أخر الاخبار

رواية قلب السلطان الفصل السابع7بقلم سوما العربي


 رواية قلب السلطان الفصل السابع7بقلم سوما العربي


 
جلس على احد المقاعد يعود برأسه للخلف وقد اصابه الاحباط بعد موقف عايده منه.. يشعر انه وضع حاله بورطه كبيره لم يكن لها اى داعى.. لا ينكر انه للحظه من اللحظات فكر بالزواج من اخرى ربما يجد الحب لديها.
عاد بذهنه لليلة امس يتذكر ماحدث
ابتعدت عن احضانه تنظر له بعتاب ولوم

وهو نظر لها برجاء ان تعفو وتصفح قائلاً :ننسى بقا الى فات ونبدأ صفحه جديده.
عايده:انت ضربتني... جالك قلب وعملتها بعد العمر والعيال الى بنا دول... رفعت ايدك عليا.. وانا مش مسامحه.
سلطان:يا عايده من انتى الى قولتى كلام مافيش راجل يعديه ولا يستحمله.

الى هنا واحتدت عينها ونظراتها تتذكر عملته

نطقت باعين تطلق الهبة من الغضب :يعنى انت ماستحملتش على نفسك كلام...مجرد كلام اتقال من كتر الكبت والضغط وتقولى الى قولتيه مايستحملوش راجل.. هههه... طب مانت عملت الى لا تستحمله ولا تعديه ست.. انت روحت تتجوز.. خطبت والحته كلها عرفت.. انا بقيت مكسوفه اخرج من بيتى... بقيت حتى اتكسف اخرج للبلكونه.. انت كسرت عينى قدام كل ستات الحته.. عينهم يا فيها شماته يا فيها شفقه وانت جاى تقولى نتكلم ونتصافى... لأ يا سلطان وبالى عملته ده انت عملت شرخ كبير بنا عمره ما هيتصلح.

خرج من شروده على فتح باب المكتب الذى يجلس به ليتذكر اين هو.

وانه الان بمكتب مديرة مدرسة أطفاله.

دلفت سيدة انيقه ترتدى جيب وجاكيت طويل مع بلوزه قاتمه وحجاب مهندم.

تنظر له بتمعن وصمت... نظراتها المتفحصه اربكته كثيرا.

طال الصمت لدقيقه او اثنين إلى ان تحدثت أخيراً بهدوء:ازى حضرتك يا استاذ سلطان.

سلطان:الحمدلله بخير... حضرتك عامله ايه؟

تنهدت السيده ثم تحدثت بعدم رضا :والله انا مش كويسه حالص وللحقيقه انا مستاءه جدا من وضع الاولاد.

نظر ارضا بحرج فاكملت عليه:اولادك بيتعرضوا لتنمر شديد من اصدقائهم وده للأسف بسبب سيادتك... بلغنى إنك خطبت على الست والدتهم.. طبعا حضرتك انسان حر وسواء إن كان ليك اسبابك او لا كان المفروض  قبل ما تعمل زى كده تشوف العائد على أولادك هيبقى ايه خصوصا انهم مابقوش صغيرين وليهم صحاب.

سلطان :ما صحابهم دول يتربوا يعنى.. كده عيب.
السيدة :والله... يعنى المفروض اننا نتحكم فى ردود فعل أطفال وكمان فى سنهم ده مش نتحكم فى افعال راجل كبير زيك المفروض انه ناضج وعاقل.. المفروض ان فى حاجة اهم من حاجه.. مافكرتش فى نفسيتك اولادك؟!

نظر أرضا بحرج فاكملت قائله :ارجو انك تصلح كل الى حصل وياريت لو ترجع عن قرارك لأنه مش هيجيب غير الضرر.

سلطان:عندك حق..حاضر.

المديره:ااه وياريت تدفع الحاجات دي.
مدت يدها له بورقه بها بعض الأشياء نظر لها باستهجان وقال:ايه ده؟!! الف جنيه ليه
المديره:فلوس لبس عشان حفلة الربيع.+

سلطان :وانا مالى ومال حفلة الربيع يعنى مش فاهم وادفع الف جنيه بحاله ليه.
المديره:والله هى دى التكاليف زيهم زى زمايلهم دول ٣اطفال يعنى كده يادوب.

تمتم سلطان بسخريه:الف جنيه ويادوب يا ولاد الحراميه... ادى الى بناخده من المدارس الخاصه.

ضيقت عينها تنظر له قائله :بتقول حاجة سا استاذ سلطان؟

انتبه لها قائلاً :لا ولا حاجه.

