رواية عائشة الفصل الاول 1 بقلم رانيا البحراوي

 


رواية عائشة

الفصل الاول 1 

بقلم رانيا البحراوي 


الحياة طريق قد يقصر وقد يطول، لا نعلم كيف بدأ ومتى سينتهي، لا نعلم ماالذي علينا مواجهته بعد خطوة واحدة، ولكن علينا أن نسير حاملين ماضينا فوق اكتافنا واحزاننا بين ضلوعنا، وبداخلنا أمل جديد مع كل خطوة

نخطوها بأن تكون نحو مستقبل أجمل وحياة أفضل.


الجميع يسير معا بهذا الطريق البعض تتعثر خطواته والبعض يقع وهناك من يسير دون أن ينظر خلفه يواجه كل صعوبات الحياة وهناك من توقف عن السير كي يراقب تعثرات ونجاحات غيره انشغل بغيره ونسي نفسه

فمر به العمر وهو بأول الطريق.


وهناك بعض الشخصيات لا تكترث لما حدث بالأمس أو مالذي سيحدث غدا تعيش يوما بيوم. 


فاطمة سيدة متزوجة من رجل طيب يدعى صلاح 

تزوجت فاطمة بصلاح منذ خمسة عشر عاما ولم تنجب طوال هذه الفترة، تحب كل اطفال العمارة التي تسكن بها وكأنهم أبنائها، والأطفال يحبونها كثيرا ويشعرون معها بالراحة ولم يشعروا مطلقا بأنهم ضيوفا بمنزلها، يعمل زوجها عامل بسيط بالرخام ولكنه يلبي كل طالباتها ويوفر لها كل متطلبات الحياة. 


كانت كل الامهات بالعمارة يأمنها على صغارهم إذا طرأ لأحدهم عملا خارج المنزل، أو ذهبن للتسوق إلا جارة واحدة تدعى سامية لاتسمح لأطفالها بالدخول إلى منزل فاطمة مطلقا وتضربهم إذا اقترب احدهم منها وتزعم أن فاطمة تحسد صغارها. 


اعتادت فاطمة على الإحتفال بالأطفال مع بداية كل عام دراسي كانت تستيقظ مبكرا وتنتظرهم بمدخل العمارة وتقوم بتوزيع عليهم الحلوى وتودعهم وتقبلهم وكانت الأمهات والاباء يسرعوا إليها لياخذوا حلوى مثل أطفالهم. 


فاطمة كانت تشعر بالسعادة وهي تقوم بذلك وكانت تلمع عيناها من فرط السعادة عندما ترى سعادة الأطفال. 


ومن بين الأطفال أسرع إليها ابن سامية(يوسف) يأخذ منها الحلوى ويعانقها خفية دون أن تراه امه فقد تركها منشغلة بتجهيز اخيه الأصغر ونزل إلى فاطمة بمدخل العمارة. 


عندما نزل الطفل كانت فاطمة منشغلة بأطفال اخرين ولكنها لاحظت أن الطفل يلتفت خلفه قبل أن يقترب منها فقررت ان تتطلب من باقي الأطفال الانتظار وتعطيه الحلوى اولا. 


بينما تمد فاطمة يدها بالحلوى سمعت صراخ سامية بأبنها أن لا يأخذ شيئا من فاطمة. 


ارتجف يوسف وسقطت الحلوى من يده. 

نظرت فاطمة إلى سامية بأبتسامة كي تعاتبها على صراخها بالطفل الصغير. 


سامية بغضب:لا تتدخلي فيما ليس لكِ به شأن، اخبرته ألا يأخذ شيئا من أحد فعليه ان يتسمع لاوامري. 


فاطمة بهدوء:إنه طفلا صغير ألا ترين الكبار يتسابقون على أخذ الحلوى من يدي، اتفضلي هذه لكِ. 


لم تمد سامية يدها لتأخذ ماتقدمه فاطمة لها وقالت :لا أريد شيئا وسحبت ابنها بقوة وانصرفت. 


شعرت فاطمة بالحرج الشديد وسط جيرانها اللذين يعتبرونها اختا كبيرة لهم جميعا ويحترمونها. 


