رواية احببت معقدة الفصل التاسع عشر 19 بقلم فاطمة سلطان

        


رواية احببت معقدة

الفصل التاسع عشر 19 

بقلم فاطمة سلطان




يالها من ايامٍ سعيدة 


هل أخذت حق الاقتراب منكِ ؟


أم مازال هناك سنوات ستضيع قبل أن استطيع الاستمتاع بقسمتي ونصيبي .. 


اجيبيني يا هديري ؟؟


متي احببتكِ يا مُعقدة ؟! متي سحرتيني وأسرتي قلبي ؟! 


اجيبيني يا هديري ؟؟ 


ما هو الشي المميز لكِ لأكون متيم بكِ ؟


متي تغير كل شي في لحظة وأحببتُ معقدة 


_______________


ليستكمل حسني حديثه قائلا 


-  انا مش هسيبك تاني إلا لما اطمن عليكي سواء مع قاسم او مع غيره وفي النهاية برغم اللي حصل  زمان كنتم صغيرين وطايشين


وانتِ اكتر حد عارفه قاسم وتقريبا طول عمرك قدامه انا صحيح علاقتي بيه مش تمام 


بس هو شخص كويس ناجح في شغله وابوه وامه معروفين بطيبة أصلهم 


هدير أردفت بخجل وتوتر في أنن واحد


- يعني عمتو مكملتش الأربعين 


حسني أردف قائلا بتفكير 


- يعني مش هتخطبوا بكرا وبعدين هو مش هيتقدم  دلوقتي 


لو انتِ مش حابة الموضوع عشان منعلقهوش 


نقوله كل شيء نصيب، لو موافقة نبقي نقوله لما تعدي فترة نعمل الخطوبة


- حضرتك شايف ايه يعني 


حسني أردف بمكر وهو يرفع حاجبيه قائلا


- مش بينزلي من زور بس 


بس مش انا اللي هتجوزه ...


___________


بعد مرور أيام 


في الصباح الباكر في عيادة الدكتورة فرح حينما أصرت علي تغيير ميعاد الجلسات حتي تأخذ اكبر عدد ممكن من الجلسات قبل ذهابها الي العمره وكانوا قد انتهوا  


فأردفت فرح بابتسامة هادئة 


- اشوفك علي خير بقا لما ارجع 


- هتوحشيني


فرح أردفت قائلة بابتسامة   


- وانتِ كمان وبرضو لو في اي حاجة حبيتي تتكلمي في اي حاجة ابعتيلي رسالة علي الفيس بوك 


هدير بادلتها الابتسامة ثم أردفت قائلة 


- ان شاء الله 


متنسيش تدعي لعمتو وتدعي ليا 


فرح بابتسامه و تشجيع لها  : هدعيلها ربنا يرحمها


أردفت هدير قائلة 


- انتِ معلقتيش علي موضوع قاسم 


فرح أردفت بنبرة هادئة 


- مش محتاجه رأيي، مفيش حد هيقدر يفكر في الأحسن ليكي حتي لو كانت انت 


لان قاسم شريك حياتك انتِ 


انا هقول ايه غير ان اتمنالك الخير معاه 


ثم تنهدت واستكملت حديثها قائلة


- كلنا مستورين وربنا بس اللي عارف احنا عملنا ايه، ربنا رحيم انك مريتي بكل ده وخصوصا موت عمتك ومنهارتيش قولي الحمدلله انتِ احسن من غيرك كتير ربنا بيحبك لانه سترك وفوقك بدري 


فاوعي تفضحي سرك قدام قاسم او تحسي بالذنب تجاهه لان كلنا بشر وبنغلط والذنب ده نحسه تجاة ربنا بس


ولان قاسم مكنش رابطك بيه شيء 


______________


نزلت هدير من عند فرح 


وأخذت تسير لوقت طويل فقط تشاهد الناس في الشارع وتسرح بخيالها 


فالجميع يظهر لها مهموم  علي ما يبدو ان الجميع لديه مشاكل وعُقد كثيرة 


وقفت عند كورنيش النيل 


بعد وقت من السير لا تعلم كم ثانية او دقيقة او  ساعة مرت حتي استقرت قدمها هنا


تفكر ما الذي يجب ان تفعله الفترة القادمة وتأمل ان تقبلها أحدي الشركات التي قدمت بها، حتي لا تجبر علي الجلوس في المنزل طوال الوقت 


فهي تشعر بخطواتها في المنزل وبصوتها، لم تذهب هاجر من بالها رغم 


جاء ذلك الشخص الذي اوقعته في شبكها وفي عُقدها 


سند قاسم بمعصميه مثلها علي السور لتنظر له بدهشة 


- قاسم !!!! 


