أخر الاخبار

رواية حكاية زهرة الفصل الثاني2 بقلم حكاوي مسائية


 رواية حكاية زهرة الفصل الثاني2 بقلم حكاوي مسائية


خرجت تتبعه ،قلبها يدق بعنف من الرع،ب ،رغم سرعتها إلا انه كان أسرع منها ،ركب سيارته ورحل ،وقفت لا تدري ماتفعله، غريبة بمكان غريب ،على ناصية قريبة يجتمع شبان يتحدثون بصوت مرتفع لغة لا تفهمها ،وأمامها على الناصية المقابلة وكر يظهر أنه حانة، يا الله ،كيف ستعيش بهذا المكان ،تذكرت طفلتها التي تركت خلفها بالشقة فصعدت أليها مهرولة ،كانت واقفة حيث تركتها ،متجمدة كأنها لوحة حزينة لولا تلك الدموع التي تتسابق من عينيها على وجنتها الصغيرة .همت أليها تعانقها.
-لا تخافي حبيبتي ،سنكون بخير .
شيء ما بحلقها ،بصدرها ،بعقلها ،شيء لم تختبره من قبل وهي بنت أبيها المدللة ،شيء يمنع دموع عينيها ويمنع عقلها عن التفكير ،شيء آخر بقلبها انتبه لتلك الصغيرة 
-تعالي لنرى إن كان في هذا المطبخ شيء يؤكل .
طبعا لم تجد شيء ،اخذت زهرة من يدها وخرجت .
-سنبحث عن مطعم ،نأكل ثم نفكر معا ،مارأيك .
هزت الصغيرة رأسها بالإيجاب متعجبة من تلك الابتسامة الغريبة على شفتي والدتها والتي لا تكاد تصل وجنتيها.
توجهت  مبتعدة عن جمع الشبان ،ترفع رأسها وتمشي بثقة ،تريد أن تعطي انطباعا أنها ابنة المنطقة او الحي ،رغم أن لباسها وحقيبتها وكذا هيئة ابنتها وهندامها ،كل شيء بها ينبئ انها قذفت من الأعلى لتجد نفسها حيث لا تنتمي .
الحمد لله ،هذا الزقاق أخرجها الى شارع كبير نسبيا ،التفتت يمنة ويسرة تبحث عن دليل ،فرأت لافتة فهمت منها انه مقهى ومطعم فتوجهت إليه ،رغم ارتباكها وخوفها ،ماتزال تظهر الاعتداد بالنفس وتقف بشموخ ،بينما زهرة تتشبث بها خائفة ونظرة تائهة محزنة بعينيها الجميلتين .
جاء نادل يشير الى طاولة متاحة وسط زحام من ناس يتكلمون بأصوات مرتفعة حتى انك تتعجب كيف يسمعون بعضهم ،لك أن تتخيل ،مطعم صغير مع بار للمشروبات الكحولية ،بمنطقة شبه فقيرة بمدينة غير معروفة في دولة معظم شعبها شبيه بالعرب في كل شيء .
حاولت أن تفهم منه وتفهمه طلبها ،تعرف انهم مشهورين بالبيتزا، فطلبتها ولما فهمت انه يسألها عن المشروب أدهشته بطلب مشروب غازي شهير .فأعاد ما قالت متسائلا 
-كوكا ؟!!!
-سي ،سي .
وأشارت الى الصغيرة ،كأنها تقول  معي طفلة لا يمكنني أن أشرب ما توحي اليه .
فهم فابتسم وهز رأسه يحيي امومتها باحترام .
سي ،الكلمة الوحيدة التي تعرف من لغتهم ،فكيف ستعيش وسطهم ،وهم غيرنا ،لن يحاولوا أن يكلموها بلغتها او لغة تفهمها كما نفعل نحن مع الأجانب ،يصرون أن تتكلم لغتهم ،وأن تتعلمها حتى تستطيع العيش وسطهم .
