أخر الاخبار

رواية قلب السلطان الفصل الخامس5بقلم سوما العربي


 رواية قلب السلطان الفصل الخامس5بقلم سوما العربي

 
للصبر حدود وقد نفذ صبرها معه.. تقسم ان تريه العذاب الوان.
   الحرب النفسيه أبشع واقذى حرب

الظاهر خارجيا انها فعلت ذلك لذكاؤها. قوه شخصيتها وكونها داهيه من دواهى الزمن.
لكن لا احد يعلم انه ربما تأتى القوه من الضعف.
وهذا ماحدث بالضبط مع عايده.
جلست فى شرفه شقتها المطله على الشارع تتكئ بظهرها على المقعد.. اغمضت عينها بتعب تتذكر تلك الايام التى مرت عليها بصمت وهى تستوعب الصدمه... مصيبتها مصيبه وويلها ويلين وهى ولاول مره تعرف معنى الوحده واليتم.
ظلت لأيام تفكر برد فعل مناسب... من المفترض وردا لكرامتها ان تترك البيت.


لكن حتى هذا الحل لم يكن بمقدورها فقد توفت امها وهى بالجامعه وبعد زواجها بفتره قصيره توفى والدها واستطاع صاحب البيت الاستيلاء على الشقه التى كان يقطن بها.
وجدت انها لا مأوى لها... ماذا تفعل؟
فكرت باقارب والدها ولكن.. هههه اقارب والدها من موت ابيها لم يسأل عنها احد منهم ولو حتى مكالمه هاتف لدقيقه ولا حتى بالأعياد.
اقارب والدتها ببورسعيد شغلتهم الحياه وبعد المسافه.
وان ذهبت لهم هل ستذهب بثلاثة أطفال وهى فوقهم.
كادت تجن... فوق مصيبتها هم... رفاهية  الإبتعاد والعقاب غير متوفره لها.
ظلت تفكر ولم تجد حل غير الجلوس ببيتها الذى لا مأوى لها ولاطفالها غيره وحاولت الظهور بمظهر القوه... انها لن تخرج من بيتها لأنها هى التى لا تريد.
ضحكت بصعوبه تتذكر انها حتى لم تتدخر يوما مال لهذه الظروف.. فلو فكرت حتى فى تأجير غرفه فى اى فندق معدوم ستحتاج لمبلغ بخلاف الطعام والشراب.
كذلك أطفالها ومدارسهم.. كل شئ حولها يضيق عليها الخناق.
شعرت بأن يديها وقدميها مقيضين باصفاد من حديد على قضبان سكه حديد والقطار قادم وسيدعثها وهى تحاول الفكاك ولا تقدر.
روحها تنسحب من جسدها... شعور الخاينه والغدر مع الظل وقلة الحيله.. وأنها فارغة اليد... أعطت الأمان زياده عن اللزوم ولم تفكر بأى لحطة غدر.
اعتدلت بجلستها تمد يدها تتناول كوب كبير من القهوة  صنعته لنفسها ريما يذهب ذلك الصداع الحاد.
الظاهر غير الباطن... لا تفسر لعدوك شئ ودعه يظن الظنون ويموت يموت من كثرة التفكير كى يفسر حالتك تلك.
فقد وقف سلطان مع صديقه يتميز غيظا وهو يراها لا تبالى له واول ماترك البيت صنعت لنفسها كوب قهوه لتشربه بمزاج عال فى حين انها صنعته ربما يذهب ذلك الصداع الحاد الناتج عن حزنها وبكاؤها وعدم ونومها.
يراها تجلس متكئه بأريحية واستمتاع فى الشرفه وهى التى ودت ان تخرج للهواء علها تستطيع التنفس فى ظل ضيق صدرها من حزنها.
يعتقد انها تتعمد ان تجلس معطيه ظهرها له ولمحله تخبره انه ولا شئ وانها حتى لا تراه وهى فقط ارادت ان تكن مقابل اتجاه الرياح كى تنعشها قليلاً لأنها حقا مخنوقه.+
الظاهر غير الباطن وحقا قد تأتى القوه من قلب الضعف
وهذا ما اضطرت ان تلجأ له عايده... لاسبيل لها سوي التخطيط وفقا لوضعها وظروفها.
لم ولن تكن يوما قليله تقسم بأن تعلمه الأدب حقا.
خرج من شروده بها على صوت صديقه الذى ينظر حيث ينظر هو قائلاً :دى شكلها ولا سأله فيك.. قاعده في بلكونتها... قهوتها مزيكتها هواها ولا كأنك موجود.. ولا كانك قرش برانى هترميه ويرجعلها.
كان سيتحدث وصمت حينما رأى بسمله تخرج من بيتها متجهه ناحية محله.. تقترب منه وهى تراه لكن ظاهر للعيان انها تبحث عن شخص آخر.
ينظر لها بجهل واستهجان... بالأساس هى حولها علامات استفهام كثيره... منها... من طريقتها... موافقتها على بهذه السرعه.
من بعد خطبتهم تقريباً لم يراها ولم تهتم باى تفاصيل حتى لم تعطيه رقم هاتفها.. كل شئ.. كل شئ مبهم.
تقدمت تقف مع سلطان وهدفها شخص آخر.
ربما ينطق ذلك الحجر او يتحرك به اى شئ
حديث والدتها معها اشعرها بالخطأ...مع شعورها بذلك فقدت اعصابها وتفكيرها وبدأت بالتنازل والتصرف بطريقه حمقاء لن تجلب سوي أخطاء أخرى.
فقد كانت تحبث بعينها عنه بطريقه واضحه للأعمى.
بسمله:مساء الخير.
سلطان باستغراب :مساء النور... اول مره تيجى المحل؟
عينها تبحث فى كل الاتجاهات غير مصغيه او منتبه له من الأساس.
صك على اسنانه يقول :انا بكلمك على فكره.
انتبهت له تقوب بتيه:ها؟! اااا.. معلش ماخدتش بالى..
لاحل.. يجب ان تدلف للداخل بالتأكيد هو يعمل بالداخل لذا تحدثت سريعا تقول:ااصل.. اصلى كنت عايزه اشترى سندويتشات للعشا انا وماما.... هروح اجيب بقا.
رفع حاجبه ولم تمر عليه حجتها.  يشعر ان خلفها خطب ما... غير مريح إطلاقاً.
سيسايرها ليعرف ما بها.

