أخر الاخبار

رواية قلب السلطان الفصل الرابع4بقلم سوما العربي


 رواية قلب السلطان الفصل الرابع4بقلم سوما العربي


 
صدمه الجمت الجميع ووقع الخبر على اذن عايده كالصاعقه جعلها تتصنم بموضعها.. الا يكفى الماضى.. الهذه الدرجه لا تملئ عينه او حتى يراها أنثى.

وهى التى ظلت لسنوات تتحمل.. تدفن احتياجات اى انثى بداخلها كى تتأقلم على وضعها وعيشتها معه وهو بالأخير ذهب ليتزوج.

حقا لقد توقف عقلها عن التفكير... شل تماما ولا تستطيع تحديد ماذا ستفعل وما الذى يجب عليها فعله.

رد فعلها بالنسبة له كان غير متوقع... مصدوم.

وحين تواجه معها لاول مره كانت متيبسة الوجه والملامح.. تنظر له باعين متسعه من الصدمه ووجه اصفر... صدرها يعلو ويهبط.. يديها ترتجف غير قادره على تحديد اى شئ حتى الحديث لا يسعها او يصف ماتريد.

تنظر له منتظره اى نفى لما سمعت حتى ولو بالكذب... كانت ستصدقه لأنها تريد ولكنه لم ينفى.

ثلاث ليالى مرت وهى كانت تحاول الاستيعاب.

كذلك زكريا.... لاول مره منذ وفاة والدته يبكى... بكى بسمله كما لم يبكى شخصا من قبل... وجع قلبه منها كبير. ربما الوجع الاكبر كان من رب عمله سلطان والذى اتخذه منذ زمن كأخ كبير.

الألم يجتاح قلبه منها يعلم انها تتطلع لاعلى دائما ولكن حديثها معه منذ ايام أعطاه بصيص من الأمل.

تبا لها.. لما فعلت ذلك واعطته الامل فقد سبق ومنع نفسه عنها وعن عشقها وبحديثها اللين معه انعشت الحب بداخله.

فى شقة عايده

جلست تنقر الخشب وهى بانتظاره... لن تظل على صمتها كثيرا... ربما حانت لحظة المواجهه.

تقدم للداخل بتوتر بعيش به لأيام... رسم سيناريوهات كثيره ستحدث عند وصول الخبر إليها ولكن ولا واحد منهم حدث بل صدمته بالصمت الرهيب واصفرار وجهها... هيئتها يومها جعلته يشعر كم هو حقير وجبان.

فتح الباب يتقدم خلفها وهى تشعر به وبخطواته تلعن السنين التى كرستها له.

بعدما توقف بخطواته خلفها يستجدى اى حديث منها تحرك كى يبتعد.. يشعر ان لا عين له كى يواجهها او حتى ينظر لها... اصلح الخطأ بكارثه.

اين كان عقله حينما فعل ذلك تبا له ولصديقه هذا.

استدار ينوى الانزواء بغرفته.. كأنه ارتكب فعلة شنعاء... ولما كأنه؟ هو بافعل ارتكب جريمه.

تخشبت قدميه واتسعت حدقتيه وهو يستمع لصوتها القوى الحازم:استنى عشان عايزاك يا معلم.

رغم كونه رجل طويل عريض يقف الصقر على شاربه ولكن المذنب مذنب.. فقد اهتز ثباته المعهود عنه وظهر جليا بصوته المرتعش:نتكلم في ايه؟

ابتسمت بمراره ثم وقفت تستدير له تواجهه قائله :هو انت مش حاسس انك عامل حاجة.. او..ان فى جريمه حصلت مثلاً... إنك دابح واحدة بسكينه تلمه... بقا بعد كل السنين دى بتتجوز عليا يا سلطان.. بعد صبرى عليك وعلى معاملتك الناشفه.
لا يدرى من اين يبدأ ولا ماذا يقول... لجا للحجه المعتاده التى يقولها اى رجل او ربما اصبحت من الأقوال الكلاسيكيه المأثوره.+
استدار يعطيها ظهره يقول وهو يتحدث فى الاتجاه الاخر :انا راجل وليا طلباتى وانتى مش بتديهالى... انا مش مرتاح.
تقدمت هى تق امامه تواجهه مبتسمه تقول :وانت بتلف ليه وتدينى ضهرك... مش عارف تواجهنى.. مش عارف تحط وشك فى وشى... انا الى هجى وادب عينى فى نن عينك عشان انا صاحبة حق... عينى قويه مش مكسوره.

