
و قبل ان تذهب رأتها تمد يديها إليه بزجاجه صغيره لوصيفتها
وردشاه : خدي ازازه السم دي هتتسحبي للمطبخ و تحيطتها ف اكتر اكله السلطان بيحبها، السم ده مفهوله بطئ مش هيبان علي طول ف ينام و ميصحاش بكده يبنان ان الوفاه طبيعية
زبيده : تحت امرك
كانت لا تزال في مكانها تراهم و تسمعهم : يلاهوي يلاهوي يلاهوي انا لازم الحق الراجل
_________________________________________________________________________________
ذهبت مسرعه إليه : مولاي مولااااي
جلال الدين : دنيازاد الحمد لله اني لقيتك اتفضلي الكتاب اهو جبتهولك
سرت و نسيت ماذا كانت تريد ان تقول له : شكرا شكرا جدا يا مولاي
جلال الدين : انا هاروح اقعد مع زوجتي وردشاه لانها زعلانه مني عشان بقالي فتره مش بقعد معاها
هنا تذكرت لماذا جائت فقالت محذره : لا يا مولاي متروحش
تعجب من طريقتها و جرئتها : مروحش ازاي يعني ، ااااه فهمت انت عايزاني اقعد معاكي ، ربت علي كتفها و قال : متقلقيش هاجي اقعد معاكي بالليل
دنيازاد : لا يا مولاي
لكنه لم يسمعه فقد ذهب بعد حديثه معها
دنيازاد : يا دي النيله
امسكت الكتاب وبدأ بقرائته لعلها تفهم اي شئ مما يجري ، فتحت الفصل الثاني من الكتاب و عنوانه ( المؤامره الملكيه) فتحت الفصل و بدأت بقرائته : تولي حكم البلاد السلطان "جلال الدين شاه" ابن الملك "قمر الدين " ، و لم يكن له ابناء إلا " نور الدين " الذي انجبه من جاريه فارسيه لكنها ماتت بعد ولادته بأيام ، و كانت زوجته و ابنه عمه " وردشاه" لا تنجب الاطفال
بعد ان قرأت القصه جمعت الخيوط ببعضها : اااه وردشاه عايزه تقتل الملك و تبقي واصيه علي العرش و بعدين تتخلص من ابنه هو كمان ، لااااا انا لا يمكن اسمح بكده
________________________________________________________________________________
اجتمعوا علي طاوله الغداء الكبيره جدا و الملئيه باصناف كثيره من الطعام
وردشاه : انا وصيت الطباخين يعملوا كل الاكل اللي انت بتحبه
جلال الدين : ربنا يخليكي ليه
امسكت قطعه صغيره من الدجاجه و قربتها من فمه : ينفع تاكل دي من ايدي
جلال الدين : طبعا يا جلاله الملكه و فتح فمه
ظهرت "دنيازاد" من العدم و هي تصرخ : لاااااااااا
نظروا لها بتعجب ثم قال لها جلال الدين : ف ايه يا دنيازاد !!
دنيازاد : الاكل ده فيه سم
نطق الاثنان معنا : اييييه !!
دنيازاد : ايوه و مراتك وردشاه هي اللي حتطهولك
صرخت فيها وردشاه : ايه الكلام اللي انت بتقوليه ده ، سامع يا مولاي الكلام الخطير اللي بتقوله ده بقي انا مراتك حبيبتك احطلك سم ف الاكل و اخذت تبكي بكاء المصطنع
نظر "جلال الدين" إليها : ايه اللي انت بتقوليه ده يا
دنيازاد بقي دي جزاتي ان انا قربتك مني، نظر ناحيه الحراس : يا حراس اقبضوا عليها و رجعوها لسوق النخاسه تاني
اقترب منها الحراس لينفذوا الامر لكنها حاولت الدفاع عن نفسها : يا مولاي صدقني دي عايزه تتخلص منك عشان تحكم وصيه ع العرش و ناويه كمان تتخلص من ابنك و تحكم لوحدها
وردشاه : اخرسي و الزمي حدودك يا جاريه
دنيازاد : صدقني يا مولاي انا مش كدابه انا سمعتها و هي بتتفق مع الوصيفه بتاعتها، و لو هي صادقه فعلا خاليها تدوق الاكل
نظر لها بنظره انه اقتنع بكلامها و من ثم نظر ل"وردشاه" يطلب منها تنفيذ الطلب
فتحت فمها بصدمه : اللي انت بتقوله ده انت هتصدق حته جاريه و تكدبني انا و بدا عليها التوتر في كلامها
جلال الدين : خايفه ليه لو فعلا الاكل مش مسموم زي ما بتقولي دوقي و وريني
امسكت بقطعه من الطعام و قربتها من فمها بخوف، همست وصفيتها في اذنها بهمس : انا حطيت ف الاكل كله كنت متوتره
مما جعلها تردد اكثر و اخيرا لم تضعها في فمها
نظر لها "جلال الدين" بحزن و خذلان ف كان ذلك اخر شئ توقعه : كده يا وردشاه عايزه تقتليني انا و ابني عشان الحكم يا حراس اقبضوا علي وردشاه و الوصيفه بتاعتها
ذهب الحراس لتنفيذ الامر و هي تترجه بأن سامحها
جلال الدين : استنوا
وقف الحراس ينظرون له : وردشاه انت طالق، انصرفوا
فذهب الحراس اخير، نظر ل"دنيازاد" و الحزن ظاهر علي وجهه : انا اسف يا دنيازاد اني شككت ف كلامك كنت مكنتش متوقع الخيانه تيجي من اقرب الناس ليا
