رواية تزوجت مدمنا الفصل الثاني عشر 12 بقلم نوران شعبان

 

رواية تزوجت مـدمـنا
الفصل الثاني عشر 12 
بقلم نوران شعبان

الفصل الثاني عشر ✨
تنهيدة طويلة تنبعث من أعماق حياه، لتبدأ في سرد نوع جديد من الحكايات.! 
" هحكيلك حكاية حقيقة، حصلت فعلا مع واحد معرفة ! " 
~~ الحكاية ~~ 
" إبراهيم ".. شاب زي اي شاب، كان عنده وقت الحادثة خمسة وعشرين سنة.. تقدر تقول إن إبراهيم شخص بيحب الاستكشاف.. من صغره و ناس كتير بتشتكي منه مع إنه عمره ما أذى حد، كان بيبقى هدفه الوحيد يفهم.. يفهم كل حاجة في الحياه.. 
بدء مراحله في الدراسة و المواد العلمية الي مش فاهم قوانينها و أسسها اتبنت على أساس إيه، كان عايز يفهم الي بيذاكرو و الي مفروض عليه عشان كدة المدرسين كانو دائما يشتكوا منه، و اتطورت خصلة الاستكشاف في حياته العامة تحت ملقب " المقاوحة ".. تلاقي كل الناس تقول ده واحد قليل الأدب و لسانه طويل، بيرد الكلمة بعشرة، بيقاوح كتير و مبيسمعش الكلام.! 
" علم لا ينفع، و جهل لا يضر.! " 
لو كان إبراهيم فهم المثال ده كويس و عمل بيه مكنش حصل الي حصل.. 
المهم،، كانت واحدة قريبة إبراهيم عدت الأربعين من غير جواز و طبعا هاتك يا كلام جيران، فأمها أخدتها لدجال كان معروف بقى و شعوذة و جو ده.. و الغريبة اكتر ان بعد ما البنت عملت الي الدجال قال عليه جالها عريس فعلا و اتجوزت.! 
وقتها ركب إبراهيم مية عفريت و لازم يعرف الي حصل ده حصل ازاي.. 
بدء يشتري كتب عن الجن و الشعوذة و يقرأ، و الموضوع اتطور لتحضير الجن.. 
و مخدش وقت .. 
جمع صحابه بعد إلحاح منه و راحوا شقة قديمة لواحد منهم.. 
إتطفت الأنوار، و قعدو الأربع صحاب على شكل نجمة.. وسط الشموع، و الورق في النص مكتوب عليه التعاويذ.. ماسكين ايدين بعض و بيقرو التعويذات.. 
[ كل هذا قصة تقصها حياه على كريم المنصت بإهتمام على غير عادته، ويحاول جاهدا ان يتقنع بقناع اللامبالاه.. ] 
كريم -: طلعلوا عفريت.؟ 
حياه -: لأ 
كريم-: البيت اتحرق وولع فيهم.؟ 
حياه-: لأ، الي حصل عمره ما يجي على بالك.!.. عشان مفيش حاجة حصلت اصلا.! 
كريم بملل-: لا والله.؟! 
حياه-: أيوة،، وقتها مفيش حاجة حصلت فعلا.! بس بعدها كل حاجة حصلت.. !! 
~~ تكملة الحكاية ~~ 
ولع إبراهيم الشموع، قرأ التعويذات و كل حاجة كانت ماشية تمام.. 
بس محصلش حاجة.! مجرد شوية هوا هبو في الأوضة طفوا الشموع.. 
وقتها كلهم انتفضوا على اثر الهوا،، كان اتنين مش مقتنعين بالحوار، وواحد مقتنع جدا، وواحد مش فارق معاه جاي غتاتة كدة، بس إبراهيم مكنش كدة ولا كدة، إبراهيم كان عايز يعمل التجربة الي على أساسها يحدد يتقنع ولا ميقتنعش.!! 
كلهم فضلو ساكتين، ثابتين.. ممكن يكون الخوف مالكهم، و ممكن يكونو مستنيين نتيجة للي عملوه.! 
دقيقة، دقيقتين، تلاتة.. عشرة و محدش اتحرك شبر واحد.! 
مع دقات الدقيقة العاشرة نطق أخيرا واحد منهم.. 
صمتت حياه ثوان،، فاستطرد كريم متسائلا -: قال ايه.؟ 
حياه-: قال ايه.؟! تعالى نتصور قال ايه كدة.! 
<<<<<<<<<<<< >>>>>>>>>>>> 
تحدث إحدى الشباب الأربعة بعد فترة صموت تام.. 
" وبعدين هنفضل مهنجين كدة كتير.؟! " 
رد الفعل : صفر،، صموت أيضا.. 
أكمل " ماهو يا نتلبس يا نقوم و نفضها سيرة، لكن نفضل حاطين ايدينا على خدنا زي الولية المطلقة مش تمام.! " 
تحدث الشاب الغير مقتنع تماما بهذه الخرافات " محصلش اي حاجة.! فين الجن يا سي إبراهيم.؟ فين الشعوذة و السحر.؟! صدقتني دلوقتي.؟! " 
نهض الشاب ليفتح الأنوار وهو يتحدث بغرور " قولتلك كل ده كلام فارغ.! مستفدتش حاجة غير إيمانك بربك الي قل.! " 
تنهد بقلة حيلة وهو يمط ذراعيه " ربنا يهديكو !! " 
خرج صافعا الباب خلفه.. 
ظل الآخرون ينظرون لبعضهما البعض بصمت، قطعه إحداهم.. 
" طيب يا جماعة سهرة حلوة جدا استمتعنا بيها ياريت نفضها سيرة بقى.! " 
نهض الشاب ليلحق بالآخر راحلا.. 
نظر الأخير لإبراهيم " تصبح على خير يا صاحبي.! " 
ليظل إبراهيم وحيدا في المنزل و ما هى إلا دقائق،، حتى تبدلت عيناه للأبيض الناصع تماما !!! 
و صوت صرير، تصادم، صفير مزعج يدوي في أذنه كأنه يحطم آفاق عقله ! 
وصوت ثقيل غليظ يسيطر على احبال إبراهيم الصوتية.. لينم عن كل سوء و شر !! 
صوت صريخ شاهق الارتفاع يهز جدران المنزل،، عندما قطعت الكهرباء على حياه وكريم.!!! في نفس اللحظة التي كانت تقص عليه ذلك الجزء المرعب.. 
حاوطها كريم وهو يحاول تهديئها 
" بس، بس أهدي مفيش حاجة انا جنبك !! " 
حياه بصياح هستيري -: عفرييييت !! شفت شفت كلامك هيودينا في داهية اهو حطونا في دماغهم، هيقتلوووونا !! 
حاوطها كريم أكثر و حاول تهدئتها 
" اششششش مفيش حاجة اسكتي.! مفيش عفاريت ده ان، انا كريم،، كريم.. أهدى ! 
تشبثت به أكثر، و أصبح جسمها كجسم هزاز مرتعش 
" هينتقموا منك، مش هيسيبوك.. لازم تقدم قربان للطاعة.. لازم ! " 
كريم وهو يتأفف موبخا 
" قربان ايه بس .! مفيش حاجة مفيش عفاريت ده مجرد عطل كهربا ! "



تعليقات



<>