أخر الاخبار

رواية حب تخطي المفاهيم الفصل التاسع9والعاشر10بقلم فاطمة الالفي


 رواية حب تخطي المفاهيم الفصل التاسع9والعاشر10بقلم فاطمة الالفي

فى ذلك الوقت كانت بغرفتها ترتدي منامه زرقاء حريريه وترفع شعرها الاشقر وعقصته على هيئة ذيل الحصان 
وتجلس بمنتصف الفراش وتمسك بهاتفها تهاتف صديقتها لتثرثر معها وتحاول أن تضيع الوقت إلى عوده والدتها وشقيقها من الخارج ، ولكن عندما التقطت الهاتف استمعت لرنين جرس الباب ، نهضت من فراشها بضيق .
- مين اللى هيكون جاى دلوقتي وبعدين ساميه خلصت شغلها وروحت 
التقطت حجابها وهى تضعه بعشوائية أعلى رأسها لتهبط وتفتح الباب ولكن قبل أن تفتحت وقفت خلف الباب بقلق
- مين 
ابتسم احمد عندما استمع لصوتها : أنا احمد يا شروق 
شهقت بصدمه وتحدثت بتوتر : احمد  ، بس أبيه مش موجود وكمان ماما 



تنهد احمد بهدوء : طب افتحي نتكلم شويا ولا هفضل واقف كده على الباب ، هستنى بهاء 
ابتلعت ريقها بصعوبه : ماينفعش انا لوحدي 
احمد بدهشه : انتي خايفه مني 
تنهدت بحزن ولم نجيبه 
احمد بضيق : افتحي يا شروق وماتخفيش مني عشان أنا اخر واحد ممكن ياذيكي ، بجد محتاج اكلمك قبل مااشوف بهاء ، فى حاجات كتير لازم نتكلم فيها يا بنتي افتحي ، أنا مش همشي من هنا غير لم تسمعيني وبلاش تتجاهليني  لازم نتكلم ارجوكي يا شروق افتحي ماتخفيش مني 
استجمعت قوتها لتفتح الباب وهى تنظر له بحيره 
ومازالت تقف أمام الباب تمنعه من الدخول 
- عاوز تقول ايه يا أبيه 
ضغطت بقوه على اسنانها  وهى تنعيه بهذا اللقب الذي كان يطلبه منها بالماضي
ابتسم وهو يرمقها بنظراته العاشقه : دلوقتي بالذات ماينفعش تقوليلى أبيه خالص 
سار بخطواته يقترب منها بهدوء ، تراجعت للخلف بخوف من قربه الزائد والمهلك لاعصابها 
ركل الباب خلفه بقدمه وسحبها من معصمها برفق لتسير خلفه كالمغيبه .
دلف بها لغرفه الصالون واجلسها أعلى الاريكه وجلس بجانبها وهو يتنهد بارتياح وكأنه يحمل ثقل بصدره ونظر لمقلتيها الخضراء بحب ثم زفر أنفاسه بقوه 
- أنا كنت مغفل لم كتمت حبك جوه قلبي وحاولت اقنع نفسي انك اختى الصغيره ، وكمان اقنعك بده عشان كنت شايف فرق السن بينا كبير اوى وخايف استغل براءتك واتقرب منك وانتى كنتي فى فتره المراهقه عشان كده صديتك بكلامي ، حاولت اخفي مشاعري عشان ماتظهرش وتفضحني ، ماكنش ينفع استغل الموقف اللى حصل بينا لم قولتلي بلاش تبعد وانك بتحبيني ، كنت متاكد ان دى مرحله وهتعدي وانتي فى الفتره دي قلبك هيتغير بعدين وعشان كده قسيت عليكي بالكلام عشان اعرفك بفرق السن اللى بينا 
تحدثت بشرود : وايه تغير دلوقتي 
ابتسم بالم :حاولت انساكي وعشان كده اتجوزت كنت فاكر بعمل عيله وحياتي هتكون مستقره وهبطل افكر فيكي ، بس كنتي دائما قدامي ، حتى فى احلامي مافيش بطله لاحلامي غيرك انتي ، بس حياتي فشلت حاولت كتير بس كان صعب تستمر وانفصل عنها بهدوء ، وحاولت اشغل نفسي بالماجستير والدكتوراه  وفعلا حققت حلمي ورجعت ظهرتي انتي قدامي يا بنت قلبي 
كنت طاير من السعاده لم شوفتك قدامي بمظهرك الجديد اللى خلاني ادوب فيكي اكتر واشوفك مراتي وام ولادي ، فرق السن هو هو لسه موجود بس شايفك بنوته ناضجه تعرف تاخد القرار الصح ولسه شايف مكانتي فى قلبك ونفسي امحى اي لمحه حزن اتسببت ليكي فيها ، بجد وقتها كنتي طفله صعب العب بمشاعرها ، سامحيني يا مشاكستي يا مشاغبتي يا بنوتي 
انتي املي الجاي يا شروق ومش هبعد عنك تاني ولا هتخلى عنك ، أنا ماصدقت لاقيتك وهكلم بهاء عشان عايز حياتك ترتبط بحياتي واسمك يرتبط باسمي انا وبس 
انسابت دموعها بقهر وصرخت بوجهه بانفعال 
- بعد ايه خلاص ماعدش ينفع ، شروق اللى سبتها غير شروق اللى قدامك ، انت سبت طفله بريئه كل حياتها عباره عن عيلتها الصغيره وبس ، دلوقتي مابقتش بريئه بقيت مجرد حطام ، روح بدون جسد ، شئ ملوش ملامح ، جوايا جرح يصعب يداوى قلبي بينزف ومافيش حاجه فى الدنيا هتوقف النزيف ده ولا انت يا احمد ، ارجوك ابعد وانسى احنا ماننفعش لبعض ، أو أنا بالذات مانفعكش ولا انفع غيرك 
هزها بانفعال : ايه الجنان اللى انتي بتقوليه ده ، مين قالك انك مش تنفعيني ، أنا عارف كويس اوى ايه ينفعني وايه لا ، وجرحك أنا اللى هطيبه صدقيني ، حبي ليكي هينسيكي اي الم وجرح أنا سببته ليكي 
نفضت يده بعصبية : بقولك ماينفعش ، عشان مش هكون الطفله البريئه اللى ماتلوثتش وماحدش فاز بيها غيرك ولا حد لمسها غيرك ، أنا 





