يا ابن عمى ، مش قبل ماتفكر ان مهما غلطت وعصيت فى ربنا موجود ومطلع عليك وشايفك وانت بتغلط وسايبك عشان ترجعله وتوب عن افعالك إللى كلها غلط ، عارف ربنا بيمهل ولا يهمل   ارجع لربنا يا يوسف وانت هترتاح ، اه قبل مااخرج لو عاوز تصلى اتوضى وممكن تطلب منى تصلى ازاى اصل انا واثقه انك ماتعرفش الصلاه ازاى ولا الفرض كام ركعه 
همت بمغادره الغرفه ولكن اوقفها صوته الحزين :انا مش وحش اوى كده ، انا فعلا تافه وكل افعالي غلط ، بس محدش طلب منى اعمل الصح ، بابا كل همه اشتغل فى الشركات مع حازم ، وماما مش بتقولي على اى حاجه لا وعارفه ان غلط بس عمرها ماوجهت ليه نصيحه ، وحازم دايما ينصحني بس انا مش كنت شايفه ولا شايف حد خالص غير نفسي وبس بعمل كل حاجه مع اصحابي سهر وسفر وشرب وأى حاجه غلط بس ماببقاش مبسوط حاسس ان فى حاجه نقصاني بس مش عارف ايه هى ، واصحابي اتخلو عنى ماحدش فكر يسأل عليه بعد الحادثه 
حبيبه بدموع :عشان صحاب مصلحتهم وبس ، وانت الحاجه إللى نقصاك هى نفسك يا يوسف ، بلاش تعلق خطئك على شماعه غيرك ، انا اهو لا أب ينصحني ولا أخ يقف جنبي ولا ام توجهني يايوسف ومع ذلك بفكر ايه بعمله ممكن يفرح ربنا ويكون راضى عنى واعمله ولو حاجه شاكه فيها ببعد عنها فورا ، عشان براعي ربنا فى تصرفاتي 
يوسف :بس احنا مش اهلك 
ظلت تقهقه :اهلي انا ماحدش كان حاسس بوجودي فى البيت غير عمو وابيه حازم يا يوسف ، كأنى ماليش موجود بس عادي مش زعلانه 
يوسف بضيق :انا اسف يا حبيبه ان زعلتك وراضي ياستى تكوني عيونى 
حبيبه :مش بس كده المعالج النفسي لحضرتك كمان
يوسف بابتسامه ومد يده ليصافحها :وانا موافق 
نظرت ليده وابتسمت بامل وصافحته هى الاخرى ..
~~~~~~~~~~~~~
ظلت جانبه ساعدته على حلاقه لحيته الناميه وهذبت مظهره واطعمته بيدها وطلبت منه ان يلجأ إلى الله وأن يتوضأ ويصلي ، استمع لها وبالفعل بدأ فى صلاته وبعد ان انتهى شعر بالراحه وشكر حبيبه على دعمها له ، وتركته لينام وتوجهت إلى غرفتها هى الاخرى لتنعم بالراحه والسكينه ..
صدع رنين هاتفها ،التقطته بابتسامه فهى تعلم أنها صديقتها ريم 
حبيبه :ريم حبيبتي واحشتيني
على الجانب الآخر تحدثها ريم بضجر :لا ماهو واضح 
حبيبه :ماانتي عارفه إللى حصل ليوسف والبيت كله اعصابه مشدوده وبعدين ده يوسف يا ريم يوسف
ريم :عارفه ان سي يوسف ، بس مش تنسي رساله الماجستير إللى بتحضريلها وكمان تقديم التعين يا استاذه 
حبيبه:انا كمان بمارس شغلي ودراستي مع يوسف وبدأت معاه العلاج النفسي من انهارده وبعدين انا لسه مش عارفه الماجستير هيكون عن ايه مش قررت لسه 
ريم بضيق :طب والشغل مش قولنا هنشتغل فى مكان واحد يا حبيبه ولا خلاص هتستغنى عني
حبيبه :انا اقدر يا ريم ، انتى عارفه ماليش غيرك ، بس يوسف دلوقتي محتاج لكل وقتي ، عشان على الأقل اقدم اى حاجه لعمى على تعبه معايا طول السنين إللى فاتت ، رد جميل يا ريم لعيلتي 
ريم بتنهيده :خلاص يا ستي ردي الجميل براحتك ، بس اعملي حسابك مش هقدم فى اى مكان غير وانتي معايا ومستعده استحملك شويا 
حبيبه :حبيبتي يا ريم وان شاء الله لم يوسف يتحسن ويعمل العمليه ويبق كويس مستعده ادوس معاكي فى اى مكان نشتغل سوا طبعا
ريم بغيظ :لسه هنستني يوسف لم يفتح يا حبيبه وليه كل ده يوسف اصلا مش شايفك وهو مفتح هيشوفك دلوقتي هيحس بيكي دلوقتي 
صمتت حبيبه وشعرت صديقتها أنها تفوهت بكلام جارح 
ريم باسف :انا اسفه يا حبيبه مش قصدي بس 
قاطعتها حبيبه بجديه :ولا قصدك يا ريم ، انا مش بعمل كده مع يوسف عشان يحس بيه ولا حتى يشوفني ، انا بعمل واجبي اتجاه ابن عمى وهو فى محنه وانا لازم أكون جنبه ومش مستنيه منه حاجه ولا تمن لمساعدتي ليه ، وعارفه ان الحب نصيب ومش بالعافيه وكل واحد بياخد إللى مقسومله ومكتوبله ياريم 
شعرت بالحزن من أجل صديقتها واغلقت الهاتف خشت ان تتفوه بحماقات وتغضب صديقتها .
