أخر الاخبار

رواية عمياء في يد الصياد الفصل الثامن والتاسع بقلم اسراء سمير

رواية عمياء في يد الصياد 

الفصل الثامن والتاسع

 بقلم اسراء سمير

وصل شريف ومعه ادهم ومريم التي يبدوا عليها الخوف فهي الآن مقبله علي الزواج من شخص مجهول بالنسبه لها

عندما وصلوا تم الترحيب بهم...

الحاج بلال:يا مرحب بالحبايب...شرفتونا يا ولاد الصياد

شريف:يزيد الشرف يا عمي

الحاج بلال:انت عارف يا ولدي الي حوصل دا مكانش بيدنا

شريف ببعض الحزن:عارف يا عمي،المهم أننا ننهي التار وميحصلش دم تاني

الحاج بلال:يا رب يا ولدي،التار دا نار بتحرج الكل وما يعرف أهل ولا صاحب ولا حبيب

بينما صعد كلا من ادهم ومريم الي الغرف المخصصة والمجهزه لهم

♡♡♡♡

علي الجانب الاخر

كان محمود ومالك ورسيل يستقلون سياره أجره

كانت رسيل تشعر بانقباض قلبها لا تعلم لما ذلك الشعور يتخلل اليها،ولكنها طمأنت نفسها بوجود اخويها معها وأخذت تدعوا ربها سرا...

لا تعلم ان مصيرها قد تحدد وستصبح في يد الصياد...

لا تعلم أنها ستعاني عندما تخطوا قدماها تلك البلده...

بعد مضي بعض الوقت توقفت السياره ونزلوا منها،وساعد محمود اسيل علي النزول واكملوا سيرهم حتي وصلوا الي العنوان المقصود،

وعندما دخلوا وجدوا الشيخ عمران يرحب بهم ويقفوا معه مجموعه من الرجال

الحاج عمران:يا مرحب يا ولاد عصام..اتفضلوا
أنا الحاج عمران ابن عم ابوكم..اتفضلوا

دخلو وجلسوا وكانت رسيل ممسكه بزراع محمود لا تتركه مما اثار الدهشه علي وجه الحاج عمران...

الحاج عمران:ممكن يا ولدي تدخل اختك مع الحريم جوه

لكن رسيل تمسكت أكتر في يد محمود فربط محمود علي يدها ثم قال للحاج عمران:

معلش يا حاج عمران هيا مش عايزه تسيبنا

الحاج عمران:ليش يا ولدي..هي فيها حاجه

محمود:أيوه..هي مش هتقدر تروح لوحدها لأنها مش بتشوف

الحاج عمران:ربنا يشفيكي يا بنتي،بس احنا لازم نتكلم حديت رجال،راح أنادي علي فاطمه بتي تأخدها وما تخاف عليها

ثم قام بالنداء عليها وحضرت واخذت رسيل التي كانت تشعر ببعض الخوف،وارشدتها الي غرفه لتجلس فيها،وبعدما ذهبوا التفت محمود وقال:

في ايه يا حاج عمران،ايه الأمر الضروري الي عايزينا فيه

الحاج عمران:شوف يا ولدي الي حوصل...

وحكي له مسأله التار ولابد من الزواج حتي ينتهي التار فيجب علي رسيل ان تتزوج من عائله الصياد وايضا محمود عليه الزواج من بنتهم لأنه الأخ الأكبر

هنا قام مالك وصاح بصوت عال:مستحيل أختي تتجوز بالطريقه دي،واحنا ملناش علاقه بالتار

هنا سمعت رسيل صوت مالك فأنتفضت وقامت من مكانها واخبرت تلك السيده بأن تساعدها في الخروج الي اخويها فساعدتها وعندما اقتربت منهم ذهب مالك إليها واخذها وهو يقول:

أختي مش هتتجوز حد،احنا هنمشي من هنا

وكاد ان يخرج من الباب إلا انه توقف علي سماع طلقه ناريه فأستدار فوجد أحدا من أفراد العائله قد فعل ذلك...

