أخر الاخبار

رواية حب تخطي المفاهيم الفصل الاول1والثاني2بقلم فاطمة الالفي


 رواية حب تخطي المفاهيم الفصل الاول1والثاني2بقلم فاطمة الالفي 

 

المقدمة ..

تحطمت روحها وكُسر قلبها إلى أن أصبحت حُطام أنثى .

اليس من حقها أن تشعر بالحياة من جديد ؟

اليس من حق قلبها أن ينبض بالحب مثل الآخرين ؟

كيف تواجه هذا المجتمع القاسي  وتتمسك بحقها فى الحياة لتحيا من جديد وتتمسك بالأمل 

الذي يسري بداخلها لتعيش حب يتخطى جميع المفاهيم ...

الفصل الاول 

كانت شاردة بغرفتها ، تتذكر ما مرت به من معاناة خلال العامين الماضيين .

 انسابت دمعه حارقه سقطت رغما عنها عندما تذكرت تلك الحادث الذي اودى بحياه كريم أمام أعينها ..

( فبعد أن أخبرته حبيبه برفضها القاطع بالارتباط به وأنها لا تريد مقابلته ولن تسامحه على ما فعله فى حقها ، إلا أن الأخير أصر على المواجهه والتحدث معها مهما كانت الصعوبات ، وبالفعل تتبع خط سيرها واستنهذ فرصه ليتحدث معها بانفراد ، وعندما تمكن من رؤيتها وحدها بالنادى ، اقبل عليها ليحاول معها اخر محاوله لاقناعها بالارتباط به وأن يصلح الخطأ الذي اقترفه في حقها وبالفعل وقف أمامها واراد التحدث ولكن هى عندما وجدته ركضت هاربه لا تريد أن تراءه مره اخرى ، كانت تشعر بالخوف من قربه وركضت هاربه من براثنه ، فكان يتمثل أمامها فى ذئب يريد التهامها ، ابتعدت عنه بكل ما اوتيت من قوه وغادرت النادي وهى تتلفت حولها بذعر ، وكادت أن تطصدمها إحدى السيارات لولا أنه لحق بها وانتشلها بكل قوته من وسط الطريق ، لتبتعد عنه بخوف وهى تلهث أنفاسها باختناق بسبب رؤيتها له .

وقف مكانه عاجزا عن السيطره على انفعالاتها وشعر بالحزن والاسي من أجلها ولام نفسه على مافعله بتلك البريئه التى أصبحت مزعوره من مجرد النظر إليه ، عجز عن تصليح خطأ واتت شاحنه من خلفه كانت تسير بسرعه فائقه وهو مازال كالمغيب بوسط الطريق ينظر إلى طيفها المزعور منه ، أطلق صاحب الشاحنه التلكسات بقوه لأجل أن يبتعد ذلك الشاب ولكن لا حياه لمن تنادي وهو لم يستطيع إيقاف الشاحنه فجاه فتنقلب رأسا على عقب وتحدث فاجعه كبرى واصطدمته بقوه ليرتطم جسده بقوه ويرتفع فى الهواء ويهوى أرضا طريحا والدماء تسيل منه بغزاره وهو ينظر للسماء وجسده ممد يلفظ أنفاسه الأخيرة ، اقتربت منه بهلع عندما تفاجئت بهذا المنظر وتصلب جسدها وهى تنظر له بتشتت وهو ينظر لها بأمل فى المسامحه قبل أن يلتقي ربه ، فهو يخشي عقابه ويخاف لقاء ربه وهو يعلم بمدا ارتكابه لذلك الذنب فى حقها وحق ربه ، اغمض عيناه باستسلام وهو يطلب منها أن تسامحه فهو يخاف من لقاء ربه وهو على معصيه ) 

كفكفت دموعها بصمت وهى تتنهد بارتياح فالان انتهى تلك الكابوس من حياتها وعليها أن تتمسك بالحياه التى سوف تقبل عليها ، واليوم هو أول يوم فى بدايه حياتها الجامعيه ، قد التحقت بكلية التجاره جامعه القاهره بعد أن تجاوزت الثامنه وثمانون بالمائه بعد معاناتها مع الدراسه وحالتها النفسيه التى تعافت منها بعد مرور عامين مرت بصعوبات كثيرا واليوم تأمل بغد افضل ..

::::::::::


ارتدت ملابسها فاليوم اول يوم لذهابها إلى جامعتها ، ارتدت  ثوبها البسيط باللون الزهري وانتقت حجاب ابيض ليعطى لمظهرها جمالا ورقه ، فقد تبدلت ملامح وجهها الطفولي وأصبحت فتاه جميله جذابه تثر كل من نظر إليها ، ساعدتها خلال فتره علاجها بالتقرب إلى الله وتحجبت عن اقتناع بعد أن علمت بأن الحجاب فرض وعليها ارتدائه مثله كمثل الصلاه ، أصبحت تصلي جميع فروضها وتقرا دائما القرآن الكريم ليدخل الطمأنينة والسكينة على قلبها ، أصبحت فتاه ناضجه رغم لمحه الحزن التى مازالت تسكن عيناها الخضرويتين إلا أنها أصبحت تنظر للحياه بمنظور مختلف ...


انتهت من تحضير نفسها لتوجه إلى جامعتها ، وعندما غادرت غرفتها ، اصطدمت بشقيقها .