مد يده بجيبه يخرج منها بعض النقود يمد يده إليها وهى نظرت له باعين متسعه مزهوله تردد بحده :إيه الى بتعمله ده يا حضرة؟!

هز رأسه مستغربا:الله... ايه.. الفلوس الى طلبتيها.

المديره برأس وانف مرفوعين: لأ لأ... مش كده.. اكيد مش بستلم فلوس بايدى انا... ادفعهم برا...مش معقول كده ابدا.

رفع شفته العليا يتمتم:مالها الوليه دى؟!

احتدت نظرتها تقول:بتقول ايه انت؟
سلطان :مابقولش... هروح ادفع خلينى امشى من هنا قبل ما اتهور.

خرج من عندها سريعا وتركها تمتم باشمئزاز:اما راجل همجى صحيح.
____________________

جلست زينب مقابل ابنتها تحاول قراءة مايدور بخلدها.

منذ امس وهى صامته وهادئه على غير العادة.

زينب:بت.. مالك كده.
بسمله :مالى

زينب:جرى إيه.. انتى هتردى على السؤال بسؤال.. ماتنطقى فى إيه وماروحتيش شغلك ليه؟
بسمله:تعبانه ومصدعه وبخانق دبان وشى مش طالبه معايا شغل النهارده.. واخدت اجازه... ده غير ان تهانى صاحبتى عندها مشكله وجايالى كمان شويه.

على سيرة تلك الفتاه امتعض وجه زينب تقول:انا مش قولتلك تبعدى عن البنت دى.
بسمله :ليه بس يا ماما.. انا ماشوفتش منها حاجه وحشه واستجدعت معايا وجابتلى الشقه دى بعد ما دوخنا على شقه.

زينب :ماشوفتيش منها حاجه وحشه عشان لسه ما تحطتيش معاها فى حاجة لحد دلوقتي... ولو عالشقه ياعين امك فهى بتاخد عموله على الحاجات دى مش لله وللوطن... يابنتى... يابنتى اسمعى من امك... البت دى عينها جواه سم ليكى انا ام واعرف من نظره واحدة مين بيحب بنتى ومين لأ.

بسمله بوجع :ومين بقا بيحبنى يا ماما؟انا ماحدش بيحبنى... ولا حتى سلطان الى المفروض انه خاطبني انا ماتكلمتش معاه كلمتين على بعض.. انا قربت اقتنع انى وحشه من كتر مابلاقى الكره.

اقتربت منها زينب بلهفة ام تحتضنها قائله :ماتقوليش كده ده انتى قمر... ولو على الى بيحبك فهو موجود وجه واتكلم معايا وامك بقا اييه... لوعتوا.. ومابلتش ريقه .. بيلف حوالين نفسه كده بيلف.

التمعت أعين بسمله بلهفه وعشق تقول :هو مين ها.. زكريا صح.. جه؟ جه واتكلم معاكى.. قولتوا ايه وقالك ايه ها؟
كانت زينب ستتحدث ولكن رن جرس الباب فقالت بعدم رضا :دى اكيد زفتة الطين... مش عايزه تفضلى مصاحبها..طب خليها تنفعك بقا... قومى افتحيلها.+
وقفت عن مقعدها لتذهب لغرفتها فاوقفتها بسمله برجاء :لا والنبى مانتى ماشيه.

زينب:ابدا.. روحى للى واقفه على الباب خليها تنفعك.. اوعى كده.

ذهبت تجاه غرفتها وهى تضحك على ابنتها بتشفى واتجهت بسمله لتفتح الباب وهى تسب وتلعن بكل لغات العالم.

___________________

على الجانب الآخر

كانت تقف عايده تبتسم بشر وهى تنتقى تلك الثياب الجديدة... مسكين سلطان كثيرا.

عادت للبيت بعد يوم طويل ومعها طعام جاهز.

وجدته يجلس بجوار ابناءه وهم كاليتامى بدونها حقا.

ابتلعت رمقها بعدما تمكن الخوف منها لثواني وهى ترى الشر والغضب يقطر من عينه.

وهو انزل سجده من على قدميه واتجه لها ببطئ مثير للاعصاب ينظر لها ولملابسها الجديده يقول:انا لا هزعق ولا اتعصب ولا هعمل اى حاجة... بس عايز اجابه واحدة.. انا طرطور؟ هل انا طرطور؟ قرطاس لب مثلا.

