رواية تزوجت مـدمـنا الفصل الثامن والعشرون 28 والتاسع والعشرون 29 بقلم نوران شعبان

  


رواية تزوجت مـدمـنا

الفصل الثامن والعشرون 28 

والتاسع والعشرون 29 

بقلم نوران شعبان


الفصل الثامن والعشرون✨
بعد مرور ستة أشهر ،،
يقف كريم أمام المرآة بغرفته، يضبط من ربطة " الكرافت " الخاصة بحلته الرسمية ..
بين كل حين و الآخر يختلس النظرات لحياه الغارقة في سبات عميق .. 
أمسك بزجاجة عطره الثمين ليضع لمساته الأخيرة قبل ان يرتدي الجاكيت الخارجي .. 
إقترب من حياه و ضربها بخفة على وجنتيها
-: حياه، حياه يلا اصحي كفاياكي نوم .! 
تأففت الأخرى بضيق و دفنت رأسها تحت الغطاء دون إجابة .. 
جذب الغطاء بعنف من عليها مزمجرا بحنق شديد
-: قومي بقى كفاية دلع .! ما انا الي غلطان اني عملتلك شهر عسل ثاني و دلعتك زيادة عن اللزوم .! 
هبت حياه جالسة و شعرها القصير لا يكاد يغطي عنقها متناثر حول وجهها بشكل مضحك، انفجرت بوجهه تصيح بثورة هائجة 
-: يوووه بقى كل يوم تسمعني الاسطوانة دي.! يا سيدي متشكرين على شهر العسل الثاني الي عملتهولي مفاجأة من 3 و لا 4 شهور كمان و عمال تذلني بيه لغاية دلوقتي .! 
رفع كريم حاجباه باستنكار و غيظ، ضغط على صف أسنانه السفلى متمتما بغل
-: انا الي بذلك. ؟؟ ما انت قاعدة ولا زي الست الوالدة نايمة طول النهار و لا كأن فيه حمار هنا ليه حقوق و مطالب .. ده حتى فطاري يا قادرة يا مفترية باخده في الشركة عشان الهانم مش هاين عليها تصحى تحضرهولي .! 
تثاءبت حياه بنعاس و اختلط حديثها بتثاؤبها
-: باااااااس، انا اروح يجيلي كانسر تاني و المرة دي ربنا يخدني و اسيبك لوحدك ما انت مش هترتاح غير بكدة اصلك .! 
كاد ان يتحدث كريم، لكن قفز في ذاكرته أحداث مرض حياه و حالة الحزن و الاكتئاب التي عمت حياتهما من وقتها، شعر بانقباض في قلبه كما كان يشعر سابقا، و غصة تصنمت في حلقه منعت الدماء من استكمال دورتها كحارس غليظ ضخم يحرس قطعة الماظية نادرة لا يسمح لأحد بالنظر إليها حتى .. 
شعرت به حياه و بما طاف في خلده، لوهلة احست بنفس الآلام يسري في جسدها، و اهدابها تسقط على وجنتيها .. 
مدت يدها بفظع وهى تتحسس شعر رأسها و اهدابها لتتأكد انه فقط وهم لا أكثر .! 
زفرت بهدوء وهى تعيد ضبط أنفاسها، و تقنع خيالها المريض ان كل ذلك " ماض لا أكثر .! " 
إقتربت من كريم الشارد بوعيه بعيدا، أحاطت وجهه بكفها ليسلط بصره عليها دون حديث .. 
همست بصوت خفيض هادئ أمام شفتيه الغليظة
-: كريم.! انا عارفة انت بتفكر في ايه .. كل ده كان ماضي، عدا و فات خلاص.! انا دلوقتي قدامك اهو ولا 10 قرود في بعض ..
- صمتت ثوان تحدق بعينيه، لتستكمل بصوت يميل للمرح -
متبقاش خواف كدة ده انا الي تعبت مش خايفة ادك. !! 
فجأة قبض على كفيها المحيطين بوجهه بلهفة و سرعة، و مقلتاه تتزغلل تجوب أقسام وجهها بارتعاشة بسيطة ..