شروق بابتسامه : صباح الخير يا ابيه


ابتسم  لها بحب واقتربت منه تقبل وجنته والتقطها هو داخل أحضانه وهو يمسد على ظهرها بحنو

- صباح الجمال على ملاكي 

استمع كليهما إلى صوت والدتهم 

- يالا عشان تفطرو قبل ماتنزلو يا حبايبي 

اقترب بهاء وهو مازال محتضن شقيقته من كتفها وقبل راس والدته بحب 

- صباح الخير يا ست الكل

وفاء بابتسامه : صباح الخير يا حبيب قلبي

قبلتها شروق أعلى وجنتها : وانا ايه بقى يا ماما 


وفاء بحب : هو حبيب قلبي وانتى ضى عيني ، ربنا ما يحرمني منكم يارب 


جلس بهاء وشروق وبدءة فى تناول الطعام .

بهاء بجديه : جاهزه عشان اوصلك الجامعه فى طريقي واطلع بعدها على المطار

ابتسمت لشقيقها : لا يا حبيبي انا هسوق عربيتي ماتقلقش عليه ، امال حضرتك كنت بتعلمني السواقه ليه ، سبني اعتمد على نفسي 

بهاء بابتسامه ربت على كف يدها بحب 

: مايمنعش بردو أن اقلق عليكي ، كنت عايز اطمن وانتى داخله الجامعه اول يوم ليكي ، بس تمام اللى تشوفيه يا قلبي ، مدام عايزه تعتمدي على نفسك فده شئ يسعدني ، خلى بالك من نفسك 

نهض من مقعده والتقط الكاب الخاص ببذلته وطبع قبله أعلى جبينها واقترب من والدته وقبل يدها بحنان 

-اشوف وشكم بخير ، خلو بالكم من نفسكم 

وفاء : أستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه

بهاء بابتسامه : فى رعايه الله

غادر الفيلا وقاد سيارته فى طريقه للمطار ، أما عن شروق ودعت والدتها وحملت حقيبه يدها ودفتر المحاضرات الخاص بها  واستقلت سيارتها الصغيره متوجه الى كليه التجاره جامعه القاهره . .

"""******"""

 

وصل مطار القاهرة الدولي وصفا سيارته بمكانها المخصص وحمل حقيبته ودلف لداخل المطار .

نظر لساعه يده علم بأن الوقت مازال باكرا على اقلاع رحلته ، توجه إلى كافتيريا المطار ليرتشف قهوته .

جلس أمام إحدى الطاولات ونزع الكاب ورفع نظارته الشمسيه أعلى شعره وطلب من النادل إحضار قهوته ، وامسك بإحدى الصحف يقرأ بها ..


"""******"''

كانت ترتدي ملابسها الخاصه بالعمل ، وهى البذله السمراء المخصصة بعملها كمساعد كابتن طيار ، رغم أنها كانت تشعر بالاعياء إلى أنها أصرت على تلك الرحله لكي تلتقى بطيارها الخاص الذي سرق قلبها ، فلم تترك الفرصه أن تضيع من بين يدها فمنذ أكثر من شهر لم تلتقى به ، فقد كان بعده رحلات ولم تستطيع إرفاقه لذلك أصرت على خوض تلك الرحله جانبه ..

همت بمغادره منزلها فى عجاله واستقلت سياره اجري لتقلها إلى المطار .

وبعد مرور نصف ساعه كانت تترجل من السياره وتعطى السائق النقود ، ويعطيها حقيبتها الصغيره 

رفعت حامل الحقيبه وجرتها خلفها وهى تدافع لداخل صاله المطار بخطوات ثابتة وعيناها تدور بالمكان تبحث عن شخصا واحد فقط ..

...........

كان ينظر للصحيفه باهتمام ويرتشف قهوته ببطئ وعندما القى بالصحيفه أعلى المنضده ، وجدها أمامه تنظر له بتوتر .

اعتدل فى جلسته وهو يبتسم لها بود 

- شذا واقفه ليه اتفضلي

شذا بتوتر : اسفه بس كنت بدور على حضرتك 

بهاء بجديه : طب اتفضلي اقعدي 

جلست أمامه وهى ترسم ابتسامتها : اقلاع الطياره كمان نص ساعه 

نظر لساعته بجديه ثم عاد النظر إليها : فعلا كمان نص ساعه 

آتاهم صوت استدعاء الركاب ..

على الساده الحضور المتوجهين الى مدينه كندا عليهم التزام أماكنهم .


نهض من مقعده : يلا بينا على الطياره 

سارت جانبه وهى تحاول عدم اظهار مرضها ، فإذا علم بحقيقه مرضها فلم يسمح لها بالسفر ..

""""""""""""""

كانت تصف سيارتها امام الجامعه ، وترجلت منها وهى تشعر بالقلق ، فهى مقبله على عالم آخر جديد عليها وعليها التاقلم به ، تنفست بهدوء وعبرت بوابه الكليه بعد أن أخرجت كارنيه الكليه الخاصه بها وعلم رجل الأمن بأنها منتسبه لتلك الكليه ، سارت باضطراب تتلفت حولها .

اقترب منها شابا وهو يعطيها جدول المحاضرات الخاص بالفرقه الأولي ، فقد علم من توترها أنها بالفرقه الأولى فقد مر عليه الكثير .

