أخر الاخبار

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم سلوي فاضل

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم سلوي فاضل

 ( ذكرى ) 

 كان يوم عيد جوازنا، بعد ما نزلت سمر لشغلها رجعت تاني البيت، جيبت بلالين هيلوم وورد وشموع واشتريت أغلي برفان، واشتريت تورتة وقميص نوم جامد، لأني كونت عرفت حبها للهدايا والمجوهرات جبت لها انسيال رقيق فيه كلمة "بحبك" ودي كانت غلطة طبعا، المهم ظبطت الأوضة.

أخدت وقت طويل، وغيرت ملابسي ونزلت كلمتها وقولت لها إننا حنتغدى بره، طول الوقت مستني منها أي كلمة، وأنها فاكرة عيد زواجنا؛ لكن ولا الهوى.

 عديت عليها وهي ماخدتش بالها إني غيرت هدومي، فقلت في بالي عادي، وديتها مطعم غالي كالعادة مافيش أي تعليق، بدأ الإحباط، بقيت أدوّر علي اي كلام أقوله وهي كلامها عادي جدًا، وبعد محاولات كتير مني ألمح لها وأفتح كلام ما فهمتش.
-مالك غريب النهاردة كدة ليه؟! أنت عايز تقول حاجة؟
-لا عادي، يومك كان كويس النهاردة؟
-زي أي يوم مش فارق، يلا نمشي أنا تعبانة وعايزة ارتاح.

روحنا وطول الطريق أسأل نفسي، هي فاكرة ولا لأ؟ أنا أسمع أن الزوجات هم اللي دايما فاكرين اليوم ده، ويفكروا أزواجهم مش العكس، المهم روحنا وسبقتني على الأوضة، حصلتها لقيتها واقفة بتبص حواليها للحظة حسيتها انبهرت وفرحت؛ فبدأت أنور الشموع لقيت صوتها ورايا.
-استني، أنت بتعمل إيه سيبهم، أنت ضيعت النهاردة بتعمل الحاجات دي، وكاتب بالورد بحبك على السرير، كنت اتصلت وقولتها في الفون وخلاص. 

بلعت كلامها بالعافية، حاولت ما اقفش عنده:
-حبيبتي النهاردة عيد جوازنا الأول حبيت يكون مختلف.

 قربت منها لفيت ايديا علي خصرها وقربتها مني وسندت جبهتي علي جبهتا
-كل سنة وأنت معايا.

ضحكت ضحكة عالية حسين فيخا لمحة سخرية، بعدت عني واتكلمت:
-أنت متأكد إنك ظابط! شكلك بتضحك عليا، وأنت لا ظابط ولا حاجة.

 شدتها لحضني وتجاهلت تريقتها: 
-حبيبتي، مش عايزين شد أو خناق، النهاردة إحتفال بس ممكن.
-ماتقولش إن اللي أنت عامله ده هو الهدية.

ابتسمت لإني متأكد إن الهدية هي اللي هَتفرق معاها: 
-لا ياستي في هدايا، بصي ع السرير.
-قميص نوم وبرفيوم وعلبة صغيرة، امممم قميص النوم ده هديتك أنت، عشانك يعني، البرفيوم حلو بس أنا عندي كتير.

تعليقها علي قميص النوم صدمني، استغربته جدًا بس قولت عادي احنا متجوزين فعادي تتكلم بصراحة، وهي أصلًا بترمي كلام تقيل دايما، طبعها. 
-العلبة الصغيرة حتعجبك، افتحيها.

ففتحتهاوضاعت آخر الأماني، مع صوتها الحاد:
-إيه ده يا عماد؟

رديت بنفاذ صبر: 
-خير يا سمر، هي دي كل سنة وأنت طيب، ولا شكرًا حتى.
-ده دهب عادي وخفيف قوي، إيه مش معاك فلوس؟!

صرخت فيها بقهر: 
-أنت إيه يا شيخة! مافيش مشاعر ولا إحساس، جِبِلَّة، حرام عليكي يا شيخة، اعمل لك إيه تاني عشان تحسي بيا، ما فيش حاجة عاجباكي، طيب علي الأقل أنا أفتكرت واهتميت، وأخدت إجازة وظبطت حاجة في العادي تفرح الزوجات، لكن أنت عملتِ إيه؟ ولا حاجة، تقللي من أي حاجة أعملها وبس، اللي يشوفنا يقول متجوزين من سنين، من كمية الرتابة والملل اللي ملا حياتنا، حرام عليكِ يا شيخة.