صمتت عن الكلام وانتفض جسدها بفزع وظلت تصرخ بقوه 
حاوطها بيده بتملك يحاول السيطره على رعشه جسدها ، احكم ضمته عليها ، استقرت داخل أحضانه وظلت تشهق بدموع حارقه ، تحرق قلبه قبل قلبها 
ظل يمسد على ظهرها بحنان ، هدءت ثروتها داخل أحضانه وشعرت بالأمان ، نظرت له بأعين محمره من كثره البكاء 
وتحدث بوهن : كان نفسي ارتمي فى حضنك من زمان واشكيلك عن اللى وجعني وكسرني ، بس مالقتكش جنبي ، كنت لوحدي 
ضمها لصدره بقوه : وانا معاكي ومش هسيبك ابدا
زادت انتفاضه جسدها مره اخري وتحدثت بالم : حتى بعد ماتعرف أن شخص قبلك لمسني واغتصبني 
أبعدها عنه بصدمه لينظر إلى عيناها بعدم فهم يريد توضيح لتلك الكلمه 
هز رأسه بعدم تصديق : انتي قولتي ايه 
تحدث بحرقه : انت سمعت صح أنا اتعرضت لاغتصاب من تلات سنين وحياتي ادمرت ، عشان كده بقولك مانفعكش ولا انفع غيرك ، أنا انتهيت 
اغمض عيناه بالم بسبب تلك المعاناه التى تتحدث عنها وجذبها بقوه لتستقر داخل أحضانه من جديد وتلك المره قلبه هو الذي ينزف دما على صغيرته المشاغبه التى عانت الوجع والألم والانكسار وحدها ، لم يستوعب حتى الآن ماذا حدث معها بغيابه ، عقله يرفض استعاب تلك الحقيقه بقوه .
أغمضت عيناها باستسلام داخل أحضانه المنيعه لها من السقوط واستسلم جسدها بارهاق بعد نوبه من الصراخ وتذكر الحادث المرير الذي تعرضت له قبل سنوات ، فمازالت  الذكرى مترسخه بذاكرتها إلى الآن وتصاب بحاله من الهستريه  عندما تهاجم عقلها تلك الحادثه التى تحاول محوها من حياتها للابد 
شعر بثقل جسدها عندما سقطت ذراعيها التى كانت تتمسك به بقوه ، نظر لها بقلق وجدها مغمضه العينين باستسلام .
حملها بقلق وصعد بها إلى حيث غرفتها وضعها أعلى الفراش والتفت حوله بتوتر يريد افاقتها ولا يعلم بماذا يتصرف معها الان .
بحث بين اغراضها أعلى منضده الزينه وجد عطرها التقطه بيد ترتجف ونثر بعضه أعلى أطراف أصابعه وقربها من أنفها بقوه ليجعلها تستنشق عطرها وتفيق ، قرر تلك الفعله عده مرات إلى أن فتحت عيناها بتعب 
تنهد بارتياح وجلس جانبها نزع عنها حجابها ليجعلها تتنفس بارتياح وظل يمسد على خصلات شعرها بحنان 
وحدثها بلهفه : اجبلك دكتور 
هزت راسها بحزن  : لا 
دثرها بالغطاء وهو مازل يجلس جانبها : نامي ماتخفيش أنا جنبك ومش هسيبك غير لم بهاء وطنط يرجعو 
شعرت بالأمان بوجوده جانبها الان واغمضت عيناها المجهده من أثر البكاء واستسلمت للنوم فلم يعد لدي جسدها طاقه على التحمل .
بعد أن تأكد من نومها مسح على وجهه بانفعال وأطلق دموعه العنان فلم يعد قادرا على حبسها بعد ...

***********
داخل فيلا مصطفي سالم 
كان يجلس هو ووالدته داخل غرفه الصالون ينتظر قدوم والد محبوبته 
بعد ما يقرب بنصف ساعه من الانتظار جعله يشعر بالضيق بسبب هذا التجاهل وعدم التقدير ، فهو أتى على الموعد المحدد 
زفرا أنفاسه بضيق ونظر لوالدته وكان على وشك النهوض ليغادر تلك المنزل ذهابا بلا عوده 
- بينا يا ماما 
وفاء بهدوء : معلش يا حبيبي نستني شويا 
- مافيش احترام ليا ولا لحضرتك وهو عارف ومتأكد أنا جاى انهارده ليه ، دي قله ذوق وعدم تقدير للضيوف 
فى ذلك الوقت اتى رجلا فى العقد الخامس من عمره ولكن حاد الملامح وقف يتطلع إليهم ببرود وزوجته جانبه تنظر لهم بتعالي 
مصطفي بحده : اسف لتاخير كان معايا تليفون شغل مهم 
تحدثت وفاء بطيبه : ابدا مافيش تأخير ولا حاجه 
وقفت زوجته شهيره تصافح وفاء بغورو : اهلا وسهلا
وفاء بابتسامه : اهلا بيكي 
وقف بهاء ليصافحه احتراما له : اهلا بحضرتك ، أنا كابتن طيار بهاء محمود الكافي 
صافحه مصطفى ببرود: اه اهلا ، اتفضل اقعد ، ممكن اعرف ايه سبب الزياره 
ابتلع بهاء ريقه من ذلك الأسلوب المتعجرف بالحديث وفضل أن يصمد إلى أن يفوز بمحبوبته وان يتحمل تكبر والدها 
تحدث بثبات وشموخ : أنا جاى وطالب ايد بنت حضرتك شذا ، هى تبقى زميلتي فى الشغل ويشرفني انها تكون شريكه حياتي 
تبادل النظرات بينه وبين زوجته 
ثم ابتسم بسماجه وهو يضع قدمه فوق الأخرى وينظر له بتعالي
- طلبك مرفوض يا كابتن ، شذا بنتي مخطوبه 
ونهض من مجلسه تحت أنظار بهاء ووالدته المصدومين 
- الزياره انتهت 





شعر بأن دلو ماء بارد سقط فوق رأسه ونهض من مقعده وهو يلتقط بيد والدته لتسير معه دون أن يتفوه باي كلمه .
عندما غادر الفيلا نظر لوالدته بندم 
- اسف أن عرضتك لموقف بايخ زي ده 
ربتت والدته على كتفه بحنان : اطلع بينا على بيت شذا وماتشلش هم 
نظر لها بأسف : كانت خايفه من مقابله باباها وكأنها حاسه هيقابلنا بالطريقه دي 
فتح السياره لوالدته لكى تستقل المقعد الأمامي ودار حول السياره ليستقر مكانه امام عجله القياده وانطلق فى طريقه لمنزل محبوبته لكى يتحدث معها بجدية ويستشيرها ماذا يفعل من أجل إتمام تلك الزيجه ..
****
بعد أن تأكد من سباتها غادر الغرفه بقلب منفطر على ماحدث معها وقرر أن ينتظر صديقه لكى يتحدث معه لطلب يدها فلا يستطيع أن يتحمل رؤيتها حزينه ، منكسره ، ضائعه بهذا الشكل ، اقسم لنفسه أنه سوف يداوى جراحها ولا يجعلها تبكى بعد اليوم ..
تنهد بالم وهو يجلس بحديقه الفيلا بلا روح ينتظر عوده صديقه ويحدث نفسه بقهره 
- ليه بعدت عنها وسبتها فى الوقت ده ليه ، بقى طفله فى السن ده يحصل لها كل ده وانا كنت بعيد عنها ، اه يا قلبي لو كنت جنبك ومعاكى اكيد ماكنش حصلك كده ، لازم اجبلك حقك ، لازم اعرف مين الخسيس اللى عمل فيكي كده ، لازم ادبحه زى مادبحك ولازم ادوقه العذاب اللى دوقتيه وبتعانى منه لحد دلوقتي ، مابقاش احمد العايدي لو مجبتلكيش حقك يا شروق 
اغمض عيناه بالم وهو يمكث برأسه أرضا ، يشعر بالانكسار  ..
*******
صفا سيارته أمام البنايه التى تقطن بها وترجلا من سيارته وهو يحمل بيده باقه من ورد البنفسج وأمسك بيد والدته ودلف بها لداخل البنايه ، استقل المصعد وهو يضغط زر الطابق الرابع كما أخبرته من قبل  
تحدثت وفاء بحنيه : بهاء اتصل بيها عرفها يابني 
كان الحزن مغيم على ملامح وجهه وعندما وقف المصعد بالطابق المنشود ، أخرج هاتفه من جيب سترته وضغط زر الاتصال 
****"
كانت تجلس بشقتها تشعر بالقلق وتنظر لساعه يدها بين تاره واخرى 
وتمسك بهاتفها بتوتر ، تريد أن تعلم ماذا حدث عندما تقابل والدها ببهاء وفجاه صدع رنين الهاتف بين يدها باهتزاز
ابتسمت بسعاده وهى تجيب على الفور 
-الو ، طمني يا بهاء قابلت بابا 

