أخر الاخبار

رواية حكاية زهرة الفصل الثالث عشر13 بقلم حكاوي مسائية


 رواية حكاية زهرة الفصل الثالث عشر13 بقلم حكاوي مسائية


يحفر الحزن اخدودا في القلب ويكمن فيه ،لكن إن استعملناه صار حافزا للقوة ،واصبح الألم دافعا للتحرر.
لا يزول الحزن ابدا ولكنه يصبح هادئا ،وأحيانا تعصف به ذكرى ليعود كالموج الهادر.
ايقظتها رنة الهاتف،اصبح نومها ثقيلا فللحمل حالاته،نظرت الى الشاشة انه غانم ،ماذا يريد هذا الصباح؟
-الو ،ماذا تريد ؟
-الأميرة النائمة!!!!لم تتصلي بي فاشتقت لابنتي حبيبتي.
-يبدو انك أخطأت في الرقم ،لست حبيبتك كارما 
-لم أخطئ وانت ابنتي شئت ام أبيت .
-لا تنس أن مكرك لا ينفع معي ،هات من الآخر.
-تعجبني فِطنتك،صفقة المنتجع السياحي ،اريدها.
-كأنك نسيت أنني زوجة رجل عاجز تولى أبوه الإدارة،وكما أنه لا يعرف عن الأعمال شيء فلا علم لي أيضا.
-ولكنك بالبيت معه ،والعامري يأخذ اوراقه المهمة معه.
-والمطلوب؟
-حتى لا يكون حولك شك ،ابعثي لي اوراق العروض المقدمة للمناقصة، وانا سأقدم أقل تكلفة ،يعني أفضل عرض ،لن يستطيع العامري رفضه.ولن يخطر بباله أنك ساعدتني.
-والثمن؟تعلم أنني لا أقدم شيء دون مقابل.
-لقد اعطيتك المجوهرات والأرض ،ماذا تريدين بعد؟ولا تقولي الشركة ،كل ما افعله من أجل الشركة ،حتى زواجك من الكسيح.
-الارض والمجوهرات هدية والدي العزيز بمناسبة زواجي ،ما المقابل لملفات المناقصة؟
-إذن سأرسل لزوجك التسجيلات وربما قتلته الصدمة ،المسكين سيعرف أنك قبلت به مقابل عرض مغري مني.
-افعل ما بدا لك.
اغلقت بوجهه ،ليأتها نداء آخر ،من الشاشة لتعلم أنها تأخرت عن المطعم.
بطريقها نحو الخارج مرت على المكتب 
-عمي ،لو سمحت ،انتظر عودتي مساء ،عندي خبر مهم. 
جلست إيزا على مائدة الإفطار قبل التوجه إلى المختبر ،ردت على الهاتف ليهتف بيتر
-إيزا ،صباح الخير عزيزتي .
-صباح الخير بيتر ،ماالذي جعلك تستيقظ باكرا اليوم ؟
-إيزا ،خطة لتوقع بغانم ،انت بطلتها. 
-وانا موافقة ،يعجبني اللعب ،اتسلى قليلا بين تركيزي في التجارب. 
-اسمعي ،هاتفي غانم ،مرة ومرة ،ثم كلميه عن أملاكك هناك ،حتما سيعرض عليك ان تعودي وتتزوجيه،اقبلي عرض الزواج شرط أن يصفي أعماله هناك ويأتي لإدارة ممتلكاتك من هنا ،ومباشرة مالك ،انت مسكينة وحيدة وقد سئمت وحدتك ووقعت قي غرامه ،هل بإمكانك..
-ماذا ،ادعاء الحب ؟لا تخف ،تعلمت على يد خبير.أم نسيت مافعل بي حسن .
-بالتوفيق إذن .
-انتظر! ماذا فعلت في أمر زهرة؟
-مازلت لم افكر فيه بعد ،ليس أمرا نسرع لنتفاداه،هو واقع نريد أن نعرف كيف وقع ،ويمكن أن ينتظر ،المهم الآن ان نوقف شر غانم،ونتقم لرشيدة وولديها.
