أخر الاخبار

رواية حكاية زهرة الفصل الاول1بقلم حكاوي مسائية


 رواية حكاية زهرة الفصل الاول1بقلم حكاوي مسائية 


كانت تقف في المطبخ تدندن وهي تعد وجبة العشاء كما يحبها زوجها ،ابن عمها الذي وهبته حبها ومستعدة ان تهبه حياتها ،زينت بيتهما ،طفلتهما الجميلة زهرة ،كانت كالزهرة  بوجنتيها المكتنزتين بلون الورد  ،تجلس بزاوية من الصالون ،تلون رسوما على طاولة منخفضة ،عليها عدة مجلات وجرائد. 

دخل غانم مناديا :

-صفية ،انت ياصفية .

جاءت سيدة تكبر زوجته بسنوات مسرعة 

-نعم ،نعم سيدي .

-خذي زهرة الى غرفتها ،ومرة أخرى لا اريد أن أراها قرب أشيائي ،مفهوم .

اخذت الطفلة واسرعت مغادرة وهي تردد 

-مفهوم  مفهوم .

وقفت زوجته ،رشيدة ،مستندة الى باب المطبخ ،تضم اليها ذراعيها ،وتنظر اليه بحزن 

-مابك ياغانم، زهرة ابنتنا وأول فرحتنا .

-أول فرحتك انت ،لا تنسي أن لي ابنتي كارما .

ابنته كارما ،من حبيبته ،حبه الوحيد ،تزوجها وعاش معها سعيدا الى أن عكر زواجه من رشيدة سعادته واضطر ان يطلق حبيبته .

تنهدت رشيدة .

-اضع لك العشاء ؟

-لا أريد ،مشاكلي في الشغل تسد نفسي عن الدنيا وما فيها. 

كان يعلم معزته بقلب رشيدة  ،وبعد وفاة والدها الذي كتب كل أملاكه باسمها ،ضاعت أحلامه في إرث عمه ،حاول بمساعدة ابيه الط،عن في عقود الأملاك ولكن المحامي نصحه بالمهادنة ،فكل الاوراق موثقة وقانونية. 


يئس والده ،وعاد هو الى زوجته محبطا،مهزوما، ولكنها بعد أن عرفت الموضوع كله اقترحت الحل :

-تزوجها .

-ماذا تقولين ،انا احبك ،فكيف اتزوجها ،وهي تعلم أنني متزوج .

-هل كلمتها انت او ابوك عن المال او الإرث .

-لا ،فضلنا أن نستشير محاميا أولا ،ولكنه أكد لنا استحالة أن نأخذ من إرث عمي شيء .

-ممتاز ،هي إذن تظن انكما عزيتماها في أبيها ،ولم تسألا عن إرث ولا مال.

-نعم ،لماذا تخططين ؟

-قف مع ابنة عمك اليتيمة ،كن لها السند ،الصدر الحنون ،ولما تطمئن وتميل إليك تقدم لها .

-لن تقبل ،تعرف انني متزوج ولي منك كارما .

-إن اشترطت ان تطلقني ،افعل .

-ماذا تقولين ؟ اطلقك ؟من أجل المال  فلتذهب هي ومالها الى الجحيم .

-ستذهب اليه وحدها ،والمال سيأتي الينا .أم تعجبك حالتنا ،كارما ستكبر وتكبر مصاريفها ،واريد ان انجب لك ابنا يكون لك سندا ووريثا، فهل سيكفينا راتبك ،انا احبك ولكنني سأضحي ،لأجلك ولأجل اولادنا .

رفض ،ثم تردد ،ثم لان ثم نفذ .

أصبح مديرا لشركة عمه ،وكلما احتاج أمضاء اخذ الأوراق اليها الى البيت. 

وكلما  دس بين الأوراق تنازلا عن جزء من الأملاك أو عقد بيع ،مثل التعب من مشاكل العمل ،وبعد مسرحية متقنة،يضع أمامها الأوراق لتضع عليها إمضاءها وختمها،وبالتوكيل الذي معه يتمم إجراء نقل الملكية اليه.

اليوم آخر مسمار في نعشك يا رشيدة ،اليوم ستمضين وتختمين على بيع الشركة، آخر ما تبقى من أملاك أبيك باسمك .