هتف بصوت قوي و ضعيف، هادئ و سريع، ثابت و مرتعش .. لكن صادق نابع فورا من صميم فؤاده .
-: انا بحبكك اكتر ما بتحبي نفسك، و بخاف عليكي اكتر ما بتخافي على نفسك، و بتعب لما بتتعبي اكتر من تعبك ببقى شايل في قلبي زعلي و زعلك .!! 
جذبها من معصميها نحوه لتستقر بين ذراعيه، و تمنى لو يشق صدره نصفين و يخبئها بين ضلوعه للأبد .. 
التفا ذراعاها نحو عنقه، تغزر أصابعها بين شعره الناعم الغزير ..
و من خفة وزنها كانت تحمل بين ذراعيه، و قدماها لا يلمسان الارض ..  
ظلا هكذا لدقائق لم يتمنى كلاهما ان تنتهى ابدا ..
قطعتها حياه وهى تزم شفتيها بضيق طفولي مسلي
-: هو انت مش كنت اقرع شبهي.؟ اشمعنا شعرك طول اوي كدة و انا لسا بعد الي طلعوا..؟! 
ظهرت شبح ابتسامة تزين ثغره، و تلألأت أسنانه البيضاء من خلف شفتيه ..
قرص وجنتيها بلطف و داعب بيده الأخرى فروة رأسها
-: بكرة يطول يا وحوي بكرة يطول.!  
ضحكت حياه و لكزته خفيفا بقبضتها الصغيرة على صدره الصلب الحديدي
-: طيب يلا على شغلك عشان متتأخرش .. 
تعكر مزاجه و انقلبت ملامحه للإشمئزاز و الضيق عندما تذكر عمله
-: يادي القرف انا مش عارف ايه الي دخلني المجال الزفت ده، ده الواحد بيروح يصتبح بأشكال ما يعلم بيها إلا ربنا .! 
لمع بريق الغيرة بعين حياه، شددت من قبضتها حول ياقة قميصه الأبيض و هتفت بغل و غيرة
-: زي عنايات. ؟ مش كدة .!  
قهقه كريم عاليا ليثير غضبها أكثر
-: لسا فاكراها.؟ ده انا بشوف الي زي أشكالها دي كل يوم .! 
اتسعت مقلتي حياه لتصيح فيه بحدة
-: لا والله .؟ شكلك كدة هتشرفني هنا النهاردة و مفيش شغل .! 
امسكها كريم من معصميها وهو يردد باستنكار
-: ايه الي مفيش شغل ده يا حجة ده انت خيالك واسع اوي !  
نظر في ساعة يده ليصيح بصدمة
-: نهارك مهبب بصي الساعة كام.! ده انا هسمعلي كلمتين عنب لما اروح .. اوعى عديني ده انت فتنة يا شيخة منك لله .!! 
ازاحها بعيدا لينطلق خارج الغرفة بخطوات راكضة ..
وضعت كفها برأسها تفكر في اللا شئ .. و سرعان ما القت بنفسها على الفراش لتغط في نوم عميق ثانية .! 
~~~~
~~~~
مر أسبوعان كاملان ،،
كانت تقف أمام المرآه رافعة سترتها لتكشف عن بطنها البيضاء المستوية ..
تلتمس بطنها بمقلتي واسعتين و فم مفتوح ..
مصدومة.! غير قادرة على استيعاب انها تحمل طفلا بين احشائها الضئيلة الآن .! 
لا تصدق انها بعد بضعة أشهر سوف تصبح أما و تحمل طفلها بين ذراعيها و تغمره بحنانها الانهائي ..! 
لا تصدق انها اجتازت مراحل صعبة كثيرا بمعجزة و الآن يكافئها ربها بقطعة منها بأحشائها. ! 
منذ ان رجعت من عيادة الطبيبة النسائية وهى على ذلك الوضع المصدوم .. 
شهقت كأنها تسترد أنفاسها الحية بعد صراع طويل .. لتضحك و تقهقه بجنون وهى تقفز في الهواء و تهلل فرحة لتلك المفاجأة الصغيرة ..
جلست على حافة الفراش بحذر وهى تؤنب رد فعلها ذلك، ربتت على بطنها بهدوء و نعومة كأنها تعتذر للطفل عن ما بدر منها من إزعاج.!