-كلي زهرة ،البيتزا كماتحبينها بالأجبان الأربعة .
مرة أخرى هزت الصغيرة رأسها .
نظرت نحو الخارج ،ياإلهي غربت الشمس ،ويكاد الظلام يسدل ستاره ،يجب ان تدخل شقتها قبل أن يمتلئ ذاك الزقاق بالسكارى. 
بحثت بحقيبتها عن الفيزا ،لتدفع ثمن طعامها. ولكن النادل هز رأسه نفيا ،
-مطعمنا الصغير ليست فيه آلة الدفع بالبطاقة .
طبعا لم تفهم كلمة واحدة ولكنها فهمت المعنى ،فأفرغت حقيبتها على الطاولة أمامها تبحث عن ورقات من فئة الدولار فاضت عن مشترياتها بمكان ما ببلدها .
اخذها النادل منها متعجبا لهذه السيدة التي لا تنتمي لهذا مكان .وابتسم .
وقفت امام المطعم كأنها تفكر الى أين ستذهب ،انتفضت لما احست بخبطة صغيرة على كتفها ،التفتت لتجد النادل الشاب يقف مبتسما .
-سينيورا .
-سي.
كأنه علم أنها لا تعرف من لسانه غير تلك الكلمة من حرفين ،فتكلم بالإنجليزية 
-تتكلمين الانجليزية سيدتي؟
-نعم ،نعم.
-انت غريبة ؟
-نعم ،هل يمكن أن تساعدني ؟
-هل عندك مكان للمبيت.
-نعم .
-اذهبي الآن وعودي غدا ،سأنتظرك. 
حضنت صغيرتها على الفراش الضيق ،كلمتها حتى احست بأنفاسها منتظمة وجسمها مطمئن بين ذراعيها ،اغمضت عينيها لعل النعاس بغشاها، ولكن هيهات وبالرأس ألف مطرقة ،وبالفكر ألف طريق ،وبالصدر ذاك الشيء الذي يكاد يخنقها والذي لم تختبره قبلا .
لماذا خانها هكذا ،لو قال أنه يريد المال ما بخلت عليه به ،لماذا تزوجها ،كان من الممكن أن يكلمها هو وابوه ،عمها ،عن الإرث .
-ليتك عمي كلمتني ،كنت اعطيتك نصيبك وطالبتك بحقي فيك سندا وظهرا .
ليتك وفيت يا ابن عمي ،ماكنت طالبتك بغير الوفاء ،ليتك صارحتني وما تزوجتني وكنت لي أخا وسندا وقدمتني بيدك لزوج يحبني ويقدرك لي اخا و عمي أبا ،ليتك يا والدي ما غيرت قي شرع الله ،اشتريت لي بالمال عداء الأسرة الوحيدة بعدك ،ليتك قدمت لهما خيرا لأجد بهما خيرا .
ألف ليت ،مرت برأسها ،وما نفع ليت وقد سبق السيف العزل .
وفي غفلة من القلب تذكر العقل منفذا لعله يكون المخرج.
-أمينة ،كيف نسيت أمينة صديقتي .
بحثت بحقيبتها عن هاتفها، لم تجده ،تذكرت أن غالب قد أخذه منها 
-هات تلفونك ،الظاهر أن رصيدي نفذ .

تعجبت كيف نفذ رصيده ولكنها لم تقف عند الفكرة ،وناولته الهاتف دون حذر او حرص على استرداده، والآن فهمت أنه تعمد أن يأخذه منها ليزيد غربتها غربة ونفيا.
-الحمد لله أنني أحفظ رقم أمينة ،سأتصرف غدا لأتصل بها .
مرت الليلة كما شاء لها الله ،تترقب الشروق كأنها تنتظر الفرج ،ولما لاحت أسارير الصباح ،أرغمت نفسها على الصبر قليلا ريثما يحضر النادل الى عمله وتستيقظ زهرة من نومها .