زاغت عينه... ثقته مهتزه من الأساس يعلم أنه على باطل.
تحدثت بقوه تكمل :بقا انت من ليله قولت فيها لا بقى ليك طلبات وانا مش مكفياك لأ وكمان بتقول مش مرتاح...يا ماشاءالله يا ماشاء الله.

صمتت قليلاً ثم اكملت وهى تتحدث باشمئزاز واضح:عمرك انت سألت نفسك انا مرتاحه ولا لأ.. انت... انت باسطنى ولا لأ؟ عارف تلبى احتياجاتى ولا لأ؟ ولاااااا.
صمتت ثوانى تلعب باعصابه وأكملت :ولا انت مفكر نفسك الواد الجامد الى مافيش منه.. ياحلاوه يا ولاد لأ وكمان بيشتكى ورايح يتجوز اصلى مش مكفياه.
هاجت اعصابه وخرج عن حدود السيطرة مثله مثل اى رجل لو مست زوجته تلك النقطه بالذات وصرخ بها وهو يقبض على عضدها:هى شكلها هبت منك على المسا ولا اييييه.. فوقى لا فوقك انا... ده انا المعلم سلطان يعنى ارجل راجل فى المنطقه.. اتعدلى بدل ما اعدلك.
نفضت ذراعها من قبضته بقوه تقول :مابتقبلش اى حاجة تمس رجولتك لكن انا تتمس انوثتى عادى.  عادى جدا... كل حاجه عندك سرير وبس.. هى الرجوله فى السرير وبس... لومن الناحيه دى اتطمن... الكلاب الى فى الشارع بتعرف تعمل كده برضو.
لم يشعر بحاله ولا بما يفعل الا بعدما شعر بكف يده على وجنتها.
صفعها بقوه... اتسعت عينها بصدمه... لاول مره يرفع يده عليها.
هو الاخر مصدوم بعمره لم يفعلها... ولكنها قالت مالن يتحمله رجل مطلقا.. بل قالته بابشع الصور القاتله.
انهارت وفقدت السيطره على حالها وأخذت تصرخ به:بتضربنى. بتضربنى انا... انا يا سلطان.. كده انت بقيت راجل؟ لما مديت ايدك عليا حسيت إنك راجل.
تشهق بصوت عالى والحروف تخرج غير واضحه ولكنها مفهومه قليلا من بين دموعها وسائل لزج يسيل من انفها تصرخ بقهر ووجع :عمرك سألت نفسك انا ليه زى الصنم معاك.. لما يوم صباحيتى الاقى رساله مبعوتالى من واحدة ****تقولى اخدك مكانى بس انا حبيبته وهفضل طول العمر حبيبته انتى مجرد بديل... كسرت فرحتى وانت كسرتها معاها لما كنت بتتعامل على انى مفروضه عليك وانا لا عارفه اكسر كلمة ابويا ولا عارفه اعيش... وكل ما الاقيك بقيت كويس واحاول انسى تجيلى رساله انقح من الى قبلها.
اتسعت عينه وهو مصدوم... أيعقل منى فعلت هذا طوال هذه السنوات وهى تعيش بكل هذه الأشياء وحدها لسنوات صامته...تقدم منها يحاول إمساك يدها ربما تهدأ... أطفاله خرجوا من غرفهم واجتمعوا حولها يشاهدونها منهارة وقد تملك الخوف منهم... نظرة الخوف فى عيون اطفاله وتلك الحاله المزريه التى أصابت عايده جعلت كلمه واحده تتردد داخل عقله:هدمت بيتى وضيعت كل حاجه بنيتها فى سنين.+
الاطفال حولها على الارض بعدما سقطت على ركبتيها تنتحب بصوت مبحوح.
ركع هو الاخر لجوارها يقول بتوسل:عايده انا اسف حقك عليها.
صرخت به تنفض يده التى امتدت تلامس زراعها:شيل إيدك عنننى.
اتسعت عينه وابتعد قليلا وهى اكملت بشر وتوعد:اوعى تمد ايدك ولا تلمسنى.... انا هعرفك ازاى ويعنى ايه ماتبقاش مرتاح... هعرفك معنى انك ماتلاقيش طلباتك.. ماهو الواحد عشان يعرف طعم الحلو لازم الاول يدوق طعم المر.. وانا للأسف دوقتك طعم الحلو فى الاول... بس ودينى.. ويمين رجاله مش يمين حريم لادفعك تمن القلم ده ومش بس الالم.. ده انا هلففك حوالين نفسك واوريك الويل ويلين.1