سبتها ونزلت أمشي في الشوارع، يمكن أهدى وهمي يروح أو يقل شوية، وجع القلب والإحباط أسوأ حاجة في الدنيا، وبعد حوالي ساعتين اتصلت تصالحني، من بداية جوازنا بحس أنها بتعمل كل حاجة بدون رغبة، ومش فاهم ليه؟ طاب ليه قبلت الزواج مني من البداية؟ ليه مارفضتش؟ عرفت متاخر قوي أنها كانت طمعانة وبس اتجوزتني بسبب الطمع مش الحب. 

فوفت من الذكري السيئة دي، بصيت لأمل اللي في حضني، ابتسمت وضميتها بحب، ماهي دايما بتبني لي طموحات وأحلام، والوقع معاها أحلى وأجمل، بالرغم من كل الحدود اللي بحاول ابنيها، واللي تنهار بنظرة منها او حتي بخوفها، وساعات تتحول لرماد من النار اللي تدب فيا بقربها مني، يا تري أمل حاسه باللي بيحصل لي بسببها وبسبب قربها مني؟ نفسي في إجابة لكن ده السؤال اللي استحالة اسأله.

كام يوم ورجعت البيت في معادي ماما بره وهي ما خرجتش، افتكرتها زعلانه وفي الثواني البسيطة اللي مرت عليا لحد ما دخلت الغرفة، سألت نفسي ممكن تكون زعلت من إيه، وضعت مليون سبب ممكن تكون زعلت عشانه، ولما دخلت الغرفة لقيت حاجة مختلفة خاااالص.

 الأول أوصف شكل الغرفة عشان تتخيلوا اللي حصل، الغرفة آخرها الباب  مقابل ليه البلكونة، وبالمنتصف بينهم كنبة مريحة وعلي اليمين في بدايتها الحمام، ممر صغير وباقي الغرفة ناحية اليمين بالوجه السرير، وبنفس الحائط التسريحة وبالجانب بظهر الحمام كرسيين أمامهم منضدة صغيرة، هي اعتادت تجلس علي الكرسي الثاني ظهره ملفوف حاجة بسيطة جهة الباب، بزاوية 45 درجة، بحيث الجالس ظهره مقابل للباب، وده خلاها ما تشوفنيش لما دخلت لأنها كانت في دنيا تانية.

 مشغلة أغنية أم كلثوم 'سيرة الحب' ومندمجة جدًا ومبتسمة، ما حبتش أقطع اللحظة واستمتعت باندماجها؛ فاتكأت علي أول الحائط خلفها بكتفي، عاقد ذراعي أمامي وعيني عليها، وعلى وجهي ابتسامة كبيرة زي المراهقين بالظبط، وهي مش حاسة بيا وبتدندن مع الأغنية، وكدة زودت علي صفاتها اللي مجنناني الرومانسية، بتجذبني لها أكتر وأكتر بدون ما أشعر.

 بعد شوية اتنحنحت عشان ألفت انتباها، انتفضت وقفلت الأغنية ووجها بقى لون الوردة الحمرا، وقفت فقربت منها ووضعت كفي علي وجهها برقة، ابتسمت وعيني في بحر عيونها الزرقة.
-كمليها قفلتي ليه؟ أنا زي جوزك بردوا.

نظرت لي وابتسمت بصمت ورقة، وأنا السعادة غمرتني، كنت فاكر زعل وحتضايق ووجدت أجمل وردة ورومانسية صامته، ما أجمل رقتها!

 بوست جبينها؛ فاشتدت حُمرة وجهها، اشفقت عليها من كثرة خجلها فَبعدت عنها، عشان أخد شاور وأبدل ملابسي وهي بدأت تفوق من الحالة اللي حصلت لها 
-حمد الله على السلامة.

بداية نهاية اليوم كانت ولا في الخيال، جميلة جدًا اتعشينا وقعدنا شوية وكنت مرح بزيادة، وماما لاحظت وفرحت عينها قالت لي، وأمل كمان كانت مرتاحة قوي وسعيدة وده كمان فرحني ودخلنا ننام.

قربنا من بعض واخدتها بين ذراعي بحنان وهي مسكت فيا زي الاطفال، حبيت طفولتها جدًا، غمضت عينها وأنا عيني عليها بداعب خصلات شعرها، ارتسمت علي وجهها ابتسامة عذبة رقيقة فضلت كده كتير، ومشاعري تتزايد بجنون فيضان اجتاح جسدي بدون ما اشعر، وكالعادة كلمت نفسي من جانب واحد بصمت
-اهدي كده.
    مش زي المرة اللي فاتت .
خلي اليوم يكمل جميل .
مش عايزين عصبية بكرة 
بقولك إهدى، أهدى ... 

