أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل السادس 6 بقلم فاطمه الألفي

       

رواية ابنة القمر

الفصل السادس 6

بقلم فاطمه الألفي


تململ في فراشه ثم فتح عيناه بكسل ليجدها نائمة بجواره وتضع كفها أعلي صدره العاري، أبتسم بخفة عندما تذكر اللحظات الثائرة التي قضاها معها أمس 

سحب كفها ووضعه جانبها ثم نهض من الفراش متوجها إلي  غرفته ثم دلف للمرحاض خاصته  لينعش جسده ويبدل ثيابه  لكي يغادر منزلة ويذهب إلي المطار لمباشرة عملة، فلديه رحلة متوجها إلي تركيا بعد عده ساعات .

شعرت هي به، فتحت عيناها ثم تحسست مكانه الخالي وابتسمت بمكر ثم نهضت تلملم ثيابها ورسمت ملامح الخجل وقررت أن تتوجه إلي غرفته لتكمل الدور الذي ادقنته باحترافية

عندما غادر المرحاض تفاجئ بها داخل غرفته زفر بضيق ثم رسم ابتسامته واقترب منها يطبع قبلة أعلي خصلاتها الغجريه المتمردة:

- صباح الخير مولاتي

لمعت عيناها بسعادة ثم همست بتصنع الخجل:

-صباح الخير ولكن أريد أن أتحدث معك عن ليلة أمس 

علم ما تود قوله لذلك أرتدي قناع الوهم وهمس بجانب اذنها: 

-من أجمل الليالي التي مرت علي؛ثم طبع قبلة رقيقة بين ثنايا عنقها، دغدت باوصالها ونظرت له بهدوء قائلة باسترسال: لن تتخلي عنِ  أذا

- بالطبع يا حلوتي، ولكن على الآن أن اتوجه لعملي فلدي رحلة عمل إلي تركيا ريثما أعود سنتحدث عن كل شيء خاص بنا

هتفت بسعادة:  سنتزوج

ابتلع ريقه بغيظ ثم همس بكذب:  نعم سنتزوج

غادرت الغرفة وهي تقول:  سأجلب لك الطعام قبل أن تغادر

زفر أنفاسه بضيق وهتف لنفسه:  ما هذه  الورطة التي أوقعت نفسك بها؟فتلك الفتاة لن تتركني، ثم جال بباله فكرة شيطانيه أراد استغلالها، قرر ان يستغل سذاجتها من أجل نزواته لذلك وعدها بوعود كاذبة، فهي كالصيد السهل وتظل تحت طوعه وينتشلها من بؤرة الضياع وتكون جاريته الخاصة التي ستلبي جميع متطلباته.


❈-❈-❈


صفا السائق سيارته أمام مبنى الشركة و ترجلت وتين من السيارة ثم اعطت السائق النقود خاصته وتقدمت بخطواتها لداخل الشركة ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها الشخصية وأرادت أن تخبر نادر بأنها قد وصلت لمقر الشركة ولكن تنظر حولها كالتائهة لا تعلم إلي أين ستذهب؟

أخبرها بأن تنتظره وهو سوف يتوجه لاستقبالها ثم يصطحبها لرب عمله لكي تستلم عملها التي اتت من أجله.


بعدما أغلق نادر الهاتف وضع كاميرته أعلي مكتبه وسار بخطوات واسعة متوجها الي المصعد استقله ليهبط به الي الطابق الاول وعندما توقف بالطابق المنشود، ترجل منه وعيناه تبحث عن ابنة خالتة، أبتسم بهدوء واقترب منها ثم جذبها من رثغها وهتف بمرح: 

- امسكتك بالجُرم المشهود يا فتاة، ماذا تفعلين بعقر شركتنا 

بادلتة الابتسامة ثم نزعت النضاره الشمسية عن عينيها الزرقويتين وتطلعت له تهتف بمشاكسه:

-دع يدك عنِ، فمنذ تلك اللحظة وأنا العارضة الخاصة بالشركة فلا تغضبني يا هذا 

رفع حاجبيه بدهشة وهو يردد:

-هذا ! أصبحت الآن هذا يا ابنة خالتي المصون، يا ويلك يا نادر من كيدهن 

ضحكت برقة ثم سارت جانبه بهدوء، اصطحبها إلي الطابق الثالث حيث يقبع مكتب أمان؛ وقف يتحدث مع سكرتيرته قليلا ثم أقترب من باب مكتبه دقه عدة مرات ثم دلف لداخل بعدما أذن له بالدخول .

دلف نادر لداخل وتبعته وتين في خطواته

عندما رفع أمان أنظاره عن ذاك التصميم الذي أمامه تفاجئ بوجد تلك الجنية التي راءها قبل أيام.


تقدم نادر بخطواته ووقف أمام أمان قائلا بتهذيب:  صباح الخير سيد "أمان " هذه الفتاه التي حدثتك عنها

هتف أمان بجديه قائلا:  تعلم نادر أن بالعمل لن أسمح بتلك الوسائط،عليها أن تدقن عملها باخلاص

هز نادر راسه مؤكدا لحديثه:  اعلم جيدا سيدي، كن مطمئن وتين أتت إلي هنا من أجل العمل فقط؛ هي جاده جدا وبحاجة لذلك العمل

أوما له بخفه ثم قال: حسنا، اصطحبها الي مكتب" ذيكو " من أجل أخذ مقاستها وعمل البروفا الخاص قبل العرض .

بعدما غادر نادر مكتبه وسارت وتين خلفه، عاد أمان بظهره للخلف وهمس بصوته الخافت "أنها هي الفتاه ذاتها، الجنية التي ظهرت وأختفت في لمح البصر "

ثم ارتسمت ضحكته وهمس داخله:  ما هذا التراهات أمان، أنها فتاه كباقي الفتايات ويبدو انها غضبت من ذلك اللقب .

ثم استرسل قائلا:  ويحك يا فتي، وهل يعقل بانها تقبل بذلك الهراء

عد إلي رشدك أمان بك 


❈-❈-❈


داخل  مكتب "زكريا" أحد مصممي الشركة 

ظل يتطلع لها من رأسها إلي اخمض قدميها، منما جعلها تشعر بالخيفة بسبب أنظاره المصوبة اتجاهها

ثم هتف قائلا وهو ينظر لنادر:  حسنا نادر، اتركها وعد إلي عملك

تطلعت لنادر بقلق، فهتف مطمئن إياها قائلا بمرح:  لا تخافي عزيزتي، عملك بدء من الآن، وأنا على أن أذهب لعملي أيضا 

غادر الغرفة متوجها إلي غرفته المظلمة من أجل تحميض بعض الصور أما عن وتين فنبضات قلبها في تزايد بسبب ذلك الشاب الذي يتفحصها بدقة وتمعن.

أقترب منها بثبات ثم دار حول جسدها وعيناه تخترق تفاصيلها، خلل أنامله داخل خصلاته السوادء الناعمة يزيح غُرته التي حجبت عنه رؤية تلك الفاتنة التي أمامه، سال لعابه ولوكه داخل فمه بشهوة؛ ثم همس بجانبها   وهو يمسك بأطراف خصلاتها الحمراء:  هذه صبغه

هزت راسها نافية بتوتر

عاد يهمس بالقرب منها ولفح بشرتها الناعمة بانفاسه الساخنة، سرت قشعريرة داخلها وعادت بخطواتها للخلف مبتعدة عنه

-  ستكوني أفضل إذا اصتبغ لونه للون الأشقر ما رأيك؟

هتفت معترضة:  لن أفضل اي لون غير لون شعري، هذا مظهري ولن أتخلي عنه مهما كان

شعر بغضبها فعاد يهمس بصوت هادئ:  معكِ حق فهو مناسب لكِ كثيرا، يُعطيكِ جاذبية 

هتفت بضجر:  متي سأبد عملي؟

-الان يا جميلة

- أسمي "وتين" لا جميلة

قالتها بحده

أعاد زكريا أدراجه إلي حيث مكتبه والتقط الدفتر الخاص به وشريط المقاس ثم عاد اليها  وقف على مقربة منها لم يفصل بينهما الإ عدة سنتيمترات ووضع الدفتر الصغير والقلم  داخل جيب بنطاله الخلفي ثم أقترب منها يحاوط قدها بشريط المقاس.