تحدث بصعوبه وضعف:حقك عليا...انتى بردو الى قولتى كلام مافيش راجل يستحمله.. حقك عليا يارب كانت تتقطع ايدى قبل ما تتمد عليكى.
صرخت به بقهر :يارررب.
سلطان:يارب..بتدعى عليا تتقطع ايدى يا عايده.
عايده بحرقه وتوعد :امال انت مفكر ايه.. ولسه.. انا لسه هوريك... اصل النعمه بتبقى تقيله على البنى آدم.
وقفت من موضعها تتجه حيث غرفة صغيرتها سجده.
وقف الأولاد ينظرون له بغضب.
نظر لهم يقول:تعالوا عايز اتكلم معاكوا.
نظر ثلاثتهم لبعضهم ثم قال عبده:ضربت ماما ليه يا بابا.
سلطان :ماهووو..
سجده :ماهو ايه.. مش عندك حاجه تقولها صح.
عمر :ليه تعمل كده ؟ دى ماما طيبه اوى وبتحبك يا بابا.
تهلل وجهه يقول بلهفه:بجد؟
عبده :لا بنجاملك.
نظر لاخواته وقال:يالا نروح لماما.
ذهبوا ثلاثتهم وهو نادى سجده :سجده. سجده.
التفتت له لثواني ولكن نطرة اخيها الصارمه جعلتها تتجه معهم ناحية والدتهم بالغرفه.
________________________
لازالت تنتظره مهما تأخر وهو كما هو كالصنم لايفهم ولا يتحرك.

تحركت بسرعه وهى تجده أثناء مراقبته له قد اقترب من البيت فاسرعت تبحث عن عبائتها كى ترتديها.

هنا وهنا ولا تجدها.. اخذت تسب من تحت انفاسها لقد تأخرت والتأكيد قد دلف لغرفته ولن تتصادف معه.

زفرت باحباط بالفعل تأخرت.. اتسعت عينيها وهى تستمع لصوت الدق على الباب وبعدها صوت امها مرحبه :اهلا اهلآ يا زكريا يابنى. اتفضل اتفضل.
وقع اسمه على اذنها فقط يفعل بها الافاعيل وله تأثير السحر... يجعلها تدور حول نفسها وبدون تفكير خرجت بسرعه... كل ما تشعر به انها تشتاقه.+

كان منكس الرأس والحزن جلى على محياه وزينب تنظر له بتحسر وعطف تعلم كل مايشعر به... كما تعلم أن ابنتها متعلقه به وتفتعل المشاكل معه كى يتحدثا.. ولا تعلم لما فعلت ووافقت على الخطبه من آخر.

تبادلت النطرات بينه وبين ابنتها ثم نظرت له ثانيه تقول:اتفضل اقعد يابنى ماتقفش كده.
تحدث والحزن ظاهر بصوته:لا كتر خيرك يا امى... لازم امشى الوقت اتأخر ومايصحش.

رفع نظره ناحية معذبته الخائنه يقول:انا سمعت ان الانسه بسلمه اتخطبت.

ارتبكت نظرات زينب وكذلك بسمله تمنت لو تنشق الارض وتبتلعها.

فأكمل:واحنا جدعان اوى ونفهم فى الواجب فجيت اعمل الواجب وجبت هديه.

اخرج لفافه من حقيبه كرتونيه كانت بيده يمد يده بها ناحيتها.

وكل من زينب وابنتها مصدومتان منه ومن فعلته.

نظرت لها بسمله بصدمه وهى تفتحها لتجد ساعة يد غاليه جدا تعرف ثمنها جيدا تقول :بس...بس دى غاليه اووى.

صمت لثانيه.. ثم رفع حاجب واحد يومئ برأسه اماءت تاكيد واستحقار:عشان تعجبك.

سدد ضربته فى الصميم وتركها وغادر... بنصف راتبه اشترى لها هديه ربما تعلم انه كان بإمكانه ان يفعل لها المستحيل.

خرج نهائيا من شقتهم وزينب تنظر لها بنفس نظره الغضب والاستحقار تقول :انا نفسى اعرف ليه عملتى كده... الواد باين عليه غلبان وبيحبك.

بسمله:ولما هو كده ماجاش يتقدملى ليه.. انا.. انا.. قاطعتها تقول :وقفتى معاه وحاولتى تشدى الكلام منه.

نطرت لها بسمله بصدمه فقالت زينب بتأكيد :مانا اكيد مش نايمه على ودنى.. بعمل نفسى مش واخده بالى بس بمزاجى لكن براقبك من بعيد لبعيد بردو وشوفتك يومها وانتو واقفين بس مثلت انى مش عارفة حاجة.
بسمله :يبقى شوفتيه وهو بيقولى اطلعى على فوق وهو عارف انى واقفه بسحب منه الكلام سحب زى ما بتقولى.