نظر قاسم أمامه وانزل نظارته  الشمسية ووجه بصره الي النيل وأردف بنبرة متسائلة بعد دقائق من صدمتها بمجيئه 


- حلو النيل ؟ 


هدير بعفوية وكلا منهما ينظر في الفراغ 


- مش حلو او منظر يستاهل المشاهده زي بلاد برا  يمكن الميه مش حلوة وشكلها مش نضيف .. 


قاطعها قاسم وهو يخفي ما يريد قوله في كلمات معقدة اكثر من تلك الفتاة التي امتلكت قلبه


- بس يمكن رغم كل ده النظر فيه احسن من مليون مكان برا وكفايا انه قادر 


يخطف النظر رغم كل ده وقادر انه يكون مميز 


هدير أردفت بعفوية ومازال غبائها يلازمها 


- فعلا شيء غريب 


قاسم أردف بابتسامة هادئة 


- غريب جدا وانا اكتر حد يدرك المعني ده وفاهمه كويس 


هدير : لقتني ازاي 


قاسم بمرح  : يمكن براقبك 


هدير باستغراب  : وتراقبني ليه


قاسم مازال ينظر ويسلط بصره علي النيل 


- للاسف من زمان وانا مواريش غيرك اراقبه 


يمكن انا قاسم بس انتِ قسمتي  !!


هدير خجلت من كلماته، فأردفت قائلة باستغراب


- مش عارفه ارد اقول ايه غير  


انك غريب ونادر الوجود واحد غيرك كان زهق من الانتظار 


قاسم أردف بنبرة عاشقة او تخطت العشق لتلمس قبلها 


- نادر زي عُقدك 


ولانك سحر زي سحر النيل  


مفيش حد بيمل من حاجه بتاعته وعارف انها هترجعله حتي لو بعد سنين قولتي


وانتِ صغيره لما كسرتي صورتي  قولتي 


هدير قسمت قاسم !! بس الحقيقي ان هدير قسمة قاسم ..  


قاسم أردف قائلا بمرح وحاول ألا يحرجها فهناك الكثير من الوقت لفعل ذلك  فيكفي إحمرار وجنتيها 


- انا عايز اكل عموما و بقالي كتير راكن العربية 


وماشي وراكي تسمحيلي اعزمك علي الغداء ونضيفه علي حساب الفراولة


__________


بعد مرور عده ايام


تحديدا بعد منتصف الليل كانت هدير تجلس في غرفتها وتتحدث مع سارة التي اصبحت لا تاخذ حريتها في الحركة إطلاقا منذ ذلك الوقت الذي وجدها والدها مع وليد فيه وحتي انه شبه قيد حركتها تماما


هدير قررت ان تحدثها بصراحة بشأن تهورها في الحديث دائما مع وليد 


- انتِ اللي غلطانه يا سارة


ساره أردفت بانزعاج وحاولت ان تظهر انها ليست مقتنعة بأنها مخطئة 


- يا سلام انا اللي غلطانه ؟؟ عشان هو قريبك يعني 


- كل لما تشوفيه بتشتمي وتغلطي بسبب وبدون سبب لغايت ما اللي حصل حصل بقا مش هنندم علي حاجه مش هتتغير ان عمو احمد مضايق 


- ده حتي مش عايزني اروح عند ستي بيقولي عندها اللي بيراعيها عمتي وبنتها هناك


وانا عايزه اشوفك 


- بصراحة والدك عنده حق اساسا كفايا انه سابك تباتي عندي شهر بحاله وكتر خيره 


ساره أردفت باحراج خوفا من ان تكون هدير انزعجت 


- هدير انتِ عارفه ان بابا مش قصده انتِ 


وكان ممكن هيسبني اكتر من كده لولا


لتقاطعها هدير قائلة


- والله انا مش زعلانه ابدا ومقدره موقفه 


ساره حاولت ان تغير الموضوع 


- انتِ قاعده لوحدك 


- ايوه اساسا يارا يعتبر بتحضر شُنط سفرها عشان ابوها مضايق من قعادها لسه نازله من شوية 

.

