أخر الاخبار

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم سلوي فاضل

رواية حكاية امل الجزء الثاني2الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم سلوي فاضل

( علي حافة الموت)

بدأت أجمع معلومات عن حياة أمل السابقة، كنت بكلمها كل يوم فون لمدة قصيرة نوعا؛ لكني بنتظرها من وقت ما بصحي وبكون سعيد جدًا وبحس أنها كمان بتحس بالسعادة وقت المكالمة؛ لكن ما استمرتش سعادتي كتير وأنهارت وتحولت لحزن لما جاتلي معلومات عنها كل حاجة حاكتها صحيحة لكنها خبت عليا أنها حملت من زوجها التاني زياد واتصلت بها صوت وصورة وكنت في قمة غضبي وهي شافت ده وقلقت مش عارف قلقت مني ولا عليّا
-مالك؟
-كذبتي ليه؟
-ما كذبتش في حاجة.
-كذبتي لما قولتي إنك عاقر.

اتحولت نبرتها من القلق للحزن والانكسار: 
-كلامك بيوجع وأنا ماقولتش إني عاقر ولا مرة.

بكيت بأخر جملة، وأنا اتضايقت اني سبب دموعها، لكن ما تأثرتش معالم وجهي، وهي حكت عن زياد اللي كرهني فيه أكتر وأكتر.

هديت جدًا لما سمعت منها وصعبت عليا واشفقت عليها؛ لأني فكرتها باللي حصل لها، كنت عايز اعتذر لأخر مرة وأبعد عنها واسيبها لحد يقدر يمنحها السعادة والاطفال، وفي المقابل اتحرم أنا منها ومن الإنسانة الوحيدة اللي فتحت لها بابي واتمنت قربها بعد ما اقفلته بصرامه، لكن هي قفلت بدون ما تعطيني فرصة اتكلم، فقررت ٦اني لازم اعتذر الأول وبعدين انسحب من حياتها للأبد.

أسبوع كامل اتصل بها بكل الطرق وهي ما تردش روحت لها المستشفى، ومشيت لأخروأنا بتمنى أن صورتها تفضل محفورة في ذهني وما تتمسحش أبدًا.

حاولت ماما تعرف أي حاجة أو أتكلم معاها وأنا كنت رافض بشكل قطعي، لحد ما فقدت الأمل وفهمت إني تراجعت أو باحاول ولكنها ما تخيلتش اصراري المرة دي أني أبعد فعلا بجدية. 

الغريب إن يومها بالليل لقيت أمل بتتصل الأول قررت ما اردش لكني بالنهاية مسكت الفون ورديت عليها برسمية شديدة.
كلمتني وهي منهارة تمامًا: 
-أنا في ورطة ممكن تساعدني.

كنت ببلع ريقي وباحاول أسيطر علي نفسي وأظهر عدم اهتمامي: 
-إيه اللي حصل؟

حكيت أمل تللي حصل وصدمها ردي اللي حاولت من خلاله اظهر عدم اهتمام بمساعدتها، وما أظهرش خوفي اللي تملكني من وقع نبرتها لوصول طليقيها لها، واحتمال أن أخوها يإذيها، وقدرت أوصلها إني تخليت عنها وده عكس حالتي.

 قفلت الخط بدون أي كلام وكنت متخيل شكلها وحبست نفسي بغرفتي عايز أنفذ قراري لكن فشلت؛ فاتصلت بها وهي ما ردتش وكل مرة ما تردش أرتاح لأني بنفذ قراري وأخاف عليها اكتر، فضلت أسبوع كده، لحد ما في يوم جت مكالمة لماما تعابير وجهها تبدلت لغضب وحزن توقعت إن أمل كلمتها يا ترى في جديد؟ أكيد أخوها لسه ماوصلهاش أكيد كويسة ده كل اللي سيطر علي تفكيري وقتها.

-ليه يا ابني؟ طيب ساعدها الأول وبعدين أبعد.
-حتابعها من بعيد يا ماما، هي بتخلف أكيد مش حقدر أسعدها.
-أنت بتعاقبها عشان بتخلف؟ حرام يا ابني عليك نفسك وحرام عليك أمل، وحتي لو مش عايز تتجوزها دي بتلجأ لك تحميها من خِسة طليقها الأول وجبروت أخوها تقوم تسيبها كده، أعتبرها غريبة وساعدها.

