أخر الاخبار

رواية عمياء في يد الصياد الفصل الثاني عشر والثالث عشر بقلم اسراء سمير

رواية عمياء في يد الصياد

 الفصل الثاني عشر والثالث عشر 

بقلم اسراء سمير

استيقظت رسيل من نومها وعيناها منتفخة من كثره البكاء وملامحها تبدوا عليها الحزن،

أرادت أن تذهب الي الحمام لتتوضأ وتؤدي فرضها،فقامت من مكانها متناسيه وجود تلك المزهريه المحطمه من أثر ما فعله بها ادهم بالأمس

أخذت تسير ببطئ وتتحسس كل شيء أمامها لعلها تعثر علي الحمام ولكن لسوء حظها دخلت في قدمها قطعه من المزهريه المكسوره

أطلقت علي اثرها صرخه وجلست في الارض تبكي واخذت تحاول أن تزيل القطعه المكسورة ولكنها لم تقدر،

تذكرت اخويها فهي قد اشتاقت لهم اشتاقت لسندها وامانها تخيلت لو كانت في ذلك الموقف في بيتها ومع اخويها لكانو الآن في قمه خوفهم وحرصهم علي تخفيف آلامها ولكن أين هم الآن هي الآن وحيده في تلك الغرفه التي يضيق لها صدرها

ولكنها وسط تفكيرها لم تسمع خطوات اقتراب أحد منها بلهفه وعندما شعرت باحدهم قالت بلهفه وسعاده:

محمود...أنت جيت...وحشتني أوي انت ومالك

ولكن خاب املها عندما علمت انه ادهم عندما اشتمت رائحه عطره التي تسللت الي انفها فتلك الرائحه لا يمتلكها محمود

انكمشت رسيل وشعرت بالخوف منه ورجعت الي الوراء بتألم

أما هو فقد تقدم نحوها بعدما شعر ببعض الندم لكونه السبب فيما حدث لها،ثم قام بإمساك قدمها وكانت رافضه ولكنه ثبتها وازال القطعه وقال:
اهدي هطهرلك الجرح مش أكتر

ثم قام وأحضر علبه الاسعافات الاوليه وقام بتطهير الجرح لا تنكر شعورها ببعض الراحه وقد تسلسل إليها الشعور ببعض الأمان

وبعدما انتهي نظر إليها ويا ليته لم يفعل فقد تذكر تلك التي يبغضها ولمعت عيناه بالغضب والكره وتركها وذهب حتي لا ينفعل ويندم بعد ذلك

♡♡♡♡

في الجامعه كان محمود واقفا بعد انتهاء الشرح يقول:

احنا اخدنا جزء كويس في المنهج وإن شاء الله في امتحان المره الي جايه علي الجزء دا...

تقدروا تتفضلوا...

خرج جميع الطلاب وبقي هو يجمع اشياؤه ويستعد للخروج وهو منشغل الذهن بتلك التي دق لها قلبه ولكنه نهر نفسه مره أخري فهي ربما تكون زوجه وهو لا يحق له التفكير فيها

خرج من القاعه وأثناء سيره لاحظها تقف مع شخص وذلك الشخص ممسكا بيدها وهي تحاول أن تنزع يدها وتبكي وتترجاه ان يتركها...

فغلي الدم في عروقه واقترب منهم قائلا:

في حاجه يا باشمهندسه

الشاب بوقاحه:وانت ايه حشرك بينا...روح شوف جي منين. ..بنت عمي وانا حر معاها

كاد محمود ان يلقنه درسا ولكنه لاحظ نظراتها المترجيه له حتي لا يتجتمع الطلاب من حولهم

فتراجع عما كاد يفعله وقال محدثا اياه:

سيب ايديها دلوقتي بدل ما اجيبلك أمن الجامعه يتصرفوا معاك،وانت اصلا شكلك مش طالب جامعي

خاف ذلك الشاب وترك يدها وابتعدت عنه جني وقال لها:

قولي بقا لاخوكي اني هتجوزك غصب عنه ثم نظر لمحمود واكمل:
وابقي وريني بعد كدا مين هيبعدك عني

وتركهم وذهب مسرعا

نظرت جني الي محمود بإمتنان وقالت:شكرا لحضرتك...وكادت أن تغادر إلا انه استوقفها قائلا:

اخوكي يعرف انه بيدايقك

جني بتردد:أحمد...لا ميعرفش

هنا سعد محمود لمعرفه ان ذلك الشخص الذي يدعي احمد اخاها وليس زوجها ولكنه أخفي سعادته وقال:

لازم يعرف يا آنسه جني

جني بتردد:أن شاء الله...وشكرا لحضرتك مره تانيه...وتركته وذهبت

♡♡♡♡

أما عند مالك ومريم

كانوا جالسين يتناولون الإفطار بعد أن احضره مالك....

