رواية عائشة الفصل الحادي عشر 11بقلم رانيا البحراوي

        


رواية عائشة

الفصل الحادي عشر 11

بقلم رانيا البحراوي


صدم خالد بسماع أن الطفل لها وقال بلهفة :أنتِ متزوجة؟

عائشة :توفى زوجي وهذا نور ابني. 


إلتقط خالد انفاسه ولاحظ يوسف كيف فزع خالد حين ظن أنها متزوجة.


مسح خالد على رأس نور وقال :أنت جميل جدا والاجمل منك اسمك ذكرني إسمك بإنسان غالي على قلبي.


ارادت عائشة أن تسأله من ولكن توافد عدة زبائن وانشغلت بهم.


ظل نور بجانب يهتم بخالد مسح له الطاولة ثم جلب له زجاجة مياه معدنية، أخرج خالد من جيبه بعض النقود وقدمها لنور.


رفض نور المال رغم صغر سنه وقال بشجاعة :عائشة تمنعني من ذلك.


خالد : هل تنادي والدتك بأسمها 

نور :نعم أنا احب ذلك وأحب ان اناديها اش أوش. 

خالد :نفس إسم المكان هنا ترى من الذي إختار هذا الأسم للمكان هنا. 


يوسف :أنا فهو اللقب الذي كان يطلقه عليها والدها. 

خالد :يبدو أنك تعرفها منذ وقت طويل. 

يوسف :عائشة صديقة طفولتي فنحن جيران. 


لم يعلق خالد على ذلك ولكن اتضحت على ملامحه الغيرة. 

خالد :من فضلك يانور اقبل هذا المال لن تمانع اش أوش أن تتقاضى مال مقابل تعبك.

نور :أنا لم أتعب، عائشة تتعب أكثر من ذلك.


فرحت عائشة جدا حين رفض نور أخذ المال من خالد.


طلب نور من عائشة كوب من الماء، تفاجئ خالد حين رأى نور يحتسي الماء على ثلاث جرعات كالسنة.


خالد :ماشاء الله، أحسنت يانور.


أحب خالد نور منذ اللقاء الأول بينهما وشعر بأنه يألفه وكأنه يعرفه منذ سنوات.


مرت الأيام وطالت إجراءات المجلس الحسبي وقررت عائشة أن تقدم لنور فى إحدى المدارس بمصر.


ذات يوم بينما تعود عائشة إلى منزلها بعد انتهاء الجامعة وجدت بعض الرجال يراقبون منزلها شعرت بخوف شديد. 


ارتجفت يداها وحاولت الإتصال بيوسف ولكنها لم تتمكن من الوصول إليه، بينما جلست تفكر ماذا تفعل وهل الأمر يستحق أن تبلغ الشرطة أم لا أقترب أحد الرجال من منزلها فقامت بغلق الأضواء، وجلست تعانق الطفل وكلاهما يعانق فاطمة. 


بكت فاطمة بشدة ذلك اليوم لأنها تخشى على ابنتها الوحيدة ان يصيبها اي مكروه، خاصة وهي وحيدة 

لاتملك أبا أو اخا أو عما وخالا. 


عائشة:الله سيحميني من أجل هذا الصغير ومن أجلك ياامي.

بدأ نور ايضا البكاء تأثرا ببكاء فاطمة. 


حاولت عائشة تهدئتهم رغم ان قلبها يرتجف خوفا حل المساء وثلاثتهم يجلسون جوعى وقد انساهم خوفهم تناول الطعام. 


نظرت عائشة من النافذة ولاحظت اختفاء هؤلاء الرجال قررت الفرار من المنزل دون أن تفكر إلى أين وكيف. 


اخذت نور بيدها وبينما تحاول أخذ والدتها، لم تحتمل والدتها الوقوف على قدمها من شدة ألم ظهرها. 


الأم ببكاء:اتركيني هنا يابنتي واهربي بالصغير فأنا عاجزة عن الوقوف على قدمي، وهن عظمى وانحنى ظهري ولن اقدر على الفرار، اتركيني هنا فهم لن يفعلوا لي شيئا 

فما يهمهم الصغير. 


