رواية احببت معقدة
الفصل الثامن عشر 18
بقلم فاطمة سلطان
سألني الكثير ما هو الحب
الحب هو حب راحه حبيبك حتي و ان كانت مع اخر
الحب هو ان تكن خيرا لحبيبك اما لا تكن له شي
كان هذا أبسط مفهوم في عقلي
_______
هدير بتفسير : بس انا مطلبتش حاجه و ..
قاسم أردف بسخرية وهو يحك ذقنه
- ده علي اساس اني بتاع الدليفري يعني ما انا عارف انك مطلبتيش حاجة
هدير أردفت بخجل واحراج
- طيب ثمنهم كام
- كتير اوي .. بس ملوش لزوم
هدير أردفت بإصرار
- انا مش هاخدهم الا لما ادفع تمنهم
قاسم أردف بابتسامة مستفزة وكأنهم عادوا صغار مرة أخري
- كنتي بتأكلي بالتلاتة كيلو فراولة زمان ومبتساليش عن حاجة
- انا مبهزرش، كنت صغيرة
قاسم أردف بإرهاق
- طيب و انا مبهزرش وبعدين انتِ لسه صغيرة مكبرتيش علي فكرة
النهاره انا جايلك الساعة ستة عشان المحامي عايزك بخصوص حاجات عشان كده مبعتش الرقم
هدير باستغراب : حاجات ايه
- مش عارف حاجات ايه لما يجي هو هيقولك
هتكون ساره جت كمان وبعدين انا مش عارف اتصرف
هدير أردفت باستغراب شديد
- تتصرف في ايه
قاسم أردف بملل وهو يشير علي نفسه
- في خيبتي او نصيبيي
كفايا استعباط انا بجد عايز أكون جنبك مش طالع سرقة كفايا اوي دلع
لتخرج يارا من المطبخ فابتسمت لهم، وأردفت قائلة
- اعتقد اني اتصرفت كويس بس خشي اطمني علي مطبخكم بصراحة
لتبتسم هدير بخفة ليارا ، ثم أردف قاسم بنبرة مرحة وهو يوجه حديثه لهدير
- طيب هو اولا انتِ لازم تجيبي تليفون عشان اطلبك وثانيا اطلبك ..
هدير ظنت انه يتحدث عن الهاتف فالواقع هي تفقد تركيزها في الآونة الأخيرة ولم تعد تستطع فهم تلمحيات
______
_________________________
_________________________________________
في فناء المنزل
دخلت سارة ووجدت وليد يتحدث في الهاتف ولكنه أغلقه حينما انتبه لها وهي تصعد علي الدرج
ليستوقفها وليد قائلا
- ايه مفيش السلام عليكم
ده انتِ لو داخله وشايفة يهود مش هتعملي كده
ساره أردفت بانزعاج ونبرة مرتفعة كعادتها وكأنها تغضب تلقائيا عند رؤيته
- انا حره
خليك في نفسك، انتَ هتاخد عليا وله ايه
وليد لام نفسه انه اهتم لامرها من البداية
- يا شيخه انا امي مربتنيش أساسا عشان فكرت أسأل علي مدب زيك يا ساتر عليكي وعلي اللي يعبرلك
ساره أردفت بانزعاج وملامح حادة
- بقولك ايه اقسم بالله مش هخلي حد يشوفلك وش من قفا
انتَ سامع ملكش دعوة بيا
وليد أردف بعدم استيعاب لجرائتها
- انا بجد انا مش عارف انتِ جنس ملتك ايه
ده انتِ عايزه تتاخدي قلمين اقسم بالله علي طوله لسانك دي
ساره أردفت بنبرة مرتفعة وكأنها علي وشك الصراخ
- مطولش لسانك
- انتِ حوله انتِ اللي قليتي ادبك
ساره أردفت بانزعاج
- انا محترمة غصب عنك وعن اللي يتشدد لك
ليقاطعهم صوت أحمد
- ساره !
التفت وليد و سارة أيضا
التي شعرت بالرعب، فهي تقسم ان والدها سيقتلها بعد هذة المرة
اقترب وليد منه وصافحه بهدوء تمامًا وكأن شيئا لم يكن
ليصافحه احمد بانزعاج لم يستطع اخفاءه
فهذه هي المرة الثانية ليراه مع ابنته فعلي ما يبدو ان التحذير السابق لم يكن كافي فهو يريد قتلها ولكن مهما حدث لن يقوم بإهانة ابنته امام احد
لم يسمع شي ملحوظ فقط هو غضب حينما وجدهم بالصدفة البحتة
ساره أردفت بتوتر وهي تعلم ان من الممكن ان يشفق عليها والدها ويأخذ عزائها
فعقلها يرسم جميع السيناريوهات التي تأتي في بال اي شخص
- بابا !!