ما نفعش أي كلام، وسيطرت مشاعري لثاني مرة هي فتحت عينها ونظرت لي برجاء، وبعدين غمضت واستسلمت وللحظة حسيت أنها تجاوبت برعشة.

الصبح كنت غاضب ثائر، هاتجنن من نفسي للدرجة دي ضعيف، بس ضعيف أمامها ولا أنا من البداية ضعيف ومش حاسس! مش معقول كل مرة أغصبها وأضايقها وأفرض نفسي عليها، وافتكرت نظرت الرجاء اللي نظرت لي بها، أكيد كانت عايزاني أتوقف، أكيد أكيد.

زعقت كتير بردوا لأتفه سبب ماما نظرت لي بحدة وتهديد بدون كلام، وأمل واقفة مكانها فاقدة القدرة علي الحركة، بعيدة عن ماما ومنكمشة في نفسها، وزي ما اكون شوفت بعض الدموع في عينيها، دخلت الغرفة وصفعت الباب بعنف.

 وهي راحت شغلها وأنا كلمت نفسي بردوا وكأنه بقى عادي اني اكلم نفسي زي المجانين.
-بردوا، بردوا مافيش فايدة ما اليوم إمبارح كان كويس ومبسوطين ليه؟ ليه بقي أعمل كده؟ فضلت أقول اهدى ، اهدى ومافيش فايدة، أعمل في نفسي إيه! ضعيف، بس من امتي أنا ضعيف ككد؟ أنا حتي ما كنتش كده مع سمر كنت بتحكم في نفسي، جرى لي إيه؟ فين قوتي؟ دا أنا في شغل مجرد نظرة بترعش اللي أمامي.

-لا ما أنت بترعشها بردوا بحنجرتك السارينة دي .
-حمد الله علي السلامة 
- الجنان رسمي ، خلصت اللي عندك خلاص.

-فعلًا اتجننت، تقريبا بحب الجنان تصرفاتي وكمان بكلم نفسي كل يوم تقريبا، الأول بصمت دلوقتي بصوت زي المجانين بجد.

-أنت اللي غاوي تعذب نفسك، نظرت الرجاء دي ممكن يكون لها معني تاني صح.
-معني إيه يعني؟
-يمكن عايزة تقولك بلاش عصبية علي الصبح، وأتلم عشان أنت عارف إنها بتتوتر وبتخاف من الصوت العالي بسبب أخوها، وأنت بتعمل زيه.

-أو يمكن قصدها الاتنين، أبعد عنها وأسيبها في حالها وأبطل زعيق، ما هي بتقرف من حاجة وبتخاف من التانية .
-غاوي تعذب نفسك، خليك مع ظنونك وخيالاتك أدام مش عايز تسمع غير صوتهم . 

-صح، أنا أقوم أروح شغلي، كفاية دمرت أمور البيت، وبعدين أنا لازم أروح العباسية، أنا فعلا بخرف.

 روحت الشغل وبتمنى أي رسالة منها لكن ولا الهوى، مر اليوم بعصبية زعقت للكل، ورجعت البيت وأخدت جنب أحسن ما هما اللي ياخدوه، كنت بحس أنها تنظر لي كل شوية، وأنا عامل نفسي عادي.

 دخلنا ننام وواليتها ظهري وتفاجأت بها تحضني التفيت لها وهي اصطنعت النوم ووجها مليئ باللون الأحمر ابتسمت ضميتها، هديت فعلًا وراحت عصبية طول اليوم، كده هي مش زعلانة أو علي الأقل ما بقتش زعلانة، ومر اليوم أخيرًا.

الفصل ال١٨(نصيبي ودنيتي ) 
      
مر شوية أيام كمان، وفي يوم رجعت من الشغل لقتها معلقة صور لزفافنا، والصراحة أماكنهم كانت ممتازة، لو كنت مكانها أكيد كنت علقتهم بنفس الأماكن، ووضعت صورة جميلة لنا -أنا وهي- علي الكمود ناحيتي، مش من صور الفرح مش عارف أتصوروا امتي؟!

دخلت وابتسمت وهي وجها أحمر كالعادة، وقبل ما أقول أي حاجة قابلت نظرات التعجب اللي ظاهرة علي وجهي بكلماتها الرقيقة.
-هي فكرة طنط، حبينا نخليها لك مفاجأة مش عارفة حتعجبك ولا لأ أعتقد الصور حلوة، والصورة اللي علي الكومود اخترتها عشان لو في يوم بعدنا تفتكرني.

