رواية احببت معقدة الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمة سلطان

      


رواية احببت معقدة

الفصل السابع عشر 17 

بقلم فاطمة سلطان



لَقَد قالتها يَوْمًا تِلْك المُعقدة 


لَمْ تَكُنْ عَالَمَي الصَّغِير فَحَسْبُ بَلْ كُنت أَيْضًا الأُكْسِجِين وَالْمِيَاه 


وانتَ ذَلِكَ النُّورِ الّذِي يَشُقُّ الظَّلَّامِ فِي عَالَمَي الْكَبِير 


قَلْبِي كَانَ دَائِمًا يريدك انتَ ، قَدْرِي أنتَ 


ولطالما كُنْت انتَ ذَلِك الوَطَن الَّذِي أَلْجَأَ إلَيْهِ عِنْدَ ضَعْفِي وكُنت الحِضْن الَّذِي يحتويني فِي وَقْتِ مِحنتي 


كُن وَطَنِي وكُن رَفِيقِي فِي عَالَمَي الْكَبِير 

________________


في شقة خليل 


بعد ثلاث ساعات تقريبا


كان قاسم يشعر بالضجر من جلوسه في المنزل لطالما كان طوال عمره لا يحب الجلوس في المنزل كانت والدته تشاهد التلفاز بينما يارا تعبث في هاتفها ولكن قطعت ذلك الصمت حينما أردفت قائلة 


- طنط امينه 


انتبهت أمينه، فأردفت قائلة 


- ايه يا حبيبتي 


يارا أردفت باقتراح غريب أثار دهشتهم 


- هو انا ممكن اطلب من هدير انها تخرج معايا 


قاسم أردف قائلا بذهول 


- هدير ؟؟؟


يارا أردفت بتأكيد


- انا مليت ومعرفش حد هنا اطلب منه كده 


I guess she will agree


امينه أردفت برفض تام 


- انتِ عايزه تنزلي امته وانا اجي معاكي 


يارا أردفت قائلة بنبرة هادئة


- الفترة دي مش هتقدري تسيبي قاسم، وفي حاجات عايزه اجبها من اي مكان و كده 


بس انا اول مره مش هعرف اعمل كده لوحدي فلو حتي في حد غير هدير فأنا موافقه لاني مش عايزه اتعبك انتِ وعمو 


قاسم أردف قائلا بخبث شديد 


- خلاص يا ماما هدير مش هتقول لا


ثم وجه حديثه ليارا قائلا 


- انا هكلمها علي يوم الخميس كده تاخدك يوم الجمعة او حتي اكلم ساره صاحبتها


وهما الاتنين اجازتهم يوم الجمعة 


يارا أردفت بامتنان 


- thank you so much 


عن اذنكم بقا عشان هنزل 


نزلت يارا وتركتهم، لتنظر له أمينه بشك مما يفعله فلما يجمع هدير ويارا، رُبما يارا تصرفت بعفوية ولكنه يعلم ان هدير لا تريدها علي الأقل 


امينه أردفت قائلة بسخرية 


- هو حد يحط البنزين جنب النار 


متخيل ان هدير هتوافق يعني دي كانت تاكلها يا ابني 


تحدث قاسم بنبره مرحة و لكنها مليئه بالتحدي فهو يتحدي تلك المعقدة فإن كانت حبل ومُعقد 


فلديه الكثير من الصبر والعزيمة لفكه فلم يكذب حلمه وستكن له مهما مرت سنوات


هدير كُتبت ان تكون قدر قاسم وقسمته


- تنطق !!