زفر بضيق وهو يستشعر الفرحه المنبعثه بنبره صوتها ولم يعلم بماذا يخبرها 
تنهد بحزن : شذا أنا وماما قدام شقتك ، افتحيلنا 
نظرت لنفسها بصدمه فقد كانت ترتدي ملابس المنزل 
تحدثت بتوتر : معلش بهاء ثواني اغير هدومي وافتح 
تفهم موقفها وطمئنها : تمام هنتظرك 
اغلق الهاتف ونظر إلى والدته : هى هتغير هدومها 
ابتسمت وفاء بحب : عشان كده قولتلك تتصل تعرفها مش تتفاجئ بينا كده قدامها ، هى بنوته ومحتاجه تحضر نفسها 
بعد مرور عده دقائق كانت تفتح الباب وتعتذر لهم على انتظارهم أمام باب الشقه. 
- ابتلعت ريقها بتوتر : انا اسفه أن وقفتكم بالشكل ده ، بجد اسفه 
اقبلت عليها وفاء بحنيه : مافيش داعى للاسف يا حبيبتي ، احنا فاهمين 
ضمتها بحب وقبلت وجنتيها ،رحبت بها شذا 
ونظرت لبهاء بابتسامه خجله : اتفضلوا 
أعطاها بهاء باقه الزهور وهو يبتسم لها بحب :اتفضلي يا حبيبتي ده عشانك 
ابتسمت بحب والتقطت منه الباقه بفرحه : ميرسي ، اتفضل 
- تحبو تشربوا ايه 
وفاء بابتسامه : اى حاجه من ايديك يا حبيبتي 
وضعت باقه الزهور أعلى المنضده واستاذنت منها لتجلب لهم المشروب ..
دلفت لداخل المطبخ بتوتر وهى تخرج الصينيه وتضع بها الكاسات ثم تسكب داخلها عصير المانجه الطازجه وتضع الكيك 
وحملت الصينيه إلى حيث غرفه الصالون لترحب بهم وتضع الصينيه أعلى المنضده 
وتمسك بكأس العصير تقدمه لوالدته اولا ، ثم بهاء وجلست فى المقابل لوالدته وحمره الخجل تصبغ وجنتها .
وفاء بود : تسلم ايدك يا حبيبتي
تحدث بهاء بجديه : شذا احنا لسه جاين من عند والدك 
نظرت له باهتمام  وتسرب القلق لداخل قلبها وتحدثت بلهفه : بابا عمل ايه 
بهاء بضيق : الاول فضلنا منتظرينه اكتر من نص ساعه ولم قابلنا كلمنا بقله ذوق وكانه طردنا واخر حاجه قالها بنتي مخطوبه والزيارة انتهت
وضعت يدها على فمها تكتم شهقتها المصدومه من رده فعل والدها وانسابت دموعها بصمت 
- بس ده ماحصلش ، أنا كنت حاسه ان هو هيرفض عشان مش بيحب اعمل حاجه أنا عايزها ، بس كنت بكدب نفسي واقول هيوافق عشان سعادتي وهيعوضني عن غيابه بعد وفاه ماما ومش هيرفض ليا طلب ، بس واضح كنت غلطانه وبابا عمره ماهيتغير معايا 





اقتربت وفاء منها وجلست جانبها تضمها لصدرها بحنان الام 
- اهدي يا حبيبتي ماتعيطيش وكل مشكله ولها حل 

بهاء بحده : شذا انتي مش قاصر ونقدر نتجوز من دلوقتي  وتبقى وكيله نفسك 
نظرت له والدته بعتاب : بهاء مش كده يا حبيبي ، نظرت إلى شذا الباكيه 
- قوليلى يا حبيبتي مالكيش قرايب يقدرو يقنعو والدك يغير رائيه 
شذا بدموع : ماليش غير خالو معتصم بس هو عايش فى اليونان ولم ماما اتوفت طلب مني اروح اعيش معاه بس انا رفضت ، هو اللى بيسأل عني بعد ماما
زفرا أنفاسه بقوه : خلاص ممكن رقم فون خالك عشان اتواصل معاه واطمني ماتخفيش أنا عمري ما هسيبك ومستعد استحمل والدك واقرر طلبي مره تانيه عشان خاطر عيونك 
ابتسمت برقه : انا اسفه يا طنط على اللى حصل 
ربتت على ظهرها بحنان : ما تشغليش بالك يا بنتي ، ربنا هيحلها من عنده 
نهض بهاء من مجلسه بعدما دون رقم هاتف خالها ونظر لوالدته 
- احنا لازم نمشي دلوقتي ولو فى حاجه كلميني تمام 
ودعتها وفاء بود وانتظرت بهاء أمام باب المنزل 
اقترب منها يبتسم لها بهدوء : مش عايزك تعيطي ولا تضعفي خليكي قويه زى مااتعودت عليكي ودموعك دي ماتنزلش تاني مفهوم ، وبلاش تتصلي بوالدك خليه هو يتصل وتشوفي ليه اتصرف بالشكل ده وليه قال كده ماشي 
هزت راسها بالايجاب ، رفع أنامله برقه ليمحي دموعها المتساقطه وودعها يقبله حانيه أعلى جبينها وغادر المنزل ..
*****
داخل فيلا مصطفي سالم 
جلست زوجته ترمقه بغضب : شوفت مجايب بنتك ، عشان تعرف انها عايشه براحتها ورفضت تيجي تقعد هنا معانا عشان تمشي على حل شعرها .
زفر مصطفي أنفاسه بضيق : خلاص يا شهيره أنا شبه طردته وليا كلام تاني مع شذا ، وخلاص عرفتهم أنها مخطوبه
شهيره مكر : لازم تيجى تقعد هنا ونتمم جوازها على رامز ابني ،مش يجي حد غريب ياخد تعبك وشقاك طول السنين ، رامز هو اصلح شخص بيها  وهو اللى هيخلي باله منها ومن ميراثها
اتى رامز من خلف والدته وتصنع الاسي : وانا مستعد اتجوزها عشان اخلى بالي منها ومن أملاكها بعد عمر طويل لحضرتك طبعا يا اونكل ، عشان محدش يطمع فيها 
شهيره بابتسامه نصر : عين العقل يا حبيبي ، ربنا يكملك بعقلك وتحافظ على تعب وشقى السنين
مصطفي بجمود : بكره هروح لشذا وهتكلم معاها 
شهيره برفعه حاجب : بس مش غريبه بنتك يعنى مااتصلتش بيك تعرف اللى حصل مع حبيب القلب 
نهض من مقعده بضيق : أنا تعبان ومحتاج انام ، تصبحو على خير 
تبادلوا نظرات الغامضه بينهم إلى أن غاب طيف مصطفي عن الأنظار 
تحدث رامز بشر : هانت يا شوشو قربنا نقضي عليه خالص 
نظرت لابنها باعجاب وابتسمت بوعيد لكي تدمر حياه زوجها وحياه ابنته ..
**"""""**
صفا سيارته بحديقه الفيلا وتفاجئ بوجود صديقه ينتظره ، ترجلا من سيارته وهو ووالدته. 
اقتربت وفاء من احمد ترحب به 
- ازيك يا حبيبي
ابتسم لها بود : الحمد لله يا فوفا بخير 
بهاء بجديه : اتفضل يا احمد ادخل ،  واقف ليه 
احمد بتردد : لا نتكلم هنا افضل 
انسحبت وفاء بهدوء لتترك لهم مجال للحديث. .
بهاء بقلق : طب اقعد يا بني فى ايه مالك 
شعر احمد بالتوتر وجلس مقابلا لمقعد صديقه  .
- قولي انت الاول عملت ايه فى موضوعك 
بهاء بضيق. : سيبك مني وقولي شكلك ماله كده فى حاجه حصلت ، انت هنا من بدري وفين شروق ليه ماقعدتش معاك 
ابتلع ريقه بصعوبه ونظر له بتردد : بهاء أنا مش عارف ابدء كلامي ازاي 