بينما ارتعبت رسيل وتمسكت بمالك وهي تقول ببكاء:

مالك في ايه؟!! أنت كويس...وومحمود فين...هو كمان كويس

في تلك اللحظه اتجه محمود إليها لكي تطمأن
بينما تحدث ذلك الشخص:

مفيش حد خارج من هنه

الحاج عمران:ليه كدا يا ولدي احنا مش عايزيين كده

الشخص:مش سامع يابوي عايزين يمشوا والنار تجوم بين العلتين وتبجي بحر دم

أخذ الحاج عمران يقنعهم بضروره حدوث تلك الزيجه وأن هناك أرواح ستسفك واولاد ستيتم
فوافقوا مع إسرار رسيل لخوفها علي اخويها من ان يلحق بهم ذلك التار فهم يظلون من عائله السيد وهي ستضحي بنفسها من أجل سلامه اخويها

اتفقوا علي ميعاد مع عائله الصياد في المساء ليتم الاتفاق علي تلك الزيجه

♡♡♡♡

في بيت عمر كانت ريتال جالسه مع خالتها ووالدتها الذين كانوا يتحدثون عن تلك العروس وعن جمالها وحسنها تاركين تلك التي تجلس بجانبهم تعتصر من الالم غير مهتمين...

ريتال:خالتي لو سمحتي ممكن ادخل الحمام

سلوي:انتي بتستأذني يا بنتي البيت بيتك

ذهبت ريتال وأثناء سيرها سمعت عمر يتكلم مع خطيبته...

عمر:وحشتيني يا قلبي

خطيبته:......

عمر:بجد انا مش مصدق أننا هنتجوز اخيرا بعد الحب دا كله

كانت واقفه تضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها وبدون قصد ازاحت بيدها الاخري تلك المزهريه التي خلفها وسقطت محطمه...احدثت صوتا سمعه عمر،ونزلت لكي تجمعها وقد جرحت يدها

في أثناء ذلك فتح عمر الباب ووجدها علي هذا الحال فذهب في اتجاهها وقال:

ريتال انتي كويسه

رفعت ريتال وجهها الذي اغرقته الدموع وقالت بصوت متقطع:

اسفه...مكانش قاصدي

نظر إلي يدها المجروحه وظن ان بكاؤها لذلك لكنه لا يعلم أن جرح قلبها أكبر من ذلك الجرح الصغير

أحس عمر حينها بشعور غريب وكأنه هو من جرح وليست هي ولكنه فسر ذلك الشعور لكونها مثل أخته لا اكثر

عمر:ايدك بتنزف،استني اجيبلك مطهر

ريتال:مفيش داعي انا هطهره

وذهبت سريعا الي الحمام،دخلت ووقفت أمام المرآه ونظرت الي نفسها وحدثتها قائله:

انا لغايه أمته هفضل احبه...لغايه امته
خلاص قلبه ملك واحده تانيه وانا الي فضلت احبه سنين ولا هو هنا...

وتركت لدموعها العنان لعلها تخفي من تلك الألم الذي يغزو قلبها

♡♡♡♡

في الجامعه

كانت جني واقفه مع صديقتها دينا يتناقشان

جني:أنا عايزه اشتغل أساعد أخويا يا دينا..الحمل عليه تقيل اوي

دينا:بس اكيد هو مش هيرضي يخليكي تشتغلي

جني:هو مش راضي يحملني أي مسؤوليه،وأنا مش عايزه اعمل حاجه من وراه

دينا:طيب انا جاتلي فكره،ايه رأيك بما أنك بتعرفي في شغل الكروشيه والشغل دا تعملي منه وتبيعي

جني:فكره حلوه،هقول لأحمد ويا رب يوافق

♡♡♡♡

في المساء تجمعت العائلتان لكي يتناقشوا في الامر

حضر في أول الامر شريف ومعه ادهم وجلسوا منتظرين قدوم العائله الاخري

بعدها دخل محمود بمفرده فقد كان مالك مع رسيل لكي يطمإنها وبعد ذلك يذهب ليجلس مع اخيه

بدءوا في المناقشه حيث تمت علي ان يتزوج ادهم من رسيل ويتزوج محمود من مريم الي ان دخل مالك عليهم فوقف ادهم واتجه إليه قائلا:

دكتور مالك بتعمل ايه هنا؟!!

وكان مالك مصدوما من وجوده أيكون ادهم هو من سيتزوج بأخته.....

الفصل التاسع

بدءوا في المناقشه حيث تمت علي ان يتزوج ادهم من رسيل ويتزوج محمود من مريم الي ان دخل مالك عليهم فوقف ادهم واتجه إليه قائلا:

دكتور مالك بتعمل ايه هنا؟!!

وكان مالك مصدوما من وجوده أيكون ادهم هو من سيتزوج بأخته....