ونظرت لي وأنا مضايقك من أخر جملة، سألت نفسي ليه بتقول كده؟ هي عايزة تبعد؟! 
-ضايقتك الصور؟ حشيلها دلوقتي أنا أسفة.

كانت بتنظر للأرض وهي بتتكلم ما شافتش فرحتي بكلامها؛ لكنها نظرت لي وقت غضبي من أخر جملة، فاعتقدت إن ده إحساسي من تعليق الصور، وبدأت فعلا تشيل الصور لكن أنا وقفت أمامها، مسكت ايدها نظرت لعينها بشئ من الغضب، تبادنا النظرات أنا بحدة وهي مش عارف خوف، ترقب أو... مش عارف المهم اتكلمت أنا.
-مش متضايق من الصور.

نظرت للصورة علي الكمود، وكملت كلامي:
-كلها، ليه لو بعدنا؟ أنت عايزة تبعدي؟

فضلت ساكتة نظرت لي بطريقة ما فهمتهاش بردوا، وأماءت رأسها برفض، هديت فسيبتها ودخلت الحمام بدلت ملابسي ومر اليوم عادي وجملتها بتتعاد بداخلي
 "عشان لو في يوم بعدنا تفتكرني" 
 وأغلي من جوايا بصمت، ودخلنا الغرفة وفي السرير كنا متقابلين.
-مالك، أنا زعلتك.

 مسكت ذراعها بشدة بسيطة: مش عارفة ! إزاي تبقي معايا وبتفكري تبعدي.
ابتسمت بخوف وخجل:
-مش هَابعد، أقصد لو أنت حبيت تبعد.
-مش حاحب، ويا ريت الكلام ده ما يتعدش إلا لو...

سكت وغمضت عيني وشوفت سمر وهي داخلة بحبيبها تعرفني عليه، حسيت بكف أيدها يضغط على كفي بحنان ودعم:
-مش حأعيده، طول ما أنت مرتاح مش عايزة أكون بضايقك.

فتحت عيني بغضب، حقيقي كانت الصورة مختلفة مش شايفها، وما حستش باللي قولته وعذبتها به.
-مرتاح يا سمر طول ما أنت مش بتعملي حاجة تضايقني.

نظرت لي بصدمة وقتها ما فهمتش السبب، ابتعلت غصة بحلقها وبعض الدموع في عينها 
-حاضر مش حاعمل حاجة تضايقك، أسفة علي أي حاجة زعلتك، أكيد مش قصدي.

قربت منها كزوج عن قصد، كنت عايز أحس أنها ملكي ومن حقي ما نظرتش لوجهها، مش عارف كانت راضية ولا لأ، وقتها حسيت إني هديت وأخدت حقي؛ كنت شايفها سمر وقت ما دخلت عليا بحبيبها، وللأسف كنت عنيف في قربي منها، وهي ما اعترضتش ولا حاولت تبعدني عنها.

 اليوم التالي طبعا كنت عصبي جدًا وبزيادة أفتكرت كل حاجة عملتها وقولتها؛ لكن ما أفتكرتس إني ناديتها بسمر، وواضح إني ندهتها بالاسم ده تاني وبردوا ما افتكرتش، ولا مرة من دول، كنت ندمان جدًا أول مرة أشعر بالندم بالطريقة دي، واتكسفت حتي من نفسي، وهي كانت مرعوبة بجد شكلها وحالتها جننوني، أنا دايما بأذيها في الوقت اللي هي دايما تسعدني وتفرحني، وكنت عنيف في تعاملي كمان.

مر اليوم طوييييل جدًا رجعت البيت وماما غضبانة مني، ما اتكلمتش معايا، كانت بره مع أمل، وأول ما دخلت نظرت لي بحدة وضيق، وقامت دخلت غرفتها في حين أمل ابتسمت .
-حمد الله علي السلامة.
-شكرًا.

دخلت الغرفة بكلم نفسي.
-كمان مبتسمة عشان ما ازعلش، هي إزاي كده؟ ما هو ده مش طبيعي خالص.

خلصت وخرجت لقيت ماما بتكلمني
-حمد الله علي السلامة.

اندهشت جدًا، أنا متأكد أنها كانت زعلانة وقوي، إيه اللي غيرها؟ لكن نظرتها ليا  وحركت عينيها اللي تكاد لا تُلحظ ناحية أمل، فهمت منها إن أمل هي اللي خلتها تسامحني، أنا كنت متخيل إني هَاخد وقت طويل عشان أقدر أصالحها، لأن رغم طيبة ماما إلا ا أن زعلها صعب، وتتصالح بوقت ومجهود كبير. بصيت لأمل بدهشة وامتنان وتعجب، وهي طبعا خجلت بشدة و أحمر وجهها وكَسَر سُكوتنا صوت ماما.
-يلا ناكل قبل الأكل ما يبرد.