أشار لها حيث المحل يقول :اتفضلى.
صار معها وخلفه صديقه بفضول.
وهى مازالت تبحث بعينها عنه حتى ارتاحت معالم وجهها قليلاً وتنهدت قائله :هروح اطلب الساندويتشات بقا.
رفع حاجبه بغموض وهو يبتسم يريد أن يعرف كل شئ مرددا:بنفسك؟!ده انتى خطيبة صاحب المكان.
بسمله :ها؟! اصلى احب اكون متواضعه.
سلطان :ااااه...لا فى دى عندك حق... روحى روحى.
ذهبت تطلب ما تريد وهو يتابعها بترقب فقال صديقه:هو فى كده.. يالهوى على القمر لا وكمان متواضعه كده وعسل.. سلطان... يا سلطان مش بكلمك يا جدع.+
بينما سلطان انفجر ضاحكا وهو يراها تركت كل العمال وذهبت ناحية زكريا تطلب منه هو.
نظر له صديقه يقول :ولااا. مالك ياض فى إيه؟
سلطان :ههههههه... بقا انا اتعمل كوبرى... ههههههه المعلم سلطان بقا كوووبرررى يا رجاااله.1
حاول صديقه فهم مايحدث ولكنه عجز وتسآل:ماتفهمني فى ايه؟
مازال سلطان مستغرق فى الضحك يتأكد من حدسه وهو يرى جفاء زكريا الغير معتاد منه معها ويقول :ههههههه قال وانا الى كنت حاسس بالذنب ناحيتها ههههههه عشان اخدتها كوبرى اغيظ عايده ههههههه طلعت انا كمان متاخد كوبرى.
ظل على حالته مصدوم غير مستوعب
بينما على الجهه الأخرى لم تكن ترى غيره تركت كل العمال ذهبت تجاهه رغم انه كان ياخذ طلبات من احد الشباب ويوجد عامل آخر يقف بجواره ولكنه كان هدفها من الأساس لذا انتظرت.
رفع نظره وتفاجئ بها... تبا لها ولجمالها الذى يجبر عينه على الإعجاب وحب النظر لها.
سب تحت انفاسه يتذكر انها مخطوبه لسيده... صاحب المكان الذى يقف هو فيه معها الان وعلى بعض خطوات منهم.
بتذكره غدرها اعتلى الجمود وجهه يتحدث بأدب وعمليه بحته:أمرى يا انسه.
نظرت له باشتياق تستجدى اى نظره منه ولكنها لم تجد سوى الجفاء.
حاولت التحدث مردده:عايزه سندويتشات.
زكريا :ايوه الى هى إيه؟
بسلمه :عايزه ميكس جبن...وقاطعها بدوره :ماعندناش.
فرحت داخليا تتمتى لو يطول النقار:هو إيه الى ماعندكوش؟
زفر بغضب: اللهم طولك يا رووووح.. زى ما سمعتي يا انسه... مش عندنا ميكس جبن اطلبى حاجة غيرو.
بسمله :طب عايزه بطاطس فارم طعميه جريل.
زكريا :الجريل متعطل النهاردة.. فر بطاطس بس.
بسمله :انت بقا هتأكلنى على مزاجك.
زكريا :والله ده اللي عندى لو مش عاجبك.
صمت لثواني واكمل :عندك خطيبك اهو روحى اشتكيلو... وليه اصلا تاكلى طعميه وفول  وكده.. المعلم بفلوسو ممكن يأكلك فى أحسنها كبابجى فيكى يا مصر القديمه.
صمتت بصدمه تدرك مغزى كلماته... نظرت له وهى تمنع دموعها بقوه:انت شايف كده.
زكريا بعند رد بقوه :اه.
خانها الدمع وهبط على وجنتيها تقول :عندك حق كتر خيرك.
هربت من امامه سريعاً وهو أخيراً شعر بالندم.. تقابلت عيناه مع عينى رب عمله 'سلطان' التى تخترقه بقوه فحاول الهرب منها هو الاخر واستدار يعطيه ظهره يتظاهر بأنه منشغل.
وسلطان نظر لصديقه يقول :كوبرى اه...هو كوبرى... انااااا... اتعملت كوبرى.+