احمد أردف قائلا وهو يحاول التحدث بنبره هادئة
- انا كنت رايح عند ستك بس قولت اعدي عليكم واسلم علي هدير الاول
ليحاول أن يتحدث وليد وأن يقول اي شي قد يجدي نفعًا
- انا عايز اشكرك يا عم احمد انك سايب ساره هنا
حضرتك عارف اللي هدير بتمر بيه ووجود ساره اكيد فارق معاها والله حد غيرك مكنش هيوافق
احمد أردف بلا مبالاة وبنبره يتخللها الغضب المكتوم
- لا شكر علي واجب هدير بنتي زي سارة بالظبط
وليد كان يحمل بعض الأكياس التي يتواجد بها علي ما يبدو معلبات وأشياء قد ارسلهم حسني لها وكلفه إعطاء هدير تلك الاشياء قبل ذهابه الي العمل، تركهم أمام سارة ثم أردف قائلا
- انا كويس اني قابلتك هنا عشان مطلعش واتأخر اكتر من كده
ترك الاكياس علي الأرض وودعهم ثم ذهب، فأردف أحمد قائلا
- اطلعي طلعي الحاجة ليها وانا مستنيكي هنا
- يا بابا والله
قاطعها احمد بغضب ونبرة صارمة
- دي تاني مرة، مش عشان قدرت الظروف وسبتك تباتي معاها بقالك شهر هنا ومتكلمتش بس لو هتفكري تقصري رقبتي هكسر عضمك ساعتها
- والله، كنت لسه راجعه من عند ستو وكانت عمتو وبنتها هناك
قاطعها قائلا بنبرة لا تنتظر نقاش
- اعملي حسابك من بكرا ترجعي البيت، انا مش هسيبك تاني داخله علي شهر هنا عملتي الواجب وزيادة، طلعي ياله الحاجات دي و انا مستنيكي ياله
وبالفعل فعلت ما أمرها به وعادت الي المنزل
________
جاء حسني قبل (( قاسم والمحامي ))
وتحدث مع هدير وحاول ان يوصل الود بينهما ويعرفها انها يمكنها الإعتماد عليه فمن تبقي لها الآن غيره ؟
( علي لسان هدير )
بصراحة انا كنت مستغربة
من كلامه معايا مكنتش مطمنة بصراحى وكنت حاسه اني هتصدم صدمة عمري لما يجي المحامي وحبيت اني مضايقش نفسي واسيب كل حاجه تمشي زي ما تمشي، وكنت حاسة بالفضول المحامي هيكون عايزني انا شخصيًا ليه
_____________
{ بعد وقت جاء قاسم وصافح حسني مما جعل هدير تستغرب فلا تظن أن بعد ذلك اليوم الذي صفعها فيه حسني انه قد صافح قاسم في مرة او كان بينهم حتي هذا الهدوء }
والمحامي جاء وقدم التعازي لها فهي قد رأته غالبا مرات قليلة طوال هذه السنوات
فكان اذا هناك مشكلة او اي إجراء قانوني كانت تلجأ له هاجر فتذهب الي مكتبه بمفردها
فلاش باك
في مكتب المحامي الخاص بهاجر منذ سنوات
قاسم أردف بنبرة حاسمة
- زي ما قولتلك انا متاكد من الخطوة دي
- بس احنا مكناش متفقين علي كده يا استاذ قاسم احنا كُنا متفقين انك هترجع لهدير ملكها و انا شايف انها واعيه
متنساش ثقه مدام هاجر فيك
- الاتفاق اتغير
المحامي أردف قائلا بانفعال حاول السيطرة عليه فهو لم يوافق من البداية بقرار هاجر فكان يظن ان سذاجتها من دفعتها لذلك
فمن يثق بأحد لتلك الدرجة
- حتي لو غيرت الاتفاق ياتري انتَ جاي هنا تقولي انك غيرت الاتفاق ؟؟
انتَ معاك كل اللي يثبت انك مشتري نصيب هاجر ودافع حقه ومتوثق كمان، مش محتاج تسمعني الكلمتين دول
- محتاجك تكلم عم هدير دلوقتي وتخليه يجي من غير ما تقوله أن انا هنا
أردف المحامي قائلا بعدم فهم
- انا مش فاهمك انتَ عايز توصل لايه ؟
قاسم شرح له ما يريد فعله، وبالفعل اتصل المحامي بحسني ليخبره انه يريده في شيء هام يخص السيدة هاجر
بعد مرور ساعتين او أقل
جاء حسني وحدث جدال بينه وبين المحامي بسبب كذبه عليه وانه اتصل به من اجل قاسم واخفي عليه انه يتواجد هنا
