أخر الاخبار

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم سلوي فاضل

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم سلوي فاضل

أنا ونفسي )

طلعنا غرفتنا وبقينا لوحدنا، وأنا عمال أفكر أعرفها بحقيقة زواجنا ولا أسيبها تفهم لوحدها، وبالنهاية سبتها تفهم لوحدها لسببين؛ الأول إني مش حأقدر أقولها خايف من رد فعلها، والثاني أخاف أجرحها لو قولت لها.

 المهم هي بدلت ملابسها بالحمام وأنا بالغرفة لما انتهت وخرجت كنت جالس علي السرير، الظاهر إني بغير قنوات التليفزيون، والحقيقة كنت بكلم نفسي اللي دار حوار بيني وبينها:
نفسي: متأكد من اللي ناوى عليه؟
أنا: أيوه بس هسيبها تفهم لوحدها
-هَترتاح كده؟!!!
-أكيد هي بقت معايا واستحالة حد يضايقها مش هأسمح بده.
-وأنت؟ 
-أنا إيه؟!
- أنت باللي ناوي عليه ده لو قدرت يعني، مش حتضايقها!
-لأ، هي أصلًا قالت كذا مرة أنها قرفت من الرجالة وأنا منهم فأكيد حتكون مبسوطة.
-طيب لو كده، ليه ما صارحتهاش من قبل الزواج ولا حتي ناوي تقول دلوقتي؟ عشان أنت عارف أنها بتحبك، وخايف تعترف إنك بتحبها، خايف تعيد الماضي، ومتأكد إن أمل غير سمر.
-مش بحبها، عايز أحميها مش حاسمح إن حد يأذيها أو يوجعها، ولا يبعدها عن هبه، وهي فعلا غير سمر.
-طاب ليه دايما تقارنها بسمر؟ 
-يوووووووه أنا اختنقت وشكلي اتجننت كمان بكلم نفسي إيه الهبل ده.

التفت ليقيت أمل قاعدة علي الكنبة سرحانة، دار بينا الحوار اللي أمل حكيت عليه، جلسنا ناكل بدون أي كلام، كانت مكسوفة جدًا، وأنا بتابعها من دون ما تلاحظ وكان سهل لأنها مكسوفة جدًا ووجهها أحمر بشدة، وده بيشدني لها بقوة، خلصنا و فضلت أبدل القنوات؛ عشان أضيع الوقت، وكان لازم أخد أول خطوة عشان ننام، لأنها كانت مش فاهمة إيه اللي هَيحصل، حاسة إن في شئ غير عادي، والباقي مجهول لها ومنتظرة تشوف حاعمل إيه فقطعت الصمت من جديد، وطمنتها إني مش هضايقها.

دخلنا ننام كل واحد فينا ظهره للثاني، وينظر أمامه هي متوترة، وأنا كمان ودار حوار بيني وبين نفسي تاني.
نفسي: وبعدين، مرتاح كده.
-أه مالكش فيه.
-متوتر وعرقان والنوم طار من عينيك، جنبك ومش قادر تبص لها ولا تلمسها.
-أقدر بس أنا مش عايز، نِهْدي بقي بدل ما ندخل مستشفى المجانين.

فضلنا صاحيين للصبح تقريبا يادوب نمنا شوية صغيرين، تاني يوم نزلنا فطرنا تحت في المطعم واحنا بناكل قرلت لها اننا هنروح السنيما، فرحتها كانت كبيرة، فابتسمت بفرحة من جوايا:
-شكلك بقالك كتير ما روحتيش سينما.

-فعلًا من سنين أخر مرة بعد تخرجي، مع بابا ونور يعني تقدر تقول من ست أو سبع سنين.

رديت ببسمة تهكم غير مقصودة بسبب اختلافها عن سمر: 
-أنت مختلفة كده في كل حاجة.

احرجتها طبعًا، مش عارف ليه دايما أعمل الحاجة وأرجع أندم عليها، وعملت نفسي مش أخد بالي وكملت كلام عادي و قمنا نخرج. 

مشيت جنبي فمسكت ايدها اللي بردت في ايدي وهي نظرت لي بوجه أحمر، شوفتها بطرف عيني وابتسمت من رد فعلها، وروحنا السينما وكان بدري علي معاد الحفلة وكنت قاصد جلسنا في كافيه وطلبت لها آيس كريم، سمعت منها أحلى حاضر، ورديت عليها نفس الرد وبقت عادة.

