أخر الاخبار

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الخامس عشر15 والسادس عشر16 بقلم سلوي فاضل

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الخامس عشر15 والسادس عشر16 بقلم سلوي فاضل
 ( سؤال محيرني) 

الغريبة إني بردوا ما نمتش كويس، خايف تحلم بكابوس تاني، وفعلا ده اللي حصل، كنت متكتف مش قادر أخدها في حضني، كان صعب لا كان مستحيل أعمل كده من غير ما أضعف وأقرب منها؛ عشان كده قررت أفضل بعيد شوية.

 حصل لها زي قبل كده تحركت كتير وعرقت وقامت مخضوضة شربت وخرجت بره الأوضة، تكرر ده اليومين اللي بعدهم، كان لازم أتدخل وأقسى علي نفسي مش عليها، اليوم التالي  دخلنا وقبل ما ننام كلمتها بأمر وكلام مختصر حازم بخبي وراه ضعفي.
-لما تصحي ما تطلعيش بره تاني.
-حاضر .
-مطيعة.
 المرة دي ما قدرتش ابص لها، اكتفيت بالسمع بس لأني كنت أصلًا ضعيف وبحاول أقوي نفسي. 

نمنا زي اليومين اللي فاتو، وهي ضامة قدمها لصدرها وحاضنة نفسها بأيدها ، حسيت بها صاحية لفترة طويلة وبعدين استسلمت للنوم وأنا منتظر أطمن عليها عشان أنام بعدها، لكن بعد ما نامت بحبة عيني غفلت، صحيت عليها بتتحرك كتير قوي وبتتوجع زي ما يكون حد بيضربها وفي دموع علي وجهها، اتخضيت عليها لا قلبي انتفض من جوه والمني بشدة، أول ما صحيتها ارتمت في حضني، وبكت وهي بترجف من الخوف ربت علي ظهرها ومسحت علي راسها، حاولت اخليها تنام تاني، وهي خافت ورفضت، كان لازم اتدخل بحسم
-ماتخافيش مش حسيبك، قربي يا أمل ولفي ناحيتي تعالي.

 بصيت لي خايفة تقرب.
-تعالي ما تتعبنيش معاكي قربي.

قربت مني وأنا كمان قربت شوية وضمتها، غمرني فيض من المشاعر اللي كان صعب عليا قوي السيطرة عليها، وهي كانت خايفة طبعا.
-قربي واحضنيني، أنا جوزك عادي ما تخافيش.

 هي فعلا قربت أكتر ومسكت فيا زي الأطفال استغربت شوية وابتسمت وشغلني، عن مشاعري التمعن في وجهها والتدقيق في ملامحها وطفولتها الواضحة في ماسكتها ليا، و نامت علي طول، وأنا فضلت علي حالتي اعتقد كتير لحد ما نمت. 

وتاني يوم حاولت أسيطر علي نفسي؛ عشان تفضل جنبي بالليل وما تحلمش باي كابوس تاني، والحمد لله قدرت فعلًا ومر اليوم عادي، وبالليل دخلت ووالتني ظهرها في نفس الوضع السابق وأنا نصف جالس علي السرير وساند ظهري علي ظهر السرير واستنيت لما استقرت وبعدها اتكلمت .
-مش خايفة يجيلك كابوس ولا لازم كل يوم نصحي مفزوعين .

التفتت لي ونظرت لي بخوف ، التفت لها بجسمي 
-مش لازم أتحايل عليكي كل يوم، ولا إيه؟ يلا قربي .

قربت من بعض، مسكت فيا زي الأطفال وأنا حضنتها جامد عشان أبعد عنها الكوابيس وأقربها مني أكتر. 

بدأ يلح عليا سؤال نفسي أعأعرإجابته ومش قادر أسألها، سؤال محرج حاولت أبعده عن تفكيري؛ لكنه فرض نفسه وقررت أسألها وأديها حرية الإجابة من عدمه.

 تاني يوم بالليل كنت مستلقي علي ظهري وهي جنبي، وجهها مقابل ليا، قريبة مني بس في مسافة صغيرة بينا وايدها علي صدري مغمضة عينها.
-أمل عايز أسألك علي حاجة، لو مش عايزة تجاوبي براحتك عادي مش حزعل.

فتحت عينها ونظرت لي وعلي وجهها ابتسامة رقيقة: 
-أسأل.
-اللي قبلي كانوا بيقربو منك إزاي؟ وأنتِ كنت عادي يعني؟

أحرجت بعد ما سألتها وهي وجهها شحب، مسكت في ملابسي كأنها بتحتمي فيا.
خُوفت عليها واتكسفت من ننفس: 
-أسف يا أمل أنسي، كأني ما سألتش.