نظرت لها إحدى الجارات واخبرتها ألا تحزن من كلام سامية فهذه طبيعيتها. 


تغاضت فاطمة عما حدث وأكملت احتفالها بالأطفال. 


قصت فاطمة ماحدث على زوجها عندما عادت إلى شقتها فقام بمواستها كعادته يواسيها في احزانها ويشاركها افراحها، لم يفكر صلاح يوما بالزواج بأخرى من اجل الإنجاب لأنه يعشق فاطمة وطيبة قلبها ويعلم جيدا انه لن يجد من تحبه مثلها وأن الانجاب بالنسبة له لايستحق أن يحزن فاطمة من أجله. 


في اليوم التالي سمعت فاطمة يوسف يبكي أمام شقتها لايستطيع الصعود بسبب قطة صغيرة تنام على الدرج. 


فتحت فاطمة الباب وقامت بتهدئته ثم نحت القطة بهدوء حتى يستطيع يوسف الصعود إلى شقته ولم تتركه بل صعدت معه إلى باب شقته. 


فتحت سامية الباب ورأت ابنها بصحبة فاطمة فصرخت بوجهه وقالت اخبرتك الا تتحدث مع أحد بالعمارة. 


فاطمة :لماذا أنا لست غريبة عن اطفال العمارة كلهم ابنائي. 


سامية :كلهم ابنائك إلا اولادي فأنا لا اسمح لأحد بأن يقترب منهم. 


فاطمة بحزن :عفوا لن اقترب منه مرة أخرى. 


قامت سامية بسحب ابنها وأغلقت الباب بوجهه فاطمة بقوة، بكت فاطمة وقررت ألا تقترب من أبناء سامية مهما حدث. 


مرت عدة أيام والتزمت فاطمة بقرارها وكلما رأت ابن من أبناء سامية ادارت وجهها. 


بعد عدة أشهر 

سمعت فاطمة بكاء أحد الأطفال وعندما فتحت الباب ورأت أنه يوسف لم تقترب منه رغم شفقتها عليه واسرعت إلى الهاتف تخبر جارة أخرى ببكاء يوسف وتطلب منها مساعدته. 


اخبرتها الجارة أنها بالخارج وطلبت منها ألا تتدخل في الأمر حتى لا تحزنها سامية بالمقابل. 


لم تستطع فاطمة غلق بابها ولم تحتمل سماع بكاء الصغير خرجت تسأله عن سبب بكاءه فأخبرها أن والدته خرجت لكي تشتري اغراض للمنزل وتركته بالمنزل هو وشقيقه الصغير وخرج يوسف يلعب على الدرج وأغلق الهواء باب شقته والمفتاح مع والدته وان شقيقه لايستطع فتح الباب ويبكي من خلف الباب. 


صعدت فاطمة تحاول تهدئة شقيق يوسف من خلف الباب ولكنها سمعت الطفل يصرخ بفزع فقررت فتح الباب بسكين حتى تنقذ الطفل. 


فتحت فاطمة الباب وجدت الطفل حشر بمكان صغير بجانب الثلاجة فقامت بتحريك الثلاجة بصعوبة حتى اخرجت الطفل. 


جلبت فاطمة بعض الماء لكلا الصغيرين حتى هدأوا وظلت تتحدث معهم حتى وصلت سامية إلى المنزل. 


عندما رأت سامية الكسر بباب منزلها وفاطمة بالداخل ألقت الأكياس على الأرض ولم تسمح لفاطمة بأن تنطق بكلمة واحدة وقامت بأهانتها بشدة وطردتها. 


ظلت فاطمة بمكانها تحاول أن تشرح لها ماحدث ولكن غضب سامية الشديد جعلها عاجزة عن سماع فاطمة. 


اشتد غضب سامية عندما لم تغادر فاطمة شقتها 

سامية :اذهبي إلى أي دار ايتام واكفلي طفل طالما لديكِ كل هذه الطاقة لرعاية الأطفال، ابتعدي عن أطفالي فلن اسمح لكِ بالاقتراب منهم. 


