أخر الاخبار

رواية قلب السلطان الفصل الثالث3بقلم سوما العربي


 رواية قلب السلطان الفصل الثالث3بقلم سوما العربي


 
امست لا إرادياً تنتظره؛ لا تعلم كيف ولا لما ولكنها تنتظر عودته

لقد تأخر اليوم كثيرا وللان لم يعد
منذ اكثر من شهرين وهى تقتن معه بنفس البنايه وتعلم مواعيد عمله ولكنه لم يسبق وفعلها بأن يتأخر لهذا الوقت.+

انفرجت اساريرها وهى تراه يهل عليها من بداية الشارع.

وسيم هو جدا وانيق.. تقر وتعترف بذلك.

بدون تفكير انصاعت خلف رغبتها وخطفت عباءه سوداء لها من خلف الباب وحجاب صغير واتجهت للخارج متناسيه اى شئ وكل شئ.

تقدمت بسرعه تهبط الدرج حتى وصلت لمدخل البنايه وكان قد وصل أخيراً.

تصنعت انها على عجله من امرها ولا تراه من الأساس رغم الشوق الكامن داخلها.

هو أيضا حاول عدم الالتفات لها فهو يوميا يعاهد نفسه على ذلك.. لم ينسى سخريتها منه  ومن ضيق حاله ابدا وايضا غير قادر على تجاوز اعجابه بها وبجمالها لذا فهو يجاهد بصعوبه وكلما انفلتت منه مشاعره يذكر حاله بأنها حتى لا تراه ولن تعجب يوم بشاب فى ظروفه.

لكنها بطلة العالم فى إثارة غضب اهدئ شخص.
فقد تخطت الساعه الثانيه بعد منتصف الليل وهى تتقدم للخارج بلا ادنى إهتمام.

بعدما تجاوزها بخطوه متجها نحو شقته متناهية الصغر توقف.
وهى اول ماشعرت به يتجاوزها ولم ينظر لها حتى اخذت تدب الارض بغيظ تصك أسنانها.

توقفت فجأة تدارى حالتها تلك وهى تشعر به يستدير له قائلاً :انتى خارجه كده رايحه على فين.

نظرت له تدعى الا مبالاه مردده:ايه خارجه.
زكريا :دلوقتي؟!!
بسمله :اه وفيها إيه يعنى مش فاهمة.
زكريا :فيها انك عايزه قطم رقبتك.
بسمله :ايه ده فى ايه انت بتكلمنى كده ليه؟

زكريا:هى الهانم مش عارفه الساعه كام ولا ايه؟

اتسعت عينها تدور بقلب المكان تتذكر ان الوقت قد تأخر كثيراً ولذا انشغلت عليه.

حاولت الحديث فقال :كنتى رايحه فين؟
بسمله :رايحه اجيب.. اجيب.. اااا.. تونه.

ردد بعدم فهم:تونه؟!
بسمله :اه تونه.. ايه.. نفسى راحتلها.
زكريا:الساعه ٢ بالليل؟!

بسمله:اه.. وإيه يعنى.

زكريا:امشى اطلعى على فوق.
بسمله :نعم؟!

زكريا :قولت اطلعى وانا هجيبلك التونه.

بسمله :احمم.. وانت تجيبلى بتاع ايه.. ابويا..اخويا.. خطيبى.. جوزى مثلاً.

زكريا :اللهم اطولك يا روووح.. اطلعى بيتكوا يابنت الناس وانا هجيبلك التونه انتى ايه مشكلتك؟

كانت تتحدث كثيرا... ربما يطول اللقاء

فقالت :خلاص يبقى تاخد الفلوس عشان تجبلى اه.
رفع نظره لها بضيق.. ثم قال :شيفانى مش معايا اجيب يعنى.
بدون كلمة اخرى تحرك للداخل يتركها وهى اتسعت عينها تدرك ما فهمه.
تقدمت خلفه تقول بسرعه ربما تصلح ماحدث:زكريا... زكريا استنى.. انا ماكنتش اقصد انا... قاطعها وهو يستدير لها قائلاً قبلما يغلق الباب:ماحصلش حاجة... تقدرى تروحى بفلوسك تجيبى لنفسك الغلط عندى انا.+

وبعدها وأغلق الباب ولم يترك لها اى سبيل للحديث او إيضاح الأمر.