ضحكت مرة ثانية عاليا و قد احمرت وجنتاها انفعالا ..رفعت كفاها عاليا لتحمد ربها على تلك النعمة الثمينة المضافة لقائمة النعم الغير معدودة .. 
سكنت مكانها ثوان، لتضغط بعدها على شفتها السفلى بحماس و سؤال واحد يحتل أفكارها .. 
" كيف ستخبر كريم عن هذا.؟! " 
هل تعد له عشاء رومانسي و تسخر جوا هادئ على التراس حيث طبقة من الأزرق الداكن تغلف سطح السماء الشاسعة و قطع ماسية براقة متناثرة في شتى بقاع سطح السماء .؟! 
لتأتي هى بفستان ابيض ملائكي تضيف لمساتها الحنونة على أوتار فؤاده الضعيفة.؟ 
هزت رأسها لأكثر من مرة تنفض تلك الفكرة عن رأسها، و بصوت هامس هتفت لنفسها
" دي اتعملت في مليون فيلم قبل كدة،، لازم أفكر في حاجة مختلفة .! " 
ظلت بموضعها تجوب أفكارها شمالا و جنوبا تحاول إيجاد فكرة جيدة لكن كل الأفكار لا تروقها .. 
~~~~ 
على نفس دوامة الوقت ،،
نجد أحمد يجلس على مقعده بأريحية شديدة و ابتسامة شيطانية ترسو على شفتيه ..
طرق بسبابته على المكتب أمامه بضعة طرقات وئيدة ، وهو يتوعد بسره لزوجة ابنه " حياه " .. 
يحدث نفسه و يتمم على أفكار خططه الرئيسية .. 
" نهايتك قربت يا مرات ابني.! دلوقتي بعد ما ظهرتي الملاك البرئ جه الوقت يبان السواد الي جواكي ..! " 
التقط هاتفه بخفة من على سطح المكتب، ليبحث في قائمة الأسماء على كريم ، وجده بالفعل و على مهل ضغط على زر الاتصال .! 
~~~~ 
كان كريم على وشك الانتهاء من عمله، يرتشف بضعة قطرات من الماء البارد و ينكب على أوراقه يتابع عمله بتركيز .. 
قطع وصلة تركيزه نغمة هاتفه الرنانة، نظر بإهمال نحو الشاشة ليجد اسم والده المتصل .. 
تنهد طويلا،، و ضغط على زر الاستجابة ليأتيه صوت والده مسرعا 
-: كريم ؟ 
-: الو .. أيوة يا بابا ازيك.! 
-: عامل ايه يا بني، انت كويس.؟! 
-: انا كويس .. انت صحتك عاملة ايه.؟! 
سأله كريم بترقب و قد اقلقه صوت والده المرتبك المتوتر .. 
-: المهم صحتك انت يا كريم، عامل ايه مع حياه.؟ 
ساوره الشك ان حياه قد أخبرته بالعراك المستمر بينه و بينها بسبب قضائها نصف اليوم نائمة ..
فأجابه بتوجس من الآتي
-: ا آ احنا كويسين يا بابا تمام ، خير هو في حاجة.؟ 
سمع صوت تنهيدة والده الحزينة من على الجانب الآخر ، فأعاد سؤاله بتوجس أكبر
-: في ايه يا بابا قلقتني.! 
-: بص يا كريم انا عايزك في موضوع مهم،، مينفعش يستنى أكثر من كدة .!
و مينفعش كمان في التليفون لازم اقابلك حالا.! .. الو.؟ كريم انت سامعني.؟! 
-: لا مش مركز بابا معلش انا هقفل معاك دلوقتي و هكلمك بعدين عشان حياه على waiting .. 
أغلق كريم الخط فورا دون الاستماع لرد والده ، اجاب على اتصال حياه ليأتيها صوتها صارخا 
-: إنت يا بني آدم يا أطرش بقالي نص ساعة بتصل بيك. ! 
-: و عليكم السلام يا حبيبتي ! 
اغاظها صوته الهادئ الذي لا يقارن بصريخها و صياحها، فهتفت بتهكم و حنق