-معك حق ،سأكلمه ليلا بعد أن اجهز له سيناريو مقبول.
الهاتف سهل التواصل ،بل القرب و التفاهم ،ما إن ودعت بيتر حتى هاتفت رشيدة 
-حبيبتي كيف انت؟
-بخير ،لولا وحدتي هنا ،تصوري يا إيزا ،احس أنني غريبة في بلدي  رغم زيارات زهرة ،اشتقت لسعد ،لو تنبأت بعودتي لدفنته هنا ،على الأقل أزوره وأكلمه.
-وهل تحتاجين جسدا بقبر لتكلمي ولدك؟كلميه رشيدة ،كلميه وادعي له ،أينما كنت سيسمعك ويصله دعاءك.
-اشتقت له ،اشتقت لضمته وهو يربت على ظهري كأنه يواسيني.
-لن اعلمك رشيدة وانت من تذكرينني  ،اقرأي له القرآن وادعي له لتبرد نار شوقك إليه،زوري مراكز للأطفال المصابين بالتوحد مثله ،قدمي لهم الدعم ،سترينه في كل طفل منهم ،
انسيتني سبب مكالمتي ،سيزورك محام كلفته ببيع البيت لزهرة 
-بيتك يا إيزا !لا تفعلي حبيبتي ،هو كل ما تملكين هنا .
-لا تقاطعيني رشيدة ،وكيف تقولين هذا ،يكفيني حبك انت وزهرة ،انتما أسرتي الوحيدة ،خذي الاوراق من المحامي حتى أعود واقدمها لزهرة . 
عادت مساء مرهقة ،ولكنها تنوي أن تكلم العامري بأمر غانم ،توجهت الى المكتب حيث وجدته وابنه يتكلمون بأمور الشركة 
-مساء الخير.
-مساء الخير 
-مساء الخير.
ابتسمت وتوجهت نحو الاريكة 
-أولا ،اسمحا لي بالجلوس ،فليس بالمطبخ كرسي،ثانيا ،كما قلت لك عمي ،اريد أن اكلمك 
-نعم ،ولهذا ننتظرك ،ونحن أيضا لنا خبرلك.
-ابدأ إذن .
واخبرتهما بمكالمة غانم .
نظر كل منهما الى الآخر .
-سعد كان يشك ،اما انت عمي فقد عرفت الآن سبب حماسه لزواجي من سعد رغم أنه كان يعتقد بعجزه.
-حسن إذا ،لابد انه سيرسل لي مكالماتك معه ،وانا سأحرص على أن أغضبه، سيكلمك اكثر قسوة ،وطمعا
،ونجهز لك الأوراق التي تسلمينها له.
-وماذا بشأن خبركما؟
عرض عليها تصوير اتفاق سارة وخالد ضدها ،أدهشها كما أخافها ما رأت 
-ماذا تظنه ينوي ؟
-عرفنا خطوته، أجاب العامري،وعلينا الآن أن نعلمك بما قررنا .
أخبرها بالاتفاق مع مساعدها يونس .
-لا يمكن ،لن أسمح أن يصيبك مكروه ،ولا أن تمس سمعة المطعم ،مهما كان السم ضئيلا ونجوت منه قد يؤثر على اعضاءك الحيوية واولها الكبد ،ومهما كان تفاهة الحادث ستؤثر على سمعة المطعم.
-وسمعتك.
-لا تهمني سمعتي كطاهية، انا أولا وأخيرا مهندسة مثلك سعد ،ولكن مدير المطعم ومالكه وثقا بي فكيف أخون ثقتهما!!!
-والعمل ؟إذا لم ينفذ يونس سيصبح في خطر ،وقد يجد خالد طريقة اخرى للتخلص منك.
جلست تفكر .
-سأخبر المدير بكل شيء ،و عن ولاء يونس للمطعم ،ونتفق معه .
-على ماذا؟
-يوقف يونس عن العمل حتى نجد حلا يبعد عنا خالد.ولما يذهب اليه يسأله لماذا لم ينفذ ،يقول انه كُشِف واكتفوا برفضه حتى لا تسوء سمعة المطعم .