تحركت تصعد السلم وهى لا تصدق اين يصل بهم النقاش فى كل مره.

وهو لم يكن يوما يغلق الباب بوجه احد خصوصا هى لكنه ارغم قلبه ويده على فعلها ربما بالبعد يرتاح.

كلما ظهر شعاع امل له من ناحيتها تأتى هى وتطفئه... كلما اوشك جرحه من كلماتها على الالتئام تقم هى بنبشه من جديد.

استند بظهره على الباب يغمض عينه بألم يؤكد لقلبه انه لابد وان ينساها.

بجديثه مع والدتها ذات مره وقع لسانها بكلمه توحى باستيائها من تطلع ابنتها الدائم لأعلى.. يتذكر ندم السيدة زينب على جملتها تلك ومحاولتها إصلاح المعنى ولكنه قد اخترق عقله فى الصميم.. بالأساس بسمله شخصية يبدو عليها حبها للطرف انها تتطلع للعيش بمكان افضل واعلى.

غصه كبيره اجتاحت قلبه يلعن ذلك اليوم الذى رأها به.. طوال عمره راضى بحاله وبسببها هى لاول مره يقنط وضعه وانه ولد بعائله فقيره يموت والده اولا لتعمل والدته كى تربيه بعدها يقرر وهو صبى العمل رغم رفض والدته الدائم ولكن رفضها لم يطول كثيرا فقد توفت هى الاخرى وتركته وحيدا.

حاول الخروج من احزانه واخذ يخلع عنه ثيابه يحاول نسيان ماحدث تبا لها ولكل شئ.. لم تخلق بعد من تجعله يقنط على حاله... هو هكذا حتما سيجد من تحبه لشخصه وترضى بوضعه وتصبر معه حتى يكبرا سويا.

القى جسده على الفراش وهو يرغب بصرف تفكيره عنها ولكن رغماً عنه يعاود التفكير بها يقتله ذلك الشعور...يريد قتل اى احساس داخله لها ولا يستطيع.

___________________________
بشقة سلطان+

بعدما غفا الاولاد وقام هو بنفسه بالاطمئنان عليهم وخصوصاً صغيرته سجده.

اتجه الى الصاله يبحث عنها
تزايدت دقات قلبه وهو يجدها تخرج من المرحاض بعد حمام منعش.

ترتدى قميص بيتى من البمبى قصير جدا شعرها الاسود مبتل ومنسدل على ظهرها يخرج منه رائحه الغسول المميز خاصتها.
وشفتيها ورديه أثر الاستحمام تضع معطر جسد ذو رائحه مميزه لا يعرف اسمها ولكنه يعلم أنها تفضلها وتضعها دائما.

تهللت اساريره.. ظن انها تتجهز له.. خصوصا وهى على علم بأن الغد يوم اجازة محله.. منذ زمن طويل لم يغلق المحل يوم اجازه ولكنه قرر فعلتها أخيراً.
مسكين سلطان لا يعلم انها نعم تعلم أن بالغد اجازته وبالفعل فعلت كل ذلك من أجله ولكن.... ليس استعداد للاقتراب.
إنما عقاب على طريقة حواء.+

وجدها اختفت داخل المطبخ... اخذ يرقص.. يظنها ذهبت لجلب اصناف متعددة لهم كى يتشاركا بها.

ركض بسرعه لغرفته يبدل ثيابه لاخرى الطف قليلاً وهو يدندن:اسبقنى يا قلبى اسبقنى.. على الجنه الحلوه اسبقنى.

اخذ يرش عطره المميز على ثيابه ويمشط شعره :ايوه بقا ويالا بقاااا...أخيراً هتتدلع يا سلطانيه.