حاولت تجمع حروفها، وظهر الألم والتوتر عليها: 
-هادي كنت بنفر منه، بتقبل أفعاله بصمت بدون حركة، أحيانا بحاول أبعده عني، وهو كان بيكمل بالغصب كنت بقرف بعدها وأحيانا اتقيأ.

فرحت بردها وفي نفس الوقت تألمت عشانها، وزاد شغفي أعرف باقي الرد 
-وزياد؟!

ضمت قدمها لصدرها وهي لسه قريبة مني، وشدت من قبضتها علي ملابسي، واغمضت عينها بعف وارتجفت، وبدأت تحكي ومع كل حرف تشد علي قبضتها وتغمض بقوة ويزيد ارتجافها.
-كان عنيف قوي، كنت رافضاه بقاومه، وهو كان بيكتفني ولو قاومته جامد يضربني لحد ما أفقد القدرة على المقاومة والحركة.

ارتجافها كان حاد، حاولت أطمنها بدون جدوى، تمنيت إني ما كنتش سألتها.
-خلاص يا أمل أهدي، ما تخافيش كده، استحالة أسمح لحد يأذيكي.

فضلت علي حالتها ودموعها بدأت تبلل وجهها.
-اهدي يا أمل، حقك عليا والله مش قصدي اضايقك.

كانت مغمضة عينها بقوة وكأنها شايفة وحاسة باللي كان بيعمله معها، للدرجة دي كانت بتخاف منه، كان لازم أخرجها من الحالة اللي وصلت لها، ضميتها بقوة لكن فضلت زي ما هي، فوضعت ذراع تحت رأسها وجذبت وجهها لعنقي، ومسحت علي رأسها بحنان وذراعي التاني في خصرها، وجذبتها لحضني بدأت تهدأ، وكل ما أقربها مني تهدأ أكتر وتحضني بقوة لحد ما أصبحنا واحد.

 ورفعت وجهها لي وتلاقت عيننا وتبادلنا النظرات واحنا ملتصقين وأنفاسنا واحدة لحظة توقف بها الزمن، حركتني مشاعري اللي سيطرت وحدها علي زمام الأمور، حالة من التوهان أخدتني وضيعت في بحر عيونها الزرقا، وأمواج دموعها اللي ازلتها عن وجهها بوجهي، ودي كانت أول مرة أقرب منها كزوج.

فوقت بعد ما انتهينا وهي نامت بهدوء وأنا شعرت بالاحتراق وكلماتها أنها بتشعر بالقرف لما راجل يقرب منها مسيطرة عليا، ودخلت في حوار صامت مع نفسي 
-أكيد قرفانة، أكيد قرفت مني .
نفسي: مش حقيقي .
-ما شوفتش غير نفسي، قولت احميها مش أجبرها علي حاجة رافضاها.
-فين الرفض ده بص علي وجهها دي مرتاحة وهي نايمة .
-أضحك علي مين قالت كتير بتقرف، أكيد شايفاني دلوقتي زيهم، أكيد قرفانة، إزاي أمشي ورا غريزة؟ إزاي ما تحكمتش في نفسي؟ غبي، غبي، غبي، لازم أبعد مش هاسمح بده تاني .
-يعني هتسيبها للكوابيس تاني.
-مش حسيبها للكوابيس، بس لازم أخلي في حدود، لازم اللي حصل ما يتكررش تاني، ابص في وجهها اازا؟! وأنا عارف هي شايفاني إيه.
-اعمل اللي يريحك، عذبها وعذب نفسك.

الفصل ال١٦ (بركان غضب )

الصبح كان صعب جدًا، عصبي بدرجة كبيرة خايف أشوف في عينها مشاعر أو كلام جارح، مش هاتحمل تشوفني زيهم، مش عايز إهانة تاني بشكل مختلف، وبلعن الساعة اللي ضعفت فيها لأ الوقت اللي سألت فيه تمنيت من قلبي إني ما كنتش سألتها اصلا .

وهي كانت خايفة مني، لأ مرعوبة، منا كنت حيوان معاها بالليل استغليت خوفها من الماضي؛ عشان أدخلها في خوف من الحاضر، ما كانتش قادرة تنظر ناحيتي، واستخبت في ماما وده جَنِّني زيادة، وماما طبعا مستغربة عصبيتي الزيادة ومش فاهمة اللي يحصل، وسألتني بعجب من حالتي.
-إيه يا عماد؟ في إيه؟ مالك يا ابني؟

رديت بعصبية ونبرة أقرب للصريخ:
-مالي! أنا كويس. 

