أخر الاخبار

رواية سانتقم لاخي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سوما العربي

          

رواية سانتقم لاخي 

الفصل الثالث والعشرون 23

بقلم سوما العربي



غضب.. غضب.. الدم يغلى بعروقه. لم ينتظر أن تتحدث. بل ضغط بقوه على بنزين سيارته وانطلق خلف سيارات فريد التى تحركت للتو.

لا تعرف ماذا تفعل... لم ترى انسى من قبل بهذه الحالة لمجرد أن اخبرته أنه جاء لاجلها فى الجامعه ماذا لو اخبرته بما قاله.... ياحفيييط.. فل يرحمك الله إذن ياليله.... لكنه لن يمسها بسوء.. تعلم ذلك... رغم خوفها من هيئته لكنها لا تخشى اذيته... هى خائفه عليه فمظهره اشبه برجل العصابات.. تخشى ان يؤذى احد ويضيع مستقبله لكنها  بات تعلم علم اليقين انه لن يمسها سوء.

فى خلال دقائق كانت اربع سيارات محمله برجال فهد المسلحين فقط كى يتكفلوا برجال فريد لكنه سيواجه فريد رجل لرجل.


كان المشهد عباره عن فيلم اكشن وملاحقة بالسيارات... سيارات فريد خلفها سيارات فهد التى قطعت عليهم الطريق ترجل منها فهد بالطبع بعدما خذر تلك الصغيره مصيبه حياته على الا تنظر حتى من النافذة واغلق ذر التحم في غلق السياره كى يضمن عدم خروجها.

ترجل فريد بقوه من سيارته وتكفل رجال فهد برجاله واصبح هو فى مواجهة هذا الفهد.

لكمه قويه على وجه فريد اعقبها لكمات فى سائر انحاء جسده. ثوانى ودارت معركه (بوكسينج) بينهم. ولكن كان لفهد القوه والغلبه.. غيرته على طفلته ضاعفت قوته الكبيرة بالاساس الى اضعاف مضاعفه فكيف لهذا الفريد ان يتصدى له.

كان فريد ملقى على الأرض بينما فهد يركل به بقدمه بغل قائلاً :دى عشان فكرت فيها.... ودى عشان اتجرءت وروحت مكان هى فيه... ودى عشان رفعت عينك فيها... ودى عشان تحرم تفكر فى ليلتى تانى.

بينما فريد كان على وشك فقد الوعى فمهما كانت قوته البدنية وعضلات جسده الضخمه لكن ماتلاقاه على يد فهد كان كبيرا جد على تحمله.

ثم قام بربطه جيدا وأمر رجاله أن ياخذوه لاحد المخازن التابعه له. ثم ذهب باتجاه سيارته حيث معذبته.


فتح باب السياره بغضب شديد وعروق يده وجسده كلها بارزة.. شعره مشعس لكن جميل... كان حقاً رجل مافيا. وكأن حدثت جريمة قتل منذ قليل.

بالطبع لم تجرؤ على السؤال عن ماحدث. ظلت صامته على تقوى على الكلام.

عاد بسرعه بها الى القصر وهو غاضب بشده ولكنه حزين... حزين جداً؛ أصبح مهووس بها.. جنونه بها بات يقلقه لكنه عاجز عن فعل اى شئ. لا يستطيع أن يفعل شئ سوى أن يزداد هوسه بها أكثر واكثر فى حين هى دائما خائفه.. دائما بعيده.. لاتشعر بصراعاته الداخليه... رغبته بها التى باتت تقتله. عشقها الذى يسرى مسرى الدم في عروقه.. هو يعذرها صغر سنها وخبرتها المدعومة هى السبب في خوفها وعدم تفهمها لكن قد تعب... حقا تعب ولكن ماباليد حيلة وسيغرق بعشقها اكثر واكثر حتى لو مات عشقا.

فى بهو القصر كان الجميع يجلس مع منال والجده حتى رانيا كانت تجلس بكل برود رغم عدم رغبة الجميع في جلوسها معهم. انتفض الكل على صرير سيارة فهد التى توقف بها بعصبيه مرعبه. وترجل منها وذهب باتجاه ليله وفتح الباب وقبض على يدها بقوه ألمتها ثم سحبها خلفه وسار بها للداخل.

دخل بها فانتفض الجميع من هيئته المرعبة وطريقة جذبه لها.

منال بغضب ام :فى ايه... انت ماسكها كده ليه.