بعد ان اغلقت الهاتف جلست بالفراش تنهدت بألم وحاولت ان تغمض عيناها لتذهب فى نوم عميق ، لا تريد التفكير بشي سوا النوم ..
~~~~~~~~~~~~~~
كان يتحدث مع شخص آخر ويطلب منه شيئا يفعله عند عوده ابن عمه من الخارج ، يريد أن يحضر له مفاجئه تقلب حياته رأسا على عقب ، يريد أن يمحى اسمه من الوجود ، ليظل هو وحده المسيطر على ومؤسسات الانصاري ، فيكفى ان يكون فى الخفاء لابد وأن يظهر للجميع وسوف يفعل المستحيل من أجل السطوه والمال .
ابتسم بمكر بعد ان وضع خطته المحكمه للايقاع بابن عمه ..
••••••••••••••••٠•••

الفصل الخامس
عشقتكِ قبل رؤياكِ

فى اليوم التالي على مائده الطعام يجلس الجميع ويتناولو الطعام فى صمت ولكن ولاول مره يشاركهم يوسف مائدة الإفطار ،شعر الجميع بالفرحة من أجل أنه يشاركهم الآن مائده الطعام وفى وقت مبكر فلم يعتادو على استيقاظ.يوسف مبكرا وهذا فى حد ذاته انجاز ..
نظر حازم لحبيبه بامتنان فقد أثبتت ثقتها بعملها وتخصصها وعلم ان لم يقدر على اقناع شقيقه سواها .
اما عبدالرحمن فكان ينظر لزوجته ليجعله تترك لحبيبه حريه التصرف ولا تقف عائق بطريقها فهى ابنه عمه وتسعى لاخراجه من حاله الاكتئاب التى احتاجته بعد الحادث .
فضلت فريال الصمت وتتابع الموقف فقط ..
لم يستطع يوسف أن يطعم نفسه وهذا جعله يشعر بالحرج من نفسه أمام عائلته، لاحظت حبيبه ذلك ونهضت من مقعدها لتجلس بجانب يوسف وهى تأخذ الصحن الموضوع أمامه وبدات فى اطعامه بصمت .
يوسف بضيق :ماليش نفس ، انا اصلا مابحبش افطر
حبيبه :لازم تفطر عندك علاج ولازم تاخده وكمان عشان نخرج ايه رأيك
يوسف بنصف ابتسامه :هنخرج وانا فى حالتي دي ، وهنروح فين 
حبيبه :وهى مالها حالتك مش اتفقنا تسبلي نفسك ، انت محتاج تغير جو ، هنروح النادي نتمشى شويا 
استاذن حازم وغادر لعمله ، وايضا والده توجه لعمله .
وحاولت حبيبه اقناع يوسف بامر الخروج ، وبعد الحاح وافق يوسف على مضض ، ساعدته فى اختيار ملابسه ووضعتها بيده وانتظرت خارج الغرفه حتى يبدل ملابسه ، واخرجت هاتفها تطلب أوبرا ..

~~~~~~~~~~~~~~
انتهى يوسف من ارتداء ملابسه وثم   وضع نضارته الشمسيه على عيناه وامسك بعصاه وسار بجانب حبيبه ..
 أمسكت بيده تساعده على ركوب السياره وبعد ذلك  نهضت وجلست جواره ،انطلق السائق فى وجهته إلى النادي...
بعد مرور عدة دقائق كان السائق يصف التاكسي أمام النادي ، ترجلت حبيبه أولا وساعدت يوسف على النزول وامسكت بيده ودلفا سويا لداخل النادي ..
جلس بطاوله منعزله عن الجميع ، لا تريد ان تسبب له الاحراج من اى موقف ، تخاف جرح شعوره ولذلك فضلت ان تجلس بعيدا عن الجميع .
تنفس يوسف بارتياح وابتسم لها :تعرفي ان اول مره اصحى بدري ولا وكمان ايه بنشاط واجى النادي ههه ، تصدقي انا مدخلتش النادي من يجى كام شهر 
حبيبه :عشان الصحيان بدري بيدك طاقه وكمان بيكون عندك نشاط مافيش خمول عشان مافيش سهر لوش الصبح ، لازم تجدد طريقه حياتك غير كل حاجه وانت هتحس بتجديد فى حياتك 
يوسف بابتسامه:خليني وراكي لم أعرف هتوديني لفين 
ابتسمت له بحب وبدات تقص عليه بعض الاحاديث ، ليتفاعل معها ويستجيب لتبادل الحكايات ويبتسم على طريقتها الطفولية فى السرد ..
كان يشعر بالامتنان ويتعرف عليها كما لو انها اول مره تقابله بحياتها ، فهو رغم كونها تقطن معه بنفس المنزل إلا ان لن يلتقي بها ولا يعلم شيئا عنها ..