ردت بعصبية خفيفة من ردي وطريقتي الغير مبررة بالنسبة لها. 
-باين إنك كويس، بالراحة شوية مش كده، لو في حاجة ضايقتك اتكلم، مش تتعصب بالطريقة دي.

كلام ماما عصبني زيادة 
-أنا لا متعصب ولا مضايق من حاجة.
 كان أمامي طقطوة حدفتها في الأرض، وماما مذهولة وأمل مفزوعة، وسمعت بكاء هبه؛ أمل كلمت ماما بصوت خافت جدًا، ما سمعتش قالت لها إيه، وأمي بغير رغبة دخلت لهبه، وأمل منكمشة في نفسها بترجف مش قادرة تتحرك ولأنه معاد شغلها دخلت غرفتي وصفعت الباب ورايا، فضلت رايح جاي، حسيت أنها نزلت، وخرجت أتأكد، لبست أنا كمان ونزلت شغلي ولما وصلت وصلتني رسالة منها:
" أنا أسفة أوعدك مش هكرر أي حاجة ضايقتك تاني "
اندهشت وسط غضبي اللي كان لسه ملازمني وسؤال بيدور في ذهني،      هي فهمت إيه؟ مين اللي زعلان من مين؟ مش فاهم حاجة لغبطة جامدة،  وكالعادة دخلت في حوار صامت مع نفسي
نفسي: ارتحت ؟! 
-هي فهمت إيه ؟
-لماح ما شاء الله، فهمت إنك مش طايقها بس .
-أنا اللي غلطان ليه تعتذر؟
-كل ده عشان مش عايز تواجه نفسك بِحُبها، اعترف واخلص . 
-وبعدين أنا لسه بفكر في ست سمر، لسه بتوحشني، أكيد مش بحب اتنين في وقت واحد، وأمل أكيد قالت كده عشان ما الومش نفسي، خايفة أسيبها وترجع لأخوها ويجوزها حد تاني .
-رابع قصدك .
الدم غلي في عروقي من الفكرة: 
-تتجوز حد تاني، لأ استحالة تقرب من حد غيري، ولا حد يضمها غيري، تبعد عني! لا لا لا
      لأ. لأ. لأ. 
استحالة ده يحصل استحاااااااالة، أمل حتفضل طول عمرها معايا، معايا أنا وبس .       
-ليه؟ ما أنت بتخوفها بصوتك ده سيبها تلاقي حد حنين.
-وبعدين في دماغي دي، يعني أضرب نفسي وأبقي تجننت رسمي، وأبعد عن الناس كلها .
-وعن أمل .
-أنا اتجننت فعلا!!! أنا بكلم نفسي وبتخانق معاها وبغيظها وتغيظني، وبعدين معاكي يا أمل، حوصل لفين تاني أنا عمري ما حصل لي كده .
-عشان مش بتحبها.

ضربت سطح المكتب بغضب وتكلمت  بصوت مسموع: 
-اه مش بحبها، وخلاص كفاية، يووووه أنا اتجننت فعلًا.

خلص اليوم ورجعت البيت وهي هناك، مش عارف اتكلمت مع ماما ولا لأ، بس أول ما دخلت كانت بالغرفة وماما منتظراني في الصالة، بصت بزعل باين في نبرتها، ونظرات تخديد:
-لو عملت زي الصبح وخوفتها؛ حامشي أنا وأمل ونسيبك عشان تبقي فاهم .
-أسف، ماكنتش قادر أسيطر علي نفسي.
-مش عايزة أسف، واهدي كده علي مراتك، علي فكرة هي ما رضيتش تتكلم ولا قالت أي حاجة، طيبة وبتحبك افتكر ده.
-أنا عارف أنها طيبة، بس ما تفنعيش نفسك بحاجة مش حقيقة هي بتتحامي فيا بس.
-طول عمرك مش بتسمع غير كلام ابوك وبس، أي حاجة أقولها لك مش تقتنع بها، علي العموم مسير الأيام تأكد لك، المهم دلوقتي بالراحة عليها، وإياك تزعلها أنا بقول لك أهو.
-حاضر ما تقلقيش .
-حاجهز الأكل علي ما تغير.

وأحنا بنتكلم خرجت أمل ووقفت أول الصالة من ناحية الغرف، اتكلمت ووجهها للأرض وبابتسامة ممرتجف:
-حمد الله علي السلامة.