________________


في مساء يوم الخميس 


في شقة هاجر 


صدع صوت هاتف هدير ليعلن عن اتصال من قاسم 


كانت هدير تصفف شعرها بعد انتهاءها لتوها من استحمامها، لترد علي الهاتف بسرعة حينما رأت اسمه يضىء شاشة هاتفها، أردفت بلهفة استطاع أن يشعر بها 


- الو 


قاسم أردف بنبرة هادئة فكان يشتاق لسماع صوتها 


- ايوه ازيك يا هدير 


هدير أردفت بقلق فهي ان كان باستطاعتها ان تصعد يوميا له لكانت فعلتها


- انا الحمدلله المهم انتَ عامل ايه دلوقتي ؟ 


قاسم أردف بلا مبالاة 


- الحمدلله بخير 


- رجلك عامله ايه دلوقتي ؟ 


ذم شفتيه بضيق ثم أردف قائلا 


- اهو الوضع يبقي كما هو عليه لغايت دلوقتي


لغايت لما اروح للدكتور ويقولي هفك الجبس وله لا 


- ان شاء الله خير 


قاسم أردف بمكر شديد وهو قادر علي ان يصل لها تلك النبرة التي تستطيع ان تفهم انها ايحاء لشيء أخر 


- كنت عايز اكلمك في حاجه واتمني انك متكسفنيش


استغربت هدير واحتارت فيما يريد قوله هل سيسألها مره اخري عن رأيها وسيكرر طلبه ؟ 


علي الهاتف ؟ 


لا تعلم كيف دق قلبها في تلك اللحظة وذلك الشعور الذي دب في اوصالها 


فأردف قاسم قائلا بخبث وكأنه يعلم ان صمتها دليل علي الافكار التي دارت في رأسها 


- روحتي فين ؟ هديرر 


هدير أردفت بتوتر


- معاك يا قاسم، اتفضل قول ؟ 


قاسم أردف بمكر شديد 


- انا كنت متردد اقولك ازاي، لاني مش ضامن رد فعلك بصراحه 


قاسم لعب لعباً شديدا علي قلبها ونبضاته وكأنه قاصد ان يزعجها قليلا 


لعلها تنطق ذات يوم فهو ليس بغبي او عديم المشاعر حتي لا يفهم او يجهل انها أصبحت تريده ولكنها متردده ولا يحب ذلك الشك الذي بداخله ايضا


- سمعاك 


قاسم أردف بلا مبالاة وبراءة من تلك الأحاسيس التي جعلها تشعر به وكأنه لم يوحي بشيء 


- بصراحة يارا عايزه تروح مول قريب من هنا واقرب مول يُعتبر من هنا "" ......."" 


فعايزك تروحي معاها لو فاضية بكرا


هدير تلقت الصدمة وأستطاع ان يحتال عليها وفاقت اخيرا، فأردف بذهول مما قاله هذا الأحمق 


- بقا انتَ مكلمني عشان تقولي اخد يارا المول ؟ 


قاسم أردف بخبث وتأكيد لما قاله 


- اه في حاجة ؟ 


هدير كانت تريد قتله حقا لو كانت تستطيع


وكأنه حطم آمال قلبها ولكن اراح عقلها من أخذ القرار الآن 


- اشمعنا انا يعني شايفني بحبها يعني انا معرفهاش اصلا 


قاسم أردف بهدوء ومازال يحتفظ بنبرته الماكرة 


- انتِ اقرب بنت لينا ودي اول مره اطلب منك حاجة


المفروض تعملي كدا عشاني لو كنت كويس كنت انا خلصت الموضوع ده بدل الحوجة 


هدير حاولت ان تسيطر علي غضبها قدر المستطاع وأردفت قائلة بغيظ 


- معلش شوف حد غيري مش رايحة حته 


كانت هدير تظن انه سوف يقنعها او يطلب منها مرة أخري، ليحطم آمالها حينما أردف قائلا وكأنه لا يبالي بها


- خلاص ماشي انا هكلم ليلي او ساره هي عندي علي الفيس بوك واعتقد ان الاتنين اي واحده تقدر تساعدني اسف اني اتصلت بيكي متاخر كمان 


[ ليلي فتاة تسحب عينات في المعمل، طالبة في كلية العلوم ] 


هدير أردفت بغيرة ونبرة حانقة 


- ما شاء الله عندك بدل الواحده عشرة عشان تقدملك معروف، بقا انتَ عايز تكلم صاحبتي عشان تروح معاها في عز ان انا موافقتش ؟؟؟؟


وتطلع مين ليلي دي ان شاء الله 


- بنت شغالة في المعمل 


ومش هتتاخر واعتقد سارة صاحبتك بس انا برضو اعرفها ولما اعوزها في خدمة مش هتتاخر اكيد 