-: يا روقانك يا أخويا.! بقولك ايه يا جدع انت قدامك ربع ساعة تكون قدامي فيهم .. 16 بالدقيقة هكون مولعالك في البيت و انا فيه كمان انت سامعني.! 
رد بصوت ضاحك و ساخر
-: طب ذنبه ايه البيت معاكي يا حياه.؟ ولعي فيكي انتي بس أوفر يا حبيبتي انتي عارفة انا تعبت اد ايه عشان اجيبلك الفيلا دي.؟! 
-: لا والله.؟؟ طب بص بقى يا أبو الكرم .. عدا من الربع ساعة دقيقة ، فضلك 14 دقيقة تكون قدامي فيها يا إما وحيات اونكل أحمد لأكون سايبالك البيت و مش هتعرف تجيبني ،، سلام. ! 
أغلقت حياه الخط سريعا، بينما ضحك كريم بتسلية على زوجته المجنونة تلك .! 
أمسكت بالجاكيت من على المقعد و نهض فورا للخارج مقررا السياق في عربة الجنان مع زوجته .. 
وجد هاتفه يرن مرة أخرى ليجد والده يتصل به ثانية، وقف مكانه حائرا .. هل يجيبه.؟ ام ينتظر وقت آخر بعد وصوله لمنزله.؟!
و اخيرا حسم قراره و ..
الفصل التاسع والعشرون✨
حسم كريم قراره و اغلق هاتفه تماما، أسرع في خطواته ليلحق بزوجته الملعونة قبل ان تتصرف بتهور كعادتها .. 
~~~~ 
ترجل من سيارته بعد ان صفها بإهمال، 
تفقد الفيلا من الخارج بعد ان عمها الظلام تماما.! 
سار بخطوات سريعة نحو الباب ليجده مفتوح ، دخل و شعوره بالقلق يتملكه خصوصا بعد ان وجد العتمة تسيطر على المكان .. 
" حياه .! " نده عليها بصوت مرتفع و لم يتلقى إجابة .. 
جاءت في مخيلته انها لربما في غرفتهما نائمة كالعادة ، ركض سريعا و تجاوز السلالم بخفة حتى وقف امام باب الغرفة .. 
فتح الباب ببطئ، و بخطوات وئيدة دلف للداخل .. خطف نظرة سريعة في الغرفة و لكن لا أثر لها، عبر صوتها في ذاكرته " فضلك 14 دقيقة تكون قدامي فيها يا إما وحيات اونكل أحمد لأكون سايبالك البيت و مش هتعرف تجيبني " 
دق قلبه بعنف، هل من الممكن ان تكون هربت بالفعل.؟! 
و على حين غرة سمع صوت صريخ يأتي من خلفه، لتظهر زوجته المجنونة من خلف الباب و هى تصرخ و تقفز في الهواء .. 
صرخ هو الآخر معها و قفز في الهواء مثلها دون إرادة منه، قبض على معصمها بيد و باليد الأخرى وضعها على فمها .. 
" هششش اسكتي.!! في ايه.؟ " 
ازال كفه عن فمها لتتحدث حياه بين أنفاسها المتلاحقة 
-: بص، انا مش عارفة اجيبهالك ازاي .. يعني قعدت أفكر كتشييير كتشيير كدة بس انا هقولك و خلاص.! 
-: انجزيي في ايه.؟ 
سألها بحدة و انفعال ، لتأخذ نفسها و تحاول ضبطه .. تنهدت بقوة و اخيرا اجابته بابتسامة 
-: انا حامل .! 
وقف كريم بنفس تعابيره لم تتغير .. فقط اتخذ وقتا طويلا حتى يعقب 
-: إيه.؟ 
ضحكت حياه على ملامحه المزبهلة، اقتربت منه لتلف يداها حول رقبته مكررة 
-: انا حاااامل 
شعر كريم برعشة تسري به، ليست بطول عاموده الفقري فقط بل بجميع أنحاء بدنه .. 
هز رأسه نفيا بدون تصديق متمتما بشتى التساؤلات الاستنكارية 
-: إيه.؟ انت بتهزري مش كدة .؟ 
لامته حياه بإلحاح وهى تكرر للمرة الثالثة 
-: يا كريم مش بهزر بقولك حامل حامل .! 
-: حامل ازاي .؟ يعني في فبطنك بيبي كدة و هيبقى ليكي كرش و تولدي و نبقى بابا و ماما زي الناس.؟