قطب جبينه يفكر:بس هى راحت فين.

ابتسم ببلاهه يؤكد لحاله:اكيد راحت تجيب تسالى وحاجه ساقعه لزوم القعده.

تراقص فرحا أمام المرأه :دى هتبقى مدعكه يا شقيق.. مدعكه.

اخذ نفس عميق وشد ظهره ينفخ صدره وهو يمشط شاربه بيده متوعدا:جايلك يا عايده.

خرج سريعا بفرحه وفخر كله ثقه... تيبست قدمه وهو يردد:لييه؟

نظرت له باستغراب تقول باستفزاز واستمتاع:هو إيه الى ليه مش فاهمة.

تقدم بحسره كبيره... يود البكاء وهو يجدها تجلس بأريحية كبيره ومعها طبق به بعض من الكاجو والبندق وزجاجه مياه غازيه واحده لها فقط تشاهد فيلم أجنبى جديد.

أين بقية الأشياء ولما لم تجلب له شئ.. ايضا هى تعلم انه يبغض تلك الافلام الاجنبيه.

تقدم منها ومازال بداخله بعض الأمل يردد:مش جيبالى معاكى ليه؟

نظرت له ثانيه ثم قالت :نسيت... تعالى على جنب عشان اتفرج على الفيلم.

لم يقتل الأمل بداخله.. سيصبر وينتظر.

تقدم يجلس لجوارها يلتصق بها ربما تفهم مايريد دون حديث.
ابتعدت قليلاً وقالت :ماعلش عشان هسرح شعرى.

لم يبتعد إنما قرر انتظارها.. وهى بدأت تتوتر.

لكنها أيضا مستاءه منه ومن طريقته ولا مره عبر عن اشتياقه ولا مره اخبرها انه اشتاق لها.

ككل مره يبخل بالحديث... يقترب منها ويغرس يده بحصلاتها المبتله يافتنان.

يضع شفتيه على رقبتها يبدأ فى تقبيلها بحراره.. رائحتها تسكره ورطوبة جسدها تفقده صوابه كالعادة.

هى ايضا بدأت تنفصل عن الواقع وتغمض عينها تستمتع وتنصاع لما يفعله ويريده.

تبا لها... لا تنسى وجع قلبها ابدا فلا تعلم من اين تدفق لعقلها تلك الفكره وذلك المشهد وهو يقف مع تلك المرأه فانتفضت عن بين يديه على الفور كأن لدغها عقرب.

نظر لها وهو يلهث ويتحدث بصوت اجش مما كان به يقول :فى ايه؟!
نظرت له بتوتر لا يخلو من الخزن وقالت :مافيش... هنام.

همت لتتحرك فامسك يدها يوقفها قائلاً :هتنامى دلوقتي.. اقعدى معايا شويه.
عايده برفض قاطع:لأ هنام قولت.
نفضت يده عنها وتحركت بسرعه للداخل تاركه إياه يسب ويلعن بكل لغات العالم.. افقدته صوابه بفعلتها هذه.
ذهب خلفها وهو غاضب بشده ينوى الحديث.. الحديث عن أشياء كثيره.+

ولكنه ما ان دلف للداخل ووجدها تتدثر كليا بالغطاء تغمض عينها بقوه تتهرب منه حزن... حزن كثيرا واستجمع حاله يخرج من الغرفه.. بل خرج من البيت نهائياً.

اول ما استمعت لصوت إغلاق الباب فتحت عينها بحزن.

كالعادة يبخل حتى بالحديث اما ان يحدث ما يريد او يغضب ويذهب بعيدا.

_______________
صباح اليوم التالى.

جلس على القهوه المجاوره لمحله يدخن السجائر وهو شارد.

يتذكر لقاءه صدفه بمركب على النيل لاحد اصدقاء الصبا.
اخذهم الحديث الى ان وصل لاخباره انه متزوج من اثنتين.