لم يستمع لها من الاسااس بل كان يسير باتجاه السلم كى يصعد جناحه.

فتحدثت وفاء بقلق وخوف:فهد.... فى ايه يابنى طب ايه اللى حصل.

صعد حسن خلفه محاولا الحديث وتوقف في طريقه قائلاً :فى ايه يافهد... طمنا طيب. ازاحه من طريقه بغضب بدون كلام وسار باتجاه جناحه.

دخل بها واغلق الباب خلفه. فوقفت هى برعب من هيئته وقال لها بهدوء ما يسبق العاصفة :قالك ايه.

لم تستطيع الرد من خوفها.

أعاد حديثه بنبره اعلى:بقول قالك إيه.

ليله بتلعثم:ق.. قالى.. انه.. انه معجب بيا و.... قطع حديثها صراخه وتكسيره لبعض الفازات الخزفيه.

فهد وهو يكسر ماحوله:ايه.... معجب... معجب بيكى.... ازاى.. ازاى يقولها... هو مش عارف انك مراتى.... مش عارف إنك بتاعتى... ده أنا هشرب من دمه. ثم استدار كى يذهب اليه لكنها اسرعت إليه وامسكت بيده قائله بخوف:خلاص.. كفايه.... انا خايفه ع.... قاطعها وقد فهمها خطئ. 

فهد :خايفه... خايفه منى.. طبعاً مانا فهد الوحش.. جوز رانيا اللى انتى شايفاه شريكها فى كل حاجه وانه بيحميها وخايف على ام ابنه... ماتعرفيش حاجة.. ماتعرفيش إن انا نفسى ماعرفش اى حاجه عن اخوكى... ماتعرفيش الظروف والضغوط اللى خلاتنى اتجوزها... ماتعرفيش انى عمرى ماحبيتها... عمرى ماتقبلت ولا اعتبرت انها مراتى... كل مره كنت ببقى معاها بس عشان ماحسش بالذنب ناحيتها وعشان اديها حقها بس.... مع انى عارف ومتأكد ان اننا بالنسبة لها بنك فلوس... اسم بتتباهى بيه وتتحامى فيه... بس كنت صابر لانى عمرى ماحبيت حد ولا عمر واحدة شدتنى ليها فكنت بقول بنت عمك أولى... لحد ماظهرتى انتى... من أول مره سمعت اسمك اتاخدت... بس حاولت ماركزش... كل مره كانت منه ولا وعمتو يجيبوا سيرتك كنت بتشد للكلام غصب عني والاقينى مهتم وانا عمرى ماكنت كده... كنت ببقى عاوز اسمع اكتر.... عندى فضول اعرف عنك كل حاجه... بس طبعاً قاومت عشان حسيت بالخطر... رفضت.... ده انتى اد منه اللى انا اصلاً مربيها وتعتبر بنتى اكيد مش هينفع.... اول ما منه جت تمثل عليا خطتكوا اترعبت... إذا كان مجرد ما اسمك بيتقال قدامى ببقى مش على بعضى وعايز الكلام عنك مايقفش.... امال لما اتجوزك وتبقى على اسمى حتى لو لمده كام شهر....بس فضلت طول الليل اقنع نفسي انه جواز مؤقت وانك هتكونى ضيفه عندي..... كتبت الكتاب ومارضتش اشوف صورك حتى فى القسيمه.. يمكن خوفت.. إذا كان من سيرتك بس بتلخبط هعمل ايه لما اشوفك.... بس اول ماعينى وقعت عليكى وانتى نازله علي السلم حسيت اني اتخطفت.... ولاقيت وفاء بتقولى دى مراتك... حسيت إنك ملكى حتى لو هتعتبريه جنان..... إذا كنت أنا نفسى فضلت فتره كبيرة مستغرب نفسى..... ازاى... ازاى اعتبرك ملكى من اول ما اشوفك... لا والاكتر انى حبيتك... عارف ان غيرتى زيادة عارف انى ممكن اكون بخنقك وانانى بس صدقيني مش بقدر.. بغير وغيرتى بتزيد مش بتهدا... عارف انك مضايقه وغيرتى وهوسى بيكى هيخنقك.. بس غصب عني عشان بحبك... أول مره احب... وصابر وراضى... راضى بأى حاجه منك حتى لو مش بتحبينى موافق انك تبقى معايا من غير حب....ودايما عازرك... بقول سنها صغير....زعلانه عشان اخوها وحق اخوها.... انت فاجئتها وهى اكيد مش مستوعبه إن فى حد بيحب كده وان انا فعلا اوفر وانا عارف انى اوفر... بس كنت راضى... لكن تبقى خايفه منى... للدرجه دى شيفانى وحش....للدرجه دى مش حبانى.... بس انا مش هقدر... أو بمعنى اصح مش عارف ابعد..... انا تعبت بجد تعبت. 