الشاب بابتسامه : الفرقه الاولى مش كده 

نظرت له بقلق وهمت بأن تبتعد عنه 

اعتذر الشاب بلباقه : أنا اسف مش قصدي اضايقك ولا اتطفل ، بس انا من اتحاد طلاب الجامعه وواجبي أرحب بالدفعه الجديده واسلمك جدول محاضراتك وكمان اوصلك للمدرج (أ ) عندك اول محاضره هناك 

التقطت من الجدول وهى تشكره : ميرسي 

ابتسم الشاب بود وأشار بيده بأن تتبعه : اتفضلي معايا ، أنا عصام رئيس اتحاد الطلبه واى حاجه تحتاجي إليها احنا معاكي ماتقلقيش

هزت راسها بتوتر وسارت خلفه دون أن تخبره باسمها ، وهو تفهم الأمر ولم يريد احراجها أو مضايقتها .

اوصلها إلى حيث المدرج وتركها لتخطى بقدمها لتواجه حياتها الجديده داخل الحرم الجامعي ...

"********"

جاء موعد إقلاع الطائرة الموجهه إلى الاراضي الكنديه وتم ربط الاحزمه وانشغل بهاء بقياده الطائره ، وهى جانبه يداهمها الدوار من حين لآخر وتحاول التماسك إلا أنها لم تستطع الصمود أكثر من ذلك فاغمضت عيناها بارهاق وذهبت فى ثبات عميق ..


عندما وجدها صامته نظر لها يحاول  ان يتحدث معها ، ولكن تفاجئ بوجدها نائمه ، ابتسم على براءتها وعاد يتابع قيادته بجديه ..

فرحلته سوف تستغرق عده ساعات ..

"""""""


جلست بالمدرج وهى تتنفس الان بارتياح ، كانت تتوافد الفتايات والشباب بداخل قاعه المحاضرات ، وجلست جانبها فتاه وهى تبتسم لها بود وتمد يدها تصافحها 

- انا زهره وانتي 

صافحتها بود وهى تخبرها أيضا باسمها : شروق 

كانت زهره فتاه هادئه وبسيطه وجمال هادى غير مكلف ولذلك تقربت منها شروق وبدو فى التعارف ونشات علاقه الصداقه بينهم ..

ظلت زهره تثرثر بمرح منما جعلها تبتسم على حديثها وفجاه قطع الصمت بالقاعه ودلف الدكتور المسؤل عن الماده بالقاء محاضرته الاولى ..


دلف لداخل القاعه بهيبته القويه ، شاب فى الثلاثين من عمره ، ابيض البشره بعينان بنيه وشعر اسود ولحيه خفيفه تعطى بمظهره الوسامه ، يرتدى حُلته الرصاصي ويحمل حقيبه سواد .

دلف القاعه بوقار ونزع نظارته الشمسيه وهو يلقى التحيه على طلابه ، ثم وقف أمام مكتبه وضع الحقيبه أعلاها وجلس بالمقعد المخصص له وهو ينظر لهم باهتمام وهو يتحدث بالمايك..

- اعرفكم بنفسي دكتور احمد العايدي، هدرلسكم محاسبه وانهارده هنتعرف على بعض 

أشار إلى شاب يجلس أمامه واعطاءه المايك 

اتفضل كل واحد يعرفني بنفسه 

التقط الشاب منه المايك واخبره باسمه ثم تنقل المايك بين الحضور إلى أن ذهب إلى حيث الفتاه المصدومه منذ دخوله للقاعه وهى لم تتوقع أن تراء الان وبعد غياب طال لثلاثه اعوام ...

**"""""**


الفصل الثاني

حب تخطى المفاهيم 

بقلم / فاطمه الالفي 


جحظت عيناها بصدمه عندما ايقنت بأنه يقف أمامها الان ، بعد غياب ثلاث سنوات ، لم تتوقع أن تلتقى به الآن ، يا له من قدر سوف تراء دائما بعد الان ولما لا وهو استاذها عليها تقبل ذلك الوضع .

التقطت المايك بيد مرتعشه وهمست اسمها بصوت رقيق لا يكاد يصل إليه .

رفع هو انظاره ونظر اتجاه الفتاه وتحدث بجديه 

- ماسمعتش من فضلك على صوتك 

ابتلعت ريقها بصعوبه وهى تنطق اسمها بنره مضطربة 

ظلت عيناه مصوبه اتجاهها عندما ميز نبره صوتها المضطربه ، انتابه

 الفضول وجحظت عيناه عندما علم بمن تكون  صاحبه العيون الخضراء ، طفلته الصغيره التى غضبت منه باخر لقاء جمعهم ، انفجرت ابتسامته وهو يتطلع إليها بشوق حقيقي ، لم يتوقع أنها كبرت لهذا الحد وأصبحت فتاه ناضجه وتجلس أمامه الان ، اكتفي بالتعرف على طلابه اليوم واخبرهم بالمحاضره القادمه سوف يبدء بشرح الماده وطلب منهما الانصراف .

ظل هو مكانه يريد أن يتحدث معها وكما ظن أنها سوف تقبل عليه لترحب بوجوده وتظل تثرثر معه كعادتها سابقا ، ولكن فرغت القاعه من أمامه وهى توارت عن اعينه واختفت بين الحضور وكأنها تبخرت .

زفر أنفاسه بضيق وحمل حقيبته وغادر القاعه متوجهه إلى مكتبه ..