فتحت حقيبتها لأول مرة ،فلم تغير ملابسها ولا غيرت لزهرة ،أخرجت بذلة سوداء وقميصا أحمر مع إيشارب بنفس اللون ،اخذت حماما دافئا بالحمام الصغير ،وغيرت الى منامة حتى تحمم زهرة وتغير لها الى فستان زهري جميل ،وحذاء احمر كانت تحبه كثيرا ،لعلها تدخل قليلا من البهجة الى قلبها الصغير .اخيرا غيرت ،نظرت الى الساعة بمعصمها ،وخرجت .
كان ينتظر امام المطعم ،لم يأتزر بمئزر العمل لأنه استأذن ليغيب هذا اليوم ،شاب عشريني وسيم ،شعره الأسود اللامع الغزير يصل كتفيه ،لولا بشرته الناصعة البياض لحسبته فارسا عربيا بملامحه الشرقية ،عيون سوداء كحيلة، ولحية مهذبة أنيقة ،طول فارع ونحافة محببة .
رآها قادمة فابتسم وخطا نحوها. 
-أهلا أهلا، صباح الخير سيدتي .
-صباح الخير .
توجه بالكلام إلى الصغيرة 
-صباح الخير أميرتي .
لم تجبه ،فاعتذرت عنها والدتها.
-إنها لا تجيد الأنجليزية .
نظرت الى والدتها متعجبة ،إنها تجيد هذه اللغة إضافة الى الفرنسية ،منذ ولادتها حرصت أمها ان تتعلم اللغات وكانت تكلمها بلغتها الأم وباللغتين بالبيت إضافة الى دروس المعلمات الخاصة .
نظرت إليها رشيدة وابتسمت وهي تهز رأسها ،نظرة وحركة جعلتها تطمئن .
-ندخل لنفطر ،زهرة تعودت أن تفطر قبل أن تبدأ يومها .
-لن ندخل هذا المطعم ،سنذهب إلى آخر تقبل به الفيزا .
-نعم ،على ألا يكون خمسة نجوم ،المال معي ليس كثيرا .
الحقيقة انها لا تعلم كم معها ،ولكنها بعد أن اختبرت غدر ابن عمها لا تتوقع أن يكون وضع ثروة تحت تصرفها .
-وهو كذلك ،هيا بنا .
بشارع آخر ،دخلوا مطعما أكثر رونقا وهدوءاً ، لم تبخل على زهرة وطلبت لها بيضا وعصيرا وفطيرة بالشوكولاته، بينما اكتفت بقهوة ثقيلة كذاك الشيء على صدرها ،سوداء كحال حاضرها .
-احكي لي .
-لاشيء لأحكيه،كنت غنية ومتزوجة ولم أعد ،لا غنية ولا متزوجة ،وأحتاج هاتفا رخيصا .
ابتسم 
-مفهوم ،هل يمكن أن اعرف من أي بلاد انت ؟
-انا من المغرب .
-ولماذا لم تبقي ببلدك ؟
-فضلت أن أهاجر وأعمل لأعول نفسي وابنتي .
-مفهوم ،والسكن ،هل استقررت بمكان.
-نعم ،لي شقة بحي ****.
-إذن سأساعدك لتجدي عملا ،ونجد مدرسة محترمة للصغيرة. 
-أولا ،الهاتف لو سمحت .
-ابقي هنا ،سأعود بالهاتف .
ماكادت زهرة تنهي وجبتها حتى كان يمد لها الهاتف ،اخرجته من علبته ،مد لها البطاقة ،ادخلتها ،ورنت على امينة مشتاقة لسماع صوت قريب من قلبها .
-ألو  ،أمينة ،انا رشيدة ،نعم نعم إنه رقم آخر ،نعم سجليه هو رقمي الآن ،نعم؟آه آه انا بإطاليا، سأكلمك لأحكي لك ،لا ،لا ،ليس الآن.