ابتسم بهاء ونظر له بود : فى ايه يا دكتور هو في بينا كسوف ولا ايه ، قول على طول من غير اى مقدمات ايه الموضوع بالظبط 
احمد بجديه : أنا بصراحه بحب شروق وعايز اتجوزها ، قولت ايه 
اعتلت الصدمه ملامح وجهه ،  وهمس اسمها بخفوت : شروق 
احمد بجديه : ايوه شروق اختك مالك مصدوم ليه ، فى اعتراض عليا 
نظر له بابتسامه مؤلمه : مافيش اي اعتراض عليك يا احمد خالص ، بس استغربت الموقف بس واتفاجئت بطلبك ده ، وبعدين أنا كنت فاكر أن شروق اختك الصغيره 
ابتسم احمد ولمعه عيناه بفرحه : كنت غبي يا صاحبي وبحاول اخبي مشاعري جوايا ، حتي مع نفسي ، بس تجربتي الفاشله فى الجواز اكدلي أن شروق ليها مكانه فى قلبي صعب حد ياخدها ، وعشان كده مش هضيع ولا ثانيه من عمري غير لم تشاركني هى الثانيه دي ، وبصراحه اكتر مش عايز احب اختك من غير علمك ههه
ابتسم بهاء ومسح بيده على لحيته الناميه وهو يتنهد بحزن 
- احمد فى حاجات كتير اتغيرت لم انت سافرت ،لازم تعرف ايه اللى حصل فى غيابك عشان تقرر لسه عند كلامك ولا فى حاجه هتغير مشاعرك دي 
احمد بحزن : عارف يا بهاء انت عايز تقول ايه وعارف باللى حصل لشروق وده مش هيقلل حبها فى قلبي ولا هيغير رائي فيها ، مافيش فى قلبي ولا فى حياتي غيرها هى وبس واوعدك يا صاحبي همحى جواها اى حزن وألم عاشته قبل كده 
جحظت عيناه بقوه وتحدث بصدمه : تعرف منين اللى حصل 
انسابت دمعه حارقه من عينه وهو يقص عليه ما حدث بينه وبين شروق عندما أراد اخبارها بأمر ارتباطه بها وتصريحه بمشاعره التى دفنها لأعوام داخل قلبه ..
نهض بهاء بقلق : هى عامله دلوقتي ، حصلها ايه يا احمد انطق 
احمد بحزن : كانت منهاره وخايفه وبتترعش وهى بتحكي بس انا فضلت جنبها لم هديت ونامت وبعد كده نزلت استناك هنا 
تنهد بالم  ونظر لصديقه بتعب : معلش يا احمد نتكلم بعدين فى الموضوع ده ، وشروق هى بنفسها اللى هتحدد عايزه ايه وانا هنفذه 
عانقه احمد بقوه وهو يخبره بصدق : مش هسيبها يا بهاء تبعد عني تاني مهما حصل وانا كفيل أن اطيب اى جروح جواها 
ربت على ظهره بحب فهو يعلم صديقه حق المعرفه إذا تمسك بشى لن يتخلى عنه وسوف يناله ويظل يحارب من أجله ..
*********
صعد لغرفه صغيرته ليتفقدها ودلف بهدوء لداخل الغرفه وهو يسير على أطراف أصابعه 
مسد على رأسها برفق وطبع قبله حانيه أعلى جبينها وعندما تأكد من ذهابها في النوم ، تنهد بارتياح وغادر الغرفه ببطئ. 
توجه إلى غرفته  والقى بسترته أعلى المقعد وجلس بضيق ينزع عنه رابطه عنقه ويشرد بمصير شقيقته ، هل تتجاوز الالم حقا ؟ 
هل أحمد هو الشخص المناسب الذي سوف يبدل حزنها والالمها ، هل يحبها حقا ويقبل بها مهما حدث ؟ 
وما هو رد فعلها بعد ما عانته اليوم ، وماذا عن مشاعرها اتجاه احمد ؟
ظل يتسأل والأفكار تزدحم داخل رأسه إلى أن شعر بالصداع يهاجم راسه واغمض عيناه بتعب وارهاق بسبب ما حدث معه اليوم .
نام بارهاق مكانه وهو يتمنى أن يستيقظ على يوم افضل ، ملى بالسعاده وتختفي كل الصعوبات التي يواجهها...
********

الفصل العاشر 
حب تخطى المفاهيم 
بقلم / فاطمه الالفي 

صباح جديد يحمل معها الكثير والكثير من تغيرات جذرية بحياه كل منهما. . .

فتح عيناه بارهاق وجد نفسه مازال جالس بمكانه منذ الامس ، دلك رقبته بتعب ونهض من مجلسه ليتوجه الي المرحاض لينعش جسده تحت المياه البارده لكي يبدء يومه بنشاط ...
*****
انتفضت من نومها بفزع ، كانها كانت تصارع باحلامها ، تلفتت حولها بخوف لتهدى انفاسها عندما وجد نفسه داخل غرفتها ، تنهدت بارتياح وجلست اعلى الفراش تتذكر ما حدث معها بالامس والدموع تنساب من عينيها بصمت يمزق نياط القلب ..
نهضت من فراشها بعد أن شعرت




 بالراحة عندما اخرجت دموعها الحبيسه ،. توجهت للمرحاض لتتوضا وتقف بين يد الله تطلب العون والمدد منه هو وليس غيره ، فهو اقرب إليها من حبل الوريد ، تعلمت ان تشكى المها وحزنها له وحده ، وبعد ان تبوح بكل ماتحمله بصدرها ، تشعر بالراحة والسكينه بعد ذلك ، تشعر بانه طيب جراحها وجبر خاطرها ، تستمد القوه من رب العباد   ، فهو رب المستضعفين ، وجابر المنكسرين ...