 انتفضت مذعورة وابتعدت عنه

نظر لها بدهشه قائلا:  لما كل هذا الذعر، كل ما في الأمر سأخذ مقاساتك من أجل ان ادونهم عندي بالدفتر لكي يتناسب معكِ التصاميم الذي سأعمل عليها، فستكوني فتاتي المفضلة

جحظت عيناها بصدمة وقالت:  ماذا .. !

لاحت إبتسامة جانبية أعلي ثغره وقال وهو يرسل إليها غمزة:  أقصد فتاة العرض الاول

جذبها من رثغها لتقف أمامه ثم قال بصوت جاد:  دعيني أنهي عملي، لا تعطليني فرب عملي رجل صارم ولا يستهان به، وأنا أخشاه

أغمضت عيناها باستسلام واصطبغت وجنتيها بحمرة طفيفة واصوات أنفاسها تكاد مسموعة لذلك المتسمر أمامها؛ شرد بجمالها وخجلها الزائد الذي لم يراء من قبل، فحقها أنها فتاة مختلفة وستكون فتاته المفضلة كما قال.

همس بصوت رقيق جانب أذنها قائلا:  أهدئي وتين، فأنا أستمع لخفقات قلبكِ التي تضرب بكِ باضطراب، أهدئي أرجَوكِ حتي لا تُصابي بأزمة قلبية حفظكِ الله

فتحت بؤبؤة عيناها الزرقاء وتطلعت له بغضب، هتف قائلا بلطف:

- يا الله ما أجمل تلك العيون 

رفعت سبابتها بتحذير أمام وجهه قائلة:  غض بصرك ولا تنظر لي بتلك الوقاحة

-  ليست وقاحة وانما هو غزل صريح

لم تتحمل وقاحته فتركت الغرفة بخطوات واسعة وغاضبة.

 ضحك زكريا بملي صوته ثم ضرب كفه بالأخر قائلا:  ما هذه الفتاة المجنونة، أنها تغضب كالأطفال

بعدما استرد أنفاسه وكف عن الضحك حدث نفسه قائلا: انتهيت سيد زيكو،فلن ترحمك تلك الصهباء الجميلة.

جلس على مقعده ثم التقط دفتر الرسم والقلم الرصاص وقرر أن يُصمم لها ثوب خاص، يليق بجمالها الأخذ للعيون.


أما هي بعدما غادرت مكتبه كالعاصفة الغاضبة، وقفت حائره في أمرها، ماذا ستفعل الآن؟ وجدت يد تربت على كتفها

نظرت لها بفزع، ابتسمت لها تلك الفتاة قائلا بود:

-  أنا ميسون سكرتيرته سيد أمان، أعلم أنك كالتائهة بأول يوم عمل لك هنا، تعالي معي ساصطحبك إلي غرفة العارضات لكي تتعرفي على رفاقك

تنهدت وتين بارتياح ثم سارت بجانب ميسون بهدوء إلي حيث غرفة الفتيات عارضات الأزياء.

بعدما طرقت ميسون الباب, دلفت بهدوء وهي تهتف بحماس: صباح الخير جميلات، لقد انضم إليكم عارضة جديدة اليوم، سأترككم لتتعارفوا 

أشارت إليها قائلة:  انها "وتين"

وقفت فتاة شقراء تنظر لها بضيق ثم رفعت حاجبيها قائلة:  وأنا "لامار" العارضة الرئيسية

أبتسمت لها وتين بود ثم اقتربت تصافحها وصافحت باقي الفتايات وتعرفنا على بعضهما.

