رواية احببت معقدة الفصل الرابع عشر 14 بقلم فاطمة سلطان

       



 رواية احببت معقدة

الفصل الرابع عشر 14

بقلم فاطمة سلطان

هدير أردفت بتلقائية فهي لم تظن انها ستحادثها في تلك الاشياء


- ده بجد ؟ هو انا حاسه اني جايه اقابل واحده صاحبتي مش دكتوره نفسيه في عياده انتِ مسالتنيش

انا جاية ليه


- مش عارفه انا ليه مش بحلل فلوسي اللي باخدها من فلوس الناس وبعدين يعني هل انا وحشه اوي كده علشان مكنش صاحبتك ؟


فنظرت لها هدير باستغراب وببلاهة في علي الاغلب هذه الدكتورة ستصيبها بالجنون 


 بعد وقت من الحديث كانت فرح تسالها اسئلة طبيعية تماما تسألها اي فتاه لفتاة اخري حينما تتعرف عليها


فكانت هدير تتوقع ان تكون المقابلة صارمة أكثر من ذلك، فأردفت فرح قائلة وهي تحاول أن تعرفها عن نفسها 


- مدام انتِ حكتيلي عن حياتك شوية، فانا هحكيلك عن نفسي انا اسمي فرح وعندي 38 سنة، سنجل وعايشة مع والدي


أردفت هدير باستغراب وصراحة 


- انا من ساعة ما جيت بحكيلك انا مين ده انا قربت اروح 


- انتِ جاية علشان تحكي مين انتِ وعشان تعرفي مين الشخص اللي انتِ جايه ليه وهتقضي فترة معاه من الوقت المفروض تكوني مرتاحة فيها ليا، في مصر الدكتور النفساني بيتخيلوا ان اللي بيروحله مجانين،


  كأنك بتختاري شريك حياة او صديق فلازم تختاري شخص تبقي عارفه هو مين 


ثم تنهدت فرح لتستكمل حديثها قائلة


- انا عايزة اساعد حد يكون حابب ده ميه في المية، واحد واثق انه حابب يتعالج، اي شخص بمجرد دخولة العيادة هنا


 المفروض انه عمل اول خطوه في علاج، دي لوحدها خطوة مهمة جدا أنه ادرك أن في مشكلة 


كانت هدير تنظر لها بهدوء وقد شعرت بالراحة معها حقا فهي كانت مترددة في البداية، لتستكمل فرح حديثها قائلة بابتسامة مشرقة 


- هحلل فلوسك Don't worry


بس عيزاكي تعرفي شيء مهم ان مفيش حاجة اسمها انا مجنونة عشان بروح لدكتور نفسي 


لان اي شخص تعرفيه في حياتك عنده عُقدة من شي حتي لو انتِ مش ظاهرلك ده، انا هستناكي يوم تاني و اتاكدي ان هكون سعيدة لو لمده أربع ايام معملتيش الشيء اللي انتِ كتبتيه في الملف وجيتي هنا عشانه ...


_______________________


بعد مرور ثلاثة ايام في المكتب، التي تعمله به سارة وهدير


 كانت ساره قد انتهت من احد المسلسلات التي تتابعها علي الهاتف وكان يتجهز الموظفين للانصراف، فأردفت سارة قائلا 


- هو انا ظلمت حد في حياتي يا هدير ؟


هدير انتبهت لحديث سارة فأردفت هدير باستغراب 


- ليه بتقولي كده


- جاوبيني وريحيني


- لا ياستي معتقدش انك ظلمتي حد يعني، بس في ايه


ساره أردفت بشرود وجدية حتي ان هدير صدقت انها علي وشك البكاء 


- هل انا مش حلوه يعني


- انتِ قمر مش حلوه بس في ايه يا ساره مالك


أردفت سارة باندفاع وانزعاج أجادت تصنعه 


- اومال ليه مفيش حد بيعبرني من ساعة ما سبت الاكس يعني واول ما اقرا اي روايه البطلة بتلفت نظر البطل وخمسة ستة معاه هل انا فجلة مثلا يعني انا من حقي اعرف انا مش بلفت نظر حد ليه يعني ديما احسن مني في ايه