هدير أردفت بغضب شديد ومنفلت 


- قاسم متعصبنيش بقا استغفر الله العظيم 


قاسم أردف ببراءة 


- ده انتِ غريبة 


خلاص اعتبريني مقولتش حاجه سلام 


- استني متقفلش


قاسم أردف بمكر 


- ليه عايزه حاجة 


هدير بسخرية وحاولت أن تزن الأمور بعقلها فأردفت قائلة 


-  لا ما انتَ متتصلش بمزاجك وتقفل بمزاجك هو انا تحت امرك، خلاص انا هروح معاها 


- غيرتي رايك ليه ؟؟ 


هدير أجابت علي مضض ولكن لسانها اصبح يفضحها 


- عشان متكلمش ليلي ولا سارة وتزعجهم مش انا اللي المفروض جارتك وتعرفني من سنين 


ثم استكملت حديثها بنبرة خافته أخيرا، وصلت لها 


- انا هروح معاها ولو هعمل كده فانا هعمله علشانك لان يارا قريبتك 


- طب بالنسبه لقريب يارا نفسه ايه وضعه 


- طول عمره غالي ومش محتاج اقوله انه كل حاجة 


سلام 


لتغلق هدير قبل ان تسمع اي شي منه أو حتي رد علي عفويتها ..


_________ 


في صباح اليوم التالي 


استيقظت هدير من نومها وقضت فرضها ثم تناولت فطورها بعد ان أخبرت عمتها بطلب قاسم وانها علي وشك الخروج 


كانت ترتدي ملابسها وتستعد 


ارسلت رساله قصيرة ومُختصرة الي قاسم تخبرة 

أن تهبط يارا بعد ربع ساعة 


وبالفعل ذهبت هدير مع يارا 


علي لسان هدير :


ورجعت انا ويارا حسيت انها شخص كويس


وكانت شبهي في وحدتها اللي كانت في الغربة فعائلات كتير تفتقد بداخلها الاجواء العائلية


___________


بعد مرور شهر 


انتهت هدير من عملها مبكر

فذهبت الي فرح لاستغلال اليوم ولكن هاتفها كان مغلق 

وبعد انتهاءها من جلستها كانت تعود الي بيتها لينتظرها صفعه من صفعات الزمن 


دخلت الشارع


لكن مهلا ذلك الموقف كان منذ سنوات !! 


نفس نظره الناس الغربية 


نفس عبوس ملامحهم وكأنها حزينة ليست ملامح متذمره او غاضبه او مُحتقرة مثل المرة الماضية 


مرت من أمام صيدلية كريم لينادي عليها بلهفة وسرعة حينما كان يقف امام الصيدلية


- هدير ! 


توقفت هدير باستغراب فهي منذ متي بينها و بين كريم حديث وخصوصا بعد ما حدث هنا ورؤيته لها مع قاسم بذلك الوضع 


فمنذ ذلك الحين تتجنب حتي شراء شي من هنا أي شيء وتشتري من اماكن اخري وحاولت ان تتحدث بنبرة هادئة 


- كريم عامل ايه انتَ و منال ؟ 


كريم أردف بتوتر وكلمات متقطعة فهو يعجز ان يخبرها ما حدث 


- انا كويس 


انتِ محدش كلمك ؟؟


هدير أردفت باستغراب 


- مش فاهمه، ما تتكلم يا كريم بوضوح وتقول في ايه 


ليقطع حديثهما صوت فرملة


سيارة قاسمة، لتشهق هدير من المفاجأة


تلك السيارة التي قد اشتراها حديثاً


ليهبط قاسم من السيارة بأعين غاضبه بسبب الأفكار التي دارت في رأسه بسببها 


- انتِ تليفونك مقفول ليه .. كنتِ فين 


هدير شعرت بالانزعاج من نبرته الغاضبه ولا تفهم لما وفي نفس الوقت امام كريم وفي الشارع 


- انتَ ازاي تزعق ليا كده، ايه اللي حصل اصلا لكل ده 


قاسم أردف بنبرة منفعلة


- تليفونك مقفول من الصبح ليه والمكتب بتاعك مقفول ليه من قبل ميعاده 


انتِ كنتِ فين 


كريم تنحنح قائلا ليهديء من انفعال صديقه ويجعله يركز في الحدث الأساسي وتبادلوا النظرات فيما بينهم مما كان يجعل هدير تستغرب منهما، فأردف كريم قائلا 


- اهدا شويه يا قاسم !!