انجذبت بالحديث معهم وشعرت بالود اتجاههم، فهي لم تكن لديها أصدقاء من قبل  والآن حظت بتلك الفرصة.

تبادلت الفتيات الحديث ولكن لامار لم تطيق وجودها، غادرت الغرفة بضيق وتوجهت إلي غرفة زكريا 

طرقت بابه ودلفت كالإعصار وهي تهتف بانفعال: حذاري وتلك الصهباء تأخذ مكانتي 

أبتسم زكريا ونهض من مقعده سار بخطوات ثابتة يقترب منها ثم رفع كفها يطبع قبلة رقيقة أعلاه ونظر لعيناها العسلي قائلا بمكر: بالطبع يا حبيبتي، لن يأخذ مكانتك أحد، لا صهباء ولا غيرها من فتايات حواء 

فمكانتك خاصة لم يقربها أي كان

ثم جذبها لتجلس أعلي الأريكة وجلس جانبها يقترب منها يداعب بشرتها وهو يهمس بجانب أذنها قائلا: ما رأيك في سهرة خاصة ليلًا

لوت ثغرها بضجر:   لدي عطلة اسبوعًا وقررت أن أسافر بعيداً عن ازدحام القاهرة، سأسافر الغردقة

لاحت شبه ابتسامة اعلي ثغره ثم قال بتغزل:  سأشتاق إليكِ كثيراً 

رفعت سبابتها أمام وجههه وهتفت بتحذير: اياك ان تتطلع لغيري 

هز راسه نافيا: بالطبع سيدتي الجميلة لن انظر لغيرك، لن يعجبني غيرك يا جميلتي الحسناء 

ابتسمت بغرور ثم قالت وهي تمسك بخصلات شعرها الأشقر:  ما رأيك في لون شعري اذا صبغته بالاسود 

- لا يليق لكِ، اصبغيه بلون الشكولاتة 

ثم اقترب من اذنها قائلا بهمس:  لاذوب بها عشقا 

ضحكت ضحكتها الرنانة ثم تمايلت  في مشيتها وهي  تغادرة الغرفة وقبل أن تغلق الباب أرسلت إليه قبلة بالهواء 

قابلها بابتسامته الماكرة ثم زفر انفاسه بارتياح بعدما غادرت، عاد يجلس أمام مكتبه ثم فتح دفتر الرسم وأخرج تنهيدة عميقة ثم  التقط قلم الفحم الخاص بالرسم  ثم أغمض عيناه ثواني ليتذكر صاحبة الشعر الأحمر التي أثرته بسحرها وعندما فتح عيناه نقش ملامحها بدفترة الخاص بالرسم.

❈-❈-❈


رفع أمان سماعة هاتف مكتبة ثم أخبر سكرتيرته الخاصة بأنه يريد أن يلتقي بالعارضة الجديدة

-ميسون اخبري العارضة التي أتت اليوم أنني أريد مقابلتها الآن 

-حسنا سيدي 

أغلقت ميسون الهاتف ثم نهضت عن مقعدها وسارات بخطواتها المتهادي إلي غرفة العارضات، طرقت الباب ثم دلفت تنظر لهم تبحث عنها، وعندما وقعت عيناها عليها قالت ميسون: 

-سيد أمان يريدك الآن في مكتبه 

ابتلعت ريقها بتوتر ونهضت من مكانها سارت بجانب ميسون وهي تهمس بقلق: لماذا؟

ربتت على كتفها باطمئنان: لا تقلقِ، بالتاكيد أمر خاص بالعمل

وقفت أمام مكتبه طرقت بابه بتردد، ثم دلفت لداخل عندما أتاها صوته الرخيم يأذن لها بالدخول.