حاولت كبت ضحكاتها التى لم تزيده الا عصبيه يهدر بغضب:كنتى فيييين.. وازاى تخرجى من غير ما تقولي... من امتى اصلاً وانتى بتخرجى كده وتغيبى كل ده برا هاااا... وايه اللبس ده لبستيه امتى وفين... ماتبصليش كده وانطقى ماتفوريش دمى.

حاولت التحكم بحالها تنظر له بتشفى وقالت :إيه... بصيت على روحى لاقتنى بقالى كتير ماخرجتش ولو خرجت بخرج على ايدك وارجع على إيدك... قولت اخرج اشوف الدنيا.

سلطان :يا حلاوة... ومانا مش مخرجك من ٣شهور...ايه نسيتى؟

عايده :اديك قولت بنفسك من ٣شهور.. ده انت حتى يوم الاجازه مابتاخدوش ولا بتفسحنا ولا بتخرجنا وات بتحضر معانا مناسبات... وفى الاخر روحت شوفت نفسك... يبقى انا كمان اشوف نفسى.
سلطان بصوت عالى:يوووووه.. خلينا بقا كل ما اقفشك غلطانه تزنقينى بغلطتى.

عايده :انت الى بدأت.
نظر للاكياس التى بيدها وقال:وايه الى فى ايدك ده؟

عايده :ده اكل جاهز.
سلطان :نعم ياختى... اكل إيه.. جاهز؟ من امتى واحنا بنجيب اكل جاهز؟

عايده :ماهى دى بردو من ضمن الحاجات اللي فكرت فيها.. انا مافيش يوم بريح فيه وثقافة الاكل من برا دى عندك مرفوضه... فاخدت القرار ونفذته من نفسى... هعمل الى يريحني... ده انا كنت زى البقرة الى دايره فى ساقيه واخرتها... رفعت ايدك عليا.

سلطان :يادى النهار الازرق.. ماكنش قلم ده الى هتقعدى تحاسبينى عليه العمر كله... إيه غلط وخلصنا واعترفت بغلطتى ارميلك روحى تحت عربيه عشان ترتاحى.
عايده :لا حرام هنلبس صاحب العربيه مصيبه ليه؟+

اتسعت اعين سلطان يدرك الى اين وصل الامر يردد:هى حصلت.. خلاص مابقتش فارق معاكى؟

عايده :اها.. الى يبص لغيرى ويكسرنى قدام كل الناس وكمان يمد ايده عليا بعد العشره الى بنا مايبقاش فارقلى خالص.

سلطان :وانا مش جيت وحاولت اراضيكى ونتكلم.

عايده :والله.. بالبساطه دى.. انت روحت تتجوز وعملت كده فعلاً ولحد دلوقتي وفاكر ان الموضوع هيعدي بقعده وكلمتين حلوين... طب ماتيجى نعكس الايه كده... تيجى انا اعمل كذه وشوف انت هترضى ولا لأ... عارف هيبقى رد فعلك إيه... هتقتلنى ومايبقاليش ديه.

سلطان :خدى بالك من كلامك يا عايده وأعرفى انتى بتقولى ايه ولمين... انا مطول بالى عليكى عشان شارى خاطرك لكن مش انا الراجل الى يتقاله كده ويسكت ابدا.

عايده :ااه بس انا يتعمل معايا كده عادي صح.

قطع وصله خلافهم والذى اصبح شبه يومى منذ خطبة سلطان صوت عمر الذى قال:طب ممكن بعد إذنكوا يعنى ناكل الأول وبعدين تبقوا تكملوا خناق.

انتبهت لوجود اطفالها ينظرون لهم بتركيز فقالت :عجبك كده... شايف الولاد عايشين فى ايه.. شايف جو البيت بقا عامل إزاى.. اقول ايه بس.

هز كتفه يأبى الاقرار بخطئه:وانا مالى انا كنت عملت حاجه.

سجده:كل ده وماعملتش يا سلطانيه؟!

نظر لها سلطان بشر:كلهم ساكتين وانتى بس الى مسحوبه من لسانك ده انا مابحبش ادك.

عبده :احسن.. شوفت.
سلطان :هى هتجيبه من برا طالعه ل...

قطع حديثه يصك اسنانه بغيظ لايريد أخطاء زياده.

رفعت رأسها بكبر واتجهت تفتح الأكياس التى معها تقول لاطفالها بحب :تعالوا.. تعالوا شوفوا جبتلكوا اييه... كريب.