كان يأكل وبين الحين والآخر ينظر إليها كانت تجلس بجانبه ترتدي بجامه طفوليه عليها رسومات كرتونيه وتاركه لشعرها البني الحريري العنان فكانت جميله...

لاحظت مريم نظراته لها وكانت خجله ولكنها أرادت أن تعرف هل سيتركها تعمل بالمستشفي ام لا؟..

مريم:هو انا كنت عايزه اسألك سؤال

ترك مالك ما بيده وقال وهو يبتسم:اتفضلي...

ولا اقولك عارف عايزه تسألي عن ايه؟!!

بصي يا ستي انا مالك عصام...دكتور جراحه بشتغل في مستشفي الصياد...عندي 26 سنه شاب وسيم شبه ما انتي شايفه أعجبك يعني عندي أخ وأخت بس كل دا الي عايزه تعرفيه صح

كانت مريم مندهشه منه وبعدما انتهي ضحكت
وعندما رأي ضحكتها سرح فيها وقال:

ضحكتك حلوه اوي

بينما هي توقفت عن الضحك وأحمر وجهها وقالت:

انا كنت عايزه اسألك عن اني ممكن انزل الشغل معاك...

مالك مصطنع الحزن:يا خساره كنت مفكر السؤال عليا...مش مهم
أما عن الشغل فأنا معنديش مانع تروحي وتيجي معايا

فرحت مريم جدا وشكرته...

♡♡♡♡

أما رسيل بعدما طهر ادهم لها الجرح وخرج جاءت احدي الخادمات لتنظف الغرفه وبعدما انتهت خرجت وبقيت رسيل في مكانها عاجزه تبكي علي حالها،غير قادره علي التحرك لانها لا تعرف اي شيء في الغرفه

ظلت تدعو الله حتي سمعت طرقا علي الباب
فأزالت دموعها وأذنت للطارق فدخلت سيده في منتصف الاربعين من عمرها وتدعي (كوثر)
واتجهت نحو رسيل

بينما قالت رسيل:
مين؟!!

كوثر:متخافيش انا الدادا كوثر...انتي لو محتاجه حاجه قوليلي

رسيل بحرج:شكرا...بس هو ممكن انا عايزه اصلي ومش عارفه الحمام فين...ممكن تعرفيني بعد إذنك لو مش هتعب حضرتك...

ضحكت كوثر وقالت:حبيبتي انتي زي بنتي...تعالي اوريكي كل حاجه هنا علشان تعرفي هي فين وكمان شنطتك معايا وهعرفك حجاتك هتحطيها فين...

شعرت رسيل بشيء من الفرحه لأن الله أرسل إليها احدا ليساعدها...حمدت الله في سرها وسارت مع كوثر لتتعرف علي اماكن كل شيء في الغرفه...

♡♡♡♡

جاء موعد خطوبه عمر وكان لابد من حضور ريتال فهي في النهايه ابنه خالته...

كان عمر يجلس بجانب خطيبته وتدعي(سالي)
كان قلب ريتال يعتصر من الألم ولكنها تحاملت علي نفسها وذهبت لتبارك له...

ريتال:ألف مبروك يا عمر

عمر:الله يبارك فيكي،عقبالك

ابتسمت له وتوجهت لتبارك للعروسه

كانت بالفعل جميله ولكنها ترتدي فستان ضيق ومكشوف بعض الشئ أيضا لم تكن محجبه فقد كان شعرها طويل ناعم أصفر اللون..

ريتال وهي تمد يدها لها:ألف مبروك

لم تسلم عليها وقالت لها بشيء من التكبر:
مرسي

بينما احرجت ريتال وسحبت يدها وتركتهم ووقفت بعيد،اعترض عمر علي طريقتها قائلا:

انتي عملتي كدا ليه؟!انتي احرجتيها

سالي:بيبي سيبك منها..شاغل نفسك بيها ليه انت مش شايف شكلها عامل ازاي في حد ييجي خطوبه بالمنظر دا

عمر:أولا بلاش بيبي الي بتعصبني...ثانيا انتي مالك بلبسها و...

كاد أن يكمل إلا أن والدته أحضرت الدبل ليتبادلوها...

كانت تنظر ريتال لهم من بعيد وعندما رأته يضع الدبله في يدها لم تتحمل وانطلقت بخطوات سريعه حيث وقفت في شرفه البلاكونه

وبعد وقت قصير سمعت الزراغيط وصوت الموسيقي يرتفع...