كانت تنتظر أن يهدأ لتزف له الخبر ،علمت أنها حامل ،ستكون أما للمرة الثانية ،رغم انه منعها من الإنجاب بعد زهرة ،ولكنها حنت لأمومتها، وماذا ينقصها،غنية ،مستقرة ،بصحة جيدة ،سيغضب قليلا ثم يهدأ ويتقبل الأمر ،ولو كان ولدا سيفرح به ويفضله حتى على كارما .

دخل المكتب ،وانشغل عنها بالعمل ،أعدت له فنجان القهوة ،ودخلت تنوي ان تخبره عن حملها .

-غانم ،عندي لك خبر سيفرحك. 

-ليس الآن ،انا مشغول بمناقصة مهمة لو حصلنا عليها يعزز اسمنا بالسوق. 

تعالي ،امضي هذه الأوراق ،لا تنسي أن تقرأيها أولا .

-متى راجعت بعدك ،منذ تسلمت إدارة الشركة اعتمدت عليك ،وصراحة انا لست جيدة في إدارة الأعمال وارحتني جدا .

ابتسمت له ،فأخذ منها الفنجان مبتسما .

-انت حبيبتي وراحتك همي وشغلي ،سأريحك من كل هذا ،اطمئني .

نظر اليها بخبث وهي تضع إمضاءها على الأوراق .

اذهبي لترتاحي الآن ،وغدا بعد أن انهي كل المعاملات سنتحدث.

مساء الغد جاء ،لا أوراق بيده ،مبتهج على غير عادته .

-صفية 

-نعم سيدي .

-جهزي حقائب سيدتك وابنتها .

جاءت رشيدة سعيدة 

-هل سنسافر ،قل لي الى أين ؟ طبعا ستكون معنا ،تستحق أن ترتاح وتأخذ عطلة من العمل .

-نعم سنسافر ،وأنا استحق أن ارتاح ،اما الى أين فإلى إيطاليا .

-وانا أيضا عندي لك خبر جميل ،انا حامل .

لم يهتز ،لم يغضب ،لم يفرح ،لم يتغير تعبير ملامحه .

-مبارك ،المهم انك سعيدة به .

سافروا الى إيطاليا ،ظنت انهم سينزلون بفندق فخم فالمال لا ينقصهم ،ولكنهم توجهوا نحو حي فقير ،وصعدوا الى شقة صغيرة ،غرفة واحدة وصالون  مطبخ لا يسع اثنين ،وحمام أصغر من علبة .

-لمن هذه الشقة ؟

-لك عزيزتي ،خذي هذا صك ملكيتها باسمك ،حتى لا تقولى انني لم أعطك شيءً،وهذه الورقة لك أيضا ،وهذه بطاقة فيزا ،لقد وضعت لك بعض المال بالبنك هنا .انت طالق عزيزتي .

كانت تنظر اليه ،لا تفهم مايقول ،لماذا يطلقها ،لماذا إيطاليا، لماذا شقة ،لماذا هو من يضع لها مالا بالبنك ؟ اخيرا نطقت:

-لماذا ؟

-لأن كل ذلك المال من حقي انا ،انا وريث عمي ،لماذا يكتب كل شيء باسمك ؟ ذكي هو ،ولكنه انجب غبية ،كنت تعلمين انني متزوج ،وقبلت الزواج مني ،حتى انك لم تسألي إن كنت احبك ام لا .

-ولكنك كنت معي ،كنت طيبا ،مراعيا لي ،رأيت الحب في تصرفاتك .

-لأنك واهمة غبية ،طفلة مدللة تظن كل الناس تحت قدميها .ما احببتك يوما ،وما اعتبرت ابنتك ابنتي ،ولا أريد حملك ،لا أريد منك أطفالا، ما اريده أخذته .

-ولماذا جئت بي الى هنا ؟

-ستعيشين هنا بقية حياتك ،جواز سفرك سآخذه معي ،ولا تحاولي استخراج آخر ،انا احذرك ،لو عدت سأحرمك من أولادك ،وأدخلك مصحة نفسية ،الأفضل لك أن تتقبلي وضعك الآن ،المال الذي على الفيزا سيساعدك حتى تتأقلمين، وبعده ابحثي عن عمل ،وانسي انك كنت يوما زوجتي او ابنة عمي .

مصدومة تنظر اليه وهو يبتسم بخبث قبل أن يدير لها ظهره ويغادر .

يتبع    
                 الفصل الثاني من هنا
                 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close