*"""""*""""*""

استردت أنفاسها بصعوبه داخل كافيه الجامعه ، نظرت لها زهره بقلق 

- فى ايه يا شروق هو حد بيجري ورانا مالك 

هزت راسها بنفي : لا لا بس عطشانه ، اقعدي نشرب حاجه 

جلست أمامها بتنهيده : ماشي 

ظلت تنظر حولها بقلق وفجاه نهضت من مجلسها ونظرت إلى صديقتها المصدومه 

: انا غيرت رائي ، انا عايزه امشي من هنا 

زهره باستغراب : لسه عندنا كمان محاضره بعد نص ساعه 

شروق بتنهيده : مش عايزه احضر ، أنا هروح 

زهره بابتسامه : هنزوغ كده من اول يوم يا شروق 

شروق بجديه : ايه هتيجي معايا ، هوصلك أنا معايا عربيتي


نهضت زهره من مجلسها : وفى حد عاقل يرفض توصيله بردو ، أنا معاكي طبعا فى اى زوغان

ابتسمت شروق وامسكت بيد صديقتها وسارو سويا يغادروالكليه ويتوجهو إلى حيث سيارتها ، لتقودها وتنطلق فى طريقها ...

"******

جلس بمكتبه وأخرج هاتفه أراد أن يهاتف صديقه ، فلم يخبر أحد بموعد عودته من الخارج ، كان يريد أن يفاجئهم بحضوره ، ولكن بعدما التقى بالصغيره قرر أن يهاتف شقيقها ليلتقى به هو ورفيقه الآخر شهاب .

وعندما حاول الاتصال ببهاء وجد هاتفه مغلق ، قرر مهاتف شهاب وعندما استمع لرنين الهاتف تنهد بارتياح وانتظر أن يستمع لصوته ..


"""*****"""

كان يجلس بمنزله أمام التلفاز ويضع قدمه أعلى المنضده بسبب الجبيره ، فقد انزلقت قدمه بالمطار عندما كان عائدا من إحدى رحلاته منذ اسبوعين ومن وقتها وهو يلتزم الفراش وعدم مغادره للمنزل ..

تركته زوجته وحيدا بالمنزل وذهبت لاصطحاب طفليه من الروضه .

كان يشعر بالملل وهو يشاهد التلفاز وألقى  الرومود بضيق وحاول النهوض من مجلسه وهو يتحامل على عصاه ليتوجه إلى البراد ويرتشف بعض الماء .

وأثناء سيره تفاجئ برنين هاتفه يأتي من غرفه نومه ، فاعتدل عن ذهابه للمطبخ وقرر الذهاب لغرفته ليجيب على هاتفه ..

استغرق بضع دقائق وهو يسير ببطئ بسبب اصابه قدمه ، وعندما التقط الهاتف تنفس الصعداء وجلس أعلى الفراش وهو يجيب بصوته الرخيم .

- الو 


على الجانب الآخر ، ابتسم احمد عندما استمع لصوت صديقه وقرر مشاكسته وهو يحاول تغير نبره صوته ويتحدث برقه كأنثى .

- الو 

شهاب بغرابه : الو مين معايا 


منع ضحكته من الافلات ورقق صوته 

- بقى مش عارفيني يا بيبي


شهاب بصدمه : بيبي ، انتي طالبه مين حضرتك 

اكيد الرقم غلط 


احمد بابتسامه : لا انت شهاب مش كده ، بتتهرب مني ليه يا اسي


زفر بضيق وتحدث بانفعال : واضح انك واحده مش مظبوطه ومش عايز اغلط اكتر من كده ، انتي فاضيه يا ست انتي ، انا بقى مش فاضي لاشكالك 

على صوت ضحكته الرجوليه وهو يتحدث : خلاص يا ابو الصحاب أنا احمد 

شهاب بضيق : انت مش هتبطل شغل العيال ده بقى يا دوك ، أنت  يابني بتكبر ولا بتصغر

احمد بابتسامه : واكبر ليه وانا حلو كده هههه ، واحشني يا كابتن ، وهوبه كمان واحشني اوى ، بكلمه فونه مغلق 

شهاب : اه بهاء فى كندا لسه مسافر الصبح وراجع بعد اسبوع إن شاء الله

احمد : حلو اوى يرجع بالسلامه 

شهاب بجديه : وسيادتك ناوي ترجع أمته ولا خلاص هتاخد الجنسيه وتفضل عندك وتنسانا خالص 

احمد بتنهيده : هو أنا أقدر انساكم يا حبيبي ، اطمن انا زهقت من الغربه وخلاص حققت اللى سافرت عشانه وحضرتك الدكتوراه وانا فعلا هنا من يومين 

شهاب بصدمه : نعم من يومين ولسه فاكره تقول

احمد بأسف : والله غصب عني يا شهاب رجعت على شغل فى الجامعه وكان فى ورق لازم اخلصه وكنت مستني عشان اعملكم مفاجاه 

شهاب : حمدالله على سلامتك يا صاحبي ، المهم انك رجعت بالسلامه ، ومبروك ياعم على الشغل 

احمد بابتسامه : الله يبارك فيك يا حبيبي ، عاوز اقابلك بقى 

نظر لقدمه بأسف : أنا فى البيت تعالى ، أنا ماينفعش أخرج 

احمد بهزار : ليه معمول عليك حصار من علياء والاولاد 

ابتسم شهاب : لا وانت الصادق معمول عليا حصار بالاجبار ، بقالي اسبوعين ورجلي فى الجبس وحاسس بملل رهيب 

احمد بصدمه : ياخبر جبس ، ايه اللى حصل 

شهاب : لم اشوفك بقى احكيلك ، تعالى أنا فى البيت لوحدى وعلياء بتجيب الولاد من الحضانه 

احمد : بص ساعه كده واكون عندك ، تمام 

شهاب : ماشي هستناك مع السلامه 

احمد : مع السلامه يا ابو الكباتن ..