مالك:دكتور ادهم...حضرتك الي هتتجوز اختي

ادهم:هي العروسه تبقي اختك،وأخوك هيتجوز اختي

هنا شعر مالك بالألم سيتزوج أخيه بمن بدأ يدق قلبه لها...

هنا قام محمود وقال موجها حديثه لمالك:

أنت تعرفه يا مالك؟!!

مالك:أيوه يا محمود دكتور ادهم صاحب المستشفي الي بشتغل فيها

هنا أراد ادهم ان يزوج أخته بمالك لمعرفته به علي عكس محمود فهو لا يعرف طباعه أما مالك يعرفه وإن كان ذلك منذ مده قصيره

ولكن كيف يفعل ذلك وقد قرروا أن تتزوج أخته بمحمود إلي ان اكمل مالك حديثه....

مالك:دكتور ادهم إنسان محترم واكيد هيراعي ربنا في اختنا وظروفها

توقف ادهم عند كلمه ظروفها ايعقل ان تكون بها عيبا؟! عن ماذا يتحدثون؟!!!

ادهم:ظروف ايه يا مالك؟!

محمود:أختي يا دكتور ادهم مش بتشوف

هنا كانت صدمه ادهم ايتزوج بعمياء،هو نعم لا يريد الزواج من الأصل ولكن ذلك التار اخضعه لهذا القرار مره اخري...

ادهم:ان شاء الله ربنا يقدرني واسعدها لكن عندي طلب منكم يا ريت تقبلوه بصدر رحب

محمود:اتفضل

ادهم:عايز أختي تتجوز بمالك

هنا شعر مالك بالسعاده فهو لم يكن يتخيل ان يطلب ادهم هذا ولكنه ترقب قرار اخيه...

محمود:أنا معنديش مانع...بس شوفوا رأي مالك
مالك بسعاده يحاول ان يخفيها:موافق

هنا شعر ادهم بالراحه وايضا شريف الذي سعد لأن ابنته لن تتزوج بشخص مجهول بالنسبه لهم وذلك لأن ادهم يعرفه...

تم تحديد موعد الزفاف وسيتم علي الطريقه الصعيديه هنا،واتفقوا علي ان يتم الحفل وبعدها يتجهون الي القاهره بسبب تأخر أعمالهم..

تم عقد القران وسط الفرحه والزغاريط وطلقات النار،كل هذا ولم تري مريم زوجها ولكنها علمت بأنه ذلك الدكتور الذي رأته في المستشفي وايضا لم يري ادهم زوجته...

أتفق علي ان ياخذوا مريم إلي القصر اولا لتأخذ اشياؤها وتودعهم ثم تذهب مع مالك الي شقته

وكذلك رسيل ستذهب مع اخويها وبعد ذلك تذهب الي القصر مع زوجها....

استقلوا سياراتهم لكي يتوجهوا الي بيوتهم

♡♡♡♡

وصل شريف وادهم ومريم الي القصر وبدأت مريم في تجهيز اشياؤها وهي تبكي الي ان دخل عليها ادهم...

ادهم:مريومه..بتعيطي ليه

نظرت إليه مريم والدموع في عينيها:خلاص يا ادهم همشي من هنا وهسيبكم

ادهم وقد اقترب منها واخذها في احضانه:

اهدي وبطلي عياط انتي مش هتبعدي عننا وكمان يا ستي هتبقي في الشغل معايا

خرجت مريم من احضانه وقالت له:

طيب أفرد هو مرضاش يشغلني

ادهم:هبقي أكلمه انا،ثم اضاف بمزاح:
وبعدين انا عارف أنك مش عايزه تسيبيني في حالي هههه

ضربته مريم بقبضتها الصغيره علي كتفه فتصنع الالم

ادهم:اه..

ابتسمت مريم وقالت له بعدما أخرجت لسانها:احسن

ضحك ادهم وضحكت مريم فهو استطاع أن يخرج أخته من حالتها

♡♡♡♡

أما عن ريتال خرجت من الحمام بعدما غسلت جرحها بالماء فقط وعندما خرجت وجدت عمر وافقا فاستغربت لوقوفه...