حاول ان يتدخل قاسم فهو السبب في النهاية، وأردف قائلا بنبرة مهذبة وهادئة
- انتَ متعصب ليه دلوقتي هو في عداوه ما بينا ؟
كل اللي حصل كان سوء تفاهم برضو غلط مني كنت متهور شويه وقتها وعدي خمس سنين وبعتذر لحضرتك برضو
اشاح حسني وجهه الي الناحية الأخرى ولم يهتم لكلماته، فحاول المحامي ان يهدأ الجو بينهما
- يا استاذ حسني احنا مكنش قصدنا حاجه
قاسم كان عايز يتكلم معاك ومكنش في طريقة تانية
حسني أردف بانزعاج وضيق ووجه حديثه لقاسم
- عايز تتكلم معايا في ايه
قاسم أردف قائلا بهدوء وهو يسلط بصره عليه
- اننا نسمع بعض ونصفي قلوبنا، السنين عدت ومش هنفضل متخانقين العمر كله عشان موقف أيام زمان
بدأ قاسم بسرد ما حدث منذ شك هاجر رحمها الله في مرضها وطلبها بأن تكتب تلك الاشياء باسمه وقص له حتي رفضها بأن يعيدهم مره اخري
حينما اطمأنت ان تلك الاشياء أوهام ...
سيطر الحزن علي ملامح حسني طوال حديث قاسم، فهل لهذه الدرجة كان يُخيف اخته ؟
كان مجرد شيطان ولكنه يُقسم ان الدنيا لا تساوي الحديث مع أخته لدقائق، فالاخت لا تعوض
وهاجر لن تُعوض
حسني حاول ان يسيطر علي دموعه التي كانت تهدد بالسقوط وأردف قائلا
- وانتَ عايزني يعني اعمل ايه بعد اللي سمعته ده، عايز توصل لايه يعني بكلامك
المحامي حاول ان يتحدث بوضوح أكثر من ذلك فأردف قائلا
- الله يرحم مدام هاجر
وأي تصرف عملته هي كانت عايزه مصلحه الكل وقاسم ناوي يعمل اللي هي عاوزاه
حسني أردف باستغراب
- وانتَ بتكلمني انا ليه الموضوع ده في ايد هدير انك ترجعلها ملكها
انا دوري ايه ؟
قاسم أردف بتوضيح أكثر
- بص يا عم حسني دلوقتي انا مكتوب اني شاري الشقتين، بثمن انا مدفعتش منه جنية
من سنه ونصف كده
كنت عايز اتقدم لهدير وكلمت مدام هاجر الله يرحمها فالموضوع بحيث اني أخذ من هدير موافقة اني اتقدم ليها
قبل ما اخد ميعاد معاك وتكلم ابوها
بس ساعتها هدير مكنتش موافقة
حسني أردف قائلا
- مطلوب مني ايه
قاسم أردف بوضوح وصراحة اكثر
- انا عايز اتقدم لهدير رسمي وتكلم ابوها لو عايز يجي او حتي لو مش عايز هو حر برضو المهم عندي الراجل اللي حتي لو علاقتي بيه وحشه بس كنت بشوفه هو وابنه مهتمين بالوضع
حسني أردف قائلا بنبرة حازمة ولكن لم تكن مُنفعلة
- صحيح احنا مفيش بينا عداوه وكان سوء تفاهم وراح لحاله بس متزعلش مني حتي لو عارف وضعها مع ابوها من زمان
هي بنته، مش هسمحلك تتكلم عن اخويا حتي لو في عيوب الكون كله، دي مشاكل عائلية وانتَ ميحقلكش انك تدخل من الأساس
المحامي حاول ان يلطف حدة حسني بالكلام تحديدا حينما شعر بغضب قاسم الذي يحاول جاهدا الا يلعن عماد أمامه
- قاسم قصده ان لو حصل في الامور أمور لو أستاذ عماد مش عايز ينزل حضرتك تقدر تحل محله وزياده يعني
لم يعلق قاسم فهو يكرهه ولا يستطيع ان يحاول ان يُجمل اي كلمة من كلماته، أردف حسني قائلا
- عرفنا انك عايز تتقدم مرة تانية
بس لاحظ ان لسه اربعين اختي مجاش عشان نتكلم في حاجه زي دي
المحامي أردف قائلا
- احنا عارفين وضع هدير دلوقتي يا أستاذ حسني و أن هدير يُعتبر والدها غير متكفل بمصاريفها وتحديدا انها لسه في بداية شغلها
ولو البيت يتكتب باسمها مش هيفيدها إطلاقا انه يرجعلها في الوقت الحالي وبعدين تبيعه لحد تاني وتروح تاجر شقه وتسكن في مكان بعيد
و حتي لو وافقت علي قاسم او لا شقتها وسط الناس اللي تعرفهم أمان من انها تكون في منطقة جديدة لوحدها .