هدير أردفت بانزعاج من هرائها الذي يخفف عنها ولكنه لا ينتهي ابدا فهي قلقت بسببها وكأن هذه السنوات لم تجعلها تتعلم خدع سارة 


- ساره ابوس ايدك بطلي فراغ، انا افتكرتك بتتكلمي بجد


ساره غامزة وبنبرة شبه متذمرة 


- لسه مش عايزه تقوليلي بتروحي فين يا هانم، بتلعبي بديلك وله ايه طب قوليلي ده انا ستر وغطا علي اي يلعب بديله


هدير حاولت ان تتحدث وتقول لها، فالنهاية سارة يجب ان تعلم ذلك فهي لن تصدق ان هدير ستذهب لمكان بمفردها 


- يا بنتي متحطيش في دماغك خيالات قذرة انا بروح لدكتورة نفسية


- وانتِ ليه مقولتليش يعني افرضي حابه اجي معاكي


- هو انا رايحة اتفسح يا سارة انا مكنتش ناوية اقول لحد بس انتِ يعتبر اقرب حد ليا وفي نفس الوقت انتِ يعتبر اللي هتغطي عليا قدام عمتي


سارة أردفت قائلة بمرح حتي تخفف عنها الحرج 


- مصلحه يعني انا كوبري، وبعدين ليه يعني انتِ بتعملي جريمة ده مصر كلها بتروح لدكتور نفساني كانهم رايحين النادي تبع الموضة، طيب هو انا ممكن اجي معاكي بجد مش هزار والله ؟؟


هديرأردفت بانزعاج ونبرة منفعلة قليلا 


- تيجي معايا تعملي ايه ؟؟، انتِ هبلة


ساره أردفت بجدية زائفة ولكن كالعادة يصدقها الناس 


- لا ما انا مريضة، انا عندي مشكلة كبيره جدا جدا الموضوع ده ظهر من حوالي اربع سنين كده


هدير أردفت قائلة وهي ترفع حاجبيها باستغراب 


- عندك ايه يا ساره انتِ بتقلقيني


ساره وهي تخفض رأسها وتتحدث بنبرة خافتة 


- انا كنت بفكر كتير في الموضوع ده حتي اني روحت لشيوخ وروحت حتي للناس المبروكة بس انا مفكرتش في العلاج النفسي 


- في ايه يا ساره مالك


ساره بدأت حديثها بنبرة جدية التي لا يستطيع احد كشفها مهما كان قريبا منها لتعود مرة أخري الي نفس نبرتها الطبيعية المرحة 


 - انا بصراحه عُقدي كلها هتروح لو لقيت حد بيكلمني بعد نص الليل غيرك حد بدقن كده 


 يمكن انا عندي مشكله نفسيه يعني ديما احسن مني في ايه فين عمر ابلكاشه هيا جماعة هو انا مش لاقيه رجاله حلوه هنا في المكتب ليه يعني لازم المدير يكون قد ابويا وصاحبه تبا لكم جميعا


هدير بانزعاج من مرحها الذي جعلها تقلق وفي النفس الوقت اضحكها فلا كانت تعلم هل هي غاضبة وحانقة ام تبتسم 


- الله يحرقك يا ساره بجد 


ساره أردفت بعتاب مبالغ به


- مشكلتك انك مش بتقدري مشاكلي النفسية احنا عيلتنا البنات اللي اصغر مني عيالهم دخلوا المدرسة، انا بقيت عانس، بصراحة بقا انا عايزه ارتبط واحب انا عندي جفاف لدرجة ان اول واحد هيدخل ناو اقسم بالله هرتبط بيه ايه رايك بقا


هدير باستغراب وهي تعقد حاجبيها وهتفت بنبرة متسائلة 


- اي واحد ؟


- ايوه اقسم بالله اي واحد خلاص


دلف وليد الي المكتب وسأل احد العاملين وقال انه يمكنه الدخول ليكون اول شخص يدخل الي المكتب الذي هو عبارهةعن غرفه بها اربع مكاتب تقريبا منهما ساره وهدير، فأردف وليد قائلا بابتسامة هادئة


- مساء الخير


هديرأردفت قائلة بمكر وانخفضت الي مستوي سارة التي كانت تجلس علي مكتبها ونزلت حينما سمعت صوته 