انهى كلاماته التى يحبسها داخله من مده وخرج وحزن العالم على كاهله لم ينتظر رد فعلها ولا معرفة أثر كلماته عليه. 


فى بهو القصر كان الجميع يجلس ينظر لرانيا باحتقار وهى تجلس ببرود تتصفح الهاتف. يتساءلون كيف لها أن تكون بهذه الوقاحه بعدما كشف امرها وسماعهم اعترافها بقتل زوجها للزواج من فهد لأجل أمواله التى عادت له فعلا يشعرون بالاشمئزاز منها ولكنها حامل بابن فهد. لذلك مضرون لتحمل رؤيتها امامهم. بينما منال ووالدتها لم يستطيعوا تحمل المكوس فى مكان واحد مع قاتلة ابنهم فقد انتظرت فقد لحين رجوع ليله من الخارج مع هذا المتوحش البربري كما تسميه والدة ليله. لكنه عاد منذ وقت وهى معه فلا داعى بالجلوس امام هذه الأفعى (رانيا) وغادروا الى قصر البحراوى. 

نزل فهد الدرج بسرعه وحزن العالم بادى على وجهه. انتفض الجميع زعرا عليه فهم قد سمعوا صوت التكسير والصراخ القادم من جناحه مما اسعد رانيا كثيراً وزادت سعادتها وهى تراه ينزل الدرج راكضا للخارج يبدوا انه سأم تلك الصغيره. ركضت خلفه وفاء وحسن ومنه فى محاوله للحاق به لكنه قاد سيارته بسرعه ارعبتهم جميعاً. 


فى منتصف الليل بطريق مظلم للغايه توقف بسيارته بعدما ظل يسير بالطرقات بدون هدف فقط الحزن.


بينما هى تجلس بجناحهم تفكر وتفكر. تتذكر حديثه والحزن الممزوج بالعشق ظاهرين على نبرة صوته. كل التفاصيل التى ذكرها. الهذه الدرجه يعشقها. يحبها بجنون بطريقه كانت تعتقد أن لا وجود لها. وماذا فعلت هى بالمقابل.. الخوف.. التردد.. العناد. ولكنها معذوره... نعم.. فهى بالامس طفله يومها كان عبارة عن المدرسه وسنتر الدروس.. منه ولين وأحيانا شادى.. بعض من صديقاتهم فى المدرسه.. تستمع وتتابع أحياناً اخبار فهد المنياوى الملقب بالدنجوان فقد كان بالنسبة لها زوج رانيا وشريكها فيما فعلته باخيها... لكنها اليوم زوجه... وليست اى زوجه انها زوجه لرجل مهووس هوس غريب وعجيب بها... كانت تعتقد فى البداية انه يفعل ذلك كى ينال غرضه بها فقط.... ولكن مارأته اليوم فى عينيه لم يكن كذلك... لم يكن مجرد رغبه وستنتهى.... هى حقا صغيره ولكن عقلها يعمل جيدا... ذكيه ولماحه... وإن كانت لم تستوعب سريعا مشاعر فهد تجاها فهذا لخوفها من تاريخه النسائى المشرف. 

اخرجها من شرودها ارتفاع رنين هاتفها للمره التى لا تعلم عددها فاجابت أخيراً قائله:ايوه يامنه. 

منه:اه ياليله مش بتردى ليه قلقتينى اكتر.... بقالى كتير بكلمك مش بتردى وانتى عارفه ممنوع حد غيرك يدخل جناح عمو فهد فامش عارفه اجيلك. 

ليله:انا كويسه يامنه ماتقلقيش. 

منه :ازاى بس ده صوت التكسير وزعيق عمو فهد كان واصلنا تحت ونزل وخرج بسرعه وهو حالته صعبه اووى. 

والحديث عن حالته تأكلها القلق عليه اكثر واكثر. فاردفت منه قائله:ليله... انتى كويسه... ايه اللي حصل لكل ده. 