كنت قاصد الكلمة أتلكك علي أي حاجة عشان تقول حاضر وأرد عليها بمطيعة كان رد فعلها عليها بيجنني تبتسم برقة مفرطة ووجها ينور، حاجة تاخد العقل.
المهم دخلنا الفيلم اللي اختارته وبعدها إتمشينا شوية وجبت لها كل حاجة احس أنها عاجباها او ممكن تكون تمنيتها والصراحة عاملتها كأنها طفلة، طفلتي الوحيدة.

رجعنا الأوتيل بالليل شوية واخوها اتصل بها ولاقيتها متوترة وقلقانة، كنت متأكد أنها خايفة من لؤي، حاولت اهديها وبغباء سألتها وضايقتها.

-هو ما عملش كده المرتين اللي فاتو؟
بدون قصد فكرتها بحاجات ضايقتها ودوست علي جرح أكيد لسه مفتوح، لكنها كانت عاقلة وحسيت إني اتكلمت بتلقائية مش قصدى اجرحها، دايما بيظهر عليها كل حاجة شفافة ونقية لدرجة أكبر من تخيلي.

ابتسمت وفرحت بما قولت لها "ما تخافيش أنا معاكي." وده ارضاني جدًا لأنها واثقة فيا، قابلنا لؤي فضلت ماسك ايدها بقوة عشان احسسها بالأمان وفعلا ده اللي حصل فعلا  حسيت من كلام اخوها ومعاملته لها أنه ندمان علي اللي فات؛ بس بردوا مش حغامر حفضل حاميها المهم قعد شوية وبعدين مشي وطلعنا الغرفة.
 
حصل زي اليوم اللي قبله أنا بغير القنوات واكتشفت حاجة كمان بتجمعنا حب ام كلثوم.

-بتحبيها؟
-أيوه قوي.
-بس دي قديمة قوي ومش أي حد يحبها.
-لو متضايق بلاش عادي.
-لأ أنا بحب اسمعها.
-طيب سيبها بحب الاغنية دي.
-لحقتي تعرفي انهي اغنية.
-اه يا ظالمني.

 كلامها جه علي الجرح: 
-ده أنا ولا الأغنية.
بابتسامة جميلة ورقيقة: أكيد الأغنية.
أنا بابتسامة: ماشي تعالي هنا وما تقلقيش يلا.
كنت قاعد علي السرير فخبطت عليه بخفة أشاور لها تكون جنبي
هي: حاضر.
عيني عليها بعشق رد فعلها: 
-مطيعة.

هي ابتسمت وقعدت علي الطرف التاني من السرير كل حد فينا ينام في طرف بعيد عن التاني وفي فاصل هوائي كده في النص، وأفتكرت مرة بأول زواجي بسمر حبيت أسمع أم كلثوم معاها

الماضي:
-حبيبتي مش جاي لك نوم ولا إيه
-زهقانة.
-ما تيجي نسمع أم كلثوم أغنية أنت عمري بحبها جدًا، أكيد هتكون أحلى وانتِ بتسمعيها معايا.

انهيت كلامي ببسمة حب، وهي اعتلى وجهها بسمة سخرية واضحة اكدتها بكلامها
-إيه ده أنت بتسمع أم كلثوم زي العواجيز.

إحباط وطاقة سلبية تملكوني
 -عواجيز! بذمتك في حد يقول كده، ولا ده رد، خلاص مش عايز أسمع حاجة تصبحي علي خير.

 ردت بضيق واضح: 
-حتنام دلوقتي؟
-ايوه واحنا مش بدري، الساعة 11.
-ما أنت كنت حتسمع أغنية ولأم كلثوم، يعني أقل حاجة نص ساعة.

بعد ما كنت استلقيت قعدت تاني، وحالتها وصلت لي وكأنها عدوى:
-حاضر، عايزة إيه طيب؟ 
-تعالي نروح ديسكوا.

الغضب احتل مكان الزهق:
-سمر شكلك بتخرفي نامي يلا، تصبحي علي خير.