نظر له سلطان بصدمه وردد:ايه؟! اتنين؟!
صديقه:ايوه اتنين.
سلطان :وعايش إزاى كده؟
ضحك صديقه بغرور ينفس دخان سيجارته ويقول :دى احلى عيشه اقسم بالله.. تصدق وتأمن بالله.
سلطان :لا إله إلا الله.
وضع صديقه يده بيد سلطان يقول بتاكيد:والعشره الكرام دول وسبحان مين جمعنا من غير معاد دى احلى عيشه.

سلطان :إزاى بس يا جدع.. هو حد يعملها ويكررها تانى.. ده الى معاه واحده مش قادر عليها.

صديقه :عشان واحدة يا صاحبى... بالك انت لو اتنين بتفرق.
سلطان :بتفرق إزاى؟!

صديقه :لما بيبقوا اتنين كل واحده بتبقى جايبه آخر واحسن ما عندها ولو واحدة نكدت اروح عند التانيه.. وكل واحدة فيهم بتبقى عارفه عشان كده بيبقى دلع يمين وشمال ومادومت مقتدر افتح بيتين خلاص.. ببقى ولا شهريار زمانى.. اكل ولبس ودلع دلع... هنا دلع.. وهنا دلع.

التمعت أعين سلطان يقول :معقول.

صديقه :ولا الغيره بقا... ماقولكش.

سلطان :لااا.. قووول ده هو ده اللي انا عايز اعرفه.
صديقه:كل واحده فيهم بتبقى مشعلله.. مشعلله نار كده من التانيه.

عاد من شروده على صوت شقيقته التى خرجت من البنايه التى تقطن بها وكانت متجهه لعند عايده ولكن توقفت وهى ترى اخيها يجلس على القهوه.

سوسن :سلطان.. سلطاان.
سلطان:ها!
سوسن :بقالى سنه بناديك.. الى واخد عقلك.

اخذ اخر نفس من سيجاره ثم القاها أرضا يدعسها بقدمه بعدما وقف لجوارها يقول :وهو فى غيرها.

تنهدت بعمق وقالت :خليك كده كاويها وكاوى نفسك.

سلطان بشرود:ليها حل... كل حاجه وليها حل.

سوسن بتوجس:ناااوى على إيه يا ابن امى ابويا؟

سلطان :خيييير... كل خير.

هزت رأسها بيأس وتحركت للداخله تاركه اياه يغوص فى محيط افكاره.

_________________
جلست سوسن ترتشف الشاى الذى صنعته لها عايده وهى تقول :وانتى مش عارفة ان الى تعمل كده يبقى حرام عليها والملايكه تبات تلعنها.. وكذا حد افتى انه حرام.1