- اهو جه


ثم ابتعدت هدير عنها قائلة 


- مساء النور يا وليد


ساره حاولت ان تتحدث بنبرة هادئة ولكنها فشلت فهي تغضب حينما تراه وتتذكر تلك المواقف المحرجة التي فعلتها معه  


- يااارب صبرنا


وليد أردف بانزعاج وسخرية من سارة 


- ربنا يلهمنا الصبريارب فعلا كلنا محتاجينه


ثم حاول ان يوجه حديثه لهدير 


- اسف يا هدير علشان جيت فجأة بس تليفوني فاصل شحن، كنت قريب من هنا، وعمتي كانت طالبة الكتب والحاجات دي وانا مسافر شرم الشيخ اسبوعين فمش هعرف اعدي عليكم لغايت ما ارجع 


ثم ترك وليد الحقيبة التي كان يحملها علي المكتب وأصدرت صوت بسيط ولكن حاد قليلا، فأردفت ساره بانفعال 


- ما براحة، مترزعش المكتب ده مش بتاعنا يا استاذ انتَ


وليد أردف بنبرة مليئة بالغيظ


- انا مش عارف انتِ مستحملة نفسك كده ازاي بجد ده انتِ بلوة من بلاوي الزمن


هدير باستغراب ربما سمعت من سارة عن مواقفهم ولكنها لاول مره علي الطبيعة تري شجارهم وطريقتهم 


- في ايه يا جماعه مالكم


وليد حاول أن يهديء من نفسه فهو لن يزعج نفسه من اجل دقائق سيكون معها في نفس المكان وكأنه يكذب علي نفسه 


فإذا كان يستطيع لكان جلس لساعات طويلة وليأخذ ساعات من اليوم الاخر فقط ليسمع حديثها المزعج، فحقا علي ما يبدو ان هذه الفتاة، تريد قتله بأنفاسها الغاضبة وتلك العروق التي تبرز في يدها التي تستخدمها 


دائما فالاشارة أثناء حديثها فلا شك انها تمتلك شامة جميلة ومميزة أسفل شفتيها المتعجرفة والمغرورة والتي يظن انها تخفي بداخلها لسان بطول هذا المبني، فأردف قائلا بنبرة هادئة 


- مفيش، ورايا مشوار مهم و ادي الحاجة لعمتي وانا لما اشحن التليفون هكلمها ..


هدير حاولت ان تلطف الاجواء قائلة 


- ماشي يا وليد نورت والله


ساره قهقهت بسخرية غريبة فلاول مرة تكون سخيفة مع احد بهذا الشكل لطالما تعاملت مع الجميع بمحبة طبقا لشخصيتها الاجتماعية 


- اه والله النور بيجي لصاحب المكتب كتير ...


وليد أردف قائلا فهو لم يستطع أن يسمع حديثه 


- دمك تقيل، سلام


وخرج وليد لتغضب ساره بسبب هروبه قبل ترد علي غلطه بها بغلط العن، فأردفت ساره بانزعاج وانفعال 


- انا دمي تقيل طيب


لتتحدث وكأنها تخاطب نفسها 


- بس بصراحه هو وسيم اوووي ممكن ينفع يعني و بعدين انا اقسمت يعني يقضي الغرض


هدير أردفت هدير وهي تضحك علي طريقتها 


- ارجوكي ارحمي نفسك من المسلسلات دي هي اللي ودتك في داهية وبعدين ابقي خدي الشنط عندك لغايت ما وانا راجعة منعند الدكتورة اخدهم

________________


شهقت امينة ولطمت علي وجهها حينما اخبرها زوجها بما فعله ابنها في الاونة الأخيرة فهي لا تعلم اي شي، ولا تعلم حتي ان ابنها مُعترف تماما بحبه لهدير وانه فاتحها في الموضوع هي وعمتها بشكل جدي وعلمت قرار هدير