*************************
كان يبحث بعيناه عن مكان وجود والدته وفجاه اصطدم بصديق له ..
عادل باندهاش :سامر مش ممكن ايه جابك النادي من امته يا عم 
سامر بابتسامه :والله يا عدول انا جاي ابحث عن الست الوالدة محتاج مصاريف ، طالع يومين كده الساحل مع اصحابي وبابا مسافر والفيزا مافيهاش ولا مليم ، لولا الفلوس ماكنتش صحيت بدري ولا جيت النادي 
عادل : طول عمرك مادي يا سمور ، بس صاحبك هنا 
سامر بتضيق حاجبه :صاحبي مين 
عادل :يوسف الشامي ، انا لسه لامحه كده من شويا ومعاه صاروخ إنما ايه ، بت زى القمر 
سامر بصدمه :يوسف هنا ده لسه كان عامل حادثه من فتره وسمعت ان اتعمى كمان 
عادل بجديه :اه فعلا كانت البنوته مسكاه من ايده بجد صعب عليه ، ربنا يشفيه 
سامر بتفكير :طب هو قاعد فين لازم اعاين بنفسي 
عادل بضيق:انت ايه مابتنهدش 
سامر بغمزة :لا حد يقول للجمال لا بردو ده يبق مغفل وبعدين عندي فضول اعرف يوسف بيوقع البنات فيه ازاى حتى وهو اعمى مابيشوفش مش عاتق 
ربت عادل على صديقه :عندى تدريب سلام يا سمور 
سامر :استنى بس ماقولتش يوسف فين 
عادل : فى الركن البعيد الهادي
سار سامر يبحث عن يوسف بجديه وعندما راء يجلس مع فتاه اقل ما يقال عنها أنها شديده الجمال والرقه والبراءه مرسومه على صفيحه وجهها .
رسم الحزن على محياه وهو يتقدم من الطاوله التى يجلس عليها يوسف وحبيبه  وعندما اقترب منهم تحدث بنبره حزينه :معقول يوسف بجد مش مصدق انت كويس يا صاحبي والله لم عرفت إللى حصلك زعلت جدا 
احتضنه سامر بمكر وظل ينظر للفتاه بشغف ، عندما استمع يوسف لصوته ميزه بقوه .
-- سامر وانت لسه عارف ان صاحبك 
سامر بكدب :أخص عليك يا جو ، والله لسه عارف من يومين بس ماانا كنت مسافر دبي لوالدي وماعرفتش إللى حصلك غير صدفه من واحد صاحبي ، وكنت ناوي اجيلك البيت اطمن عليك طبعا 
يوسف بتصديق :خلاص يا سامر حصل خير ، اتفضل اقعد معانا 
سامر بابتسامه :مش تعرفنا الاول يمكن الانسه تدايق من وجودي ولا حاجه 
يوسف :دى حبيبه بنت عمى واكيد وجودك مش،هيدايقها كده يا حبيبه 
حبيبه بضيق :اكيد اتفضل 
سامر وهو يجلس أمام حبيبه :مش تكمل التعارف يا جو 
يوسف بابتسامه :سامر يا حبيبه صاحبي وطبعا فاشل زي هههه 
سامر بغمزة لحبيبه :كده الانسه تاخد عنا فكره غلط من اول مره
شعرت بالضيق من نظراته المصوبه عليها ، وكلما نظرت له وجدته ينظر لها بغرابه فطلبت من يوسف العوده الى المنزل الان ..
حبيبه :يوسف ممكن نروح بقى عشان ميعاد الدوا قرب 
يوسف بضيق :هتطلبي أوبرا تاني ، مش لو كنتى بتعرفي تسوقى كان ارحم 
استغل سامر الحديث وعرض عليهم ايصالهم للمنزل ، وافق يوسف على الفور ولكن كانت تود حبيبه الفتك به .
استند يوسف على كتف صديقه وسار جانبه إلى مكان سيارته ساعدها على الدلوف لداخل السياره وجلست حبيبه بالمقعد الخلفي ، وظل سامر يختلس النظرات إليها ويبتسم بين تارا واخرى ..