-هذا أفضل من المجازفة بصحتك أبي.
-إذن ننفذ غدا .سأخبر المدير ويونس معا.
مر الليل عليهم كل يفكر في ما يشغله
غانم قرر أن يرسل التسجيلات لسعد ويخبره بأنها تزوجته تحت التهديد والأفضل لو يطلقها ،سبب قراره هو علمه هو وزوجته وكرما أن سعد لم يكن مقعدا ،وأصبح زواجه من كارما يخدم أهدافه أكثر طالما زهرة تمردت عليه.
-وكيف ستقنعه بكارما. 
-أدعي أنني تأكدت أن زهرة تستغله، والتسجيل الأخير يظهر أنها مستعدة لخيانته وسرقة اوراق المناقصة مقابل أملاك امها.
-ولكنه يورطك أيضا.
-ابدا،انا شككت في دوافع زهرة ،فأوهمتها انني اريد الصفقة لتعترف بأطماعها.
-ولما يطلقها ويطردها ،أظهر انا لأداوي جروح قلبه.
-برافو ،ومن سيقاوم جمال كارما ابنتي.
تباهت أمها.
وفعلا أرسل التسجيلات وأتبعها بخبر انه سيزوره صباحا بالمكتب.

استلقت زهرة على فراشها ،وضعت يدها على بطنها
(تكبر بأحشائي ومازلت أجهل من يكون أبوك،كلمتان تخبراني انه من هنا ،من بلدي ،سألها من انت بلغته العربية ،ولكنها اجابته بالإنجليزية، لكنتها مختلفة ،قد لا تكون بريطانية ،ولكنها ليست عربية ،فكيف ارادت عذريتي ،هل لأنه يرفض تجاربها السابقة ،ممكن ،فختم العذرية هو عنوان الشرف عندنا نحن العرب،ولعلها فقدته ولم تخرج من الطفولة بعد،احيانا أفكر ان اتخلص منك لعلني أنسى تلك الليلة ،فكلما رأيتك ذكرتني بها مهما طال بي العمر ،ولكنني أعود بحب لاتمسك بك ،سأذكر ذاك اليوم رغما عني ،فبه فقدت أخي وفقدت زهرة ،وانت لا ذنب لك ،فقط لو أعرف من كان !!!!).
بينما كان يجلس بشرفة غرفته ،يعيد أحداث يومه ،ويراها قوية ،لم يشلها الخوف من خالد ،ولا قبلت أن تورط آخرين في مشاكلها ،حملت على عاتقها الحل للمعضلتين، ستمثل على غانم،وتبعد خالد عن المطعم والعاملين به ،وقد تكون النتيجة ان ينتقم منها هي ،وقد يؤذيها. 
-يؤذيها!!!!
قام كالملدوغ يهاتف رضى ،حكى له ما كان وأمره أن يزيد حراسة ومراقبة زهرة .
في شقة سارة ،جلس خالد على اريكة يمسك كأسا بيده 
-اخبريني الحقيقة ،سبق ان قابلت زهرة ؟
-نعم ،كانت الشيف بمطعم ببريطانيا ،ولكنني ظننتها من هناك ،لغتها سليمة لا تشوبها لكنة، لون عينيها وبياض بشرتها، قوامها ،كلها أشياء توحي أنها اوروبية ،كما كانوا ينادونها زارا،وإذا بي أفاجأ بها تتزوج سعد ،لن اسمح لها أن تضيع كل مافعلت ،لو كانت أخرى قد اتريث او اقبل ان أكون زوجة ثانية الى ان أخرجها من حياته ،إنما هي لا ،لا.
-هذا اعرفه ،اريد السر الكبير،هيا حبيبتي نحن في مركب واحد ،والأفضل ألا تكون بيننا أسرار.
-لا شيء ،لا أسرار .
-هكذا إذن ،تصرفي وحدك ،انا خارج اللعبة .