تحدثت عايده بغضب :حراام؟ انا بردو الى حرام؟ مش بعرف اعمل كده غير بالرضا... مايقدر على القدره غير ربنا وانا ماعدتش قادره بقا ولا طايقه. سنين وانا صابره وساكته بصبر نفسى واقول يابت مسيره ييجى اليوم الى ينسى فيه التانيه... العشره ممكن تخليه يحبك... تفوت سنه وراها التانيه وهو زى ماهو... انا.. انا ساعات بخاف لايكون وهو معايا متخيلنى هي.
سوسن :لأ يا عايده لأ... صدقينى سلطان.
قاطعتها عايده بسئم:ايه هتقولى الى بتقوليه بقالك سنين... لأ يا عايده سلطان بيحبك يا عايده..بكفاياكى تصبرى فيا يا سوسن.
سوسن :مش بكدب ولا بجاملك.. سا عايده ده الى بيحب بيبان ف عنيه... بذمتك لما بتبصى فى عينه بتحسى ايه.
عايده:بخاف.  بخاف ابص فى عينه الاقى غيرى فيها.
سوسن بحزن:معقول... معقول كل السنين دى وماحستيش بأى حاجة.
تنهدت عايده وقالت:اول ما اتجوزنا كان بيتعامل معايا على الاد والكلام بيخرج منه بالقطاره.. كان باين عليه اوى انه عايز يقولى انتى مفروضه عليا... إحساس وحشش.. وصعب.. صعب اوى يا سوسن.. حسيت بالعجز وقلة الحيله.. كانت بتصعب عليا نفسى.. لما ابقى عروسه جديدة واحس اني مش مرغوبه وات عريسى مغصوب عليا عشان كان عايز يتجوز ويرد للى كان بيحبها القلم.. زى مانتى اتجوزتى واحد غنى انا اتجوزت واحدة حلوه ومتعلمه... نفسى شالت منه وبعدها على طول حملت فى عبده وانتى عارفه كنت تعبانه ليل نهار وبعد الولاده انشغلت مالحقتش افوق قوم حملت ف عمر..سنه جرت سنه لحد ما ده بقا حالنا.
سوسن :انا عارفه ان كل الى انتى فيه ده لأن نفسك شالت منه... بس والله نسى منى خالص وبقى بيموت فيكى.
وقفت عايده تنهى النقاش وهى متأكده انه مجامله :ماشى يا سوسن ماشى.
سوسن :يا عايده اسمعى بس..
عايده :الله يخليكى يا سوسن ولو بتعزينى تقفلى على السيره دى.
سوسن :يا بنتى صدقيني.. قاطعتها عايده بحزن وتعب:سوووسن... الله يخليكى كفايه كده انا عايزه انسى... اهو ادينا عايشين زى ما الكل عايش... وخلاص بقا فى ولاد ومسؤولية يعنى مربوطه بيه العمر كله... اشربي الشاى قبل مايبرد وتعالى نتكلم في اى حاجه تانيه.
____________________
وقفت تفرك يدها بتوتر بالقرب من باب شقتها تنتظره؛ منذ ما حدث مساءاً وهى تشعر انها ملزمه باعتذار.. لا تعرف على ماذا ولكنها تشعر بذلك.+
ولكن للغريب ان المحل الذى يعمل به مغلق لاول مره منذ ان سكنت هنا ولا تعلم أين هو الآن.
وهاهى تضع اذنها على الباب تحاول استراق الصمع لاسفل بإذن مصغيه... مستعده بنفس العباءه السوداء كى تخرج اليه وقتما يعود كأنها كانت ذاهبه هنا او هناك.
زادت دقات قلبها وهى تستمع لصوته الذى باتت تحفظه يتحدث الى احدهم... لا يهم... لايهم من معه المهم انها ستراه.+
اعادت لف ذلك الحجاب الاسود بعشوائيه حول شعرها وخرجت من شقتها مسرعه تهبط الدرج حجابها يتطاير من سرعتها فيتدلى من تحته شعرها البنى الغجرى.

كاد ان يدلف مع صديقه لشقته ولكن تفاجئ بصفير صادر عن صديقه يقول :اوووبا.