واقترح على صديقه ان يعلمها السواقه ، جحظت عين حبيبه من جراءة حديثه 
يوسف بجديه :بجد يا سامر والله فكره ايه رايك يا حبيبه اهو نرتحم من المواصلات
سامر بتسبيل وهو ينظر فى رماديه عيناها :انا تحت امرها طبعا ومستعد خلال اسبوع تكون نبر وان فى السواقة
حبيبه بغضب :لا شكرا ابيه حازم هيعلمني
يوسف :بس حازم مش فاضي يا حبيبه 
حبيبه بضيق تريد ان تصفع يوسف على رأسه بقوه لكى يفيق من تفوهاته الحمقاء 
-- ابيه حازم وعدني يوم اجازته هيعملني 
تحدث سامر لنفسه :براحتك يا جميل مسيرنا نتعرف اكتر 
وصل بالاخير إلى فيلا الشامي ، تنفست حبيبه الصعدا وترجلت بسرعه من السياره ، توجهت إلى يوسف امسكت بيده ليترجل من السياره هو الاخر ، وتعمد سامر ان يقف جانبها ويتصنع المساعده يحاول ان يلمس بيدها ، ابعدت يده عنها بقوه ورمقته بنظرات كره وغضب 
يوسف بابتسامة :تسلم يا صاحبي على التوصيله ، ماتجى تقعد معانا شويا 
ابتسم لحبيبه :لا مره تانيه بقى عشان نكمل كلامنا اسيبك دلوقتي ترتاح 
ودعه يوسف بابتسامه ولم يلتفت له سامر لم يبعد انظاره عن حبيبه إلى ان رحلت من امامه ودلفت لداخل الفيلا ، ابتعدت عن يوسف وحدثته بانفعال 
-- انت ازاى توافق حد غريب يعلمني السواقه كده عادي 
يوسف باستغراب من انفعالها:عادي يا حبيبه دة واحد صاحبي وحابب يخدمني ايه إللى يزعل فى كده 
حبيبه بضيق:صاحبك انت مش صاحبي انا وحابب يعرض خدامته يبق ليك انت وبعدين يعنى ايه حاجه مش تزعل هو اى حد يعرض عليك يعلمني السواقه توافق كده عادي ايه يا اخي مافيش حاجه اسمها مايصحش ولا ينفع ده غريب عني 
يوسف بابتسامه :خلاص سوري حقك عليه يا ستي انتى صح 
تركته بغيظ وصعدت إلى غرفتها وظلت تحدث نفسها بعصبيه وانفعال : مابيحسش على دمه ،  عنده كل حاجه عادي وفيها ايه ، بارد بشكل ، لا وكمان واثق اوى فى صاحبه الفاشل إللى زيه عمال يبيص ليه نظرات واقحه ، انا ماشوفتش كده فى حياتي ..

تسمر مكانه بعد ان تركته بغضب وابتسم على طفولتها 
معقول فى حد بيفكر زيك كده يا حبيبه ههههه ده انتى غريبه بشكل ..
*********•••••*************
علم بموعد وصول ابن عمه فقرر صنع له مفاجأه غير متوقعه ، سوف يضرب ضربته دون ان يشعر به أحد ، فقد تمنى تلك اللحظه على أحر من الجمر ..
*********** 
استقل الطائره العائده إلى موطنه بعد قضاء شهرا خارج البلاد..
قضى شهرا من السعاده وهو بجانب زوجته ، اراد ان يسعدها بقدر استطاعته ، لا يريد أن يرا الحزن بعيناها فقد عانت الكثير من الاحاديث التى تقلل من ثقتها بنفسها وجعلها تشعر بالنقصان لعدم انجابها إلى الآن ، لذلك قرر الذهاب بها فى جوله حول العالم لتنسى كل ما مضى من ضغوط الحياة والاستمتاع فقط بوقتهم من السعاده ..
كانت تشعر بالقلق عند عودتها من تلك السفره ، تخشى ما تقبل عليه من استجواب تنهدت بأسى عندما هبطت الطائرة مطار القاهرة الدولي ..
٠••••••••••••••••
عندما علم بوصوله اسرع اليه بسيارته ليرحب به ويقله إلى فيلا الانصاري ..
وقفا سيف ينظر للماره بصاله المطار يتفقد وصول ابن عمه من حين لاخر ، وعندما وقعت عيناه عليه ابتسم بمكر وركض باتجاه يحتضنه بشوق ذائف ، استقبله ياسين بوجهه البشوش وضمه بحب 
 --واحشتني يا سيفو 
سيف وهو مازال يعانقه :حمدلله على سلامتك يا غالي ، ماتصورش غيابك كان عامل فينا ايه ، بس اطمن وراك رجاله الشغل كان ماشي زى الساعه 
ربت ياسين على كتف ابن عمه :قدها وقدود وطبعا واثق فى شغلك من غير ما تقول
ابتسم سيف وصافح ندى :حمدلله على سلامتك يا ندى 
ندى بابتسامه :الله يسلمك يا سيف 
اسرع سيف يسبقهم لاصطحاب سيارته أمام المطار ، وحمل الحقائب ووضعهم بالسياره ، جلس ياسين جانبه وزوجته بالخلف وانطلق سيف يقود سيارته لتوجه إلى فيلا الانصاري ..
*******••••***********
فى المساء بفيلا الشامي 
كان يشعر بالضيق بسبب عدم وجود حبيبه على مائدة الطعام ورفض أيضا تناول طعامه ، كان يشعر بالنقصان فى غيابها وترك الجميع ليصعد إلى غرفته ..
نظر حازم لوالده بابتسامته المعتاده وارسل اليه غمزة ، فهم والده مقصده وابتسم أيضا لتبديل حالة ولده الطائش ..
بعد تناول الطعام نهض عبدالرحمن من مجلسه وطلب من حازم ان يتبعه إلى غرفه مكتبه يريد ان يحدثه بأمر ما ..
*****٠•••*******
صعد غرفته وهو يشعر بالملل فاراد ان يعلم سبب عندم تناولها الطعام فقرر الذهاب لغرفتها ..
طرق عده طرقات على باب غرفتها ، اغلقت الهاتف مع صديقتها واسرعت لتفتح الباب ، تفاجئت بوجود يوسف ..
