رواية تزوجت مـدمـنا
الفصل الاول 1
بقلم نوران شعبان
انحنى لمستوى المنضدة الصغيرة،، مغلقا جفنيه الساترة عن ثنائي العينين الآخذين لون العسل المنطفئ،، بشهوة غارمة..
دنى برأسه وهو يستنشق جرعة من "الهيروي*ين" المرقومة على سطح المنضدة..
أستنشق الحبيبات جميعها بلهفة و رغبة،، ليجلس على الأرض متنهدا براحة و هدوء..
خرت قواه و ارتخت عضلاته الصلبة على سطح الأرض المغلف بالسيراميك الفخم.. و غفى على الأرض نائما بسلام..
" كريم الراجي،، ضابط في مكافحة المخدر*ات.!
و لم لا.؟ في المجتمع الآن أصبح الضباط يلقوا القبض على شحنات تهريب "المخدرا*ت"،، و ينتفعوا بها الضباط.!!
-- والده " أحمد الراجي " صاحب شركات استيراد و تصدير عالمية..
-- والدته متوفية بعد صراع طويل عنيف مع المرض الخبيث.. و كان الظفر من نصيب المرض.!
~~
في إحدى القاعات الضخمة، احتشد الناس بتنظيم.. و يبدو الثراء و الفخامة عليهم جميعا..
وقفت فتاة تميزت وسط الحاضرين ببدنها البض الممتلئ بالجاذبية، و النحيف الممشوق من الخصر.!
وقفت بثقة تنظر للأعلى بإبتسامة ودودة بريئة،، و تلألأت الفرحة بأعينها و اتسعت الابتسامة أكثر؛ عقب سماع اسمها يدوى بين الحاضرين..
" حياة صديق قاسم "
ارتقت السلمتين بثقة و رشاقة بكعبها المرتفع عن الأرض..
ووصلت للطاولة الطويلة الكنزة المزينة بقماش الحرير الخاص بالمناسبات..
استلمت جائزتها التقديرية، وأخيرا حصلت رسميا على رسالة الدكتوراه في علوم النفس و الاجتماع..!! و ذلك في وقت إعجازي.. أصبحت دكتورة علم نفس و هى تبلغ فقط ستة و عشرون عاما.!
" صديق قاسم،، يكون شريك جديد ل"أحمد الراجي" والد كريم، في شركاته..
-- والدتها متوفية أيضا..! "
.. حياة صاحبة العيون الداكنة السوداء، ليست فقط متخصصة بعلم النفس فقط،، هى تحتوى على كم هائل من المعلومات في شتى المجالات،، و خاصة في الطب.!
~~
تحدث أحمد بصوته الطاغى..
" كريم يابني،، انا داخل على صفقة كبيرة، حاطت فيها نص فلوسي تقريبا..
الصفقة مع شريكي في الشركة "صديق"..
لو خسرت هخسر مكانتي و مهنتي للأب، و مش بعيد بعد كام شهر أعلن إفلاسي و نترمي في الشارع.! "
اجاب كريم ببرود
" وانا مالي.؟ انا ظابط مليش دعوة بجو الصفقات بتاعكو ده.! "
" ومين قالك اني عايزك في شغل.؟ انا عايزك في حاجة تانية هتفيدنا احنا الاتنين.! "
لم يعقب كريم،، فأكمل أحمد موضحا..
" من كام يوم كنت في حفلة تكريم بنته، البنت زي القمر و مركزها عالى.. اتجوزها عقبال ما اضمن الصفقة،، و اهو تعيشلك يومين حلوين بدل الكآبة بتاعتك دي.! "
زفر كريم بضيق مبين.. واسترد ناكرا :-
-أنت عارف كويس ان النسوان مابتجيش معايا سكة.! فشوفلك حد تاني يضمنك مش انا الي تستخدمه كوبري.!
تنهد أحمد، وابتسم ببرود :-
-كنت متوقع ردك ده.! بس انا كلمت الراجل خلاص، و هتيجي معايا و رجلك فوق رقبتك تطلب إيدها.!
أغمض جفونه بتعب، وهو يتحسس رأسه بحركة دائرية محاولا تخفيف آلام رأسه.. لا يوجد خلق له بالدخول لحوار ممل سخيف نهايته الإجبار..
" طيب، طيب حاضر هنروح و رجلي فوق رقبتي و هطلب إيدها.! حاجة تانية.؟"
تفحصه أحمد من شعر رأسه الكثيف الضوضي،، لأخر بدنه الطويل العريض المايل للنحافة.. ماررا بذقنه البنية المشاغبة كشعره تماما..!
" دقنك دي تتحلق، الي يشوفك بقى يقول عليك داعشي.! و شعرك خففه شوية مش عايش مع عفريت انا.! "
بدأ شعوره بالهلاك يزداد رويدا،، مسح وجهه بباطن كفه برعشة..
" حاضر، حاضر يا بابا.! "
.
تركه كريم وتوجه لغرفته وهو يوصدها جيدا،، أخرج ورقة مطوية من الكومود جانب فراشه..
افرغ محتوياتها على المنضدة، وهو يستنشق و يلتهم جرعة المخدر*ات كاملة..!
لتخمد قواه ثانية، مستسلما لسحر " الهيروي*ين..!
لو عجبتكم أكملها.