*******"

ما زالت الطائره تحلق في السماء وهو منشغل بقيادتها وعندما شعر بالملل بسبب الساعات الطويله التى تمر به وهو يقودها والصمت مخيم بالكابينه على غير العادة ، فهو يحب أن ينشغل بالحديث أثناء قيادته لكى لا يشعر ببعد المسافات .

زفر بضيق ونظر جانبه وجدها مازالت نائمه ولم تشعر بمن حولها ، تنهد بضيق وعاد يتابع قياده بصمت مميت وهو يهز رأسه بأسى ...


*******

وقف أمام منزل صديقه يدق الجرس وينتظر أن يفتح له ..

شار  شهاب  بخطوات  ثقيله  بعد أن أغلق الهاتف مع زوجته واخبرها بأن تجلب اولادها وتصطحبهم لمنزل والدها لكي ينفرد بعوده صديقه ، وافقته الرأى فهى تعلم بوضع زوجها وتعلم أنه لم يستطع أن يلتقى بصديقه بمكان اخر غير المنزل ..


توجه لفتح الباب وهو يبتسم بسعاده لرؤيته بصديقه أمامه بعد غياب ثلاث سنوات 

تعانق الاصدقاء باشتياق ، طال عناقهم لبضع دقائق إلى أن قطعه احمد بمرح 

- مش كفايه بقى احضان يا ابو ميزو 

ابتعد عنه شهاب بخفه وسمح له بالدخول 

- اتفضل يا ابو حميد ، والله ليك واحشه يا جدع ، مصر نورت 

تنهد بارتياح وهو يجلس بغرفه الصالون 

- وانت والله يا شهاب انت وبهاء ماتتصورش واحشتوني قد ايه 

شهاب بجديه : انت اللى اصريت تبعد وفرقتنا

احمد بتنهيده حارقه : واديني اهو رجعت ومش ناوي ابعد تاني خلاص ، كفايه بقى غربه وبهدله

شهاب بقلق : مالك يا بني فى ايه 

شعر بالضيق واراد تغير الحديث : فين حمزه ورهف ، بقى عندهم قد ايه دلوقتي 

شهاب بابتسامه : يابني انت سايبهم من تلات سنين ، حمزه كان عنده وقتها سنتين ورهف سنه ، احسب يا محاسب ولا مابتعرفش تحسب هههه

احمد بابتسامه : ربنا يباركلك فيهم ، بس هم فين كده لسه مش رجعو ولا ايه 

شهاب : لا طلبت من علياء تاخدهم بعد الحضانه يزورو جدهم عشان نقعد براحتنا 

احمد بجديه : أنا مش ناسيهم فى الهدايا بس انا جاي من الجامعه عليك ، وتعرف شوفت مين بقى هناك 

شهاب باهتمام : انت استلمت شغل فى الجامعه 

احمد بابتسامه : اه الحمد لله ، حلمي اللى سافرت عشانه اتحقق ، واستلمت دكتور فى جامعه القاهره وقابلت شروق اخت بهاء ، تصور طالبه عندى ، مش مصدق أنها كبرت كده ، بس غريبه ليه شروق فى الفرقه الاولى ، سنها المفروض تبقى تانيه دلوقتي 

شهاب بحزن : ها اه أصلها كانت ماجله الثانويه ، انت عارف موت ندى الله يرحمها قلب كل الموازين

احمد بحزن : اه فعلا ربنا يرحمها ويصبرهم على فارقها 

شهاب : يارب ، سيبك انت واحكيلي بقى عملت ايه فى أمريكا ومراتك معاك ولا سبتها هناك ههه

احمد بتنهيده : أنا مطلق من سنتين 

شهاب بصدمه : نعم من سنتين وماقولتش ليه ، كنت بتتصل تطمن علينا وتقفل وماكنتش بتشاركنا حياتك الشخصيه ليه يا احمد هو احنا اغراب عنك 

احمد بضيق : مش دى المسئله يا شهاب ، أنا كنت بفكر فى مستقبلي وأكمل اللى بدءته وبس ، وماحبتش اتكلم عن تجربه فاشله وراحت لحالها بكل مساوءها .

ظل الاصدقاء يتبادلون أطراف الحديث إلى أن استأذن احمد بالرحيل ..

"""'"""""""

أوصلت صديقتها لمكان سكنها ثم عادت إلى منزلها بهدوء 

دلفت لغرفتها على الفور بعدما تأكدت من عدم وجود والدتها بالمنزل ..


ألقت بحقيبها أعلى الفراش وجلست على إحدى طرفيه وهى تمد يدها لتفتح درج الكومود وتبعث بداخله إلى أن أخرجت البوم صور ، التقطته واعتدلت في جلستها بمنتصف الفراش وهى تقلب صفحاته وتنظر للصور داخله بعين دامعه .