- سنة !!! يا ميلة بختك يا قاسم يا ميله بختك يا امينة في ابنك 


- ياستي انتِ لما بتصدقي، حصل ايه علشان تندبي كده ليا حق مكنتش اقولك من الأول 


أمينة أردفت بسخرية وحزن في انن واحد 


- يعني احنا قعدنا خمس سنين عشان يعترف لنفسه انه بيحبها


ويوم ما يأخد الخطوة يستني الهانم سنه عشان تعرف هي تقبل بابني وله لا 


أردف خليل قائلا بعد أن استغفر ربه 


- اهدي قاسم كبير ومش صغير، وسبيني اكمل كلامي هو واحد شايف انه بيحب واحدة وانتِ فاهمه حوار السنين اللي فاتت واللي مش هنقوله هنعيده


هدير لسه مستغربة الوضع وانتِ والناس كلها عارفة ظروفها، وهي مغلطتش يا أمنية هي قالت لابنك خلال السنة دي شوفت واحده غيري


هي مش ربطاه بحاجة


ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا 


- ابنك استني او لا ده قراره مش قراري ولا قرارك ولا قرار هدير نفسها هو اللي عايز يستني البنت اللي شاف نفسه معاها برغم كل العواقب هو عايزها هي


أمينة أردفت بانفعال قائلة


- اسكت واحط الجزمة في بقي صح يا خليل؟


خليل تحدث بنبرة هادئة وبها بعض الحب والحنان ليحتوي جرح زوجته وحساسيتها كأنثي وكأم تخشي أن تضيع سنوات من عمر ابنها دون فائدة وإن يمر الزمان عليه ويجد نفسة وحيداً دون زوجة او إبن وأسرة 


- يا ام قاسم، انا مقدر انك عايزة تفرحي بيه وتشوفي عياله زي ما انا نفسي 


بس افهمي انتِ ابنك من ساعة حتي ما دخل الجامعة وليه زمايل وبيحتك بناس وطبعا فيهم بنات لغايت دلوقتي عمره جه حكي تفاصيل حد زي هدير ؟


- عمره ما عملها 


خليل أردف قائلا بحكمة لا تمتلكها بعض النساء حينما تتغلب عليهم حساسيتهم وعاطفتهم 


- كان لازم اشجعه انه يتقدم للبنت اللي بيحبها علشان ميفضلش ملوش موقف، مينفعش اقوله لا انتَ لازم تفرحنا بيك واقوم امسكه من ايده اجبره يتجوز 


هو انتِ عايزه كده ؟ انتِ مخلفة راجل ده لو بنت مش هنغصبها أساسا الجواز ده مينفعش يتم باختيار حد تاني 


أمينه أردفت قائلة بنبرة متأففة


- مقولتش نغصبه بس هو معلق نفسه بيها وهدير بتوجع قلب ابني وبس ..


- هو حر، انا مش هقدر اقوله سيبك منها وانا متاكد انه عايزها


مينفعش اخليه يروح يشوفله واحدة يرتبط بيها ويظلمها معاه ويظلم نفسه


في الاول والاخر ده نصيب وابنك شايف انها نصيبه 


ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا 


- كل اللي احنا نقدر نعمله نقول ربنا يهديه ويرزقه بالزوجة الصالحة واللي يرتاح معاها العمر كله سواء هدير او غيرها


- انا عارفه كل ده


بس انا مش عاجبني إنتظار ابني وقلقانة افرض كسرت بقلبه في الاخر 


- اللي ربنا كاتبه هيكون ولا رأي قاسم ولا رأي هدير اللي بيمشي 


الله اعلم النصيب فين  

______________________


دخلت هدير العيادة


كالعادة استقبلتها فرح بسعادة وتحدثت معها وسألتها علي ما فعلته في هذا الاسبوع


وبعد وقت دقت ساعة العمل وبدأت هدير تسرد منذ اول يوم رأت ذلك المنشور وحذفت الشخص وحتي يومها هذا


فأردفت فرح وهي تعقد ساعديها 


- حلو جميل جدا


هدير أردفت باستغراب هذة المرة من طريقتها فهي لم تبدي اي رده فعل مما كانت ترسمه في خيالها 


- هو ايه اللي جميل يا دكتوره ؟


أردفت فرح وهي تلوي شفتيها بتهكم فهي لاول مرة تري حالة تشخص نفسها وكأنها هي الطبيبة


- انتِ واخده مكاني، هقولك ايه غير انه جميل 


- خت مكانك ازاي ؟


- بقالي ساعة ونصف بسمعك علشان تقوليلي في الاخر 


انا عندي ادمان " مشاهده المواقع الإباحية " 