التفت له بغضب يقول وهو لم يعلم للأن انها هى:فى ايه ياض ماتحترم نفسك.
وهو يتحدث رأها وعلم انها هى المعنيه بذلك.
احتدت عيناه ونظر لها بغضب يقول :ايه اللي منزلك.
ارتبكت نظراتها وقالت :كنت.. كنت..
زكريا بنفاذ صبر وهو يشعر بنظرات صديقه تتفحصها:كنتى إيه خلصى.
فركت يديها معا وقررت انه حقا يستحق لو تتنازل عن عندها ولو مره وتعتذر منه... تعتذر وهى لا تعلم فيما أخطأت :كنت مستنياك بصراحه.
اتسعت عينيه غير مصدق ولكن نظر لصديقه الذى تحدث بوقاحه:اوبششش.. ده بينه السمك جه فى الشبك ولا ايه.
نظر لها بسرعه وقال :اطلعى استنينى فوووق.
انصاعت لأمره سريعاً تصعد الدرج ونظرات ذلك الوقح تتبعها بجرؤه:اوووف.. عبايه مداريه حكايه.
قبض زكريا على تلابيبه يقول بغيره وغضب:جرى إيه يا****ماتلم روحك فى إيه...جاى تعاكس بنات حتتى وانا واقف شايفنى مركب ****.
صديقه:ايه يا زيكو مايبقاش خلقك كنز امال وباصى لاخوووك... البت جسمها حكايه حكاية يا زميلى.
استعر الغضب بعيناه.. غضب شاب فى عز قوته وعنفوانه ولاول مره يعشق ويغار.
قبض على مقدمه ثيابه مره اخرى وصدد له لكمه قويه جعلت الآخر يترنح صارخا:انت بتمد إيدك عليا أزيكو... بتمد إيدك على صاحبك وعشان واحدة.
زكريا :واكسرلك ايد ورجل كمان وامشيك مكسح من هنا... غور على برا ما شوفش وشك تانى.
هبطت الدرج مره اخرى مسرعه لترى مايحدث... صرخت تمنعه :زكريا فى ايه.
صرخ بها وهو يراها عادت امامه مره اخرى:انا مش قولت اطلعى فوق.
بسمله :سمعتكوا بتتخانقوا.
ردد الاخر وهو يقف:يرضيكى كده يا ابله... بيضرب صاحبه.. وكل ده ليه.. عشان قولتلوا ان جسمك حكايه.
اتسعت عينها من وقاحة الآخر فهو يتحدث كأنه يسألها ماذا طبخت اليوم.
وزكريا لم يتحمل.. اخذ يدفعه للخارج وهو يقول:ده انت عينك واسعه وبجح. امشى غور من هنا.
والآخر يردد وهو يندفع بفعل قوه زكريا للخارج :الله...ماهى عسل ياجدع اكدب يعنى.. بس بس اوعى ايدك كرمشت القميص انا كنت ماشى اصلاً.
اغلق باب البيت العتيق بصعوبه خلفه واستدار لها كى يفرغ غضبه وغيرته عليها.+
زكريا :وانتى ايه.... استحليتى الموضوع ولا ايه كل شويه خارجه وانتى حتى مش لفه طرحتك.. ولا رايحه تجيبى تونه تانى.
كانت تستمع له باستمتاع شديد.. وبتلاعب فتاه شقيه ولئيمه ابتسمت بدلال وتقدمت خطوه.
الطريقه التى ابتسمت بها وتلك الخطوه التى تقدمتها افقدته عقله وجعلته ينظر لها كالابله.
وهى تنظر داخل عينيه باعثه سحر غريب إليها :لا مش رايحه اشترى تونه... انا كنت بتلكك عشان اشوفك.
الى هنا وانصهر قلبه وروحه كالطمى بين يديها... كأنه طفل يتيم وعادت له امه مجددا.
لم ترفق به بكل ما فعلت وقالت بل اكملت عليه وهى تردد بنعومه اكسبت لحظتهم تلك سحر فوق سحرها:طول الليل وانا زعلانه.. حاسه انى زعلتك.
تحولت فى ثانيه لبسمله الشرسه:مش عارفة على إيه أنا لسانى مابينطقش العيبه.
صمتت تعود للدلال والسحر تكمل بنعومه:بس بردو حسيت كده... وفضلت طول اليوم مستنياك عشان تيجى.
زكريا المصدوم:بجد؟!!
اماءت له بنعومه وهى تبتسم ابتسامة مهلكه.
زكريا :خلاص انا مش زعلان.
بسمله:بجد؟!
هز رأسه مؤكدا:بجد.
بسمله :ولا حتى من يوم الخناقه؟
زكريا:نسيت اصلاً... اصل انا قلبى قلب خسايه.