ريتال:عمر انت واقف هنا ليه

عمر:علشان اعالجلك الجرج

ريتال:مفيش داعي انا لما أروح هعمله

عمر:مينفعش....انا هعملهولك

واتي بعلبه الاسعافات الاوليه وجعلها تجلس وقام بتعقيم جرحها...كل هذا وهي تنظر إليه بدموع...وما ان انتهي حتي قامت من مكانها وذهبت عند والدتها بعدما شكرته

ريتال:ماما بعد إذنك عايزه اروح

سلوي:ليه يا ريتال،خليكي قاعده معانا

ريتال:اسفه يا خالتو اصلي مرهقه من الشغل

سلوي:خلاص يا حبيبتي،ثم التفتت لاختها قائله لها:

روحي معاها شكلها تعبان

ذهبت ريتال مع والدتها غافله عن تلك النظرات التي تتعقبها متسائلة عن ذلك الشعور الخفي بداخله تجاهها

♡♡♡♡

أما عند رسيل لم تجف دموعها فهي الآن مقبله علي حياه لا تعرفها،حياه لا تراها يصاحبها فيها ظلام عيناها،ستضطر أيضا لترك اخويها سندها في تلك الحياه،ستضطر مرغمه علي تركهما للذهاب الي مجهول بالنسبه لها...

وقفت السياره بهم أمام منزلهم نزلت رسيل من السياره وساعدها محمود وصعدوا الي شقتهم
وما ان دخلوا حتي جلسوا وكل واحد يشغله تفكيره

مالك سعيد ولكنه يخاف علي اخته وتشغل باله
محمود أيضا يفكر في اخته كيف ستعيش بعيدا عنهم،كيف ستتأقلم مع تلك العائله وهي بوضعها هذا....

أما هي تملكها الحزن وازداد بكاؤها وأصبحت تعلو شهقاتها وانفاسها التي تقتطعت من كثره البكاء مما أثار الهلع في نفوس اخويها وقاموا للجلوس بجانبها لكي تهدأ...

محمود وهو يأخذها في احضانه ويطبطب عليها وقد ادمعت عيناه قائلا:

اهدي يا رسيل...دا مش كويس علشانك...نفسك بيروح

رسيل بصوت متقطع من البكاء:مش...قادره..يا..محمود هسيبكم وامشي
هروح مكان معرفوش..وناس معرفهاش..حتي اتجوزت واحد معرفوش وانا عاميه...عاميه

واذداد بكاؤها وحزن اخويها وادمع مالك ايضا وضمها هو الاخر

مالك وأراد أن يشجعها:لا يا رسيل معرفش عنك كده..رسيل أختي قويه مش ضعيفه...رسيل الي تحدت عجزها واتأقلمت معاه...رسيل الي رضيت بقضاء ربنا ومستسلمتش

اكمل محمود عنه قائلا:رسيل الي كانت بتشوف أطفال معاقين في بدايه حياتهم منهم الي اعمي ومنهم الي مقطوع أيده ومنهم الي مقطوع رجله...وغيرهم كتير..

شافت كل دا وحاولت تشجعهم علي الحياه حاولت تساعدهم بقدر المستطاع لكن يشاء القدر ويختبرها ربنا...ودلوقتي كمان بيختبرها ولازم تنجحي فيه...اصبري علشان ربنا قال في القرأن الكريم:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ”.

وهنا هدأت رسيل مع تشجيع اخويها وحديثهم وتذكيرهم لها بآيات الله تعالي

هنا أزالت دموعها وقالت:ونعم بالله،ان شاء الله هصبر وهيفضل عندي أمل

مالك:أيوه دي رسيل،يالا بقا علشان نقوم نحضر هدومك يا رورو

قاموا بتجهيز اشياؤها وخرجوا في انتظار ادهم ومريم ولقد أتفق محمود علي ان يعيش مالك ومريم هنا لحين تجهيز الشقه التي قد اشتراها لهم والدهم لزواج أحد ابناؤه بها وسيستأجر محمود احدي الشقق في منزلهم لحين الانتهاء من شقه أخاه التي هي في مقابل شقتهم

وصل أدهم ومريم الي البيت وصعدوا وعندما وصلوا اطرقوا الباب فقام محمود وفتح لهم واستقبلهم وأحضر لهم واجب الضيافه في حين قام مالك ليحضر رسيل وعندما دخلت عليهم كانت في قمه خجلها وارتباكها وخوفها ايضا وكان قلبها يدق بعنف...

أما عن ادهم ومريم عندما توجهت انظارهم إليها وقف ادهم مزهولا واتسعت عيناه بدهشه،كذلك مريم أيضا تملكها الدهشه

ادهم بصوت لم يسمعه احد:نرمين!!
                 الفصل العاشر من هنا
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close