وقف يهم بالخروج يأخذ سترته ويضعها هلى كتفه ويلوح باليد الأخرى .
-،أراك غدا بالشركة .
-انتظر ،كيف تتخلى عني .
-أنا لا ألعب لعبة أجهل اركانها وقواعدها ،إما أن أعرف كل شيء وإما لا أغامر حتى لا أخسر.
-اجلس ،سأحكي لك .
بعد أن حكت له عن الليلة التي اشترتها من عمر زهرة ،نظر أليها قبل أن يرفع صوته ضاحكا .
-هل خشيت على نفسك ،ورفضت ان تضحي بعذريتك ؟
-وما المضحك في ذلك ؟
-المضحك أنني أعلم أنك لست كذلك ،لست عذراء .
-كذب ،من قال لك ؟
-أنا ،أنا أقول لك ،أم نسيت أيامك مع زميلك بالكلية.الغريب ان سعد لا يذكرها .
-لأنه يجهلها ،لا يعرف بقصتي مع أيوب ،سعد عاش كالراهب بمعبدها ولأجلها ،لو عرف أنها هي من كانت معه تلك الليلة لن يفارقها ،لأنه يحبها ،اما لو ظن انها كانت مع غيره قبله فكل الحب سيتحول كرها ،لأنه لن يقبل أن تكون لغيره وقد عاش لها.
-خدعة ذكية منك ،يبقى أن نبعدها عنه حتى نجني تمارها.
-كيف ،ماذا تنوي أن تفعل ؟
-ولماذا تسألين ؟انت لك النتيجة ،وعليك الدفع ،ولابأس بعربون اتفاق .
ضمها إليه بشهوة ،ابعدته قائلة 
-يجب أن أعرف ،حتى لا افاجأ بخبر او سؤال او ربما تهمة!!!
زاد من ضمها 
-تعالي الى قاعة الاجتماعات(وغمز مشيرا الى غرفة النوم)نتفق ونمضي العقد .
ضحكت بغنج وتبعت شيطانه. 
رفض يونس أن يصرف الشيك ،وغادر المطعم بظرف به مكافأة صغيرة عن إخلاصه،بينما قضى خالد يومه ينتظر البشرى. 
جاء غانم صباحا ،ولعب دور الأب المخذول من ابنة مخادعة.بينما كان غضب سعد حقيقيا رغم اختلاف السبب عما يظنه غانم .
حرص أن يبقي الباب بينه وبين سارة مفتوحا ،قاصدا أن تسمع حوارهما .
-وما السبب الذي يجعلك اليوم تسمعني اتفاقها معك 
-الندم ،ظننتها طيبة ماتزال تحبك كما كانت وهي طفلة .
-وهل نبني زواجا على حب طفولة ؟
-ولماذا طلبتها إذن؟
-تنفيذا لرغبة أمي ،وتظاهرت بالعجز لترفضني.
-وقد رفضتك لولا رغبتها في استعادة ماتظنه حق أمها.
-أو ليس كذلك؟
-بعضه فقط،والباقي لي بحكم الشرع 
-ولكنني سمعت أن عمك حول كل شيء باسم طليقتك .
-تحايل على الشرع ،وتحايلت لأرد حقي ،هل تظنها كانت لتتخلى عن شيء بإرادتها !
-ذاك شأن لا يهمني ،أشكرك لأنك أظهرت لي حقيقة زهرة ،سأرد لك جميلك .
بمجرد أن فهمت سبب الزيارة هاتفت خالد
-اسمعني،اب زهرة عند سعد ،أظنه غاضب منها ويزرع الفتنة بينهما الآن ،استغله إن استطعت. 
بعد خروج غانم من مكتبه، فتح الحاسوب عدد من الصور تتقاسم الشاشة أمامه، ركز على سير غانم، رأى خالد يخرج من مكتبه ويتظاهر بصدفة اللقاء، فكبس زر الصوت وتتبعهما إلى مكتب خالد.
-صدفة سعيدة سيد غانم
-وانا أسعد خالد رغم أنك لا تسأل عني .