مشخصة حالتك فلازم انا اروح ابيع بطاطس بقا


فأردفت هدير بتأكيد لوصفها لحالتها 


- ما انا مُدمنه فعلا


فرح أردفت بجدية هذه المرة ولكن نبرتها هادئة 


- بصي يا هدير مفهومك عن الإدمان غلط مش مجرد انك قريتي مقال ومريتي بحاجات شبه الأعراض اللي قرتيها 


تبقي انتِ مدمنه


لتأخذ نفسها وتستكمل حديثها وهدير تركز معها بكل حواسها 


- انتِ عارفه ايه هو الإدمان 


كل شي في حياتنا الافراط فيه بيكون ادمان وده حصل في الايام دي 


يعني لو هنرجع بالزمن لورا شويه عمرنا ما كنا نتخيل ان في حاجة اسمها ادمان مواقع السوشيال ميديا ان حد يدمن حاجه زي دي هو اللي المفروض يتحكم فيها مش العكس


و لا حاجة اسمها إدمان القهوه او مدمن لبورصة

و ....الخ


لتبتلع ريقها وتحاول ان تشرح لها أكثر


- الإدمان هو الاعتياد علي شي معي


غالبا بتكون أسبابه ان الإنسان بيحاول يعمل حاجة غير مألوفة علشان ينسي الواقع اللي بيعيشه


وده بيختلف من عصر لعصر


أردفت هدير بعدم فهم 


- بتختلف ازاي


- يعني زمان كان الإدمان بينحصر في فكرة المخدرات او المواد الكحولية الناس كانت بتسكر علشان ينسوا نفسهم 


توضيح اكتر لان ده كان الشي الغير مألوف عندهم زمان لما حصل اختلاف والدنيا اتطورت


ومع دخول عالم التكنولوجيا ظهرت مفاهيم جديدة في الإدمان زي اي حاجه في الدنيا ظهرت مع التطور ده في حاجه اسمها ادمان الألعاب الإلكترونية !!!


هدير أردفت بنبرة حانقة ومازالت لا تفهم المغزي 


- انا المفروض اعمل ايه بكل ده اكتئب اكتر


- الانسان المدمن مبيقدرش يبطل شي انا معاكي في دي مغلطيش ...


قاطعتها هدير ولم تنتظرها ان تستكمل حديثها 


- طب كده انا مدمنه


- حسب ما قولتي عمرك حتي ما فتحتي اي اكونت واتكلمتي مع حد في عز


ان في حد معاكي او ان في حاجة تانية شغلاكي


هدير أردفت بتأكيد لكلماتها  


- صح


- اكيد اتفرجتي علي افلام كتير 


وشوفتي ان الإنسان المدمن لما حد بيرميله مخدرات حتي لو قدام ناس غريبة مش بيسيطر علي نفسه وبيروح واخدها والدنيا تخرب صح ؟


هدير أردفت بتساؤل فمازالت لا تفهم الي اين تحاول الوصول بها 


- ايوه ايه العلاقة


- افهمي يا هدير الإدمان هو نفس الاعراض ونفس كل شي باختلاف الحاجة اللي الإنسان بيدمنها


معني ان حد كان يبعتلك فيديوهات وانتِ تشوفي منها حته او تشوفي رسايل موحية للموضوع 


حتي لو قاعدة مع حد وتسيطري علي نفسك كده يعني عقلك موجود معاكي في كل لحظة 


هدير أردفت بإنكار 


- ده بيكون بدافع الخوف 


فرح أردفت بوضوح أكثر 


- بصي يا هدير إدمان المواقع دي هو إدمان سلوكي يعني مش عايز مصحه عشان تبطليه لان أولا واخيرا انتِ عقلك بيكون متحكم 


بصرف النظر ان في حالات بتعدي كده بس احنا مش حيوانات


مهما كان الإنسان شهواني عمر ما تتغلب شهوته علي عقله 


بس انتِ مازال عقلك متحكم فيكي بنسبه ٨٠ % 


غير مثلا إدمان المخدرات هو بيعمل اي حاجه وقت ما يكون شارب وده لانها حاجات طبية بتبدا تغيب عقله هفهمك اكتر مثال مشهور جدا