******
عندما انهى حمامه ، ابدل ملابسه وتوجه لغرفه شقيقته ليطمئن عليها ، وقف امام باب غرفتها يطرقها بهدوء، ثم دلف لداخل يبحث بعينيه عن وجود صغيرته .
وجدها تسجد للصلاه بخشوع ، دلف بابتسامته الهادئه ، يقف خلفها ينتظر انتهائها من صلاتها ..
انهت صلاتها ونهضت من اعلى سجاده الصلاه وهى تطويها بيدها وتضعها اعلى الاريكه لتتفاجئ بوجود شقيقها.
اقترب منها بهدوء وهو يطبع قبله حانيه اعلى جبينها وينظر لها بابتسامته المعتاده 
- تقبل الله يا حبيبتي 
ابتسمت له بحب : منا ومنك يا رب 
نظر لها بتسأل : عامله ايه دلوقتي 
اخفضت عيناها ارضا بتوتر : الحمد لله 
رفع وجهها بانامله ونظر لها بحنيه : وليه بداري عيونك عني ، تنهد بالم وهو يحتضن وجنتها بكفيه وينظر لها بحنو 
- احمد كلمني امبارح 
ابتلعت ريقها بتوتر ولم تتحدث 
- شروق حبيبتي ايه رأيك فى طلب احمد 
نظرت له بصدمه وهى تهز رأسها بالرفض بتوتر وابتعدت عنه 
زفرا بضيق واقترب منها ليضمها لصدره بقوه وهى تشبثت به بقوه وكانه طوق نجاه 
ظل يربت على ظهرها برقه وهو يهمس بصوته الهادئ: أنا جنبك ياقلبي وعمري ماهبعد عنك وماتخفيش من شي طول ماانا موجود ، عارفه أنا اتفاجئت بكلام احمد ، طول عمري أقول لنفسي ان لو جرالي حاجه مش هتبقى لوحدك عشان احمد وشهاب هيكونو موجودين وهم اخواتك زي بالظبط ، بس كلام احمد واصراره على انه يرتبط بيكي ، شوفت احمد تاني خالص ، ده ماتكسفش مني وقالي بحب اختك وعايز اتجوزها ومش هبعد عنها مهما حصل 
ابتعدت عنه بتوتر
سحب يدها برفق وجلس اعلى الاريكه واجلسها بجانبه وجعلها تنظر اليه 
حدثها بود : شروق أنتي حته مني وغاليه اوي ، اغلي من الماس ، صدقيني هكون فى ضهرك طول العمر وسندك ومش هنفذ غير رغبتك أنتي وبس ، بس ياقلب اخوكي عايزك تبصي لقدام ومش تفكري لا فى الماضي ولا المه ولا جراحه ولا اي شي فات خلاص ، فكري فى انهارده وبكره وبس ، فكري فى شروق وسعادتها ، فكري فى حياتك ياروحي ، مش تخلي الماضي يقضي على فرحتك وسعادتك ، عشان ماتندميش ، عارفه اخوكي كان خايف يدي فرصه لقلبه يحب ، كنت خايف من مسئوليه الحب والجواز والبيت والاسره ، بس كنت هندم ندم عمري لو فضلت واقف مكاني وخايف أحب وأقرب من شذا ، الحب ده نعمه من ربنا عشان نعرف اننا عايشين وقلبنا موجود وبيدق ،. بلاش خوفك يضيع منك أجمل لحظات بحياتك ، احمد بجد بيحبك ويستاهلك واحمد مش بيستسلم بسهوله ودي حاجه كويسه فى شخصيته ، انتي من حقك تحبي وتنحبي وتعيشي الحب والسعاده وتحسي بالأمان وتختاري شريك حياتك بقلبك وبلاش خوف من الماضي بلاش تفكري اصلا فى اللى فات ، فكري فى اللى جاي وبس ، ربنا كبير اوى وعلى قد ماعشتي لحظات حزن والم ودموع ربنا قادر يبدلك حياتك فى ثانيه لحب وسعاده وامل وفرح ، ربنا عايز يعوضك عن اى لحظه ألم مريتي بيها ده عوض من ربنا يا شروق ماتقوليش لا ومش من حقي ، لا أنتي حقك كل حاجه حلوه فى الدنيا صدقيني 
ضمته بقوه وانسابت دموعها وهى تهمس له من بين دموعها بصوت حزين : أنا بحب احمد اوى بس ليه دلوقتي 
مسد على ظهرها براحه يده ، فهو يعلم بما تفكر به شقيقته : عشان قبل مايسافر احمد كنتي طفله 15سنه يا شروق ماينفعش يعلق طفله بيه وهو عارف ان مشاعرالاطفال كل فتره بتتغير ، كان معاه حق





 فعلا مش عايز يعلقك بيه وأنا بصراحه مقتنع بوجهه نظره ، هو مش اناني يا شروق وفكر فيكي قبل نفسه يا حبيبتي 
ابتعدت عنه بحزن يعني مش بيشفق عليه وبيحبني بجد ، بس هو غلطان عشان انا لسه بحبه 
مح دموعها وهو يبتسم لها : غبي بقي نقول ايه هههه 
قبل وجنتها ونهض من اعلى الاريكه وهو يجذبها لصدره لتسير جانبه 
- يلا بقى تعالي نفطر وبعدين احل مشكلتي أنا كمان 
نظرت له بقلق : مشكله ايه ، حصل ايه معاك امبارح 
ارسل إليها غمزه ليشاكسها : طبعا ماانتي ماتعرفيش بالكوارث اللى حصلت ، هقولك على الفطار 
سارت جانبه بقلق الى غرفه الطعام ، استقبلتهم والدتهم بابتسامه مشرقه 
- صباح الخير يا حبايب قلبي 
اقترب بهاء يقبل يدها بحب : صباح الخير يا فوفا قلبي 
احتضنتها شروق وهى تقبل وجنتها : صباح الخير يا روح قلبي 
جلسوا جميعا لتناول الطعام ، نظرت له وفاء بتسأل 
- عملت ايه يا حبيبي ، اتصلت بخال شذا ولا لسه 
تنهد بهاء بضيق : حاولت اتصل بيه كتير بس للأسف ماردش وبعت ليه ماسج ، أكيد لم يشوف الماسج هيتصل ، وأنا هحاول تاني بعد الفطار 
وفاء بابتسامه : ان شاء الله خير 
ابتسم بهاء وهو ينظر لوالدته : ماما احمد طلب مني امبارح ايد شروق 
نظرت الى ابنتها بعدم تصديق ،،خجلت شروق وصبغت وجنتها بحمره الخجل 
ابتسمت وفاء بسعاده وانسابت دموع الفرح من اجل فرحه ابنائها ..
"""""""""""
فى اليونان 
كان لديه اجتماع عمل ووضع هاتفه على خاصيه الصامت ، وبعد ان انهى اجتماعه ، عاد الى مكتبه ونظر لهاتفه وجد به العديد من الاتصالات ، تفاجى برقم مصري غير مسجل لديه ، وجد أيضا رساله من نفس الرقم .
قرر فتحها ليعلم من صاحبها 
( السلام عليكم ، معاك كابتن طيار بهاء  صديق شذا ، محتاج حضرتك فى موضوع مهم جدا ، ارجو الرد )
ضيق معتصم مابين حاجبيه وهو يقرا محتوايات تلك الرساله وانتابه القلق عندما ذكرت شذا ابنه شقيقته الراحله ، فقرر الاتصال بصاحب الرقم على الفور ..
"""""'
صدع رنين هاتفه معلن عن الاتصال المنتظر ، التقط هاتفه وهو ينهض من مكانه ليدلف حيث غرفه المكتب لكي يجيب عليه بهدوء .
- الو 