ودخلت المطبخ علي طول، ماما نظرت لي بعتاب وزعل، وراحت وراها اتعشينا والوقت عدى، وأمل ما اتكلمتش معايا تقريبا أخدت جنب، ولو أضطرت للكلام بيكون في حدود ومختصر جدًا، طول الوقت مانظرتش ليا، وده أكد لي أنها فعلًا قرفانة وخايفة مني، بس ده معناه أنها حتبعد فعلا عن حياتي؟!! لأ مش حاسمح بده ابدًا، بس ليه؟ مش مهم ليه، المهم أنها معايا وخلاص، ومش هاكرر اللي خوفها مني، وأخلي في حدود، ومش حسيبها بردوا للكوابيس اللي بترعبها أحميها حتي من نفسي .

 وقت النوم دخلت الغرفة منتظرها، وماما كالعادة تعمل واجبات كل يوم، تدخل المطبخ مع أمل، شوية خبط ومية مش عارف الستات يستحملوا ده إزاي، المهم خلصوا وتأكدوا إن الشقة تمام ونظيفة وكله مكانه وهبه نايمة؛ لأنها بتنام كتير بسبب تعبها وماما معظم الوقت تأخذها تنام معاها، بالرغم إن لها غرفه لوحدها.

 ماما دخلت تنام وأمل فضلت بره فتحت الباب أشوفها، لقيت ماما خرجت لها تكلمها
-الوقت أتأخر يا حبيبتي، أنت أول واحدة بتصحي وتنزلي بدري، سهرانة ليه كده؟ مش طبعك.
-عادي يا طنط شوية وحنام.

دخلت ماما وشافتني علي باب غرفتي، نظرت لي وكأنها بتقولي أنت السبب، ودخلت غرفتها وطلعت أنا لأمل 
-قاعدة بتعملي إيه؟ يلا تعالي نامي.
-شوية وحنام .
رديت بحزم:
-أدخلي يا أمل دلوقتي.
-حاضر.
-أيوه خليكي مطيعة.

حاولت أفكها شوية، بتحب تسمعها مني بتفرق معاها؛ لكن المرة دي تأثيرها كان ضعيف.

سبقتني علي الغرفة دخلت لقيتها جنب الباب خايفة طبعا، وبالرغم من إني كنت بغلي لخوفها مني؛ إلا إني حاولت بكل قوتي أبقى هااادي، مسكتها من ذراعها بالراحة، ودخلتها السرير ولفيت الناحية التانية مكان ما بنام، لقيتها واليتني ظهرها وضمت قدمها لصدرها لدرجة كبيرة وحضنت نفسها، وطبعا ترتجف بقوة، صعبت عليا واتوجعت لأني السبب، اتكلمت وأنا بدارى وجعي عشانها ورا كلامي الناشف.

-أنا ممكن اسيبك نايمة كده، بس تقدري تقولي حتنامي بالطريقة دي إزاي. 

شدتها ناحيتي من ذراعها ووجهي مقابل لها وبأسلوب حازم تكلمت:
-نامي كويس.
-حاضر. 
-ما ترتعشيش.

فضلت زي ما هي ترجف ومغمضة عينها بقوة، وصلت لحافة الانهيار بجد، أنا وصلتها للمرحلة دي، خرج صوتي حاد، من حدة غضبي من نفسي ولخوفها مني:
-بقول لك ما ترتعشيش . 

ردت بكلمات بنرة تعكس حالة الفزع اللي هي فيها:
-مش عارفة.

انتبهت أن طريقتي مخوفاها أصلًا، غمضت عيني تمالكت نفسي، رجعت لهدوئي واتكلمت بنبرة هادية: 
-اهدي طيب مش قصدي أخوفك.

اتكلمت وهي مغمضة: 
-مش عارفة.

ضميتها لحضني، ومسحت علي رأسها بيد والأخرى تربت علي ظهرها، وكأن ده مفتاح آمنها، هديت جدًا ومسكت فيا زي طفلة في حضن باباها؛ فابتسمت وفرحت أنا الاتنين مع بعض خوفها وامنها، مش عارف إزاي، بس من يوم ما عرفتها عن قرب وأنا بعيش معاها حاجات ما عيشتهاش قبل كدة، ولا حتي حلمت بها، دخلتني عالم ما كنتش أعرف حاجة عنه، عالم جميل كله أحاسيس ومشاعر، وكالعادة أفتكر سمر وطموحاتي اللي كانت دايما تنهار معها، وافتكرت يوم عملت لها مفاجأة



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close