- يعني انتِ لوحدك خالص ؟


- ايوه مشغله القرآن اهو وهقوم اعمل شويه حاجات كده بقالي كتير اوي منضفتش الشقة 


ساره أردفت بصدمة ومرح 


- الساعه داخله علي واحده تنضيف ايه ده صحاب العقول في راحه اقسم بالله، بعدين استاذ قاسم ليه مجاش يقعد معاكي بما ان قريبته مشغوله 


هدير : يقعد معايا فين انتِ مجنونة


ساره أردفت بمرح لا تتخلي عنه 


- احنا ممكن نخليكم تضربوا ورقتين عرفي وخلاص 


والراجل شاريكي اهو يونسك بمنتهي الأخلاق ومدام في الاخلاق وفي سبيل انك متقعديش لوحدك عادي دي فتوه دي 


هدير أردفت بخجل وابتسامة علي حديثها الذي يبدو سخيف احيانا ولكنه كفيل دائما ان يهون عليها 


- انا ساعات بحس ان في سلكة ضاربة


ساره أردفت بانفعال مصتنع في البداية لينتهي الامر بالمرح كالعادة 


- انتِ هتلبسيني مصيبة، انتِ دايما تفهمي البني ادم غلط


المفروض انه يجي يا بنتي ويونسك ويقول كلمتين كويسين او كلمتين مش كويسين وكلام قليل الادب عادي هي الحياة شويه فوق و شويه تحت


ثم استكملت حديثها بجدية 


- هروح احضر العشاء عشان ابويا زمانه في الطريق وهرجع اكلمك تاني متناميش ولو في اي حاجه اتصلي بيا 


هدير : ماشي مع السلامة 


لتُغلق هدير المكالمة مع سارة وكانت تجلس في غرفتها بجانب الشرفة والتي تفتحها بعد موت هاجر 


لعلها تشعر بالاصوات المزعجة والضجة التي توجد بالأسفل حتي لا تشعر بالهدوء وفي نفس الوقت صوت القرآن يطمئنها وجدت هاتفها يهتز نظراً للوضع التي تفعله ويعلن عن مكالمة فيديو من قاسم


فأجابت دون اي تفكير حتي لم تفكر ان تصحح وضعها بارتدائها هذا التيشيرت وشعرها مصفف بإهمال تماما وعيونها شاحبه كعادتها تلك الفترة 


أجابت هدير ليجيبها بابتسامته وهو يجلس في سيارته وعلي ما يبدو انه لم يعود الي المنزل حتي الان ..


قاسم أردف بصوت هادي ولكنه مُرهق ايضا 


- مساء الخير 


- مساء النور، فينك كده 


قاسم تحدث قائلا بمرح


- فينك كده ؟ 


مفيش ازيك يا بيبي، تتاخري عشر دقايق زي ما بسمع وتحسني شكلك وتسرحي وميكب 


لم ينتظر إجابتها بل استكمل حديثه قائلا


- مستني واحد هاخد منه شويه حاجات للمعمل وكنت بودي تحاليل برا عشان في جهاز باظ النهاردة وكان بيخرف في الأرقام والنتائج 


- طيب وهتعمل ايه


- هنشوف بكرا المهندس اللي هيجي


المشكلة يعني ايه وهيتصلح وله هنعمل ايه 


هدير تمتمت بهدوء 


- وصاحبك ده هيفضل سايبك في الشارع كتير 


قاسم أردف بمرح 


- للاسف محدش بيقدر


ايه اللي ممكن يحصل لشاب في الشارع في الوقت ده 


هدير ابتسمت ابتسامة بسيطة ثم بادلته مرحه قائلة  


- فعلا الناس بقت وحشه 


- توبه اني انتظر حد تاني كفايا انا مكتوب عليا الانتظار باين، قوليلي بقا عملتي ايه النهاردة 


هدير تحدثت بلا مبالاة 


- ابدا صحيت عادي 


يوم طبيعي ويارا كانت هنا ونزلت علي الساعه ١١ كده 


- عمك مجاش النهاردة 


- لا مجاش بنته تعبت شويه وتقريب حملها صعب هما عندها في المستشفي


- ربنا يشفيها ويقومها بالسلامة 


- يارب 


أردف قاسم بعد تنهيدة طويلة


- انتِ عامله ايه 


ليه مش بتنزلي تروحي تقعدي هناك مع ماما ويارا بدل ما يارا تجيللك وفي ننفس الوقت كلكم مع بعض لان ماما انتِ عارفه انها مش بتنزل كتير او شبه مش بتنزل اصلا 