قاسم تذكر ذلك الخبر الذي أتي من كريم بحضور سيارة إسعاف وأخذت هاجر منذ ثلاثة ساعات تقريبا وهو تارك معمله 

و ذهب الي مكتب هدير بعد محاولاته العديدة ليصل لها 


وحينما تحدث مع ساره اخبرته بانها لم تذهب الي العمل اليوم حينما ذهب الي المكتب علم انهم أغلقوا مبكرا لظرف طارئ 


كان علي وشك الإصابة بالجنون 


فأتي مره اخري لعله يجدها في المنزل او يفعل اي شي فكان ذاهب الي الجراش الذي يركن به سيارته في نهاية شارعهم ولكنه وجدها تقف مع كريم ليكاد يصدمهم وتوقف فجأة ...


هدير أردفت بانزعاج ونفاذ صبر 


- شكلكم غريب ومش طبيعي ولو مفيش حاجة مهمة فمعلش عن اذنكم ا


قاسم حاول ان يخفض من نبرته وان يقلل من انفعاله 


- لا استني تروحي فين


ممكن تيجي معايا 


هدير باستغراب شديد وشك وهي تحاول ان تقرأ اي شي من ملامحه او تقرأ اي شي مرسوم علي ملامح كريم فهو يأخذ وضعيه وكأنه فاقد النطق 


- اجي معاك فين ؟؟ انا طالعة علشان عمته زمانها قلقت


كانت ستذهب ولكن اوقفها قاسم للمرة الثانية بنبرته الحنونه ولكن لا فائدة من المماطلة


وبالنهاية الخبر ليس سيء لهذه الدرجة فالاسوء لم يأتي بعد 


- هدير دقيقه بجد 


رن هاتف قاسم ليعلن عن اتصال من والده امسك هاتفه وكأن الخبر قوله صعب ليصبح اصعب الان 


وكان يتحدث والده الذي ذهب مع زوجته الي المستشفي كالعديد من الجيران وأخبرة ان هاجر انتقلت الي رحمه الله اثر سكته قلبية مفاجأة.


انصدم قاسم وكأنه فقد النطق فهو كان يخشي اخبارها بأن هاجر مريضه وفي المستشفى 


ماذا يفعل الآن فعلي ما يبدو انه يواجه احد لحظات حياته الصعبة مع المُعقدة فمتي ستأتي تلك الأيام التي يعيش معها لحظات من السعادة والحب


فهم كريم من وجه قاسم أن هناك شي ما 


هدير أردفت باستغراب، فقاسم و كريم ليست اشخاص تتحدث في هراء او يعطلوها بلا جدوى 


- في ايه يا قاسم بتكلم مين تنحت كده ليه 


كريم حاول ان ينقذ الموقف وتحدث باي شي خطر علي هقله في تلك اللحظة 


- هدير ممكن تيجي تدخلي معايا الصيدلية انا كنت عايز من بدري اسالك حبه اساله عشان ابن خالتي الضرايب هرياه 


هدير أردفت باستغراب واستنكار 


- انا اللي هفيدك ده انا لسه مخلصه تدريب من فتره قليله 


كريم أردف قائلا 


- تعالي بس


ليشير لها وتدخل مُجبرة علي التخلص من هرائهم وسخافتهم الغريبة


دخلت وهي ترمق قاسم بنظرة غير مستوعبة لحالته ولم تستطع فعل شي


ولكنها بالتأكيد انها ليست مطمئنه إطلاقا 


دخل كريم معها وتحدث معها بكلمات غير مُرتبة

وكانت هدير مستغربة ولا تفهم اي شي ربما كريم لا تستطيع التحدث معه بحرية او حتي فهمه ولا تستطيع احراجه خصوصا في وضع قاسم الغير مفهوم 