____________________

فى اخر اليوم عاد متعب بشده ليس من العمل؛ بل من كثره التفكير.
وقف ينظر للمكان الذى يعمه السكون... تنهد بتعب بذهب لغرفته.
وجد الباب مغلق.. لا بأس.. فى الغالب عايده تفعل ذلك تعلم أبنائها الخصوصية.
مد يده باعتياد ورتابه يفتح الباب ولكن... الباب مغلق من الداخل
سبه نابيه خرجت منه وهو يصك اسنانه بغضب.
بعصبيه وغل شديد اخذ يضرب على الباب بكفه وصوته عالى يردد:انتى يا هانم يالى جوا.
صوت هادئ او... لنقل بارد مستفز اجاب عليه :نعم.
سلطان بصوت يصل للجيران:افتحى الزفت ده انا جاى مش شايف قدامى.
نفس الهدوء السابق قالت:مش هفتح... شوفلك اى اوضه تانيه نام فيها.
اخذ نفس عميق يهدئ حاله وردد:افتحى الزفت يا عايده واخزى الشيطان على المسا.
عايده :انا قولت الى عندى لو وقفت سنه مش هفتح... ومش النهارده بس.. لأ... ده يوميا كده.. شوفلك اوضه نام فيها انا سيبالك لبسك فى اوضه تانيه.
احمر وجهه فقد اعصابه..بحياته لم يهان هكذا.
سلطان:كده كتير ...ده ماكنش قلم الى اديتهولك... ياستى حقك عليا... خلاص اتربيت... افتحى الزفت بقا.
لم يتلقى رد منها.. فعاود الدق بوحشيه يقول:هو انا يعنى ماعرفش اكسروا على دماغك.. ماتسوقيش فيها يا عايده.
عايده:والله ماحد ساق فيها وخلاها خل غيرك...لأ وكمان رايح تتجوز...لأ ده مش كده وبس.. ده انت بتخطب فى الأول. مشيت على الكرنيش وكلت ترمس وبطاطا ولا لسه يا سلطان.
تراقص قلبه فرحا ورفرف باهدابه وهو يستشعر غيرتها.. الابتسامة شقت وجهه كمياه تشق ارض عطشه.
تسارعت دقات قلبه بينما هدأت روحه وقلبه يجيب بصوت يفيض بالحب :والله ما حصل.. افتحى بس وانا هفهمك.
عايده:والله لو قولت ايه... ماعدتش اصدقك تانى.. ونوم هنا مش هيحصل.. مالكش اكل ولا غسيل ولا مكوى عندى... ومصروف البيت هيندفع وبزيادة حبتين.. مش هشيل كوبايه ليك من مكانها وكل ده انا لسه برتبلك انا هرد ازاى على الى انت عملته.
سلطان بزهول:كلللل ده ولسه هترتبيلى.. هو فى ايه ما الشرع حلل اربعه هتحرمى الى حلله ربنا؟!
عايده :حللووووو اوووى... جينا للدين... روح كده نام وانا هعرفك باقى دينك يا حلو يا مقطقط انت.
لثانى مره ينسى غضبه...حتى لو قالت حديثها على سبيل السخريه لكنه مشتاق لأى غزل منها... رجل يعرف انه اسمر البشره وملامحه ليست جميله إطلاقا.. يتلقى غزل عفوى تمنى لو كان حقيقي.
تحدث بهدوء :بجد حليوه ومقطقط يا عايده؟+
عايده:ياعين امك انت بتسأل؟! شكلها لسه ماشبعتكش من الكلام ده... امال خطوبه ونحنحه وبتاع.
سلطان:لا ماشبعتش ومحتاج اشبع افتحى بقا يا عايوده.
تبا لها.. انتعش قلبها الأحمق من مجرد كلمه منه.
لكنها لم تنسى ألم قلبها يوما ولا تلك الصفعه التى تلقتها منه.
لذا خرجت من تلك الحاله سريعاً قبلما تسيطر عليها فهى تعلم حالها جيدا.