بينما هي واقفه بمفردها تهبط دموعها بصمت إلا أنها تفاجأت بمن يضع يده أسفل نظارتها ويخبئ عيونها

حينها ابتسمت وعلمت من هو....

☆☆☆

الفصل 13

بينما ريتال واقفه بمفردها تهبط دموعها بصمت إلا أنها تفاجأت بمن يضع يده أسفل نظارتها ويخبئ عيونها

حينها ابتسمت وعلمت من هو وقالت بسعاده:
رامي

رامي:بنت الايه...عرفتيني منين

ريتال:مفيش غيرك بيعملها معايا

واحتضنته وازداد بكاؤها،فهي كانت في الحاجة اليه بشده واحتضنها أيضا قائلا:

بتعيطي عشانه يا ريري...هو خلاص ارتبط بوحده غيرك...انسيه يا حبيبتي...وبعدين هو دا حمدلله علي السلامه يا رامي يا حبيبي

ابتعدت رتيل عنه وقالت:أنا اصلا مخصماك

رامي:ليه بس كده؟!

ريتال:علشان رجعت من السفر ومقولتليش...هه

والتفتت واعطته ظهرها،بينما هو ذهب ووقف امامها وكاد ان يبرر فعلته ولكن قاطعه صوت عمر قائلا بحده فهو قد رآها تحتضن هذا الشخص من بعيد:

مين دا يا ريتال،وبعدين بتعيطي ليه؟هو عملك حاجه؟

اتسعت أعين ريتال من الدهشه لوجوده ولم تنطق بينما تحدث رامي بدلا منها:

انا ابن عمها..حضرتك مين؟!

عمر:ابن خالتها،وبعدين انت ازاي تحضنها كده وبعدين هي بتعيط بسببك صح

توجه رامي ناحيه ريتال واحاطها باحدي ازرعه وقال:

لا هي مبتعيطش بسببي...بتعيط علشان بس مقولتلهاش اني راجع من السفر انهارضه

كان عمر يستشيط غيظا منه ولا يعرف لماذا؟ ولكنه برر لنفسه أنها أخته ويخاف عليها ويجب أن ينصحها فهي لا يجب أن تدعه يفعل ذلك معها حتي ولو كان ابن عمها...

عمر بحده وبغيره لا يعرف سببها:شيل إيدك من عليها...أنت ازاي تحط إيدك عليها حتي لو كنت ابن عمها

كادت ريتال ان تخبره انه اخيها في الرضاعه

ريتال:دا...

ولكن شدد رامي عليها وقال:
قريبتي وحبيبتي واعمل الي انا عوزه

عمر بحنق:حبيبتك

وتركهم وذهب وهو غاضبا لا يعرف لما ذلك الشعور،

بينما ابتسم رامي...

أزالت ريتال يد رامي بعنف وقالت:

عجبك الي حصل دا...يقول عليا ايه دلوقتي

امسك رامي وجنتيها وأخذ يهز رأسها ويقول:

يقول الي يقوله انتي أختي وملهوش عندي حاجه
في تلك اللحظه التفت اليهم عمر وجدهم علي هذا الحال فإزداد غضبه وذهب سريعا

ريتال:اوعي يا رامي..انا لسه زعلانه منك

رامي:يا ريري...والله أنا لسه جي من السفر وكنت عاملك مفاجأه وروحت البيت ملقتش حد واتصلت علي مامتك قالتلي أنك هنا قولت أجي أسلم عليكي...أصلك وحشاني

ابتسمت ريتال وقالت: خلاص عفونا عنك علشان انت كمان وحشتني وكنت محتجالك أوي

رامي:وانا هفضل جنبك علطول...ايه رأيك أخدك وناكل آيس كريم

ريتال بفرحه:بجد...وحشتني خروجاتنا بتاعه زمان

اخذها رامي من يدها وخرجا معا...

كل هذا وعمر يراقبهم من بعيد وازداد غضبه عندما ذهبت معه ولم تأتي إليه حتي تخبره عن مغادرتها

♡♡♡♡

في القصر

بعدما عرفتها كوثر علي كل ما تحتاجه وأماكن الاشياء...حفظت رسيل اماكن بعض الاشياء

وتوضأت وفردت سجاده الصلاه وبدأت صلاتها واثناء ذلك دخل ادهم الغرفه ليخبرها حتي تنزل ليراها والده بعدما اخبره بالشبه بينها وبين نرمين حتي لا ينصدم...

وعندما دخل عليها وجدها تصلي فعلم أن هناك اختلاف كبير بينها وبين نرمين فهو لم يراها تصلي قط...