-حتابعها من بعيد، ومش حسيبها ولو لزم الأمر حابعت لها اللي يساعدها؛ لكن لازم هي تحس إني سيبتها وتخليت عنها.

ردت بغضب شديد: 
-هي جاية علي هنا، وخلي بالك لو جرى لها حاجة أنت أول واحد هتجلد نفسك وتلومها علي تخليك عنها في الوقت ده.

وصلت أمل كانت بتبكي وترتعش، وأنا كنت مش قادر أتحمل اشوفها بالحالة دي، ومن جوايا بحالة مزرية عكس حالة الجمود وعدم الاهتمام اللي اظهرتها، وهي حسيت بخيبة الأمل والضعف اللي وصلت له من ردي عليها؛ فانسحبت ونزلت، وأنا قررت أتصل بالقسم اللي تبعه بيت لؤي، واللي عرفت مكانه طبعًا لما سألت عنها وقبل ما أعمل أي حاجة لاقيت ماما بتصرخ عليا وهي بتابع أمل من البلكونة وشافتها وضعها مع أخوها، ونادت عليا بهيستريا جريت عليها وشوفته بيدخل أمل العربية معاه، ما حستش بنفسي جريت علي تحت كلمت ماما وأنا بتحرك.
-ماما انزلي خدي البنت من تحت.

كنت بجري الحقها استحالة اسامح نفسي لو جري لها حاجة استحالة، ركبت العربية وطيرت وراهم وكلمت زمايلي عشان يبعتوا قوة علي بيت لؤي واديتهم العنوان، كنت حاعمل حادثة كذا مرة، وأخيرًا وصلت أمام العمارة وعربية لؤي تحت جريت علي السلالم بدعي ربنا أوصل في الوقت المناسب وفعلا وصلت في اخر لحظة.

وسمعت صوت لؤي الصارخ:
-دلوقتي بتتذللي وتترجيني ما فكرتيش ليه من الأول قبل ما تفجري.
 
دخلت لقيتها داخلة في الحيطة  ومغمضة عينها ولؤي شاددها من شعرها و السكينة علي رقبتها  وبتتشاهد.

لحقتها ومسكت ايد اخوها وببعد السكينة بكل قوتي وقلبي بيرجف لو تأخرت ثواني أو ايدي ارتخت أمل حتموت فعلا قد إيه أنا أناني وغبي.

دخلت القوة أخيرًا ومسكوا اخوها
وهي فتحت عينها وقتها بدأت انتبه لأثار الضرب واللون الازرق اللي اكتسي وجهها، وأكيد باقي جسمها والدم اللي لونه تداخل مع اللون الازرق علي كامل ملامح وجهها، ومسكت ايدها أساعدها تقوم بس المرة دي محستش غير بالألم اللي نخر في قلبي، وإحساس الذنب اللي أكلني والشفقة عليها مني ومن أخوها كانت بترتجف فاقدة التحكم في جسمها مش قادرة تقف، سندتها وحاولت أحسسها بالأمان بس إزاي وأنا أول واحد تخليت عنها في أصعب موقف، قربتها مني علي قد ما قدرت تسند بجسمها عليا وفي الحقيقة قربها مني يحيني فعلا أخدتها في عربيتي، وارتجافها وخوفها مسيطرين عليها ويقتلوني وهناك كبرت أمل في عيني اكتر واكتر، رفضت تعمل محضر ضد اخوها خافت عليه أنا بدأت الكلام وبعدها طلعت أمل اللي جواها كانت مكسورة وتعبانة كل مرة تقول فيها أنها اتمنت الموت كنت بحس بعذاب وتأنيب ضمير ناحيتها، ازاي خايفة علي اخوها لاخر لحظة وهو ظلمها واذاها كده؟! طيب هي ممكن تسامحني وتغفر لي اني سيبتها وكانت علي حافة الموت؟ طيب أنا حسامح نفسي؟

كلامها أثر فيا ووجعني كأن سكينة في قلبي إزاي كنت حسيبها تترمي في النار تاني وادعي أنه عشانها وفي الحقيقة أنانية مني وتخلي عنها، ولما لقيت الكلام مطول كان لازم نمشي ويكمل حوارهم في البيت وطبعا ما ينفعش اسيبهم لوحدهم وصلتهم وطلعت معاهم وأكيد مش حمشي غير لو أطمنت عليها لأن لو ما حصلش وأطمنت هَاخدها وأمشي مهما كان رد فعله.