تحدثت بصوت حاسم :قولت مش هتنام هنا ودلوقتي وطالع وده اخر كلام عندى.
سلطان:عيب يا عايده انا سلطان... يعنى مش انا الى يتعمل معاه كده... انا لسه شارى خاطرك ومش عايز ازعلك ولا اكسر الباب.
خافت كثيرا... تعمل ان قوته وصحته تسمح له بذلك.. لجأت سريعاً لحيلة حواء الكلاسيكية تردد:كسرو كسر... خلى ولادك يشوفوك وانت بتكسرو ويترعبوا منك... مش كفايه شافوك وانت بتضربنى بالقلم... كمل عليهم وعلى نفسيتهم كمل.
سلطان :دول ولادى دول؟ دول ولاد كلب... انا تعملوا حزب ضدى وتتفقوا عليا... هى دى التربيه الى بتربيهالهم... بدل ما تعلميهم يحترموا ابوهم مهما حصل وان الى بينى وبينك مايعرفوش عنو حاجة ولا يتدخلوا فيه؟
صرخت بعصبيه:انا ماقولتش حاجه لعيالك.
سلطان بعصبيه اكبر وهو يتذكر موقفهم ضده:امال متجنبينى ليه ولاد الكلب دول.
صدح صوت عبده من خلفه:بابا الحاره كلها عرفت إنك خطبت.
التف لهم يتفاجئ من خروجهم من غرفتهم يقول :انت إيه الى صحاكوا؟
جاوبت تلك الصغيرة ذات الثلاثة السن:ماعلش اصل فى واحد عمال يخبط ويرزع صحانا من احلى نوما.
ضيق عينيه وقال:كله كوم وغدرك ب بابا كوم تانى يا سجده... انتى؟! ده انا كنت بقول ان انتى الى ليا والعين الجوانيا.
سجده :جونيا ايه وبرانيا إيه احنا صحابنا فى المدرسه بيعايرونا بيك يا معلم سلطان.
اتسعت عينيه بصدمه... يحاول الاستيعاب وهو يسأل :نعم؟ بيعايروكوا بيا ليه.. عملت عمله.
عمر:صحابنا طول اليوم يتريقوا علينا ويقولوا شوفوا الى ابوهم خطب على امهم اهو.
شحب وجه سلطان يردد:إيه؟!
اشارت له سجده بيدها كى يقترب منها :تعالى.. وطى اما اقولك.
اقترب منها تحت تحذير عبده لها لكنها قالت :وعلى فكره انت مطلوب في المدرسه بكرا.
سلطان :ليه؟ هيعاقبونى عشان خطبت على مراتى!