بعدما انتهت من صلاتها سمعته يقول:

هتنزلي معايا دلوقتي علشان بابا عايز يشوفك

هزت رأسها بالموافقه وقامت من مكانها واقترب منها وأمسك يدها ليساعدها...

عندما تلامست ايديهما شعر كل منهم بشعور مختلف ولكن سرعان ما أنكر ادهم ذلك الشعور بينما هي استسلمت لذلك الشعور وسارت بجانبه حتي انزلها من علي الدرج واتجه ناحيه والده...

كان شريف يجلس منتظرا زوجه ابنه وابنه صديقه الذي لم يسامح نفسه علي ما فعله به...

عندما رآها قام واتجه إليها...لا ينكر دهشته من الشبه ولكن من يدقق النظر يلاحظ أن هناك إختلاف في لون العين وكذلك الطيبه التي تظهر عليها...

اتجه اليها شريف وقال:أهلا وسهلا نورتي القصر

رسيل بخجل:شكرا لحضرتك

شريف:حضرتك ايه بقا..قوليلي بابا...مش أنا زي بابا ولا ايه؟!!

رسيل وقد تجمعت في مقلتيها الدموع وقالت:حاضر يا...

شريف:يا ايه؟!!!

رسيل وقد شعرت بالراحه تجاهه وقالت:يا بابا

وأخذ يتحدثان ويمزحان سويا...كل هذا وادهم يشعر بالضيق لا يعرف السبب؟!!...

♡♡♡♡

عند جني قررت ان تخبر اخيها بما حدث رغم أنها لا تريد ذلك ولكن تشعر بالخوف وخافت ان يكون ابن عمها مازال يتربص لها بالخارج لذلك اتصلت عليه...

جني:أحمد ممكن تيجي تاخدني من الكليه

احمد:مالك يا جني في حاجه حصلت،أول مره تطلبي مني اني اوصلك

جني بإرتباك:أصل.....وحكت له ماحدث وتهديد ابن عمها المتكرر....

أحمد بغضب:أنا هوريه ازاي يعمل كدا...وبعدين ازاي متقوليش ليا

جني بترجي:بالله عليك تبعد عنه،انا مكنتش عايز اقولك علشان كدا

ثم أضافت ببكاء:علشان خاطري يا أحمد انا مليش غيرك بعد ربنا

هدأ احمد وقال:خلاص يا جني اهدي...مش هعمل حاجه وخليكي عندك مسافه السكه بإذن الله واجيلك..مع السلامه

وبعد فتره وصل احمد واخذها وذهبوا،وأثناء ذلك كان يخرج محمود وعندما رآها فكر لبعض الوقت وقد قرر ان يتخذ امرا ما....

♡♡♡♡

أما عند مالك ومريم

كانت مريم جالسه أمام التلفاز تشعر بالملل وتقلب في قنوات التليفزيون فلا يوجد به شيء
فجاء في خاطرها شيء مجنون...

ترددت قليلا في أول الأمر ولكنها قررت أن تنفز فكرتها المجنونه او بالاصح ذلك المقلب...

أحضرت من المطبخ عود ثقاب واحضرت ورقه
وتسللت الي غرفه مالك حيث وجدته مستغرقا
في نومه...

أشعلت الورقه بالقرب منه وانتظرت صعود الدخان والرائحة وبعدها اطفأتها
ثم اتجهت اليه وصرخت في اذنه:

مالك...اصحي البيت بيولع

قام مالك مفزوعا وجري الي الخارج وأخذ يبحث في كل كل مكان ولم يجد شيئا،

ولكنه سمع صوت ضحكاتها الطفوليه تخرج منها
هنا ايقن أنها فعلت فيه مقلب فأراد ان يضايقها

أخذ في الاقتراب منها وقد رسم علي وجه علامات الغضب ببراعه،بينما هي مازالت تضحك ولكن توقفت عندما وجدته يقترب منها حتي حاصرها بين يديه وعلي وجه علامات الغضب فأبتلعت ريقها بصعوبه ولمعت الدموع في عينيها وقالت بصوت أقرب للبكاء:

اسفه مش هعمل كدا تاني

بينما هو رفع يده الي الاعلي وهو يهم بضربها فأزاحت وجهها في الناحيه الاخري واغمضت عيناها بشده وخوف...

ولكنها تفاجأت به يقرصها من احدي وجنتيها ويضحك بشده ويقول:

دا علشان قومتيني مخضوض وانا ذي الاهبل بدور علي الحريق فين

وابتعد عنها وتركها ودخل الي الغرفه وهو مازال يضحك

بينما هي ابتسمت بهيام ولكن سرعان ما تبدلت تلك الابتسامه بأخري تدل علي أنها ستكرر فعلتها مره اخري...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close