عائشة:لا استطيع تركك هنا بمفردك، من فصلك حاولي سأجلب سيارة من شركة أوبر وستأخذنا من أمام الباب. 


الأم :إلى أين؟ 

عائشة بحزن :ليتني أعلم. 

الأم :اتركيني واذهبي لتستقري أنتِ ونور ثم اخبري يوسف بمكانك الجديد حتى يأخذني إلى عندك. 


عائشة :أفكر ان اسافر إلى مطروح أو شرم الشيخ. 

الأم :وماذا عن مدرسة نور؟

عائشة :استطيع نقله إلى هناك او اتركه بنفس المدرسة وأتى به إلى القاهرة فترة الامتحانات. 


تركت عائشة والدتها وذهبت ليلا استأجرت سيارة أجرة ثم تذاكر بحافلة شرم الشيخ. 


قبل أن يتحرك الباص نزلت عائشة تشتري طعام فقد اشتد الجوع بالطفل. 


اتصل يوسف يخبرها أنه أنهى عمله ببيع القهوة متاخرا وسيمر عليها بعودته ليعطيها حصتها في الايراد. 


عائشة :أنا بطريقي إلى شرم الشيخ لاتخبر اي أحد بمكاني واعتني بأمي حتى اعود لاخذها. 


يوسف بصراخ :لماذا، ماالذي يحدث لكِ وماهذا الغموض؟ 


عائشة :اقارب ابني يخططون لسرقته مني ووعدت زوجي ان احميه منهم سأتواصل معك لاحقا وأخبرك بمكاني عندما استقر ومن فضلك قم بتحويل حصتي يوميا إلى حسابي على الهاتف.


في اليوم التالي مر خالد ولم يجد عائشة ووجد المكان مغلقا ارتجف خوفا وظن أنها عادت إلى السعودية دون أن تخبره واتصل بها سريعا فلم تتلقى إتصاله فقد قتلها التعب ونامت بأول فندق رأته بشرم الشيخ. 

استيقظت عائشة لتجد اكثر من خمس مكالمات من خالد اعادت الاتصال به وكانت أولى كلماته أين انتِ؟ 


عائشة :برحلة خارج القاهرة أنا وابني، لماذا؟ 

خالد:اي داخل مصر حمدالله. 

عائشة بأبتسامة :وماذا لو كانت الرحلة خارج مصر، هل سيحزنك ذلك؟ 


خالد:بالطبع سيحزني ولكني قررت ألا استسلم هذه المرة واذهب للقائك ولو حتى على سطح القمر. 


ضحكت عائشة ثم سكتت قليلا وقالت :ليتني استطيع الفرار إلى سطح القمر. 


خالد :فرار؟ من من؟ 

عائشة :أقارب زوجي يريدون سرقة ابني. 

خالد :لن يستطيعوا، اخبريني بمكانك وسأرسل لكِ من يعمل على حمايتك أنتِ ونور أنا أملك شركة للحراسة الخاصة. 


عائشة :أنا لا أملك مايكفي لتوظيف حارس خاص. 

خالد:لن يتقاضى منكِ اي أجر. 

عائشة :أنا لن اقبل بذلك. 

خالد :وانا لن اقبل ان تكوني بمشكلة ولا أستطيع مساعدتك. 

عائشة :دعواتك تكفي. 

خالد :كيف حال نور، ساخبرك شيئا من الممكن ألا تصدقيه فأنا نفسي تعجبت لذلك. 

عائشة :احببت نور صحيح؟ 

خالد :نعم جدا كيف عرفتي ذلك؟ 

عائشة :لا حظت ذلك ظلت عيناك تنظر إليه حتى تحركت السيارة وقبل أن تغادر المكان ظلت يدك على رأسه تداعب شعره وتمسح على رأسه. 


خالد :يبدو انكِ دقيقة الملاحظة. 

عائشة :الأم تشعر بمن يحب صغيرها ويألفه وبمن يهتم لأمره. 

خالد :ألم تلاحظي شيئا آخر؟

عائشة :ماهو؟

خالد :ألم تلاحظي أن هناك شخصا معجبا بكِ ويهتم لأمرك. 