تحسست باناملها الرقيقه ملامح وجهه وهو يبتسم ويضع يده أعلى كتفها ، فقد كانت صوره تجمعها بشقيقها وهو وهى تقف بالمنتصف وكل منهما يحاوطونها بيده ، وهذه الصور التى لن تتخلى عنها مثلما هو تخلى عنها من قبل .

تنهدت بحزن ومحت الدموع العالقه باهدابها وارتمت بالفراش وهى تحتضن تلك الذكرى الجميله وتغمص عيناها بارهاق  .

""*"""***""

بعد مرور ما يقرب من عشر ساعات متواصله هبطت الطائرة المصريه بمطار أوتاوا بالعاصمة الكنديه .

كان يشعر بالارهاق وعندما هبطت الطائره دار وجهه ينظر لها بغرابه ، فلم تفيق من غفلتها حتى الآن .

ابتسم رغما عنه ونزع السماعات المحاطه باذنه وهو يحاول أن ينادى باسمها لكى تستيقظ وتترجل هى الاخرى من الطائره .

ظل ينادى عده مرات باسمها ويبدو أنها بعالم اخر ، قرر أن يقترب منها وربت على كتفها بهدوء ولكن لم تستجيب أيضا ، انتابه القلق ورفع كفه يربت بخفه أعلى وجنتها ، عندما لامست انامله صفيحه وجهها شعر بالحرارة تنبعث من وجنتيها ، تحسس جبينها المتعرق وجدها بالفعل وجدها تعاني من ارتفاع بدرجه حراره الجسم .

زفر بضيق وابتعد عنها ليجري اتصالا هاتفيا بالمطار لكى يحضرو سياره اسعاف لكي تقلها للمشفي ، وبالفعل خلال دقائق كانت سياره الاسعاف تقف أمام المطار ، حملها بهاء برفق وأرجل من الطائره وهى بين يديه ، وضعها برفق أعلى النقاله وصعد معها داخل سياره الاسعاف ، وكان القلق مسيطر عليه بسبب ما تعرضت إليه وهو جانبها ولم يشعر باعيائها وقد ظن أنها نائمه ، كان يلوم نفسه بأنه لم يكترث لها وتركها كما هى لعده ساعات ، لعن غباءه ايعقل أن تكون نائمه كل هذه المده بدون قلق بسبب ضغط الطائره والضوضاء التى كانت تحدث بين الركاب وصريخ الاطفال ، أيعقل أن تكون نائمه ولم تشعر بكل ذلك الضجيج   ..


""*"""**"" 

وقف أمام الغرفه بقلق ، ينتظر الاطمئنان على وضعها .

زرع الردهه ذهابا وإيابا ينتظر الطبيب بتوتر ، إلى أن غادر الطبيب الطوارئ بعد أن تم اسعافها .


حدثه بهاء بالانجليزيه : ماذا تعانى 

الطبيب بروتنيه : كن مطمئن هى الان بخير ، قد تعرض جسدها للانفلونزا وادى ذلك إلى ارتفاع درجه حرارتها واصيبت بالحمي وهى الان تخضع للعلاج اللازم ، لا تقلق سوف تتحسن حالتها خلال يومين وستظل تحت رعايتنا

تنهد بارتياح وشكره بامتنان ، ثم دلف لداخل الغرفه ليطمئن عليها ..


كانت ممدده بالفراش ووجهه شاحب من أثر الحمي .

والممرضه تقف جانبها تغرز لها المحلول المغذي بالوريد ، ثم تضع داخله ابره لخفض الحراره .

ابتسمت له ثم غادرت الغرفه .

سحب المقعد الموجود داخل الغرفه وجلس به أمام الفراش ، بالقرب منها وهو ينظر لها بضيق ويحدثها بعتاب .

-لم أنني تعبانه بالشكل ده ليه ماطلبتيش اجازه مرضي ، ازاى تعرضي نفسك للتعب بالشكل ده ، وازاى والدتك قبلت تخرجي من البيت وانتى عندك برد شديد وبسبب اهمالك فى الراحه والعلاج جالك حمى كمان .

زفر بضيق فهو يحدث نفسه فهى لم تشعر بوجوده حتى الآن 

تنهد بضيق : ايه اللى أنا بقوله ده ، بس بردو دي غلطتك يا شذا وانا ماانتبهتش انك تعبانه فكرتك نايمه 

اوف بقى أنا بكلم نفسي من القلق ولا ايه .


نهض من مجلسه وأخرج هاتفه وتوجهه إلى شرفه الغرفه لكي يخبر والدته أنه بكندا الان ولا داعي للقلق ويطمئن على شقيقته باول يوم قضته بالجامعه ، ماذا سارت الامور داخل الحرم الجامعي ..

"*******""


بالقاهرة وبالتحديد بمنطقه مصر الجديده .

كانت تجلس بغرفتها الصغيره إلى أن دلف شقيقها الأصغر وهو يطلب منها المساعده .

دلف الغرفه بعجاله بعد أن طرق بخفه الباب .