رجعت تاني للحاضر، بصيت لأمل وعلى وجهي ابتسامة عريضة، وحاجة جوايا بتقولي الراحة جاية بوجد أمل معايا وجنبي، سمعنا الأغنية وعدي اليوم.

الفصل ال ١٤( حيرة )

 الصبح بدلنا ملابسنا عشان نفطر في المطعم، سالتها تحب تخرج لقيتها مش عايزة الصراحة ما توقعتش كنت فاكر أنها حتحب تخرج كتير وتتفسح، لأنها اتحبست كتير وسالتها سؤال غبي الصراحة. 

-حيقولوا علينا إيه لو فضلنا في الاوضة طول اليوم؟

ضحكت: 
-حيقولوا عرسان.

اتكلمت بتلقائية شديدة، وأنا الصراحة احرجت وحسيت اني ظالمها وهي اعتذرت ودخلت الحمام ، فضلت جوه لحد ما خبطت عليها.
أنا: حتفضلي حابسة نفسك جوة يلا ننزل نفطر.
خرجت و وجهها أحمر من الإحراج.

نزلنا فطرنا أكدت عليها أنها مش حابة تخرج فطرنا وطلبت منها تطلع الغرفة علي ما أسأل علي حاجة طبعا ردت بحاضر وأنا رديت بمطيعة واستمتعت برد فعلها كالعادة.

 
كنت لسه هاروح الاستقبال لقيت رجلها تعثرت، كانت حتقع جريت عليها بس كان في واحد أقرب لمكانها، وشكله كان متابعها جري عليها وسندها بطريقة جننتني وفقدتني عقلي، وبالرغم من أنها نفضت نفسها منه وتعصبت عليه إلا إني حملتها الذنب وطبعا جريت عليهم، ولكمته حظه ان أمن الأوتيل تدخل بس عة، لأني كنت ناوي أقضي عليه، مسكت ذراعها بشدة عن قصد دخلتها الأسانسير ومنه للغرفة، وهناك تركت ذراعها بقسوة لكن دموعها الصامتة وذراعها اللي أزرق وجعوا قلبي وشعرت بغصة جامدة، حسيت بالذنب ناحيتها وإني ما أختلفش كتير عن لؤي، أذيتها بدون سبب، ماقدرتش اتكلم، أنا عايز أحميها، أعمل كده إزاي ضميتها لحضني بقوة، وربت علي ظهرها وهي بكت بوجع، تركتها في حضني لحد ما حسيت أنها بقت كويسة وارتاحت، وهي نظرت لي بشكر يعني ظالمها وتشكرني هو في كده! 

فضلنا بالغرفة وطبعا في ملل، بالنهاية كل واحد مسك مجلة يقرا فيها، كنت بتابع كل تصرفاتها بدون ما تلاحظ، على قد ما أقدر، وده كان ممتع بالنسبة لي، وبالليل روحنا لماما واخدت هبه في حضنها شوية ما طولتش وده كان بيثير علامات استفهام جوايا، أنا متأكد إن هبه وحشتها جدًا ليه تتعامل بحذر وقيود، هل ممكن تكون عارفة حاجة؟ أكيد لأ، أنا أكدت علي ماما ما تقولش حاجة وأكيد مش هتكسرني أمامها.

رجعنا الأوتيل ولقيتها بتسألني عن المدة اللي حنقضيها بالأوتيل لأنها زهقت، ولما عرضت عليها نلغي باقي الأيام رحبت جدًا بالرغم اني قولتها حنرجع البيت.

 كانت مختلفة في كل حاجة طيبتها فوق الحدود بريئة جدًا، هادية من غير ملل بتتحمل مني أي حاجة دايما مبتسمة وبشوشة معايا، بالرغم إني كنت بشوف تعاملها من الأخرين بجدية وابتسامة بسيطة جدًا للضرورة.

يومها كانت مجهدة ونامت علي طول ولاحظت أنها كانت تنتفض شوية اثناء نومها، تاني يوم كانت متوترة ووجها شاحب، ودي كانت بداية الكوابيس اللي جننتني بعد كدة وغيرت حياتنا المهم هديتها علي قد ما قدرت، حاولت أكون لطيف اكتر معاها. 
 