قاسم تحدث اخيرا بالكلام المفيد الذي يريد ان يقوله منذ الصباح
- هدير من الاخر حتي الذهب اللي معاها مش هيجبلها حاجه عشان جهازها وحتي لو موافقتش عليا هي هتحتاج مبلغ يطلع ليها فلوس كل شهر من الوديعة وفي نفس الوقت تكون وسط الناس اللي هي عارفاهم
حتي لو نصيبها مع غيري فهي هتحتاج فلوس لجهازها
رجوع بيتها ليها مش حل كويس
فعشان كده احنا محتاجينك معانا عشان ارجع دين اللي اتقدر بيه ثمن البيت، اللي مكتوب في العقد
ليتنهد قاسم ثم استكمل حديثه
- معايا يعتبر نصف المبلغ واحنا محتاجينك تقولها ان عمتها باعت نصيبها في البيت قبل ما تموت وبأي حجه قانونيه انها هي اللي تقدر تاخذ المبلغ ده
وان هي باعت لحد غريب
حسني باستغراب ومازالت لم تضح الصوره كامله أمام عينيه
- وانتَ مش عايز تقول ليه انك المشتري ؟
قاسم تحدث بنبرة هادئة و هو يحاول منذ الصباح ان يفهم الجميع وجهه نظره
- انا مش عايزها تفتكر اني لو اتقدملها تاني يكون في اي رابط ما بينا او البيت يكون ليه دخل ولا انها عايشه في ملكي
حسني باستفسار : وهقولها انتِ هتقعدي بناء عن ايه
نظر قاسم للمحامي ليبدا بسرد ما سوف يحدث
- هتقولها انك كتبت عقد بينك وبين المشتري عقد إيجار يعني
وانك مضيت و كأنك انتَ اللي ماجرها وهي تقعد فيها وتدفع ايجارها عادي جدا من غير اي مشاكل
قاسم أردف قائلا
- و الإيجار ده خده منها كل شهر علي اساس انك انتَ هتوصله لصاحب الشقة واتبرع بيه
المحامي : وانا هظبط التفاصيل و كل شي وهحضرها الأوراق اللي تحب تشوفها لو حبت
باك
جلس المحامي وقص علي هدير ما اتفقا عليه معهما وكانت هدير تحاول ان تمسح دموعها التي تسقط دون إرادتها فمازالت عمتها تفاجئها حتي بعد موتها فوالله لن تذهب من عقلها يومًا
كانت تحاول أن تسيطر علي نفسها وعلي انفاسها وتلك الشهقات التي تكتمها حزناً علي هاجر
المحامي أردف قائلا بعد ان أقنع هدير بالأشياء التي أرادت الاستفسار عنها ولكن لنكن صادقين لم تكن هدير تركز في اي شي تراه او تسمعه
- من بكرا احنا عايزينك تروحي وتفتحي حساب في البنك عشان يقدر الشخص ده انه يحولك المبلغ
حسني أردف قائلا بهدوء
- انا هاخدها وهنروح بكرا ان شاء الله
أردفت هدير باستغراب
- طيب وكده يا عمي حضرتك يعني وبابا ؟؟
حسني أردف بنبرة هادئة وهو فعلا راضياً ونادم علي تلك الأوقات التي تمكن شيطانه منه فيها وكان قاسم يتابع الموقف وسعيد بحسني فعلي الأقل لتشعر هدير ان هناك أحد يحبها ربما ليس اكثر منه ولكنه يشعر انه تغير عن الماضي ويبدو ان السنوات قد كان لها تاثير ايجابي عليه
- والله يا بنتي عمتك عملت الصح انا مش محتاج حاجة الحمدلله
وكان لازم عمتك تفكر في مصلحتك
المحامي أردف قائلا وهو يفجر اخر قنبلة لا يعلمها احد سواه
- والله يا استاذ حسني مدام هاجر برضو مسابتكش انتَ من غير حاجه هي مقسمه كل حاجه قبل وفاتها
لينظر الجميع له باستغراب قاسم وهدير وحسني
حسني أردف بعدم فهم
- مش فاهم
المحامي أردف بنبرة هادئة
- حضراتكم نسيتم شقه مدام هاجر اللي اتجوزت فيها وله ايه ده الشقة كلها ملكها دون أي شريك من اهل جوزها الله يرحمه
في الواقع مدام هاجر كتبت وصيه قبل موتها بفتره متتعداش تلاته شهور وكان إصرارها غريب باعت الشقة
كنت مستغرب من اللي عملته وفلوس الشقه دي النصف بالنصف هيتأخد بين استاذ حسني وانسه هدير ..