حبيبه :يوسف خير فى حاجه 
يوسف وهو يدلف لغرفتها :فى انك رفضتي تتعشي معانا ممكن اعرف السبب 
حبيبه بابتسامه علمت أنه يهتم لامرها :لا ابدا ماليش نفس
يوسف بجديه :ولا زعلانه مني عشان الموقف التافهه إللى حصل مع سامر 
تذكرت نظرات سامر وشعرت بالاشمئذاذ :لا وهزعل ليه، مش زى مابتقول موقف تافهه وأنا اكبر من كده بكتير 
ابتسم على حديثها :يا واد يا كبير انت ، طب انا كمان لسه ماتعشيتش ممكن ناكل سوا بقى ، انا ماعرفتش اكل من غيرك
حبيبه :ايوه بقى هى الحكايه كده ، عشان اكلك وبس
قهقه يوسف بصوت مرتفع جعلها تشعر بالسعاده لرؤيه ضحكته 
--لا والله بجد مااقدرتش اكل من غيرك ، يلا بقى 
سحب يدها خارج الغرفه وهبط الدرج سويا ، توجهت إلى المطبخ وطلبت منه ان ياتي معها ، 
وقفت تعد الطعام وجلس هو على الطاوله الصغيره الموضوعه بالمطبخ ، وتناولو الطعام سويا ، وايضا كما تعود اطعمته بيده وهى تبتسم بحب أنها تجلس أمام حبيبها وتطعمه كما لو انه طفلها ..
***٠•••**********••
فى غرفه المكتب تحدث عبدالرحمن بجديه مع ولده حازم  عن شقيقه الأصغر وعن وضعه وعن ما ينوي فعله من اجله هو وحبيبه ..
عبدالرحمن :ها يا حازم ماقولتيش إللى بفكر فيه صح ولا غلط 
حازم بجديه :هو إللى اعرفه يا بابا ان حبيبه بتحب يوسف وانا حاسس بده كويس ، لكن مش متاكد من مشاعر يوسف اتجاه حبيبه ايه 
عبدالرحمن :بس انا ملاحظ قربهم من بعض الفتره دي 
حازم بتنهيده :خايف يكون يوسف اتعود عليها وبس عشان هى إللى واخده بالها منه وبتحاول تخرجه بره حاله الاكتئاب وكمان يوسف تجاوب معاها ، خايف منه بصراحه يا بابا تكون مسئله تعود مش اكتر عشان حبيبه بتكمل النقص إللى عنده ، ولم يوسف يعمل العمليه وتنجح متوقع يجرحها ويسبها ، عشان كده خايف على حبيبه تتصدم وهى بجد بتحبه 
عبدالرحمن بحزن :طب والعمل يابني هنعمل ايه ، ماهو ماينفعش حبيبه تكون عايشه معانا وكمان داخله خارجه مع ابني وانا اسكت كده وماتكلمش ، حبيبه دى بنتي وامرها يهمني كمان مش هقبل لحد اى كان يجيب سيرتها ولا يتكلم عن سمعتها ، قولي اتصرف ازاى 
حازم بجديه :عندك حق يا بابا ، لازم نتكلم مع يوسف هو شعوره ايه اتجاه حبيبه ولو صادق فى حبه ليها يبق نمشي الموضوع رسمي ويرتبطو ، لكن لو بس مجرد تعود وأنها بتكمل نقصه ومش بيحس بعجزه يبق كده حرام تتعلق بيه اكتر ، لازم فصل بينهم وانا شايف نخلي حبيبه تقعد يومين عند طنط ناديه ، يكون يوسف قرر هيعمل ايه وشايفها ازاى 
عبدالرحمن بتفكير :بس انت عارف مابحبش حبيبه تبات عند مامتها ، كمان حبيبه مش هتوافق
حازم بابتسامه :يا بابا يا حبيبي هى مهما كان والدتها ومن حقها عليها تشوفها وتطمن عليها وكمان تقعد عندها كام يوم صدقني كده احسن ، وأنا بنفسي هقنعها 
عبدالرحمن باستسلام  : ماشي خلاص موافق 
ابتسم حازم لوالده وهو يطمئنه :اطمن كل حاجه هتمشى تمام 
فى ذلك الوقت كانت تستمع لحديثهم بصدمه وصعدت لغرفتها قبل ان يشعر بها أحد ..
.........   .......

الفصل السادس
عشقتكِ قبل رؤياكِ

بعد ان استمعت للحديث الذي يدار بين زوجها وابنها ، ابتعدت عن المكتب بهدوء وصعدت للغرفتها على الفور قبل ان يراها أحد ..
ظلت تفكر بما يدور بمخيله زوجها ، تفكر فقط بمصلحطه ابنها ، لذلك ظلت شارده وتسترجع الحديث بذهنها إلى ان توصلت لحل مناسب من أجل راحه ابنها وسعادته ..
*******************
عندما انتهو من تناول الطعام ، صدع رنين هاتفه ، فقربه من حبيبه لتعلم من الذي يتصل به الآن ..
نظرت لشاشه الهاتف واجابت بضيق :سامر 
ضغظ يوسف بالايجاب : أهلا ياسامر 
شعرت بالضيق وتركته يتحدث مع صديقه وغادرت المطبخ ..