هدير أردفت باحراج وتفسير 


- انا مش عايزه اضايق عمي او اعمل مشكله تاني حتي لو انتَ مش موجود وعم خليل مش موجود بس كده افضل يعني 


قاسم أردف بنبرة متفهمة فعلي ما يبدو انها مُحقة


- عندك حق 


انا مكنش قصدي حاجه بس انا مش عايزك تقعدي لوحدك خصوصا ان ساره مبقتش بتيجي 


ان شاء الله تشتغلي قريب انتِ وساره في مكان واحد عشان ترجعي تشوفيها وتغيري جو


هدير أردفت بعفوية كما تعودت معه طوال عمرها 


- يارب يا قاسم لاني بضايق من قعدتي في البيت مش بس زهق بتخيلها كتير اوي


قاسم أردف بهدوء وابتسامة مشجعة 


- كل ما تتخيليها اقريلها الفاتحة 


ومدام القرآن شغال متخافيش انتِ عشان بس لوحدك ومواركيش حاجه فبتسرحي شوية 


هدير أردفت بانزعاج من نفسها 


- آسفة اني علطول محسساك بالكئابة كده


- لو مش هستحملك وقت حزنك يبقي مستاهلش اني افرح معاكي


انا متأكد ان هدير يوم ما اكون مضايق هتكون اول حد يسمعني 


هدير : ربنا يخليك يا قاسم 


قاسم أردف بغرور مصتنع ومرح 


- يارب يخليني ليكي و للكل انا مهم للبشرية


- انا هقفل علشان صاحبي بيرن 


نامي بقا ومتسهريش واصحي بدري بكرا الجمعة اقري سوره الكهف، السهر ده ماثر علي شكلك حتي اهتمي بهالاتك السوداء 


هدير أردفت بمرح واستغراب من طريقته


- هالاتي السودا مره واحده ده انتَ اتجرأت


___________


في الصباح تحديدا بعدما انتهي حسني من صلاة الجمعة وكان يجلس في البيت بعدما ذهبت زوجته وابنته الي بيت ابنته الاخري ووليد ذهب الي صديقه فاتصل بعماد وكان يخبره بآخر التطورات ورغبة قاسم بطلب هدير 


- قاسم ابن خليل ؟


حسني : اه هو 


- انتَ مش كنت مبتحبوش ومش طايقه ايه اللي جد يعني 


و بعدين انا مش عارف بصراحة


حسني أردف بانفعال 


- طبيعي مش عارف حاجة زي ما كنت مش عارف تيجي تحضر عزاء اختك 


اختنا الوحيدة ماتت يا عماد وانتَ لسه مش مستوعب انا موت هاجر فوقني وعرفني حاجات كتيره اوي وشوفت حاجات كتيرة بنظره مختلفه وفهمت حاجات عمري ما فهمتها 


عماد لا شك انه شعر بالإهانة والخجل من حديث أخيه فأردف قائلا 


- جرا ايه يا حسني في ايه انتَ اتجننت وله ايه متصل عشان تهزقني وبعدين انتَ عارف كويس اني كنت بمر بازمه صعبه ومقدرتش اسيب كل المشاكل دي وانزل 


محدش كان هيرضي يسبني اسافر بالفلوس اللي كانت عليا


- ياتري لما اموت هيكون عندك ازمه برضو ؟!!


زي ما مراتك وبعدها بنتك مكُنتش بتيجي عشانها وبعديها اختك هتيجي عليا انا يعني 


- بعد الشر عليك 


انا مكنش قصدي مجيش بس ظروفي مكنتش تسمح ولو جيت هعمل ايه يعني في النهاية


قاطعه حسني بنبرة شرسة 


- فعلا بقا وجودك زي عدمه 


ثم استكمل حديثه قائلا 


- هتيجي عشان قاسم وله لا 


بعد شهر كده هيعملوا خطوبة علي الضيق ويلبسوا دبل والولد كويس واحنا عارفينه من زمان