بعد وقت بدأ فيه الجميع في البكاء علي تلك المرأة التي ستظل ذكراها في أذهانهم للابد
فليس كل من انجبت هي ام ولا يحق اطلاق لقب
"" الاب و الأم "" الا لمن يستحقه ..
بعدما ذهب قاسم وهو حزين علي بكاء محبوبته ياليته يستطيع الجلوس معها اكتر وأن يخفف جراحها
ولكن ماذا يفعل ان كانت تلك المُعقدة
هي السبب في بُعدهما والسبب في الا يكون بينهم اي شيء حتي الان
" تحدثت هدير مع حسني في موضوع ما "
هدير : حضرتك موافق يا عمي ؟
حسني بابتسامة وهو سعيد بفكره هدير
- والله يا بنتي انا موافق، لو طلعنا ناس عمره بجزء منهم والجزء التاني اتبرعنا بيه باسمها هي وجوزها في حاجة تفضل صدقة جارية ليهم
هدير أردفت بحرج خوفا من ان تكون اجبرته ووافق من اجل إحراجها له
- عمي انا هتبرع بفلوسي وممكن حضرتك تتبرع بجزء وممكن لا حضرتك حر يعني انا مش ...
قاطعها حسني حينما فهم ما تفكر به
- انا مش هحتاج الفلوس في حاجه اختي أولي بصدقه جاريه العمر كله ليها
وصدقيني ده نابع مني مش عشان انتِ اقترحتي انا لو حاسس اني هحتاجهم مكنتش وافقتك
هدير بحزن حينما تذكرت هذا الموضوع
- هو بابا مفكرش يجي يعني
عمتي خلاص هتدخل علي الأربعين يا عمو للدرجاتي امي وعمتي مكنوش في غلاوه حماه ؟
- ابوكي من زمان كده يا بنتي
متقلبيش علي نفسك المواجع او تنكدي علينا كفايا اللي احنا فيه هو في همه واحنا في همنا
وانا كنت عايز اتكلم معاكي في حاجه تانيه
هدير أردفت باستغراب
- اتفضل يا عمي !
- لازم تعرفي ان عمري ما كرهتك لو حصلت مشكلة ومديت ايدي عليكي في يوم فده مش عشان بكرهك والله يا بنتي بس ساعتها ربنا يعلم انا حسيت ....
قاطعته هدير بنبرة واثقة وهي تحاول الا تعاتبه
- انا كنت السبب في ان الناس تقول عني كلام زي ده وحضرتك كان تصرفك اندفاعي
ثم اكملت هدير حديثها بصدق
- حضرتك موجود قدامي من زمان
فانتَ غالي عليا وبرضو كنت بتغيب تغيب وترجع وتشوفنا وعملت جزء من اللي اخوك مفكرش فيه حتي لو كان مجامله
حضرتك بالنسبالي اغلي من ابويا
كفايا انك حسيت اني شرفك وعرضك في عز أن ابويا مفكرش حتي بنته عايشه ازاي لوحدها زمان
فأنا اللي بشكرك
نزلت دموع هدير بسبب كلماتها التي كتمتها لسنوات لتؤثر في حسني لا يعلم متي أصبح عاطفي لهذه الدرجة
ولكنه يتذكر ان هاجر كانت توصيه علي هدير كثيرا في الايام الاخيره لها .
- كُنت عايز اكلمك في موضوع يا هدير .
- اتفضل يا عمي
حسني أردف بنبرة هادئة
- الموضوع مش وقته بس احب اعرف ردك
من كام يوم قاسم طلب الجواز منك مره تانية
ليستكمل حسني حديثه قائلا
- انا مش هسيبك تاني إلا لما اطمن عليكي سواء مع قاسم او مع غيره وفي النهاية برغم اللي حصل زمان كنتم صغيرين وطايشين
وانتِ اكتر حد عارفه قاسم وتقريبا طول عمرك قدامه انا صحيح علاقتي بيه مش تمام
بس هو شخص كويس ناجح في شغله وابوه وامه معروفين بطيبة أصلهم