**************
فى ذلك الوقت خرج عبدالرحمن وحازم من غرفه المكتب وعندما راء حبيبه اراد حازم ان يتحدث معها الآن من أجل الذهاب إلى والدتها لقضاء بعض الوقت بمنزل والدتها ..
عبدالرحمن :حبيبه تعالى عاوز اتكلم معاك دقيقتين 
سارت اتجاه عمها فامسك بيدها ليعود إلى مكتبه واتبعه حازم أيضا وأغلق الباب خلفه ..
جلس عبدالرحمن على الاريكه الموضوعه بالغرفه وجلست حبيبه جانبه 
تنهد عبدالرحمن بقوه ونظر لها بحنان :انا عارف ان بقالك فتره ماشوفتيش مامتك ومن حقك تزوريها يا حبيبتي وكمان تقضى معاها يومين وحازم بكره هيوصلك بنفسه ويبق يرجع ياخدك وقت لم تحبي 
حبيبه باستغراب :كمان اقعد عند ماما يومين وحضرتك موافق يا عمو 
عبدالرحمن بتردد :مامتك من فتره اتصلت بيه وطلبت مني تباتي عندها كام يوم وانا انشغلت بتعب يوسف ، بس حقك يا حبيبتي هى والدتك بردو وحرام امنعك عنها 
تدخل حازم فى الحديث :حبيبه من حق والدتك عليكي تزوريها من وقت لتاني وتطمني عليها مهما كانت الظروف
حبيبه :بس انا فعلا بزور ماما دايما بس الحقيقه بقالي فتره ماشوفتهاش عشان يوسف 
حازم واحنا هنا كلنا مع يوسف واطمني عليه ، وبكره ان شاء الله هوصلك عند طنط ناديه 
حبيبه بابتسامه :اوكيه ، تصبحو على خير
عبدالرحمن ؛وانتى من اهل الخير يا قلبي
صعدت إلى غرفتها والقت بجسدها على الفراش وهى تفكر بقرار عمها المفاجئ إلى ان غلبها النعاس ..
******٠•••***•*****
انهى يوسف الاتصال مع صديقه وبحث عنها فلم يجدها 
وجد شقيقه يقف امامه :عاوز حاجه يا يوسف
يوسف :حازم ماشوفتش حبيبه 
حازم :حبيبه طلعت تنام فى حاجه ولا ايه 
يوسف باستغراب:تنام دلوقتي ، بس ماقالتش
حازم بابتسامه:وهى لازم تاخد منك الأذن عشان تنام ولا ايه
يوسف بضيق:لا بس متفقين نسهر سوا
حازم :امممم تسهرو سوا ، انا بقولك تطلع تنام انت كمان 
يوسف بزفير :حاضر 
سحبه حازم من يده وصعد به الدرج إلى ان اوصله لغرفه نومه وتركه وتوجه إلى غرفته ..
****************٠••••***********
عندما دلف يوسف لغرفته وجد والدته تنتظره 
فريال :يوسف حبيبي عاوزة اتكلم معاك 
يوسف باستغراب :فى ايه يا ماما ، فى حاجه حصلت
فريال وهى تسحب يده لتجعله يجلس على الفراش :لسه بس هيحصل 
يوسف بعدم فهم نزع نظارته :مش فاهم ايه إللى هيحصل 
قصت عليه فريال ما دار بين والده وشقيقه ..
ظل صامت لدقائق بعد حديث والدته ، إلى ان قطع الصمت بينهم وهى تتفوه بجديه 
--ناوى بقى على ايه 
يوسف ببرود :فى ايه 
فريال :يابني رأيك ايه فى كل إللى سمعته ده ، وهترد على باباك بايه ، عاوز ترتبط بحبيبه ولا ايه ، لازم تفكر كويس عشان مصلحتك الاول 
يوسف بجديه :بس انا عمري مافكرت فى الارتباط من حبيبه ، انا اصلا ماكنتش شايفها قبل كده ، ومانكرش أنها دلوقتي وجودها فرق معايا كتير وخرجني من حاله الاكتئاب إللى كنت عايشها وهى بتحاول تساعدني بكل الطرق ، مش عارف افكر فى اكتر من كده ، حبيبه فعلا بتكمل النقص إللى عندي ،بس مش عارف ممكن ارد على بابا واقوله ايه 
فريال بجديه :اسمع كلامي للاخر ، انا شايفه ان وجود حبيبه جنبك فى الوقت الحالى مهم جدا عشانك وعشان نفسيتك وكمان انت لو قولت الكلام ده لوالدك هيرفض حبيبه تفضل جنبك عشان خايف على سمعتها وحد يتكلم عنها ويقول طول الوقت معاك ، أبوك مش هيسمح بكده وعشان كده عاوز تروح عند ناديه يومين لحد لم انت تقرر عاوزها فى حياتك ولا لاء
يوسف بضيق :بس مش معقول اربط حياتي بحبيبه عشان وقوفها جنبي فى محنتي ، مافيش بينا اى حب ولا مشاعر 
فريال: ومين قالك ان ممكن اوافق ببنت ناديه تجوزها اصلا ، بس ليه مش ترتبط بيها مؤقت بس لحد لم تسترد صحتك وتعمل العمليه وتنجح ، ساعاتها تفكر فى اى حاجه وتحل نفسك من الارتباط ده 
يوسف بتفكير :مااقدرش العب بيها هى مهما كان بنت عمي
نهضت فريال وقبل ان تغادر الغرفه ربتت على كتفه :فكر فى حياتك ونفسك وخد القرار المناسب ليك ، وانت حر طبعا فى اى قرار هتاخده وتتحمل نتيجته ، تصبح على خير يا حبيبي ..