قعدنا ناكل وسط نظراتي لأمل، واندهاشي من تصرفاتها وحنيتها، وجوايا سؤال إزاي المتخلفين اللي اتجوزتهم قبلي ما شافوش كل الجمال والصفات دي؟! إزاي كانوا بيضربوها ويهينوها؟! فعلًا متخلفين، حظي عشان تبقي نصيبي ودنيتي، اتخضيت من نفسي وتوقفت عن الأكل، وكلمت نفسي بصمت: 
-إيه اللي بقوله ده؟ نصيبي ودنيتي.
نفسي: 
-الحجر اتحرك.
-هو أناا..
-لا مش أنت، تفتكر ليه كنت بتغير أنهم لمسوها قبلك؟ ليه بتخاف عليها من نفسك ومن الكوابيس؟ ليه بتحب تشوفها مبسوطة؟ ليه مستحمل هبه وهي بتضايقك؟ ومش مستحمل صوت بكاءها الضعيف، أنت بتحبها من زمان عشان كده كنت بتساعدها، بتحبها من وقت ما سافرت معاها وقت ما اكتشفت تعب هبه، بتحبها وبتكابر عشان كده مش بتتحمل الجفاء بينكم وبتنهار في قربها.

-بس أنا لسه فاكر سمر، وبقارن بينهم
-عشان أنت عايز كدة، وطبيعي تقارن بيهم؛ لكن اعترف النتيجة دايما لصالح أمل؛ لأنها هي معدن نفيس والثانية فلصوا وقشرة وعيرة، صارحها بقي قبل ما تيأس منك.
-أزاي؟ ما عنديش الجرأة أكلمها.
-حضرت الظابط ما عندوش الجرأة.
-كفاية تريقة.

انتبهت من سرحاني علي صوت ماما
-عماد مالك؟ سرحان في إيه؟
 -مافيش أنا معاكوا أهو.

تبادلت النظرات مع أمل، وبعدين نظرت لي وابتسامة نمت علي وجهها، وعرفت منها أنها فهمت اللي دار جوايا ، أما أنا فهربت بمنتهي الشجاعة، ودخلت الغرفة وشوية ودخلت أمل.
-أنت كويس؟
رديت وعيني بالتليفون:
-أه كويس، عايزة حاجة؟
بان عليها خيبة الأمل:
-لا كنت بطمن عليك، هَتنام؟
-مش دلوقتي نامي أنت .

بإحراج سألتني:
-ممكن أقعد معاك ؟
 برد قاطع : 
-لأ.

بصمت اتجهت للباب، خارجة.
-رايحة فين ؟ تعالي نامي.
اتكلمت من غير ما تلتفت ليّا: 
-مش حغيب، حاجي علي طول .
-لأ، تعالي دلوقتي .

 بصوت مخنوق ردت
-مش حتأخر.

عرفت من نبرتها حاجتها لتخفيف وجع كلماتي، محتاجة تبكي بعيد عني.
-خمس دقايق بالكتير فاهمة.
-حاضر.
-مطيعة.

 حسيت بغصة بقلبي، أنا عايز أصارحها بحبي، لها ليه ضايقتها؟! تعمدت أقولها مطيعة عشان تفك شوية؛ ما بقتش فاهم نفسي نهائي، مرت عليا الثواني اللي خرجت فيها سنين، كنت متأكد أنها بتبكي، وفعلًا دخلت وعينها حمرا وتحاول ترسم علي وجهها ابتسامة.

ودخلت تنام، كانت حتواليني ظهرها فنظرت لها بطرف عيني، وندهت عليها بحدة وبصوت منخفض، كانت عايزة تهرب بعينها.
-أمل.
التفتت  بهدوء وقربت مني، وبعد ما كنت ناوي أفضل صاحي شوية نمت جنبها، وقربت منها وهمست في أذنها.
-أسف ، ما تزعليش.

أنا كنت متخيل أنها حتبتسم وبس، وطبعا رد فعلها أكبر وأحلي، قربت أكتر وحضنتي مع إبتسامة ساحرة، والتحام الأزرق مع الأحمر في عيونها زاد جمالها بشدة، وكمان احمرار وجهها اللي خبته في عنقي، وكالعادة حولت زعلى وغضبي لابتسامة وراحة وخلص اليوم بأحلى حاجة في الدنيا، ابتسامتها وحضنها.






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close