رجعنا البيت إحساس مختلف نشوة كده وراحة وهي داخلة معايا، وعارف ومتأكد أنها مش حتمشي بعد شوية، ولو دخلت وسبتها حتدخل وتنام معايا، باحاول علي قد ما أقدر أخلي في حدود ما بينا، وبهرب من أي مواجهة مع نفسي. 

قطعت إجازتي رجعت للعمل وأمل كملت إجازتها عادي وكانت متألفة جدًا مع ماما، ومتصاحبين كمان واكلت لأول مرة من ايد أمل، عاجبني جدًا كفاية أنها هي اللي عملته ومسكته بأيدها.

يومها واحنا قاعدين علي السفرة وبعد ما دوقت الأكل وعرفت من طعمه إن أمل اللي عملته.
-الأكل مختلف النهاردة، مش عادتك تغيري من طريقتك.
-ما هو مش أنا اللي عملته فعلًا، أمل اللي عملته يا حبيبي.

بصيت لأمل ببسمة بسيطة: 
-ليه تعبتي نفسك أنت لسه عروسة؟

ردت بوجه وردي من الخجل: 
-ما عاجبكس صح؟ هسأل طنط عن اللي بتحبه المرة الجاية.

-حلو قوي علي فكرة، مش قصدي أنه وحش، بس أنت عروسة مش المفروض تدخلي المطبخ دلوقتي، بعدين تفتكري إننا بنستغلك.

دايما وجهها بوشوش في وجودي: 
-لا مش هاظن كده المهم أنه عجبك.

رقتها واجوبتها مختلفة، طبعا ماما مركزة معانا، لأ معايا تحديدًا ومبسوطة ومرحبة باللي بيحصل، وبردوا أمل تتعامل مع هبه بحذر وبحدود.

خلصت إجازتها ونزلت الشغل وأنا علي قد ما أقدر بحافظ علي الحدود بينا، تعامل بسيط تجنبا لإحراجها ساعات تعمل هي الأكل وساعات ماما، وقتها أكلها يوحشني، اتعودت عليها جنبي.

 مرت شوية أيام وكانت تقريبا كل يومين تلاتة تحلم بكابوس وبتعرق وتتحرك كتير أثناء نومها ولما الموضوع بدأ يزيد بقيت أخاف عليها واصحيها وبدأت تقوم مفزوعة تاخد نفسها زي الغريق، هديتها ورجعتها نان تنام بعد ما كانت رافضة.
-لا لا مش عايزة.
-تعالي نامي أنا جنبك ما تخافيش، قربي شوية، تعالي ما تخافيش مش حعمل لك حاجة تعالي.

قربت وعينها عليا خايفة، أنا فهمت وقتها أنها خايفة مني ومن قربي منها، بس ما كنش ينفع اسيبها تتعذب.
-ممكن تحضنيني عادي علي فكرة.

وفعلا حضنتني، الغريب أنها نامت علي طول ووجهها كان مرتاح، ما فهمتش إزاي خافت مني وبعدين نامت مرتاحة؟!! ما طولتش المهم أنها ارتاحت ونامت علي عكسي أنا، قربها وترني قوي كنت حأفقد السيطرة علي نفسي، مشاعر وأحاسيس غريبة بتجري فيا، الغريب إني ما عشتهاش قبل كده، بالرغم إني المفروض تزوجت عن حب حتي لو كان من طرف واحد ، طبعا ما نمتش كويس.

 ثاني يوم كنت عصبي ومتوتر طبعا وهي حاولت تكون بعيد وساكته وتجنبت النظر ناحيتي.
رجعت البيت في معادي واتعشينا وهي التزمت الصمت، تتحاشي أنها تنظر ناحيتي، وأنا فهمت وقتها أنها خافت من قربي، واتضايقت ووقت النوم كل واحد فينا والى ظهره للتاني، وهي ضمت قدميها لصدرها وحضنت نفسها بذراعيها وأنا بحاول اهدي نفسي وابعد شوية عشان ما تخافش.

  كان صعب جدًا أسيطر علي مشاعري وهي في حضني، أصعب بكتير مما تخيلت، وكنت بسأل نفسي، هل أنا بحبها؟ ولا بحب فيها اللي تمنيته في سمر حبيبتي الأولى؟ ولا أنا أصلًا ما حبتش سمر وتهيأ لي؟ وطبعًا ما وصلتش لإجابة وقتها





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close