تركته يتخبط به الافكار ولم يستطيع النوم طوال الليل ..
******٠••*************
فى صباح اليوم التالي 
لم تجد يوسف لتودعه قبل ان تذهب الى والدتها ، استقلت السياره بجانب حازم   
وانطلق فى طريقه لمنزل والدتها بالمعادي ...
وصفا السياره أمام البنايه بعد مرور نصف ساعه ، ابتسم لها بحب وقبل جبينها قبل ان تترجل من السياره 
-خلى بالك من نفسك ، ولو احتاجتي لاي حاجه كلميني ، سلميلي على طنط
حبيبه :حاضر 
ترجلت من السياره ودلفت لداخل البنايه ، استقلت المصعد الكهربائي وضغطت زر الطابق السادس ..
وقف المصعد  وترجلت منه أمام باب الشقه ، استجمعت انفاسها قبل ان تضغط الجرس .
وضعت يدها على الجرس وصدع رنينه ..
كانت بالمطبخ تحضر الطعام وعندما استمعت لصوت الجرس ، اسرعت لفتح الباب .
تفاجئت بوجود ابنتها ، وحيدتها ، صغيرتها 
ابتسمت بحب وضمتها باشتياق لصدرها ، تريد ان تستمتع بتلك اللحظه ، تستنشق عبقها بحب ولهفه واشتياق ، فهى دائما تشتاق لفلذه كبدها ،  صغيرتها .
استشعرت الامان باحضان والدتها وبادلتها العناق بقوه ، فهى أيضا تشتاق لدفئ احضانها ، تريد اإن يقف الزمن  عن تلك اللحظه ، لا تريد الابتعاد عنها ..
********************
استيقظ من نومه متأخرا وتذكر غياب حبيبه ، ترك غرفته وهبط الدرج فلم يجد أحدا بالفيلا .
تنهد بضيق وشعر بالوحده ، خرج بالحديقه ليستنشق الهواء وظل يفكر بحديث والدته .
والغريب أنه شعر بالعجز بدونها ، فلم يجد أحد يهتم لامره سواها .
بحث عن هاتفه فلم يجده فقد تركه بغرفته ، تنهد بضيق كان يريد أن يتحدث معها ..
*********************
اصطحبتها ناديه بفرحه وهى تجذبها من كتفها لتجلس بغرفتها التى اعددتها والدتها من أجل المكوث بها ، وتركتها ترتاح قليلا ، ودلفت هى المطبخ لتعد لها كل ما لذ وطاب ، وهاتفة زوجها بسعاده تخبره بأن ابنتها سوف تمكث معهم ليومان ، فرح زوجها من أجلها وقرر العوده من عمله مبكرا ليجلس مع ابنه زوجته الحبيبه ..
*******•*****
بفيلا الانصاري حاله من الحزن تخيم على الجميع ، و يقام العزاء بمسجد عمر مكرم ..
والنساء متواجده بالفيلا والحزن مسيطر على الجميع ، والملابس السوداء تعم بالمكان ، كان الوضع محزن وصادم لجميع عائله الانصاري ..
كانت غاده تبكي بحرقه على سعاده ابنها التى دٌمرت بين ليله وضحاها ، كانت تبكي بمراره وتشعر بالم يعتصر قلبها حزنا على فقدان زوجه ابنها ، فقد فارقت الحياه وتركت خلفها جسد ممدد بالمشفى على الفراش الابيض يصارع الموت هو الاخر ،  أصبح جسدا بلا روح ، قلبا بلا نبض ، فقد خسر رفيقته بالحياه ، شريكه دربه ، خسر سعادته وحياته معها ، فقد دفنت كل احلامه وامانيه وتوارى كل شيء تحت التراب ...
~~~~~~~~~~~
كان بعالم اخر  داخل العنايه المركزه ، لا يشعر بمن حوله ، فقد شلت الصدمه جميع حواسه وانقلبت حياته فجاه رأسا على عقب ، أصبح جسدا بلا روح لا أحد يعلم بما اصابه ، فمنذ اليوم المشئوم وهو ممدد على فراشه لا حول به ولا قوه ، جسد ممدد وحوله العديد من الاجهزة ، قلبه ينبض وهذا دليل على وجوده بهذه الحياه ولكن عقله مغيب تماما ولم يدرك بعد بما حدث له ، صراع قائم بين العقل والقلب ، فهل يتغلب القلب على العقل واعادته للحياه مره اخرى اما سوف تنتهى حياته للابد وينتصر العقل بالنهاية ؟؟
*****٠•••••••••*********
جلست مع والدتها وهى تشعر بالتوتر والقلق ، قلبها منشغل بالتفكير بأمر يوسف ، شارده الذهن .