عبده بتحذير:سجده.
سجده :ماهو كده ولا كده لازم يعرف.
سلطان :اعرف إيه؟ هو إيه الى بيحصل بالظبط.
نطق عمر بتردد:بصراحة كده عبده ضرب واحد لما خرشملوا وشه.. والمديرة طلبت ولى أمره+
بهت وجه سلطان يقول :إيه؟!! ضربه ليه؟
سجده :اووف.. ماقولنا اتعايرنا بيك.
سلطان:بس ماتقوليش اتعايرنا دى.
سجده :لا هو ده الى حصل... اهو انت كده ماتحبش تسمع كلمة الحق.
سلطان :انتى بكام لسان.
أخرجت سجده لسانها تقول :هو واحد اهو.
اشاح بوجهه عنها يتحدث مع عبده :وانت ياعبده إزاى تعمل حاجه زى كده؟
عبده ببوادر عصبيه:كنت عايزنى اعمل ايه وانا شايفه عمال يتريق عليا انا واخواتى.. احنا كنا فى الاستراحه وبناكل ساندويتشاتنا جه هو يرزل علينا يالى ابوكوا راح خطب شوف ياض الواد عبده وعمر ابوهم قال إيه خطب.. ماعرفتش امسك نفسى... وبعدين وفيها إيه اضربوا مانا شوفتك وانت ضربت ماما عادى.2
الى هنا وتوقف الزمن به لأكثر من دقيقه... صفعه قويه سددها ابنه له يعطيه الدرس جيدا... هو القدوه الأولى لابناءه... لم يراعى ذلك وسمح لغضبه بالسيطره عليه.. صفعها على غضبها الذى هو نتاج لكارثته الهوجاء والغير مقبوله... واتى بالنهايه يلومها ويصفعها.
لأول مرة يشعر انه هو الطفل وابنه يكبره بكثير... ربما لأنه الآن يشعر بضآلة حجمه لجوارهم.
استدار وهو يشعر بها قد فتحت الباب ويبدوا انها تقف منذ كثير تستمع لهم.
العتب واللوم كله يقفز من عينها قفزا ثم قالت :شوفت وصلت بينا لفين.. دمرت بيتك.. مراتك وولادك.. ذنبهم ايه دول.. ماجوش فى بالك وانت بتقول اصلى مش مرتاح... ده لو افترضنا انى مش مريحاك.. ماقولتش ولادى ذنبهم ايه.. وجاى تقولى سخنتى العيال وحكيت ليهم وعملتوا حزب عليا...ده على اساس انهم صغيرين... على اساس اننا مش فى حاره كل الى فيها عارف اخبار بعضه... على اساس انهم ماشفوش بعينهم وانت بتدينى بالقلم؟! ماعملتش انت حساب كل ده... اااه اصلك مش مرتاح... وارتحت بقا دلوقتي؟
فى لحظه اختفت داخل غرفتها تغلق الباب بوجهه اغمض عينه بغضب يستدير لأولاده وجدهم يدخلون لغرفتيهم ويتركوه وحيد نادم.
دق مره اخرى على الباب يقول :يا عايده افتحى بقا... الاوضه الى فاضيه دى مافيهاش مروحه والصيف دخل.
لم تجيب عليه فقال :مااشى.. انا هعديها النهاردة بس... اسيبك تهدى كده والصباح رباح.
عايده بتوعد:ماهو رباح فعلاً.