ضحكت حياه بسرور وهى تندثر في احضانه للأعمق 
-: أيوة و هتوحم و اخيلك تلفلي العالم كله عشان تجيبلي الاكل الي انا عايزاه و اصرخ و أشد في هدومك و انا بولد كمان .. 
انحنى كريم لمستوى بطنها ليرفع سترتها الحاحبة عن بدنها، لتظهر بطن حياه التي لازالت مستوية 
-: يعني ابني هنا.! هنعيش حياه طبيعية زي اي اتنين من غير سرطان ولا ادمان .؟ 
انحنت حياه هى الأخرى و جلست على ركبتيها مقابله، احتوت وجهه بين كفها لتهمس بحرارة 
-: أيوة يا حبيبي، خلاص أيامنا الحلوة كلها جاية ، هتمحي كل ذكرى وحشة عشناها .. 
~~~~ 
انهى " أحمد " الاتصال ليقبض عليه كأنه يريد اعصاره بين قبضته .. 
صوت " كريم " المرفرف من الفرحة يرن في أذنه وهو يخبره 
" هتبقى جد يا بابا .. "
تزأر أسنانه بسبب الاحتكاك من شدة انفعاله و غضبه، يسب و يلعن في اليوم الذي ولدت فيه تلك الملعونة " حياه " التي تحمل بين احشائها حفيده الآن .! 
جلس على حافة الفراش واضعا رأسه بين كفيه بحيرة و اشتعال 
الآن لن يستطيع إكمال خطته، فكريم لن يترك حياه و هى تحمل ابنه .. 
بالإضافة الي ان حياه سوف تخبره الحقيقة و بالتأكيد سوف يصدقها و ينتهى الموضوع قبل شروعه و يظهر " أحمد " بالشخصية الحقودة بينهما .. 
و حتى ولو تم الأمر كما يريد و طلق كريم حياه، فسيخسرا كلاهما الطفل .. 
زفر بضيق بعد ان شعر بالحكاية تتأزم من كل جانب و من كل اتجاه، لذلك طلب فنجانا من القهوة يوقظ أفكاره و يرعرع خططه 
و بعد تفكير طويل عادت الابتسامة الخبيثة تعتلى ثغره بعد ان اهتدى لفكرة أكثر شرا و روعانا 
~~~~ 
بعد مرور 6 أشهر .. 
يتحدث كريم مع والده على الهاتف .. 
" و الدكتورة حددت حياه هتولد امتى ولا لسا .؟ " 
تساءل بها أحمد مترقبا 
-: حددت أيوة، آخر الأسبوع الي جاي ان شاء الله .. 
أتاه صوت والده المتنهد و كأنه يريد التفوه بشئ ما، فسأله كريم بشك 
-: مالك يا بابا.؟ بقالك فترة كبيرة حاسس انك عايز تقول حاجة و مخبي.؟ 
تظاهر أحمد بالتأتأة المصتنعة و لكن في الحقيقة يبتسم بخبث و حماس .. 
اصطنع الغلب في نبرته 
-: بصراحة أيوة، في موضوع مهم مينفعش يستنى أكثر من كدة. ! 
ازدادت حيرة كريم ليردف متوجسا 
-: طب ما تقول يا بابا في ايه على طول لازم تقلقني يعني.! 
-: مش هينفع على التليفون، تعالالي دلوقتي على مطعم *** عارفه.؟ 
-: عارفه آه، نصاية و هبقى عندك سلام .! 
~~~~ 
جلس كريم في المقعد المقابل لأحمد .. 
ليبتسم بهدوء وهو يسأله بمرح 
-: ها يا حمادة خير، ايه الموضوع ؟ 
اوعى تقولي ان ايام الشقاوة وحشتك و عايز تتجوز ؟ 
تصنع أحمد الحزن و التأثر 
-: الموضوع أكبر من كدة بكتير، الموضوع يخصك انت يا كريم .. 
زفر كريم بجزع و قد نفذ صبره، ليتحدث بحدة 
-: لا ما هو لو هتقضيها فوايز انا مش هستحمل، خش في الموضوع على طول .! 
-: انا هحكيلك على كل حاجة من الأول ..
 جمعة مباركة🤍

      

تعليقات



<>