عماد أردف بلا مبالاة وكأنه لم يسمع شيئا 


- مش عارف وقتها ظروفي هتسمح وله لا انا بعت ذهب مراتي كله 


والله عشان اسدد ديوني ولسه مخلصتش


من هنا لشهر يحلها ربنا 


حسني برد حازم عليه حتي يتصرف بناءاً علي ذلك 


- لو مش هتيجي قول بلاش نحور 


عشان منطلعش عيال مع الناس واكون من الأول كلامي واحد


بلاش اقولهم ابوها جاي وارجع اقولهم ابوها مش هيقدر يجي 


- انا غالبا مش هعرف اسافر وقتها بس اوعدك خلال الشهر ده هبعتلها مبلغ كويس حتي من قبل ما هو يتقدم 


وانتَ أدري بمصلحتها وعارف كل شي عنها


وبعد وقت من الحديث المستفز اغلق حسني 


فهو لم يعرف أن اخيه سيصل به الجحود الي هذا الحد 


______________

بعد مرور ثلاثة اشهر 


عملت هدير باحدي الشركات كمحاسبه وحتي انها قدمت لأخذ دبلومة لتكون محاسبه قانونية وارتدت دبله قاسم في اصبعها 


في بيتها دون اي احتفال ملحوظ فوعدها قاسم انه في يوم الزفاف وحينما تكون هاجر قد مر عليها فتره مناسبة سيكون زفافهم في المكان التي تريده وباختياره


حاولت ان تستحق حبه ووده واحترامه لها واعترافه بذنب انها كانت في حضنه لمرتين فهو يحاول ان يحسن من نفسه أيضا حسب قوله ..


أصبحت هدير ترتدي الحجاب وتحاول ان تعتاد علي شكلها به وترتديه في المنزل قبل ان تعلن هذه الخطوة لأحد 


وكانت اليوم عند فرح وكالعادة في نهاية الجلسة دار الحوار بينهما كالآتي 


- انتِ بتعالجيني وله بتحيريني يا فرح انا المفروض اعمل ايه دلوقتي انا مش هينفع اتحجج واقول لا خصوصا امه نفسها اتكلمت معايا عارفه انه براحتي وقراري بس .. 


قاطعتها فرح قائلة 


- تكتبوا الكتاب و تعملوا الفرح لما يعدي سنة علي وفاة عمتك


وانتِ شايفة مينفعش تقولي لا خصوصا ان قاسم عامل اللي عليه وبيجهز شقة عمو وفي نفس الوقت مش هتنكري انك نفسك في كده بسبب دافع حبك ليه 


- انتِ فاهمه اهو اومال محسساني انك من بنها ليه 


- بصي يا هدير خلينا نتكلم بصراحة بما ان ده واجبي كدكتورة اكتر من كوني صديقه لو ك صديقه هقولك اتجوزيه زي ساره بالظبط ومش هختلف عن رأيها 


لكن واجبي كدكتوره افهمك كام نقطة 


انتِ متعافيه تماما من كل مشاكلك، لو هفكر في إتجاه قاسم انا هديله الف حق وحق بس انا مش هقدر اقولك اقبلي في وقتنا ده 


لعلمك في ظروف شخص طبيعي معندوش اي مشاكل لو جه خد رأيي هقول سبع شهور كتب كتاب كتير اوي زيها كأنها فتره خطوبة طويلة 


احنا بشر و الانسان ساعات بيدي نفسه حقوق اكتر من اللازم، بحيث ان الشخص ده جوزي ومش حرام 


خصوصا ان  البنات زي ما بيقولوا جنس عاطفي او ناعم وبيضحك علينا وده مش بس بقوله عشانك انتِ وقاسم بس ده شيء علي مستوي البشر كلهم 


تنهدت واستكملت حديثها قائلة 


- زي ما اتبعتله اشعار بانك في مكان قريب منه بالغلط هيبتدي يدخل انتِ بتروحي فين وليه ومحدش يقدر يقول لواحد متعملش كده


هتقربوا المسافة شويه ما بينكم حتي مش بالمفهوم الغلط يعني ممكن يحصل مداعبات ما بينكم وده شي مش حرام مقدرش احرمه ولا احلله لاني مش شيخة 


لازم تكوني ١٠٠ % قابله صلة جديده بينك وبين قاسم وتفكري مع نفسك شوفي هدير حابه ومستعده لده في الوقت الحالي او لا 


هدير أردفت قائلة 


- انا بحب قاسم، هو المعني لكل حاجة حلوة في حياتي سواء مفيش غيره او في غيره ملايين 


انا مبحسش اني وحيده الا لما يغيب، كلامك صح انا هحاول اخلي عمي يقول حاجه ونأجل شهر وله حاجه 


________________


بعد مرور اسبوع تقريبا


في المساء فتحت هدير الحساب الخاص بها علي الفيس بوك لتجد كالعادة فمنشور من عبير 


المنشور :


انا عايزه اكلمكم عن الاستخارة 


يمكن تسعين في المية من المسلمين عارفين الاستخارة واللي بيعملها منهم قليل اوي 


الاسْتِخَارَةُ في اللُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . 