كانت حريصة ألا تتكلم أمامه ،فهو يبقى غريبا ،ولا أمام زهرة التي تجهل الى الآن مدى استيعابها لما حدث .
أدت ثمن الفطور ،وقفت شاكرة .
-أشكرك اااا
-جابر سيدتي .
-جابر ؟
-لا تتعبي، أنا أيضا مغربي الأصل غير أنني ولدت هنا من أم إيطالية ولم أر المغرب يوما. 
-أشكرك جابر ،هل يمكن أن تدلني على سوق ،لا يمكن أن أنفق مدخراتي على المطاعم .
ضحك 
-هيا بنا إذن .
بعد أن أشترت كل ما يلزمها ،أصر جابر أن يحمل عنها مقتنياتها الى الشقة .
-تفضل جابر .
وضع الأكياس وجال ببصره ليقول .
-شقة صغيرة جدا لتعيشي بها انت والصغيرة ،ثم أنها بعيدة عن أية مدرسة مناسبة لابنتك .
-سنرى هذا بعد أن أستقر وأفكر ،شكرا لك .
-سجلي رقمي عندك ، لا تترددي، اتصلي بي كلما احتجتني ،اعتبريني أخاك .
-حاضر ،سأعتمد عليك رغم أنك تبدو أصغر مني .
وضع يده على كتفها مؤازرا. 
-لا تخافي ،انا معك .
ابتسم ،وجلس على ركبة ليصبح موازيا لزهرة 
-اعتني بهاته الجميلة ،وقولي لها أن خالها جابر يحبها .
ابتسمت زهرة فقرص وجنتها مداعبا 
-الى اللقاء .
اخذت زهرة الى الغرفة ،وأخرجت من احد الأكياس ورقا وأقلاما .
-اجلسي هنا زهرتي ،وارسمي، ريثما أكلم خالتك أمينة .
نظرت اليها والأمل بعينيها ،خالتي أمينة وابنها سعد صديقها الذي يحميها في المدرسة والنادي ،يضرب كل طفل سولت له نفسه أن يؤذيها بكلمة او حركة ،لماذا لم يحميها من غانم ،لماذا لم يضربه وقد أذاها بكلامه وفعله ،امها لا تعلم أنها فهمت كلامه كما تفهمه كل يوم ،كل يوم ينهرها وينكل بصفية لو رآها امامه .
-،خذيها بعيدا عني .
او لما يذكر امها بأن ابنته هي كارما .
-هي اول فرحتك انت لا تنسي أن فرحتي هي كارما .
وزاد امس حين قال 
-لا أريد أطفالا منك ،هم أطفالك انت وحدك ،انا لي كارما ابنتي .
ترفض الكلام منذ سمعته ،ترفض فعلا يستعمله غيرها للأذى أكثر مما يستعملون السلاح ،كلمات تجرح الروح وتكسر القلب ،لن تتكلم بعد اليوم ،لن تحمل ذاك السلاح القاتل .
خرجت رشيدة من الغرفة وهاتفت أمينة التي كانت تنتظرها قلقة وجِلة
-ألو رشيدة ،مابك حبيبتي ،كيف ذهبت الى إيطاليا دون ان تخبريني .
-قال اننا سنسافر معا ،ولأنني كنت أحلم بالسفر معه ،أردت أن أفاجئك بمكالمة من إيطاليا او صورة في فينيسيا ،خططت وحلمت أن أسعدك بالخبر ،ولكنني لم أتوقع مفاجأته هو لي انا .
-ما الذي حدث ،أخبريني .
حكت لها كل شيء ،كيف كانت غبية وهو يجردها من كل شيء ،وكيف رماها وصغيرتها بحي فقير هامشي بمدينة بجنوب إيطاليا.