لؤي سابها ومشي وأنا سندتها وبتحاشي النظر لعينها بعد بعد اللي حصل مني، هي كانت بترتعش بشدة فاقدة التحكم بجسمها شافت الموت بعينها إحساس صعب جدًا ومؤلم لأبعد حد.

الفصل الثاني عشر (ثنائي رائع) 

رجعنا البيت وقعدنا مع لؤي، حكيت له اللي حصل بطريقه ما تخلهوش يتعصب علي قد ما قدرت، ولما النقاش بينهم شد ولؤي منشف دماغه مُصِر يستقوي عليها لأخر لحظه، حاولت ءأجل النقاش لتاني يوم وكنت ناوي أجي مش حسيبها غير لو أطمنت فعلا عليها، مش حتخلي عنها تاني ومش حكون أناني.

في وسط وجعها سالت عن مراته وأولاده وهنا كانت صدمة للكل حتي أنا الحقيقة لما عرفنا إن بنته ماتت وقتها بانت الحسرة والكسرة علي أخوها وكأنه كان بيخبي وجعه ورى كلامه، حسيت أنه بقي شخص ضعيف، جرحه باين ومش قادر يداريه، بس بردوا أول ما اتكلم بدأ يُملي شروطه عليها عشان يقبل أنها تقف جنبه، ولما نزلت دموعها من جديد؛ فقطعت أنا كلامهم
-ا/لؤي أنا طالب منك ايد اختك أمل لو هي موافقة.

أمل كانت في حالة ذهول مش فاهمة في إيه، وما توقعتش طبعًا بوجه الشفقة اللي دايما شايفاه طلبي، ولؤي لا وافق ولا رفض؛
-أسالها أهي قدامك.

 حاولت افك جو التوتر اللي كلنا فيه: هي موافقة عريس لقطة بقى، هَكلمك أحدد معاد ووالدتي حتيجي معايا.

 وقفت وجهت كلامي لها ببسمة باحاول ارسمها:
-خليكي هنا والبنت مع ماما ما تقلقيش عليها وبعد الفرح حتكون معاكي.

طبعا أمل لسه في ذهول ومش فاهمة حاجة، اما أنا فهربت من قدامها بمنتهى الشجاعة، وكنت فرحان أنها حتكون معايا بالرغم من اللي ناويت عليه، يا رب اقدر أحميها من كل حاجة بتوعجها وأقدر أعمل اللي بفكر فيه فعلا.

رجعت البيت وماما طبعا كانت علي أعصابها، وبتتصل بيا طول الوقت بس أنا كنت بفكر طول الطريق ومش قادر أرد عليها.
-حرام عليك يا عماد، مش بترد عليا ليه؟ كنت هاموت من القلق، قولي عملت إيه يا ابني؟ طمني عليها، أوعى  يكون جري لها حاجة.
-ما تقلقيش يا ماما هي كويسة لحقتها الحمد لله.
عينها اتسعت بخوف: 
-لحقتها! أخوها كان حيعمل إيه؟
لفيت وجهي بعيد عنها مش قادر انظر لها: 
-كان هَيدبحها.

صرخت ماما وأول مرة تزعق لي: 
-كان حيدبحها! وسبتها معاه حرام عليك، إزاي تسيبها معاه؟! إزاي؟

مسكت إيدها برفق وهديتها طبعا.
-والله ماسبتها غير لما تكلموا، وتأكدت أنه مش حياذيها بأي طريقة؟ أخوها مكسور عشان بنته توفت، رق شوية لأمل ثقي فيا يا امي.

تحولت نبرتها للحزن:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، واللي قلبه رق كان حيعمل كده ازاي؟
-ساعة شيطان ولما تكلموا وأنا فهمته اللي حصل هِدي، وأنا كمان طلبت ايدها منه.

 ردت بذهول تعجب وفرحة: 
-طلبت ايدها بجد! إزاي هو ده وقت مناسب؟ أنا مش فاهمة حاجة، طلبت ايدها ولا بتقول كدة وخلاص.
-والله زي ما بقولك، طلبت ايدها كان مُصِر أنها ترجع البنت الملجأ يا إما ترجع تعيش لوحدها ويقطع علاقته بها، وحسيت أنه حيجوزها تاني غصب وقررت أحميها منه.