ليله:منه انا كويسه... بس والله مش قادرة اتكلم دلوقتي... بكره ان شاء الله هحكيلك على كل حاجه.

منه:اوكى نامى انتى دلوقتي... وبكره نتكلم. 

اغلقت معاها الهاتف وهى تنظر في الساعه لقد تأخر الوقت كثيراً ولم يعد بعد وأيضا هاتفه مغلق. 

نهضت من مكانها وقامت بتنضيف المكان اثر تكسيره من قبل فهد ثم دلفت للمرحاض كى تنعم بحمام منعش يريحها قليلاً. 


بعد قليل خرجت وهى ترتدى فستان بيتى مجسم باللون الازرق من القطن بفتحة صدر كبيره وكتفين عاريين فكانت كتله من الاثاره والفتنه بدون اى مجهود قامت بمهاتفه فهد مره اخرى ولكن كما هو مغلق وقد ازداد قلقها عليه اكثر واكثر. 


فى فيلا البحرواى كانت منال تجلس في الحديقة تتحدث مع والدتها بحنق قائله :انا مش عارفة ازاى مشيت وسبت بنتى معاه لوحدها وانا شيفاه بالحاله دى. 

الجده :ماحنا فضلنا قاعدين ساعه وهو مانزلش وبيقولو ماحدش يقدر يهوب ناحية جناحه غيرها.. قعدتنا مالهاش لازمه...وانا ماكنتش طايقه اقعد في مكان واحد مع الى اسمها زفت رانيا دى. 

منال:ومين سمعك ده انا كنت هقوم اجيبها من شعرها واكلها بسنانى خلاص.... بس قلقى على ليله شغلنى. 

الجده :احنا من النجمه نروحلهم تانى و... قطع حديثهم قدوم البحراوى للجلوس معهم قائلاً :هى مين دى الى هتروحلها من النجمه يامنال. 

منال:ليله ياعمى. اعتدل فى مجلسه باهتمام قائلاً :ليه مالها. 

منال بغضب الحموات:الطور الهايج اللى هى اتحوزتوا... لاقى واحد باعتلها ورد اخد العنوان بتاع المكان وخرج بيها وبعد مده رجع وهو مش شايف قدامه ومن ساعتها وماحدش عارف يكلموا.

البحراوى:بصراحه له حق... دى مراته وبيغير عليها. 


انفجرت الجده بغضب قائله:غيرة ايه وهباب ايه... ده احنا ناعرفناش ناخدها في حضننا منه... ده حتى السلام من بعيد... دى بنتنا احنا..احنا اللى ربناها.

اكملت منال قائله:وزاد وغطى عمايله وسفالته وقلة أدبه....لا لا ياعمى.. الجوازه دى مش هينفع تكمل... وبعدين ده مش مناسب ليها خالص ياعمى.. دى ماتجيش دراع فيه.. هناك فرق فى السرعات سيدى الرئيس. 

انفجر البحراوى ضاحكا وهو يفهم مغزى كلامها:ههههههههه... خلاص يا منال..... بكره هروح لفهد واحاول اوصل معاه لحل مع انى عارف انه مستحيل يسيبها حتى لو مات. 

انهى كلامه محاولا طمئنت منال لكنه يعلم علم اليقين ان فهد لن يترك ليله ابدا بل هوسه بها سيزداد ويزداد مع الأيام فكما يقول المثل (أسأل مجرب). 


عاد أخيرا الى قصره ودلف للداخل. كان الجميع نيام والقصر هادئ،ذهب الى مكتبه وجلس على مقعده الوثير وهو مغمض عينيه بحزن. 


بينما ليله كانت تمسك هاتفها تحاول مهاتفته من جديد ولكن بلا جدوى فهاتفه مازال مغلق.. استمعت لبوق السياره تعلن عن وصولها لداخل القصر. 

انتظرت قليلا كى يصعد ولكنه لم يفعل.. هل سأم منها... لم يعد يريدها.... هل تأخرت فى استيعاب عشقه. كل هذه الأفكار كانت تدور برأسها وهى تهرب من مواجهة نفسها لما هى خائفه من زوال حبه... أليست بالأمس كانت تريد الطلاق.. ماذا جد عليها. 

تنهدت بقوه ثم اعتدلت من مجلسها وخرجت تبحث عنه الى ان وجدت غرفة مكتبه مضاءه.. ذهبت بخطوات مرتجفه خائفه. 