صرخ الأطفال :وااااااو.
تحدث عبده يسألها :وبابا مش هياكل معانا؟

سلطان :أصيل والله ياعبد الشكور.

اغتاظ كثيراً من ذلك الاسم وقال :عندها حق ماما.

سجده:بقا بذمتك حد يسمى ابنه عبد الشكور.. حرام عليك والله.
سلطان:مش عاجبكوا الإسم.. انتو ايش فهمكوا انتو.

كل ذلك وعايده لا تعيره اى اهتمام تفتح أكياس الطعام تغطى لاطفالها منه... وهو جائع للغايه رغم كونه لايحب طعام الأسواق الا انه بالفعل جائع.

نظر له عمر ثم قال :تعالى يابابا كل معانا.

سجده :تعالى انت غلبان وامك ميته.. يتيم يعنى... سبيه ياكل يا ماما.1

نطرت له عايده بتشفى ثم قالت :تعالى كل.

تقدم بكبر يقول:هاكل طبعا ماهو كله بفلوسى وعرقى وشقايا.
هزت رأسها بيأس... سلطان سيظل سلطان مهما حدث.+

___________________

بينما على الجهه الأخرى

اتسعت اعين بسمله بصدمه تقول :يخربيتك يا تهانى... يخربيتك... ازاى تعملى حاجة زى كده؟

تهانى:ماكنش قدامى حل.. مافيش غير كده.

بينما بسمله مصدومه... ترى الى اين وصل بصديقتها التطلع لأعلى... كانت على علم بأنها تحاول التقرب من رب عملهم ومالك تلك الإمبراطورية التى يعملن بها مجرد موظفات فى خدمة العملاء.

لكنه سليمان الظاهر... المشهور بين الجميع بالظالم... سليمان الظالم.. معروف بأنه شخص جاف لا يحبه احد فقط يخشونه... رجل تجمعت به كل الصفات السيئه.. ظنته تهانى صيد سهل لكنه لم يكن كذلك ابدا.3

وهاهى وقعت بمشكله اكبر فما قصته على اذن بسمله جعلها متسعة العين تقول :ووافقتى؟
تهانى:اه.. مانا هطلع من عيشة الفقر والحاره دى يعنى هطلع.

بسمله:تقومى تتجوزى عرفى؟!

تهاني :قولتلك ماكنش قدامى حل غيرو.

بسمله بتيه:طب... طب ليه زياد... مش كنتى بترسمى على سليمان فجأه حودتى على ابن اخته؟!

تهانى:طلع راجل مش سهل وصعب العب عليه والى حسيته كده انى اه عجباه بس ناوى ياخد غرضه منى ويرمينى زى الى قبلى والى قبلى... لكن زياد ده واد لسه خام وسهل يقع واهو وقع.

ضربت بسمله خديها برعب تقول :يانهارك اسود يانهارك اسود.. امك غلبانه ولو عرفت هتروح فيها.

تهانى:اجمدى يابت ماتخلنيش اندم انى قولتلك.

صمتت قليلاً تلتمع عيناها بجشع ثم قالت :ماتقلقيش.. زياد بقى زى الخاتم فى صباعى ومش هيقدر يفلفص منى وهيتجوزنى اكيد وساعتها...

صمتت تكمل بهيام:هدخل لعيلة الظاهر..  وابقى جنب سليمان.

اخذت بسمله تضرب خديها اكثر واكثر تقول بعويل:يالهوووى يالهوى يالهووى.. كمان.. كمان هتتجوزى واحد وعينك من واحد تانى.

تهانى:بحبه... بحبه اووى يا بت.. قمر.. طول بعرض بهيبه.. ومدوخ كل البنات وراه... ده متجوز ميس ايجيبت.. انتى متخيله.. لما يسيب ميس ايجيبت ويتجوزنى انا.

بسمله :لااااا.. ده انتى مجنونه.. مجنونه وجنانك هيوديكى فى داهيه.. انتى فاكراه هيسيب مراته الى زى القمر دى ويبصلك... دى ميس ايجيبت.. لا وكمان وانتى متجوزه ابن اخته ده لو حصل وزياد اتجوزك اصلاً.

تهانى:هيحصل وهتشوفى.. وزياد هيتجوزنى.. وهدخل بيت الظاهر.