- زهره حبيبتي ساعدني فى حل المسئله دي لانها مش راكبه على دماغي خالص

نظرت زهره لدفتره بضيق ثم عادت تنظر له بذهول 

- يابني دي رياضه ٢ أنا اش فهمني فيها ، أنا كنت ادبي يا حبيبي ماليش أنا فى العقد دي 

زيد بتنهيده : طب وبعدين اعمل ايه ياباش محاسبه امال داخله ليه كليه التجاره يا فاشله

زهره بهيام : هيكون ليه عشان ابن خالتك طبعا 

ثم صرخت بفرحه ، تصدق فكره انا هنزل اطلب منه يشرحهالي وانا اجى اشرحهالك يا زيد يا حبيبي 

زيد برفعه حاجب : لا يااختى خليكى مرتاحه وانا هنزله بنفسي 

غادر الغرفه وهى تحاول منادته ولكن فر كالاعصار ولم يكترث لها .

جلست بالفراش وهى تزفر بضيق : ربنا يستر وزيد مايتسحبش من لسانه ويعرف أن زوغت من اول يوم دراسه وهو عارف جدولي ، استر يارب ..


------

هبط درجات السلم بعجاله إلى أن وقف بالطابق الثاني ودق باب شقه خالته ، إلى أن أتت خالته لتفتح له بعد لحظات .

ايات بابتسامه : زيد اتفضل يا حبيبي

دلف لداخل وهو يبتسم لخالته ويتسال عن وجود ابن خالته 

- حبيبتي يا خالتو ، فين عصام عشان مش فاهم مسئله فى الرياضه والبت زهره مش نافعه في حاجه كالعاده 

 كان يغادر غرفته تسمر مكانه عندما استمع لاسمها ووقف يبتسم له ويشير إليه ليلحق به 

- تعالى يا زيد اوضتي وريني  ايه اللى مش فاهمه 

لحق به زيد بمرح : حبيب قلبي وربنا عارف ما حد هينجدني غيرك

عصام بابتسامه : طب اتنيل اقعد 

جلس أمام مكتبه وأعطاه دفتره لينظر عصام بجديه ويمسك بالقلم ويشرح له ببساطه إلى أن استعاب الاخير وتفهم المسئله .

بعد أن انتهى عصام نظر لزيد باهتمام وضيق عيناه بتسأل 

- زهره رجعت أمته من الكليه 

زيد بتذكر : دي رجعت بدري وسمعتها بتقول لماما ماحضرتش المحاضره التانيه وواحده زميلتها وصلتها لحد هنا 

عصام بتنهيده : كده من اولها يا زهره ، ماشي 

زيد باستاذان : هطلع انا بقى اكمل مذاكره تسلم يا عصام

عصام بجديه : علي ايه يا حبيبي ، ركز انت فى مذاكرتك واي حاجه أنا موجود 

غادر زيد شقه خالته وعاد إلى شقته حيث الطابق الثالث .

*********

صدع رنين هاتفها بصوت رساله 

عندما التقطت الهاتف ونظرت بمحتوياتها شعرت بالقلق وابتلعت ريقها بصعوبه ثم نفذت المدون بها 

( اطلعى البلكونه عايزك ) 

دلفت الشرفه بخطوات مضطربه ثم أسندت يديها أعلى السور وهى تنظر لاسفل حيث شرفته .

وجدته يستند بظهره أمام السور وينظر لاعلى 

التقت عيناه باعينها فى عتاب .

- رجعتي بدري ليه وماكملتيش محاضراتك ، كده هنزوغ من اول يوم ، انتي وعدتني تلتزمي فى الجامعه يا زهرتي ينفع كده 

هزت راسها بالنفي : لا ماينفعش خالص ، انا اسفه 

تنهد بضيق : قوليلى سبب يقنعني عشان اقبل اسفك على تقصيرك في دراستك

ابتلعت ريقها بصعوبه ونظرت له بتوسل : عشان خاطري سماح المره دي ، واوعدك مش هتتقرر تاني غير يعني فى الضروره القصوه بقى 

ابتسم بحب : ماقولتيش سبب بردو 

زهره باندماج : اصل اتعرفت على بنوته وكونت صداقه من اول يوم ، حسيتها شبهي كده ، حسيت كمان أنها قلقانه وخايفه من الحياه الجديده داخل الجامعه وهى طيبه جدا وانا حبتها ودخلت قلبي عشان حستها وحيده وهى فرحت لم كلمتها وطلبت منها تبقى أصحاب 

عصام : كل ده شئ جميل  ومين صاحب فكره التزويغ

قضمت على شفتيها : هي بصراحه ، بس كانت متوتره وكأنها خايفه من حاجه وطلبت تروح وبعدين ده اول يوم ومافيش محاضرات اصلا يا عصام 

عصام بجديه : عارف يا زهره بس مش عايزك تتعودي على إهمال محاضراتك ، وياريت ماتتقررش تاني 

وادخلي بقى نامي ، تصبحي علي خير 

ابتسمت بسعاده : وانت من اهل الخير يا عصومي 

"""******"""""

داخل المشفي بكندا 


فتحت عيناها بوهن وهى تنظر حولها ، علمت بوجودها بالمشفى وتفاجئت برؤيته نائم بالمقعد بجانب الفراش .