على الجانب الآخر باليونان 
- الو كابتن بهاء 

- ايوه أنا بهاء مع حضرتك يا فندم 

معتصم بقلق : خير يا كابتن فى حاجه شذا بنت اختي بخير طمني 

شعر بمدا قلقه على ابنه شقيقته فهو تعمد ان يذكرها بالرساله دون أي توضيح ليعلم إذا كان يهمه امرها أم لا يكترث لوجودها مثل والدها ولكن استشعر القلق بنبره صوته .
اجاب بهاء بهدوء : اطمن حضرتك شذا بخير ، بس أنا كنت محتاج من وقتك خمس دقائق بس نتكلم فى موضوع مهم يخص شذا طبعا 
معتصم بجديه : وأنا تحت امرك اتفضل 
- قص عليه كل ما حدث معه خلال مقابله والدتها لطلب الخطبه وعن رغبه شذا بالارتباط به ولكن والدها اخبرهم انها مخطوبه لشخص اخر ، الى ان أنتهى من حديثه وهو يجدد طلب يدها منه هو شخصيا 
زفرا معتصم بضيق عندما علم بالأمر 
وتحدث بانفعال : هو مصطفي مش هيتغير ابدا ، يا خساره كنت فاكر ممكن قلبه يحن لبنته بعد مااتيتمت لكن مافيش فايده ، اسمع يا كابتن انت شاري بنت اختي ومستعد تتجوزها من دلوقتي 
بهاء بلهفه : أكيد طبعا وأنا قد كلمتي واوعدك مش هتخلى عنها ولا هسيبها لعبه كده فى ايد والدها
معتصم بجديه : تمام وأنا هقولك المطلوب بالظبط ، مصطفي مش هيسكت عنده ست زى العقربه ولدغتها والقبر ومش هتسيب شذا فى حالها وللاسف مصطفي بيسمع كلاهما ومسيطره عليه ، أنا هنزل مصر بكره وضروري هنتقابل وهنتمم الموضوع باسرع وقت قبل تدخل مصطفي
بهاء بجديه : وأنا منتظر حضرتك واللى هتأمر بيه 
معتصم : هتصل بشذا ومدام شذا اديتك رقمي يبقي أكيد موافقه عليك ، هظبط اموري وابلغك بالجديد وان شاء الله نتقابل على خير 
بهاء بابتسامه : ان شاء الله ، مع السلامه
أغلق الهاتف وهو يشعر بالسعاده فسوف تصبح محبوبته ملك له خلال ايام قليله ..
"""""""""""""
اما عن مصطفي فتوجه فى الصباح الى منزل إبنته لكي يحضرها معه الى فيلته الخاصه ويفعل ما امرته به زوجته ، فهو دائما يطيعها دون نقاش وينفذ جميع اوامرها منذ أن دخلت حياته وجعلته يركض




 خلفها ، ليطلق زوجته ام ابنته الوحيده ويتزوج تلك اللعوب لتفوز بماله وتخطط هى وابنها للحجر عليه لكي تستحوذ على ممتلكاته وامواله وهى من خططت لتزوج ابنها من ابنته لكي تظل تحت رحمتها ..

"""""""
شعرت بالسعاده تغمرها من جديد بعد أن اغلقت الهاتف مع خالها الحبيب الذي أخبرها بعودته فى الغد لكي يكون جانبها فهو لن يتخلي عنها ، وسوف يظل سندها حتى الممات ، وطمئنها بانه سوف يتمم زواجها مع الشخص الذي تتمناه وليس غيره ..
كانت تدور كالفراشه بسبب فرحتها واذا بها تستمع لرنين جرس المنزل ، اسرعت لتفتح الباب وتعلم من الزائر .
تسمرت مكانها وارتعشت اوصالها عندما وجدت والدها امامها ينظر لها بغضب 
- ايه مش هتقولي اتفضل يا بابا ولا هفضل واقف كده على الباب 
ابتلعت ريقها بصعوبه : لا طبعا اتفضل يا بابا 
دلف لداخل الشقه واغلق الباب خلفه وسار بخطوات ثابته الى حيث غرفه الصالون .
تحدث بجديه : استنيت تليفون منك امبارح بس ماحصلش قولت أكيد عرفتي باللى حصل مش الكابتن بلغه بردو ولا ايه 
جلست بالمقعد المقابل له وهى تتحدث بحزن : فعلا  بهاء بلغني بمقابلتك ليه وان حضرتك رافضه وشبه طردته كمان هو ووالدته وعايزه اعرف أنا مخطوبه ازاي وانا اخر من يعلم 
حدثها ببرود : كويس اوى ان بلغك وده هيوفر عليه الشرح الكتير ، أنا ماعنديش وقت للكلام الفارغ ده كل شويا ، قومي حضرتي شنطتك عشان تقعدي معانا فى الفيلا ومش هسيبك هنا تانى أنتي فاهمه ، و رامز خطبك مني وأنا وافقت وهنعمل الزفاف  خلال ايام 
جحظت عيناها بصدمه وتحدثت بغضب : ايه مين خطب مين وزفاف ايه ده اللى خلال ايام وأنا ايه ماليش رأى فى حياتي ولا ايه وبعدين مش رامز ده اللى لم قولت لحضرتك نظراته ليه مش مريحه وبيتحرش بيه ماصدقتنيش وقولتلي ده زى اخوكي وبلاش كلام فارغ ، دلوقتي بقى عايز تجوزني ليه ده على جثتي ان يحصل وأنا مش قاصر ومن حقي اقرر ارتبط بمين وابن مراتك ده نجوم السماء اقربله مني 
مصطفي بانفعال : يعني ايه هتكسري كلامي وعلى اخر الزمن هتخرجي عن طوعي ، لا انتى هتنفذي اللى أنا شايفه فى مصلحتك انتي فاهمه ، مش هفضل أعمل فى شركات وأكبر فى مالي عشان يجى واحد زي بهاء ده وياخد كل حاجه على الجاهز ، رامز احق بيكي وهيحافظلك على مالك 
صرخت بهستريه فلم تعد قادره على التحمل كل هذه القسوه فهو لا يفكر الا بالمال والشركات فقط ولا يكترث لمشاعر إبنته ولا يشعرها بالأمان والسند ويضمها الى صدره لتستمد منه الحنان لم تخطى منه اللى الجمود والقسوه فقط .
- انت ايه لايمكن تكون ابويا ، كل همك الفلوس واملاكك وبس ، مش هم أنا عايزه ايه ولا بحب ايه ، اخر حاجه بتفكر فيها هو أنا مش كده ، أنا لا عايزه فلوسك ولا شركاتك وياريت تكتب كل حاجه لشهيره هانم وبناتها وخرجني أنا من حساباتك زى ماطول عمرك مخرجنا أنا وامي من حساباتك ، أنا بشتغل ومش محتاجه لاملاك حضرتك وبهاء كمان مش محتاجين لحد سبني فى حالي وبس مش عايزه حاجه ، كل اللى أنا عايزاه هو الحب والامان والاهتمام والسند وكل ده لاقيته فى بناء ، نفسي مااكونش لوحدي واعيش وسط عيله تعوضني الحرمان والوحده اللى عشتها ، صدقني يا بابا مش عايزه فلوس ، الفلوس مش كل حاجه أنا كنت محتاجه لحضنك ، محتاجه تطمني وتكون فى ضهري دايما ، كان عندي امل ولو بسيط ان حضرتك تاخدني فى حضنك وتباركلي على اختياري وتسلمني بايدك لبهاء وتوصيه عليه ، مش احس ان يتيمه الاب كمان وهو عايش 
ازدادت دموعها بانهيار ، ظل مصدوما من حديثها لبعض الوقت ، ثم تركها ورحل دون ان يحتضنها ويطلب منها السماح والغفران ، دون ان يطمئنها بوجوده جانبها .
ولكن كعادته يتهرب من مسئوليته دائما ، ظلت تبكي بحرقه وتضم نفسها بيدها وكانها تحتضن نفسها لتواسي روحها على خذلان والدها ....
""""""""'
لم يغمض له جفن طوال اليل شاردا لا يرا الا دموعها وانهيارها امامه ،يريد ان يعلم من هو الجاني الذي فعل بطفلته المشاغبه ذلك ، من الذي قتل براءتها واطفئ بريق عينيها ، ورسم الحزن على ملامحها البريئه ..
التقط هاتفه وتحدث مع صديقه وبراكين من الغضب تشتعل داخل صدره 
عندما اجاب شهاب على الهاتف تحدث احمد بنبره ألم 
- كنت عارف باللى حصل لشروق 
ابتلع شهاب ريقه بتوتر وايقن بانه الآن علم بكل شئ ، تنهد بحزن 
- ماكنش ينفع اقولك يا احمد ، دي حاجه ماتتقلش ومش من حقي اتكلم فيها ، وبعدين قولت تعرف من صاحب الشأن افضل ، سبت الامور تمشي لوحدها 
زفر بضيق : ممكن تبعتلي عنوان الدكتوره اللى عالجت شروق
شهاب بجديه : حاضر ، هقفل معاك وابعتلك عنوان عيادتها وكمان رقم فونها 
أغلق احمد الهاتف دون ان يتفوه بكلمه اخر ، انتظر ارساله رساله صديقه بقلب متلهف .
عندما صدع رنين هاتفه معلن عن وصول الرساله المنتظره ، بعد ما قراء محتواياتها ، أسرع بتبديل ثيابه وغادر المنزل على وجه السرعه ليقود سيارته لكي يصل لوجهته ..
""""""
فى غصون نصف ساعة كان يصف سيارته اسفل البنايه التى بها العياده الخاصه بالطبيبه التى تولت علاج طفلته التى تركها وهى بامس الاحتياج إليه ولو كان يعلم ما سيحدث لها لما تركها تعاني كل هذا الألم وحدها ، لما تركها ورحل من الأساس ، ظل يلوم نفسه بانه تركها ولن يكن جانبها ليحميها من ذلك الذئب الذي قتل براءتها ودمر حياتها ..
كان قلبه ينزف من اجل روحها التى سكنت قلبه منذ الصغر ..
ترجل من سيارته وسار بإتجاه البنايه وهو  يزفر انفاسه الحارقه ، لم يكترث للوقت فصعد الدرج ركضا ليصل الى هدفه وعندما وقف امام الطابق المنشود وهو يسترد انفاسه بصعوبه ثم توجه الى حيث العياده .
نظر بقوه لتلك اليافته الموضوعه اعلى باب الشقه وقراء ما بها بخفوت
(دكتوره حبيبه محمد الشامي 
استشاري الطب النفسي بالمستشفى التخصصي 
ماجيستر علم النفس بجامعه عين شمس
دكتوراه فى الطب النفسي والعلاج السلوكي )
ولكن عندما نظر للباب المغلق ضرب بقبضه الباب بكل ذره غضب ساكنه بداخله ونظر حوله يتافف بضيق 
- ليه العياده مقفوله وده وقته 
نظر لساعه يده وجدها الحاديه عشر صباحا ، زفر بضيق 
- أكيد ليها مواعيد ، بس شهاب بعتلي رقم فونها ممكن اتصل بيها وأطلب مقابلتها ضروري واكيد مش هترفض 
اخرج هاتفه وعاد ينظر لرساله صديقه ثم ضغط زر الاتصال وانتظر اجابه الطرف الآخر ..