كانت بسمله مصدومه صدمة عمرها تائهه فى متاهه تحاول الاستيعاب.. انتشلهم من كل ذلك صوت رنين هاتف تهانى التى نظرت به وقالت :يا سااااتر... دى البت جنه بنت عمى ام لسانين.
بسمله :طب شوفيها عايزه ايه؟
تهانى :اصلى سيباها مع امى على ما ارجع..مش هرد عليها دى عيله تحرق الدم.. انا ماشيه... سلام.+

وقفت من مكانها تتجه للباب تاركه بسمله مصدومه... ترى صديقتها تبيع نفسها مقابل ماذا؟ كى تصبح من سيدات المجتمع وتتزوج رجل ثرى كما كانت تريد هى مسبقاً.

تعترف انها كانت تفكر هكذا مسبقاً قبلما تقابل زكريا.

والذى اصبح شغلها الشاغل هذه الأيام.

_________________

فى مكان آخر داخل بنايه قريبه من بيت بسمله وبجوار محل سلطان.

وقفت فتاه تهز قدميها هزا من كثرة الاستعجال.

ثم نظرت لزكريا وقالت:خلص النبى يا زيكو الساندويشات الا مرات عمى ياحبة عينى ماخدتش الدوا وعدى عليه كتير ولازم تاكل قبله.

هز زكريا رأسه وهو مازال يعمل يحدثها قائلاً :يا ساتر يارب.. دى مخلفة حتة عيله مالهاش خير فى حد.. عايز اعرف عندها ايه اهم من امها عشان تمشى كده وتسيبها من غير اكل ولا دوا.

هزت الفتاه رأسها وقالت :دى عيله... ياعوذ بالله... خلصت ولا لسه.

زكريا :خلاص اهو يا جنه.. قربت.

مد يده بكيس بلاستيكى ثم قال :اهو ياستى يالا اطلعى لها بسرعه.

مدت يدها له ببعض النقود تقول :طب خد

زكريا :بطلى هبل يابت وانا هاخد فلوس منك ياحتة عيله... امشى يالا روحيلها وقوليلها دول من زيكوا عاملهملك وصايه.. وبسرعه عشان تلحقى مذاركرتك يالا.

ابتسمت له جنه وقالت :تسلم ياكبير. طول عمرك صاحب واجب... ربنا يهديلك العاصى يارب.

صحكت بصخب قبلما تفر من امامه وتراه يصك اسنانه بغيظ ويرفع عليها إحدى المعالق الكبيره يود ضربها بها.

وبعدما فرت من امامه ابتسم بحب فهى ووالدتها من الأشخاص المقربين له وعلى قرابه من امه بينهم ود وحب كبير ويعلمون بقصته مع بسمله.

فرت جنه سريعاً ووصلت لشقة زوجة عمها تقول:انا جيت يامزة الحته.. تعالى كلى بقا عشان تاخدى الدوا.

ابتسمت لها تلك السيدة القعيده تقول :كتر خيرك ياجنه... تعبتك معايا يابنتى وسيبتك مذاكرتك وانتى ثانويه عامه.

جنه :يالا اهو كله بثوابه.... تملى انا كده احب أذكى عن صحتى.
ابتسمت لها زوجة عمها بتعب وقالت:يوه جتك إيه يا مضروبه.. لسانك عايز قطعه.

جنه :بس لذيذه ههههههه.

ضحكت زوجة عمها بقوه فى نفس الوقت دلفت تهانى للداخل.

نطرت لها امها بلوم وحزن تقول :كنتى فين واتأخرتى ليه؟

تهانى :كنت فى الشغل... ماعلش... اخدتى الدوا؟
جنه :توك ما افتكرتى... شغلك بيخلص الساعه خمسه والساعه دلوقتي سبعه.+

تهانى :قولت شغل. اوفر تايم.. وانتى مالك اصلاً.

وقفت جنه من مكانها تقول :انا غلطانه انى بكلمك اصلاً... انا ماشيه يامرات عمى.. عايزه حاجه

تحدثت زوجة عنها:سلامتك ياحبيبتي.. روحى ربنا يوفقك ويفحتلك الابواب المقفوله.

دعوه قالتها تلك السيده بصفاء نيه لم تحدد  اى أبواب فليست كل الأبواب خير.

مر شهر كامل على الجميع.
وعايده مازلت على موقفها من سلطان والذى زاد غضبه هو الاخر وزاد عناده ولم يقم بانهاء خطبته من بسمله للآن.

وبهذا وضع زكريا فى موقف محرج للغايه فهو للآن لا يعلم مالذى ينويه رب عمله غير قادر على الحديث معه يستحى ان يطلب منه طلب كهذا.