-لا تلمني على كثرة مشاغلي، المهم أننا التقينا اليوم ،كيف يمكن أن اخدمك .
-لا شيء ،جئت أبارك لصهري شفاءه ،وقد اتفق معه على صفقة مجمع الفيلات السياحي.
-يمكنني أن أخدمك ،وتكون لي عندك خدمة .
-وكيف ذلك ؟
-أجعلك تأخذ الصفقة ،وإن احتجتها منك خدمة رددتها لي.
-قد لا أحتاجك .
-بلى ستحتاجني (غمزله)على الأقل للتأكد، ثم لا تنس أنني مدير العلاقات العامة،وأحضر اجتماع فتح اظرفة العروض ،والمناقشة ثم التعاقد.
-وهو كذلك ،انتظر منك خبرا.
تصافحا ،وخرج غانم ،ليهاتف خالد سارة يخبرها عن الاتفاق. 
عمل على تجهيز عروض زائفة لتقدمها له زهرة ،وقرر أن تطلب الفيلا في المقابل.وترك منها نسخة على المكتب ،متأكدا أن سارة ستأخذ صورة عنها.

حل المساء ،وعادت زهرة الى الفيلا ،رغم تعبها ،لابد أن تجري مكالمة قبل أن تطلب الراحة 
-كيف ترسل التسجيلات لسعد 
-ألم تقولي أنك لا تهتمين بتهديد،ي 
-ظننته مجرد تهد،يد وانك لن تؤذ،ي ابنتك .
-وها قد خالفت توقعاتك ،فماذا انت فاعلة .
-سأكون بمثل خبثك، لن أطلق من سعد مهما فعلت ،و سأقف ضدك مهما كان الثمن.
-كوني معي تربحين .
-ماذا اربح في خيان،ة ثقة زوجي .
-من قال أنك ستخونينه،لن يؤذيه ان آخذ الصفقة ،كرهك لي يصور لك أنني قد اضر به.
-انت مصر إذن.
-عملي مع شركة العامري سيعيد ثقة باقي الشركات ،سأعود إلى القمة كما كنت .
-كما كنت قبل ان يعرفوا أنك خائن غدر بزوجته وابنته.
-هو حقي ،الشركة من حقي ،شرعا ،وجدك من غير شرع الله .
-إذن اترك لك الشركة ،وآخذ الفيلا .
-أية فيلا ؟
-فيلا جدي ،اريدها مقابل الصفقة ،وإلا ابحث لك عن حل بعيدا عني.لا ترد الآن خذ وقتك لتفكر،
لا تستهن بي،رغم أن سعد يقول انه تزوجني تنفيذا  لوعد امه ،تعلم أنني حب طفولته.
-كما قال زوجك ،متى يبنى زواج على حب طفولة،هههه
-ولكنه يدوم بخبث امرأة ،انا لست كأمي ،انا مثلك،اتقن دور العاشقة اليتيمة،وإلا ،لم تظن أنني اعمل بعيدا عن الشركة ؟
-لا افهم!
-ههههه،حكم السن والدي العزيز ،(غيرت صوتها كأنها تحدث حبيبها )انا لا أريد مالك،انا مكتفية  بحبك ،ثم اغيب في عملي ،وأتدلل واتمنع،وأتظاهر بالتعب ،وقد احمل ابنه ،وثم شيئا فشيئا اصبح صاحبة الشركة ،أو على الأقل مديرتها.
-بشهادة في الطبخ.
-بل بامتياز في الهندسة المعمارية ومن أكبر جامعات أوروبا.أعلم انك لا تصدق ،تظنني غبية كحبيبتك كارما ،اسأل للتأكد، باااااي.
وضعت الهاتف ونظرت إليهما،
كانا ينظران إليها بدهشة ،بصدمة ،أين زهرة ؟ومن هذه؟ 
-اعتذر منكم ،سأدخل لأستريح .
اخذت حمامها الدافئ ، حاولت النوم ولكنه استعصى عليها ،فخرجت الى الحديقة حيت تمددت على كرسي طويلchaise langue
تنظر لى البدر وتلهي فكرها بعد النجوم .