دخل قاسم بعد دقائق ويأخذه كريم من يديه ويخبر هدير بان تغلق باب الصيدلية حتي لا ياتي احد لمده دقائق يصعد هو وقاسم الي البيت من الباب الداخلي للصيدلية متحججاً بانه سيأتي بعلب دواء وليساعده قاسم في حملها 


وجدت شاحن في الصيدلية بالتاكيد تبع كريم فأخذته وما هيا الا دقيقتين ليفتح ويتصل بها وليد علي الفور حينما جاءته رساله بأن هاتفها مُتاح 


لتجيب هدير ليطمئن وليد انها بخير وحتي لم يسأل علي مكانها ليخبرها بالصدمة دون حتي مقدمات 


- هدير عمتك تعيشي انتِ


هدير أردفت برفض تام وكأنها لا تصدق ما سمعته 


- انتَ بتقول ايه يا وليد 


لتنقطع كلماتها وسقط الهاتف من يديها وتصلب جسدها


ليدخل قاسم وكريم الذي يفصلهم عنها باب بسبب صدع صوت الهاتف لاصطدامه بالارض 


ليدخل قاسم وجد الدموع تبدأ في الهبوط من أسر جفنيها ليمسك يديها ويري انها حتي لم تهتز او تتحرك شعر بتلك البرودة التي أصابتها وتخشب جسدها 


صرخت هدير حينما احضتنها لينتفض قلبه معها


لتخور قواها تماما وتفقد الوعي 


ليمسكها قاسم و يحاول كريم ان يفيقها معه ولكنها كانت ترفض ان تستجيب لأي محاولة ونبضاتها ضعيفة بشكل غير طبيعي وكأنها 


تنسحب عن هذا العالم المُخيف....


ليحملها قاسم ويخرج ويغلق كريم باب الصيدلية 


يتساءل الناس عن وضع هدير ليجيب عليهم كريم بأن علمت الخبر وسقطت في الصيدلية فلم يتحدث قاسم بكلمة


فليحترق العالم كله فلا شيء يهمه سوي هدير


ذهبوا بها الي المستشفي


__________


تم دفن هاجر وهي تاركه في نفس أخيها حسني ونفس هدير وفي نفس كل شخص عرفها أثر طيب كان حسني يبيت مع هدير في الايام الأولي وزوجته كالعاده لم تبالي 


وسارة اقنعت والدها انها لن تستطيع ان تترك صديقتها ووافق احمد علي مضض


كان حسني حزين علي اي يوم فكر فيه في إرث وفكر تلك الأفكار الشيطانية 


فوالله لا تساوي الدنيا شيء بدون شقيقته


_____


لقد قالها ذلك الذي وقع في شِباك معقدة 


يبدو أن الحب صعب وأصعب مما ظننت


فلا يمكنك أن تفز بطريقه سهلة علي قلب شخص اخر ومن الصعب هو ان تجتمع مع القلب الذي مال له قلبك 


فلم يكذب من قال أن الحب مرض


______


كانت هدير ترفض الحديث مع أحد، وكأنها أصبحت يتيمه مرة اخري تكره نفسها وتكره تلك الليالي التي لم تهتم بهاجر ولم تظهر لها حبها لها


هاجر من أعطتها كل شيء ولم تأخذ شي 


ولم تنتظر حتي مقابل، لم تحزنها هاجر، لم تشعرها يوماً انها عبء عليها 


قلبها يؤلمها وبشدة لم تكن تعرف انها ستفقدها هي ايضا فمن تبقي لها ؟؟ 


تم مرور عشرين يومًا علي وفاة هاجر 


اتت أمينه اليوم حتي تهون علي هدير برغم انها من تحتاج الي من يُهون عليها فهي ايضا فقدت شخص عزيز عليها صديقة لها، فأردفت امينة بنبرة حنونة


- فراقها واجعنا كلنا حاول بس انتِ تتمالكي نفسك


هدير أردفت بحزن شديد 


- ربنا يرحمها يارب بحاول علي قد ما اقدر


أمينه أردفت بعفوية


- قاسم كان عايز يجي معايا والله بس خاف علي عمك ليجي فجأة ويفهم غلط


- كأنه جه


وممكن تقوليله يا طنط لو معاه رقم المحامي بتاع عمتو يبعته لساره عشان انا تليفوني شاته مكسورة