وفجاه آت زوج والدتها من عمله ووقف امامها يرحب بها ، افاقت من شرودها على صوته الحاني وهو يبتسم لها ويرحب بها بسعاده 
ناديه :اهو عمك فاروق جيه
ابتسم فاروق بحب :ازيك يا حبيبه والله البيت منور يا بنتي
حبيبه بابتسامه مصطنعه :الحمد لله بخير ، شكرا لحضرتك 
وجه حديثه لزوجته :ثواني هغير هدومي تكوني حضرتي الأكل 
دلفت ناديه لتعد مائده الطعام وظلت حبيبه مكانها ، وبعد ان ابدل فاروق ملابسه ذهب ليساعد زوجته فى إعداد الطعام ووضعه على المائده ..
اخبرة ناديه حبيبه بأن تاتى لتتناول الطعام معهم ، انصاغت لامر والدتها وجلست جانبها وهى تشعر بالخجل من وجود زوج والدتها فهى تبغضه ولا تتحدث معه إلا القليل .
كانت تختلس النظرات بينهم وتبتسم بالم ،فذلك الشخص الغريب عنها ، أصبح مكان والدها الراحل ، أصبح له مكانه بحياه والدتها وهى إلى الآن لم تتقبل وجوده بعد ، عادت بذاكرتها لزمن مضى ، ومضى معه كل شيء ، فقدت العائله ، فقدت حب والديها لها والاهتمام بها ، فقدت روحا غابت عن الدنيا ولم تغب عن قلبها يوما ، تشتاق للعوده إلى الطفوله عندما كانت السعاده تغمرها بوجود والدها الحبيب جانبها ، وتشعر بدفئ مشاعره وحنان والدتها ، تنهدت بحزن عندما ايقنت ان كل ذلك أحلام يقظه فقط ، تتمنى العوده الى الزمن الجميل الذى فقدته برحيل والدها وقد تبدلت حياتها وانتهت السعاده وكل شيء ، عندما تزوجت والدتها من اخر ، واصبحت هى وحيده بمنزل عمها ، بعد ان انشغلت والدتها واختارت لنفسها حياه اخرى تعيشها وتبدءها مع شخصا اخر ، فقد اختارت البعد عنها وهى فتاه فى العاشره من عمرها ، تركتها فى معونه عمها لترا حياتها ..
افاقت على يد والدتها وهى تطلب منها إكمال طعامها 
ابتسمت رغما عنها وتركت الطعام وتحججت بحجج واهيه ، ودلفت إلى غرفتها ..
انسابت دموعها بعد ان حاولت منع نفسها من البكاء ولكن عندما اختلت بنفسها ، اطلقت لدموعها العنان ، لتخرج كل ما فى صدرها من الم وحزن دفين ..
٠•••••••••••••••••••••••••••
دلفت والدتها لغرفتها وهى تحمل معها علبه صغيره بها هديه نجاحها ، جلست بقرب حبيبه وهى تبتسم لها بحب 
--فرحانه بيكي ان بنوتي كبرت واتخرجت كمان ، الف مبروك على نجاحك وتخرجك يا روح قلبي 
حبيبه بتنهيده عميقه :الله يبارك فيكي 
قدمت لها الهديه بحب وهى تفتحها أمام اعينها وتخرج قلاده جميله الشكل تحتوى على قلب دهبي كبير داخله قلب صغير من الماس ، تريد ان تلبسها اياها بنفسها ، ابتعدت حبيبه بتردد 
--اسفه يا ماما مش هقدر اقبلها 
ناديه بتنهيده حزن :ليه بس يا قلبي 
حبيبه :مش من فلوسك ومش هقدر اقبل حاجه زى كده 
شعرت ناديه بالحزن :بس عمك فاروق عارف وهو كان معايا اشتريتها سوا ، وبعدين فلوس جوزى هى فلوسي ، بكره لم تتجوزي هتعرفي ان مافيش فرق بين الراجل ومراته 
ابتسمت بعيون دامعه :حضرتك قولتي فلوس جوزك هى فلوسك ومافيش فرق بينكم ، بس مش تخصني انا مش فلوس بابا عشان اقبلها ، ارجوكي لازم تقدري مشاعري 
اغمضت ناديه عيناها بحزن فقد علمت أنها جرحت ابنتها جرحا لا يموحه الزمن عندما تخلت عنها وتركتها لعمها وتزوجت هى بآخر ولكن لن تنعم بالسعاده الكامله بغياب ابنتها ، فقد حُرمت من الانجاب لذلك تظل تشتاق لابنتها التى تركتها بالصغر ..
*****٠•••******************
لم تستطيع المكوث اكتر من يوما واحد بمنزل والدتها ، فضلت العوده الى بيت عمها ، هاتفه حازم وطلبت منه ان ياتى ويصطحبها للعوده إلى منزلها فقد اشتاقت لكل ركن به واشتاقت لحب طفولتها وصباها....
~~~~~~~~~~~~~
فى ذلك الوقت قرر يوسف ان يعمل بنصيحه والدته ، فقد شعر بالوحده حقا فى غيابها ، هى نصفه الآخر التى تكمله ، هى عيناه الذي يرا بها وتعود على وجودها دائما جانبه ، شعر حقا بالاشتياق لها .
اراد ان يتحدث مع والده ويسبقه هو بأمر الارتباط من ابنه عمه..
..........




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close