استدار يذهب لتلك الغرفه وهو يتمتم :اه يا خوفى...ناويالى على إيه تانى يا عايده... ده كان يوم اسود يوم ما دماغى حدفتنى الحدفه دى.
فتح الباب ليجد سرير قديم قد استغنوا عنه ووضعوه بتلك الغرفه المغلقه.
سجاده كبيره حمراء تغطى كل الارضيه ومنضده صغيره.. الفراش مغطى بشرشف نضيف به رائحه الليمون من مسحوق غسيل زوجته.. الوسائد مضبوطه بالملى على الفراش النظيف المرتب.
تنهد برتياح يقول:كويس ان الاوضه نضيفه... طول عمرها عايده بريموا فى النضافه والترتيب.+
تسطخ بظهره على الفراش وهو يتأوه:اااااااااه ياباااااا...تعالى ياما شوفى ابنك سلطان الى بتتهزلوا شنبات الحته.
هز رأسه بأسى:بقى خايف يطلع عليه النهار مالى هتعمله فيه عايده.
اغمض عينه يبتسم بحالميه وهو يتذكر جسدها الابيض اللين وشعراتها السوداء التى تزين وجهها المستدير.. عينها التى تشع دائما نور يضئ عتمة أيامه يردد اسمها بوله:عايده الحلوه.
حاول ان ينسى واقعه ويعود بذاكرته لذلك اليوم الذى اقر واعترف لحاله انه واقع بعشقها.. يوم شعر بغيرته عليها من اقرب المقربون لدرجة انه ضرب صديق عمره وقاطعه منذ اخر لقاء حين وجده دائم السؤال عنها يقول :حتى اسمها حلو...عايده... اسم بشاواتى كده.
لم يتمالك حاله وعلى الفور سدد له لكمه عنيفه جعلته يترنح من موضعه يخبره انها زوجته وخاصته يقطع معه علاقته نهائياً.
عاد من شروده يبتسم وهو يقر انه شخص عنيف جدا حينما يتعلق الأمر بشئ يخص عايده... زوجته.. وحبيبته السريه.. يبدو أن بالفعل الخطئ خطئه من البدايه وهو من صنع بيده تلك الفجوه... لكنها دائما كانت صامته لا تتفاعل معه... اغمض عينه بندم فقد صدم بأمر تلك الرسائل التى كانت تلك المدعوه "منى" لايعلم كيف كان بيوم يعشق تلك... العشق يعنى ردد بصوت مسموع :عايده.
صباح يوم جديد
استيقظ من نومه بصعوبه ولولا مكالمة احد العمال يسأل عن سبب تأخره ماكان ليستيقظ الان.
خرج من غرفته بتخبط لا يرى امامه... اتسعت عينيه بصدمه يردد:سلام قول من رب رحيم... فى إيه... انت مين.
له حق يصدم... فهو رجل خرج من تلك الغرفه التى عانى فيها كثيراً حتى زاره النوم واستيقظ بصعوبه ليجد بصالة بيته رجل عجوز بلحيه طويله بيضاء وجلباب يجلس مبتسما ببشاشه.
اجاب الرجل بهدوء :يا ابنى الناس تصحى من النوم تقول صباح الخير الأول.
سلطان :خير ايه وبتاع إيه انت مين ياعم الحاج وبتعمل إيه ف بيتى؟!