حكمها هل هي فرض وله سنه ؟ 


- أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ( الحديث ..


فإن العبد في هذه الدنيا تعرض له أمور يتحير منها، فيحتاج للجوء إلى خالق السموات والأرض وخالق الناس ، يسأله رافعاً يديه داعياً مستخيراً بالدعاء ، راجياً الصواب في الطلب ، فإنه أدعى للطمأنينة وراحة البال . فعندما يقدم على عمل ما كشراء سيارة ، أو يريد الزواج أو يعمل في وظيفة معينة أو يريد سفراً فإنه يستخير له .

يقول الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشارو المخلوقين ، وثبت في أمره 


وقد قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (سورة آل عمرا ن : 159) 


المشاورة :

الاستخارة مع الله ، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح ، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير دنيوي أو ديني ، والإنسان خلق ضعيفاً ، فقد تشكل عليه الأمور ، وقد يتردد فيها 


هام دعاء الاستخارة : 


- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)


كيفية صلاة الاستخارة ؟


الخطوات بالترتيب 


1- تتوضأ وضوءك للصلاة .


2- النية .. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها .


3- تصلي ركعتين .. والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .


4- وفي آخر الصلاة تسلم .


5- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء .


"" باقي الخطوات علي موقع هذكر اسمه في الخاتمة " 


● انتهت هدير من صلاتها لتنام دون ان ترهق حالها و ولانها شعرت بالراحة والسكينة


《فلاش باك لبدايه الفصل الاول 》


تحلم بانها تكتب في تلك الأجندة 


كثيرا منا لديه هُمُومٌ وَرُبما المقارنة بينك وبين الآخرين تكون بها نَفْعٌ اَوْ ضَرَرٌ فاذا حاولت المقارنة بينك وبين من هم في حاله أسوأ منك تأخذ العبرة والعظة وتعلم نعم الله عليك الذي اعطاها لك وذلك يكون الجانب النافع 


اما الجانب الضار هو مقارنه نفسك بمن هم في حاله أفضل منك، دعوني اكون صريحه أكثر لا استطيع قول شيء غير انك يجب ان تعلم انك أفضل من أي شخص سواء كنت تري من هم أقل منك أو اعلي منك فلا تقارن حتى وان كانت نافعه فانت لا تعلم ما بداخل كل نفس


توقفت هدير عن قراءة ما كتبته حينما سمعت صوت عمتها وهي تناديها لمساعدتها في ترتيب البيت 


كعادة كل يوم ولكنه لم يكن مثل اي يوم 


لتخرج وتجد عمتها تحمل صندوقين 


- ايه ده يا عمتو


هاجر : دول عشانك و عشان كتب كتابك النهارده 


انا هروح عشان ورايا حاجه مهمه وانتِ هتعرفي تظبطي البيت لوحدك صح ؟ 


هدير بهدوء : تمام 


لتمشي هاجر و تبدأ هدير في اكتشاف الهدايا 


 كانت احداهم حجاب طويل وكبير وكأنه مفرش فراش وليس حجاب ولكنها استطاعت ان تظبطه ليغطيها بأكملها والأخر 


مسكت بطاقة هويتها يكتب في ظهرها إسم قاسم كزوج


و لكنها بكت كثيرا حينما تأخرت عمتها


استيقظت هدير من نومها وهي تشعر بالارتياح والتعرق وكأنها كانت تبكي حقا 


وجدت أذان الفجر يقام في المسجد القريب منها تقوم فتحت شرفتها حتي تستطيع ان تشعر بنسمه هواء قليلا ووجدته يقف في شرفته وهو يجلس علي الكرسي وعلي فخذيه يضع الحاسوب الخاص به 


- هدير !! 


هدير أردفت بدون تردد و كأن هذه الرؤية بمثابة معجزة بالنسبة لتغير رأيها 


- قاسم انا موافقة 


                    الفصل العشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا




تعليقات



<>