 كان لازم أشوش علي اللي قولته واقفل أي حوار:
 -وأنا مش قادر أتكلم خالص، يا اما والله ولو قولتي أي حاجة ألغي كل حاجة وأسيب البلد كلها كمان ومش راجع تاني.

دخلت غرفتي وسط ذهول أمي وابتسامتها المرسومة علي وجهها وفي الحقيقة كنت بهرب مش عارف بهرب من إيه تحديدا.

 اتصلت باخوها حددنا معاد وزورتهم ومعايا ماما واتفقت معاه علي كل حاجة شوفت فرحتها في عينها، وكالعادة أكبر بكتير مما تخيلت مهما عليت سقف طموحي معاها ردود أفعالها بتكون أكبر وأقوي مما تخيلت، إحساس رائع تمنيته كتيير. كنت عايزها تفرح؛ فاصريت نعمل فرح كبير كأنها عروسة لأول مرة بس أكدت إننا نفضل مع أمي، وهي وافقت بترحيب شديد وده فرحني وماما أصرت نشتري لها غرفة نوم وهي تختارها بنفسها وعرضت عليها لو حبت تغير أي حاجة في البيت بس أمل اعترضت واكتفت بغرفتها اللي هي غرفتنا واللي هتجمعني بها.

مر اليوم وصورتها مش بتفارق عيني والفرحة اللي في عينها وشكلها بشعرها لأنها خلعت الحجاب تاني كان حلو قوي بالرغم من الجروح والألوان اللي في وشها من ضرب لؤي لها، في اليوم ده واللي مش عارف اسميه يوم مشئوم ولا يوم سعدي.

اه نسيت أقول لكم يوم ما روحت مع والدتي قبل ما أمشي قعدت مع لؤي وتكلمت معاه بوضوح إني مش عايزه يضربها لأي سبب، أي حاجة تحصل أو أي مشكلة أنا هَاحلها، الغريب اني حسيت أنه فرح واتضايق في نفس الوقت، مش عارف فصام في الشخصية ولا إيه! الصراحة ما اهتمتش المهم أنه وافق، حددنا الفرح بعد ثلاث شهور تكون أثار الضرب راحت وهي ارتاحت، ونختار الغرفة وتجهز حاجتها.

مر الثلاث شهور طوال وقصار في نفس الوقت وكل مرة أحس أن هبه وحشتها أعزمها في البيت واسيبها مع ماما، وادخل غرفتي ما اطلعش منها غير عشان أوصلها، وكان عندي أسبابي، أولا عشان تاخد هبه براحتها بدون ما اتضايق، وكمان عايزها تفهم أن في حدود بينا لأن زواجنا مش حيكون زواج بمعني الكلمة الزواج، لكن لإيجاد سبب منطقي يمنع أي حد يعترض على وجودها معايا، وأقدر أحميها وابعد عنها أي أذي أو وجع.

يوم الفرح كان غريب، كان صعب قوي أخبي فرحتي مع إني حاولت بجهد كبير، رقصت معاها في الفرح وعملت كل حاجة بتتعمل في الأفراح وهي كانت مبسوطة قوي وفرحانه، وعينها الملونة دي دوبتني وشكلها في فستان الفرح كان حلو قوي أوصِفها لكم زي ما قلبي شايفها هي طويلة بس أقصر مني، وجهها شبه مدور رشيقة جدًا، عيونها بحر زرقا وواسعة شفايفها صغيرة متناسقة جدًا مع ملامحها شعرها بني متوسط الطول كانت رافعاه فوق، وعلي رأسها تاج كأنها ملكة متوجه، جمالها مبهر يسحر العيون، واكتمل برقتها وخجلها، وده طبعا كتير قوي عليا وصعب علي قراري لأبعد الحدود، ربنا يقويني علي اللي جاي، أما أنا فكنت مع أمل ثنائي رائع.

 وبكده خلصت مرحلة القدر وبدأنا مرحلة تانية خالص ما كنتش  عارف وقتها حتخلص علي إيه والصراحة كنت قلقان من نفسي وبدعي ربنا أقدر اصمد وأصر علي قراري الصعب جدًاااااااا، بعد ما شوفتها في الفرح، إحساسي أنها بقت زوجتي ومكانها جنبي ومعايا لوحده شقلب كياني.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close