- ليه يا بنتي عايزه محامي ؟ 


- عشان اعرف وضعي ايه 


عمي صاحب كل حاجه وكل حاجة وانا مش ناوي استني لما اسمع من حد كلمة وحشة 


ساره حاولت ان تجعلها تفكر بشكل إيجابي بعد ان أتت بفنجان القهوة لامينة 


- ليه بس يا هدير يعني عمك هيطردك وبعدين ده بيجي كل يوم  عشانك


أردفت هدير بنبرة جادة ولكن بعدم معرفة عن اي شي فعلته هاجر 


- انا عارفه من الاول ان ابويا ملوش حاجه هنا وبايع نصيبه حتي لو ليه مش هتفرق  من ورث عمتي لانه اكيد هيبيعه ومش هيفرق معاه حاجه ولا هيفكر فيا  


لازم اعرف رأسي من رجليا وعشان لو كده أجر شقة 


أردفت امينة قائلة 


- هقوله يا بنتي وبعدين بلاش تحطي في دماغك الأفكار الوحشة دي 


وبعدين شقه ايه اللي تأجريها، انتِ هتعيشي لوحدك وله ايه 


هدير أردفت وهي تذم شفتيها 


- لو الظروف حكمت يبقي خلاص


ساره حاولت ان تلطف الأجواء فأردفت قائلة 


- اتفائلوا شوية يا جماعة 


أمينه أردفت بصدق وجراءة 


- الكلام ده مش وقته يا بنتي بس كان المفروض تردي علي قاسم من بدري 


احنا مش هنسيبك حتي لو الفترة اللي قبل الجواز تقعدي معانا تحت في الشقة بتاعت عم قاسم ولو علي الناس تكتبوا كتب الكتاب 


خجلت هدير ولم تستطع ان تتحدث في هذا الوضع وكأن الظروف ضدها 

 

ساره حاولت ان تخفف الوضع بل زادته علي هدير


- يا طنط متحريجهاش احنا عارفين انهم لبعض 


بس الوضع دلوقتي ميسمحش يعني ان هدير تقول حاجه او تفكر هي اكيد محرجة وزي ما حضرتك قولتي مش وقته


لترمقها هدير بنظرة غاضبة الي حد ما 

وفهمت أمينه بعد فتره من الحديث أن قاسم اذا تقدم ستقول له هدير نعم و لكن هناك الكثير من الأشياء التي يجب ان يفكروا بها


___________


في مكتب المحامي الخاص بهاجر منذ سنوات 


قاسم أردف بنبرة حاسمة   


- زي ما قولتلك انا متاكد من الخطوة دي


- بس احنا مكناش متفقين علي كده يا استاذ قاسم احنا كُنا متفقين انك هترجع لهدير ملكها و انا شايف انها واعيه 


متنساش ثقه مدام هاجر فيك  


_______


بعد مرور ايام 


ذهبت ساره الي جدتها علي أن تعود مرة أخري 


صعد قاسم مع يارا في الصباح الباكر الي شقة هدير قبل الذهاب الي عمله متحججًا انه سيعطيها تلك الاشياء التي ارسلها والده من السوبر ماركت لها 


فصعد قاسم ودخلت يارا  حتي تتركهم علي انفراد لتضع الاشياء في المطبخ وكانت هدير صامته وعاقدة ساعديها


قاسم أردف بابتسامة مُشرقة 


- صباح الخير


- صباح النور ايه الحاجات اللي انتَ


  ويارا جايبنها دي 


قاسم مازال محافظ علي ابتسامته؛ وأردف قائلا 


- مش مني دول من ابويا عشان تاريخ الصلاحية بتاعهم هيخلص قال يلبسهملك 


- بجد جبت الحاجات دي ليه 


هدير بتفسير : بس انا مطلبتش حاجه و .. 


قاسم أردف بسخرية وهو يحك ذقنه  


- ده علي اساس اني بتاع الدليفري يعني ما انا عارف انك مطلبتيش حاجة


               الفصل الثامن عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>