وبسمله ترى ان زكريا للآن لم يتحدث بأى شئ وامها غير راضيه عنها وعنه وعن سلطان ايضا.
اخبرتها بحديثها مع زكريا لكن الوضع يزداد سوء... سلطان للآن مستمر بالخطبه.. زكريا لا يقوى على الحديث.. عايده حزنها يزداد ومعه عندها.

وذات يوم توقفت سياره بيضاء مرسيدس تغلق الحاره.

يجلس بداخلها رجل يرتدى قميص نبيذى مشدود على عضلاته وبيده سيجار كوبى يغلق عينه يفكر مليا.

انه سليمان الظاهر او كما يلقبه الكل... الظالم.
فتح عينه بشر ينوى على الكثير وفتح باب سيارته يترجل منه.

اول ما فتح باب سيارته لصوت بكاء طفل صغير يصرخ:ااااه.. جنبى.. الباب خبطنى فى جنبى... مش تفتح ياعم.

نظر له سليمان يقول باشمئزاز:ابعد ياد انت من قدامى.

نظر له الطفل بغضب ثم نظر لتلك الصغيره التى كانت تلعب معه والان تضحك عليه من سخريه سليمان منه :انت بتقولى انا كده.

بقسوه كبيره لكزه سليمان بيده يقول :اوعى من قدامى مش ناقص انا الأشكال دى.

ازاحه عن طريقه بقسوه وعنف اهانت الطفل وصعد للطابق الذى تقطن به تهانى بينما الطفل يصرخ متوعدا.

دلف سليمان للبيت ينظر حوله باشمئزاز وكبر يصعد الدرج الأيل للسقوط.

ووصل حيث شقة تلك الفتاه يدق الجرس.

فتحت تهانى الباب وبهت وجهها وهى تراه أمامها مردده:سليمان بيه؟!!

سليمان :ايه يا حلوه... مش هتدخلينى؟! لا هنقول الكلمتين على الباب.

ارتعبت كتيرا تقول :امى جوا.

سليمان:اوووه.. ياحرام... هى مش عارفة بعملة بنتها ولا ايه.

صك اسنانه يجذب شعرها بيده وهى تكتم صرختها وهو يتحدث من بين اسنانه:بقا يا*****بتلفى على ابن اختى  تخليه يكتب عليكى عرفى عشان يتجوزك ودلوقتي جايه تقولى حامل.. الى فى بطنك ده ينزل فاهمه وإلا أنا الى هنزله بايدى.. فاختارى تنزليه فى مستشفى نضيفه على سرير وتخرجى كويسه ولاااا.. انزله انا زى ما قولتلك وساعتها مش هسيبك حتى تعيشى هرميكى فى الشارع تنزفى.

صمت يكمل بشر مكملا:وانتى عارفه ان انا اعملها هااا.

خرج من عندها بعدما دب الرعب اوصالها... ماذا لو علم انها لم تكن حامل من الأساس وفعلت كل ذلك كى تجبر زياد على سرعة الزواج منها.

بينما وقف ذلك الطفل يبكى تزامنا مع قدوم اخته جنه.

اقتربت منه قائله:سولى.. بتعيط ليه؟

سليم:فى راجل زقنى وقل منى جامد قدام الحته بتاعتى ياجنه.

جنه:زقك قدام رحمه؟! لا كله الا كده.

سليم:عايز احرق قلبه ومش عارف إزاى.
جنه:هو فين؟

سليم:مش عارف... بس دى العربيه بتاعته.

نطرت جنه لتلك السياره بزهول لفخامتها ثم ابتسمت بشر تستمتع به كثيرا وغمزت اخيها قائله :بطل عياط ياض فى ايه.. تعالى ده انا هحرقلك قلبه... روح اجرى هاتلى مسمار.

سليم:حمامه.
ذهب سريعاً بعد دقيقه عاد راكضا يمد يده لها وهو يلهث قائلاً :اهو... جبته من عم عطوه النجار... هتعملى ايه بقا.

جنه باستمتاع:هتشوف.

ذهبت سريعاً حيث تلك السياره واخذت تحفر عليها بذلك المسمار عدة مرات.1

خرج سليمان من تلك البنايه غير مبالى بما فعل وهدد.. الكبر والغرور يقفز من عينه قفزا.

اتسعت عينه وهو يجد سيارته باهظة الثمن مشوهه.

والى جوارها توجد فتاه تعطيه ظهرها وبجوارها ذلك الفتى.

صرخ بهم بغضب:انتو بتعملوا ايييه؟

استدارت له ومعها الهلال الذى سيلحق بالظالم......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close