كنت تشعر بالعطش ، حاولت أن تمد يدها أعلى الكومود لتلتقط كوب الماء ولكن لم يسعفها حركتها فقد كانت يدها مقيده بالمحلول ، تنهدت بضيق وظلت تحاول إلى أن لامست الكوب باطرافها ولكن عندما حاولت جذبها إليها وقع الكوب  وحدث ارتطام قوي وتناثرت حبات الزجاج 

جحظت عيناها بصدمه وهو انتفض بزعر من نومه واقترب منها بقلق

- فى ايه ، انتي كويسه 

- هزت راسها بالايجاب وشعرت بالاسف عندما استيقظ بفزع على تلك الضجه

انا اسفه ، كنت عطشانه وماحبتش اقلقلك

ابتسم بود ورفع أنامله يتحسس جبينها : المهم تبقى كويسه ، لا الحمد لله الحراره نزلت

ابتلعت ريقها بصعوبه ونظرت له بامتنان : مش عارفه اشكرك ازاي على وجودك جنبي

تنهد بهاء ورفع سماعه الهاتف الموجود بالغرفه وطلب إحضار الماء وعاد يجلس أمامها بهدوء 

- مافيش داعي للشكر يا شذا ، انتي زي اختي وكان واجبي افضل جنبك 

شعرت بالصدمه عندما شبهها بشقيقته وحاولت رسمه البسمه على ثغره وفضلت الصمت .

قطع صمته سؤاله : كنتي تعبانه ليه ماخدتيش اجازه مرضي ، ليه تتعبي نفسك اكتر بالسفر 

كان لازمك راحه يا شذا ، ازاى والدتك سابتك تسافري وانتي بحالتك دي ، صحتك اهم من اي حاجه 

نظرت له بعين دامعه : ماما متوفيه وانا عايشه لوحدي ولو كان جرالي حاجه ماحدش كان هيحس بيه

شعر بالحزن من أجلها : ووالدتك فين 

شذا بانكسار : بابا متجوز وعايش فى مكان تاني مع مراته وانا طول عمري لوحدي ، مابحبش افضل فى البيت بحس بالوحده وبتعب اكتر ، عشان كده بهرب من وحدتي بشغلي ومابحبش اخد إجازات عشان مابلقاش نفسي غير فى السفر من بلد لبلد ، بحب شغلي جدا ومهون عليه كتير .

شعر بالشفقه على حياتها التى تعيشها بوحده وحاول تبديل الحديث وهو ينظر لها بجديه 

- أنا جعان ايه رايك نطلب اكل هنا ولا هيرحلونا على بلدنا تاني هههه

ابتسمت برقه : ماعرفش مسموح الحاجات دي هنا ولا ضد القانون ههه 

حك موخره راسه : هبحث أنا فى الموضوع ده ..

"**********""

بعد قليل عاد إليها وهو يرفع يده باستسلام 

- للاسف الدكتور مانع عنك الاكل عشان الحمي ، وهتفضلي على المحاليل تلات ايام بعد كده سوايل دافيه وشربه بس 

ابتسمت بامتنان : انا اصلا تعبانه ومش جعانه ، مافيش نفس للاكل ، بس حضرتك تقدر تاكل براحتك 

جبس بهاء أمامها : أنا طلبت اكل هنا من مطعم المستشفى ، مافيش اكل يدخل من بره ، عشان مااقدرش اسيبك لوحدك

تنهدت بأسى وهى تحدث نفسها : يااا كل ده ولسه شايفني اختك ، حسبي الله ونعم الوكيل 

ات الطعام ووضعته إحدى العاملين بالمشفي أعلى الطاوله الصغيره وقدمته إليه .

شكرها بهاء وجلس ليتناول طعامه بهدوء .

وهى كانت تشعر بالتعب ، اغمضت عيناها بارهاق .

نظر لها باهتمام وتنهد بارتياح عندما  ظنها انها قد غفلت ثانيا .

ترك الطعام من يده ونظر لها وهو يتنهد بحزن بسبب ما عرفه عن حياتها .

- بقالنا كتير نعرف بعض فى الشغل واول مره اعرف انك وحيده وكمان والدتك متوفيه ، كنت دايما بحاول اهرب منك عشان ماادكيش امل نبقى لبعض ، كنت عايزك تنسيني عشان أنا مابفكرش فى الجواز ، مااقدرش اعيش حياتي عادي واتغاضه عن اللى حصل لأختي ، مااقدرش افرح وهى لسه قلبها مكسور ، مااقدرش وعشان كده كنت ببعد عنك يا شذا غصب عني ، انا فعلا شايف حبك ليا وحاسس بيه من زمان اوى كمان ، بس جوايا حاجه اقوي مني تبعدني عن الارتباط ، بعد اللى قولتيه نفسي اطمنك واقولك ماتحفيش انتي مش لوحدك وانا جنبك وعمري ماهبعد عنك ، بس للاسف صعب وماينفعش ، يااه لعجائب القدر ، بقالي شهور بحاول اهرب منك والحقيقه بهرب من نفسي أن اتشدلك واحبك اكتر عشان كده ببعد والرحله دي تقربنا من بعض تاني ، ياتري ده من تدابير القدر عشان اعيد تفكير حساباتي واخد خطوه جد فى حياتي ولا افضل زى ماانا ، بس انا مش عايز افكر فى نفسي وانسي اختى حته مني مجروحه ومكسوره ، يمكن لم شروق ترجع تضحك زى الاول افكر أنا كمان فى حياتي .

كانت مازالت مستيقظه ولكن مغمضه العينين واستمعت لحديثه الذي تفوه بصدق وشعرت باحساسه اتجاهها ولكن تسالت بينها وبين نفسها ، مااصاب شقيقته لجعله لا يريد أن يكمل حياته من أجل حزنه على شقيقته ..

يتبع 

                      الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close