زينب:وهو الوعد بالجواز ده مش ليه مستلزمات... يعنى هيعيشك فين.. فى البدروم الى اتمسخرتى عليه؟ مش لازما ولابد يجيب شقه... دى اقل حاجه... شقه وشبكه وعفش... امال انتى مفكره ايه؟

صمتت بسمله تستوعب وامها تكمل :سكت يحسب حساباته ويعرف هيقدر يعمل إيه
بسمله :ماشى بس كان يقول اى حاجة يرط بينا بأى كلمه مش يصدنى ويحرجنى.. ماشباب كتير متواعدين على كده ومكملين.

زينب:عشان راجل الرجاله بقت قليله الزمن ده... عارفه يا بسمله اهو هو ده الراجل الى اسمله بنتى واساعده كمان وانا مطمنه... بس اقول ايه وبنتى عاميه ومدب... اشربى بقا.
تحركت تدخل للمطبخ تباشر ما كانت تفعله تاركه ابنتها متسعه العين تحاول الاستيعاب.+

______________________
استيقظ فى الصباح يشعر ببرودة الفراش لاول مره بعدما هجرته هى.. للان لا يصدق انه رفع يده عليها وصفعها.

خرج من غرفته واتجه لعمله سريعا يدفن به حاله ووقته.

عاد بعد العصر كعادته بساعة الغداء.

وقف عند الباب بندم كبير يأخذ نفس عميق... يعلم أنه تمادى بالخطأ... بل انه ليس بخطأ واحد وإنما أخطاء فاضحه لذا سيصمت ولو فعلت به الافاعيل.  ابتسم بمراره.. اى افاعيل ستفعل هى.. عايده انسانه هادئه وجميله بعيده كل البعد عن العنف... يعلم انها منذ امس لم تتناول اى شئ ولن تتناول مهما فعل... منزويه داخل غرفتها تخبئ وجعهها بها.

سيحاول الدخول إليها وان يتحدث معها يتوسل ويتأسف ربما تصفح عنه.

وضع المفتاح بالباب يفتحه واتسعت عينيه.

وليمه.... هناك وليمه مقامه على سفره بيته قادره باسالة لعاب اى شخص.

بالفعل ساال لعابه واتجه إليهم ليجد زوجته التى من المفترض انها حزينه تجلس وسط اولادها ولم يعيره اى منهم اهتمام.

تحدث بلهفه وجوع:السلام عليكم.

لم يجيب احد... نظر لهم باستغراب ثم خصها بنظرته يقول :الله الله الله محشى انواع وفراخ محمره... هغسل ايدى واجى اكل.

كانت تكمل طعامها بنهم وشراسه ولم ترفع عينها به حتى.

اختفى داخل المرحاض لدقيقه ثم خرج سريعا.

هو فقط مد يده يسحب مقعد له ليجدها تتحدث بإنذار:انت بتعمل ايه؟

وقف بتردد:إيه؟ هاكل.

عايده :تاكل إيه.. مالكش اكل عندى.
غضب بشده يقول :نعععمم؟!

عايده ببرود :ايه اترشيط... زى ما سمعت كده بالظبط... مالكش اكل عندى.2

اخذ نفس عميق وزفره على مهل يقول:اخذى الشيطان ياعايده انا مش عايز اتعصب ومقدر الى انتى حاسه بيه... بس مش كده يعنى.

عايده :لا ماتقدرش... عادى.. وهو ده الى عندى... هتعمل ايه.. هتمد ايدك عليا تانى..لو كسرت عضمى هتعالج واقوملك اقولك لأ بردو.

سلطان :يا عايده لأ والله انا.. انا.. حقك عليا والله ما كان قصدى.. والله اول واخر مره.

عايده :ماهى فعلا هتبقى اخر مره.

سلطان بتوجس:يعنى ايه؟

اشاحت عايده بنظرها عنه وأكملت طعامها تقول:ماليش مزاج اقول دلوقتي.  اصلى عايزه الحق المحشى انت عارف مابيتاكلش إلا وهو سخن.

ابتلع لعابه وهو ينظر للطعام الشهى مؤكدا :عارف عارف.

نظر لقطعت الدجاج الشهيه التى تضعها بفمها وقال:طب.. طب اتا هاكل إيه.
قلبت عينها بملل واشارت بيدها دليل على التعطف والكرم :فى بواقى اكل جوا فى الحله كنت هرميها... ابقى خدها.+

اتسعت عينيه يقول:ايييه؟!

عايده :وماتغرفش فى طبق لانى ماعدتش هغسل من وراك تانى.