-1-2-3-4-5-...
اعلم ان منكم نجوم قد انطفأت منذ زمن ،ولكن نورها مايزال وسيبقى تماما كأيام رحلت ،وتبقى ذكراها تؤلم .وانت ،بدر تغنى بنورك الشعراء، وانت لا نور لك ،ضوء سرقته من الشمس تسحر به عيون الهائمين ،تماما كبعض البشر ،يسرقون أنوار ليست لهم ليشعوا بها و يشتهروا.
ضحكت 
-مالي وللقمر والنجوم ،فكري زهرة في نفسك ومشاكلك ،تذكري أنك مهندسة ودعي الفلسلفة فما تفوقت بها ابدا .
اغمضت عينيها على شفتيها ابتسامة ساخرة،متى يبنى زواج على حب الطفولة؟ هه ،حتى حب الطفولة ضاع،لم يبق منه إلى ذكرى تحيي حزنا مدفونا بالقلب وتعصر دمعة من الفؤاد،أوّاه يا قلب !كيف ماتزال خافقا وقد أثقلتك الهموم؟كيف تحيى ولا تعيش!كيف ستستمر وبين حناياك خنجر مسموم!. 
ضياء القمر يتهادى على سور الشرفة وعشب الحديقة ،كأنه خمار من حرير فضي انزلق من على كتف حسناء .
كان يقف شاردا، سمع ضحكتها فوجه بصره نحوها ،رآها تغمض عينيها باسمة ،زهرته وحلم طفولته وشبابه، كيف نسيت حبه ،بل كيف نسيته وعاشت من دونه،كيف نسيته وكيف سمت اخاها باسمه،كيف تخطط بكل قسوةامامه،ترسم خريطة من الممكن أن تسير عليها وتخدعه،ولكنها ألقت بكل أوراقها أمامه،هل تستعد لتهاجر بعد أن تنتقم لأيامها المغتصب،ة،يجب أن يكلم رشيدة ،يجب أن يعرف منها كل شيء .
دخل ينوي النوم فتذكر انها على كرسي بالحديقة ،فنزل إليها ،كانت قد استسلمت للتعب والنوم ،ناداها فلم تستجب ،فحملها بين يديه وأدخلها فراشها، دثرها ونظر إليها طويلا قبل أن ينحني يقبل جبينها
-تصبحين على خير زهرتي. 

جلس غانم بمكتبه يكلم إيزا ،يحلم بثروة يظنها من حقه طالما تملكها امرأة وحيدة،تحتاج من يحبها ويهتم بها .
-إيزا حبيبتي ،كيف حالك ،اشتقت لك.
-وأنا اشتقت لك ،ليتك معي هنا .
-لم لا تعودين إلى بلدكك نتزوج وتنشئين مختبرا هنا.
-نتزوج؟
-نعم ،نتزوج انا وانت.
-وزوجتك ؟
-زوجتي ،هه،زوجتي لا تحب إلا مالي،أريد امرأة تحبني أنا، فقيرا كنت ام غنيا .
-كانت رشيدة بين يديك...
-رشيدة لم تحبني ،احبت ابن عمها الذي ملأ مكان أبيها.
-لم أحسبها هكذا .ولكنني لا أحب أن تشاركني أخرى في رجل أحبه.
-ألا يكفيك أن قلبي لك وحدك؟
-(ايها المتصابي الخب،يث)بل أريدك كلك ،قلبك وعقلك ووقتك لي وحدي ،فكر غانم قلبي ،فكر ،الى اللقاء.
وضعت الهاتف تنظر له مشمئزة ،قوست فمها واخرجت لسانها -اععععع.
ضحكت وعادت الى التركيز بعملها.
اتصل يونس بخالد
-هاه بشرني .
-بماذا وقد ضيعتني!
-ما الذي حدث ؟إياك أن تذكر اسمي .
-اطمئن ،لم نصل الى التحقيق ،المطبخ كان ملغما بالكاميرات ،وقد كشفني المدير وطردني ،وطبعا لن أحلم بالعمل مرة أخرى،يجب أن أبحث عن مصدر عيش آخر.