بسمله :ايه ده وانا كمان والله
زكريا :من غير ما تحلفى باين باين.
نظرت له تنتظر حديث آخر... من نوع آخر.
فهم نظرتها جيدآ.. تنتظر من الأقدام بخطوه كما فعلت هى... فتح فمه كى يتحدث بالفعل وسمح ليده ان تدخل بعض خصلات شعرها تحت حجابها المفتوح.
وهى تقف بتردد وانتظار.. تلامس يده على شعرها جعل أنفاسها تتثاقل...كم هو حنون جدا وطيب.. والاكثر انه وسيم.. حتى رائحته ذكيه.... فى انتظار اى حديث منه وهو فهم نظرتها.
ولكن... كيف يتخذ خطوه وبما يتحدث ويعدها... ايخبرها انه متعلق بها وبات يعشقها.. ولو فعل بما يعدها... حديث كهذا من رجل بأخلاق زكريا لابد وان يتبعه وعد بمعاد محدد للزواج او على الاقل خطبه.
وكيف السبيل الى ذلك وهو يعيش ب"البدروم" كما سبق ووصفته ساخره.
عند تلك النقطه لم يعد للخلف الخطوه التى تقدمتها هى.. إنما عاد خطوتين.
صدمت من فعلته تلك ونظرت له بعدم استيعاب.
تفهم نظرتها جيدا... اخذ نفس عميق وزفره على مهل ثم قال :اطلعى دلوقتي شقتكوا الوقت اتأخر.
حتى حديثه الذى حاول ان يخرج لين وهادئ لم يشفع له عندها.
لأول مره تتنازل وتتنحى عن عندها الدائم وتنتظر احدهم لتعتذر منه.
لأول مرة تكن بكل هذا القدر من اللطف والدلال وما كان منه سوى الصمت والتجاهل.
يبدوا لأنها أظهرت قليلا من مشاعرها تمادى هو.
عادت للخلف اربعه خطوات عدتهم عدا.. لو عاد هو خطوتين ستعود هى اربع.
تحدثت بجمود:صح اتأخر... عنئذنك.
يعلم بما فكرت ولكنه جاهد على الا يناديها ويخبرها كل شئ.. ياخذها بين احضانه يخبرها كم بات يعشقها.
انتهى الموقف بها تقف تبكي خلف باب شقتها تناديها امها التى تسأل أين كانت.
ولكن هو دلف للداخل سريعاً يفتح احد الادراج ويخرج منها لفافه قديمه.
فتحها بحنان فهى تحمل رائحة امه.. كانت تحتوى على عقد كبير من الذهب تركته له وبعض المال.. يتذكر انها تركت له عقدها قائله:العقد ده تخليه معاك ولما تلاقى بنت الحلال وتنوى الجواز بيعه... كان نفسى اسيبلك اكتر من كده بس والله ماحيلتى غيره يا بنى.
عاد من شروده يمتم مبتسما:الله يرحمك يامى.
وضع العقد فى موضعه واخذ يعد المال الذى جمعه طوال السنوات التى عمل بها
ضمهم لصدره يبتسم.... هناك امل بأن يجمع ثمن شقه متوسطة الحال.
__________________
اما عند سلطان+
فابمتناعها عنه اغضبته كثيرا.. يتحمل كل شئ الا امتناعها.. هو هكذا وخلق هكذا.1
وبدأ يفكر جديا بحديث صديقه.. اخذ يفكر من تلك التى يقم بالزواج منها... من.. من.. من.
اتسعت عينه وهو يرى بسمله تفتح شباك غرفتها بغضب تحاول استنشاق الهواء.. هى... هى.
فتاه صغيره.. جميله.. بالتأكيد ستجعل عايده تغار... هى من ستجعلها تتحرك.
ذهب للنوم بغرفة أولاده.. نومه لجوارها يجعله يتراجع... لا بل رائحتها لجواره تجعل الحنين يتدفق داخله لذا قرر الإبتعاد.
مساء اليوم التالى.
وقفت الحاجه زينب عن مقعدها بصدمه تنظر لسلطان مردده:تتجوز مين؟ بسمله... مستحيل.
كان ينظر أرضا بحرج ولكن... رفع رأسه بصدمه وهو يتسمع لصاحبة القلب الموجوع تردد بقوه وعزم: بس انا بقا موافقه.
نظر لها اثنتيهم فقالت كالطير المذبوح:بس نخلى فى خطوبه فى الاول......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close