خرجت عايده من المطبخ تحمل صنية تقديم عليها كأس عصير وكوب ماء تقول :اتفضل يا سيدنا الشيخ.
نظر لها سلطان بصدمه يقول :شيخ مين.. انتى هتطلقينى ولا ايه يا عايده.. على ما اتذكر كده العصمه ف ايدى انا بس.1
عايده بتحدى:لا ده الشيخ عبد الناصر أمام فى مسجد ستنا نفيسه... جبته عشان يكملك باقى احكام الدين الى ماتعرفش انت منه غير مثنى وثلات ورباع.
اكمل الرجل خلفها بسرعه :شوف يا ابنى... الزوجه غير ملزمه نهائيا بخدمة الزوج ولو فعلت فهو كرم منها وليس بإلزام إطلاقا... حتى انها غير ملزمه بمشاركة الزوج فى متاع البيت او تأسيسه... فى كل الدول العربية العروس لا تجلب شئ مطلقا ولا يحدث هذا غير بمصر.. زى ماانت عارف احنا شعب ماشى بمبدأ المليان يكب على الفاضى
.. ولكن لو جينا نسأل الشرع فالشرع بيقول اييييه.
سلطان بصدمه كالابله:ايييييه؟
الشيخ :أنها غير ملزمه ولو فعلت.
قاطعه سلطان مكملا:فهو كرم منها.
الشيخ :احسنت احسنت.

سلطان :يا حلاوه ياولاد.. يعنى طلعت بتتكرم عليا كمان.
الشيخ :بالظبظ... أيضا بالإضافة لكونها تمتلك تلك الشقه وما فيها وفقاً للقانون.
سلطان :لا ماعلش بقا... افتيت فى الدين وسمعنالك لكن القانون بقا سيبه لناسه يا عمنا.

الشيخ:يا ابنى انا دارس شريعه وقانون مش بكلمك اعطباطا كده... الشقه بكل متاعها من حق الزوجه لأنها حاضنه.... انا قولت الى عندى والله اعلم.
ارتشف القليل من العصير ثم وضع الكأس على الطاوله يقول بعدما وقف:استأذن انا بقا.
سلطان بسخريه:ليه مانت منورنا يا سيدنا.
الشيخ :لا اصل حطبة الجمعه قربت ده اولا.
صمت وضحك مكملا:ثم إن ده مابقاش بيتك بقا زى ماقولنا عشان تعزم عليا انت كده زيك زيى.. ضيف..اسمحولي استأذن انا بقا.
سلطان بصوت يكاد يبكى :لا مع السلامة انت يا شيخ.
خرج الشيخ نهائياً وهى كتفت ذراعيها حول ظهرها تنظر له بتحدى.
كور قبضة يده يصك اسنانه بغيظ ثم يتجه للمرحاض.
يستمع لصوتها تقول :ياريت ماتبهدلش حاجة وخليك ضيف خفيف.
اغلق الباب بوجهها بعنف يلعن أيامه وغباءه.
بعد نصف ساعه خرج من المرحاض وجد أطفاله بيوم عطلتهم يجلسون على المائده حول امهم يتشاركون الإفطار.
نظر لهم يشعر انه منبوذ يردد:طبعاً ماليش فطار.. ماشى ماشى... هشرب مايه وانزل.
وقف موضعه يعطيها ظهره وهو يسمعها تقول:حط لنفسك مايه تسقع فى التلاجه انا مش هسقعلك مايه.
سجده :انا بقترح نكهرب التلاجه.8
استدار ينظر لهم بصدمه خصوصا تلك الصغيرة غير مصدق.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close