-إياك أن تصرف الشيك وإلا قتلتك .
-عوضني إذن.
-سأفعل ،فقط انتظر زيارتي.
ترك الهاتف وضرب على المكتب بيده ،يجب أن يتخلص منها،يجب أن يستغل سارة ليصبح رئيس الشركة .
أخذ متعلقاته وخرج مسرعا.
هاتف غانم زهرة 
-فكرت يا زهرة ،سأبيعك نصف الفيلا .
-لا تهمني ،ثم لقد رأيت ملف الصفقة ستربح منها ما يعادل ثمن فيلا جدي مضاعفا عدة مرات ،أما إذا اشتغلت بطريقتك ،فحتما ستجني اكثر من صاحب المشروع أساسا.
-قد أجد من يساعدني غيرك .
-لا أظن ،فكل الأوراق المهمة تبيت هنا بمكتب الفيلا .
-ماذا تريدين ؟
-الفيلا تعود لصاحبتها ،أمي ،ابنة عمك.
-فليكن ،غدا نلتقي .
-لا ،خذ أمي ووثق معها بيع الفيلا ،بعد ذلك تعال الي بالمطعم لتأخذ مستحقاتك .
وكيف أضمن أنك لن تخونيني؟
-بل اطمئن ،لأنني لو أحسست بغدرك اعترف لسعد ،فيلغي كل شيء انت تعرفني ،ليس لي ما أخسره ،عكسك تماما.نفذ اتفاقنا،وتأكد أنني سأعطيك الأوراق التي سيحضر إلى البيت.أقسم لك .
-هههه ،تقسمين على خيا،نة .
-ألم تقل أنك لن تضر زوجي ،فأين الخيا،نة؟
-نعم ،نعم ،اتفقنا إذن. 
خرجت تعلم سعد واباه عن اتفاقها مع غانم ،مد سعد يده بملف المناقصة .
-ليس قبل أن تخبرك أمك أنها تملكت الفيلا .
-اطمئن .المهم ألا تصله الأوراق الأخرى قبل هذه .
-لا،راقبت خالد ،لم يلتق بسارة بعد ،أمر اتفاقه مع يونس يشغله الآن.
هاتفت أمها لتشرح لها ما يجب أن تفعله ،كما هاتفت إيزا لتخبرها أن تلين معه أكثر حتى يطمع أكثر فيفرط بما في يده.
كيف يقسو قلب صبية على والدها هكذا ،ويصبح الانت،قام طريقها الذي تمشي فيه ،حتى نسيت نفسها ،قلبها وحبها ،أغفلت شبابها وحياتها ،وأصبح هدفها أن تذيقه من كأس الحرمان الذي عاشت ترتشف علقمه سنوات،أن يعرف الخذلا،ن كما عرفته طفلة، يحس برده بين الأضلع كما أحسته سنوات عمرها.
جرت الأمور كما خططت لها ،هاتفته إيزا تظهر لينا ورغبة دون شروط ،وثق الفيلا بيعا لرشيدة التي أخبرتها تؤكد سير الأمر كما تريد ،وبعد نصف ساعة جاءها نادل يخبرها أن أباها يريد رؤيتها .
خرجت إليه تحمل الملف ،وضعته أمامه على الطاولة .
-كما جاء به ،جميع العروض المقدمة من الشركات المنافسة لك ،يبقى أن تقدم عرضك قبل يومين هذا ما سمعته.
وداعا .
عادت الى مطبخها ،سعيدة بهذا الانتصار .
خالد تغيب عن مكتبه بالشركة ،تهاتفه ولا يرد ،تكاد تجن ،يجب أن يأخذ منها عروض المناقصة ليقدمها الى غانم ،غانم الذي أظهر كرهه لزهرة ،يجب أن يصبح حليفها لتبعدها عن سعد .
خالد كان يتفق على طريقة أخرى لإبعاد زهرة عن طريقه نحو كرسي رئيس الشركة او مديرها العام



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close