تنهد هو عندما اشتم عبيرها الذى يعلمه عن ظهر قلب. شعر بخطواتها تقترب منه حتى توقف امامه. 

نظرت له بهيئته تلك وحزنت كثيرا فهى من اوصلته الى كل هذا ولكن هل لم يعد يحبها. عصه مريره تجمعت بحلقها وهى تتوقع أن يكون هذا هو مايشعر الان ناحيتها. لامست كتفه الموضوعة على عينيه. فأبعده يده عن عينه ونظر لها بحزن وعشق وشوق... شوق كبير لها. 

طال الصمت فزاد خوفها وقالت :انت لسه مضايق منى. 


لم يجيب فاردفت قائله:انت فهمتنى غلط... انا ماكنتش اقصد كده والله. 

طال صمته وهو يحدق بها إلى أن يأست فقالت:خلاص انا اسفه... وهمشى مش هضايقك تانى. 


تحركت خطوه للخلف ثم شهقت وهى تشعر به يجذبها من ذراعها ويجلسها على قدميه بحضنه وهو يطبق على جسدها بجنون قائلاً :تمشى... عايزه برضه تمشى وتسيبنى.

ليله:خوفت تكون كرهتنى.. انا والله ماقصد اللى انت فهمته. 

فهد :اكرهك... انا مش عارف اعمل حاجة غير انى اغرق فى عشقك اكتر واكتر..عشقك اللي تعبنى ومااخدتش منه غير العذاب.... بس انك تقوليلى انا خايفه منك. رفعت رأسها مقابل وجهه قائله وهى تهز رأسها بنفى قائله:لا انت قاطعتنى انا كنت هقولك انى خايفه عليك... خوفت تعمل فيه حاجه وتتحبس وتبعد عنى.

كان يهز راسه وعينيه متسعه بزهول هل ماسمعه حقيقى.. تخاف عليه... بل والاكثر انها تريده معها... تريده بجانبها... هل هذا صحيح ام انه يتخيل لانه يريد سماع هذا. 

فهد :ليلتى.. انتى قولتى انك خايفه عليا.. صح.. ومش عايزانى ابعد عنك. ولا انا اللي عقلى بيصورلى كده. 

ابتسمت له برقه قائله:لا مش بيتهيئلك... انا فعلاً بقيت احس بالامان معاك. ثم اكملت وهى تعبر بيدها :حتى بقيت احس ان انا منك وانت منى.. انا بس كنت متاخده شويه لان فى يوم وليله بقيت مراتك وفى يوم وليله حياتي كلها اتغيرت... بس انا مش عايزاك تزهق منى... ومش عايزه امشى...وعايزه نفضل مع بعض.

ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً :ليله.... هو انا بحلم... ولا انتى بجد معايا وبتقولى كده. 

ليله:لا مش بتحلم... انا معاك بجد. 

فهد :لا براحه عليا عشان قلبى مش حمل كل ده. 

ابتسمت بدلال فانقض عليها يفترس شفتيها بجنون وهى استقبلت جنونه بترحاب شديد. ظل يقبلها بجنون إلى أن فتح عينيه بصدمة وفرحة حين شعر بها بدأت تبادله بجهل لكنها تبادله. حملها بجنون وسعاده وصعد بها الى عرفته . وضعها على فراشهم وهو يشعر بجنون رغبته بها. مال عليها وهو يقبلها بعنف وجنون. 


فى الصباح كان الجميع يجلس على مائدة الإفطار عدا فهد وليله. 

انتظروا قدومهم لكن يأتي أحد. فتحدثت وفاء بقلق قائله :استر يارب... فى ايه بس... منطره امبارح ماكنش يطمن ابدا... وكمان مش بيرد على موبيله. 

حسن:انا من امبارح مش عارف اوصلوا. بس عربيته هنا يعنى نايم هنا. 

اما رانيا كانت تتابع مايحدث بفرحه وشماته وأردفت بغرور قائله:عادى ياجماعه... مش عارفه انتو قلقانين ليه.. كل الحكايه انه زهق من المفعوصه دى خلاص وهيرميها بره ويطلقها وكل حاجه ترجع لاصلها تانى. 

منه بغضب :مين دى الى مفعوصه احترمى نفسك. 

رانيا بحده وغرور:بعد كده لما تتكلمى مع صاحبة البيت اللى انتى عايشه فيه تتكلمى عدل انتى فاهمة. 