عائشة :تقصد من يوسف؟ 

خالد بانزعاج :يوسف! ليس يوسف هناك شخصا آخر كان لايحتسي القهوة إلا من يدك. 


خجلت عائشة ولم تنطق بكلمة واحدة. 

فهم خالد أنها شعرت بالخجل وتفهم ذلك وقام بتغيير الموضوع وقال : أحببت نور وتمنيت لو لي ابنا بعمره. 

عائشة :ألم تتزوج من قبل؟ 

خالد :تزوجت لمدة ثلاث سنوات ولكن لم أنجب وانفصلنا

بعد ذلك وتزوجت هي بغيري ولديها الآن طفلتين، يبدو انني كنت السبب في عدم الانجاب. 


عائشة :لاتتحدث هكذا، الامر كله بيد الله اخبرتني والدتي انها تأخر الإنجاب لديها خمسة عشر عاما وانجبتني بعد أن تجاوزت الأربعين من عمرها واخبرتني أنها لم تفقد الأمل طيلة الخمسة عشر عاما حتى كافئها الله واستحاب دعائها. 


خالد :تخيلت فرحت والدايكِ برؤيتك، عسى الله أن يرزقني الزوجة الصالحة والذرية الصالحة. 


عائشة :آمين، واشكرك على هذا الإتصال الذي انساني خوفي وجعل الوقت يمر سريعا فأنا شعرت بالملل منذ اللحظة الأولى لانني لا اعرف أحدا هنا. 


خالد :أين انتِ؟ 

عائشة :بشرم الشيخ. 

خالد :ستعجبك اذا تجولتي بها. 

عائشة :اريد اولا البحث عن فندق اخر تكلفة الاقامة به ليست عالية. 


قام خالد بأقتراح فندق لها وطلب منها أن تذهب إليه لانه يعرف مالكه شخصيا وسيطلب منه تخفيض تكلفة الغرفة من أجلها. 


وافقت عائشة على اقتراحه وذهبت إلى ذلك الفندق ولكنها وجدته فندق سياحي وعلمت انها لاتستطيع المكوث به مهما كانت قيمة التخفيض. 


حدثت خالد من أمام الفندق واخبرها ان هناك غرف مخصصة للموظفين سيمنحك صديقي واحدة منهم ولن تكون نفقاتها كثيرة مثل باقي الغرف. 


استقرت عائشة بالغرفة وقامت بالاتصال بوالدتها واخبرتها بذلك حتى يطمئن قلبها، سألتها عائشة عن هؤلاء الرجال اللذين يراقبون المنزل اخبرتها والدتها أنهم مازالوا متواجدين ذهبوا ليلا ولكن حضروا صباحا. 


طلبت عائشة من والدتها ان تغلق الباب جيدا ولا تخرج مطلقا وان يوسف سيشتري لها كل مايلزم، بنهاية الإتصال حدثت عائشة والدتها عن خالد وعن مساعدته لها واعجابه بها


فرحت الأم كثيرا واطمئن قلبها وسألتها عائشة عن شعورها نحو خالد. 


عائشة :لم افكر من قبل ولكن بسؤالك ياامي شعرت انني مطمئنة على نفسي بوجوده بمجرد التفكير أنه يهتم لأمري ويحب نور اطمئن له قلبي. 


الأم :وهذا مااتمناه يابنيتي ان اجد من يؤتمن عليكِ ويطمئن قلبك بجانبه، افتحي له قلبك ياعائشة ولا تكوني مثلما كنتِ بالسعودية تغلقين الباب بوجه كل من يحاول الأقتراب منكِ. 


عائشة :اطمئني ياامي فيبدو ان خالد سيكسر الباب فلن يدع مجال لان اغلق باب قلبي بوجهه. 


بنهاية الاسبوع 

نزلت عائشة برفقة نور كي تتجول بالمدينة وتشتري له بعض الألعاب فقد سأم من بقاءه بالغرفة. 


نزلت عائشة إلى الريسبشن وبينما تعطي لهم المفتاح اخبرها موظف الريسبشن أن هناك رجلا يرتدي بدلة سوداء يسأل عنها، فزعت عائشة بسماع ذلك وبينما تحاول العودة إلى غرفتها رأت........ 


                الفصل الثاني عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>