رواية عائشة الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا البحراوي

         


رواية عائشة

الفصل الرابع عشر 14 

بقلم رانيا البحراوي


سعادته وهي بين يديه وقد أصبحت عائشة زوجته لو خرجت من قلبه لفاضت ولم تتسع الكون بأكمله شعر خالد أنه لايستطيع التفريط بهذه السعادة ولذلك اضطر إلى الكذب وقام بتحريف إسمه لأن معرفتها لاسمه الحقيقي لن تجلب الخير أبدا.


قام خالد بتغيير حرف واحد من إسمه أخبرها أنه خالد محمد مرسي بدلا من خالد محمد موسى صدمت عائشة لتشابه الأسماء بينه وبين زوجها السابق فأنهى كلامه وقال :عرفتيني وانا خالد سلام فدعيني ابقى كذلك هذا اسمي الذي أعتز به.


عندما رأت عائشة عمال المنزل يشاهدونهم وهو يحملها بين يديه شعرت بالخجل وطلبت منه أن يتركها

فقال بأصرار :هكذا حلمت دوما أننا سنبدأ حياتنا الجديدة وأنا أحملك بين يديا وستمضي الحياة وأنا أحملك بين ضلوعي وسأحمل معك افراحك واحزانك ابتساماتك واوجاعك ولو بيدي لأصبحت جدارا يحميكي من أوجاعك ولكنني لست ساحرا لامنعها من الوصول اليكِ سيأتي يوما وتصل الأحزان إلى قلبك لأن هذه الحياة

ولكنني أريد أن أحيا بها معكي في كل الحالات.


عائشة كانت تستمع له بسعادة شديدة وكأن بين ذراعيه أصبح موطنا لها حيث الحنان والأمان الاستقرار والأطمئنان.


انتهي الحفل وبدأت حياتهم الجديدة واتخذها خالد زوجة له ورفيقة دربه وحياته وتلونت جدران غرفتهم

بألوان لم تراها عائشة من قبل ومشاعر لم تطرق إلى قلبها

من قبل مضت ليلتهم بسعادة وبوقت النوم نامت عائشة ساكنة مطمئنة بجانبه 


اما خالد فما يخفيه عنها يثقل قلبه ويخيفه ويخشى ان يصبح مايخفيه عنها سببا في انتهاء هذه السعادة ولذلك لم يستطع النوم مطلقا تمنى لو اخبرها بكل شئ قبل أن تصبح زوجة حقيقية له وندم كثيرا على ذلك. 


في الصباح 

فتحت عائشة عينها لتجده مستيقظا ينظر إليها. 

عائشة بخجل :رأيت هذا من قبل في المسلسلات ولم اتخيل أنه سيحدث معي. 


خالد:الحياة الحقيقية لا تشبه المسلسلات، قصتنا لا تشبه 

اي قصة أخرى. 


لماذا تشعر عائشة طوال الوقت ان خالد يمهد لحزن قد يصيبهم بأي لحظة ولماذا ترى عائشة في عينيه حزن 

يحاول اخفائه مع ابتسامته دائما. 


تجمعت عدة تساؤلات بعين عائشة ولكنها احتفظت بها فقد تكون تتوهم ذلك او تستكثر السعادة على نفسها. 


أمسك خالد بيدها وأخذها إلى غرفة الملابس ليريها ماذا اشتري لها. 


تفاجئت عائشة بأنه قام بملأ غرفة الملابس من فساتين واحذية وحقائب واصبحت تشبه مراكز التسوق التي تراها على شاشات التلفاز. 


سألته :هل كل هذا من أجلي؟

خالد:نعم وأكثر والأهم من ذلك أنني منحتك قلبي فرفقا به. 


عائشة :لماذا هذا الشجن الذي بصوتك والحزن الذي يملأ عيناك؟ 

خالد :وكيف أحزن وانتِ بجانبي. 


عائشة :فالتبتسم إذن ولاتعبس بعد اليوم واشارت على جبهته وقالت لا أريد رؤية مائة وإحدى عشر بجبينك. 


ابتسم خالد وقال :لن اعبس بعد اليوم. 

أمسك خالد بيدها وقال بدلي ملابسك كي نتناول الفطار مع والدتك ونور. 