سلطان :كماااان.. امال اكل إزاى يعني؟!

عايده بتشفى:لقط كده على الواقف.

سلطان:القط على الواقف؟! هى وصلت لكده... مش عايز حاجه.

لم تعيره اهتمام واخذت تكمل طعامها واطفالها حولها لا ينظرون له حتى.

سلطان :انت ياض يا ابن الكلب انت وهو انا مش جيت مافيش ازيك ولا اى حاجة.

هم عمر للحديث ولكن منعته سجده تقول:عمرر.. احنا اتفقنا على ايه... احنا مخاصمينو.

سلطان بصدمه :انتى يا سجده... تيجى منك انتى... ماشى.. مانتو ولاد كلب.

تحرك يدلف للداخل ورغما عنه جذبته الرائحه للمطبخ ووجد حاله مرغما يفعل كما أمرت... ياكل من الوعاء وهو يقف امام الموقد.

بعد ساعه تقريباً خرج ينظر لهم بتحسر... تجلس وسط اولادها تشاهد مسرحيه جديدة تضحك معهم وهم حولها عزوه وسند بينما هو يشعر كأنه فرع مقطوع وحده على قارعة الطريق.

حاول الجلوس معهم يتمتع بدفئ العائله ولكنه وجد اطفاله يبتعدون عن المقعد الذى جلس عليه ينضمون لامهم وبيدهم كؤس من المياه الغازيه.1

تحدث كأنه طفل يتيم منبوذ:وانا كمان هاتولى حاجة ساقعه.

لم يجيب عليه احدهم فقال بصوت رافض لكل مايحدث :ماترودوا عليا فى ايه.

نظروا لبعضهم وسجده تتأفف:اووف بقا... عايزين نسمع ياماما بقا.

عايده:ماعلش ياحبيبتي.
سلطان لسجده:انتى. تيجى منك انتى. ماشى ليكى روقه ياسجده.

عايده:بقولك إيه... ياريت لو هتقعد تقعد من غير إزعاج... وبعدين انت راجل خاطب مش فاضى يعنى.. يعنى مش اتجوزت على طول لا ده انت بتخطب الأول عشان تقضيها خروج بقا وفسح وهدايا ودلع... الدلع الى انت ماوريتهوليش... دلوقتي هتعرف تعمل كده يامعلم رايح تخطب الاول.

اتسعت عينه يصدم بتفكيرها... لقد نصحه صديقه ان يجعلها خطبه فقط مادام يريد إثارة غيرتها فقط.. لم يكن يعلم أنه يزيد الأمر سوء.

أخرجته من شروده تقول :وبعد كده لو هتقعد هنا زى ما قولتلك تقعد بهدوء وتبقى ضيف خفيف لطيف كده وانا كرم اخلاف منى مش هطردك من هنا.

كأى رجل انتفض على أثر هذا الحديث يقول بغضب:نعمم.. شكلك كده سوقتى فيها عشان سكتلك.. لكن فووقى ده انا المعلم سلطان.

عايده ببرود :انا مش هقولك روح لمحامى اسأل وكده تؤ.. روح لأى عيل لسه فى أولى حقوق هتعرف انى بمحضى صغير اد كده اخد تمكين بالشقه والى فيها لأنى حاضنه يعنى السجاده بالكرسى الى انت واقف عليهم دول بتوعى وانا متكرمه عليك بيهم.

تحرك من امامها بغضب ينوى الخروج فاوقفته قائله :استنى عندك.. انا كلامى لسه ماخلصش.

نظر لها فقالت :تخطب.. تحب.. تتفسح. تخرج.. كل ده ما يهمنيش...انت اصلا كراجل ماتهمنيش.

نزلت اهانته عليها كنار حارقه ينظر لها بزهول وهى تكمل :بس فلوسك الى هى فلوس ولادى مافيش فيهم قرش هيتصرف فى المرقعه على الغرب.

سلطان:هى بقت كده؟!

عايده بتوعد:ولسه.

قبلما يفقد اعصابه ويرتكب جريمه اخرى ترك الشقه وذهب.. يكفى صفعه لها.

خرج من باب العماره فوجد صديقه الناصح له يستقبله مهللا:يا مراحب يا مراحب... اظن ظبط الكلام وحزمت الدماغ وكله فى الجون.

صمت سلطان يود ضربه والاخر يكمل بثقه :مش قولتلك... قولتلك... طالما عايزها تغير بس يبقى خليك خفافى وماتغرزش وقضيها خطوبه بس.

سلطان :اتنيل... اتنيل.

صمت فجأه وهو يجد بسمله تخرج من بيتها وتتجه ناخية محله.......



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close