همت منه بالرد لكن تحدثت وفاء قائله:رانيا انا بحذرك تكلمى بنتى كده تانى.... وده مش بيتك أو بمعنى اصح مابقاش بيتك... ده بيت فهد... وبعد كده تتكلمى عدل. 

رانيا بعنجهيه وغرور:خلاص ياعمتو.... كل حاجه بترجع لاصلها... وفهد كالعاده زهق من البنت دى وخلاص كلها النهاردة او بكره وتمشى. 

كانت تهم بالرد عليها ولكن قاطعهم جرس الباب ودخول البحراوى ومعه منال ووالدتها. ابتلعت وفاء ريقها بذعر وهى لاتدرى ماذا تخبرهم. بينما رانيا تنظر لهم بغرور وشماته.

البحراوى :صباح الخير يا جماعة. 

الجميع بخوف ماعدا رانيا:صباح النور.

البحراوى :انا جاى اطمن على ليله وكمان حابب اتكلم مع فهد بيه شويه. 

حسن بتلعثم:طب اتفضلوا الاول ياجماعه احنا كنا لسه هنفطر. 

البحراوى :لا شكراً.. هو فهد بيه مش هنا ولا ايه. 

منال:وليله فين... مش بتفطر معاكوا ليه... انتو مش بتاكلوها ولا ايه. 

وفاء بتلعثم:لا.. لا.. هكلمهم حالا.. اتفضلوا... ثم التقطت هاتفها وعاودت الاتصال على فهد من جديد. 


داخل حناح فهد وليله 

استيقظ بانزعاج اثر ارتفاع رنين هاتفه. نظر بجانبه لجسد صغيرته التى تنام على بطنها وخصلات شعرها مرتفعه على الوسادة بشكل خلاب ورقيق واثر الإجهاد بادى على ملامحها. ابتسم هو بحب وفخر وهو يتاملها. 

ارتفع رنين هاتفه من جديد ولاحظ تململ ليلة يانزعاج فالتقطت الهاتف وفتح الخط سريعا. 

فهد بصوت سعيد جدا :صباح الخير يا عمتو. 

وفاء باستغراب :صباح النور... انت كويس. 

ابتسم فهد بهيام:جدا جدا جدا. 

وفاء :وليله. 

ضحك بخفوت قائلاً :كويسه اوى اوى اوى. 


وفاء :طيب مانزلتوش ليه لحد دلوقتي. 

فهد بسعادة كبيرة :عرسان جداد بقا ياعمتو. 

شهقت وفاء بفرحه ازهلت الجميع قائله:بجد... مبروك ياحبيبى الف مبروك.

فهد بهيام :سلام بقا ياعمتو عشان انام وليلتى كده هتصحى. ثم اغلق الهاتف وسحبها لداخل احضانه مستنشقا عطرها وذهب بثبات عميق.

اما عند وفاء أغلقت الهاتف ونظرت للاعين المتسائله حولها وهى سعيدة بشده لابن اخيها.

منال :بنتى فين مانزلتش ليه.

البحراوى بشك:هو ايه ده اللى الف مبروك يا وفاء هانم. 

وفاء بسعادة :فهد وليله.. دخلتهم كانت امبارح. شهقت منال ورانيا بصدمة. 

منال :نعم يعني ايه. 

بينما رانيا شعرت وكأن دلو ماء مثلج سكب عليها.

اكملت وفاء بجنون :لا انا عايزه بنتى.. لا انا عايزه اطلقها منه. 

البحراوى بهدوء :اهدى اهدى يامنال هى بقت مراته خلاص. 

الجده:يعنى ايه يامنال... البت اتاخدت مننا خلاص.

منال بجنون:لا... هطلقها منه برضه. 

قاطعها البحرواى بغضب:منااال.. خلاص... كفايه... هى بقت مراته خلاص... وانا فاهم انتى بتعملى كده ليه. مشكلتك مش مع فهد.. انتى وامك مشكلتكوا مع اى حد هيتحوز ليله وياخدها متكوا.

منال :ياعمى. 

البحراوى بقوه:يلا يامنال... وسيبى بنتك مع جوزها .

خرج هو وهم خلفه بغضب شديد بينما نظر الجميع لرانيا بشماته ونصر فاحتقن وجهها ونهضت من مقعدها بغضب متحهه للخارج....


            الفصل الرابع والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close