دنيازاد : متزعلش يا مولاي الانسان ميعرفش الخير فين؟
جلال الدين : عندك حق، ثم نظر لها : بس انا خلاص لقيت الخير
دنيازاد : ازاي؟
جلال الدين : ايه رايك تصبحي زوجتي و تشاركيني امور الحكم
توترت قليلاً ثم قالت : انا اسفه يا مولاي انا مقدرش لاني انا مش انسانه انا جنيه و جيت هنا بس عشان انفذ المهمه دي و انقذك و هختفي كمان شويه
كانت ملامح الذهول علي وجهه
لاحظت "دنيا" انها مازالت هنا : الله انا ممشيتش ليه، اه ممكن الكتاب معلش
جلال الدين : اه اتفضلي
ثم ظهر نور ابيض قوي و اختفت بعده
___________________________________________________________________________
خرجت من الدوامه في زمن اخر و رأت نصب تذكاري عليه تاريخ هذا الزمن
دنيا : ١٩٥٢ يا نصبتي انت ودتني زمن الانجليز، ثم نظرت إلي الكتاب : انت عايز مني ايه يا عم الحج
التفت و رائها فرأت سيدتان يرتدين (الملايه اللف) التي كانت ترتديها النساء في ذلك الزمان تحدثت إحداهن و الخبث يملئ نظراتها : إلا ياختي انت مش خايفه تتسرقي بالبذهب اللي انت لابسه ده كله
نظرت لهم بتعجب ثم قالت : ريا و سكينه !!
الفصل العاشر
نظرت لهم بتعجب ثم قالت : ريا و سكينه !!
امسكت بها واحده من يدها بتصفح و قالت : إلا هو الدهب ده عيار كام؟
توترت و سحبت يدها بسرعه و ركضت، فركضوا و رائها بسرعه
دنيا : الحقووووني الناس دي عايزه تقتلني و تسرق دهبي
ظلت تركض إلي ان تأكدت انهم اختفوا
دنيا : الحمد لله بعدت عنهم
____________________________________________________________________________
بدلت ملابسها و اردتدت الملابس التي تتناسب مع هذا الزمان اثناء سيرها في الشارع رأت مظاهره لطلاب جامعيين في الشوارع و كلها رجال كانوا يرتدون البدل السوادء و الطرابيش الحمراء و يهتفون بهتافات ضد الانجليز
التفت إليهم باعجاب الشديد و من بينهم شاب لفت نظرها بالرغم من انه يرتدي مثلهم إلا انه كان منيزه عن الاخرين بالنسبه لها ذلك الشاب هو "مصطفى" في العصر الحديث
نظر لها هو الاخر و توقف في مكانه بعدما كان يهتف مع الشباب و تلاقت اعينهم في نظرات اعجاب و انبهار متبادله من كلا الطرفين
إلي ان افاقت "دنيا" علي صوت سيدة كانت تقف خلفها، مما جعله ينتبه هو بدور ايضا و يكمل مسيرته مع الشباب الثائر
تحدثت السيدة الي "دنيا " : انت يا ختشي ايه اللي موقفك هنا مش شايفه مظاهرات الشوباب شغاله
دنيا بتوتر : مممعلش اصلي مش هنا
نظرت إلي الذي تحمله في يدها فشهقت و ضربت بيدها علي صدرها : ايه اللي ف ايدك، اوعي يا بت تكون منشورات لقلب نظام اوعي
دنيا : لاااا ده كتاب عادي اصل انا بحب القرايه اوي
تحدث السيده باشمزاز : يا ختشي كتاب ايه بلا هم اتعلميلك طبختين ينفعوكي احسن
دنيا بتعجب : انت تعرفي امي !!
السيدة : امك و انا اعرفها منين امك، انت مش بتقولي انك مش من هنا
دنيا : اه اه انا مش من هنا فعلا انا جايه من القاهره
السيدة : انت شكلك غلبانه و صعبتي عليا ايه رأيك تيجي تقعدي معايا ف البيت
دنيا : لا لا لا مفيش داعي انا هاشوفلي اي بنسوين و لا لوكنده و خلاص
السيدة : لا و ده يصح و انا موجوده لا هتجي تباتي معانا عشان تعرفي جدعنه الاسكندرانيه
دنيا بضحك : ماشي يا..... انت اسمك ايه؟
تحدقت بثقه و هى تعرف عن نفسها : إعتدال محسوبتك إعتدال
ضحكت علي طريقه كلامها : ماشي يا إعتدال
__________________________________________________________________________
ذهبت معاها إلي منزلها و اكرمتها " إعتدال " اكرام شديداً مما جعلها سعيده و تشكر الله ان وجدت شخص يساعدها
كانت تجلس علي المنضده تساعده في تحضير الطعام
كان هناك طرق عالي علي الباب، ذهبت "إعتدال" و هي تركض : حاضر حاضر مبراحه ياللي ع الباب الله
فتحت ف إذا به نفس الشاب الذي رأته صباحاً نعم انه "مصطفى"
دخل "مصطفى" و به حماسه شديده و هو يحكي لخالته ما مر به في يومه : خالتي خالتي مش هاتصدقي إيه اللي حصللللل
ثم نظر إلي الجالسه علي المنضده و التي جعلته ينعزل عن الدنيا تماما