"""""""""
فى ذلك الوقت كانت حبيبه تجلس بمنزلها تلاعب صغيرتها التى اصبح عمرها عامين وفجاه صدع رنين هاتفها لتلتقطه وتنظر لشاشته لترقب وخلال ثواني كانت تجيب بتحفظ 
- السلام عليكم 
تنهد احمد بارتياح عندما أستمع لصوتها : وعليكم السلام ، معايا دكتوره حبيبه 
حبيبه بجديه : مع حضرتك حبيبه الشامي ، خير 
احمد بتردد : بصراحه أنا موجود قدام العياده ومحتاج اقابلك لأمر هام جدا 
حبيبه باستغرب : بس مواعيد العياده من ٤ الى ٨ ، هو حضرتك حاله عندي
احمد بتوتر : لا مش حاله عند حضرتك ، بس محتاج اتكلم معاكي بخصوص حاله عالجتيها 
حبيبه بجديه : تقصد مين 
احمد بتوتر : شروق الكافي
حبيبه بقلق : مالها شروق حصلها ايه ، وحضرتك مين ليه كابتن بهاء مابلغنيش 
احمد بتنهيده حارقه : أنا احمد صديق بهاء ومش عارف حضرتك تعرفيني ولا لاء بس لازم نتكلم ضروري بعد اذنك ، حددي الميعاد اللى يناسب حضرتك 
حبيبه بتفهم : تمام أنا نص ساعه وهكون مع بنتي فى نادي الزهور ممكن نتقابل 
احمد بجديه : تمام وأنا هتحرك دلوقتي ..
اغلقت حبيبه الهاتف وهى تشعر بالقلق وتسال نفسها ماذا اصابها شروق ولما احمد هو المتصل وليس شقيقها .
حدثت نفسها بحيره : مدام احمد عرف ان شروق كانت بتتعالج يبق أكيد عرف السبب ، وعشان كده طلب يقابلني ، بس يا تري حاله شروق ايه دلوقتي بعد لم صارحته ، لازم اتصل اطمن عليها ، لا بلاش هستني لم هى تحكيلي بنفسها ومدام بهاء مااتصلش بيه يبقي أمورها تمام .
حملت صغيرتها وبعد ان ابدلت ثياب الصغيره ، قررت ان تخبر زوجها بذهابها برفقه الصغيره للنادي ، لكي تلتقي بصديقاتها ريم وملاك ..
""""""
كان منكب على مكتبة يتابع شغله بجديه امام الحاسوب وجد هاتفه يصدع بنغمته المحببه لقلبه ، فقد خصص لزوجته نغمه خاصه بها وحدها ..

نزع نظارته الطبيه وترك الحاسوب وهو يلتقط هاتفه بلهفه 
- حبيبه قلب ياسين وحياته عاملين ايه 
ضحكت برقه : بخير يا قلبي 
ياسين بمشاكسه : أكيد واحشتك 
حبيبه بابتسامه : أنت دايما واحشني ، بس أنا متصله بيك عشان تعرف خارجين دلوقتي أنا وحياه 
ياسين باستغراب : مش لسه بدري ياقلبي ، قولتي هتخرجي بعد الظهر
حبيبه بجديه : معلش جد أمور بقى ولازم انزل دلوقتي ولم ارجع هبقى احكيلي ايه اللى حصل 
ياسين بقلق : فى ايه يا حبيبتي قلقتيني ريم وملاك والاولاد كويسين 
حبيبه : الحمد لله بخير ماتقلقش بس أنا هقابل حد من طرف شروق ، هقفل دلوقتي عشان انزل ومااتاخرش 
ياسين : طيب ياقلبي خلي بالك من نفسك ومن روح قلب بابا 
حبيبه بابتسامه : حاضر يا حبيبي مع السلامه 
اغلقت الهاتف وهى تحمل حقيبه يدها وتضع الهاتف داخلها ثم اقتربت من صغيرتها تحملها برفق وتغادر شقتها متوجها الى النادي لمقابله احمد ....
""""""""
كان يدلف لداخل النادي وهو ينظر حوله بترقب ولكن لم يعلم بهيئتها زفر بضيق وهو يخرج هاتفه ليعود الاتصال بها مجددا
اخرج هاتفه وحاول الاتصال ولكن يبدو بان هاتفها خارج نطاق التغطيه ، تلفت حوله وقرر الجلوس باقرب طاوله وينتظر قدومها..