-انت الآن بلا جواز سفر ؟
-أخذه ،وهددني إن عدت قد يلقي بي بمصحة نفسية بعد أن يأخذ أولادي .
-أولادك؟
-وهذه مفاجأتي الثانية ،للأسف لم تعد سارّة ،انا حامل يا أمينة .
هنا ،انهارت كل حصونها وأجهشت باكية .
بباب الغرفة تقف تنظر إلى أمها وتسمعها، دموعها تنساب على وجنتيها الممتلئتين، مسحت بظهر يدها الصغيرة سائلا يخرج من أنفها الصغير ،سمعت رشيدة حفيف الورقة بيدها فالتفتت اليها وأسرعت تعانقها .
-انا هنا حبيبتي ،لن أدع شيءً يؤذيك .
أحاطت عنق والدتها بيديها الصغيرتين وأجهشتا في البكاء معا .
على الجانب الآخر ،هناك في الضفة الأخرى من البحر ،ماتزال أمينة تسمع 
-رشيدة ،رشيدة ،أجيبيني يا رشيدة .
-نعم يا أمينة 
-زهرة بخير ؟
-قولي لي يا أمينة ،ماذا أفعل وكيف اتصرف ،انت تعلمين أنني كنت دائما اعتمد على والدي ،وبعده جاء غانم ليقصيني من كل شيء ،اعتمدت عليه في كل صغيرة وكبيرة .
-اسمعيني ،الوقت ليس للبكاء ولا الحسرة ،اذهبي إلى القنصلية واستخرجي جوازا آخر .
-لن أعود إلى المغرب يا أمينة ،ليس لي ما أعود اليه ،وأخشى أن ينفذ تهديده .
-لن تعودي ،ولكنك ستغيرين منفاك ،اذهبي إلى فرنسا او انجلترا ،تجيدين اللغة ،ولنا هناك أصدقاء يساعدونك .
-أظن أنني سأحتاج الى المال ،فما احسبه ترك لي ما يكفيني .
-ومجوهراتك ؟
-لم آخذ منها الكثير ،فقط ما كنت ساتزين به مع بعض الفساتين .
-الوغد ،غدر بك غدر الزمان .
-المهم الآن ،أشيري علي .
-كما قلت ،استخرجي جواز سفر ،واخبريني ،بعد ذلك سنتصرف .
هاتفت جابر تخبره انها تحتاج استخراج جواز سفر بعد أن أتلفت جوازها ضمن مفقودات أخرى ،لا تريده أن يخمن ظروفها ولا ما حدث لها ،أخبرها أن القنصلية بمدينة أخرى ويحتاجون السفر باكرا .
اتفقت معه على وقت محدد ،بعد أن تؤدي فريضة الصبح ،وتجهز هي والصغيرة للسفر .
كان كما وعدها ،اخ صادفته في منفاها، ساعدها لتقدم طلب جواز السفر ،و اعادها الى شقتها تقبض على ورقة بموعد استلام الجواز .
ذهبت الى البنك تستفسر عن مقدار ما اودع لها غانم ،كما توقعت لم يكن كثيرا ،لو عاشت  على وثيرة حياتها السابقة لن يكفيها أسبوعا ،وعليها التقتير والحرص ريثما تعلم كيف ستتصرف .
فتحت حقيبتها تتفقد مجوهراتها،قد تفيدها ولكنها ستجعلها آخر ملاذ .
تنهدت بحسرة على سوار كان لوالدتها ،من ذهب وعاج احضره لها والدها من رحلة الى أفريقيا ،كانت نادرا ماتلبسه، تحافظ عليه ذكرى عزيزة ،واليوم أصبح ضمن ما سرقه غانم .
مرت أيام ،لا تخرج من الشقة ،تكلم أمينة كل يوم ،وجابر يسأل عنها ويحضر لها ماتحتاجه.
اليوم بشرت أمينة ،جواز السفر بيدها ،وتأخذ تذكرة الى انجلترا





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close