دلفت بخطوات مضطربة وأنفاس متسارعة، وقفت بمنتصف الغرفة قائلة بصوت رقيق: ماذا تريد؟

أبتسم بهدوء ثم قال: اقتربي من مكتبي، لم اسمعك جيداً 

اقتربت بتوتر ووقفت أمامه؛ أشار إليها بالجلوس: 

- أجلسي أريد التحدث معكِ 

جلست بالمقعد المقابل له، شعر هو بتوترها، قال بجدية: 

-  قرأت الملف الخاص بكِ، لم تعملي من قبل في مجال الأزياء، هل هذا صحيح؟ 

- لم أعمل من قبل في أي مجال 

- ولما وقع اختيارك في الدخول في هذا المجال؟

- نادر هو الذي اقنعني 

- وما شأن نادر بكِ؟

- أبن خالتي 

هز رأسه بتفهم ثم قال:  العمل ليس من ضمن المجاملات 

هزت رأسها بتوتر قائلة: أعلم 

اغمضت عيناها تشعر بالضيق بسبب الاضاءه المناره بالمكتب، لم تستطع فتح عيناها 

هتف بتساؤل: ما بكِ؟

قالت بصوت خافت: من فضلك أغلق الاضاءه 

 اغلق الاضاءه بعدما شعر بمضايقتها ثم قال بهدوء: اغلقتها؛ هل تضايقك بهذا الشكل؟

فتحت عيناها ببطئ شديد ثم تنفست بهدوء وأومت بخفة 

عاد يسترسل حديثة:  ستكوني ضمن العرض القادم  

أبتسمت برقة 

رفع سماعة مكتبه وإجراء مكالمة هاتفيه اقتصرت على جملة بسيطة: 

-اريدك في مكتبي، ثم أغلق الهاتف وعاد يتطلع اليها 

اخفضت بصرها ونظرت أرضا بتوتر، لاحت إبتسامته على فعلتها تلك.

طرق الباب عدة طرقات ودلف لداخل قائلا بمرح:  أوامرك سيد أمان 


ثم جلس بالمقعد المقابل لها ووقعت عيناه على تلك الساحرة، نظر إلي أمان ثم قال:  ما هذا الجو الشاعري؟ لما أغلقت الانوار؟

تجاهل أمان تسأله ثم قال بجدية:  ستتولي أمر تدريب "وتين" من الآن لكي تستعد للعرض القادم 

قال زكريا بجدية: ستكون جاهزة للعرض لا تقلق سيدي ثم أردف قائلا: 

-أفكر بأن تكون العارضة الرئيسية لأنها مميزة وملامحها تلفت الأنظار 

-الأمر لك 

قالها أمان بثقة ثم نظر له بتحذير: تولي تدريبها من الآن، لن أسمح بخسارة أسمي 

-زيكو لن يخذلك، ثق تماماً من ذلك 

ثم اردف: هل تريد منِ شيًا أخر؟

-لا اذهب لعملك وخذ وتين معك 

نظرت لأمان بتوتر، فقال بجدية:  هيا يا وتين إلي عملك، أنصتي جيداً لزيكو.

لم تجد مفرا منما هي مقبلة عليه.


دلف لداخل مكتبه وهي خلفه تسير بخطوات متبطئة، أغلق الباب خلفها

أنتفض جسدها وأبتعدت بخطَواتها عنه، مد يده يسحب كفها براحته ولكن أنتفضت بذعر وسحبت يدها بعنف

هتف زكريا بمشاكسة: هل صعقتك الكهرباء لكل هذا الفزع؟ أهدئي قليلا

رفع سماعة هاتف مكتبه ثم قال بصوته الجاد:  أحضر لي عصير ليمون بمكتبي

ثم أغلق الهاتف وعاد يقترب منها بخطوات واثقة، وقف في مقابلتها وهمس قائلا:

-  أشربي العصير وبعد ذلك نبدا بأولي خطَوات التدريب

بعد قليلا حضر عامل البوفية ووضع كأس العصير واستاذن الرحيل؛ التقط زيكو الكأس ثم أعطاها إياها قائلا:  تفضلي

ارتشفت القليل منه ثم وضعته كما كان أعلي الطاولة الصغيرة

وضع زكريا أسطوانة الموسيقي داخل قرص الحاسوب الخاص به ليصدح صوت النغمات داخل الغرفة

نهض زكيو من مقعدة ودار حول مقعدها ثم مال على أذنيها قائلا: ضعي كل تركيزك على أصوت النغمات تلك،

ثم تنفسي بهدوء وانهضي لكي تسيري بخطوات متهادية

ثم انصب واقفا يراقب تحركاتها باهتمام.

أنصاعت "وتين" لاوامره وبدأت تسير أمامه ولكن تعثرت قدميها من فرط الاضطراب التي تشعر به في حضرته

ابتسم زكريا وقال بصوت هادئ: صوبي أنظارك على خطواتي

سار أمامها بكل ثقه وهو يهتف قائلا: ثقي بنفسك أولا وضعي هدفا أمامك لكي تتخطية وتصلي إليه، وإذا تعثرت قدمك بوسط الطريق لا تترددي أكملي خطواتك بكل ثقة وثبات

ثم فتح شاشة العرض التي موضوعة أعلي الحائط وضغط زر التشغيل وقال لها:

- ضعي هذا أمام اعينك، أنظري بدقة

هدأت أنفاسها ونظرت لشاشة العرض بأهتمام، تتابع العارضات وتحاول تقليد خطواتهم

نست تماماً وجود زكريا الذي كان واقفا يشاهدها والإبتسامة تعلو ثغره

أضاء إنارة الغرفة وسلط عليها الضوء، أغمضت عيناها بضيق ثم رفعت كفها لتحجب ضوء الأضاءة عن وجهها وقالت بأنفعال:

-  من فضلك أغلق الأضاءة

رفع حاجبيه بدهشة عندما رأها على تلك الحالة ثم أغلق الاضاءة بالفعل ووقف أمامها هتف بتساؤل:  لما كل هذا الإنفعال؟ أريد أن أُدربك على كل ما يحدث بصالة العرض لكي تتعودي على تلك الأجواء

انسابت دموعها بصمت ثم هزت رأسها بهسترية، همست بصوت خافت: لن أصلح لذلك العمل

أشفق على حالتها تلك عندما راء دموعها المتساقطة أعلي وجنتيها، التقط المحرمة الورقية من أعلي مكتبه واعطاها إياها ثم قال: لما هذه الدموع الأن؟  كفي عن ذلك ونتحدث بجدية

جلس بالمقعد المقابل لها قائلا بود: جففي دموعك، لا شيئ يستحق أن تتساقط دموعك من أجله، ثم أردف قائلا:

- ستتعلمين كل شيئ لا تيأسي، أعدك ستكونين فتاة العرض القادم

همست من بين دموعها قائلة بأحباط:  لن أفلح في أي شيئ

تسأل باهتمام:  لما كل هذا الإحباط؟

قضمت شفتيها كالاطفال واسترسلت حديثها الطفولي قائلة وهي تكفكف دموعها بكفها الصغير: لا أستحق تلك الفرصة

قال بثقة وهو يشير إلي نفسه: مع زيكو ستفلحين، فقط اتركي لي نفسك ولا تتشبثي بتلك الترهات، خلال أسبوعاً من الآن وتكونين سيدة العرض الأول 

نظرت له بتساؤل:  لما كل هذه الثقة؟

هز كتفه بلامبالاه ثم قال:  مع زيكو النجاح  قادم، ثقة في الله نجاح .

ثم علت أصوات ضحكته منما جعلها تبتسم له

بعد أن أسترد أنفاسه نهض من مقعده وأنهضها معه وهو يقول بجدية:  لا وقت لدينا، يجب أن نكمل عملنا.

                 الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close