فاطمة :لماذا مالذي فعلته لكِ كي تخافين على صغارك مني؟ 

سامية:أخشى أن يصيبهم مكروه بسببك؟ 

فاطمة ببكاء :لماذا؟ 

سامية :انتِ تحسدين أطفالي لانكِ ليس لديكِ اطفال. 


نزلت فاطمة تستند على جدران الدرج وهي ترتجف من شدة حزنها، دخلت الغرفة الذي خصصتها للصلاة بمنزلها وهي بمثابة مصلى صغير بالمنزل تفرشه مثل فرش المساجد تماما كي لايراها زوجها بهذه الحالة ويحزن لأجلها. 


ولكنها سجدت لله باكية فهو الوحيد الذي تستطع ان تخرج مابقلبها أمامه ليس اعتراضا على حكمته ولكن تشكو حزنها إليه وبأسها من قساوة قلوب بعض البشر. 


أطالت فاطمة السجود ودعت الله أن يرزقها بطفل صغير 

بعدما اتمت عامها الواحد والاربعون واوشك طمثها على الانقطاع وأن هذه فرصتها الاخيرة في الإنجاب. 


هدأت فاطمة ثم خرجت من غرفة الصلاة اطعمت زوجها وانتظرت حتى نام وتوضأت كي تقيم الليل كعادتها. 


أنهت فاطمة صلاتها وبينما توتر بركعة أخيرة بعد الصلاة 

رأت وهي راكعة بين يدي الله أسم عائشة مكتوب بالنور على سجادة الصلاة في موضع السجود دمعت عيناها وخفق قلبها وشعرت أنها بشارة، أنهت الصلاة ولم تخبر أحدا بما رأت ولا حتى زوجها خوفا عليه أن يأمل وقد يكون خيل لها مارأت.


جلست تقرأ القرآن في إنتظار صلاة الفجر ثم نامت والاسم لايفارق عينها ولا قلبها.


بعد عدة أسابيع شعرت ببعض الغثيان وعندما أراد قلبها الربط بين الاسم الذي رأته على السجادة والأعراض التي تحدث لها ابى عقلها على تصديق ذلك وحاولت إبعاد الفكرة عن قلبها.


ولكن يبدو أنه مكتوب بقدرها وفكرة انها حامل لم تغب لحظة عن فكرها، جلست بجانب زوجها (صلاح) واخبرته بشعورها. 

حسين بابتسامة :اخبرتك من قبل انني رضيت بما كتب الله لنا لماذا مازلتِ تفكرين بالأمر حتى روادتك هذه الفكرة وتتعلقين بها لتحزنين بنفس قدر الأمل الذي تمنحيه لقلبك. 


بينما يتحدث صلاح مع زوجته محاولا اقناعها بالتخلي عن الفكرة سقطت رأسها على كتف زوجها. 


أخذها زوجها إلى الطبيب وهناك تم اسعافها وبعد أن استعادت وعيها اخبرت الطبيب بكل ماتشعر به طلب الطبيب منها بعض التحاليل ومن ضمنها اختبار حمل. 


بعد ظهور نتائج التحاليل 

أكد الطبيب بعدم وجود حمل. 

بكت فاطمة وقالت :تأخر الطمث لدي هذا الشهر. 

الطبيب:ليس هناك حمل وقد يكون تأخر الطمث بسبب عمرك وقد تكون علامة على انقطاعه في الفترة المقبلة. 


بكت فاطمة وتعجب زوجها من حالتها فقد اعتاد كلمنهما على عدم الإنجاب فماالذي تغير إذن. 


قصت عليه فاطمة مارأت فأخبرها أنه قد خيل لها هذا. 

فاطمة :وماذا عن شعوري بأن داخلي طفلة تدعى عائشة. 


الزوج :هذا بسبب تفكيرك بالأمر مؤخرا. 


مر شهر تقريبا ورضيت فاطمة بما كتبه الله لها، رضيت رضاء كامل بقلبها قبل عقلها. 


ازداد عليها شعور الغثيان وكلما رأتها إحدى جارتها طلبت منها أن تذهب لطبيب آخر لتجري الفحص مرة أخرى. 


عندما اشتد عليها التعب أخذها زوجها لطبيب آخر وبعد الفحص تبين أنها............. 


                  الفصل الثاني من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>