عائشة :كنت أريد أن اطلب منك ذلك ولكنني كنت أخشى أن لا تحب ذلك وتفضل البقاء لتناول الطعام هنا بمفردنا. 


خالد:منذ سنوات وأنا اتناول طعامي بمفردي وافتقدت كثيرة للاجواء العائلية حيث يجتمع جميع أفراد الأسرة 

على طاولة واحدة يتبادلون الأحاديث والمزاح. 


عائشة :هيا إذن كي تعيش هذه الاجواء ولكن لا تسأم من ثرثرة نور. 


خالد :تعلمين مدى حبي لنور فلا تخافي. 

عائشة :وهذا سبب حبي لك كيف تقبلت ابن لرجل آخر واحببته بهذه السرعة. 


خالد :هو يستحق ذلك. 

نزلت عائشة كي تيقظ والدتها فوجدتها استيقظت مبكرا وذهبت إلى المطبخ وقامت بتجهيز الطعام بيدها يبدو أن السعادة مدت فاطمة بالطاقة والصحة ونسيت ألم ظهرها 

وقامت بأعداد احلى فطار. 


خالد بسعادة :ماهذه الروائح الجميلة ياماما. 

فرحت فاطمة بكلمة ماما منه وقامت بوضع احلى الاطعمة أمامه. 


ذهبت عائشة لتيقظ نور وبمجرد أن فتح نور عينه سأل عن خالد وسأل عائشة :هل سنعيش بهذا المنزل الكبير 

مع خالد دائما. 


عائشة :نعم ولكن لماذا تناديه خالد وليس عمو. 

نور :مثلما اناديكي عائشة. 


عائشة :مارايك أن تنادي علينا بماما وبابا. 

نور :ماما وبابا. 


نور :أنا أحب أن اناديكِ عائشة ولكن سانادي خالد بابا. 

عائشة :أشعر إنك اصبحت تحب خالد أكثر مني. 


نور :احبكم انتما الاثنان. 

عائشة :ونحن نحبك كثيرا، منذ اليوم لاداعي للخوف والهرب بعد الآن ولن ازعجك بالحبس مثل الماضي ستخرج وتذهب إلى المدرسة وتشترك في نادي مثل كل الاطفال. 


قام نور بمعانقتها وفرح كثيرا أخذته عائشة إلى الحمام لغسل وجهه واسنانه ثم انضمت إلى طاولة الفطار مع خالد ووالدتها. 


وجدت عائشة أن والدتها تهتم بخالد وتضع امامه كل الطعام. 


عائشة :هكذا ساغار منك ياخالد أخذت مني نور وماما

فنور منذ قليل اخبرني أنه سيناديك بابا بينما يناديني عائشة. 


خالد بفرحة :حقا يانور؟ اسمعني اياها إذن كلمة بابا. 

نور :بابا. 


قام خالد بمعانقة نور وشكره كثيرا. 


انتهى خالد من طعامه ثم قام باتصال هاتفي وطلب إلى نور ألعاب كثيرة. 


طلب خالد من العمال ان توضع الالعاب بغرفة نور دون أن يشعر. 


أخذ خالد نور لكي يرى الألعاب وبمجرد أن رأى نور تلك الألعاب التي كان يتمنى الحصول عليها ولا تستطيع عائشة شرائها له ظل يقفز من سعادته. 


جلس خالد على الارض يرافقه في اللعب وكل عدة دقائق يمسح على رأسه ويقبل جبينه وكأنه يعتذر من الطفل عن ذنبا اقترفه ولا يستطيع الأعتراف به. 


شكرته عائشة على اهتمامه بنور وصعدت إلى الغرفة كي ترتبها بنفسها فقد طلبت من عاملات المنزل عدم الأقتراب من الغرفة لأنها سترتبها دائما بنفسها. 


بينما ترتب الغرفة رأت محفظة خالد واقعة على الأرض، بينما انحنت عائشة لأخذها رأها خالد واخذها بقوة من يدها. 


عائشة :كنت سأعطيه لك، لماذا اخذتها بقوة هكذا. 

خالد :أسف لأنها بها أوراق هامة أخشى فقدانها. 