لتنهدت فرح لتستكمل حديثها بهدوء 


- سمعنا الفترة الأخيرة 


عن شباب بتغتصب حد من أهل بيته 


هل لو هما مدمنين بس جرعة المخدر بتاعتهم مش واخدينها ولسه عقلهم فيها هيفكروا في كده ؟ ده لو الحالات مبقاش في سيطرة عليها وجهاز اعصابها باظ 


لتجيب علي نفسها فهي لم تكن تنتظر إجابة هدير 


- ابدا يا هدير بس هو بيعمل كده وهو مش واعي فدي حاجه ودي حاجة


مثلا انتِ لسه موصلتيش للادمان لانك لو وصلتي للادمان كان ممكن توصل معاكي ان تحاولي تشبعي رغبتك في اي مكان 


انتِ حتي مش بتفكري في كده لو في حاجة تانية شغلاكي 


دايما كانت أعراض إدمان المواد الإباحية تختلف على حسب الشخص، بالنظر لمقدار المواد الإباحية اللي بيتعامل معاها


وطول الفترة الزمنية اللي تعامل خلالها الفرد مع هذه المواد إن كانت قد امتدت به لسنوات أم كانت أقل من ذلك


لتنظر لها وتبتلع ريقها فقد جف حلقها مع هذه الحالة العجيبة


- يعني الموضوع مش لانك قريتي بعض المعلومات حتي لو من مواقع معروفة انك تحددي حالتك


انتِ محتاجه شخص يبص للموضوع من منظورك ويسمعك انتِ لانك بتبحثي في ادمان المواقع الاباحية من قبل ما تفهمي فكره الادمان عموما


- ممكن تكلميني بشكل اوضح ازاي عقلي بيكون موجود


سالتك سؤال في وسط الكلام هل في موقف فكراه وخوفتي حد يكشفك 


قولتي ان لما عمتك في مرة صحيت من النوم ومجرد انك سمعتيها بتعطس وداخله الحمام عقلك نبهك انك توقفي اشباع رغبتك في لحظتها تماما 


معني كده ان عقلك كان موجود قبلها بس عقلك الباطن شغال انه يقنعه يسكت برغم انك طول ما انتِ حاسه بالذنب


خصوصا انك في السنة الأخيرة حسب كلامك في عز ما انتِ بتتكلمي مع شخص بتحسي انك قرفانه من نفسك بالرغم انك بدأتي الكلام علشان 


تشبعي رغبتك بس تروحي قافلة الاكونت كله وتعيطي ده دليل انك مش مدمن


تحدثت بشكل أوضح بعد أن نهضت وشربت كوب من المياة ثم جلست مرة أخري 


- المدمن استحاله يبدا في حاجه تخص ادمانه 


أي ان كان نوع الادمان ويتوقف عنها في النص 


- طب لو مش مدمنه انا حالتي ايه


- هقولك كام آيه علشان تعرفي ان الكلام البسيط ده ذنبه كبير علشان اكدلك للمرة التانية انه حرام لان برضو دي نقطة مهمة 


{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون}


[ سورة النور اية ٣٠ ]


وقال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)


[الإسراء: 36]


وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: 


(كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) متفق عليه


قال ابن بطال: 


"أطلق على كل مما ذكر (زنى) لكونه من دواعيه".


الكلام شارح نفسه ومش محتاجه افسرلك وانا قولته من باب الصداقه لانك اكيد مش جايه تسمعي كلمتين في الدين ... 


لتستكمل حديثها بعد أن ابتلعت ريقها فقد طالت محادثتهم 


- عندك بما يشابه الاكتئاب او بتحاولي تعيشي لحظات تنسي فيها ضعف شخصيتك


لازم تكتشفي نفسك 


بالنسبه لمشاهدتك الفيديوهات اللي انتِ اصلا كارهه الفديوهات العنيفة وتصوير العلاقة بشيء مؤذي فده دليل كويس 


المشكله تكمن في اكتشافك لذاتك وتكتشفي هدير الحقيقية وتكشتفي الشي اللي بتحبيه 


لازم يكون ليكي رأي خاص بيكي انتِ مش تعيشي في ظل حد 


                     الفصل الخامس عشر من هنا 

تعليقات



<>