في ذلك الوقت كانت تصف سيارتها بالجراج المخصص بالنادي وتمسك بيد صغيرتها وتسير بخطوات بطيئه من اجل طفلتها ، دلفت النادي وهى تنظر حولها بتحفظ ثم حاولت الاتصال به 

اجابها على الفور 
- الو ايوه يا دكتوره وصلتي النادي 

حبيبه بجديه : ايوه هو حضرتك موجود فين 
وقف احمد عن مقعده وهو يحدثها بجديه : أنا فى أول النادي على ايدك اليمين وواقف اهو منتظر حضرتك 
وقفت مكانها تنظر بإتجاه اليمين وعندما لفت انتباهها وقف شاب امامها ، اقتربت منه بهدوء 
- خلاص شوفتك 





اغلقت الهاتف وهى تنظر اليه بجديه : دكتور احمد 
نظر لها احمد بذهول : وحضرتك دكتوره حبيبه
هزت رأسها بالايجاب ، ابتسم لها بود وطلب منها الجلوس 
- اتفضلي 
جلست بالمقعد المقابل وهى تضع صغيرتها بالمقعد المجاور لها المخصص للاطفال 
جلس احمد امامها وهو يشير الى النادل 
- تحبي تشربي ايه 
- ممكن نسكافيه
احمد بابتسامه ينظر للصغيره : والقمر الصغير بيشرب ايه 
حبيبه بابتسامه : حياه هتشرب موز باللبن
اخبر النادل : واحد نسكافيه واحد موز بلبن وواحد قهوه مظبوط
دون النادل المشروبات وغادرت المكان ..

حدث نفسه بشرود : بقى دي دكتوره دي شكلها طفله زيها زي شروق دي عالجتها ازاى
فاق من شروده على صوتها الرقيق : طمني شروق عامله ايه 
شعر بالتوتر ولا يعلم بماذا يجيبها : ماعرفش بصراحة هى دلوقتي عامله ايه ، أنا شوفتها امبارح واتكلمت معاها بس كانت للأسف منهاره 
حبيبه بتفهم : طبيعي تنهار لم بتتذكر الحادثه او تحكي عنها طبيعي بتتاثر 
ابتلع ريقه بصعوبه : أنا احمد العايدي لو حضرتك ماتعرفنيش يعنى أنا صديق بهاء و
نظرت له بجديه : اعرفك عن طريق شروق ، حكتلي عن حضرتك يا دكتور وسعيده ان شوفتك
لمعه عيناه بامل : شروق حكتيلك عني ، قالت ايه ؟ طب بتحبني زي مابحبها ؟
ابتسمت بود : دي أسرار مرضى ماينفعش اصرح بيها ، بس أنا جايه اقابلك عشان حضرتك طلبتني ، اومر اقدر اساعدك بايه 
احمد بانكسار: أكيد تعرفي مين اللى وصل شروق للحاله اللى هى فيها ، عايز اجبلها حقها ، عايز اطمنها واخليها تثق فيه وماتخفش مني ، عايز اوصلها حاجات كتير واولهم لازم احاسب المجرم اللى دبحنا كلنا ، اول مره احس بالعجز والانكسار وأنا واقف قدامها وهى منهاره ومش قادر اخفف وجعها ، أنا مانمنتش ولا هرتاح غير لم احس ان شروق كويسه ومافيش خوف ولا فزع ولا كوابيس بطاردها ، ماحدش يقدر يساعدني غيرك .
حبيبه بحزن : المجرم خد جزاءه يمكن ماتحاسبش فى الدنيا ، بس ربنا مابيسبش حق المظلوم ولو بعد حين ، هو لا تجوز عليه غير الرحمه ، ربنا يرحمه هو فى دار الحق دلوقتي ، حصلتله حادثه من سنتين تقريبا واتوفى كان عايز وقتها يصلح غلطته ويتجوز سروق بس هى رفضت 
احمد بصدمه : ايه عرض عليها الجواز 
حبيبه : فعلا حصل بس ماكنش ينفع تقبل بيه ولا تعيش معاه دقيقه واحده ، صعب تشوفه قدامها كل لحظه ، كانت عمرها ماهتنسي اللى حصلها ولا جراحها هتشفى ، بس الحمد لله شروق دلوقتي بخير محتاجه ليك تاخد بايدها وتطمنها ، محتاجه وجودك وحبك وهو ده اللى هيرجع لشروق ثقتها فى نفسها وروحها وضحكتها هترجع تنور وشها من جديد 
احمد بجديه :أنا آسف خدت عنك فكره قبل مااتكلم معاكي ، شوفتك صغيره يعني واستغربت ان شروق اتحسنت بجد ، فعلا مش بالسن خالص 
ابتسمت له بود : مافيش داعي للأسف ، فعلا لا بالسن ولا بالشكل والمظاهر لان المظاهر ممكن تخدعك ، عايزه اقولك خلى بالك من شروق ومهما هى تبعد انت قرب وماتتخلاش عنها ودورك انت بقى هيبدء من دلوقتي نسيها كل اللى حصل وبلاش تخلي الحادثه تأثر عليكم ، لو احتاجت ليا فى اى وقت معاك فوني 
نهض احمد من مقعده واقترب من الصغيره يقبل وجنتها وينظر لحبيبه بامتنان 
- شكرا بجد ، كلامي معاكي طمني كتير على شروق واوعدك مش هتخلي عنها مهما حصل وهكون جنبها زي ضلها 
غادر احمد النادي وهو يشعر بالارتياح قليلا عندما علم بان المتسبب فى الالمها ،  فارق الحياه ولم يعد له وجود ، وقرر ان يصارح والديه بحقيقه مشاعره اتجاه شقيقه صديقه  ويتقدم بعرض الزواج لكي يثبت لها مدا تمسكه بها ، تظن انها بحاجه اليه ولا تعلم انه بحاجه إليها اكثر ولا يشعر بالسعاده الا بقربها يود ان يسكنها داخل اضلعه لتحتمي به ويمدها قلبه بالأمان التى تحتاج اليه ، يحتاج ليحتضنها بين يده ليمدها بالدفء والامان والاهتمام التى بحاجه اليه ، كلاهما يحتاج لحضن الآخر ..

أول علاقتك بالحضن كانت في اللحظة الأولى لاحتضان الأم لك حينما كان عمرك ساعات 






معدودة.. وهذا الحضن بالذات له وظائف مهمة جدا.. فهو بداية شعورك بوجودك.. شعورك (أنك موجود)..
الحضن يعني أنك موجود، وأنك تستحق أن توجد، وأنك تستحق هذا المنحة الربانية بين يدي من تحب..
الحضن أمان، درع حماية، سترة واقية من رصاص الألم وصقيع الحياة..
الحضن فرحة وبهجة وطاقة متجددة في أوردة نفسك وشرايين روحك..
الحضن أمل..
الحضن عزاء وطبطبة وترياق ناجع لهموم الليالي.. وسموم الأيام..
الحضن قبول.. واهتمام.. وحب..  ورضا..





حضن الأم يعطيك دفئا وشبعا واحتواء وأملا.. وحضن الأب يعطيك قوة وشجاعة وحماسا وإصرارا.. 
حضن المحب يعطيك الأمان



 والراحه والسعاده ، يشعرك بوجوده جانبك ، داعم لك ، مهتم بك ، يتالم لالمك ، ويبتسم لفرحك 
الحب حياه القلوب ...







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close