يخشى خالد أن تطلع عائشة على بطاقته الشخصية وتكتشف اسمه الحقيقي وتعلم أنه شقيق جمال الأكبر الذي لطالما هربت منه وخافت من بطشه وارادت حماية نور من شره. 


يخشى خالد إذا عرفت نور بذلك أن تهرب منه بعد أن اصبحت جزء من روحه وامتلكت قلبه ولايريد الابتعاد عن نور حتى يكفر عن ذنبه. 


مرت الأيام واستقرت حياة عائشة وزالت كل الهموم والاحزان من قلبها، ليس بسبب الرفاهية التي اصبحت تعيش فيها من سيارات فارهة وملابس من ماركات عالمية وعمال يخدمونها هي ووالدتها ونور ولكن الشئ الذي انتزع الحزن من قلبها هو شعورها بالأمان بجانب 

رجل قوي تستطيع أن تتكئ على كتفه وتنام دون أن تفكر بشئ، نظرات الحب التي كان ينظر بها خالد إليها كانت تأخذها إلى عالم آخر، دنيا خالية من كل شئ إلا عيناه، أصبح خالد رمز الحب في هذا العالم وصوته الحنون مصدر سعادتها، تتسارع نبضات قلبها مع ابتسامته وبقربه تجد الأمان. 


مضى شهر تقريبا على زواجهم والسعادة ترافق عائشة 

وتحيط بقلبها. 


قرر خالد أخذ عائشة برحلة إلى خارج البلاد وطلب منها أن تختار البلد التي تريد السفر إليها باي مكان بالعالم. 


اختارت عائشة السفر إلى امريكا فسبق وحدثها جمال عن حياته بأمريكا والاماكن التي كان يتجول بها وتمنت كثيرا أن ترى تلك الأماكن. 


عندما أخبرت عائشة خالد بأنها اختارت امريكا، شحب لون وجهه وقال بغضب :لا امريكا لا. 


عائشة :لماذا؟ 

خالد :أنا اكره هذه البلد ولا أريد السفر إليها. 

عائشة :اسافرت إلى هناك من قبل؟ 

خالد:مرة واحدة فقط ولا أريد تكرارها. 


تعحبت عائشة من غضبه الغير مبرر واختارت السفر إلى تركيا. 


وافق خالد وبدأ في تجهيز اوراق السفر ولكنه اكتشف ان إسمه سيكتب في جواز السفر الخاص بها فطلب منها عدم تجديد البطاقة ولا جواز السفر الآن وأن تسافر باوراقها القديمة. 


عائشة :لماذا؟ 

خالد :لأن تجديدهم يحتاج إلى بعض الوقت. 


يعلم خالد انه سيأتي اليوم الذي تكتشف به عائشة الحقيقة ولكنه يخشى فقدانها ولايستطيع مواجهتها. 


بينما تجهز عائشة حقائب السفر رأت ان جواز السفر الخاص بخالد ليس بحقيبته فخافت ان ينساه وقامت بالبحث عنه ولكنها لم تجده. 


دخلت عائشة غرفة المكتب الخاص بخالد وبحثت عن جواز السفر ولم تجده قامت عائشة بسؤال إحدى العاملات عن مفاتيح ادراج المكتب. 


اخبرتها العاملة ان الأمن الخاص بالفيلا يمتلك نسخة من المفاتيح وفي حال ان نسي خالد بيه ملف هام قام الأمن بفتح الادراج واخذ الملف وإرساله إلى الشركة. 


ذهبت عائشة بنفسها لاخذ المفاتيح ولكن رجل الأمن بلغها ان عليه أن يستأذن خالد بيه اولا. 


قام موظف الأمن بالاتصال بخالد ولكن هاتفه كان غير متاح. 


خاف رجل الأمن ان يعاقبه خالد إذا قام باحراج زوجته واعطاها المفتاح. 


فتحت عائشة الادراج تبحث عن جواز السفر لأن طائرتهم بعد عدة ساعات وتخشى ان ينسى خالد جواز سفره وكلما اتصلت به لم تستطيع الوصول إليه. 


بينما تبحث عائشة بالادراج رأت عائشة صورة تجمع خالد بجمال من أمام تمثال الحرية بأمريكا. 


          الفصل الخامس عشر الأخير من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>